اليوم العالمي للصليب الأحمر والهلال الأحمر: في التلال على طول الحدود، توفر لوبيتا المياه، والإسعافات الأولية وجرعة من الإنسانية

Mexican Red Cross emergency responder Lupita Gonzalez stands in front of the all-terrain vehicle she drives while on patrol, looking for migrants in distress in the Sonoran desert

لوبيتا غونزاليس، أخصائية طبية في حالات الطوارئ الصليب الأحمر المكسيكي، تقف أمام السيارة التي تقودها أثناء قيامها بدوريات للبحث عن المهاجرين المحتاجين للمساعدة في صحراء سونوران.

صورة: سوزانا أرويو بارانتيس / الاتحاد الدولي

بالنسبة للمستجيبة الأولية في الصليب الأحمر المكسيكي، لوبيتا غونزاليس، فإن "إبقاء الإنسانية حيّة" يعني التواجد في صحراء قاسية أودت بحياة العديد من الأشخاص اليائسين. "لا تزال قصصهم تؤثر فيّ كما فعلَت في اليوم الأول."

في مدينة نوغاليس، في ولاية سونورا شمال المكسيك، الكل تقريبًا يعرف روزا غوادالوبي غونزاليس بوسيو.

العاملون في مجال الصحة، والسلطات المحلية، والمنظمات الاجتماعية، والتجار المحلّيون... الجميع يعرف هذه المرأة الذكية، الحازمة، التي ترتدي الملابس الحمراء وتقود سيارة مخصصة للطرقات الوعرة في الشوارع والطرقات النائية غير المعبّدة في نوغاليس.  

لوبيتا هي أخصائية طبية في حالات الطوارئ، والنقطة المحوريّة للمساعدات الإنسانيّة التي يقدمها الصليب الأحمر المكسيكي الى المهاجرين المستضعفين على الجانب المكسيكي من نوغاليس، وهي البلدة التي تمتد على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك.  

كل يوم، تقود لوبيتا سيارتها التابعة للصليب الأحمر، للبحث عن الأشخاص الذين فُقدوا أو أصيبوا بالجفاف أو تعرضوا للإصابة بعد محاولتهم تسلق الجدار الذي يفصل بين البلدين.  

بالنسبة للعديد من المهاجرين، تمثل المكسيك الخطوة الأخيرة في الرحلة التي يقوم بها الأشخاص من جميع أنحاء العالم للوصول إلى الولايات المتحدة. وفي عام 2023 وحده، كانت هناك أكثر من 2.4 مليون محاولة لعبور الحدود بين البلدين، والتي وصفتها الأمم المتحدة بأنها مسار الهجرة البرّية الأكثر فتكًا في العالم.  

وفي عام 2023، فقد ما لا يقل عن 686 مهاجرًا حياته على هذا المسار، نصفهم تقريبًا أثناء محاولتهم عبور الصحاري، مثل صحراء سونوران، التي تعبرها لوبيتا كل يوم. 

لوبيتا غونزاليس، أخصائية طبية في حالات الطوارئ الصليب الأحمر المكسيكي، تتحدث مع اثنين من المهاجرين في عيادة صحية في شمال المكسيك.

لوبيتا غونزاليس، أخصائية طبية في حالات الطوارئ الصليب الأحمر المكسيكي، تتحدث مع اثنين من المهاجرين في عيادة صحية في شمال المكسيك.

صورة: سوزانا أرويو بارانتيس / الاتحاد الدولي

قصص مأساوية في رحلة لا ترحم

تقول لوبيتا: "نخرج كل يوم من أيام السنة للبحث عن المهاجرين الذين يحتاجون إلى المساعدة. درجات الحرارة هنا في نوغاليس خلال فصل الصيف تكون شديدة للغاية. تعتبر ضربة الشمس والجفاف وعضات الحيوانات أمورًا شائعة. ولكن في فصل الشتاء، تشكل الصحراء أيضًا تهديدًا مميتًا."

في ليلة شديدة البرودة منذ 15 عامًا، عاشت لوبيتا قصة تركت أثرًا في ذاكرتها. سقطت امرأة كانت تسير مع ابنتها الصغيرة في الصحراء، وأصبحت عاجزة عن الحركة. اتصلت المجموعة التي كانت تسير معها برقم 911 طلبًا للمساعدة، واكملت طريقها. وعندما وصلت فرق الإنقاذ الأمريكية والمكسيكية الى المرأة، كان قد فات الأوان. كانت قد ماتت.

نجت الفتاة وهي محمية بحضن والدتها. ولكن نظرًا لعدم وجود أي مآوي في المنطقة مخصصة لهذا النوع من الحالات، فقد ظلت مع الصليب الأحمر حتى عثرت السلطات على عائلتها.

اليوم، هناك العشرات من المراكز في نوغاليس التي تستقبل كل عام آلاف المهاجرين وطالبي اللجوء من بلدان في الأمريكتين وأوروبا وآسيا، وكذلك من المكسيك نفسها.

تقول لوبيتا: "نحن نقدم المساعدات الإنسانية منذ حوالي 20 عامًا للأشخاص المستضعفين أثناء الهجرة، ولا تزال قصصهم واحتياجاتهم تؤثر فيّ كما فعلت في اليوم الأول."

"بغض النظر عن المكان الذي يأتون منه، فإن معظمهم يفرون من حياة صعبة ويواجهون مسارًا خطيرًا وغير مؤكد، مع عدم إمكانية الوصول إلى الخدمات الأساسية. ولهذا السبب، نخرج في السيارة للبحث عنهم. ولهذا السبب، نترك لهم المياه على المذابح الدينية التي يبنونها في الصحراء."

ولهذا السبب، فإن الصليب الأحمر المكسيكي يقدم لهم الرعاية الطبية الأساسية، والرعاية قبل دخول المستشفى، والدعم النفسي والاجتماعي، والخدمات اللازمة لإعادة الاتصال بأسرهم.

يقدم الصليب الأحمر هذه الخدمات في جميع أنحاء البلاد، وذلك بفضل شبكة نقاط الخدمات الإنسانية وآلاف المتطوعين الذين، بالتزامهم، يبقون الإنسانية حيّة.

في اليوم العالمي للصليب الأحمر والهلال الأحمر، نشكرك يا لوبيتا والصليب الأحمر المكسيكي على إبقاء الإنسانية حيّة. 

أخبار ذات صلة