الهلال الأحمر التونسي يتعاون مع دار بن قاسم لإطعام المحتاجين

TRC Meal Program

برنامج وجبات الذي نفّذه الهلال الأحمر التونسي

رندة العزير - أظهر الهلال الأحمر التونسي أهمية القيمة الأساسية التي ينادي بها، وهي مساعدة الآخرين، وبالذات التونسيين المحرومين خلال هذه الأوقات الصعبة، عبر التقدّم والمبادرة بالتعاون مع "دار بن قاسم"، الفندق البوتيك المبني في القرن 17 في مدينة تونس. وقد دعمت المبادرة 45 أسرة و75 شخصاً بلا مأوى قبل شهر رمضان وأثناءه.

شعرت ليلى بن قاسم، رئيس مدير عام "دار بن قاسم"، بضرورة المساعدة وبحثت عن طريقة للمساهمة خلال أزمة كوفيد-19. فتشاورت مع مسؤولة المحاسبة لديها والمتطوعة القديمة مع الهلال الأحمر التونسي، عبير سيدي، والتي نقلت فكرة فريق العمل الاجتماعي في الهلال الأحمر التونسي عن برنامج الوجبات الذي يتمّ إيصاله إلى الأسر المحتاجة وأولئك الذين فقدوا وظائفهم. وقد وصفت بن قاسم كيفية تبلور المبادرة: "لا توجد منظمة للتعاون معها أفضل من الهلال الأحمر التونسي. وتُحاذي مكاتبه دار الضيافة لدينا، والتي كان عليّ إغلاقها. كما أنني أعرف معظم المتطوعين في الهلال الأحمر التونسي ويعجبني التزامهم ونزاهتهم، وهم مرجعيتنا في خطوات النظافة الصحية. هكذا، طبَّقنا معايير السلامة المطلوبة مع كوفيد-19 على العاملين في دار الضيافة لدينا وجميع المتطوعين في الهلال الأحمر التونسي عبر ارتداء أقنعة الوجه، وغسل اليدين باستمرار، والمحافظة على التباعد الاجتماعي طوال فترة العمل".

وحضرت سنية بن سعيدان، منسقة العمل الاجتماعي في الهلال الأحمر التونسي، كل يوم لمدّ يد المساعدة مع الجميع وإدارة 38 متطوعاً ومتطوعة عَمِلوا بجدٍّ لجمع التبرعات العينية والمالية للأشخاص الذين يستحقونها. "من خلال حضوري الفعلي، عملت على التأكد من أداء المتطوعين بحسب معاييرنا وفي ظروف ملائمة وآمنة في الوقت نفسه".

كان برنامج الوجبات ثمرة التعاون كفريق واحد بين القطاع الخاص والهلال الأحمر التونسي لتخفيف وطأة المشكلة المالية والوضع الضاغط لـ45 عائلة محتاجة بلغ عدد أفرادها 140 شخصاً تقريباً وكذلك 75 شخصاً يعيشون بدون مأوى، بالإضافة إلى توزيع 100 سلّة غذائية. وشرحت بن سعيدان تقول: "تالّف العمل من جزئين: جزء أنجزه المطعم المعروف والأصلي في المدينة العتيقة، "دار صلاح"، وأخذ على عاتقه تحضير وجبات الإفطار والسحور خلال الشهر الفضيل، والجزء الثاني تكفّل به كلٌّ من الشيف سليم دويري وأمين عباس للتعامل مع وجبات العشاء قبل رمضان وأثناءه".



خلال استعادتها لسير العمل، قالت بن قاسم: "كان يتمّ تحضير الـ100 وجبة في مطعم "دار صلاح" وإحضارها إلى دار الضيافة لدينا. أما الوجبات الخمس وسبعون الأخرى، فكان يتمّ إعدادها في مطبخ دار الضيافة حيث يتواجد فريق الهلال الأحمر التونسي الذي يرتدي السترات التي تحمل شعار الجمعية، ونلتقي يومياً لفرز وتوضيب الطعام المطهو في حاويات وأكياس تجهيزاً للتوصيل. تحوّل دار الضيافة لدينا إلى خلية نحل، كما تحوّل فريق عملنا إلى متطوعين خلال العملية! نشعر، أنا وفريق عملنا، بالامتنان لأننا نجحنا في التعاون مع الهلال الأحمر التونسي". وقد برهنت المبادرة التي قادتها بشكل أساسي كلّ من بن قاسم وبن سعيدان أن "القيادة النسائية متعاطفة وتقود المجتمعات نحو التغييرات الأساسية المطلوبة بشدة والتي تؤثر على كل التركيبة".

من ناحيتها، علّقت بن سعيدان على موضوع التحديات التي واجهت البرنامج بالقول: "بدل إطعام الجائع على موائد الإفطار الثابتة في مطعمنا، اتّجه الهلال الأحمر التونسي إلى الموائد المتنقلة من خلال الجهد الدؤوب للمتطوعين لدينا وشركائنا المساهمين لإنجاح البرنامج على الرغم من الظروف الصحية بسبب كوفيد-19".

وبهدف تحديد الفئة السكانية الهشّة في مدينة تونس، استثمر المتطوعون مجهودهم في المعاينة الميدانية لضبط قائمة أصحاب الحق. كما اعتمدوا أيضاً على قوائم جاهزة تتابعها الهيئة المحلية في المدينة وتضمّ رواداً دائمين على موائد إفطار الهلال الأحمر التونسي المعمول بها منذ سنوات. وقال هشام الحريزي البالغ من العمر 32 سنة والمتطوع منذ 2011: "كانت أول مرة تطوعت فيها على موائد الإفطار بما أنني ابن المنطقة، أي المدينة العتيقة، ما جعلني أعرف أكثر عن الهلال وأنشطته. مع كوفيد-19 كان الوضع استثنائياً، لكنه لم يمنعنا من تلبية نداء الواجب ومساعدة أصحاب الحق والحفاظ على صحتهم".

الدليل على بقاء الهلال الأحمر التونسي في الصفوف الأمامية وفي الميدان لمعاضدة جهود الدولة في مواجهة هذا الفيروس جاء على لسان إحدى المستفيدات وبكلماتها الخاصة. قالت لميا، وهي أرملة وأمّ لثلاثة أطفال: "كان الوضع صعباً بسبب كورونا، وزاد تأزماً بما أنني عاطلة عن العمل. ولكن بفضل مساعدة متطوعي الهلال الأحمر الذين تواجدوا بصفة دورية طيلة شهر رمضان لتوفير العشاء والسحور وبعض احتياجات أطفالي، شعرت بالسعادة كما شعر بها أطفالي أيضاً، وكنتم السبب في الحفاظ على صحتنا".

خلفية عامة:

الهلال الأحمر التونسي هو منظمة ذات اهتمام عام تمّ تأسيسها في أكتوبر/تشرين أول 1956 كجمعية إنسانية تونسية. وبعد حصوله على الاعتراف بقرار رسمي، أصبح الهلال الأحمر التونسي عضواً في الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في سبتمبر/أيلول 1957، ولديه 21 فرعاً إقليمياً و244 لجنة محلية.