الاتحاد الدولي يطلق نداء طوارئ بقيمة 20 مليون فرنك سويسري لدعم النازحين في أرمينيا
جنيف/بودابست/يريفان، 29 سبتمبر/ايلول 2023: في أعقاب تصاعد الأعمال العدائية التي تؤثر على المجتمعات الضعيفة، يعلن الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر عن نداء طوارئ لجمع 20 مليون فرنك سويسري. وتهدف هذه المبادرة إلى تقديم الإغاثة الفورية والدعم طويل الأمد لعشرات الآلاف من الأشخاص الذين عبروا مؤخرًا إلى أرمينيا عبر ممر لاتشين.
وقام الاتحاد الدولي، بالتعاون مع جمعية الصليب الأحمر الأرمني، واللجنة الدولية للصليب الأحمر (ICRC) وشركاء آخرين في حركة الصليب الأحمر والهلال الأحمر، بتفعيل خطط الطوارئ وحشد مئات الموظفين والمتطوعين. إنهم يقدمون الدعم العاجل من خلال الطعام، والمياه، والإسعافات الأولية، والمواد غير الغذائية، وخدمات الصحة النفسية، والمساحات الآمنة للأطفال، وإعادة الروابط العائلية (RFL).
"الوضع على الأرض سيء جداً. إننا نرى أطفال في حالة ضعف شديد لدرجة أنهم فقدوا وعيهم بين ذراعي والديهم. إن هذه الظروف تتطلب دعمًا عاطفيًا فوريًا وكبيرًا"، قال هشام دياب، مدير عمليات الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في أرمينيا.
وقالت بيرجيت بيشوف إيبيسن، المديرة الإقليمية للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في أوروبا: "بينما نقف في وجه الاحتياجات الإنسانية المتزايدة، يجب علينا أيضًا أن نأخذ المستقبل في الاعتبار". بالنسبة للعديد من الأشخاص الذين نزحوا الآن، فإن الخطوات التالية شاقة. وسيحتاجون إلى مزيد من الدعم أثناء اجابتهم على الأسئلة المتعلقة بالاستقرار في مكان جديد. في الاتحاد الدولي، نخطط بالفعل للمستقبل، ونجهز مواردنا من أجل استجابة موسعة، لتقديم دعم أكثر استدامة للمجتمعات. ولذلك، نحث الحكومات والمنظمات الدولية ووسائل الإعلام على مساعدتنا في تسليط الضوء على هذا الوضع وتعبئة الموارد المطلوبة.
وقد أظهرت المجتمعات المحلية تضامناً هائلاً من خلال تركيب الخيام، وتقديم الطعام، وحتى نقل مخزونات البقالة لتوزيعها مجاناً بجوار نقاط التسجيل. ومع ذلك، وعلى الرغم من هذه الجهود، فإن الاحتياجات الإنسانية في تزايد مستمر. تعاني الخدمات الحيوية مثل المستشفيات من ضغوط شديدة، ومع بداية الطقس البارد، أصبح المأوى حاجة ملحة بشكل متزايد.
إن الأموال التي يتم جمعها من هذا النداء ستسهل دعم جمعية الصليب الأحمر الأرمني والاتحاد الدولي المستمر للمجتمعات، بما في ذلك الأدوات المنزلية الأساسية، وخدمات الصحة النفسية، والدعم النفسي-الاجتماعي، وحلول مستدامة للمأوى.
مزيد من المعلومات
مساهمتكم يمكن أن تحدث فرقاً فورياً. لتمويل نداء الطوارئ ودعم الشعب المغربي في هذه الأوقات العصيبة، قوموا بزيارة الصفحة المخصصة لذلك على الموقع الإلكتروني للاتحاد الدولي.
لطلب اجراء مقابلة، رجاءً التواصل مع: [email protected]
أناستازيا شاركوفا: 0079160401972
توماسو ديلا لونغا: 0041797084367
مريناليني سانتانام: 0041763815006
زلزال المغرب: الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر يكثف عمليات الإغاثة قبيل الأمطار المقبلة وخطر الانهيارات الأرضية
جنيف/بيروت/مراكش، 18 سبتمبر/ايلول 2023 - في ظل التوقعات التي تشير إلى أمطار وشيكة وتزايد خطر الانهيارات الأرضية، يكثف الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر (IFRC) عمليات الإغاثة في المغرب في أعقاب الزلزال المدمر الذي ضرب الأسبوع الماضي بقوة 6.8 درجات. إن الحاجة الملحّة لاتخاذ إجراءات سريعة وفعالة أكبر من أي وقت مضى.
وقال بينوا كاربنتييه، المتحدث باسم الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر:
"إن تضرر الطرقات، لا سيما في القرى الجبلية المعزولة، يجعل عملية توزيع الإمدادات الأساسية بمثابة سباق مع الزمن. نشعر بقلق بالغ إزاء الظروف الجوية الوشيكة. إن المعرفة المحلية التي يتمتع بها الهلال الأحمر المغربي لا تقدر بثمن. فهو قوتنا المُرشدة، مما يجعل استجابتنا فعالة قدر الإمكان. يجب أن نستمر في حشد الدعم للأسابيع والأشهر المقبلة لضمان عدم اهمال أي مجتمع أو فرد".
ويتواجد المئات من متطوعي الهلال الأحمر المغربي في الميدان، حيث يقدمون المساعدات المنقذة للحياة في المناطق المتضررة، بما في ذلك الإسعافات الأولية.
وقال محمد النصي، مدير العمليات والمنسق الإقليمي لعمليات الإنقاذ والإسعافات الأولية في الهلال الأحمر المغربي في جهة مراكش آسفي:
"يستجيب متطوعو الهلال الأحمر المغربي لحالة الطوارئ منذ الساعات الأولى لوقوع الزلزال. ونحن الآن نحشد كل فرقنا، بالتعاون مع السلطات العامة وبدعم من الاتحاد الدولي، لمساعدة أولئك الذين فقدوا كل شيء قبيل هطول الأمطار والطقس البارد. الرحلة أمامنا طويلة، ولكننا سنقف إلى جانب المتضررين طالما دعت الحاجة".
وفي حين تمت تلبية الاحتياجات الفورية من الغذاء والماء بفضل التضامن المجتمعي القوي، إلا أن المأوى الآمن والصرف الصحي لا تزال تشكل مصدر قلق كبير. ولا تزال المآوي المؤقتة موطناً لآلاف الأسر التي تحتاج إلى مواد أساسية تتراوح بين الفرشات والبطانيات وأدوات الطبخ ومستلزمات النظافة.
علاوة على ذلك، أصبحت الحاجة واضحة فيما يتعلق بالإضاءة التي تعمل بالطاقة الشمسية وتدابير السلامة، خاصة في المناطق التي ستستغرق فيها استعادة الكهرباء أسابيع. مع اقتراب الطقس البارد، تزداد احتمالية الطهي في الداخل واستخدام سخانات الغاز، مما يزيد من خطر نشوب الحرائق. لذلك، فإن الدعم الماليلشراء الإمدادات الأساسية من مصادر محلية، والتي تلبي الاحتياجات الفورية والمتغيرة، يعتبر أمراً أساسياً وضرورياً.
في 12 سبتمبر/ايلول، أطلق الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر نداء طوارئلجمع 100 مليون فرنك سويسري لتوجيه دعم الأفراد داخل المغرب والمجتمع الدولي الى الهلال الأحمر المغربي، وذلك لدعم جهوده التي تتراوح بين الإغاثة الفورية مثل الخدمات الصحية، وتوفير المياه النظيفة، والصرف الصحي، إلى الحلول متوسطة المدى مثل المشاركة المجتمعية ودعم سبل العيش.
مزيد من المعلومات
مساهمتكم يمكن أن تحدث فرقاً فورياً. لتمويل نداء الطوارئ ودعم الشعب المغربي في هذه الأوقات العصيبة، قوموا بزيارة الصفحة المخصصة لذلك على الموقع الإلكتروني للاتحاد الدولي.
لطلب اجراء مقابلة، رجاءً التواصل مع: [email protected]
في جنيف:
توماسو ديلا لونغا: 0041797084367
مريناليني سانتانام: 0041763815006
في بيروت:
مي الصايغ: 009613229352
الجثث في الكوارث الطبيعية والنزاعات لا تشكل مخاطر صحية بشكل عام، يقول الصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية
جنيف – وسط الخسائر الفادحة في الأرواح الناتجة عن الكوارث والصراعات، غالباً ما يكون هناك خوف وسوء فهم لا أساس لهما فيما يتعلق بالموتى. ولذلك من المهم أن تمتلك المجتمعات الأدوات والمعلومات التي تحتاجها لإدارة الجثث بأمان وكرامة. وقال اليوم الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر (IFRC) واللجنة الدولية للصليب الأحمر (ICRC) ومنظمة الصحة العالمية (WHO) أن ذلك يهدف جزئيًا إلى مساعدة الناجين في طريق التعافي.
