زلزال المغرب: العائلات تتحد في الكارثة، لكنها تخشى أن يتلاشى الدعم
أمزميز هي قرية صغيرة في المغرب، تقع عند سفح سلسلة جبال الأطلس الكبير. خلف الطريق الرئيسي المؤدي إلى الجبال، هناك مئات الشوارع الصغيرة الضيقة المليئة بالمنازل المتجاورة.
في أحد هذه الشوارع كانت تعيش خديجة وفاطمة وراضية وزينب.
عندما بدأت الأرض تهتز ليلة 8 سبتمبر/ايلول، كانت في المنزل، مستعدات للنوم بعد الصلاة.
وفي غضون ثوان، بدأت جدران منزلهن تهتز وتنهار، فهرعت إلى الشارع، ومن حسن حظهن أنهن تمكنّ من الخروج بأمان، لكنهن فقدت كل ما كان لديهن.
خديجة وفاطمة وراضية وزينب هن جزء من مجتمع مكون من عشر عائلات يعيشون الآن تحت الخيام، على بعد حوالي مائتي متر من المكان الذي كانت تتواجد فيه منازلهم.
إنهم لم يفقدوا منازلهم فحسب، بل فقدوا دخلهم أيضًا. كان أزواج خديجة وفاطمة وراضية يعملون في السوق المحلي، الذي دُمر بالكامل.
تقول خديجة: "نحن ممتنون للغاية لكل المساعدات التي تلقيناها حتى الآن، وكان التضامن مذهلاً".
وأضافت: "لكننا نعلم أن التضامن والدعم سيتلاشى، وقريباً لن يكون لدينا ما نأكله. لم يعد لدينا أي دخل؛ أزواجنا لا يستطيعون العمل. لا نعرف كيف سنتمكن من التأقلم في الأسابيع المقبلة".
تريد خديجة وصديقاتها العودة إلى ديارهن وإعادة بناء منازلهن حيث كانوا بالضبط. تقول خديجة: "البيت هو الحياة".
في حالة الطوارئ مثل زلزال 8 سبتمبر/ايلول، غالبًا ما يكون الأطفال هم الذين يعانون أكثر من غيرهم ويحتاجون إلى أكبر قدر من الدعم من أجل تعافي صحتهم النفسية.
"إنهم يصرخون في منتصف الليل. تراودهم الكثير من الكوابيس. كما أنهم أكثر حساسية، ويبكون كثيرًا. إنهم خائفون"، تقول خديجة.
لكن على الرغم من الظروف المأساوية، تحرص خديجة وصديقاتها على استمرار الحياة لهن ولأطفالهن.
بفضل التبرعات، تمكنّ من إنشاء مطبخ لإطعام المجتمع بأكمله - مما يثبت أنه رغم كل الصعاب، وفي مواجهة الكثير من الخسائر، يمكن للإنسانية أن تنتصر.
يدعم الهلال الأحمر المغربي مجتمع خديجة، وغيرهم الكثير في جميع أنحاء البلاد، من خلال توفير إمدادات الإغاثة الأساسية.
ويقدم المتطوعون أيضًا الدعم النفسي-الاجتماعي لمساعدة الناس على التعافي من صدمة هذه الكارثة المفاجئة والمدمرة.
--
إن شبكة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر موجودة على المدى الطويل من خلال استجابتنا لزلزال 8 سبتمبر/ايلول.
لدعم أشخاص مثل خديجة الذين فقدوا كل شيء، يرجى التبرع لنداء الطوارئ الخاص بنا.
الهلال الأحمر المصري
انهيار سد نوفا كاخوفكا، أوكرانيا: كيف ندعم المتضررين من الفيضانات
أدى انهيار سد نوفا كاخوفكا في جنوب أوكرانيا في 6 يونيو/حزيران إلى فيضانات مدمّرة أثرت على العديد من المجتمعات. يعانى الناس بالفعل من الآثار المدمرة للنزاع وهم الآن نازحون من ديارهم؛ وفقد الكثيرون منازلهم وممتلكاتهم بسبب مياه الفيضانات. قد تزداد المخاطر الصحية على المتضررين في الأسابيع المقبلة وهناك حاجة إلى مياه شرب نظيفة.
تعمل شبكة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر (IFRC) جنبًا إلى جنب مع جمعية الصليب الأحمر الأوكراني لتقديم المساعدات الأساسية للأشخاص المتضررين.
معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة
إدراكًا لمدى إلحاح الوضع، فإن الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، إلى جانب أعضائه، يدعم جمعية الصليب الأحمر الأوكراني في جهود الاستجابة التي تبذلها. ويشمل ذلك المساعدة التشغيلية والتقنية والمالية لتعزيز قدرتها المحلية على تقديم المساعدات، وتوزيع مواد الإغاثة، وتقديم الدعم الصحي، وتعزيز الممارسات الجيدة للصرف الصحي والنظافة، وتلبية الاحتياجات الفورية للسكان المتضررين.
التعافي وإعادة التأهيل على المدى الطويل
بالإضافة إلى جهود الإغاثة الفورية، تظل شبكة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر ملتزمة بدعم المجتمعات المحلية المتضررة من الفيضانات في تعافيها وإعادة تأهيلها على المدى الطويل. وهذا يشمل تسهيل المشاريع لاستعادة سبل عيش الناس، وتقديم الدعم النفسي، وإعادة تأهيل البنية التحتية المتضررة لمساعدة المجتمعات على إعادة بناء حياتهم.
في أعقاب انهيار سد نوفا كاخوفكا، اتحدت شبكة الاتحاد الدولي وجمعية الصليب الأحمر الأوكراني في تقديم الدعم الدؤوب للمجتمعات المتضررة.
منذ فبراير/شباط 2022، عزز الاتحاد الدولي استجابته بالتعاون مع الصليب الأحمر الأوكراني، وجنبًا إلى جنب مع الجمعيات الوطنية من جميع أنحاء العالم. معًا، نقدم المساعدات الإنسانية العاجلة للأشخاص في أوكرانيا وأولئك الذين أجبروا على الفرار إلى بلدان أخرى.
