رؤية العالم ومساعدة الآخرين، من خلال العلم

Eva Turró, a biologist with the Spanish Red Cross, speaks to a group of children in Beira, Mozambique about good hygiene after Cyclone Idai hit the region in 2019

تتحدث إيفا تورو، عالمة أحياء في الصليب الأحمر الإسباني، إلى مجموعة من الأطفال في بيرا، موزمبيق، عن النظافة الصحية السليمةبعد إعصار إيداي الذي ضرب المنطقة في عام 2019

صورة: الاتحاد الدولي / كوري بتلر

ايفا تورو، بصفتها أخصائية في علوم الأحياء تستجيب لحالات الطوارئ في الصليب الأحمر الإسباني، وجدت مكانها في مجال العمل الإنساني، إذ تذكي الوعي بشأن الصلة المنقذة للحياة بين الصحة والنظافة الصحية في أعقاب وقوع كارثة.

وترى ايفا تورو أن العلم ليس مجرد مهنة. فقد سمح لها شغفها بعلم الأحياء برؤية العالم بعيون مختلفة، وفهم البيئة والأشخاص المحيطين بها واحترامهم ورعايتهم.

وبالنظر إلى أنها ولدت في عائلة من الأطباء، تتذكر وهي طفلة أنها كانت تشاهد جدها يساعد أسراً بصفته طبيباً ممارساً في مسقط رأسها في برشلونة، إسبانيا. وفي حين أصبح الطب تقليداً في أسرتها، اختارت أن تتعلم عن البشر وتفاعلهم مع العالم من منظور مختلفة.

وتقول تورو التي استخدمت هذا النهج في الآونة الأخيرة في عملها كمندوبة للاستجابة لحالات الطوارئ لدى الصليب الأحمر الإسباني في موزمبيق وهندوراس في أعقاب العواصف المدمرة في 2019 و2020: “اعتقدت أنها ستكون فكرة جيدة لمحاولة مساعدة الناس من منظور بيولوجي“.

وفي الفيضانات وحالات الدمار والاضطراب التي تسود بعد العواصف الكبرى، تنقلب النظم الإيكولوجية للأسر المعيشية والأحياء السكنية التي تحافظ على حياة الناس رأساً على عقب. وفجأة يصعب الحصول على الماء النقي. ولا يمكن الغسيل والذهاب إلى الحمام بالطريقة العادية. والناس يعانون من الإجهاد والجوع والحزن وقد يضطرون إلى البقاء في المنازل أو الملاجئ مع الكثير من الأشخاص الآخرين.

إنها بيئة بيولوجية يمكن فيها أن تنمو الأمراض والبكتيريا وتنتشر بسهولة.

وتتمثل وظيفة ايفا في استخدام معرفتها بالعالم الطبيعي والبشري لمساعدة الناس في هذه الحالات على فهم العلم واتخاذ خطوات للحفاظ على سلامتهم. وتقول في هذا الصدد: “يمكنني الذهاب إلى المجتمعات المحلية ولدي فرصة لشرح الأمور علمياً، مثل، “لماذا غسل اليدين مهم؟” و”لماذا من المهم معالجة المياه؟”

وتُعد معرفتها مفيدة جداً عند مساعدة هذه المجتمعات المحلية على إيجاد أو استعادة إمكانية الحصول على الماء النقي وشبكات الصرف الصحي، فضلاً عن تشجيعها على اتخاذ أساليب للتأقلم تمنع انتشار الأمراض مثل الإسهال والكوليرا والأمراض المعدية الأخرى.

تنحدر إيفا تورو من عائلة من الأطباء. لقد وجدت طريقتها الخاصة لمساعدة الآخرين من خلال علم الأحياء، ومساعدة الناس على البقاء في مأمن من الأمراض المعدية في أعقاب الكوارث الطبيعية المدمرة

تنحدر إيفا تورو من عائلة من الأطباء. لقد وجدت طريقتها الخاصة لمساعدة الآخرين من خلال علم الأحياء، ومساعدة الناس على البقاء في مأمن من الأمراض المعدية في أعقاب الكوارث الطبيعية المدمرة

صورة: مجلّة الصليب الأحمر والهلال الأحمر

مسار العلم والإنسانية

فيما بدأت رغبة ايفا في مساعدة الآخرين في سن مبكرة، أصبح مسارها الخاص واضحاً بعد أن أنهت دراستها وأمضت بعض الوقت في السفر. وسرعان ما أدركت أنه بوسعها مساعدة الناس بعيداً عن مسقط رأسها في برشلونة، ولذلك اختارت أن تفعل شيئاً في مجال العمل الإنساني. وتمثلت إحدى الطرق للقيام بذلك في ربط رغبتها في مساعدة الآخرين بميولها العِلمية.

وكانت مهماتها الدولية الأولى بصفتها مروِّجة للنظافة الصحية في موزمبيق بعد إعصار إيداي في عام 2019 وفي هندوراس بعد الإعصارين إيتا وإيوتا واللذين اجتاحا أمريكا الوسطى لمدة أسبوعين في ديسمبر 2020. وسببت هاتان العاصفتان فيضانات واسعة النطاق ألحقت أضراراً بأكثر من سبعة ملايين نسمة.

وتقول ايفا عن عملها في هندوراس: “عمِلنا على الوصول إلى المجتمعات المحلية والملاجئ التي وجد فيها الناس ملاذاً بعد الإعصار، ليس من خلال أنشطة التوعية فحسب، بل أيضاً من خلال توزيع مجموعات النظافة الصحية في فترة الطمث“.

تسلم إيفا تورو حفاضات الأطفال إلى أم في هندوراس لمساعدة عائلتها بعد أن ضرب إعصاري إيتا ويوتا أمريكا الوسطى في ديسمبر/كانون الأول 2020.

تسلم إيفا تورو حفاضات الأطفال إلى أم في هندوراس لمساعدة عائلتها بعد أن ضرب إعصاري إيتا ويوتا أمريكا الوسطى في ديسمبر/كانون الأول 2020.

صورة: مجلّة الصليب الأحمر والهلال الأحمر

فرصة لا تقدر بثمن

لم تسمح الخلفية العلمية التي تتمتع بها ايفا بتبادل ما تعلمته بصفتها أخصائية في علم الأحياء فحسب، بل أيضاً بالتعلم من الآخرين وإقامة روابط حقيقية مع الناس من مختلف مناحي الحياة.

“الاستماع إلى قصص حياة أشخاص من جميع أنحاء العالم… الذهاب إلى أي مكان في العالم، ليس كمسافر فحسب، بل أيضاً لمساعدة الآخرين… هذا أمر لا يقدر بثمن”.

أخبار ذات صلة