مركز المناصرة
إنّ جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر هي هيئات مساعدة للسلطات العامة في المجال الإنساني. لدى هذه الجمعيات مسؤولية خاصة لدعم السلطات العامة في وضع سياسات تحمي الفئات الضعيفة، لا سيما من الكوارث والأزمات. يعمل الإتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر كممثل لهذه الجمعيات في منتديات السياسة العالمية والإقليمية، وبشكل وثيق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
الصليب الأحمر المالطي
الإبلاغ عن مشكلة
خط النزاهة ضمن نظام الإبلاغ التابع للإتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر متاح لأي شخص للإبلاغ عن أي سوء سلوك محتمل يتعلّق بالإتحاد الدولي وجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر التابعة لنا في جميع أنحاء العالم.
الصليب الأحمر المالي
الدكتور ياسين عبّاس يرى أن التباعد الجسدي تحدٍّ حقيقي في العراق لمحاربة كوفيد-19
رندة العزير – استنفرت جائحة كورونا كل جهود جمعية الهلال الأحمر العراقي، فأطلقت برنامج "طبيبك" لإرشاد الناس وتوعيتهم وتحويلهم إلى المسار الصحيّ المناسب بحسب حالاتهم. وفي حوارنا مع رئيس الجمعية، الدكتور ياسين عبّاس، تطرّقنا إلى كيفية تعامل المواطنين مع الجائحة التي لم تغيّر الكثير من سلوكياتهم، مع أنها تسبّبت في قطع الأرزاق وكشفت عن عمق الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي تعاني منها البلاد. وشدّد الدكتور عبّاس على الحاجة إلى تقوية "الحدّ من مخاطر الكوارث وإدارتها" لحماية السكّان وإبقاء واجتذاب الاستثمار المحلي والأجنبي.لماذا برأيكم لم يتحسّن الوضع في العراق بالنسبة لفيروس كورونا بالرغم من الإجراءات المُتّخَذة؟هذه مسألة غاية في الأهمية. أيّ أجراء يتمّ اتخاذه في حالة الجائحة، ما لم يتعاون المواطنون معه ويدركون أهميته، لن يكون إجراءً ناجحاً. منذ البداية، كان واضحاً أن الإجراءات التي تمّ اتخاذها تناولت الجانب الصحي دون أن تنظر إلى الواقع المعيشي. في المرحلة الأولى، تمّ تطبيق حالة منع تجوال في أنحاء العراق. ويعني منع التجوال ببساطة انقطاع أرزاق المواطنين الذين يعتمدون على ما يجنونه من عملهم اليومي. لا أظن أن المواطنين سوف يحترمون مثل هذا القرار لأنه سيؤثّر على أرزاقهم وأرزاق عوائلهم، ولن يكون أمامهم إلا خيارٌ واحد هو كسر هذا الحظر.النقطة الثانية في تصوّري وهي الأهم مسألة التباعد الاجتماعي. ولا أقصد التباعد الجسدي، وإنما الاجتماعي. فالمناسبات الاجتماعية لم تنقطع أبداً، وأعني بذلك مجالس العزاء مثلاً. وهي مجالس اجتماعية يتجمّع فيها الأهل، والأقارب، والأصدقاء، والجيران، وأهل المنطقة وكل من له معرفة بالمتوّفي. يتواجدون بشكل مكثّف في سرادقات وجوامع وقاعات، ويحضرون 3 أيام من العزاء كما تقتضي العادات في