معًا، نعمل بلا كلل لتلبية الاحتياجات الطارئة، وبعث الأمل، وتمهيد الطريق للتعافي على المدى الطويل. بالاعتماد على قوة التعاطف والتضامن، نحن ملتزمون بإعادة بناء سبل العيش واستعادة القدرة على الصمود في وجه هذا الحدث المدمر.
-
انقروا هنا لمزيد من المعلومات حول عملنا في دعم الأشخاص في أوكرانيا.
الصليب الأحمر الصربي
مالاوي: فيضانات جراء العاصفة الاستوائية فريدي
اجتاحت العاصفة الاستوائية فريدي جنوب مالاوي في 12 مارس/آذار، مما أدى إلى هطول 300-400 ملم من الأمطار في أول 48 ساعة فقط. تسببت الأمطار في فيضانات وانهيارات أرضية مفاجئة وعنيفة ومدمرة تسببت في أضرار جسيمة، وجرفت المنازل والمدارس والمراكز الصحية والأراضي الزراعية والبنية التحتية. من خلال نداء الطوارئ هذا، يقوم الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر بدعم الصليب الأحمر في مالاوي بهدف تلبية الاحتياجات الطارئة للمأوى والصحة والمياه والصرف الصحي والنظافة. هدفنا هو مساعدة 160,000 شخص متضرر على التعافي بأمان وكرامة، ومساعدتهم على تعزيز قدرتهم على الصمود أمام أي كارثة مقبلة.
زلازل تركيا وسوريا: تضافر جهود جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وسط الكارثة
كانت الساعة 4:17 من صباح يوم 6 فبراير/شباط 2023 عندما تسبب زلزالان قويان في دمار لا يوصف في جنوب شرق تركيا وشمال سوريا، مما أسفر عن مقتل أكثر من 50,000 شخص وتدمير سبل العيش.
إن المحظوظون الذين تمكنوا من الخروج من مبانيهم شهدوا بعيونهم على الدمار الشامل، إلا أن الشيء المرعب أكثر من مشهد المباني المنهارة هو الصمت الذي يصم الآذان.
وبينما كانت استجابة الهلال الأحمر العربي السوري والهلال الأحمر التركي سريعة جدًا، كان من الواضح من الحجم الهائل للكارثة أن هناك حاجة ماسة إلى دعم إضافي.
لحسن الحظ، كان الدعم الإقليمي والعالمي من شبكة الاتحاد الدولي سريعًا، حيث أرسلت جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر من جميع أنحاء العالم المساعدات في غضون 24 ساعة.
كانت الجمعيات الوطنية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من أوائل من وصل إلى المناطق المتضررة، بحيث تم على الفور إرسال فرق طوارئ تابعة لجمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر في الجزائر ومصر وإيران والعراق والكويت ولبنان وليبيا وفلسطين وتونس والمملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة لدعم عمليات البحث والإنقاذ وتقديم الإغاثة الطارئة.
دعونا نسمع من بعضهم عن كيف تمت الاستجابة، وإلى وجهات نظرهم حول الأزمة:
سارعت جمعية الهلال الأحمر العراقي إلى تقديم الدعم، حيث قامت بإرسال فرق الطوارئ وشحن مواد الإغاثة جواً وبراً؛ وقال رئيس الجمعية، الدكتور ياسين أحمد عباس: "هبطت طائرتان عراقيتان تحملان أطناناً من مواد الإغاثة في سوريا بعد حوالي 8 ساعات من وقوع الزلزال. أرسلنا أيضًا فريقًا من 150 متطوعًا - مع سيارات الإسعاف والعيادات المتنقلة - إلى تركيا للمساعدة في البحث والإنقاذ والإسعافات الأولية. لقد تمكنا من توفير أكثر من 300 طن من إمدادات الإغاثة حتى الآن - إلى كل من سوريا وتركيا - وهناك المزيد".
في الوقت نفسه، قام الهلال الأحمر الجزائري بحشد موارده بسرعة، وأرسل فريق طوارئ وشحنتين من مواد الإغاثة بلغ مجموعهما 185 طناً، شملت مواد غذائية ومياه وملابس وبطانيات وفرشاً وخياماً ومولدات كهربائية.
في الوقت نفسه، قام الهلال الأحمر الجزائري بحشد موارده بسرعة، وأرسل فريق طوارئ وشحنتين من مواد الإغاثة بلغ مجموعهما 185 طناً، شملت مواد غذائية ومياه وملابس وبطانيات وفرشاً وخياماً ومولدات كهربائية.
وقال نبيل دعاس، منسق فرق الإنقاذ والإسعاف في الهلال الأحمر الجزائري: "لقد شكلنا فريقًا من 26 متطوعًا تألف من طبيبان متخصصان في جراحة العظام وفريق من المتخصصين في الصحة النفسية والدعم النفسي-الاجتماعي. قدمنا الدعم في 4 مناطق مختلفة في حلب، لكن الظروف كانت صعبة جداً حيث كانت معظم المباني في خطر الانهيار، مما جعل عملنا مليء بالتحديات".
كانت التجربة مماثلة لمتطوعي جمعية الهلال الأحمر الكويتي، الذين لم يكونوا على دراية بالتحديات الهائلة التي كانت في انتظارهم.
"لقد شعرنا بالعديد من الهزات الارتدادية خلال عمليات البحث والإنقاذ، مما جعل مهمتنا أكثر صعوبة مما كانت عليه. إن أقوى هزة ارتدادية بلغت 6.4 درجة، وتسببت في المزيد من الوفيات والدمار". قال عدنان حيدر، متطوع في الهلال الأحمر الكويتي.
"لم يكن هناك مكان للنوم حيث دُمر كل شيء: المنازل، الفنادق، كل شيء. إن الأشخاص المتضررين كانوا يصطفون أمام محطات الوقود لشراء الوقود لسياراتهم التي تحولت إلى منازل مؤقتة. كان الجو شديد البرودة، لذلك قاموا باستخدام نظام التكييف في سياراتهم بهدف التدفئة، ليقوموا بعد ذلك بإطفاء سياراتهم للنوم، إما لأنهم كانوا خائفين من العودة إلى المباني أو لأن منازلهم دُمرت بالكامل"، أضاف عدنان.
