ما هو فيروس جدري القردة "الإمبوكس"؟ إجابات لأسئلتكم
إن جدري القردة ليس وباءً عالميًا مثل فيروس كورونا، وفقًا لمسؤولي الصحة العامة. لكن انتشار جدري القردة يثير قلق خبراء الصحة لأنه ينتشر في المزيد من البلدان في شرق أفريقيا. يجب معالجة وباء جدري القردة بسرعة وفعالية من أجل تجنّب انتشاره على مستوى العالم.ومع وجود أكثر من 17,000 حالة مشتبه فيها أو مؤكدة وأكثر من 500 حالة وفاة في 12 دولة على الأقل في أفريقيا، فقد تجاوز الوباء بالفعل حالات التفشي في السنوات السابقة. ولكن يمكن احتواء جدري القردة من خلال التثقيف وتدابير الحماية، والرعاية الطبية العاجلة، والعمل المنسّق من قبل المنظمات المحلّية والوطنية والدولية. فيما يلي بعض الإجابات على الأسئلة الشائعة حول جدري القردة. ما هو جدري القردة وكيف ينتشر؟جدري القردة "الإمبوكس" هو مرض فيروسي يسببه فيروس جدري القردة، وهو نوع فيروس من جنس أرثوبوكس، وهو مرتبط بالجدري ولكنه أقل خطورة. كان يُعرف سابقًا باسم "جدري القردة" أو "monkeypox" باللغة الانجليزية، وقد تم تغيير الاسم إلى "إمبوكس" أو "mpox" من قبل منظمة الصحة العالمية في أواخر عام 2022 بسبب وصمة العار المرتبطة باسمه السابق. إن جدري القردة ليس جديدًا، بحيث سجلت أول حالة إصابة بشرية في عام 1970، ويعتبر المرض متوطنًا في غرب ووسط أفريقيا. تاريخيًا، كان هناك نوعان مختلفان أو متحوران من الجدري: متحور كلايد 1: هو أقدم أشكال الفيروس، وعادة ما يسبب هذا المتحور مرضًا أكثر خطورة ويؤدي الى الوفاة، وهو متوطن في وسط أفريقيا. وينتشر عن طريق الاتصال بالحيوانات البرّية المصابة، وعن طريق الاتصال البشري. الأطفال أكثر عرضة لخطره.متحور كلايد 2: تسبب هذا المتحور في تفشي المرض عالميًا في عام 2022، ويميل إلى أن يكون أقل خطورة. الحالات المبلّغ عنها منذ عام 2022 هي بشكل رئيسي، ولكن ليس حصرًا، بين الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال. إن هذا المتحور متوطن في غرب أفريقيا.في سبتمبر/ايلول 2023، ظهر متحور جديد، بإسم كلايد 1b، والذي انتشر بسرعة بين البالغين من خلال الاتصال الجنسي، وبين الأطفال من خلال التعرّض له في المنازل، وهو أحد الأسباب الرئيسية لإعلان جدري القردة كحالة طوارئ صحية عامة تثير قلقًا دوليًا.وقد انتشر كلايد 1b بالفعل إلى البلدان التي لم يتم الإبلاغ عن حالات إصابة سابقة فيها: بوروندي وكينيا ورواندا وأوغندا. ويوجد عدد كبير من حالات كلايد 1b بين الأطفال في جمهورية الكونغو الديمقراطية وبوروندي، مما يدل على أن المرض لا ينتشر عن طريق الاتصال الجنسي فقط.ما هي أعراض جدري القردة؟إن الأعراض الأكثر شيوعًا هي الطفح الجلدي، وعدم الراحة، والتهاب الحلق، والحمّى، وتورم العقد الليمفاوية، والآفات الجلدية وقلّة الشهية. يعاني العديد من المرضى من آفة واحدة أو قرحة في الفم أو على أعضائهم التناسلية، والتي يمكن الخلط بينها وبين الهربس أو داء الزهري أو عدوى المكورات العنقودية أو حبّ الشباب.إن الطفح الجلدي المرتبط بجدري القرود عادة ما يكون أكثر كثافة على الوجه والجذع وراحة اليدين وباطن القدمين، إلا أنه توجد آفات مخاطية بالفم في ما يصل إلى 70 بالمائة من الحالات.ما مدى خطورة مرض جدري القردة؟ توضح غوين إيمر، كبيرة مسؤولي الصحة العامة في حالات الطوارئ بالاتحاد الدولي: "يتعافى معظم الأشخاص تمامًا من جدري القردة، ولكن البعض منهم يصابون بمرض شديد"."يجب على الأشخاص الذين تظهر عليهم الأعراض مراجعة الطبيب، لأن الرعاية الطبية والعلاج يمكن أن يقلل بشكل كبير من شدة العدوى." "يمكن للجدري أن يعرّض حامله للوصمة بسبب مظهره الجسدي، ولكن يجب أن نبقى هادئين ونكون جزءًا من الحل من خلال العمل معًا للحصول على الموارد اللازمة ومساعدة الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إليها."من هم الأكثر عرضة للمرض الشديد بسبب جدري القردة؟الأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة، والأطفال، والشباب الذين لم يتلقوا لقاح الجدري، والنساء الحوامل هم الأكثر عرضة للمرض الشديد بسبب الجدري.كيف يمكنني حماية نفسي من جدري القردة؟لتقليل المخاطر التي تتعرضون لها، ابقوا على اطلاع دائم بعلامات وأعراض مرض جدري القردة، وكيفية انتشاره، وماذا تفعلون إذا مُرضتم. يجب عليكم أيضًا مراقبة مستوى المخاطر في منطقتكم.يمكن الوقاية من جدري القردة عن طريق تجنب الاتصال الجسدي، بما في ذلك الاتصال الجنسي، مع الأشخاص والحيوانات المصابة.