عندما يلقى الكثير من الناس حتفهم في الكوارث الطبيعية أو النزاعات المسلحة، فإن انتشار هذه الجثث أمر مؤلم ومفجع للمجتمعات المتضررة. قد يقوم البعض بدفن الجثث بشكل متسرع - كما هو الحال في المقابر الجماعية – ويكون ذلك أحياناً في محاولة تخطي هذه الفاجعة، أو بسبب الخوف من أن تشكل هذه الجثث تهديدًا صحيًا. وتقول المنظمات الثلاث أن هذه المقاربة قد تكون ضارة بالسكان.
إن السلطات والمجتمعات المحلية قد تتعرض لضغوطات هائلة لدفن جثث الموتى بسرعة، إلا أن عواقب سوء إدارة جثث الموتى تشمل اضطرابات نفسية طويلة الأمد للعائلات، بالإضافة إلى مشاكل اجتماعية وقانونية. وتشمل عمليات الدفن المُدارة بشكل جيد مقابر فردية يمكن تَتَبعها بسهولة وتوثيقها بشكل صحيح في مواقع الدفن التي جرى ترسيمها. وينبغي أن يضمن ذلك أن الموقع الدقيق لكل جثة، فضلاً عن المعلومات المرتبطة بها والممتلكات الشخصية، معروف على النحو المبين في الإرشادات التي وضعتها المنظمات الثلاث، ولا سيما دليل اللجنة الدولية للصليب الأحمر، والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، ومنظمة الصحة العالمية لإدارة جثث الموتى بعد الكوارث. لا ينبغي أن تتم عمليات حرق الجثث قبل تحديد هويتهم.
ومن أجل دعم إدارة أفضل لجثث الموتى، توفر المنظمات الثلاث الإمدادات والخبرة للسلطات المحلية، وذلك لمساعدتها على إدارة عملية دفن جثث الموتى التي قد تكون مرهقة في بعض الأحيان. واليوم في ليبيا، تعمل فرق الصليب الأحمر والهلال الأحمر، ومنظمة الصحة العالمية، بشكل مباشر مع السلطات والمجتمعات المحلية وجمعية الهلال الأحمر الليبي، حيث تدعمهم بالإرشادات والمعدات والتدريب. وتقوم اللجنة الدولية (ICRC) ومنظمة الصحة العالمية (WHO) بتسليم أكياس الجثث في ليبيا للمساعدة في عملية الدفن الكريم للجثث.
إن جثث الأشخاص الذين توفوا متأثرين بجروح أصيبوا بها في كارثة طبيعية أو نزاع مسلح لا تشكل خطراً صحياً على المجتمعات. وذلك لأن الضحايا الذين ماتوا بسبب الصدمة أو الغرق أو الحريق لا يحملون عادةً كائنات حية تسبب المرض مع اتخاذ الاحتياطات اللازمة. إن الاستثناء هو عندما تقع الوفيات بسبب أمراض معدية مثل الإيبولا أو ماربورغ أو الكوليرا، أو عندما تقع الكارثة في منطقة تنتشر فيها هذه الأمراض المعدية.
تحت أي ظرف من الظروف، يمكن أن تؤدي الجثث الموجودة في المياه أو بالقرب منها إلى مخاوف صحية، بحيث قد تُسرب البراز وتلوث مصادر المياه، مما يؤدي إلى خطر الإصابة بمرض الإسهال أو غيرها من الأمراض. لا يجوز ترك الجثث بالقرب من مصادر مياه الشرب.
“إن الاعتقاد بأن الجثث ستسبب الأوبئة لا تدعمه الأدلة. إننا نرى حالات كثيرة حيث تخطئ تقارير وسائل الإعلام، وحتى بعض المهنيين الطبيين، في فهم هذه المسألة. إن الناجون من حدث ككارثة طبيعية هم أكثر عرضة لنشر المرض من الجثث،" قال بيار غويومارك، رئيس وحدة الطب الشرعي باللجنة الدولية للصليب الأحمر.
"إننا نحث السلطات في المجتمعات التي تأثرت بالمأساة على عدم التسرع في عمليات الدفن الجماعي أو حرق الجثث الجماعية. إن الإدارة الكريمة للجثث مُهمة للعائلات والمجتمعات، وفي حالات النزاع، غالباً ما تكون عنصراً مهماً لتحقيق نهاية أسرع للقتال،" قال الدكتور كازونوبو كوجيما، المسؤول الطبي للسلامة البيولوجية والأمن البيولوجي في برنامج الطوارئ الصحية التابع لمنظمة الصحة العالمية.
"إن الاندفاع غير الضروري للتخلص من جثث الموتى في الكوارث أو النزاعات يحرم العائلات من فرصة تحديد أحبائهم والحداد عليهم، بينما لا يوفر أي فائدة للصحة العامة. إن الإدارة الكريمة للجثث تتطلب وقتًا مناسبًا لتحديد هويات المتوفين، والحداد، وأداء طقوس الجنازة وفقًا للمعايير الثقافية والاجتماعية المحلية،" قالت غوين إيمر، كبيرة مسؤولي الصحة العامة في حالات الطوارئ في الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، ورئيسة عمليات الطوارئ في الاستجابة لزلزال المغرب.
تود اللجنة الدولية (ICRC)، والاتحاد الدولي (IFRC) ، ومنظمة الصحة العالمية (WHO) تذكير السلطات والمجتمعات بما يلي:
في حين أنه أمر مؤلم رؤية الجثث، لا ينبغي لقادة المجتمعات أو السلطات أن يدفنوا الجثث بشكل مسترع في مقابر جماعية أو أن ينفذوا عمليات حرق جماعية للجثث. يجب أن تأخذ إجراءات الدفن أو حرق الجثث في الاعتبار الاهتمامات الثقافية والدينية والعائلية.
إن أجساد أولئك الذين يموتون بسبب الكوارث الطبيعية أو النزاعات المسلحة لا تشكل عمومًا مصدرًا للمرض.
ما لم يتوفى الأشخاص بسبب مرض شديد العدوى، فإن الخطر على العامة لا يُذكر. ومع ذلك، هناك خطر الإصابة بالإسهال نتيجة شرب المياه الملوثة ببراز الجثث. يعد التطهير الروتيني لمياه الشرب كافيًا للوقاية من الأمراض المنقولة بالمياه.
إن عملية دفن أو حرق الجثث الجماعية السريعة وغير اللائقة، تجعل عملية تحديد الموتى وإبلاغ الأسرة أكثر صعوبة، وفي بعض الأحيان مستحيلة.
الحالة الوحيدة التي تشكل فيها جثث الموتى خطراً للإصابة بالأوبئة هي عندما تكون الوفيات ناجمة عن بعض الأمراض المعدية أو عند حدوث كارثة طبيعية في منطقة ينتشر فيها هذا المرض.
لا يُسرع استخدام مسحوق أكسيد الكالسيوم/الجير الحي/بودرة الكلسمن عملية التحلل، وبما أن الجثث في الكوارث أو الصراعات لا تشكل عمومًا خطر العدوى، فلا حاجة لتطهير هذه الجثث.
بعد أي اتصال بالجثث، يجب غسل اليدين بالماء والصابون، أو تنظيفهما من خلال فركهما بمحلول كحولي إذا لم يكن هناك أي تلوث واضح.
تحث اللجنة الدولية، والاتحاد الدولي، ومنظمة الصحة العالمية جميع أطراف النزاعات والمستجيبين في حالات الكوارث على اتباع المبادئ الراسخة لإدارة الجثث من أجل خير المجتمع بأكمله، ويقدمون المزيد من الدعم اذا هناك حاجة.
للمزيد من المعلومات، رجاء التواصل مع:
المكتب الإعلامي للجنة الدولية: [email protected]
المكتب الإعلامي للاتحاد الدولي: [email protected]
المكتب الإعلامي لمنظمة الصحة العالمية: [email protected]
الصليب الأحمر الفنزويلي
فيضانات ليبيا: الاتحاد الدولي يعلن عن نداء طوارئ لجمع 10 ملايين فرنك سويسري لتعزيز جهود الإغاثة
جنيف، 13 سبتمبر/ايلول 2023 - أعلن الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر (IFRC) عن نداء طوارئ لجمع 10 ملايين فرنك سويسري لتعزيز جهود الإغاثة التي يبذلها الهلال الأحمر الليبي استجابة للفيضانات التي سببها اعصار دانيال في شمال شرق ليبيا.
وأدت الكارثة، التي وقعت يوم الأحد 10 سبتمبر/أيلول، إلى دمار هائل، بحيث أن آلاف الأشخاص في عداد المفقودين، في حين دُمرت البنية التحتية. وتعد مناطق مثل درنة وبنغازي وطبرق من بين المناطق الأكثر تضرراً. وعلى الرغم من التحديات، كان متطوعو الهلال الأحمر الليبي أول من استجاب في الميدان، حيث ساعدوا في عمليات الإجلاء وقدموا الإسعافات الأولية وحرصوا على دفن الموتى بطريقة محترمة وكريمة.
ويهدف نداء الطوارئ إلى تعزيز قدرات الهلال الأحمر الليبي في مجال الرعاية الصحية الطارئة، والمأوى في حالات الطوارئ، والدعم النفسي-الاجتماعي، وخدمات المياه والصرف الصحي. وستدعم فرق الهلال الأحمر بشكل خاص الفئات الضعيفة، بما في ذلك النساء والأطفال والمسنين والأشخاص ذوي الإعاقة.