فضلاً عن إرسال فرق الدعم التي تشتد الحاجة إليها، وقّع الهلال الأحمر الكويتي اتفاقية تعاون دولي بقيمة 5 ملايين دولار أمريكي لتقديم المساعدات الطارئة في المناطق المتضررة في سوريا، والتي شملت المواد الغذائية والإمدادات الطبية والبطانيات والخيام والأجهزة الكهربائية والمنازل سابقة التجهيز.
بالرغم من الجهود المتواصلة، هناك حاجة لمزيد من الدعم وفقًا لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، الذي أرسل فريقًا من 14 متخصصًا في إدارة مخاطر الكوارث، والصحة النفسية والدعم النفسي-الاجتماعي، والإسعافات الأولية.
قامت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بتقييم الوضع في سوريا وتمكنت من تحديد العديد من الثغرات، بما فيها نقص في بعض المواد الإغاثية.
قالت رنا حسن فقيه، منسقة إدارة مخاطر الكوارث في الهلال الأحمر الفلسطيني: "تمكنّا من مساعدة آلاف الأشخاص من خلال خدماتنا المختلفة؛ ومع ذلك، هناك حاجة ماسة لمزيد من الدعم".
"هناك الكثير من المساعدات القادمة، لكنها ليست كافية. هناك الكثير من الطرود الغذائية والوجبات الساخنة، وهي كافية للجميع، لكننا لاحظنا نقصاً في المواد الإغاثية الأخرى مثل حليب الأطفال وملابس الأطفال ومستلزمات النظافة واللوازم الصحية النسائية. نحن بحاجة إلى بذل المزيد من الجهود."
مع ذلك، هناك بارقة أمل، كما يقول عبدالله زغيب، الذي كان جزءًا من فريق البحث والإنقاذ التابع للصليب الأحمر اللبناني:
"لا أستطيع وصف الشعور الذي شعرنا به عندما أنقذنا امرأة حامل وطفلها من تحت الأنقاض. لم أتخيل أبدًا أنني سأشعر بالفرح والامتنان وسط هذا الدمار. كل من شهد هذه اللحظة بدأ بالاحتفال. احتفلنا بالأمل".
"إن قوة الإنسانية هي التي أعطتنا الأمل وساعدتنا على المضي قدمًا بلا توقف؛ هي التي مكّنتنا من أن نتحمل درجات الحرارة المنخفضة والبرودة القاسية، وهي التي أشعرتنا بالشبع على الرغم من أننا بالكاد تناولنا أي شيء لمدة 4 أيام على التوالي".
بعد مرور أكثر من شهر على هذه الأزمة المفجعة، تواصل فرق الصليب الأحمر والهلال الأحمر في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا دعم بعضها البعض في مواجهة الظروف الصعبة والمتغيرة.
وبينما يعيش متضرري الزلزال في أوقات تتسم بعدم اليقين، فإن المتطوعين لدينا متواجدين الى جانب الناس طالما هناك حاجة إليهم.
لقد أظهرت هذه الكارثة، أكثر من أي وقت مضى، أن هناك قوة في العمل الجماعي وقوة في شبكة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر.
الهلال الأحمر التركمانستاني
أوكرانيا: الاتحاد الدولي يحذر من أن الجروح النفسية تزيد من المعاناة بعد مرور عام على النزاع
جنيف / بودابست / كييف 23 فبراير/شباط 2023 - تُزيد الجروح النفسية للنزاع المسلح الدولي في أوكرانيا من معاناة الأشخاص الذين يجدون صعوبة في التعامل مع احتياجات المأوى والجوع وسبل العيش، يحذر الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر (IFRC).
مع استمرار تأثر العائلات منذ العام الماضي، تدير شبكة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر أكبر استجابة إنسانية في تاريخها. من خلال نداء طوارئ بقيمة 1.6 مليار فرنك سويسري يشمل 58 دولة، وصلت شبكة الاتحاد الدولي إلى أكثر من مليوني شخص بالرعاية الطبية ودعم الصحة النفسية والمأوى؛ وقد وزعت حتى الآن أكثر من 87 مليون فرنك سويسري كمساعدات نقدية لإتاحة حرية الاختيار والكرامة للأسر التي فقدت كل شيء. تشارك 42 جمعية وطنية عضو في الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في أنشطة تدعم الأشخاص من أوكرانيا، محليًا.
قال جاغان تشاباغين، الأمين العام للاتحاد الدولي:
"دمرت هذه السنة حياة ملايين الناس، وتسببت بأضرار نفسية بقدر الأضرار الجسدية. نحن نستعد لتوسيع نطاق خدمات الصحة النفسية إلى جانب المساعدات النقدية والمأوى والرعاية الطبية والمساعدة العاجلة لمساعدة الناس على الصمود في فصل الشتاء القاسي وسط انقطاعات في التيار الكهربائي ونقص في المياه."
تعمل فرق الصليب الأحمر والهلال الأحمر في كل مكان - من الملاجئ في باخموت إلى منازل اللاجئين الجديدة عبر الحدود - وقد قدمت الدعم النفسي الاجتماعي لأكثر من مليون شخص منذ فبراير/شباط 2022، إلا أنه يجب القيام بالمزيد لمعالجة مشاكل الصحة النفسية.
وأضاف تشاباغين: "الصدمة لا حدود لها: أولئك الموجودين في أوكرانيا وأولئك الذين فروا هم على قدم المساواة، بحيث يحتاجون إلى الراحة والاستقرار والشعور بالحياة الطبيعية."
قدم الصليب الأحمر الأوكراني الدعم النفسي والاجتماعي لمئات الآلاف من الأشخاص منذ بدء تصعيد النزاع. وتقدم 34 جمعية وطنية عضو في الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر مساعدة متخصصة لمئات الآلاف ممن فرّوا الى برّ الأمان في بلدان أخرى.
قال المدير العام للصليب الأحمر الأوكراني، ماكسيم دوتسينكو:
"لقد فقدوا أحباءهم، ومنازلهم، ووظائفهم وكل شيء - وهذا أمر مدمر بما فيه الكفاية. انهم يعيشون في حالة من عدم اليقين وهذا الألم يلتهمهم من الداخل، مما يزيد من تفاقم أزمة الصحة النفسية.
