طاجيكستان: بين الانهيارات الأرضية والألغام الأرضية، الشراكة تساعد في الحفاظ على سلامة الناس وصحتهم

An elementary school student in the village of Changal, in northwestern Tajikistan, is loaded into an ambulance as part of training on how to act during an earthquake. In a preparedness exercise organised by the Tajikistan Red Crescent, in cooperation with the Programmatic Partnership, students and staff learned how to leave classrooms quickly and give first aid to the injured.

أحد طلاب المدارس الابتدائية في قرية شانغال، في شمال غرب طاجيكستان، يتم تحميله في سيارة إسعاف كجزء من التدريب الذي ينظمه الهلال الأحمر الطاجيكستاني على كيفية التصرف أثناء وقوع زلزال.

صورة: فيرا ليتو-ميشو / الصليب الأحمر الفنلندي

إن طاجيكستان معرّضة للكوارث الطبيعية مثل التدفقات الطينية، والفيضانات، والانهيارات الأرضية، والزلازل، والانهيارات الجليدية، وموجات الحرّ والبرد. ويؤدي التأثير المتزايد لتغير المناخ إلى تفاقم هذه المخاطر وزيادة ضعف العديد من المجتمعات الريفية.

على بعد ثلاثة كيلومترات من مدرسة قرية شانغال في طاجيكستان يقع حقل ألغام. مع اقتراب العطلة الصيفية، تنصح معلمة الكيمياء سعيدة ميليبويفا، ومتطوعون آخرون في الهلال الأحمر الطاجيكستاني، الأطفال بالابتعاد عن منطقة الخطر في المنطقة الحدودية بين طاجيكستان وأوزبكستان.

ومع ذلك، تنتقل الماشية عبر حقل الألغام، ويتعرض الأطفال وحيوانات الرعي للخطر. ولا أحد يعرف بالضبط مكان الألغام، إذ لم يتم تحديدها على الخريطة. تقوم الانهيارات الطينية والفيضانات المتكررة بنقل الألغام إلى مواقع لا يمكن التنبؤ بها. وقد ساعدت المعلومات التي شاركها الهلال الأحمر الطاجيكستاني في الحفاظ على سلامة الأطفال، وقد مرت 15 عامًا من دون وقوع أي حوادث مرتبطة بالألغام.

وهذا مجرد نشاط واحد من بين الأنشطة العديدة التي تدعمها شراكة مدتها ثلاث سنوات بين الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، والاتحاد الأوروبي، لدعم المجتمعات المحلّية في طاجيكستان للتنبؤ والاستجابة والتعافي بشكل فعال من تأثير الصدمات والمخاطر المتعددة. 

تقف سيدة ميلبويفا، معلمة الكيمياء، في ردهة مدرستها، وتشرح كيف قامت هي ومتطوعون آخرون في الهلال الأحمر الطاجيكستاني بتحذير الأطفال بضرورة الابتعاد عن الألغام الأرضية والمخاطر الأخرى في المنطقة الحدودية بين طاجيكستان وأوزبكستان.

تقف سيدة ميلبويفا، معلمة الكيمياء، في ردهة مدرستها، وتشرح كيف قامت هي ومتطوعون آخرون في الهلال الأحمر الطاجيكستاني بتحذير الأطفال بضرورة الابتعاد عن الألغام الأرضية والمخاطر الأخرى في المنطقة الحدودية بين طاجيكستان وأوزبكستان.

صورة: فيرا ليتو-ميشو / الصليب الأحمر الفنلندي

يتعلم تلاميذ المدارس أيضًا كيفية التصرف أثناء الزلزال والكوارث الأخرى والحوادث اليومية. وفي تمرين الاستعداد الذي نظمه الهلال الأحمر الطاجيكستاني، تعلم الطلاب كيفية مغادرة غرف التدريس بسرعة وتقديم الإسعافات الأولية للجرحى.  

تقول مانيجا، وهي طالبة من بنجكنت في طاجيكستان: "أخبرتنا معلمتنا بما يجب علينا فعله في حالة حدوث انهيار طيني أو زلزال، أو ماذا نفعل إذا كسر شخص ما عظمة أو إذا كان هناك حاجة إلى تقديم الإسعافات الأولية. عند وقوع الزلزال، يجب أن نجد مكانًا لا يخلو من المنازل ونجلس فيه، وعلينا أن نتحلى بالشجاعة والهدوء ونقوم من دون تسرع".  

