اليوم العالمي للمياه 2025: بالمياه النظيفة تزدهر المجتمعات وتنمو الأحلام في اليمن
بالنسبة لـ أليف عقبة، وهي طالبة من مدينة ذمار اليمنية، كان من المفترض أن تكون المدرسة مكانًا للتعلم والنمو، إلا أنها أصبحت مكانًا تعاني فيه بشكل يومي. وتقول أليف: "لم أستطع استخدام الحمامات أو شرب الماء. قلت لأمي إنني لا أستطيع البقاء لأن المكان لم يكن نظيفًا."لم تكن أليف وحدها. فقد كانت مدرسة أسماء للبنات في ذمار تواجه أزمة صحية كبيرة؛ فدورات المياه كانت في حالة سيئة، ومياه الشرب لم تكن آمنة. وكانت المعلمة أفراح الأشول، التي تعمل في المدرسة منذ 15 عامًا، ترى تأثير ذلك على الطالبات يوميًا.تقول أفراح: "واجهنا العديد من المشاكل، خاصة إصابة الطالبات بالأمراض."لكن التغيير كان آتيًا. بفضل المشروع المخصص للمياه والصرف الصحي الذي أطلقه الهلال الأحمر اليمني، شهدت المدرسة تجديدًا طال انتظاره، حيث تم تركيب صنابير مياه جديدة وإصلاح شبكة السباكة في الحمامات.كان هذا جزءًا من جهود الهلال الأحمر اليمني لتحسين خدمات المياه والصرف الصحي في المجتمعات الأكثر احتياجًا، بدعم من الشراكة البرامجية بين الاتحاد الأوروبي والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر.وفي مدرسة أسماء للبنات، كان التحول فوريًا.تقول المديرة غادة الشازمي: "المشروع حلّ العديد من المشاكل، خاصة المتعلقة بصحة الطالبات. لقد ساهم في خلق بيئة جاذبة وصحية للتعلم."بالنسبة لـ أليف، كان التغيير يعني شيئًا واحدًا: يمكنها أخيرًا العودة إلى المدرسة.وتقول: "ذات يوم، عرفت أنهم قاموا بتركيب صنابير مياه نظيفة وأصلحوا الحمامات. فقلت لأمي إنني أريد العودة."الآن، عادت أليف إلى المدرسة، تتعلم وتنمو وتحلم بمستقبل مشرق. مجرد تغيير بسيط، المياه النظيفة، صنع كل الفرق.حين يتحول الجفاف إلى أمل: مشروع المياه النظيفة في السوق الجديدة باليمنفي منطقة أخرى من اليمن، تتكرر نفس القصة.لسنوات، اعتادت النساء في السوق الجديدة بمديرية خارف على القيام برحلة يومية مُرهقة لجلب المياه. يحملن الأوعية على رؤوسهن ويسرن لمسافات طويلة إلى الآبار، فقط ليجدنها جافة. وفي كثير من الأحيان، كان عليهن البحث عن مصدر آخر للمياه، ليواجهن الإحباط نفسه.حتى غسل الملابس كان بمثابة معاناة. كانت النساء ينقلن أكوامًا من الغسيل إلى الآبار على أمل إيجاد مياه، إلا أنها لم تكن موجودة، فيضطررن للسير لمسافة تقارب الكيلومتر إلى برك تجمع مياه الأمطار، حيث يقضين نصف يوم في غسل الملابس والأدوات المنزلية.لم تكن المياه مجرد حاجة للشرب، بل كانت ضرورية لكل جوانب الحياة: تنظيف المنزل، غسل الصحون، غسل الملابس، ورعاية الحيوانات.لكن الحصول على مياه شرب نظيفة لم يكن أمرًا مضمونًا. ففي كثير من الأحيان، كانت الإمدادات تنفد بحلول المساء، ما يجبر العائلات على استخدام مياه خزانات صدئة، وبالتالي يعرضهم لخطر الأمراض.وقد أدى تلوث مصادر المياه في اليمن إلى تفشي أمراض مثل الكوليرا، بالإضافة إلى مشاكل صحية أخرى مثل أمراض الكلى والالتهابات البكتيرية.لهذا السبب، أطلق الهلال الأحمر اليمني، بالتعاون مع الشراكة البرامجية، مشروعًا طموحًا لتحسين الأوضاع في السوق الجديدة.على مدار خمسة أشهر، تم تركيب شبكة توزيع مياه تضمن وصول المياه النظيفة مباشرة إلى المنازل. واليوم، يستفيد أكثر من 8,000 شخص، أي 1,200 عائلة، من هذا المشروع.لم تعد العائلات بحاجة إلى انتظار صهاريج المياه، من دون معرفة متى ستصل. الآن، يتم ضخ المياه إلى خزان تجميع في منطقة البِر، ومن هناك يتم توزيعها مباشرة إلى المنازل في السوق الجديدة.كان لهذا المشروع أثر كبير في حياة السكان، بحيث وضع حد لعملية جلب المياه من الآبار البعيدة، ولم تعد النساء يقضين ساعات على الطريق أو عند برك مياه الأمطار. والأهم من ذلك، أصبح لدى العائلات مياه نظيفة وآمنة للشرب.ويقول أحد السكان: "نحن ممتنون لأننا لم نعد بحاجة للذهاب إلى الآبار. اليوم، نشرب مياه نظيفة، والجميع يعلم أنها أفضل بكثير من المياه التي كانت متوفرة من قبل."ما كان يومًا عبئًا يوميًا أصبح مجرد ذكرى بعيدة. فالمياه النظيفة لم تروِ عطش هذه القرية فحسب، بل غيّرت حياة سكانها تمامًا.للمزيد من المعلومات:اقرؤوا المزيد عن اليوم العالمي للمياه ونهج الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في مجال الامداد بالمياه، الإصحاح والنهوض بالنظافة.اقرؤوا المزيد عن الشراكة البرامجية.