"إن مساعدة العائلات على إيجاد آليات للتأقلم، والعلاج والدعم أمر بالغ الأهمية بالنسبة لنا. نحن نقوم بتدريب الأشخاص على كيفية الاستجابة لحالات طوارئ الصحة النفسية وهذا التدريب يحدث في الملاجئ والطوابق تحت سطح الأرض".
في البلدان المجاورة، تتلقى الجمعيات الوطنية الأعضاء في الاتحاد الدولي عددًا متزايدًا من المناشدات للحصول على مساعدات في مجال الصحة النفسية عبر أنظمة ردود الفعل المجتمعية.
وقال تشاباغين: "نحن بعيدون جدًا عن تعافي الأشخاص من أوكرانيا، ولكن ضمان دعم الصحة النفسية، إلى جانب المساعدات النقدية والحماية والخدمات الأساسية الأخرى هو وسيلة يمكننا من خلالها المساهمة في هذا التعافي."
خلال العام الماضي، حشدت شبكة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر أكثر من 124,000 متطوع للاستجابة للاحتياجات الطارئة للأشخاص المتضررين من هذا النزاع المسلح الدولي.
للمزيد من المعلومات يرجى التواصل مع:
[email protected]
في كييف: نيكولا جونز، 00447715459956
في بودابست: كوري باتلر، 0036704306506
في جنيف: جينيل إيلي، 0012026036803
المواد السمعية والبصرية المتاحة لوسائل الإعلام في غرفة أخبار الاتحاد الدولي
ملاحظة للمحررين:
في مبادرة إقليمية لتلبية الحاجة الهائلة لدعم الصحة النفسية، توحدت جهود جمعيات الصليب الأحمر الوطنية في أوكرانيا و 24 دولة في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي لتقديم خدمات الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي لأكثر من 590,000 شخص على مدى ثلاث سنوات. تستهدف هذه المبادرة النازحين في أوكرانيا ودول الاتحاد الأوروبي المتأثرة، ومقدمي الرعاية، والأطفال، وكبار السن، والأشخاص ذوي الإعاقة، والمجتمعات المضيفة بالإضافة إلى متطوعي وموظفي الصليب الأحمر. بتمويل من الاتحاد الأوروبي وبدعم تقني من الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر والمركز المرجعي للدعم النفسي والاجتماعي التابع للاتحاد الدولي، يربط مشروع EU4Health الأشخاص الضعفاء بأخصائيي الصحة النفسية والمتطوعين من 25 جمعية وطنية.
الصليب الأحمر في تيمور الشرقية
مالاوي: تفشي الكوليرا
تكافح مالاوي أسوأ تفشي للكوليرا منذ عقدين. اقتصر تفشي العدوى في البداية على الجزء الجنوبي من البلاد في أوائل عام 2022، الا أنه انتشر منذ ذلك الحين في جميع أنحاء البلاد، مما يعرض أكثر من 10 ملايين شخص للخطر - بما في ذلك أكثر من 5 ملايين طفل. من خلال نداء الطوارئ هذا، يقوم الاتحاد الدولي بدعم الصليب الأحمر في مالاوي في جهود الوقاية من الكوليرا ومكافحتها في 15 منطقة ذات أولوية. تشمل الأنشطة توفير المياه الصالحة للشرب، وإنشاء مرافق الصرف الصحي، وتعزيز ممارسات النظافة السليمة في المناطق حيث نسبة الانتشار هي الأعلى.
الإتحاد الدولي والمنظمة الدولية للهجرة يوقّعان مذكرة تفاهم إقليمية لزيادة التعاون بهدف مساعدة المهاجرين والنازحين
بيروت/القاهرة، 22 ديسمبر/كانون الأول 2022 - وقّع الإتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر (IFRC) والمنظمة الدولية للهجرة (IOM) مذكرة تفاهم إقليمية لتعزيز قدرات الجمعيات الوطنية، وضمان العمل المنسّق لحماية المهاجرين والنازحين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتقديم خدمات المساعدة الأساسية لهم.
ففي عام 2020، كان هناك 281 مليون مهاجر ولاجئ حول العالم، من بينهم 40 مليون في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وفي عام 2021، تسببت النزاعات والعنف في 1.2 مليون حالة نزوح داخلي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وبالتالي وصل إجمالي حالات النزوح الداخلي في المنطقة إلى 12.4 مليون.
وفي هذا السياق، قال الدكتور حسام الشرقاوي، المدير الإقليمي للإتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: "للإتحاد الدولي تاريخ طويل في مساعدة الجمعيات الوطنية على تقديم الدعم والمساعدة للمهاجرين والنازحين أينما كانوا خلال رحلاتهم عبر البر والبحر؛ تقدّم نقاط الخدمات الإنسانية الخاصة بنا المساعدة والحماية". وأضاف: "نحن نتعاون مع المنظمة الدولية للهجرة لتعزيز سلامة وكرامة وصحة المهاجرين، بغض النظر عن وضعهم القانوني، وخصوصاً أولئك الذين يعيشون في بلدان حيث الأزمات الطويلة الأمد والأماكن التي يصعب الوصول إليها".
من جهته، قال السيد عثمان بلبيسي، المدير الإقليمي للمنظمة الدولية للهجرة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: "يسرّ المنظمة الدولية للهجرة أن تعلن عن هذه الشراكة الإقليمية مع الإتحاد الدولي التي ستمكننا من تعزيز تعاوننا لصالح المهاجرين والمجتمعات المضيفة والشركاء." وأضاف: "من خلال جهودنا المشتركة، نتطلّع إلى تعزيز حوكمة الهجرة من خلال نهج يشمل المجتمع بأكمله والحكومة بأكملها بشكل يتوافق مع الإتفاق العالمي حول الهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية، وأهداف التنمية المستدامة."