العراق. التباعد الاجتماعي لم يكن مطبَّقاً، كذلك الحال مع التباعد الجسدي داخل هذه المناسبات. استمرّت المصافحة وحتى العناق. هكذا تتصوّرين العدد الهائل من الناس الذين يرتادون هذه التجمعات وكيفية انتقال المرض من خلالها. بالإضافة إلى أن عمليات التزاور أثناء منع التجوال لم تهدأ، على العكس من ذلك، نتيجة تعطيل العمل، زادت الفرصة أمام الجميع الذين بدأوا يسهرون ويلتقون صباحاً وظهراً ومساءً.هل تجدون أن التعليم والثقافة من العوامل التي تساعد على الوعي تجاه خطورة فيروس كورونا؟ وكيف تتعاملون مع الناس الذين يؤمنون فقط بالقدر وما كُتب لنا؟التعليم يلعب دوراً أساسياً ومباشراً في عملية تقبّل وإدراك المعلومات. ولكن في هذه الأيام، نلاحظ تشويشاً على العقول من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. وللأسف، يأتي بعض هذا التشويش من أوساط ذات مستوى ثقافي وتعليمي عالٍ. واليوم نجد أحياناً تناقضاً، وإن كان قليلاً إلا أنه مثبّت، بين مفاهيم تُطلقها مجموعات تتمتّع بدرجة عالية من الثقافة والتعليم ومفاهيم أخرى تتبنّاها نفس هذه المجموعات مع أنها لا تنسجم مع درجة وعيها.يتمّ الحديث مؤخراً، في الدول الغربية على الأخصّ، عن مفهوم "التعب من كوفيد-19" كظاهرة منتشرة بين الناس، وبالذات فئة الشباب. هل ينطبق هذا الأمر على العراق أو على أجزاء منه بالتحديد؟نعم هذا ينطبق على العراق، وأعتقد أنها طبيعة بشرية لا علاقة لها بدولة دون أخرى. تعبِّر الإجراءات الأخيرة في العراق عن هذا التعب وتتّضح من خلال فتح كامل للمؤسسات. أصبحت المطاعم والمقاهي والمحلات العامة كلها مفتوحة، وهذا تعبير عن حالة التعب من كوفيد-19.قبل كورونا كان العراق ما زال يعاني من أزمات اجتماعية واقتصادية وسياسية، كيف انعكست سلبيات الفيروس على الوضع العام للبلاد؟جاءت الانعكاسات بشكل مباشر على بعض الفئات، وبشكل غير مباشر على نفس الفئات أو على فئات أخرى. نتيجة فيروس كورونا، توقفت الكثير من الأعمال في العراق. مثلاً، أقفل قطاع الخدمات والمطاعم تقريباً بالكامل. وهو قطاع يُشغِّل أعداداً كبيرة من المواطنين، ونتيجة توقفه تعطّلت قطاعات أخرى مرتبطة به، وهذا سبب مباشر لانقطاع أرزاق العديدين ممن ذكرت في البداية أنهم يعتمدون أساساً على تحصيل رزقهم بشكل يومي من دون وجود أية ضمانات أو حماية في حال توقف هذه الأعمال.الموضوع الثاني هو هبوط أسعار النفط، والذي أثّر بشكل مباشر على عديد من الأعمال التي ترتبط بإنفاق الدولة، كالمقاولات والأعمال المرتبطة بالشركات الحكومية، وشرائها من الأسواق، كذلك أجور بعض الموظفين أو من يعمل بشكل يومي أيضاً لدى الحكومة. قطع انخفاض أسعار النفط الكثير من الأعمال وتمّ الاستغناء عن العمالة اليومية. وتواجدت الحكومة في موقف صعب جداً لتأمين رواتب الموظفين الدائمين، مما أدى إلى تضرّر بعض الذين يتقاضون أجوراً يومية من عملهم مع الحكومة."