بعد مرور ثلاثة أشهر على الفيضانات الكارثية، الهلال الأحمر الليبي يعمل على دعم الناجين

The September 10 flood caused widespread washed away a large swath of densely populated downtown of Derna, Libya.

جرفت فيضانات 10 سبتمبر/أيلول مساحة كبيرة من وسط مدينة درنة المكتظة بالسكان.

صورة: الاتحاد الدولي

ضربت العاصفة دانيال شمال شرق ليبيا يوم 10 سبتمبر/أيلول 2023، مصحوبة برياح قوية وأمطار غزيرة مفاجئة، أدت إلى فيضانات هائلة، ومقتل آلاف الأشخاص، ودمار شامل. وتعرضت البنية التحتية لأضرار بالغة، بما في ذلك السدود القريبة من درنة التي انهارت، مما تسبب في فيضانات اجتاحت أحياء بأكملها. وكانت فرق الهلال الأحمر الليبي ومتطوعيه أول من استجاب، بحيث قاموا بإجلاء الأشخاص، وتقديم الإسعافات الأولية، وتنفيذ عمليات البحث والإنقاذ. 

لقد كان مستوى الدمار في درنة هائلاً، وآثاره طويلة الأجل.

لقد كان مستوى الدمار في درنة هائلاً، وآثاره طويلة الأجل.

صورة: الهلال الأحمر الليبي

وقام الاتحاد الدولي بسرعة بتخصيص الموارد من خلال صندوق الطوارئ للاستجابة للكوارث، ثم أطلق نداء طوارئ لدعم الهلال الأحمر الليبي في توفير المأوى الطارئ، والدعم النفسي والاجتماعي، والرعاية الصحية، والمياه النظيفة، والغذاء، للمجتمعات المتضررة. عملت الفرق أيضًا بلا كلل لمساعدة الأشخاص على إعادة التواصل مع أفراد عائلاتهم.

تحدى عمال الإنقاذ التابعون للهلال الأحمر الليبي المياه العميقة والعديد من المخاطر أثناء سعيهم لمساعدة الناجين.

تحدى عمال الإنقاذ التابعون للهلال الأحمر الليبي المياه العميقة والعديد من المخاطر أثناء سعيهم لمساعدة الناجين.

صورة: الهلال الأحمر الليبي

بدعم من شبكة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، قام الهلال الأحمر الليبي بعمل بطولي، ولكن هناك المزيد الذي يتعين القيام به. سعى نداء الطوارئ الذي أطلقه الاتحاد الدولي إلى جمع 25 مليون فرنك سويسري (من المتوقع أن تجمع أمانة الاتحاد الدولي 20 مليون فرنك سويسري) لدعم الهلال الأحمر الليبي. وحتى الآن، تم جمع ما يزيد قليلاً عن 8.3 مليون فرنك سويسري.

وما زال هناك الكثير من الاحتياجات، حيث يعيش الكثيرون من دون منازل، ولا تزال الصدمة النفسية والاقتصادية مستمرة.

ألهمت استجابة الهلال الأحمر الليبي الدعم من كافة أنحاء شبكة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، بما في ذلك فرق الهلال الأحمر التركي، التي تظهر في الصورة.

ألهمت استجابة الهلال الأحمر الليبي الدعم من كافة أنحاء شبكة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، بما في ذلك فرق الهلال الأحمر التركي، التي تظهر في الصورة.

صورة: الهلال الأحمر التركي

حظيت الاستجابة للكارثة بدعم من جميع أنحاء شبكة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، فأرسل الهلال الأحمر التركي طائرات تحمل فرق البحث والإنقاذ، وفرق الطوارئ الطبية، وفرق الإغاثة، إلى جانب المعدات والإمدادات الإنسانية.

من المرجح أن تغير المناخ قد لعب دورًا في الكارثة، كما يتضح من الكمية غير الطبيعية من الأمطار التي هطلت على المنطقة أثناء العاصفة، وفقًا للباحثين.

من المرجح أن تغير المناخ قد لعب دورًا في الكارثة، كما يتضح من الكمية غير الطبيعية من الأمطار التي هطلت على المنطقة أثناء العاصفة، وفقًا للباحثين.

صورة: الهلال الأحمر الليبي

ما حدث في درنة ينبغي أن يكون بمثابة "دعوة للاستيقاظ" للعالم بشأن الخطر المتزايد للفيضانات الكارثية في عالم يتأثر بتغير المناخ؛ وفقًا للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر.  

وقامت مجموعة World Weather Attribution، وهي مجموعة من العلماء مدعومة من الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، بتحليل البيانات المناخية والمحاكاة الحاسوبية لمقارنة المناخ كما هو اليوم، أي بعد زيادة حوالي 1.2 درجة مئوية من الاحتباس الحراري، مع مناخ الماضي. ووجد العلماء أن تغير المناخ الناجم عن النشاط البشري أدى إلى زيادة احتمال هطول الأمطار الغزيرة في شمال شرق ليبيا بما يصل إلى 50 مرة عما كان سيحدث في عالمٍ لا يعاني من تغير المناخ بسبب النشاط البشري. ووجدوا أيضًا أن الأمطار الغزيرة وصلت إلى 50% أكثر من معدلها في عاصفة ممطرة مماثلة في عالمٍ ما قبل تغير المناخ.

في مدينة درنة الأكثر تضرراً، ذكريات الناس مُثقلة بالصور المؤلمة، ويحتاج الكثيرون إلى دعم نفسي اجتماعي أو دعم في مجال الصحة النفسية.

في مدينة درنة الأكثر تضرراً، ذكريات الناس مُثقلة بالصور المؤلمة، ويحتاج الكثيرون إلى دعم نفسي اجتماعي أو دعم في مجال الصحة النفسية.

صورة: الهلال الأحمر الليبي

بات البحر والمطر مصدرا رهاب (فوبيا) لمن يقطنون الشرق الليبي، ولا سيما لأولئك الذين اختبروا بأم العين كيف جرفت السيول منازلهم، وسياراتهم وأحبائهم برمشة عين.

فاضطرابات الصحة النفسية، من صراخ الأطفال خلال نومهم، ومشي البعض وهم نيام، باتت مشاهد يومية في درنة على وجه التحديد، وحتى في الأماكن التي نزح اليها المتضررين في بنغازي.   

ويقول علي غرور، مسؤول الدعم النفسي-الاجتماعي في جمعية الهلال الأحمر الليبي:" إنّ جميع الفئات الموجودة في مدينة درنة تحتاج الى الدعم، بما فيهم متطوعي الهلال الأحمر الليبي. الناس بالفعل تربط بين المطر والموت"، مشيراً إلى أنّ الواقع المجتمعي اختلف بعد الفيضانات الأخيرة.

أخبار ذات صلة