أصحاب السعادة، يشرّفني أن أخاطب هذه الجلسة العامة، وأشكر الجهة المضيفة، حكومة المملكة المتحدة على جهودها لزيادة الاهتمام والعمل بشأن جدول الأعمال المتعلّق بالصمود.
أزمة المناخ هي أزمة إنسانية. كل يوم، نشهد التأثيرات المتزايدة لتغيّر المناخ. الخسائر والأضرار هي جزء من واقعنا اليومي.
في شهر أكتوبر/تشرين الأول، وقعت 15 كارثة مرتبطة بالمناخ أثّرت على أكثر من 14.9 مليون شخص. منذ بداية عام 2021، أدى الجفاف إلى تضرر 40.1 مليون شخص - وهو أعلى رقم منذ عام 2016.
الإتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر وجمعياتنا الوطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر والبالغ عددها 192 عضواً يستجيبون للكوارث والاحتياجات الإنسانية للناس كل يوم، ويعملون على إيجاد حلول محلية للتكيّف مع المخاطر المتزايدة.
لكنّ الأشخاص الأكثر ضعفاً يتمّ اغفالهم.
قام الإتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر باجراء تقييم للبلدان الأكثر عرضة للتأثر بالمناخ لناحية انكشافها وقدراتها على التكيّف. حددنا خمسة بلدان ذات قابلية عالية للتأثر بالمناخ و66 دولة أخرى لديها قابلية عالية للتأثر بالتهديدات المتعلقة بالمناخ.
لكن هذه البلدان لا تحصل على الدعم الذي تحتاجه.
بلغ متوسط تمويل التكيّف مع المناخ للفرد في عام 2019 أقل من دولار أميركي واحد للفرد في البلدان الشديدة الهشاشة .
تحتل الصومال، الأكثر ضعفاً، المرتبة 54 فقط في مدفوعات تمويل التكيّف مع تغيّر المناخ للفرد، بينما تأتي أفغانستان في المرتبة 96.
العديد من البلدان التي لا تتلقى التمويل تعتبر سياقات هشة يصعب العمل فيها.
علينا أن نجد طرقًا للإستثمار حتى عندما يكون من الصعب القيام بذلك، ويجب أن نتعاون لسد الثغرات وإيصال الموارد إلى المجتمعات المحلية الأكثر تضررًا.
الالتزامات العالمية مهمة، لكنّها تحتاج إلى ترجمتها إلى عمل مناخي على الصعيد المحلي. يجب أن تكون المجتمعات والحكومات المحلية والمنظمات المحلية والشركات المحلية في الصدارة.
نحن سنقوم بدورنا. لقد وضع الإتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ميثاق المناخ والبيئة للمنظمات الإنسانية.
حتى الآن لدينا أكثر من 170 دولة مُوقعة، وفي هذا الميثاق نلتزم جميعًا بتخضير عملياتنا وتوسيع نطاق عملنا المناخي، وبناء المرونة أينما نعمل.
نحن نستثمر أكثر في الإجراءات الاستباقية لإنقاذ الأرواح، في استخدام الحلول القائمة على الطبيعة لبناء المرونة، كل ذلك مع تمكين العمل بقيادة محلية في مواجهة المخاطر المتزايدة.
ونحن في حاجة إلى العمل معكم للقيام بذلك.
بالنسبة لكثير من الناس، إنّ البقاء على قيد الحياة بات مهدداً اليوم، ليس فقط في البلدان المعرّضة للخطر، ولكن أيضًا في أستراليا وأوروبا والولايات المتحدة، حيث قُتل الآلاف بسبب موجات الحرّ وحرائق الغابات والفيضانات والعواصف.
سوف يزداد هذا الأمر سوءًا مع زيادة درجات الحرارة.
علينا جميعًا التصرّف قبل فوات الأوان. دعونا لا نفوّت فرصتنا.