طبيبك" للإرشاد والمساعدةهل هناك مبادرات معينة ترغبون في التركيز عليها أو تعتقدون أنها لعبت (أو تلعب) دوراً إيجابياً في حماية السكّان؟ ضمن برنامج التوعية الشاملة الذي تبنّاه الهلال الأحمر العراقي منذ نهاية شهر كانون الثاني الماضي، أطلق الهلال مشروع "طبيبك" بسبب كثرة الآراء المشوِّشة لعقل المتلقي بشأن كورونا. ووزّعنا أرقام تلفونات عدد من الأطباء يُرشدون، في توقيتات محددة، من يُشتَبه بإصابتهم أو من أصيبوا إلى أفضل الطرق للتعامل مع المرض. ويتلقّى أطباؤنا أعداداً كبيرة من الاتصالات فيرشدون المتّصلين إلى طريقة مراجعة المؤسسات الصحية عندما تتطور حالته، وعدم تشجيعه على إهمال الإرشادات الصحية المعتمَدة من الجهات الصحية في العراق، وكذلك تعليمات منظمة الصحة العالمية.لقد فاتحنا الحكومة العراقية بشكل رسمي وعبر كتاب موقَّع من قِبَلي وقدّمناه في اجتماع بشكل مباشر إلى رئيس "خلية إدارة الأزمات المدنية" التي تتشكّل من الجهات المعنية بالتهيؤ والاستجابة للكوارث. وأنا أمثّل الهلال الأحمر العراقي في هذه اللجنة، وهي على مستوى وطني عالٍ برئاسة رئيس الوزراء. طلبنا من الحكومة تبنّي مفهوم "الحدّ من مخاطر الكوارث". كما تعرفين أن العالم والمستثمرين يقيّمون أوضاع الدول بحسب قدرتها ومرونتها الكافية أثناء حدوث كوارث سواء أكانت طبيعية أو من صنع البشر. هكذا يحسبون مخاطر الاستثمار وإقامة المشاريع بناءً على قدرة الدولة على التعامل مع الكوارث بكل أشكالها. وعدم وجود مثل هذه الخطط يرفع مستوى المخاطر في الاستثمار بالنسبة للمستثمر الأجنبي والمحلي على حدّ سواء. وبالتالي ستكون هناك تأثيرات اقتصادية واجتماعية سلبية تتحوّل إلى تأثيرات سياسية سلبية تؤدي إلى عدم استقرار سياسي وربما عدم استقرار أمني.وطلبنا في حينها مساعدة ا الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر لدعمنا تقنياً إذا استجابت الحكومة، وقد فعلت ولكن عاش البلد حالة عدم استقرار بسبب النواحي المعيشية التي أثّرت على عملية الاستقرار السياسي. وكانت هناك مظاهرات واضطرابات ربما تزامنت مع ما حدث في لبنان. وبعدها جاءت جائحة كورونا. يجب على الجميع استيعاب أن "الحدّ من مخاطر الكوارث" لأي بلد ليس رفاهاً وإنما ضرورة وأساس لأية عملية تنمية لتحقيق التقدّم والاستقرار. والمفترض أن الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، وبالذات الجمعيات الوطنية، والاتحاد، معنيّن بتوجيه نظر الحكومة لإعداد خطط للطوارئ. حتى الآن لم تقم الكثير من الحكومات بإعداد خطط في هذا المجال. وهذه مشكلة حقيقية لأننا قد نجد أنفسنا أمام كوارث أخرى، مثلما حدث مع جائحة كورونا، من دون خطط حكومية لمواجهة هذه الأمور. لهذا نرى أن تأثيرها على بلداننا كبير، وقد تأثرت بها الفئات الأكثر ضعفاً من المجتمع.