اليمن: عندما يتزامن النزاع مع الكوارث والأمراض، يمكن للمساعدات النقدية أن تنقذ الأرواح

Cash assistance helps 62-year-old Khamisa support her family and pay for life-saving medication

المساعدات النقدية تساعد خميسة على دعم أسرتها ودفع تكاليف الأدوية المنقذة للحياة

صورة: جمعية الهلال الأحمر اليمني

في قرية خنفر بمحافظة أبين اليمنية، تعيش خميسة، البالغة من العمر 62 عامًا، مع ابنتها وأطفال ابنتها. بالكاد تستطيع المرأتان تلبية احتياجات الأسرة اليومية، فكيف لو انضم المرض إلى كفاحهما اليومي من أجل البقاء على قيد الحياة؟

"زاد النزاع من معاناتنا كنساء من دون معيل، وتركنا في صراع للبقاء على قيد الحياة، حيث علينا أن نواجه آلامنا ومعاناتنا وحدنا"، تقول خميسة.

يعتبر اليمن من أحد أفقر البلدان في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ويعاني حالياً من واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، بحيث تواجه البلاد أكبر حالة طوارئ متعلّقة بالأمن الغذائي، ويحتاج 20 مليون شخص - أي 66 في المائة من سكان البلاد - إلى مساعدات إنسانية. وقد أدى النزاع، منذ اندلاعه في أواخر عام 2014، إلى تدمير الاقتصاد، والبنية التحتية الحيوية، وانعدام الأمن الغذائي.

وقد أدت الكوارث الطبيعية إلى تفاقم الأزمة؛ وجاء آخرها على شكل إعصار تيج، الذي ضرب الساحل الجنوبي لمحافظة المهرة مؤخرًا، مما أدى إلى نزوح أكثر من 27,000 شخص داخليًا.

بالنسبة لخميسة، النزاع المتواصل ليس سوى جزء من همومها، بحيث أنها تكافح السرطان.

وتقول: "قبل أن أصاب بالمرض، كنت اكرس وقتي لتوفير ضروريات الحياة الأساسية. وبعد ذلك، ظهرت تحديات أخرى. الخوف والقلق الدائمان سيطرا على حياتي وحياة ابنتي، خصوصاً بسبب صعوبة الحصول على المال لإجراء الفحوصات الطبية اللازمة لمعرفة سبب مرضي".

عندما لا يكون الطعام هو الأولوية الكبرى

تظهر لنا حالة خميسة أن الكفاح اليومي للعثور على الطعام والشراب قد لا يشكل أولوية بالنسبة لبعض الأشخاص، حيث أن أولويتهم الأساسية هي الحصول على الدواء للبقاء على قيد الحياة. هناك عدد قليل من الأماكن التي يمكن للأشخاص الذهاب اليها لطلب المساعدة، حيث انهارت جميع الخدمات الأساسية المتاحة في البلاد تقريبًا.

وتعتبر خميسة، وآخرون مثلها، أن المساعدات النقدية التي تقدمها جمعية الهلال الأحمر اليمني، بالشراكة مع الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر (IFRC)، واللجنة الدولية للصليب الأحمر (ICRC)، والصليب الأحمر البريطاني، هي شريان حياة حقيقي. هذا يمنح خميسة بعض الأمل، ويساعدها أيضًا على الذهاب إلى المستشفى عند الحاجة، وهو أمر يتعين عليها القيام به بشكل منتظم، للأسف.

ينصبّ تركيزها الآن على بقائها على قيد الحياة، لتقف إلى جانب ابنتها الوحيدة. وتضيف: "قصص كفاحنا لا تنتهي أبدًا. نضالنا لا يتعلق فقط بالجهود المتواصلة لتوفير الغذاء والماء، بل يتعلق أيضاً بالتعامل مع الأمراض المفاجئة في ظل غياب الرعاية الصحية اللازمة والدعم الكافي".

أتاحت المساعدات النقدية لأحمد أن يفتح متجرًا صغيرًا للبقالة وأن يدعم أسرته الصغيرة

أتاحت المساعدات النقدية لأحمد أن يفتح متجرًا صغيرًا للبقالة وأن يدعم أسرته الصغيرة

صورة: جمعية الهلال الأحمر اليمني

قوة الاختيار

يعيش أحمد، البالغ من العمر 39 عامًا، أيضًا في خنفر مع شقيقته وأطفاله الستة. كان يعمل كعامل مياوم لتوفير الاحتياجات الغذائية لأسرته، وتغطية النفقات الطبية وتكاليف التعليم. لكن بعد إصابة أحمد بمرض قلبي، بدأت أحواله تتدهور تدريجياً.

وبعد أن أصبح عاطلاً عن العمل، أنفق كل مدخراته من أجل إطعام أسرته، لكن ما أدخره من عمله لم يكن كافياً لتغطية احتياجات أسرته. أخبرنا أحمد أنه كانت هناك أيام ذهب فيها إلى النوم جائعًا ليحفظ القليل من الطعام لأطفاله.

وقال أحمد أنه منذ حصوله على أول مساعدة نقدية، تمكّن من معالجة مرضه واستعادة صحته، وبعد المساعدة النقدية الثانية، تمكّن من افتتاح متجر بقالة أصبح الآن مصدر دخل دائم.

وقال أحمد: "أعتقد أنه من الأفضل تقديم المساعدات النقدية بدلاً من الإمدادات. لقد ساعدتني الأموال النقدية التي تلقيتها على استعادة صحتي، وفي الوقت نفسه، أنقذت مصدر دخلي."