وقال الأمين العام للاتحاد الدولي، جاغان تشاباغين:
"نتقدم بأحرّ تعازينا لأسر المتضررين من هذه الكارثة، بما في ذلك ثلاثة من متطوعي الهلال الأحمر الليبي الشجعان الذين فقدوا حياتهم أثناء عمليات الإنقاذ. إننا نواجه وضعًا صعباً وغير مسبوق. إن التضامن والدعم الدولي أمر بالغ الأهمية للعمليات المتواصلة ولمنع حدوث موجة ثانية من الأزمات المتعلقة بالمرض ومزيد من المعاناة."
وحث تشاباغين كذلك المجتمع الدولي وقال:
"لقد حان وقت العمل. ندعو المجتمع الدولي والشركاء والجهات المانحة إلى المساهمة بسخاء في هذا النداء. فتضامنكم يمكن أن يغير حياة الناس، ويعيد بناء المجتمعات، ويعطي الأمل لأولئك الذين غمرتهم هذه الكارثة واسعة النطاق."
مزيد من المعلومات
مساهمتكم يمكن أن تحدث فرقاً. لتمويل نداء الطوارئ ودعم الشعب الليبي في وقت الحاجة، تبرّعوا من خلال زيارة الصفحة المخصصة لذلك على موقع الاتحاد الدولي.
لطلب مقابلة، رجاء التواصل مع [email protected]
في جنيف:
توماسو ديلا لونغا: 0041797084367
مريناليني سانتانام: 0041763815006
في بيروت:
مي الصايغ: 009613229352
زلزال المغرب: الاتحاد الدولي يطلق نداء طوارئ لجمع 100 مليون فرنك سويسري لتوسيع نطاق جهود الإغاثة
جنيف، 12 سبتمبر/ايلول 2023 - أطلق الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر (IFRC) نداء طوارئ لجمع 100 مليون فرنك سويسري لتوسيع نطاق جهود الإغاثة التي يبذلها الهلال الأحمر المغربي.
بعد مرور أكثر من ثلاثة أيام على الزلزال الذي ضرب المغرب، باتت المساعدات تصل إلى المناطق النائية، لكن الظروف لا تزال صعبة. ومنذ وقوع الكارثة ليلة الجمعة، تعمل فرق الهلال الأحمر المغربي مع السلطات المغربية، بحيث يدعمون عمليات البحث والإنقاذ، ويقدمون الإسعافات الأولية والدعم النفسي-الاجتماعي، ويساعدون في نقل الجرحى إلى المستشفيات وإجلاء الناس من المباني المتضررة، ويوفرون الغذاء والماء.
وفي غضون 24 ساعة من وقوع الزلزال، وافقنا على تقديم مليون فرنك سويسري من صندوق الطوارئ للإستجابة للكوارث (DREF) لدعم الهلال الأحمر المغربي في جهوده لتوفير إغاثة فورية محلية المصدر.
إن نداء الطوارئ الذي نطلقه اليوم سيدعم عمل الهلال الأحمر المغربي فيما يتعلق بالاحتياجات الأكثر إلحاحًا والحلول المؤقتة على المدى المتوسط، وتشمل الصحة، والمياه النظيفة، والصرف الصحي، والنظافة، والمأوى، ومواد الإغاثة، والاحتياجات الأساسية (الغذاء والضروريات المنزلية)، وسبل العيش، والحماية، والمشاركة المجتمعية.
وقال جاغان تشاباغين، الأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر:
"إن الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر يطلق هذا النداء لتفعيل حسن النية الذي أبداه الكثيرون تجاه الشعب المغربي. إن الاحتياجات على الأرض كبيرة وسوف تنمو خلال الأيام والأسابيع القادمة.
ونطلب من الشركاء والجهات المانحة مواصلة إظهار التضامن مع شعب المغرب والمساعدة في توسيع نطاق دعمنا للمجتمعات المتضررة من الزلزال. إن هذه الاستجابة الطارئة هي بمثابة ماراثون، وليست سباقاً قصيراً: فالأشخاص المتضررون من الزلزال سيحتاجون إلى الدعم لأسابيع وأشهر قادمة. وعلينا أن ندعمهم ليس الآن فحسب، بل في المستقبل. إن أثر زلزال من هذا الحجم يحتاج إلى دعم طويل الأمد ومستدام."
لمزيد من المعلومات
على موقع الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، يمكنكم العثور على صفحة يتم تحديثها بانتظام حول الاستجابة لحالة الطوارئ.
الصور متاحة هنا.
لطلب إجراء مقابلة، رجاء التواصل مع [email protected]
في جنيف:
توماسو ديلا لونغا: 0041797084367
أندرو توماس: 0041763676587
في بيروت:
مي الصايغ: 009613229352
كوكس بازار: الاتحاد الدولي يدعو إلى دعمٍ عالمي وحلول مستدامة لتلبية الاحتياجات الملحّة
جنيف/كوالالمبور/داكا، 24 أغسطس/آب 2023: بعد مرور ست سنوات على النزوح من ولاية راخين في ميانمار، لا يزال حوالي مليون شخص يقيمون في مخيمات كوكس بازار، و30,000 شخص في بهاسان تشار. إن الوضع مأساوي، حيث لا يزال السكان النازحون يواجهون مخاطر متعددة ومتزامنة، بما في ذلك الحرائق والكوارث المرتبطة بالمناخ والأوبئة في الملاجئ المؤقتة المزدحمة. ومع تصاعد التحديات وتقلص الموارد، يدعو الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر (IFRC) إلى دعمٍ عالمي مستدام، لا سيما من أجل إيجاد حلول مستدامة وتحسين المستوطنات.
وقد ساعدت جمعية الهلال الأحمر البنغلاديشي والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر والشركاء، بما في ذلك حكومة بنغلاديش، أكثر من مليون شخص من النازحين والمجتمعات المضيفة. ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات يواجهها أولئك الذين يعيشون في المخيمات المزدحمة.
في العام الماضي، أدت تحديات مثل 33 حريق، وإعصار موكا، ونقص التمويل، إلى زيادة نقاط الضعف المتعلقة بسوء التغذية والأمن والتعليم. ويشدد الاتحاد الدولي على أهمية الاستثمار المتواصل في المستوطنات وإدارة المخيمات للحفاظ على كرامة سكان المخيمات. في الوقت الحاضر، يبلغ متوسط مساحات المعيشة للشخص الواحد 24 مترًا مربعًا، وهو أقل من المعيار العالمي البالغ 30 مترًا مربعًا. في حين أن الصليب الأحمر والهلال الأحمر يوفران ملاجئ تلبي المتطلبات الأساسية، إلا أن هناك حاجة إلى مزيد من الدعم لحماية أفراد المخيمات والمجتمعات المضيفة، وضمان سلامتهم وخصوصيتهم وكرامتهم.
وقال الأمين العام للهلال الأحمر البنغلاديشي كازي شوفيقول عزام:
"نحن نقف مع النازحين والمجتمعات المحلية التي استضافتهم بسخاء في كوكس بازار. لقد شهدنا آثار المعاناة الناجمة عن الفيضانات المفاجئة والحرائق وإعصار موكا الأخير في مخيم كوكس بازار. لقد استجبنا على الفور لكل كارثة وأعدنا بناء الملاجئ المتضررة بشكل متكرر. مع تزايد الحرائق وتعرض كوكس بازار للأعاصير، هناك حاجة متزايدة لتحسين المآوي والبنية التحتية.
لقد كانت قدرة النازحين من ميانمار على الصمود استثنائية حقاً. إنهم يستحقون العيش بكرامة وأمل حتى يتمكنوا من العودة إلى وطنهم بأمان. ونحن لا نزال ملتزمين بالعمل جنبًا إلى جنب معهم ومع شركائنا للتخفيف من معاناتهم بشكل جماعي."
حتى الآن، قام الهلال الأحمر البنغلاديشي بتيسير ما يقرب من مليوني استشارة صحية، وحصلت أكثر من 60 ألف أسرة على 1.1 مليار لتر من مياه الشرب الآمنة. وعلى الرغم من هذه الجهود، تظل الحلول المستدامة ضرورية، خاصة في ظل الظروف المعيشية الصعبة. يعد الدعم الدولي المستمر أمرًا بالغ الأهمية لضمان قدرة الأشخاص في هذه المخيمات على العودة إلى مواطنهم الأصلية بكرامة بمجرد أن يصبح ذلك آمنًا.
وأضاف رئيس بعثة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في بنغلاديش، سانجيف كافلي:
"بعد مرور ست سنوات على الأزمة، لا يزال التزامنا ثابتاً. إننا نقف إلى جانب النازحين، ونقدم لهم يد العون، والتعاطف، وصوت يردد صدى نضالهم من أجل الكرامة وغدٍ أفضل.
