في السودان، سلامة المتطوعين تعتبر أمرًا بالغ الأهمية لمعالجة الأزمة الناتجة عن النزاع وتغير المناخ

In first six months of conflict escalation, Sudanese Red Crescent volunteers have performed critical work in very difficult conditions

خلال الأشهر الستة الأولى من النزاع، قام متطوعو الهلال الأحمر السوداني بعمل بالغ الأهمية في ظروف صعبة للغاية

صورة: جمعية الهلال الأحمر السوداني

"مسألة حياة أو موت": كيف ساعدت الدورات التدريبية التي نظمها الهلال الأحمر السوداني، بدعم من الصليب الأحمر السويدي، على ضمان استمرار المساعدات الحيوية خلال الأشهر الستة الأولى من الوضع المتوتر والمتقلب

بقلم ريتا نياغا، مسؤولة تواصل في الاتحاد الدولي

في الصباح الباكر من يوم السبت 15 أبريل/نيسان 2023، استيقظت مدينة الخرطوم على أصوات إطلاق نار وانفجارات. فرّ ما يصل إلى مليوني شخص من المدينة وأصبحوا نازحين، إما داخل السودان أو في البلدان المجاورة.

مع دخول النزاع في السودان شهره السابع، تواصل جمعية الهلال الأحمر السوداني دعم العديد من المتضررين من القتال، وذلك من خلال شبكة تضم أكثر من 2000 متطوع في 18 فرعًا منتشرًا في جميع أنحاء البلاد.

قبل اندلاع الصراع، كان الوضع الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والأمني في السودان متوتراً للغاية بالفعل، مما أثر على عمل المتطوعين بشكل مباشر وغير مباشر. ومع بداية الصراع، أصبحت الجهود المبذولة للحفاظ على سلامتهم وأمنهم،  ولإبقائهم محفزين، أكثر أهمية من أي وقت مضى.

تقول نجاة فرح خيري، منسقة التطوع المحلّي لجمعية الهلال الأحمر السوداني: "السلامة هي مسألة حياة أو موت. لذلك، يعد ضمان سلامة وأمن الموظفين والمتطوعين أحد أهم أولويات جمعية الهلال الأحمر السوداني."

وتضيف نجاة: "لحسن الحظ، قبل اندلاع الحرب في أبريل/نيسان 2023،  نُظمت ثلاث دورات تدريبية حضرها أكثر من مائة متطوع، جددوا خلالها معلوماتهم حول السلامة والأمن. وقد أدى ذلك إلى تمكنهم من ممارسة عملهم والبقاء بأمان في الخطوط الأمامية للأزمات، ومواصلة تقديم الدعم الإنساني. "

هذه هي بعض الأسباب التي جعلت سلامة وأمن المتطوعين أحد المجالات المواضيعية الاثني عشر لعملية التحول لجمعية الهلال الأحمر السوداني. وحضر التدريب، الذي أجري في مايو/ايار 2022 بدعم من الصليب الأحمر السويدي، 111 متطوعًا من كافة الولايات.

هدفت هذه الدورة التدريبية أيضًا إلى تحسين الجودة وضمان المساءلة في جميع جوانب عمل جمعية الهلال الأحمر السوداني مع المتطوعين، وتعزيز قدرتها على حشد وتوظيف وحماية وتطوير شبكة المتطوعين لديها.

Sudanese Red Crescent volunteers during safety training in May 2022
بعد مرور ستة أشهر، يستمر العمل من دون أموال كافية

بالتالي، فإن الدروس المستفادة من هذا التدريب كانت موضع التنفيذ عندما بدأ القتال. وفي الوقت نفسه، وبعد مرور ما يزيد قليلاً عن ستة أشهر من النزاع، يواصل متطوعو جمعية الهلال الأحمر السوداني العمل لتخفيف محنة الأشخاص المتأثرين بالنزاع. العديد من السكان الذين بقوا في الخرطوم ولم يتمكنوا من مغادرة البلاد، أصبحوا الآن محبوسين لمدة أشهر وسط الوضع المتدهور، ويعانون من انخفاض كبير في السلع، والخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية، والطاقة، والمياه والغذاء. بالنسبة لأولئك الذين يفكرون في المغادرة، فيجب عليهم في بعض الأحيان أن يختاروا ما إذا كانوا سيتركون كبار السن خلفهم أو يبقون معهم.

ويتضرر الناس أيضًا من آثار الأنماط المناخية المتقلبة التي تؤثر أيضًا على أجزاء كثيرة من أفريقيا، مما يؤدي إلى انعدام الأمن الغذائي على نطاق واسع، والجفاف، والفيضانات.

واستجابة لذلك، أطلق الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر نداءين لتقديم الدعم للأشخاص الذين يعيشون الآن في أوضاع هشة للغاية.

نداء طوارئ لجمع 60 مليون فرنك سويسري لدعم جمعية الهلال الأحمر السوداني في توسيع نطاق أنشطتها المنقذة للحياة داخل البلاد.

نداء طوارئ إقليمي لجمع 42 مليون فرنك سويسري لدعم الاستجابة الإنسانية في البلدان المجاورة، بما في ذلك مصر وتشاد وجنوب السودان وجمهورية أفريقيا الوسطى وإثيوبيا وليبيا.

وفي الوقت الحالي، يعاني النداءان من نقصٍ حاد في التمويل، بحيث تم تمويلهما بنسبة تسعة وثمانية في المائة فقط على التوالي. تعتبر الأموال ضرورية للسماح للمتطوعين، الذين باتوا يتمتعون بخبرة جيدة في العمل في هذه البيئة الصعبة، بتنفيذ عملهم الأساسي لدعم المجتمعات.

يقول نجاة: "تدرك جمعية الهلال الأحمر السوداني أهمية العمل التطوعي، وتقدّره، وتعلم أنه وسيلة لدعم أفراد المجتمع، كما أنه وسيلة لتقديم الدعم والعمل في الخطوط الأمامية أثناء حالات الطوارئ. في جمعية الهلال الأحمر السوداني، نحن نقدّر جميع المتطوعين لمساهماتهم الفردية وحماسهم والتزامهم، وكذلك للخبرة والمهارات التي يجلبونها".

أخبار ذات صلة