إذا كنتم تشكّون في إصابتكم بالجدري، فاطلبوا الرعاية الطبية في أقرب وقت ممكن.إذا تم التأكيد على إصابتكم بالمرض:اتبعوا النصائح الطبية، بما في ذلك أخذ أي دواء موصوف لكمقوموا بإبلاغ الأشخاص الذين كنت على اتصال بهم، أو اتبعوا إرشادات تتبع الاتصال من السلطات الصحية في بلدكمابقوا في المنزل وتجنبوا الاتصال الجسدي مع الآخرين حتى تختفي جميع القشور ويتشكل جلد جديد تحتهاقوموا بتغطية الآفات وارتداء قناع عندما تكونوا بالقرب من أشخاص آخرينشاهدوا هذا الفيديو الذي يشرح عن الإمبوكسماذا يفعل الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر استجابةً لتفشي جدري القردة؟يعمل الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على تكثيف جهود الاستجابة في مواجهة ارتفاع حالات الإصابة بمرض جدري القردة في مختلف أنحاء أفريقيا. ويتمتع الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر بخبرة واسعة في إدارة تفشي الأمراض، مثل الإيبولا وكوفيد-19. بفضل شبكة واسعة تضم أكثر من 4 ملايين متطوع و14,000 موظف في مختلف أنحاء القارة، تقدم شبكة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر الوطنية دعمًا بالغ الأهمية للحكومات، بما في ذلك المراقبة المجتمعية، والتواصل بشأن المخاطر، والمشاركة المجتمعية، وخدمات الصحة النفسية. كما أطلق الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر نداء طوارئ بقيمة 40 مليون فرنك سويسري لتعزيز الاستعداد لجدري القردة والاستجابة لها في مختلف أنحاء أفريقيا، مع توفير 5 ملايين فرنك سويسري من خلال صندوق الطوارئ للاستجابة للكوارث التابع للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر (IFRC-DREF) كقرض لنداء الطوارئ هذا. وسيساعدنا هذا التمويل في الوصول إلى 30 مليون شخص في البلدان التي تشهد تفشيًا للمرض، بما في ذلك جمهورية الكونغو الديمقراطية والدول المجاورة المعرضة لخطر انتشار الفيروس بشكل أكبر.في جمهورية الكونغو الديمقراطية، البلد الذي أبلغ عن أكبر عدد من حالات الإصابة بـجدري القردة، كيف يستجيب الصليب الأحمر؟في جمهورية الكونغو الديمقراطية، يدعم الصليب الأحمر استجابة الحكومة من خلال مشاركة المعلومات الصحية الموثوقة والدقيقة مع المجتمعات، وإجراء مراقبة مجتمعية للكشف عن الحالات المشتبه بها والإبلاغ عنها، وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للأشخاص المتضررين، ودعم تدابير تعزيز الصحة والنظافة المجتمعية.من خلال برنامج التأهب المجتمعي للأوبئة والجوائح (CP3) والشراكة البرامجية، يعمل الصليب الأحمر في جمهورية الكونغو الديمقراطية (بدعم فني من الاتحاد الدولي والصليب الأحمر الفرنسي) على بناء المرونة الصحية في المجتمعات في جميع أنحاء البلاد لسنوات عديدة، وتزويدها بالمعرفة والأدوات للكشف السريع عن تفشي الأمراض والوقاية منها والاستجابة لها. كما قدمت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) تمويلاً إضافيًا منذ أبريل/نيسان لدعم استجابة الصليب الأحمر في جمهورية الكونغو الديمقراطية لـجدري القردة.ماذا تفعل جمعيات الصليب الأحمر في البلدان المجاورة لجمهورية الكونغو الديمقراطية للسيطرة على تفشي المرض؟تستجيب الجمعيات الوطنية في البلدان المجاورة الآن لأولى حالات جدري القردة وتعمل على توسيع نطاق الدعم للمجتمعات. إنهم يعملون على المساعدة في الكشف عن الحالات الجديدة والاستجابة لها للحد من المرض والوفيات، والحد من انتشار الفيروس.يدعم الصليب الأحمر البوروندي وزارة الصحة للاستجابة للزيادة السريعة في الإصابات بـجدري القردة، بدعم من صندوق الطوارئ للاستجابة للكوارث التابع للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر.أنا من جمعية وطنية تابعة للصليب الأحمر أو الهلال الأحمر، ما هي الموارد المتعلقة بجدري القردة التي يمكنني استخدامها داخل مجتمعي أو بلدي؟توفر مجموعة أدوات مكافحة الأوبئة التابعة للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر إرشادات حول الممارسات المبنية على الأدلة للوقاية من انتشار الأوبئة والسيطرة عليها على مستوى المجتمع، وإرشادات حول الإحالة المناسبة والرعاية الأساسية للمرضى.تم تحديث الإرشادات الخاصة بـجدري القردة للمتطوعين المجتمعيين ومديري الاستجابات مؤخرًا وهي متاحة بعدّة لغات. بالإضافة إلى ذلك، إليكم بعض الموارد المفيدة الأخرى:الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر: موارد الرصد المجتمعي.التدبير العلاجي السريري للعدوى بجدري القردة والوقاية منها ومكافحتها.