لا يزال متطوع الهلال الأحمر الطاجيكستاني أزامبيك دوسيوروف يتذكر كيف بدا الانهيار الطيني الذي اقترب من منزله في بانجكنت. وبعد أن رأى كتلة من الأرض تتساقط من الجبال، أخبر أزامبيك أصدقاءه وعائلته بالخطر وركض بحثًا عن الأمان إلى أعلى التل. ولحسن الحظ، ظل المنزل سالمًا.  

ومنذ ذلك الحين، قام أزامبيك ومتطوعون آخرون في الهلال الأحمر بزراعة الأشجار في الفناء، حيث تساعد جذورها في الحفاظ على كتل الأرض في مكانها. وتم فتح مسار واسع في جانب التل، مما سمح للانهيارات الطينية بالنزول إلى الوادي من دون تدمير المنازل والمحاصيل. 

متطوع الهلال الأحمر الطاجيكستاني أزامبيك دوسيوروف (يسارًا، يحمل مجرفة) ينضم إلى العديد من متطوعي الهلال الأحمر الطاجيكي في زراعة الأشجار حتى تساعد جذورها في الحفاظ على كتل الأرض في مكانها ومنع احتمال حدوث انهيارات أرضية.

متطوع الهلال الأحمر الطاجيكستاني أزامبيك دوسيوروف (يسارًا، يحمل مجرفة) ينضم إلى العديد من متطوعي الهلال الأحمر الطاجيكي في زراعة الأشجار حتى تساعد جذورها في الحفاظ على كتل الأرض في مكانها ومنع احتمال حدوث انهيارات أرضية.

صورة: فيرا ليتو-ميشو / الصليب الأحمر الفنلندي

عندما اشتدت الاشتباكات على طول الحدود بين طاجيكستان وقيرغيزستان، بدأ متطوع الهلال الأحمر عبد الرحمن سلطان بزيارة المنازل في المنطقة للتأكد من أن الناس يعرفون كيفية الاعتناء بأنفسهم وبجيرانهم في حالة وقوع إصابات.  

أحد المنازل التي زارها كان منزل مشخورة هامروبويفا، في مدينة خوجاند. ومنذ ذلك الحين، استمرت الاجتماعات، وتمحورت المناقشات حول مواضيع يومية. يقول عبد الرحمن البالغ من العمر 17 عاماً: "نجتمع مرتين أو ثلاث مرات في الشهر. نتحدث عن كل شيء، مثل كيفية الوقاية من قضمة الصقيع في الشتاء أو كيفية تجنب الأمراض المعدية".  

لم يستغرق الأمر وقتًا طويلاً حتى أصبحت نصائح عبد الرحمن مفيدة. عندما سكب ابن مشخورة البالغ من العمر ثلاث سنوات كوبًا ساخنًا من الشاي على نفسه عن طريق الخطأ، تذكرت مشخورة ما قاله لها عبد الرحمن. تقليديًا، كانت تعالج الحروق بقطعة بطاطس، لكن هذه المرة قامت مشخورة بغمس يد الطفل في ماء بارد.  

بفضل التدريب على الإسعافات الأولية الذي قدمه متطوع الهلال الأحمر عبد الرحمان سلطان (على اليمين) البالغ من العمر 17 عامًا، تمكنت مشخورة هامروبويفا (الجالسة على اليسار) من علاج ابنها البالغ من العمر ثلاث سنوات بسرعة وبشكل صحيح بعد أن انسكب عليه الشاي الساخن.

بفضل التدريب على الإسعافات الأولية الذي قدمه متطوع الهلال الأحمر عبد الرحمان سلطان (على اليمين) البالغ من العمر 17 عامًا، تمكنت مشخورة هامروبويفا (الجالسة على اليسار) من علاج ابنها البالغ من العمر ثلاث سنوات بسرعة وبشكل صحيح بعد أن انسكب عليه الشاي الساخن.

صورة: فيرا ليتو-ميشو / الصليب الأحمر الفنلندي

هذه بعض أعمال الهلال الأحمر الطاجيكستاني (المدعومة من قبل الشراكة البرامجية) التي تساعد الأشخاص والمجتمعات على منع وقوع كوارث في المستقبل، ورعاية أنفسهم أثناء الأزمات التي لم يتمكنوا من منعها.  

توفر الشراكة البرامجية بين شبكة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، والاتحاد الأوروبي، تمويلًا استراتيجيًا ومرنًا وطويل الأجل ويمكن التنبؤ به، حتى تتمكن الجمعيات الوطنية من العمل قبل حدوث حالة الطوارئ. ويتم تنفيذه في 24 دولة حول العالم.

أخبار ذات صلة