لا شك أن الفيروس متواجدٌ بين مقدّمي الرعاية والخدمات الصحية في الصف الأمامي، ولا يُعتبر المتطوعون والعاملون في الهلال الأحمر العراقي استثناءً على القاعدة. ما هي إجراءت ضبط انتشار الحالات بينهم وكيف تتعاملون مع الإصابات داخل صفوف الجمعية؟منذ البداية، أدركنا وجوب اتباع ثلاث خطوات بسيطة من قِبَل منتسبينا، وهي: نظافة اليدين، ولُبس الكمامة، والتباعد الجسدي. لذلك، أصدرنا قرارات واضحة بتخفيف الأعداد المتواجدة في المكاتب، وبتحديد الأعداد المتواجدة ضمن الفرق الميدانية، وشدّدنا بطريقة تثقيفية واضحة على أهمية اتخاذ الخطوات اللازمة من أجل نظافة اليدين، وارتداء الكمامة. وقد نجحنا بشكل كبير في تفادي الإصابات داخل أنشطتنا أو من خلالها وداخل مؤسساتنا. ولكن هذا لم يمنع من أن يُصاب موظفو الهلال ومتطوّعوه عبر اختلاطهم المجتمعي بعوائلهم أو بأفراد المجتمع الذين اختلطوا بهم بشكل أو بآخر. كانت هناك إصابات، وأعتقد أن 99 بالمئة، إن لم تكن مئة بالمئة، من الإصابات جاءت من خارج الجمعية.هل ما زلتم قادرين على توفير خدمات الجمعية المعتادة بشكل يومي (مثلاً الإسعافات، والدعم النفسي، إلخ...) بالرغم من احتلال فيروس كورونا الأولوية على رأس لائحة الخدمات؟إن الدعم النفسي-الاجتماعي مستمر في الوقت الحالي، وخصوصاً للمرضى وعوائلهم، وللكوادر الصحية والطبية التي بدأت تعاني من الإرهاق والقلق أيضاً. نقدّم الإسعافات الأولية الآن عن طريق خدمات سيارات الإسعاف، وإن كانت بمعدل أقل من السابق. وأعتقد في الحقيقة أن علينا كهلال أحمر أن نعود ونمارس أنشطتنا بشكل طبيعي، ولكن تدريجياً عبر التعايش الآمن.ماذا يعني لك شخصياً أن تكون رئيس جمعية الهلال الأحمر العراقي في زمن كورونا؟ ما هي أصعب التحديات التي عليك مواجهتها؟ كَوْني رئيس جمعية الهلال الأحمر العراقي في مثل هذا الظرف وفي بلد مثل العراق حيث تتعدّد وتتنوّع المعاناة الإنسانية، يعني شيئاً واحداً: الاستمرار في محاولة ابتكار كافة الوسائل. لا يجب أن نتّبع الوسائل التقليدية، وإنما علينا أن نبتكر أساليب جديدة لتتواصل استجابتنا للحاجات الإنسانية الكبيرة الناشئة من كورونا ومن غير كورونا. وهذا هو التحدي الأساسي. الحمد لله لم نتوقف في الهلال الأحمر العراقي، واستطعنا رغم تعطّل الحياة في العراق لفترة معينة أن نمارس أنشطتنا وفقاً لاحتياجات لسكّان الناتجة عن هذه الجائحة. كهلال أحمر عراقي، أعتقد أننا اجتزنا الكثير من المراحل في تحقيق أهدافنا الإنسانية، وفي تحقيق متطلّبات الناس المتنامية.من التحديات الأخرى، كيفية الحفاظ على نشاطات المؤسسة وفاعليتها وكوادرها رغم ممارستها لأنشطتها الإنسانية، وأتكلم هنا خصوصاً عن الكوادر العليا التي استمرت بالتواجد اليومي، ليلاً نهاراً، وبشكل غير منقطع على الرغم من الظروف الصعبة التي مررنا بها.