وبينما نتعامل مع هذه الأزمة التي طال أمدها، يصبح إيجاد حلول دائمة أمرا حتمياً. ومع ذلك، سنة بعد سنة، تتزايد الاحتياجات بينما تكبر فجوات التمويل. إن هذه الأزمة التي تم التغاضي عنها تهدد الخدمات وإمدادات الإغاثة والرعاية الصحية التي يعتمد عليها الآلاف. ومن دون تجديد الاهتمام، فإننا قد نضطر إلى إعطاء أولوية الدعم للفئات الأكثر ضعفاً فقط. ونحن نحث المجتمع الدولي على التفاعل مجدداً وتقديم الدعم، قبل أن تتأثر حياة الناس بشكل أكبر”.
إن الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر والهلال الأحمر البنغلاديشي مثابرين في دعم النازحين والمجتمعات المضيفة منذ البداية. ومع ذلك، فإن هذا النداء يعاني من نقص كبير في التمويل. ولم يتم جمع سوى 61.5% من المبلغ المطلوب البالغ 133.2 مليون فرنك سويسري، مما يترك فجوة تزيد عن 51.2 مليون فرنك سويسري. اعرفوا المزيد عن نداء الطوارئ.
لمزيد من المعلومات أو لترتيب مقابلة، رجاء التواصل مع: [email protected]
في كوكس بازار:
بركات الله معروف، 008801711222922
إس إم تسليم رضا، 008801759004869
في دكا:
الشهريار روبام، 008801761775075
في كوالالمبور:
أفريل رانسس، 0060192713641
في جنيف:
مريناليني سانتانام، 0041763815006
الهلال الأحمر الأوزباكستاني
السودان: جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر يواصلون تقديم المساعدات بالرغم من التحديات الأمنية
الخرطوم/نيروبي/القاهرة/جنيف، 6 يوليو/تموز 2023 - مع دخول النزاع المسلح في السودان شهره الثالث، أدخلت جمعية الهلال الأحمر السوداني (SRCS) حتى الآن أكثر من 1520 طنًا من المواد الغذائية الأساسية ومواد الإغاثة والإمدادات الطبية إلى البلد بحراً وجواً.
حتى الآن، استقبل الهلال الأحمر السوداني أكثر من 20 رحلة دولية وشحنتين من المساعدات.
تمكنت جمعية الهلال الأحمر السوداني، بدعم من الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر (IFRC) والجمعيات الوطنية الشريكة، من استيراد وتوزيع المواد الغذائية والمستلزمات المنزلية الأساسية والإمدادات الطبية التي تشتد الحاجة إليها للأسر الأكثر ضعفاً في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك في الخرطوم. ويشمل ذلك أيضًا دعم توزيع 1,285 طنًا من المواد الغذائية التي يقدمها برنامج الأغذية العالمي.
وقالت عايدة السيد، الأمينة العامة لجمعية الهلال الأحمر السوداني:
بفضل 40,000 متطوع في 18 فرعًا في جميع أنحاء البلاد، تعد جمعية الهلال الأحمر السوداني أكبر منظمة إنسانية على الأرض في السودان. نحن نعمل عبر طرفي النزاع ونمتثل بشكل كامل للمبادئ الأساسية للصليب الأحمر والهلال الأحمر ومدونة قواعد السلوك، بما في ذلك توزيع الإمدادات الغذائية في الخرطوم حيث انقطع العديد من الناس لأسابيع".
قرابة مليوني شخص اجبروا على الفرار من العنف، وكثير منهم من النساء والأطفال، وفي كثير من الأحيان فقط مع ما يمكنهم حمله؛ قدّم الهلال الأحمر السوداني الغذاء والمياه والمأوى والإمدادات الطبية التي تشتد الحاجة إليها، ويشمل ذلك أكثر من 40,000 وجبة وطرود غذائية، و24,000 من خدمات الإسعاف الأولي والعلاج الطبي، واجلاء 740 جريحًا.
قال المدير الإقليمي للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في إفريقيا، محمد عمر مخير:
بالإضافة إلى ذلك، لدينا ثلاث رحلات جوية وخمس شحنات من البضائع في طريقهم الينا، وتشمل سيارات للفرق والمزيد من المواد الغذائية وغير الغذائية والصحية. وهي تأتي من جهات مانحة، من بينها الاتحاد الدولي، والهلال الأحمر الإماراتي والهلال الأحمر الكويتي، والهلال الأحمر المصري، والصليب الأحمر الإسباني، والصليب الأحمر السويسري والصليب الأحمر الصيني.
"ولكن هذا ليس كافياً. هناك حاجة إلى المزيد من الإجراءات التي يتعين اتخاذها لتسهيل عمل العاملين في المجال الإنساني. إن نداءاتنا تعاني من نقص شديد في التمويل، ومع استمرار الصراع، يضطر المزيد من الناس إلى الانتقال إلى برّ الأمان، وغالبًا ما يكون لديهم القليل جدًا لحمايتهم من اقتراب موسم الأمطار".
أطلق الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر نداءين طارئين استجابة لهذه الأزمة: الأول لدعم جمعية الهلال الأحمر السوداني لمساعدة الناس داخل السودان، والثاني لدعم الجمعيات الوطنية في ستة بلدان مجاورة لاستقبال الفارين من النزاع.
خارج السودان، يعد وجود موظفي ومتطوعي الجمعيات الوطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر في النقاط الحدودية أمرًا بالغ الأهمية. إنهم يديرون نقاط الخدمات الإنسانية لتزويد الأشخاص الفارين من النزاع بالخدمات الأساسية مثل الدعم النفسي-الاجتماعي والأدوية والإسعافات الأولية والطعام، إضافة الى إعادة الروابط العائلية.
لمزيد من المعلومات أو لطلب مقابلة، يرجى التواصل مع:
في نيروبي:
ريتا نياغا، 00254110837154 | [email protected]
سوزان كولينان، 0061457527197 | [email protected]
في بيروت:
مي الصايغ، 0096176174468 | [email protected]
في جنيف:
آنا توسون: 0041798956924، [email protected]
توماسو ديلا لونغا: 0041797084367
قلب وعقل لحل مشاكل عالمية
نشأت رومي ميكوشينكوفا في بلدة صغيرة في جنوب غرب سلوفاكيا وهي تحلم باكتشاف أصل النجوم والكون. وتقول إن فضولها جعلها تهتم بمزاولة مهنة في مجال العلوم- وتحديداً في مجال الفيزياء الفلكية والفيزياء النظرية.
واليوم، تعيش حلمها. إنها تدرس الفيزياء النظرية والفيزياء الفلكية في جامعة Roma Tre، حيث تبحث بشأن أحد أعظم أسرار الفيزياء الفلكية: الثقوب السوداء. وتنشأ الثقوب السوداء عندما تصبح النجوم في نهاية حياتها كثيفة لدرجة تنهار على نفسها وحتى الضوء لا يمكنه الهروب من جاذبيتها.
ومع ذلك، يبقى الكثير لتعلمه.
وتقول في هذا الصدد: “دراسة الثقوب السوداء ليست مشروعاً محدد الوقت لأننا نكتشف معلومات جديدة كل يوم. أعمل حالياً على محاكاة لمراقبة الثقب الأسود في سياق مسبار قياس الاستقطاب بالتصوير بالأشعة السينية (IXPE)، وهو القمر الصناعي الذي سيُطلق بحلول نهاية عام 2021“.
“إعطاء غرض لوقت فراغي”
إن الوقت والجهد المطلوبين من طالبة الفيزياء النظرية هائلان. ولكن حتى هذه المسألة ليست الأمر الوحيد الذي يبقي رومي مشغولة. وفيما كان شغفها بالعلم ينمو عندما كانت مراهقة، بدأت رومي رحلة أخرى بصفتها متطوعة في الصليب الأحمر السلوفاكي. وتشرح قائلةً: “كان العمل التطوعي مثيراً للاهتمام بالأساس لأنني أردت مساعدة الآخرين، وإعطاء غرض لوقت فراغي“.
وفي هذه الأيام، يخصص وقت الفراغ في معظم الأحيان لمشروع جديد يلبي احتياجات الشباب من خلال مناقشة مواضيع غالباً ما لا تكون محط حديث، غير أنها تشكل تحديات اجتماعية وإنسانية رئيسية.
وتقول رومي في هذا المجال: “تتمثل مواضيعنا الرئيسية في درء خطاب الكراهية، والضغط على الأقران، والتنمر السيبراني والمساواة بين الجنسين”، وتضيف أنه بسبب القيود المفروضة نتيجة كوفيد-19، معظم هذا العمل موجود اليوم على الإنترنت.
قد تبدو دراسة الثقوب السوداء مثل سنوات ضوئية من العالم اليومي للشباب والتطوع. غير أنه بالنسبة إلى رومي هناك صلة واضحة. ومع كل ذلك، يمكن أن يكون الأسلوب العِلمي لطرح الأسئلة، والتحقق وحل المشاكل المعقدة أموراً مفيدة جداً في المجال البشري. وتشرح قائلةً: “إنها ميزة كبيرة عندما يدخل شخص ذو خلفية علمية دائرة العمل التطوعي بعقلية التعامل مع المشاكل حتى تُحلّ“.
تحقيق أشياء عظيمة
هذا المسار المزدوج للعلم والشواغل الإنسانية ليس جديداً بالنسبة لـ رومي. وقال ميلان هولوتا، مدير مدرسة روما الثانوية، إن تفضيلها المواد المتعلقة بالعلوم كان واضحاً منذ وقت مبكر، وكذلك رغبتها في جعل العالم من حولها مكاناً أفضل.