واستنادًا إلى أهداف التنمية المستدامة، والإتفاق العالمي حول الهجرة، وخطة العمل GP20، وإطار عمل المنظمة الدولية للهجرة، تهدف مذكرة التفاهم هذه إلى تعزيز التعاون مع الحكومات والجهات المعنية بشأن حوكمة الترحال البشري من خلال الاستفادة من الخطة العالمية للإتحاد الدولي الخاصة بالهجرة، بالإضافة إلى شبكة الهجرة التابعة للصليب الأحمر والهلال الأحمر في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
إنّ هذه الشراكة هي ثمرة التعاون السابق بين المنظمتين. ففي أكتوبر/تشرين الأول 2022، نظمت المنظمة الدولية للهجرة والإتحاد الدولي جلسة حوار بعنوان "تعزيز الحوار بين الأجيال بشأن العمل المناخي وتأثيرات تغير المناخ على الترحال البشري" لمناقشة العلاقة بين تغير المناخ والترحال، وخصوصاً بالنسبة للشباب في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
ونظراً الى أن تغير المناخ يشكّل دافعاً قويًا للهجرة، يسعى التعاون بين المنظمة الدولية للهجرة والإتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر إلى اقتراح حلول أفضل للسياسات القائمة على الأدلة، استجابة لأزمة المناخ في ظلّ اتجاهات الهجرة في المنطقة.
لمحة عن الإتحاد الدولي
يعّد الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر أكبر شبكة إنسانية في العالم. تدعم الأمانة العامة للإتحاد الدولي العمل المحلي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في أكثر من 192 دولة، حيث يعمل نحو 15 مليون متطوع من أجل خير الإنسانية.
لمحة عن المنظمة الدولية للهجرة
تأسست المنظمة الدولية للهجرة في عام 1951، وتعمل منذ ذلك الحين مع مجموعة واسعة من الشركاء من الحكومات والمنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية. تتواجد المنظمة ولها مكاتب في أكثر من 100 دولة حول العالم، وتضم في عضويتها 175 دولة، فضلاً عن 8 دول أخرى تحمل صفة مراقب، وتنصب جهودها على أن تكون الهجرة مراعية للاعتبارات الإنسانية، ومنظمة، وتعود بالنفع على الجميع. ولتحقيق هذه الغاية، توفر المنظمة خدمات وتقدم النصح والمشورة للحكومات والمهاجرين على حد سواء.
للمزيد من المعلومات، رجاءً التواصل مع:
في بيروت
مي الصايغ، مسؤولة الإعلام في المكتب الإقليمي للإتحاد الدولي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
[email protected]
في القاهرة
تميم عليان، مسؤول التواصل في المكتب الإقليمي للمنظمة الدولية للهجرة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
[email protected]
الصومال: احتمال المجاعة سيزداد بنحو 25 في المائة إذا لم يحصل النازحون على المساعدة التي يحتاجونها
نيروبي/جنيف، 19 ديسمبر/كانون الأول 2022 - أجبرت أسوأ موجة جفاف تشهدها الصومال منذ 40 عامًا المزيد والمزيد من الناس على مغادرة منازلهم بحثًا عن الأمن الغذائي ومراعي أكثر اخضرارًا للماشية. ستزداد احتمالية المجاعة بحوالي 25% ما لم تقدم المساعدات اللازمة للنازحين، وفقًا لتقديرات الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر (IFRC).
لا يمكن تصنيف أزمة الجوع المستمرة في الصومال على أنها مجاعة، وفقًا لأحدث تقرير صادر عن التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) - المنظمة الدولية المسؤولة عن مراقبة الجوع حول العالم - ولكن من المرجح أن يزداد الوضع سوءًا في الأشهر المقبلة. تتوقع IPC حدوث المجاعة بين أبريل ويونيو 2023 في أجزاء من الصومال.
أوضح محمد مخير، المدير الإقليمي لأفريقيا في الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر:
"النزوح هو أحد العوامل الرئيسية الأربعة أو 'خطر متزايد' للمجاعة في الصومال. وتشمل العوامل الثلاثة الأخرى زيادة الجفاف وزيادة أسعار المواد الغذائية والنزاعات. ستؤدي تلبية احتياجات النازحين إلى تقليل احتمالية المجاعة بشكل كبير".
أُجبر أكثر من مليون شخص على ترك منازلهم مع اشتداد أزمة الجوع - ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد. سيؤدي العدد المتزايد للنازحين في المستوطنات المؤقتة المكتظة إلى الحد من الوصول إلى المياه النظيفة والصرف الصحي والتغذية والخدمات الصحية. علاوة على ذلك، على الرغم من أن بعض النازحين يعيشون مع أصدقائهم وأقاربهم، إلا أن هذا الأمر يضع ضغطًا إضافيًا على العائلات المضيفة، التي تشارك احتياطياتها الغذائية المحدودة مع الضيوف. يعد تزويد النازحين بالمساعدات الإنسانية المصممة خصيصًا لهم من أكثر الطرق فعالية لحماية العائلات المضيفة من الانزلاق الى هاوية الجوع، مع ضمان تلبية الاحتياجات الغذائية للأشخاص المتنقلين في نفس الوقت.
يعد تقديم المساعدات الإنسانية للعائلات المتنقلة باستمرار أحد أكبر التحديات التي يواجهها عمال الإغاثة. تتمثل إحدى الطرق التي تستخدمها فرق الهلال الأحمر الصومالي، بدعم من الاتحاد الدولي، في الوصول إلى مجتمعات الرحّل من خلال عيادات متنقلة لتقديم الخدمات الصحية الأساسية في المناطق النائية من البلاد.
إن بعض الإجراءات العاجلة اللازمة للحد من احتمالية المجاعة تشمل تعزيز خدمات الصحة والتغذية، والمساعدات النقدية والمأوى.
وأضاف موخير: “نكرر دعوتنا لإعطاء الأولوية لأزمة الجوع المتزايدة في الصومال، وهي أسوأ موجة جفاف تشهدها البلاد منذ 40 عامًا. كمنظمة، ينصب تركيزنا على النازحين، بسبب قدرتنا الفريدة على الوصول إليهم بالمساعدات".