قصصٌ تمتزجُ فيها الخسارةُ والفرح يَروِيها متطوّعونَ من الهلال الأحمر العربي السوري
رندة العزير: الناس هم دائماً المحور والهدف الأساسي.عندما ترى صديقك يموت أمام عينيك، لا تكفي كل التعابير والكلمات لوصف الصدمة والحزن الذي يعتصر كل جزء من عقلك وجسمك. هذا ما حدث تماماً مع محمد طارق الأشرف، المُسعِف المتطوّع سابقاً مع جمعية الهلال الأحمر العربي السوري والذي يعمل حالياً منسقَ وحدة إدارة الكوارث في فرع حمص في الجمعية. "حين استشهد زميلي وصديقي، حَكَم دراق السباعي، اجتاحتني موجة من الحزن الشديد. كنّا نتبادل الحديث عندما تلقّينا اتصالاً لإسعاف حالة طارئة. كان هو مع فريق إسعاف آخر، وكان مسموحاً للهلال الأحمر العربي السوري بالتحرّك أثناء الليل. وقد أخذ فريق حَكَم المهمة على عاتقه، لكنه تعرّض لإطلاق النار بينما يقوم الفريق بعمله. وكنت أنا واحداً من المُسِعفين الذين حاولوا مساعدته ومساعدة الآخرين. كان علينا نقلهم إلى المستشفى حيث فارق حَكَم الحياة. كان الأمر صعباً جداً، وما زلت أذكر كل تفاصيل حديثنا الأخير، وصوته، وابتسامته".تردّد الأشرف ورفاقه المتطوّعون، وكانت تتنازعهم فكرة الاستمرار في العمل أو التوقف عنه. وأوضح أن "أهل حَكَم أصرّوا على أن نواصل القيام بعملنا، وهو ما كان سيرغب به ابنهم لمساندة المجتمع الذي يحتاج إلينا. حتى الآن، ساهمنا في إيصال المساعدات الإغاثية إلى 129,420 عائلة بما مجموعه 594,000 شخص ضمن محافظة حمص والإشراف على الجودة والمُساءلة في تطبيقها".أمّا قصة معاذ المالكي، الذي بدأ كداعم نفسي مع جمعية الهلال الأحمر العربي السوري في 2012 وأصبح الآن منسّق قطاع المنطقة الجنوبية بإدارة المياه وإعادة التأهيل في فرع دمشق بالجمعية، فقد أخذت منحى الصدمة الشخصية. قال لنا: "بعدما انتهينا من إحدى تدخلاتنا الطارئة لإضافة مادة الكلور من أجل تعقيم المياه التي تصل إلى مدينة دمشق وإضافة المازوت إلى محطة ضخّ المياه لتشغيلها، تمّ اختطافي واحتجازي لمدة خمس ساعات طويلة. وبفضل جهود بعض جماعات المجتمع المحلي والجهات المختصّة ووعيها بدور المنظمات الإنسانية، تمّ الإفراج عني وعن المرافقين معي وعن آلياتنا واستطعنا الخروج من المنطقة".بالنسبة للمتطوّعة دنيا معين عبدالله، قائدة فريق الإسعاف الأول في جمعية الهلال الأحمر العربي السوري، يتمثّل العائق الأساسي أمام أداء عملها في الحالة الإنفعالية التي تصيب مرافقي المريض. لا يستطيعون عادة المساعدة في اتخاذ القرار بشأنه، مما يصعِّب مَهمة الإسعاف، خاصة حين يتجمهر الناس في المكان. وقالت عبدالله: "إن ضعف الإمكانيات المالية يجعل الخيارات محدودة، مثلاً في الحالة التي تتطلّب استخدام جهاز التهوئة الآلي، والذي لا يتوفّر إلا في المستشفيات الخاصة". وقالت عبدالله: "لا أبالغ عندما أقول إن عملنا هو بمثابة الفرق بين الحياة والموت للشخص الذي يحتاج إلى إنقاذ. وكوني جزءاً من هذا العمل يخفّف لديّ الإحساس بالإحباط تجاه جميع الكوارث والأزمات الإنسانية، وبالذات في بلدي. ما يحرّكني ويُشعرني بالحماسة هو حقيقة أننا، وبالرغم من قدراتنا المحدودة، نصنع فرقاً في حياة العائلات ومستقبلها". كما تحفّزُ عبدالله فكرةُ "إنقاذ حياة الناس" وإبعادُ المريض عن أي مصدر للضرر أو الأذى لوقف النزيف وتحسين شفائه بالأجهزة القليلة التي بحوزتها.