وقال في إشارة إلى عملها بعد المدرسة مع الصليب الأحمر، حيث أصبحت أحد أكثر أعضائه نشاطاً: “كانت دروس العلوم الطبيعية (المواد) المفضلة لديها، وكانت طالبة استثنائية في مناهجها الدراسية”.
غير أنها لم تفعل كل هذا بمفردها. فتتذكر أن دعم امرأتين- والدتها ومعلمة الفيزياء في المدرسة الثانوية- كان أساسياً في سعيها إلى مزاولة مهنة في مجال العلوم والبحوث.
ويمكن أن يكون هذا النوع من الدعم أساسياً للشابات والفتيات المهتمات بالعلوم. فبالنسبة إلى كثيرات، تعيق هذا المسار مواقف ثقافية تبعد الفتيات عن المواضيع التي يهيمن عليها الذكور مثل الرياضيات والعلوم.
ووفقاً لمعهد اليونسكو للإحصاء، هناك فجوة واضحة بين الجنسين في مجال العلوم، إذ لا تشكل النساء سوى 30 في المائة من الباحثين في هذا المجال في العالم. وكانت النسبة أقل حتى في صف رومي في الجامعة. وفي بداية دراستها الجامعية، لم تشكل النساء سوى ربع عدد الطلاب.
وتضيف قائلة: “أعتقد أن السبب الرئيسي هو عدم تشجيع الفتيات على اختيار وظائف في مجال العلوم الطبيعية. أريد أن أدعو كل النساء والفتيات إلى بناء علاقات قوية مع بعضهن بعضاً، وإلى التوقف عن التقليل من شأن بعضهن بعضاً، وإلى مساعدة بعضهن بعضاً لأنني أعتقد أن هذه هي الطريقة التي نحقق بها أشياء عظيمة بالفعل“.
الصليب الأحمر يكثف جهوده بينما تهدد الأمراض المنقولة بالمياه جنوب أوكرانيا
كييف/أوكرانيا، 27 يونيو/حزيران 2023 - تشكل الأمراض التي تنقلها المياه تهديدًا متزايدًا للأشخاص المتضررين من الفيضانات الناجمة عن انهيار سد نوفا كاخوفكا في وقت سابق من هذا الشهر. يشكل هذا التهديد تحديًا كبيرًا في وضع معقد ومتقلب بالأصل. تواصل شبكة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر (IFRC) مع جمعية الصليب الأحمر الأوكراني توسيع نطاقها للمساعدة في معالجة المخاطر الجديدة.
منذ اليوم الأول، تحرك الصليب الأحمر الأوكراني في منطقة خيرسون لمساعدة المجتمعات المتضررة. على الرغم من تعرضها لإطلاق نار، استمرت الفرق في مساعدة الناس على الإخلاء بأمان وتقديم الإسعافات الأولية إلى جانب مواد الإغاثة الأخرى.
يقول أولكسندر بابينكو، رئيس قسم الصحة بالصليب الأحمر الأوكراني:
"منذ الساعات الأولى لحالة الطوارئ، يستجيب الصليب الأحمر الأوكراني للتحديات الإنسانية لمساعدة السكان المتضررين. نحن نتعاون بشكل وثيق مع السلطات المحلية لتقديم الدعم الفعال في الوقت المناسب. نحن نولي اهتمامًا خاصًا لإعلام الناس حول منع انتشار الأمراض المعدية، وخاصة من خلال مياه الشرب، في مناطق خيرسون، وزابوريزهيا، وأوديسا، ودنيبروبتروفسك، وميكولايف".
يساعد الصليب الأحمر الأوكراني بالتعاون مع شبكة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر المجتمعات المحلية في الحصول على إمدادات المياه النظيفة، والصرف الصحي والنظافة. تواصل فرق الصليب الأحمر تزويد المجتمعات المتضررة بمواد الإغاثة، بالإضافة إلى دعم الصحة النفسية والدعم النفسي-الاجتماعي.
"أصبح ضمان الحصول على المياه النظيفة الآن أولوية حاسمة في منطقة تواجه العديد من التحديات. إن الوقت عامل حاسم لمنع انتشار الأمراض، لذا يتعين علينا جميعًا العمل معًا". يقول جايمي واه، منسق الصحة في الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر. "لا أحد يستطيع أن يعمل بمفرده. فضلاً عن الدعم المادي والتقني المقدم إلى الصليب الأحمر الأوكراني، فإننا نعمل على تكثيف الموارد حتى نتمكن من توفير المياه النظيفة وتلبية الاحتياجات للمضي قدمًا في التعافي".
لمزيد من المعلومات أو لطلب مقابلة، يرجى التواصل معنا على: [email protected]
الصليب الأحمر الأوكراني
قطع الاتصال والحفاظ عليه والرغبة فيه
يقول إيزي، وهو مهاجر من سيراليون تناقصت بشدة لقاءاته اليومية البسيطة مع الأشخاص الذين يتصدون مثله للصعاب التي تسببت فيها جائحة كوفيد-19: “حينما تعيش كمهاجر غير نظامي، فإن الاتصال هو أحد المقومات التي تبقيك على قيد الحياة”. وفي ظل هذه الجائحة التي تخيّم على الحياة اليومية للجميع، يواجه المهاجرون مثل إيزي صعوبات بالغة. وهؤلاء المهاجرون المحرومون حتى من ممارسة الأعمال والأنشطة الصغيرة غير مؤهلين للحصول على الاستحقاقات الاجتماعية التي توفر حالة الاستقرار اللازم لمواجهة الجائحة.
وتقول جوكيبيد ميسكويتا من مؤسسة الأصدقاء التي تقدم المساعدة العملية والقانونية المهاجرين غير النظاميين الذين يعيشون في هولندا. “بما أن هؤلاء الأشخاص يعتبرون مهاجرين غير قانونيين، فليس بمقدورهم استئجار منزل، وليس بوسعهم العمل بشكل قانوني، ولا يملكون ضماناً اجتماعياً أو حسابات مصرفية”. وتؤكد أن الوضع ينتهي بالبعض منهم إلى المبيت في الشوارع، خوفاً من تقاسم غرف مع أشخاص قد يكونون مصابين بالمرض. وتقول أيضاً: “يرغب الكثير من الناس في العودة إلى أوطانهم حيث يقيم والدوهم”. وتضيف قائلة: “وهم يؤكدون قائلين “إذا لم يكن من الموت بدّ، فنحن نرغب في الموت مع بعضنا البعض”.
وتمثل هذه القصص تذكرة قوية توكد أن جائحة كوفيد كانت شديدة علينا جميعاً، ولكن وقعها كان كارثياً على المهاجرين. وليس بإمكان هؤلاء المهاجرين في الكثير من الأحيان، حتى في البلدان الأكثر تقدماً، الاستفادة من آليات التصدي الهامة لجائحة كوفيد، من قبيل الرعاية الصحية النفسية أو المساكن المأمونة (لكونهم يتقاسمون الشقق في أغلب الأحيان) أو ظروف العمل (مع اتخاذ تدابير الحماية المناسبة في مجال النظافة الصحية)، وفقاً لتقرير الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر المعنون “Least protected, most affected: Migrants and refugees facing extraordinary risks during the COVID-19 pandemic. ” (الأشخاص الأقل تمتعاً بالحماية والأقل تضرراً: المهاجرون واللاجئون يواجهون مخاطر استثنائية أثناء تفشي جائحة كوفيد-19). وفوق هذا كله، فهم بعيدون عن أحبائهم وأكثر عرضة للتضليل الإعلامي الذي ينشر بلغات قد لا يكون لديهم إلمام كامل بها.
مع ذلك، فهناك الكثير من النقاط المضيئة في خضم هذه التحديات. وقد كافحت كلوديا، المولودة في البرازيل، من أجل العثور على أعمال غير رسمية إلى جانب اضطلاعها برعاية ابنتها ماريا البالغة من العمر أربع سنوات. وقد حصلت الآن على وظيفة دائمة وسجلت ماريا في مدرسة تتعلم فيها اللغة الهولندية. وتقول كلوديا عن ابنتها: “إنها تلعب مع غيرها من الأطفال وتتواصل أكثر فأكثر مع أترابها”.
وبالنسبة إلى إيزي كذلك، فقد عززت التحديات التي يواجهها هو وغيره من المهاجرين رغبته في تقديم ما هو إيجابي للآخرين. ويقول إيزي، الذي يحب تقديم المساعدة في مأوى محلي وتوفير الطعام للمهاجرين غير النظاميين الذين يحتاجون إلى وجبة ساخنة ومكان يحظون فيه بالترحيب: “لقد قضيت فترة طويلة من الوقت هنا ولقيت الدعم من هذا البلد”. ويضيف قائلاً: “ولذلك، فأنا أعتقد أنه يجب عليّ ردّ شيء من الجميل الذي أُسدي إليّ”
كلوديا، من ميناس غيرايس، البرازيل
تعمل كلوديا، المنحدرة من ولاية ميناس غيرايس بالبرازيل، منذ عام كمهاجرة غير نظامية في هولندا. وتقول كلوديا: “أحس بالضيق لأنني أُعتبر هنا شخصاً غير قانوني”. وتضيف قائلة: “ومع ذلك، فقد تمكنت من العثور على عمل وأشعر بأمان أكثر هنا. وبوسعي السير في الشوارع مع ابنتي. ونوعية الحياة التي أستطيع توفيرها لابنتي أفضل من تلك التي كانت متاحة لها في البرازيل. ولذلك، فأنا أشعر بأمان أكبر مما كنت أنعم به في البرازيل، ولكنه أمان غير مكتمل بسبب إقامتي غير القانونية”.