لدى جمعية الهلال الأحمر الصومالي فروع في جميع أنحاء البلاد وعدد كبير من المتطوعين في جميع أنحاء البلاد، كما أن لديها شبكة واسعة من المرافق الصحية. ينصب تركيز فرق الهلال الأحمر على توصيل النقود إلى العائلات بهدف تلبية احتياجاتهم الغذائية والصحية وغيرها من الاحتياجات الطارئة. إن المساعدات النقدية تعطي الأشخاص حرية اختيار ما يحتاجون إليه لمساعدة أسرهم على البقاء بصحة جيدة، وهو يلاءم مجتمعات البدو الرحل بشكل خاص بحيث قد يحتاجون إلى حمل المساعدات العينية أثناء انتقالهم.
وفقًا لـ IPC، من المرجح أن يكون موسم الأمطار من أبريل إلى يونيو 2023 أقل من المعدل الطبيعي، وهناك احتمال بنسبة 62 في المائة أن يكون هطول الأمطار التراكمي في خانة أدنى المستويات المسجّلة. سيمثل هذا الموسم السادس من هطول الأمطار بمعدل أقل من المتوسط. كما ستظل أسعار المواد الغذائية مرتفعة، وسيؤدي انعدام الأمن إلى الحد من القدرة على الوصول إلى الأسواق وإعاقة المساعدات الإنسانية. سيكون النازحون من بين أكثر المتضررين.
للمزيد من المعلومات، رجاء التواصل مع:
في نيروبي:
يولوج إيشيموي
00254735437906
[email protected]
في داكار:
مصطفى ديالو
00221774501004
[email protected]
في جنيف:
جينيل إيلي
00120206036803
[email protected]
اليوم العالمي للمتطوعين 2022: آمنوا بقوة اللطف
متطوعو الصليب الأحمر والهلال الأحمر متواجدين في كل مكان، ستجدهم في الشارع الذي تسكن فيه، في مجتمعك المحلّي، في كل ركن من أركان العالم. قد تكون حتى واحد منهم.
كل يوم، الملايين من المتطوعين يعامِلون الأشخاص المحتاجين إليهم بلطف واحترام، بغض النظر عمن هم أو مكان وجودهم.
سواء كان ذلك من خلال تقديم مشروب ساخن أو طعام،
الاستماع إلى شخص ما ودعم صحته النفسية،
إيصال الإمدادات الأساسية أو المساعدات النقدية إلى المجتمعات النائية،
تقديم أو تعليم الإسعافات الأولية المنقذة للحياة،
توفير مساحة آمنة للناس أثناء تنقلهم،
أو مساعدة المجتمعات على التأقلم مع تغير المناخ.
هذه الأعمال اللطيفة، حتى لو شعرت في بعض الأحيان بأنها صغيرة، تحدث فرقًا كبيرًا في حياة الأشخاص الذين يعيشون في أزمة.
لأن اللطف قوي. واللطف معدٍ، بحيث يمكن لفعل صغير واحد أن يؤدي إلى سلسلة من الأفعال.
"على مدار السنة، الملايين من المتطوعين يقدمون المساعدة ويجلبون الأمللمئات الملايين من الأشخاص حول العالم."
جاغان تشاباغين
الأمين العام للاتحاد الدولي
نحن في الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر نؤمن بمتطوعينا. نحن نؤمن بقوة اللطف.
تبدأ الإنسانية، أولى مبادئنا، باللطف.
ونعتقد أنه يمكننا جميعًا أن نكون أناس لطفاء.
"أود أن أشكر متطوعينا في الصليب الأحمر والهلال الأحمر الذين يستجيبون لكل حالة طوارئ ، في كل ركن من أركان العالم، وكذلك في هذه اللحظة بالذات".
فرانشيسكو روكا
رئيس الاتحاد الدولي
في اليوم العالمي للمتطوعين، كما هو الحال في أي يوم آخر من العام، نشكر بشدّة المتطوعين الرائعين الذين لا يمكن إيقافهم.
أنتم تستحقون كل التقدير. أنتم تستحقون كل الدعم. أنتم تستحقون كل الاحترام.
أزمة الجوع في القرن الأفريقي: تلبية احتياجات مجتمعات البدو الرحّل أمر بالغ الأهمية لإنقاذ الأرواح
نيروبي/جنيف، 7 سبتمبر/أيلول 2022 - أُجبر ما يقرب من مليون شخص على ترك منازلهم بحثًا عن الطعام والماء في أجزاء من الصومال وكينيا، مع استمرار أزمة الجوع الكارثية. أكثر من 22 مليون شخص يعانون من نقص كامل في الغذاء في القرن الأفريقي. من المتوقع أن يزداد الوضع سوءًا في أوائل عام 2023. وتتضرر مجتمعات البدو الرحّل بشكل خاص من نقص الغذاء والارتفاع الشديد في الأسعار. حذّر الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر من أنه في حين أن الغذاء والأموال ستعالج جزءًا من المشكلة، فبدون آلية موثوقة للوصول إلى الأسر البدوية بمساعدات إنسانية شاملة، ستظل استجابة العالم لأزمة الجوع غير فعالة وغير كافية.
وقال محمد بابكر، رئيس وفد كينيا والصومال بالاتحاد الدولي:
"إن ملايين الأرواح في خطر. ولكن بينما يعمل المجتمع الإنساني على تسريع استجابته، يجب علينا ضمان عدم تكرار أخطاء العقود الماضية. من المهم أن تكون المساعدات ليست فقط متاحة، بل ممكن وصولها إلى الأشخاص المناسبين بطريقة فعالة. معظم العائلات المتضررة هي من المجتمعات الرعوية، وهي في الغالب من البدو، ولا يمكن الوصول إليها إلا من قبل أولئك القريبين منها بما يكفي لمواكبة تحركاتها وتقديم المساعدة من دون انقطاع. الاستجابة المحلية أمر أساسي".
في كينيا، تقع معظم المناطق التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي في المناطق القاحلة وشبه القاحلة، حيث تعتمد المجتمعات على الرعي، وبالتالي تعتمد بشكل أساسي على اللحوم والألبان في التغذية والدخل. إن قلة الأمطار أجبرت العائلات على ترك منازلها بحثًا عن المياه والمراعي.
