محلية العمل الإنساني

الجهات الفاعلة الإنسانية المحلية هي أول من يستجيب عند وقوع الكوارث، وغالبًا ما يكون في إمكانهم الوصول إلى المناطق التي لا يستطيع الفاعلون الدوليون الوصول إليها. إنّ وجودهم داخل المجتمعات قبل وأثناء وبعد الأزمات، يعني أنّهم عموماً في وضع أفضل لربط جهود الإستجابة الفورية ببناء القدرة على الصمود والتأهب والتعافي على المدى الطويل.

ماذا نعني بمحلية العمل الإنساني؟

محلية العمل الإنساني تعني زيادة الإستثمار الدولي واحترام دور الجهات الفاعلة المحلية، بهدف خفض التكاليف وتوسيع نطاق العمل الإنساني.

وتعتبر أيضًا طريقة لإعادة التفكير في القطاع الإنساني من نقطة الصفر - مع الإعتراف بأنّ الغالبية العظمى من المساعدة الإنسانية يتمّ توفيرها بالفعل من قبل الجهات الفاعلة المحلية.

إن محلية العمل الإنساني في قلب نموذج عمل الاتحاد الدولي منذ تأسيسه في عام 1919. كانت رؤيتنا آنذاك والآن تتألف من شبكة من المنظمات المحلية، وجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، التي تساعد بعضها البعض على أن تكون فعالة قدر الإمكان وتقف مع بعضها البعض في مواجهة الأزمات الضخمة، وكلها مدعومة من قبل أمانة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر.

نداءنا للعمل: الإستثمار في العاملين في المجال الإنساني المحلي

امرأة تتحدث إلى سكرتيرة قسم الصليب الأحمر النيجيري في سونغ في نيجيريا عن عائلتها التي هربت من الصراع، وسبل العيش الجديدة التي أنشأتها باستخدام المساعدة النقدية

امرأة تتحدث إلى سكرتيرة قسم الصليب الأحمر النيجيري في سونغ في نيجيريا عن عائلتها التي هربت من الصراع، وسبل العيش الجديدة التي أنشأتها باستخدام المساعدة النقدية

صورة: كوري باتلر/ الإتحاد الدولي

في كثير من الأحيان عندما يسمع الناس كلمة "إنساني"، فإنّهم يتخيلون أجنبيًا هاربًا حول العالم ينقضّ على بلد متأثر بالأزمة، وينقذ الموقف.

لكن هذه الصورة بعيدة كل البعد عن الواقع على الأرض. العاملون الإنسانيون المحليون - مثل متطوعي الصليب الأحمر والهلال الأحمر - هم في الواقع من يقومون بمعظم أعمال المساعدة الإنسانية، غالبًا في الخفاء. ومع ذلك، لا يزال الجزء الأكبر من الإستثمار الدولي والإهتمام والصلاحيات تتدفق إلى المنظمات الدولية.

في عام 2016، قدّم عدد من الجهات المانحة الرئيسية والمنظمات الإنسانية التزامات مهمة بشأن إضفاء الطابع المحلي كجزء من الصفقة الكبرى.

تذهب الصفقة الكبرى 2.0، التي تم إطلاقها في عام 2021، إلى أبعد من ذلك وتلتزم بإعطاء الأولوية "لدعم أكبر لقيادة وقدرات المستجيبين المحليين، ومشاركة المجتمعات المتضررة في معالجة الاحتياجات الإنسانية". 

كيف يمكن تحقيق ذلك؟

ماذا يجب أن تفعل الجهات الفاعلة المحلية؟

متطوعو الهلال الأحمر العربي السوري يوزعون إمدادات الإغاثة على المجتمعات في عام 2013

متطوعو الهلال الأحمر العربي السوري يوزعون إمدادات الإغاثة على المجتمعات في عام 2013

صورة: إبراهيم ملا / الإتحاد الدولي

من المهم بالقدر نفسه أن تتحمّل الجهات الفاعلة المحلية المسؤولية لتعزيز قدراتها واستعدادها للقيادة.

ويشمل ذلك قيام الحكومات بتطوير القوانين والإجراءات والآليات المؤسساتية المناسبة المتعلّقة بالقانون الدولي للإستجابة للكوارث (IDRL).

يجب على جميع الجهات الفاعلة المحلية (الحكومية وغير الحكومية) المهتمة بالوصول إلى هذه الأموال الدولية التأكّد من أنّ لديها آليات قوية بشكل كاف لاستخدامها بطريقة مسؤولة وشفافة.

شاركوا معنا

هل ترغبون في مشاركة آرائكم والإنضمام إلينا في العمل نحو نظام بيئي إنساني ذات طابع محلي أكثر؟ انقروا هنا للتواصل معنا.