عندما يحلّ المساء، تأخذ كلوديا وابنتها ماريا قسطاً من الراحة على أحد المقاعد في أمستردام. وتقول: “لقد جعلت جائحة كورونا الحياة شاقة بسبب الإغلاق الذي طال الكثير من الأماكن”. وتضيف قائلة: “لا يوجد مكان يمكنني أن أذهب إليه، وأضطر إلى قضاء الكثير من الوقت مع ماريا، وأمضي وقتي في الغرفة الصغيرة التي استأجرتها”.
ترافق كلوديا ماريا في أول يوم دراسي لها في منطقة ديمين الواقعة في ضواحي أمستردام. ويبدأ الأطفال في هولندا الدراسة بعد وقت قصير بعد بلوغهم عامهم الرابع. وتقول كلوديا في هذا الشأن: “أنا سعيدة للغاية الآن بسبب التحاق ماريا بالمدرسة … وأرغب في تعلّم اللغة الهولندية ولكن جائحة كورونا جعلت الأمور أشد تعقيداً بسبب إغلاق الكثير من المدارس. ويتعذر علي، بسبب رعاية ماريا، إيجاد وقت أخصصه للدراسة. وقد يمكنني الآن، بعد التحاقها بالمدرسة، أن أتعلم مستقبلاً اللغة الهولندية في إحدى المدارس”.
تقول كلوديا: “تنعم ماريا الآن بحياة أفضل”. وتردف قائلة: ” تلعب مع غيرها من الأطفال وتتواصل أكثر فأكثر مع أترابها. وهي سعيدة للغاية. وتتحدث طوال الوقت عن مدرستها الجديدة. وتتعلم اللغة الهولندية. وهذه المدرسة رائعة للغاية إذا ما قورنت بمدرسة الحي الذي كنا نقيم فيه بالبرازيل”.
تقول جوكيبيد ميسكويتا من مؤسسة الأصدقاء التي تقدم المساعدة العملية والقانونية المهاجرين غير النظاميين في هولندا: “أصبح الوقت عصيباً منذ ظهور جائحة كوفيد -19 “. وتضيف قائلة: “يرن الهاتف طوال الوقت. ويرغب المهاجرون في الرجوع إلى البرازيل. ويرغبون في العودة إلى أحضان عائلاتهم وأطفالهم. وساعدنا أكثر من 200 شخص على العودة إلى البرازيل. ولقد توقف هؤلاء الأشخاص عن العمل ولم يعد لديهم المال اللازم لدفع الإيجار أو لشراء المواد الغذائية. ويبيت الكثير من الناس في الشوارع ويشعرون بالخوف الشديد. ويصاب الناس بفيروس كورونا ويعيش البعض منهم مع عدد يصل إلى تسعة أشخاص تضمهم غرفة صغيرة. فما هي السبل التي تتيح لهم البقاء على قيد الحياة؟ ويرغب الكثير من الناس في العودة إلى أوطانهم حيث يقيم والدوهم. ويؤكدون قائلين “إذا لم يكن من الموت بدّ، فنحن نرغب في الموت مع بعضنا البعض”.
مهاجر غير موثق من البرازيل يسجل نفسه للحصول على قسيمة غذائية تصرف في أحد المتاجر الكبرى وتوزعها منظمة مؤسسة الأصدقاء في أمستردام. ويقدم هذه القسائم الصليب الأحمر الهولندي من أجل مساعدة المهاجرين الذين مروا بأوقات عصيبة منذ ظهور جائحة كوفيد-19. وتقول مسكيتا: “بما أن هؤلاء الأشخاص يعتبرون مهاجرين غير قانونيين، فليس بمقدورهم استئجار منزل، وليس بوسعهم العمل بشكل قانوني، ولا يملكون ضماناً اجتماعياً أو حسابات مصرفية”. وتضيف قائلة: “وتتمثل الفكرة في أنهم يفدون إلى هنا لمدة عامين، ويكسبون بعض المال ويعودون بعد ذلك إلى البرازيل التي يشترون فيها منزلاً ويعيشون حياة كريمة. ولكن الأمر ينتهي بمعظمهم إلى البقاء في هولندا لمدة خمس أو عشر سنوات، وهم لا يتعلمون اللغة لأنهم منشغلون بالعمل ولا يملكون الوقت اللازم للاندماج في المجتمع المحلي”.
كلوديا في مطبخها وهي تقوم مع صديقة لها بإفراغ أكياس تحتوي على بعض المواد الغذائية التي يمنحها الصليب الأحمر الهولندي. وتقول كلوديا: “يساعد أفراد الجالية البرازيلية المقيمون هنا في هولندا بعضهم البعض كثيراً. وإذا كنتِ امرأة برازيلية لديها طفل، فإنهم يقدمون لكِ المزيد من المساعدة”.
كلوديا وابنتها ماريا وهما تنظران إلى معرض تزييني لعيد الميلاد في واجهة أحد المتاجر في أمستردام. وتقول كلوديا في هذا الشأن: “لا أدري كيف سنحتفل بعيد الميلاد. إنه وقت صعب. وعليّ أن أعثر على مكان جديد للعيش. وقد جرت العادة في البرازيل على أن نحتفل بعيد الميلاد مع العائلة والأصدقاء. ولكن هنا؟ ليس معي سوى ماريا”. وتضيف قائلة: “يتثمل حلمي في كسب بعض المال والعودة بعد ذلك إلى البرازيل وشراء منزل لأسرتي. ولكن إذا أتيحت لي فرصة البقاء هنا بصفة قانونية، فسأفكر في ذلك. ولكن في الوقت الراهن، أرى أن المستقبل هو اليوم الحاضر. وأتعامل مع كل يوم على الحال الذي يأتي فيه”.
إيزي، من سيراليون
بعد انقضاء عشر سنوات على الحرب الأهلية التي اجتاحت خلال تسعينيات القرن الماضي دولة سيراليون الواقعة في غرب إفريقيا، رأى إيزي أنه لم يعد أمامه من خيار سوى مغادرة البلد. وقد تسبب له هذا النزاع في خسائر كبيرة على المستوى الشخصي. ويقول في هذا الصدد: “فقدت والدي وأخي وأختي ثم فقدت أمي في وقت لاحق”. ويضيف قائلاً: “لا يزال لدي بعض الأعمام والأخوال في سيراليون، ولكن من المتعذر معرفة مكان وجودهم بالضبط. لقد مضى على غيابي عن البلد وقت طويل”. وعلى الرغم من عدم البت في الطلب الذي قدمه للحصول على اللجوء في هولندا منذ أكثر من أحد عشر عاماً، فهو على ثقة من أنه سيحصل قريباً على رخصة الإقامة ويرى الآن في هولندا وطناً له.
يقول إيزي: “أشتاق إلى كل شيء في سيراليون”. ويشرح ذلك قائلاً: “الطعام. والجو. والناس. وبالتأكيد فأنا مشتاق إلى كل شيء هناك. بيد أنه سيكون من الصعب للغاية بالنسبة لي العودة إلى وطني لأن آثار الحرب لا تزال قائمة. لقد ولدت هناك. وترعرعت هناك، ويراودني، من حين إلى آخر، هذا الحنين. ولكن عليّ أن أفكر في حالتي الصحية أيضاً، فإذا رجعت إلى بلدي، سأتعرض للإرهاق بسبب هذه العودة. وفي الوقت نفسه، ينتابني الخوف من العودة واسترجاع كل الذكريات مرة أخرى. إنه أمر غير هين”.
حينما تعيش هنا كمهاجر غير نظامي، فإن الاتصال هو أحد المقومات التي تبقيك على قيد الحياة. ويمنحك الالتقاء أصدقاء الطاقة التي تمكنك من أداء الأمور يومياً حينما تستيقظ من النوم. بيد أن ذلك قد توقف الآن بسبب جائحة الكوفيد”.
“أثرت جائحة كوفيد عليّ كثيراً. أولاً، لأنني فقدت بعضاً من الأصدقاء، وهم أشخاص أعرفهم – هولنديون أو أجانب على حد سواء – بسبب هذا المرض. ولكن أيضاً- وهو الأهم في رأيي- بسبب الوضع الذي أصبح من غير الممكن فيه الاتصال بالأصدقاء. فلم تعد الأمور مثلما كانت عليه في السابق. ولم يعد من الممكن الآن السماح لأي كان بالقدوم لزيارتك. ويمثل هذا أحد الأمور التي فقدناها”.