حدثٌ واحدٌ مرّت به عبدالله ملأها بالتفاؤل، والعذوبة، والأمل. وقد بقي معها في كل حالة إنعاش تقوم بها. رَوَت لنا كيف أن "طفلاً سقط من الطابق الأول وتمّ نقله إلى مركزنا عندما كنت الشخص المناوب. توقف قلبه عن الخفقان، وكان بحاجة مُلِحَّة للإنعاش القلبي الرئوي. وفي أقل من 15 ثانية، بدأت العملية، وبعد دورتين كاملتين، استعاد الطفل ضربات قلبه عقب شهيق عميق. لم أصدّق وسط مزاح فريق المُسعِفين. ولم تتمكّن يداي من التوقف عن عملية الإنعاش فيما علِقت على وجهي وفي قلبي ابتسامة بلهاء".فيما بدأ سكّان مدينة حمص القديمة يعودون إلى منازلهم، امتلأت عينا أحد المستفيدين من مشروع تأهيل المنازل بالدموع وشكر الأشرف قائلاً: "أخيراً، عدت إلى بيتي اليوم وخرجت من مركز الإيواء ويمكنني تحصيل لقمة العيش بكرامة. لولا جمعية الهلال الأحمر العربي السوري، لما استطعت الرجوع إلى بيتي. المتطوّعون في الجمعية هم جزء من عائلتي". في تلك اللحظة، كانت سعادة الأشرف لا توصف وأدرك التأثير الملموس للمشاريع الإنسانية في الجمعية.أخذت قصة المالكي المنعطف الأروع، وأخبرنا أنه "في العام 2015، انضمّت فتاة رائعة مميزة إلى جمعية الهلال الأحمر العربي السوري كمهندسة مياه. ثم أصبحت زوجتي الآن، وسوف نحتفل في الشهر المقبل بالعيد الثالث لميلاد ابننا الجميل".بعد مرور 15 عاماً مع جمعية الهلال الأحمر العربي السوري، يعتقد الأشرف أن ما دفعه للاستمرار في تكرار نفس العمل هو بناء الفريق، وروح العمل الجماعي، والتقدير المستمر، والتدريب المتواصل، وتطوير المهارات القيادية، والمشاركة في صناعة القرار. بينما يقول المالكي إن "الاحتياج الموجود في سوريا وعلى الأرض كبير جداً ويفوق قدرة وطاقة جميع الشركاء والداعمين الذين يحاولون بشدّة مساعدة الناس المتضرّرين وجمعية الهلال الأحمر العربي السوري. ولكن مشاركتي في العمل الإنساني لتحسين سبل عيش الأفراد والحفاظ على كرامتهم يمنحني حالة من الاكتفاء من دون السؤال الأزلي "ما الذي أستفيده شخصياً من هذا الأمر؟".
الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، جني ف تقرير مدققي الحسابات المستقلي ن البيانات المالية المُوحَّدة 2018
As independent auditor, we have audited the accompanying consolidated financial statements of the International Federation of Red Cross and Red Crescent Societies (“the Federation”), which comprise the consolidated statement of comprehensive income, the consolidated statements of financial position, changes in reserves and cash flows and notes for the year ended 31 December 2018. In our opinion, the consolidated financial statements for the year ended 31 December 2018 give a true and fair view of the consolidated financial position of the Federation, its consolidated results of operations and its consolidated cash flows in accordance with International Financial Reporting Standards (IFRS).
تقرير نعتدّ بالجميع 2023
كان لوباء كوفيد-19 تأثير كبير على الأفراد والمجتمعات في جميع أنحاء العالم.
يشارك تقرير نعتدّ بالجميع 2023 الذي أعدّه الاتحاد الدولي النتائج والدروس المستفادة من الجهود الجماعية لما لا يقل عن 180 جمعية وطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر خلال جائحة كوفيد-19.
يسلط هذا التقرير الضوء على نقاط القوة الأساسية لشبكة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، وقدرتنا على الابتكار والتكيف بسرعة مع السياقات التشغيلية الجديدة، مع الحفاظ على ثقة المجتمعات.
ويوضح التقرير كيف أن تركيزنا على بناء العدالة والقدرة العالمية على الصمود ساعد المجتمعات التي عقدنا شراكة معها على مواجهة هذا التحدي العالمي غير المسبوق.
