بيان من أعضاء مجلس إدارة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر

IFRC flag

علم الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر

صورة: الاتحاد الدولي

نحن، أعضاء مجلس إدارة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر (IFRC)، نعرب عن قلقنا البالغ إزاء الوضع الإنساني الناتج عن التصاعد المأساوي للأعمال العدائية في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة. فقد أسفرت الأزمة عن عدد مأساوي من الضحايا، ولا سيما العدد المفجع من القتلى والجرحى في المستشفى الأهلي العربي في غزة، وأدت إلى معاناة وعذاب هائلين لجميع المدنيين. فيحتِّم علينا واجبنا الأخلاقي أن نجهر بالدفاع عنهم.

ونشعر بصدمة وفزع عميقين إزاء الاحتياجات الإنسانية المتزايدة والخسائر المتفاقمة في الأرواح. ويؤكد هذا الوضع الأهمية الحاسمة للوصول إلى جميع المدنيين، بمن فيهم الرهائن. ونحث جميع الأطراف المعنية على إعطاء الأولوية لضمان سلامة المدنيين وحُسن حالهم والالتزام بضمان تزويد المنظمات الإنسانية بإمكانية الوصول السريع والآمن وغير المعاق، بما في ذلك عن طريق فتح معبر رفح الحدودي، من أجل تقديم المساعدات الإنسانية الأساسية وضمان الحماية.

ونشدد بقوة على الضرورة الإنسانية الحتمية لحماية جميع المدنيين. وندعو إلى حماية المؤسسات الأساسية والمستشفيات والمدارس والبنى التحتية والمركبات الحيوية، مثل شبكات المياه والكهرباء وسيارات الإسعاف، التي يجب أن تظل آمنة من الضرر لضمان حُسن حال الناس وسلامتهم وإمكانية نقلهم. وفضلا عن ذلك، تُعدّ هذه المؤسسات ركيزة الأمل والاستقرار في أوقات الأزمات. ويجب كفالة الاحترام والحماية للمدنيين والمرافق الصحية والبنى التحتية المدنية في جميع الأوقات بموجب القانون الدولي الإنساني.

وندعو أيضا إلى ضمان سلامة العاملين في المجال الإنساني وحمايتهم، ونخص بالتقدير والعرفان المتطوعين والموظفين في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني وجمعية ماجن دافيد أدوم الإسرائيلية. إذ إن التزامهم بتقديم سُبل المساعدة والرعاية الطبية الأساسية إلى المتضررين من هذه الأزمة لا يُقدَّر بثمن؛ وهم يتحلون بقدرة استثنائية على الصمود. فيجب حمايتهم وتزويدهم بإمكانية الوصول الآمن وغير المعاق للقيام بأعمال منقذة للحياة دون خشية على أنفسهم. ويشهد تفانيهم الراسخ على روح الإنسانية والتعاطف المتأصلة في أسرة الصليب الأحمر والهلال الأحمر التي ننتمي إليها.

ونشعر بالحزن الشديد للرحيل المأساوي لثلاثة متطوعين وموظفين من جمعية ماجن دافيد أدوم الإسرائيلية وأربعة متطوعين من جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني. وإن استعدادهم للوصول إلى المواقع الصعبة، بل الخطيرة في أحيان كثيرة، من أجل مساعدة المحتاجين يجسّد أسمى المثل العليا للإنسانية. وسيظل إرثهم مصدر إلهام دائم لنا جميعا.

وإننا، بصفتنا أعضاء مجلس إدارة الاتحاد الدولي، نقف متحدين في الدعوة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة الأزمة الإنسانية التي تتكشف مآسيها أمام أعيننا. ويحدونا الأمل في أن يؤدي تضافر الجهود إلى إيجاد حل سياسي دائم للتخفيف من معاناة الناس في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة، وشق الطريق نحو السلام.

وإن الحاجة إلى السلام والاستقرار الدائمين لم تكن يوما ملحة أكثر مما هي عليه اليوم.

أخبار ذات صلة