في الصومال، تأثرت النساء والفتيات بشكل غير متناسب بالأزمة حيث يملن إلى السفر لمسافات طويلة بحثًا عن الماء والحطب، كما انفصلت عن عائلاتهن وظلت مع الماشية، بينما يهاجر الرجال والفتيان بحثًا عن المرعى والمياه.
وأضاف بابكر: "الاستجابة تواجه تحديين رئيسيين. أكبرها نقص الموارد الكافية لشراء مواد الإغاثة في حالات الطوارئ. ومع ذلك، حتى لو كان لديك القدرات المادية، فأنت بحاجة إلى أن تكون قادرًا على الوصول إلى هذه المجتمعات البدوية بطريقة فعالة. هذا أمر بالغ الأهمية. ندعو الشركاء والمانحين إلى الاستثمار في المؤسسات التي تتمتع بوصول موثوق إلى العائلات المتنقلة".
يعد تقديم المساعدة الإنسانية للعائلات المتنقلة باستمرار أحد أكبر التحديات التي يواجهها عمال الإغاثة. رداً على ذلك، تعمل فرق الهلال الأحمر في الصومال عن كثب مع مجتمعات البدو الرحّل، لذلك لا يوجد قلق بشأن مكان تقديم المساعدات. يأتي هؤلاء المتطوعون من المجتمعات التي يخدمونها. مع التقارير الأخيرة التي تفيد بوفاة أكثر من 700 طفل في مراكز التغذية في جميع أنحاء الصومال، فمن المهم أن تصل منظمات الإغاثة إلى الأشخاص المتضررين في مجتمعاتهم قبل أن تصبح حالتهم حرجة، لأن البعض لا يصل إلى المراكز الصحية، أو يصل بعد فوات الأوان.
بالإضافة إلى الغذاء، يحتاج الأشخاص المتضررون من الجفاف أيضًا إلى خدمات صحية. خلال الزيارات الميدانية إلى بونتلاند وأجزاء أخرى من البلاد، تقدم فرق الاتحاد الدولي والهلال الأحمر الصومالي الرعاية للنازحين المنهكين والمرضى. تصل فرق الهلال الأحمر في الصومال، بدعم من الاتحاد الدولي، إلى المجتمعات البدوية بعيادات متنقلة لتقديم الخدمات الصحية الأساسية في المناطق النائية.
تكمن قوتنا في شبكة المتطوعين لدينا، والتي تنبع من المجتمعات التي نخدمها. إنهم يفهمون السياق الثقافي واللغات المحلية ولديهم فهم متعمق للمجتمعات المتضررة"، قال بابكر.
كما ستركز فرق الصليب الأحمر والهلال الأحمر على إيصال المساعدات النقدية للأسر لتلبية احتياجاتها الغذائية والصحية وغيرها من الاحتياجات العاجلة. تمنح المساعدة النقدية الأشخاص حرية اختيار ما يحتاجون إليه لمساعدة أسرهم على البقاء بصحة جيدة، وهي تلائم مجتمعات البدو التي قد تحتاج إلى حمل المساعدات العينية معها أثناء انتقالها. حتى الآن، تمكّنت فرق الصليب الأحمر والهلال الأحمر في كينيا والصومال بشكل جماعي من الوصول إلى ما لا يقل عن 645,000 شخص من المتضررين من الجفاف من خلال الخدمات الصحية والمساعدات النقدية، فضلاً عن خدمات الإمداد بالمياه، الإصحاح والنهوض بالنظافة.
ملاحظة للمحررين:
تتوفر صور ومقاطع فيديو جديدة عالية الجودة من المناطق المتضررة من الجفاف في الصومال وكينيا على هذا الرابط: https://www.ifrcnewsroom.org
للمزيد من المعلومات، بإمكانكم التواصل مع:
في نيروبي:
يولوج إيشيموي - Euloge Ishimwe
00254735437906
[email protected]
في جنيف:
آنا توسون - Anna Tuson
0041798956924
[email protected]
مواجهة الأسباب البيئية لأزمة الغذاء في أفريقيا
تم نشر هذا المقال أولاً على موقع الصندوق العالمي للطبيعة (WWF) هنا.
تواجه إفريقيا أسوأ أزمة غذائية منذ 40 عامًا، بحيث يعاني ما يقرب من 114 مليون شخص في جميع أنحاء إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى - وهو رقم يقترب من نصف إجمالي سكان الولايات المتحدة - من انعدامًا حادًا في الأمن الغذائي. في شرق إفريقيا، هناك 50 مليون شخص في خطر. في منطقة الساحل الأفريقي، تضاعف عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى مساعدات غذائية طارئة أربع مرات ليصل إلى 30 مليون في السنوات السبع الماضية.
أسباب هذه الأزمة الحالية متعددة، فلعب الصراع والتراجع الاقتصادي الناجم عن جائحة كوفيد-19 دورهما. ولكن الأهم من ذلك، أن القارة قد دمرتها فترات طويلة من الجفاف والفيضانات وأسراب الجراد الصحراوي - وهي مخاطر طبيعية تفاقمت بسبب تغير المناخ وتدهور الطبيعة.
إن الفئات الأكثر ضعفاً هي التي تتحمل عبء أزمة الجوع الحالية، بحيث يفقد الرجال والنساء سبل عيشهم بسبب فشل المحاصيل، وجوع الحيوانات أو موتها من العطش، وانجراف التربة. يعاني الأطفال من الجوع ويوقفون تعليمهم. تأكل النساء بكميات أقل، وتتدهور المتطلبات الغذائية والنظافة الصحية أثناء الدورة الشهرية، خاصة للفتيات الصغيرات والنساء الحوامل والمرضعات، بفعل الجفاف.
هناك حاجة ملحة للمساعدات الإنسانية المنقذة للحياة في جميع البلدان في أفريقيا. تعمل منظمات مثل جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على تكثيف أعمالها مع الاتحاد الدولي والحكومات والشركاء لتقديم هذا الدعم العاجل. لكنها تدرك، وكذلك الصندوق العالمي للطبيعة، الحاجة إلى بناء القدرة على الصمود أمام الصدمات ومعالجة الأسباب الجذرية لانعدام الأمن الغذائي.
