بيان من أعضاء مجلس إدارة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر

IFRC flag

علم الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر

صورة: الاتحاد الدولي

نحن أعضاء مجلس إدارة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر (الاتحاد الدولي) نشعر بقلق شديد إزاء الخسائر البشرية المتصاعدة الناجمة عن العنف والنزاعات في شتى ربوع العالم. وإننا نناشد اليوم كل الأطراف بضمان سلامة العاملين في المجال الإنساني والمدنيين وحمايتهم وبالسماح للمنظمات الإنسانية بتوصيل المساعدات الأساسية دون عائق.

وفي خضم الظروف العصيبة للغاية، ومنها النزاعات المسلحة والأزمات العالمية المنسية، كان عام 2023 العام الذي سُجل فيه أكبر عدد من القتلى في صفوف العاملين في مجال المعونة الإنسانية على الإطلاق، إذ فقد خلاله أكثر من 400 شخص أرواحهم. وشهدنا خلال الشهور الأربعة الأولى من عام 2024 مسارا قاتما استمر فيه قتل العاملين في مجال المعونة الإنسانية وهم يخدمون غيرهم.

وخلال الأشهر الستة الماضية، فقدت الجمعيات الوطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر 30 متطوعا وموظفا تفانوا في عملهم في الجزائر وإثيوبيا وإيران وإسرائيل وليبيا وفلسطين والسودان. وإننا لحزينون على فراقهم ونجل خدماتهم. فهم لم يكونوا زملاء وحسب، بل كانوا أفرادا من الأسرة وأصدقاء أحببناهم، وقد قُتلوا على نحو مأساوي وهم يحاولون مساعدة غيرهم. وهذا أمر لا نقبله بموجب القانون الدولي الإنساني ومبادئنا الأساسية ولا تقبله الإنسانية جمعاء.

وفي هذا السياق نكرر نداءنا بتمكين متطوعي وموظفي الجمعيات الوطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر من إيصال المساعدات بأمان ودون عائق وإتاحة الحيز لهم لتقديم الخدمات الإنسانية وفقا لمبادئنا الأساسية المتمثلة في الحياد وعدم التحيز والاستقلال.

وتنسحب ضرورة صون المدنيين على المؤسسات الحيوية، ومنها المستشفيات والمدارس والبنية التحتية الحاسمة. والزود عن هذه المؤسسات من الضرر واجب للحفاظ على الاستقرار وتقديم الخدمات الحاسمة الأهمية، وبث ضياء الأمل في أحلك ساعات الأزمات والنزاعات.

ويحتاج متطوعو وموظفو الجمعيات الوطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر إلى الأمان للاضطلاع بعملهم الذي ينقذ الأرواح، فهم يعملون بلا كلل أو ملل لتقديم المعونة والرعاية الطبية الحيويتين. وحمايتهم دون عائق أمر بالغ الأهمية.

وإننا إذ نحزن على فقدان موظفينا المتفانين، نغتنم هذه اللحظة لنحمل التزامهم الراسخ نبراسا يشع بضياء المثل الإنسانية العليا. وإننا، نحن أعضاء مجلس إدارة الاتحاد الدولي، نوحد صفنا للحث على إيجاد حلول سياسية لصون المدنيين، وعلى ضمان حماية العاملين في مجال المعونة الإنسانية لشق طريق صوب السلام والاستقرار.