"30 دقيقة مع طفلي": حملة مميّزة في بيت لحم

From "30 Minutes With My Child"

من حملة 30 دقيقة مع طفلي

بيت لحم – تستمر حملة فرع جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في محافظة بيت لحم تحت اسم "30 دقيقة مع طفلي"، والتي أطلقها عند بداية اندلاع أزمة كوفيد-19، في جذب المزيد من أهالي بلدات وقرى المحافظة. ويرجع الفضل في إنجاز هذه الحملة الناجحة والمُحتَفى بها إلى مساهمة الكثيرين من متطوّعي فرع الجمعية، والبالغ عددهم 350 متطوّعاً، الذين انخرطوا في نشر المبادرة بحماسة والتزام.

ولمعرفة كيفية نشوء فكرة هذه الحملة وهدفها الأساسي، قالت جوديث الصايج، المديرة الإدارية لفرع الجمعية: "ارتأينا مع بدايات كوفيد-19، وفي ظلّ الحجر المفروض على السكّان، أن نشكّل فريق دعم نفسي يستهدف فئة الأمهات أولاً، قبل أن نتوسّع به ليشمل الأطفال، كجزء من الخدمات التي تقدّمها الجمعية للناس أثناء هذه الظروف الصعبة". وأضافت الصايج: "في إطار هذه الحملة، طلبنا من الأمهات تصوير فيديوهات لأطفالهنّ وهم يمارسون أنشطة مختلفة، مثل الرسم، أو رواية القصة، أو إلقاء الشعر، وغيرها من الفعّاليات التي تجّسد إبداعهم وتتيح لهم التعبير عن مشاعرهم وانفعالاتهم".

وبما أن العديد من الفيديوهات المصوّرة ضمن الحملة كشفت عن جوانب فنيّة وقدرات متنوّعة لدى الأطفال الموهوبين، قرر فرع الجمعية تنظيم مسابقة لاختيار أفضل 10 فيديوهات وتقديم جوائز لأصحاب الأعمال الفائزة. وذكرت الصايج أن لجنة تحكيم ستتولّى مسألة الاختيار. وليس من المستغرب اندماج صبيان وبنات بيت لحم في الفنّ المُعبِّر بما أن المدينة تتفاخر بوجود 10 متاحف فيها وما يزيد على 150 مركزاً ثقافياً ومنظمة غير حكومية.

وتَدين حملة "30 دقيقة مع طفلي" بجزء أساسي من نتائجها الإيجابية للمتطوّعين. وقد سلّطت سلوى الزير، منسّقة العمل المجتمعي في فرع الجمعية، الضوء على الإسهام المؤثِّر لهؤلاء المتطوّعين: "لقد لعبوا دوراً رئيسياً في تنفيذ هذه الحملة. كما أن تفاعل المجتمعات المحلية كان مرتفعاً أيضاً. هكذا توسّع نطاق الحملة بسرعة كبيرة مع الأهالي الراغبين في عرض إبداعات أطفالهم". وشرحت الزير كيف نشعر بالمردود المعنوي للعطاء أثناء الأزمات: "لقد أثلج معدل التجاوب صدورنا، وأثبت قدرتنا على القيام بأمور عظيمة حتى في أحلك الظروف".

في حديثه المُفصَّل عن هذه الحملة الممتازة كأحد المتطوّعين فيها، أوضح أحمد امطير، مسؤول الأنشطة في فرع الجمعية، أن "الواقع غير الاعتيادي الذي نعيش فيه قادنا إلى التركيز على مسألة الدعم النفسي في إطار مهام الجمعية ورسالتها الاجتماعية". وامتدح عمل المتطوّعين الرائع في الحملة شارحاً كيف شاركوا لإبقاء الأطفال على المسار الصحيح: "ساعَدوا الأطفال في صفوف التعليم الأساسي من الأول إلى الثالث في دراستهم بالاعتماد على حلول التعلّم عن بعد. وأتمَمنا ذلك بطريقة مليئة بالمرح، فحصل الأطفال على الهدايا كتحفيز للانضمام إلى هذه المبادرة". وعَزى امطير نجاح هذه الأنشطة إلى خيال وإبداع الأطفال بالإضافة إلى المشاركة الشعبية واسعة الانتشار من المجتمعات المحلية.

خلال استجابتها لأزمة فيروس كوفيد-19، قامت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بكل المطلوب وتشعّبت في تقديم خدماتها ضمن ثلاث مجالات رئيسية: خدمات الإسعاف والطوارئ، والصحة والإغاثة، والدعم النفسي الاجتماعي. وقد وزّعت الجمعية طروداً غذائية على 12480 عائلة في الأرض الفلسطينية المحتلة، وتلقّى خدمات الإسعاف والطوارئ 1189 شخصاً في مراكز الرعاية الصحية الأوّلية، كما تمّ تفعيل 50 عضواً في مجال الدعم النفسي الاجتماعي للاستجابة لاحتياجات الناس عبر جلسات هاتفية. وتمّت زيارة كبار السنّ وأصحاب الأمراض المزمنة في منازلهم من قِبَل المتطوّعين.

خلفية عامة:

تأسست جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في ديسمبر/كانون الأول من العام 1968 كجمعية وطنية إنسانية تقدّم الخدمات في المجال الصحي، والإنساني، والاجتماعي للشعب الفلسطيني في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، وقطاع غزّة، ولبنان، وسوريا، ومصر، والعراق. وهي تتمتع بالعضوية الكاملة في الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر. وتقوم الجمعية بجهد إضافي لتوفير الخدمات الإنسانية، والصحية، والثقافية، والاجتماعية من خلال 4200 موظّف وشبكة تتألّف من 20 ألف متطوّع.