مناخ متغير
إن العديد من الأسباب تعود للأزمة البيئية المزدوجة المتمثلة في المناخ وخسارة الطبيعة، والتي تتفاقم مع الأزمات التي تسببها عوامل أخرى مثل الفقر والصراعات. يؤدي ارتفاع مستويات الغازات الدفيئة في غلافنا الجوي - بشكل أساسي من البلدان الغنية والمتوسطة الدخل في شمال الكرة الأرضية - إلى ارتفاع درجات الحرارة، مما يخرّب أنماط الطقس والمناخ ويؤدي إلى تدهور النظم البيئية الطبيعية.
يؤدي تغير المناخ إلى تفاقم الظواهر المناخية القاسية وزيادة تواترها وتجاوزها للحدود؛ إنه يغير أنماط هطول الأمطار ويُضعف الأمن المائي والغذائي. إنه يؤثر على صحة الإنسان، كما أنه يضع ضغطًا إضافيًا على الطبيعة والتنوع البيولوجي، ويؤدي إلى تفاقم الضغوط الناتجة عن تغير طريقة استخدام الأراضي، والاستغلال المفرط، والتلوث والأنواع الغازية.
في الوقت الحاضر، يأتي حوالي 30 في المائة من جميع انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من النظم الغذائية. إن الخيارات الغذائية في المناطق الحضرية الغنية لا تؤدي إلى أزمة صحية تشمل السمنة والأمراض غير المعدية وحسب، بل إن الإفراط في استهلاك الأطعمة المُنتجة بشكل غير مستدام، والسلوكيات غير الفعالة والمسرفة، تساهم بشكل مباشر في انعدام الأمن الغذائي في أفريقيا.
وهذا يؤكد الضرورة الملحة للدول الغنية لخفض انبعاثاتها في أسرع وقت ممكن. حتى لو تخلصت جميع القطاعات الأخرى من الانبعاثات الكربونية تدريجياً بحلول عام 2050، فإن أنظمة الغذاء التي تعمل على النحو المعتاد ستنتج كل انبعاثات الكربون التي ستؤدي إلى زيادة درجة الحرارة بمقدار درجتين.
في حين تعهدت حوالي 89 دولة بالوصول إلى صافي الانبعاثات الصفري بحلول منتصف هذا القرن (وهو مازال جهد غير كافي للحد من الوصول الى احترار مقداره 1.5 درجة مئوية)، إلا أن القليل منها قد طور حتى الآن مجموعة من السياسات واللوائح التي ستضعهم على مسار صافي الصفر.
تحتاج العديد من المجتمعات الضعيفة في إفريقيا إلى الدعم في مواجهة الصدمات المناخية من خلال تعزيز قدرتها على الاستجابة، والحد من تعرضها للمخاطر وبناء قدرتها على الصمود.
هناك الكثير مما يمكن وينبغي القيام به لمساعدة المجتمعات والنظم الإيكولوجية المعرضة للخطر في أفريقيا اليوم وفي العقود القادمة.
يجب الاستثمار بشكل عاجل في مساعدة المجتمعات الضعيفة على التكيف مع الآثار الحالية لتغير المناخ، ولأن تصبح أكثر قدرة على الصمود أمام الصدمات المناخية التي لم تأت بعد. يتضمن ذلك بناء تفاهم مشترك، وتأمين التمويل وسن السياسات حتى تتمكن الحكومات والمنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص في أفريقيا من تحديد التهديدات التي تشكلها آثار تغير المناخ وتنفيذ الحلول العاجلة اللازمة لمساعدة السكان المحليين على التكيف.
الرابط بين المناخ والطبيعة
هناك أيضًا حلول مهمّة مستمدة من الطبيعة للتخفيف من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري ومساعدة المجتمعات على التكيف وعلى أن تكون أكثر قدرة في الصمود أمام تغير للمناخ.
إن الأرض والمحيطات والمياه العذبة حول العالم تمتص وتخزن نصف الانبعاثات التي تنتجها البشرية كل عام: ستكون حماية النظم البيئية واستعادتها وتعزيزها أمرًا بالغ الأهمية للتصدي لتغير المناخ. يمكن أن تكون النظم الغذائية أيضًا جزءًا رئيسيًا من حل أزمات الطبيعة والمناخ.
يمكن أن يساعد الاستثمار في الحلول المستمدة من الطبيعة - مثل اعتماد ممارسات زراعية إكولوجية لإنتاج الغذاء، أو الحفاظ على الغابات، أو حماية الأراضي الرطبة أو تعزيز النظم البيئية الساحلية - على تخزين الانبعاثات، وحماية المجتمعات من الظواهر المناخية القاسية، وتوفير الغذاء والوظائف والموائل. يمكن لمثل هذه الحلول، إذا كانت عالية الجودة ومصممة جيدًا وممولة بشكل صحيح، أن تساعد في بناء القدرة على الصمود أمام تغير المناخ.
ولكن بالإضافة إلى المشاريع الفردية، يجب دمج تأثيرات المناخ ونقاط الضعف وحماية الطبيعة في عمليات صنع القرار في القطاعين العام والخاص على جميع المستويات في جميع أنحاء القارة. إن مدى التحدي الذي يفرضه المناخ وخسارة الطبيعة يعني أنه يجب أخذها في عين الاعتبار على صعيد جميع مستويات صنع القرار ومن قبل الفاعلين الاقتصاديين الكبار والصغار.
تتطلب أزمة الغذاء الحالية التي يواجهها الملايين في جميع أنحاء أفريقيا مساعدات إنسانية عاجلة. ولكن بدون استجابة أكثر شمولاً، وطويلة الأمد، وبقيادة محلية، ومرتكزة على الناس، لتغير المناخ وخسارة التنوع البيولوجي، فإن الموارد الإنسانية ستصل إلى ما بعد نقطة الانهيار.
-
يدخل الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في شراكة مع الصندوق العالمي للطبيعة، أكبر منظمة للحفاظ على البيئة في العالم، للعمل مع الطبيعة وحماية الناس من أزمة المناخ. اضغط هنا لمعرفة المزيد عن شراكتنا.