يشتري إيزي وصديقه كيتا القادم من غينيا بعض مكونات الوجبة التي سيعدّها في البيت العالمي (World House)، وهو مركز يتاح فيه للمهاجرين غير النظاميين الحصول على وجبة ساخنة. ويقول إيزي: “يعيش الكثير من الأفارقة في أمستردام ويفد العديد منهم إلى هذا المركز”. ويضيف قائلاً: “هو مكان يلتقي فيه اللاجئون، ويمثل لمعظمهم الأمل الأخير حينما يضطرون إلى مغادرة مخيمات اللجوء. وقد يتعين عليهم الذهاب إلى مكان ما وعادة ما يكون “البيت العالمي” هو المكان الوحيد الذي يمكنهم التوجه إليه. ونتولى هنا إطعامهم ومساعدتهم في العثور على مأوى وفي استئناف إجراءات طلب اللجوء”.
“بمقتضى القانون، لا يجوز لي العمل أو الالتحاق بالجامعة في هولندا لأنني لا أمتلك حتى الآن رخصة للإقامة. ولكنني أحب تقديم المساعدة للآخرين لأنني أعتقد أنه يجب عليّ أيضاً الإسهام في خدمة المجتمع. وأقوم في بعض الأحيان بطهي الطعام للناس في مركز البيت العالمي، وهو مكان يمكن فيه للأشخاص غير الحاملين للوثائق اللازمة تلقي المساعدة والمبيت والحصول على وجبة ساخنة. وأمد أيضاً يد المساعدة أحيانا للصليب الأحمر في إعداد الطرود الغذائية للأشخاص غير الحاملين للوثائق اللازمة والأشخاص الذين لا يحصلون على دخل. وأتعاون أيضاً مع بعض الكنائس، فأقوم بالطبخ ورواية القصص، وأُعلّم رياضة الكيك بوكسينغ، غير أن معظم أنشطة الكنيسة قد توقفت بسبب جائحة الكوفيد”.
“أتلقى الآن دورة في مجال تصميم المواقع الشبكية. وتموّل هذه الدورة منظمة تقدم المساعدة للاجئين. ولطالما راودتني فكرة إنشاء موقع شبكي خاص بي، وإنشاء مواقع شبكية لأشخاص آخرين أيضاً. ولذلك، فقد عملت على اغتنام هذه الفرصة المتاحة وأسعى إلى تجسيدها في الواقع. وأرغب بالفعل في أن أعمل شيئاً من شأنه أن يساهم في خدمة المجتمع لأنني أقيم هنا منذ فترة طويلة وتلقيت الدعم من هذا البلد، ولذلك فأنا أعتقد أنه يتعين علي رد شيء من الجميل الذي أُسدي إليّ”.
--
تم إنتاج هذه القصة ونشرها في الأصل من قبل مجلّة الصليب الأحمر والهلال الأحمر. للتعرف على المجلة وقراءة المزيد من القصص مثل هذه، انقروا هنا.
من الماعز إلى متذوقي الأطعمة
قضت مالمارني تومي توندي معظم طفولتها في المطبخ بجانب جدتها، وتعلمت فن الطبخ المحلي واطلعت على المكونات التي يعرف السكان القاطنون في هذا الجزء الذي تعيش فيه من شمال شرق هنغاريا كيف يعثرون عليها في بيئاتها الطبيعية، أو كيف يزرعونها في الأرض الخصبة التي تميز منطقتهم. وقد كان جميع الناس يملكون في ذلك الوقت حديقة وبعض الأغنام وقليلاً من رؤوس الماعز.
ولكن الموجات المتتالية من الاضطرابات الاقتصادية والاجتماعية غيرت كل ذلك وأصبح الكثير من الناس عاطلين عن العمل وبعيدين عن خدمة الأرض. وهُجرت العديد من الطرق القديمة لتحضير الأطعمة الشهية من النباتات والحيوانات المحلية في ظل عالم أصبحت فيه الأغذية الرئيسية التي يمكن لهم الحصول عليها تتمثل في السلع الصناعية التي تنتج على نطاق واسع.
ولا غرابة في أن هذه المرأة المفعمة بالنشاط والحيوية – وهي عنصر فعال في خدمة قضايا الخير في مجتمعها المحلي – لم يدُر قطّ في خُلدها أنها ستساهم في نهاية المطاف، بوصفها خبيرة في صناعة الأجبان، في إحياء بعض المأكولات التقليدية التي كانت منتشرة في منطقتها.
وتقول توندي: ” أحببت الجبن على الدوام”. وتضيف قائلة: “لكنني لم أحلم يوماً بصنعه”.
ومع ذلك، فالسيدة توندي مرشدة اجتماعية وليست طاهية. وقد عُرفت، في إطار عملها في الصليب الأحمر، بتنظيم حملات التبرع بالدم وغيرها من المبادرات الرامية إلى مساعدة الأشخاص الأكثر تضرراً من التغيرات التي طرأت على الاقتصاد المحلي.
إعداد نهج جديد
غير أن الصليب الأحمر الهنغاري قد شرع بعد ذلك في إعداد خطة ستؤدي إلى تغيير مسار حياة توندي، وتساهم أيضاً في الوقت ذاته في تغيير حياة الكثير من الأشخاص القاطنين في المنطقة والذين مروا بفترات عصيبة.
وتمحورت الفكرة حول إنشاء مؤسسة اجتماعية مستدامة تدرّ دخلاً كافياً يتيح للمهمشين (من ذوي الإعاقات العقلية أو البدنية، أو الأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية، أو أفراد الأقليات الإثنية) فرصة لتعلم مهارات جديدة وكسب دخل ثابت والعثور على مكان ينتسبون إليه.
وكان المنتج الذي استقر عليه رأي الصليب الأحمر الهنغاري هو جبن الماعز الذي سيُنتج في مصنع صغير يحصل على الحليب من مزرعة صغيرة وقريبة لتربية الماعز. وبدت هذه الفكرة في البداية، بالنسبة لبعض سكان المنطقة، فكرة راديكالية للغاية.
وأوضحت توندي قائلة: “هذه أول مزرعة ماعز هنا في ميزوكسو“. وتضيف قائلة: “لقد تفاجأ الناس هنا، بل اندهشوا أكثر لأن الصليب الأحمر يقوم بشيء كهذا. فالصليب الأحمر معروف هنا أساساً بحملات التبرع بالدم”.
وانطلق مصنع الجبن والمزرعة في العمل بتمويل من الحكومة الهنغارية والاتحاد الأوروبي والصليب الأحمر الهنغاري، وبعد الجهد الذي بذله موظفو الصليب الأحمر، من الفرع المحلي إلى بودابست، على مدى أيام طويلة، أطلقت رسمياً العلامة التجارية الجديدة للجبن في أبريل 2019.
وقد أتت الفكرة من موظفي الصليب الأحمر الذين أرادوا استكشاف نُهج جديدة للعمل الإنساني الذي تستحدث في إطاره مؤسسة من المؤسسات الاجتماعية طريقة مستدامة لمساعدة السكان المحرومين القاطنين في المنطقة على إيجاد سبل لكسب الرزق على المدى الطويل عوض الاكتفاء بتقديم المواد الغذائية أو أنواع أخرى من الهبات.
وفي الوقت نفسه، سيُتيح نموذج الأعمال التجارية الجديد هذا لمستهلكي الأطعمة من ذوي الوعي الاجتماعي طريقة لربط المأكولات الذي يحبونها بالأشياء التي يهتمون بها والتي تتمثل في المحافظة على التقاليد الغذائية المحلية، والاستدامة البيئية، وأعمال الخير والتضامن، وأخيراً وليس آخراً، الأطعمة الشهية والصحية المستلذة (تصنع جميع أجبان المزرعة من مواد خالية من المواد الحافظة والنكهات الاصطناعية).
وفي نهاية المطاف، لم تحظ مزرعة الماعز بالقبول فحسب، بل انطلقت في العمل أيضاً. ووجدت علامة الصليب الأحمر التجارية لجبن “Kis-Hortobágy Major“، التي أُطلقت في أبريل 2019، مكانها بالفعل على الرفوف في الأسواق الواقعة في بلدة ميزوكسو وانتهاءً بأسواق بودابست.
احتراف مهنة صناعة الجبن
يقول نوربي، وهو أحد عمال المزرعة الذي يتراوح نطاق مهامه اليومية من تغذية الدجاج إلى حلب الماعز أو تعهد الحديقة: “لم أعمل قبل اليوم في مزرعة من المزارع، ولكنني أحب هذا العمل”.
وتفيد إحدى العاملات في مصنع الجبن بأنها اكتسبت أيضاً مجموعة متنوعة من المهارات الجديدة. وتقول في هذا الشأن: “لقد تعلمت طرق إنتاج الجبن، ولم أكن أعرف شيئاً عن ذلك من قبل”.
وبالإضافة إلى ما تقوم به مؤسسة “Kis-Hortobágy Major” من توفير للوظائف لأشخاص هم في أمس الحاجة إليها، فهي تؤدي دورها في إطار حركة متنامية تحتفي بالمنتجات الحرفية المصنعة محلياً باعتبارها جزءاً رئيسياً من عملية تسعى إلى إيجاد حلول لطائفة متنوعة من التحديات الاجتماعية والبيئية.