التقرير عن الكوارث في العالم لسنة 2022
تعتبر جائحة كوفيد-19 أكبر كارثة في الذاكرة الحية، على جميع المستويات، بحيث تم تسجيل أكثر من 6.5 مليون حالة وفاة في أقل من 3 سنوات، وكان للتأثيرات غير المباشرة للوباء أثر على حياة كل المجتمعات على هذا الكوكب تقريبًا.
يركز تقرير الكوارث في العالم لسنة 2022 على جائحة فيروس كورونا وعملية التأهب: كيف كان التأهب قبل كوفيد-19 غير كافي، وكيف يمكن للعالم أن يتأهب بشكل أكثر فعالية لحالات الطوارئ الصحية العامة في المستقبل.
بالنسبة للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، يشمل التأهب منع حالات الطوارئ والاستجابة لها والتعافي منها. لذلك، فإن التأهب الحقيقي يعني الاستعداد للاستجابة والتعافي وتعلم الدروس للمرة المقبلة. بمعنى آخر، التأهب هو عملية متواصلة ومستمرة.
يمكننا إنقاذ الأرواح بمجرد التأهب. إن الوباء المقبل قد يكون وشيكاً: إذا تجربتنا مع كوفيد-19 لن تسرع خطواتنا نحو التأهب والاستعداد، فما الذي سيسرعها؟
سياسات الحماية والنوع الإجتماعي والاحتواء
تحدد هذه السياسات نهج الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر (IFRC) لمعالجة قضايا الحماية والنوع الاجتماعي والإحتواء (PGI).
وهي توضح التزام شبكة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر بمنع وتخفيف والاستجابة للعنف والتمييز والتهميش من خلال تعزيز قدراتها المؤسسية، ومن خلال البرامج والعمليات، ومن خلال المناصرة والشراكات والتعاون.
تعزز هذه السياسات وتوضح القيمة الفريدة لعمل شبكة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في هذا المجال، من خلال العمل الفردي للجمعيات الوطنية ومن خلال الدعم الذي تقدمه أمانة الاتحاد. كما أنها تعمل كأساس لتعزيز تكامل الأدوار والنهوج المتعلّقة بالحماية بين جميع الجمعيات الوطنية والاتحاد الدولي (IFRC)واللجنة الدولية للصليب الأحمر (ICRC) والجهات الفاعلة الإنسانية الأخرى والحكومات.
التقرير السنوي 2021
التقرير السنوي للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر (IFRC) لعام 2021.
يوضح تقرير الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر لعام 2021 بالتفصيل كيف قام الاتحاد الدولي بدعم الجمعيات الوطنية في الاستجابة للتحديات الإنسانية الأكثر إلحاحًا في عام 2021. يتم تنظيمه من خلال التوقعات الاستراتيجية للاتحاد الدولي والأولويات الاستراتيجية والعوامل التمكينية.
إن هذا التقرير، ممثلاً منظور كل من في الاتحاد، يسلط الضوء على بعض أبرز الأعمال الممتازة التي نفذتها شبكة الاتحاد الدولي في عام 2021. ويشمل ذلك العمل العالمي للجمعيات الوطنية الأعضاء والمراكز المرجعية لشبكة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر.
إن الإنجازات الموضحة في هذا التقرير لم تكن لتتحقق لولا مساهمة التمويل غير المخصص من شركائنا. نشكرهم، ونشكر كافة جمعياتنا الوطنية وما يقرب من 15 مليون متطوع لدينا على دعمهم المتواصل والملهم للمجتمعات الأكثر ضعفًا في جميع أنحاء العالم.
دليل المتطوع لمكافحة الأوبئة: دليل تدريبي
تمثّل الأوبئة تهديداً دائماً لراحة المجتمعات المحلية في كل مكان وخصوصاً في المجتمعات التي تكون فيها الموارد شحيحة. وتعدّ إدارة الأوبئة وأفضلية مكافحتها أولوية للحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر.
