جدري القردة: إنقاذ الأرواح من خلال التواصل مباشرة مع الناس
في جمهورية الكونغو الديمقراطية، ينقذ متطوعون مثل إيينغا بامبوكو الأرواح من خلال مساعدة الناس على فهم كيفية منع الإصابة بـجدري القردة وكيفية الحصول على الرعاية المناسبة إذا أصيبوا بالمرض.تُعرف إيينغا بامبوكو لدى البعض في مجتمعها باسم "ماما إيينغا"، وهي واحدة من العديد من المتطوعين في جمهورية الكونغو الديمقراطية الذين يقودون حملات مكافحة جدري القردة في مجتمعاتهم المحلّية.في مقابلة أجريت معها في مسقط رأسها، مدينة مبانداكا، تحدثت عن العمل الذي يقوم به المتطوعون لحماية الناس من العدوى ومنع حالات الوفاة التي يمكن تجنّبها بين أولئك الذين يمرضون. "اسمي إيينغا بامبوكو؛ أنا مسعفة وأعمل مع الصليب الأحمر منذ ما يقرب من عامين. لقد جاء زملاء من كينشاسا لتدريبنا كجزء من برنامج CP3 [برنامج التأهب المجتمعي للأوبئة والجوائح] حتى نتمكن من الخروج إلى الميدان ورفع مستوى الوعي لدى الناس بشأن جدري القردة، حتى قبل انتشار المرض. لقد تم تدريبنا بشكل مكثّف حول المرض قبل وصوله الى المنطقة. ثم وصل جدري القردة. لقد لاحظنا بعض الحالات وأبلغنا السلطات الصحية الإقليمية بهذه الحالات المشتبه بها. أخبرناهم أننا لاحظنا حالات مشتبه بها كما تم تدريبنا، وثم نقلوهم إلى المستشفى. لكن المشكلة كانت أنه في البداية، فقدنا الكثير من الناس. لأن العديد من الناس لم يريدوا أن يصدّقوا وجود هذا المرض. اعتقد البعض أنه سحر، وقال آخرون إنه لعنة أو مرض تقليدي. لقد مات الكثير من الناس لأنهم لم يذهبوا إلى المستشفى، بل ذهبوا لرؤية السحرة بدلاً من ذلك. وعندما وصلوا إلى المستشفى، كان الأوان قد فات. لقد وجدنا أن أولئك الذين ذهبوا إلى المستشفى على الفور تم شفائهم. لكن أولئك الذين وصلوا متأخرين هم الذين استسلموا للمرض.""سأخبر ماما إيينغا""الآن بدأ العديد من الناس في الذهاب إلى المستشفى. يأتون لرؤيتنا ليقولوا 'ماما إيينغا، ما قلته في اليوم الآخر [عن جدري القردة]، رأيناه". في بعض الأحيان نذهب ونرى أنه بالضبط كذلك [حالة مشتبه بها من جدري القردة].نطلب من الناس الذهاب إلى المستشفى، ونخبرهم أنه سيتم الاعتناء بهم مجانًا، حتى نتمكن من حماية بقية أفراد الأسرة في المنزل قبل أن يصابوا بالعدوى أيضًا. لقد بدأوا حقًا في فهم الأمر. نواجه الكثير من الصعوبات في الميدان. لا يزال العديد من الناس لا يريدون تصديق وجود هذا المرض، في حين أن الكثير من المستشفيات منهكة في الوقت الحالي. لكننا لن نتوقف عن رفع مستوى الوعي. في منزلي، رأيت تغييرًا حقيقيًا، خاصة عندما يتعلق الأمر بغسل اليدين. عندما يريد أحفادي اللعب أو تناول الطعام، فإنهم ينبهون إخوتهم وأخواتهم ويقولون 'إذا لم تغسلوا أيديكم، فسوف أخبر ماما إيينغا'. وحتى في المدرسة، يقومون أيضًا بنشر الوعي بين أصدقائهم وزملائهم. في البداية، لم يوافق زوجي وأولادي على تطوعي. لقد اعتقدوا أنني أعمل كثيرًا وهناك خطر إصابتي بالمرض. لكنهم الآن لا يطرحون أي أسئلة لأنهم فهموا أنني أساعد المجتمع."اقرؤوا المزيد عن جدري القردةواستجابة شبكة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر:ما هو جدري القردة؟ الإجابة على أسئلتكمنداء الطوارئ الإقليمي للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر بشأن جدري القردةنبذة عن هيلين،المتطوعة في الصليب الأحمر: "ليس لدي خيار سوى الذهاب ومحاولة إنقاذ الأرواح".