ولكن الأمر أكبر من ذلك بالنسبة للعديد من العمال.
ويقول أحد عمال المزرعة: “بالنسبة لي، لا تمثل المزرعة مجرد مكان عمل، بل هي أشبه ما تكون بالوسط العائلي”.
وتصدر نفحات هذه الروح العائلية خلال فترة تناول الوجبات التي يجلس خلالها أعضاء الفريق سوياً لتقاسم ثمار جهدهم. ويشكل استخدام جبن ماعز المزرعة في تحضير الوجبات أمراً طبيعياً حيث يستخدم هذا الجبن في إعداد مجموعة واسعة من الأطباق الإقليمية، بدءاً من السلطات وانتهاءً بالمعجنات وأطباق اللحوم.
ولكن مواهب توندي لا تشكل لوحدها سبب النجاح الذي حققته هذه المؤسسة الاجتماعية، بل إن حنانها الطبيعي وخبرتها كمرشدة اجتماعية هما اللذان جعلا من هذه المؤسسة مكان عمل متميز.
ويقول أحد عمال مصنع الجبن: “لا أعتبرها رئيستي”. ويردف قائلاً: “بالأحرى، فأنا أرى فيها صديقة. ويسرني جداً العمل معها. فهي تنصت إلي وتساعدني في جميع مناحي الحياة”.
الوصفة: كعكة جبن بجبن الماعز والتوت الأزرق
--
تم إنتاج هذه القصة ونشرها في الأصل من قبل مجلّة الصليب الأحمر والهلال الأحمر. للتعرف على المجلة وقراءة المزيد من القصص مثل هذه، انقروا هنا.
“إذا روى لي أحد من الناس هذه القصة، فلن أصدقها”
على مدار أشهر عدّة من عام 2018، عُرف القنطار في الأخبار المتداولة بـ “رجل المطار”، وذلك بعد أن تقطعت به السبل في مطار كوالالمبور لمدة 7 أشهر.
وقد بدأت قصته في عام 2011 عندما اندلع النزاع في سورية، وكان يعيش حينها في الإمارات العربية المتحدة. ولم تكن له رغبة في العودة إلى بلده – بسبب الحرب الأهلية القائمة واحتمال تجنيده في صفوف الجيش – فبقي في الإمارات العربية المتحدة إلى أن انتهت صلاحية تأشيرته. وانتهى به المطاف في ماليزيا التي رُحّل إليها، فسعى إلى الحصول على حق اللجوء في العديد من البلدان، بما فيها كندا.
وفي هذه الأثناء، ظل ينتظر في المطار. وطال انتظاره.
وكان ينام على كراسي المطار وفي زاوية صغيرة تحت أحد السلالم المتحركة. وأقام خلال هذه الفترة صداقات مع عمال النظافة الذين كانوا يقدمون له الطعام والقهوة (توجد المقاهي في قسم من أقسام المطار التي لا يمكنه الدخول إليها).
وكانت حالة الملل والإعلانات المستمرة عن هبوط الطائرات وإقلاعها رفيقاً دائماً لحسن في حين كانت أيامه تمر ببطء. وقد فاتته أحداث عائلية هامة، مثل حفل زفاف شقيقه الذي تابعه عبر خدمة سكايب..
وفي ظل ما كان يشعر به من يأس وإحباط، لجأ إلى وسائل الإعلام الاجتماعية، وسرعان ما أصبح ظاهرة في شبكة الإنترنت والإعلام. وأشارت إليه التقارير الإخبارية واعتبرته نسخة واقعية من شخصية توم هانكس في فيلم “المحطة”.
وأوضح حسن قائلاً: “الأشياء الصغيرة – الاستحمام، وغسل الملابس، وتناول الأدوية – هي أشياء تفعلها دائماً ولكنها تصبح فجأة مستحيلة”.
ويضيف قائلاً: “أتذكر اليوم 122. لقد ساورني حينها شعور غريب. ولم أتمكن من تفسيره حتى رأيت شخصاً يفتح باباً يفضي إلى الخارج. كانت هذه هي المرة الأولى التي أشم فيها رائحة الهواء النقي منذ 120 يومًا”.
وأخيرًا، كللت الجهود التي بذلتها مجموعة خاصة من المواطنين الكنديين للحصول على طلب إقامة لحسن بالنجاح في نوفمبر 2018، واستقل إثرها طائرة حملته إلى كولومبيا البريطانية. وكانت كندا أول بلد في العالم يعرض برنامجاً للرعاية الخاصة يسمح لخمسة كنديين أو مقيمين دائمين في كندا بتقديم الرعاية الجماعية للاجئين. ويقول حسن في هذا الصدد: “يشارك الأفراد العاديون مشاركة مباشرة في إنقاذ الأرواح”. ويضيف قائلاً: “إذا لم تكن هذه هي البطولة، فما هي البطولة إذن؟”.
من النسيان إلى الإدماج
كانت تجربة حسن في المطار مجرد مثال واحد على المتاهة القانونية الذي كثيراً ما يجد اللاجئون أنفسهم فيها، فيصبحون عالقين على الحدود، وغير قادرين على المضي قدماً أو على الرجوع إلى الوراء أثناء سعيهم إلى تقديم طلبات اللجوء وترقب بعض بوادر الأمل.
واليوم، تعرض قصة حسن مثالاً لما يمكن أن يحدث حينما يُمنح اللاجئون الفرصة التي تتيح لهم بناء حياتهم من جديد ورد الجميل لمجتمعاتهم المحلية الجديدة. وفي حالة حسن، تجسد جزء من هذا العرفان في ارتداء السترة الحمراء المعروفة التي يلبسها متطوعو الصليب الأحمر الكندي وموظفوه.
واسترشاداً بالعمل الذي تضطلع به الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر في سورية وفي العديد من مناطق النزاعات والطوارئ الأخرى عبر العالم، قرر حسن مساعدة الآخرين في الوقت الذي كان فيه البلد الذي تبنّاه يعمل على التصدي لجائحة كوفيد-19 التي ما فتئت تتفاقم.
ويقول في هذا الشأن “كان العمل مع الصليب الأحمر حلماً، وها هو يتحقق الآن”. ويردف قائلاً: “إنها طريقتي في رد الجميل للمجتمع الذي قبلني ومنحني فرصة العيش بين ظهرانيه. وهي الطريقة التي أبين بها للكنديين أنهم لم يكونوا مخطئين حينما أعطوني هذه الفرصة”.
“خائف من خطر النسيان”
ومع ذلك، فالحياة ليست سهلة دائماً بالنسبة للاجئ الذي يقيم في الجانب الآخر من العالم بعيداً عن عائلته. ويوضح حسن ذلك قائلاً: “إنه قدري وقدر كل لاجئ كُتب له أن يعيش بين عالمين”.
والأشياء الصغيرة – رائحة القهوة أو المطر المنعش الذي يسقط في شارع شديد الحرارة – هي الأشياء التي تذكره بأهله في سوريا التي تمتلك فيها عائلته مزرعة صغيرة. ويقول حسن، وهو بصدد تحضير قهوة على الطريقة السورية في شقته الواقعة في مدينة فانكوفر: “أخشى أن أتعرض لخطر النسيان”. ويضيف قائلاً: “لم أر أمي وإخوتي منذ 12 عاماً. ولا أريد أن أفقد الاتصال بهم”.
“ماذا يعني أن تكون سورياً؟”
تتمثل مهمة حسن الآن في مساعدة عائلته واللاجئين الآخرين في الحصول على شعور مماثل بالأمان. وهو يعمل مع مجموعة تساعد في تقديم الرعاية للاجئين الآخرين ويواصل نشر آرائه على وسائل التواصل الاجتماعي لزيادة الوعي بمحنة اللاجئين. وقد أصدر في هذا الشأن كتاباً بعنوان “رجل في المطار” (Man @ The Airport).
يقول: “أرغب أن يفهم العالم الغربي مسألة [اللاجئين السوريين] بشكل أعمق”. ويضيف قائلاً: “وذلك لتقريب الفجوة القائمة بين ثقافتينا. وماذا يعني أن تكون سورياً؟ هل يعني أن تكون عاجزا؟ أم هل يعني أن تكون بلا صوت؟”.
ولكن حسن متفائل. ويقول إن من المفارقات أن القيود المفروضة بسبب جائحة كوفيد-19 قد ساعدت الكثير من الناس على فهم محنة اللاجئين فهماً أفضل. ويوضح ذلك قائلاً: “أثناء انتشار الجائحة وما نجم عنها من إغلاق لجميع الحدود، يمكن أن يبدأ الناس في فهم ما يعاني منه اللاجئون بشكل دائم، حينما تصبح جميع المطارات مناطق ممنوعة، وتصبح جميع جوازات سفرنا، بغض النظر عن لونها، متساوية من حيث انعدام الفائدة. ولا يزال الوضع على ما هو عليه بالنسبة لمعظم اللاجئين في العالم اليوم”.
--
تم إنتاج هذه القصة ونشرها في الأصل من قبل مجلّة الصليب الأحمر والهلال الأحمر. للتعرف على المجلة وقراءة المزيد من القصص مثل هذه، انقروا هنا.