نشعر بقلق شديد إزاء أمر الإخلاء الذي تلقته فرق جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في مستشفى القدس هذا الصباح. المستشفيات هي أماكن لتقديم المساعدة والملجأ؛ ويجب حمايتها مهما كان الثمن.
يقدم مستشفى القدس التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في مدينة غزة الرعاية لمئات الجرحى والمرضى المحتاجين الى رعاية طويلة الأجل. إن إجلاء المرضى، بما في ذلك أولئك الموجودين في العناية المركّزة، وأولئك الذين يعتمدون على أجهزة الإنعاش، والأطفال في الحاضنات، أمر شبه مستحيل، إن لم يكن مستحيل نهائياً، في الوضع الحالي. كما أبلغت فرقنا عن وقوع هجمات عنيفة وقصف بالقرب من المستشفى، مما يزيد من تعرض حياة الناس للخطر. تقوم جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بإدارة وتشغيل مستشفى القدس، والجمعية هي عضو في الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، وتحظى، إلى جانب البعثات والمرافق الطبية الأخرى، بالحماية بموجب القانون الدولي الإنساني .
إننا نشعر بقلق بالغ بشأن سلامة المرضى والعاملين في مجال الرعاية الصحية والآلاف الذين لجأوا إلى مستشفى القدس. لا ينبغي أبدًا وضع العاملين في مجال الرعاية الصحية أمام المعضلة المستحيلة: إما ترك المرضى خلفهم أو المخاطرة بحياتهم عبر البقاء في المستشفى.
وفي الأسابيع الماضية، طالبنا مراراً وتكراراً بحماية المدنيين والمستشفيات والعاملين في مجال الرعاية الصحية. وهذا ليس مجرد التزام أخلاقي، بل هو أيضاً ضرورة قانونية.
نحث الجميع على ممارسة ضبط النفس والوفاء بالتزاماتهم بموجب القانون الدولي الإنساني. هناك حاجة ضرورية لخفض التصعيد من أجل إنقاذ الأرواح، وضمان عمل المستشفيات بأمان، والسماح بالدخول المتواصل، ومن دون عوائق، للمساعدات الإنسانية الحيوية إلى غزة.
لا يمكننا أن نشدد على هذه الأمور بما فيه الكفاية. يجب حماية المدنيين. يجب حماية المستشفيات، والأطباء، والممرضات. يجب علينا احترام الإنسانية.