وتهدف هذه المجموعة من المواد التدريبية المتوافقة مع نهج "الصحة والإسعافات الأولية المجتمعية" إلى إشراك المتطوعين على نحو أكثر فعالية في إدارة مكافحة الأوبئة. وتقدّم إلى المتطوعين المعلومات الأساسية عن الالتهابات والأمراض التي يمكن أن تتحوّل بسهولة إلى أوبئة إذا ما حدث تغيير في الظروف البيئية.
يتوجه دليل المتطوّع لمكافحة الأوبئة (الدليل)، ومجموعة أدوات مكافحة الأوبئة (مجموعة الأدوات) المرافقة له إلى المتطوعين والمدربين في الفروع المحلية للجمعيات الوطنية. ومع أنّ الوثيقتين لا تشملان جميع الحالات، فإنّهما ستساهمان في تعريف المتطوعين بأكثر الأوبئة شيوعاً والأمراض التي ينجم عنها في غالب الأحيان الموت والمعاناة.
حماية البيانات لمحة موجزة
مجموعة من المبادئ والممارسات لضمان جمع البيانات الشخصية واستخدامها وحمايتها بطريقة تراعي خصوصية الأفراد وأي مخاطر قد تهددهم نتيجة عدم حماية بياناتهم بشكل كاف.
إرشادات عملية لحماية البيانات في المساعدة النقدية والقسائم
بينما تنفّذ الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر التزاماتها لتوسيع نطاق المساعدة النقدية والقسائم، فإنها تعمل أيضاً على زيادة جمعها ومعالجتها للبيانات الشخصية، لا سيما تلك الخاصة بالمجتمعات الضعيفة التي يتمّ خدمتها.
إنّ حماية البيانات ليست مجرد مسألة حكم جيد؛ إنما تتعلّق أيضاً ببناء الثقة. قد يفكر المستفيدون خلال أوقات الأزمات في الأولويات الأكثر إلحاحاً لهم والضرورية لبقائهم وحمايتهم أكثر من المخاطر التي تهدد بياناتهم الشخصية المُقدّمة إلى منظمات المعونة. هذا هو السبب الأكبر الذي يجعل الممارسين في مجال النقد يحترمون بيانات المستفيدين ويكونون مسؤولين عن حمايتها.
هذه الإرشادات العملية مُخصصة للممارسين في مجال النقد أو أولئك الذين يديرون البرامج لإدراج مبادئ حماية البيانات أثناء تنفيذهم لبرامج المساعدة النقدية والقسائم. إنّها متوافرة باللغات الإنكليزية، العربية، الفرنسية، والإسبانية أدناه وبالبرتغالية هنا.
على حافة الهاوية العواقب الاجتماعية والاقتصادية لجائحة كوفيد-19
كان لوباء كوفيد-19 آثارٌ اقتصادية وصحية كبيرة على كل دولة في العالم. فقد أدى إلى تضخيم التفاوتات الموجودة أصلاً، وخلق اخرى جديدة، وزعزعة استقرار المجتمعات، مما أدى إلى عكس مسار المكاسب الإنمائية التي تحققت في العقود الماضية.
إنّ الآثار الاجتماعية والإقتصادية الهائلة لجائحة كوفيد-19 كانت واسعة النطاق، ولم تؤثر على الجميع بنفس الطريقة. خلال فترة انتشار هذه الجائحة، كانت الفئات الشعوب والفئات الأكثر ضعفاً هي نفسها التي سبق وتعرّضت للإهمال من قبل المجتمع، أولئك الذين كانوا بالفعل على حافة الهاوية.
يُسلّط هذا التقرير، الذي يضمّ بحثاً جديداً لجمعيات الأحمر والهلال الأحمر في جميع أنحاء العالم، الضوء على الأشخاص الأكثر تضرراً من الوباء، وكيفية تضررهم. كما يبحث في كيفية تكييف جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر لاستجاباتها لدعم المجتمعات التي باتت ضعيفة مؤخراً، وبشكل متزايد، والتي تأثر العديد منها بالكوارث الكوارث الواسعة النطاق والأزمات الإنسانية المعقدة الأخرى.