ممثل مسرحي يعثر على منصة جديدة بعد تعرض مسرحه للدمار
اعتبر أسامة على مدى سنوات عديدة المسرح بيته الثاني، فهو المكان الذي كان بمقدوره أن يجسد فيه شخصيات مختلفة، وأن يتبادل فيه الأشعار والحكم، وأن يرى فيه الضحكات والبسمات وهي تصدر من وجوه الناس في مجتمعه المحلي.
ويقول أسامة، وهو رجل اجتماعي مسترسل في الكلام أتاح له شغفه بالتمثيل ملاذاً آمنا جنّبه ويلات الحرب وآلامها: “أشعر بالارتياح كلما صعدت على خشبة المسرح وشاهدت ابتسامات الأطفال”.
ولكن قدرة أسامة على تحقيق هذا الحلم تعرضت لهزة شديدة عندما تعرض مسرحه المحبوب للقصف واستحال إلى كومة من الأنقاض.
“لقد تحطمت أحلامي”، هذا ما يقوله أسامة، وهو يقف على أنقاض ما كان ذات يوم مسرحاً رحباً وبهيجاً، وقادراً على استقبال مئات الأشخاص.
ويضيف قائلاً، وهو ينظر إلى حقل مغطى بركام من الطوب والحجر: “كانت أحلامي هنا في هذا المكان بالذات”. ويمضي متحدثاً فيقول:”هنا، اعتدنا أن نرسم البسمة على وجوه الناس… قبل أن تندلع الحرب”.
وتتمثل معظم الأعمال التي قدمتها شركته في مسرحيات كوميدية ودرامية أدخلت السعادة على الناس وأثارت ضحكهم وحملت في طياتها أيضاً رسائل هادفة.
دور إنساني جديد
شرع أسامة، بعد تعرض المسرح للقصف، ومع تراكم ما أصابه من ألم ويأس بسبب الحرب، في البحث عن دور جديد: دور يحمل إليه البهجة مرة أخرى ويساعده على الإحساس مجدداً بأن له هدفاً. وقد قادته رحلته إلى أبواب الهلال الأحمر اليمني في الحديدة.
ويستخدم أسامة الآن موهبته في مجال الكوميديا والدراما لتوعية الناس من خلال عرض مشاهد مسرحية تفاعلية. وتنقل العروض أيضاً رسائل هامة بشأن سبل الحفاظ على الصحة والسلامة في سياق دمّرت فيه الحرب الكثير من النظم الأساسية المتعلقة بالغذاء والمياه والصحة والصرف الصحي والتي تحفظ أمن المجتمعات المحلية وعافيتها.
ويقول أسامة: “أتذكر المرة الأولى التي شاركت فيها في نشاط لزيادة الوعي مع جمعية الهلال الأحمر اليمني”. ويردف قائلاً: ” كنت أقدم النصائح للأطفال بشأن غسل اليدين، ولكن بطريقة مضحكة. أتذكر ضحكاتهم ومحاولاتي لتصحيح بعض أخطائي”.
ويمضي قائلاً:”في إحدى المرات، كنت أقدم عرضاً كوميدياً لتعليم الطرق الصحيحة لغسل اليدين بطريقة كوميدية، ولكنني نسيت إحدى الطرق الهامة لفرك الأصابع. فنهض أحد الأطفال من الجمهور وضربني على رأسي بأسلوب كوميدي وقال، “لقد نسي الفنان أن يخبرنا بهذه الخطوة”. وبدأ في شرحها وكأنه عضو من أعضاء فرقة مسرحية. وكانت هذه هي المرة الأولى التي أشعر فيها أنني أقدم مساعدة حقيقية للبسطاء من الناس في ظل تحديات الحرب”.
واسترشاداً بالعمل الذي يضطلع به الهلال الأحمر اليمني في الحديدة، لا يحصر أسامة دوره في المشاركة في برامج التوعية التي ينفذها الهلال الأحمر فحسب، بل أصبح أيضاً متطوعاً فعالاً في تقديم الإسعافات الأولية وتوزيع الغذاء والاستجابة للطوارئ، بل وحتى في نقل الجرحى والجثث. وإلى جانب هذا كله، يضطلع هذا الأب والزوج النشط بوظائف مختلفة، مثل رعاية الأشجار في جميع أنحاء المدينة، لإعالة أسرته.
المضي بعيداً في أداء الدور
يتذكر أسامة ظرفاً دفعه إلى تعزيز دوره كمتطوع، ألا وهو تفشي حمى الضنك في الحديدة، وتسببها في تفاقم الأوضاع البائسة أصلاً في هذه المحافظة .
وفي حين يفتقر 20 مليون يمني إلى الرعاية الصحية الأساسية، فقد تعرضت نصف المرافق الصحية في البلد إما لأضرار جزئية أو دمرت بالكامل بسبب الحرب، مما أدى إلى انتشار الأمراض والأوبئة بشكل كبير.
ويقول أسامة في هذا الصدد: “وصل وباء حمى الضنك إلى منزلنا الذي أعيش فيه مع 16 فرداً من عائلتي، منهم أربعة أطفال. وقد كان من الصعب الحصول على الرعاية الصحية بل وحتى شراء الأدوية بسبب الوضع الاقتصادي. وحملت أخي راكان البالغ من العمر ثماني سنوات إلى المركز الصحي التابع لجمعية الهلال الأحمر اليمني، على أمل أن يتلقى المساعدة اللازمة هناك. وحصل على العلاج في هذا المركز حتى تأكد الموظفون من أنه قد تعافى وأصبح في مأمن من الخطر”.
ويضيف قائلاً: “لم تُوفّر هذ المساعدة بسبب عملي كمتطوع في الهلال الأحمر – بل هي متاحة لجميع أفراد المجتمع حيث يقدم المركز خدمات الرعاية الطبية للجميع، ويبلغ عدد المستفيدين منها أكثر من 1700 شخص”.
ويمضي قائلاً: “كانت اللحظة التي وصلت فيها إلى المركز، وأنا أحمل أخي بين ذراعي، شبيهة بالحلم. وقد لجأت إليه كشخص محتاج للمساعدة واستقبلني فريق يقدم هذه المساعدة للجميع. وأدركت بعد تعافي أخي أن العمل مع الهلال الأحمر يمنحني أيضا فرصة لتقديم شيء مقابل ورد الجميل”.
وفي غضون ذلك، يمكن أيضاً لهذا المتطوع المجتمعي والممثل السابق أن ينمي الشغف المسرحي الذي ظل دائماً بداخله، وليس بعيداً عن السطح في جميع الأحوال.
ويقول أسامة مبتسما: “حتى وإن لم أتمكن من التمثيل في المسرح، فإنه يمكنني القيام بذلك في جمعية الهلال الأحمر اليمني كمتطوع أمام الأطفال”. ويستطرد قائلاً: “يجعلني ذلك سعيداً وفخوراً”.
يشكل العمل مع الهلال الأحمر اليمني أيضاً فرصة تتيح لأسامة تقديم شيء ما في المقابل، ولرد الجميل بعد تعرض أخيه الأصغر للإصابة بحمى الضنك وإنقاذ حياته بفضل الرعاية التي وفرها له مركز صحي يديره الهلال الأحمر اليمني.
--
تم إنتاج هذه القصة ونشرها في الأصل من قبل مجلّة الصليب الأحمر والهلال الأحمر. للتعرف على المجلة وقراءة المزيد من القصص مثل هذه، انقروا هنا.
الفرار من القذائف واللصوص: ليا تبحث عن الأمان في السودان
كنت أعيش بسلام في الخرطوم قبل رمضان. أنا أم وحيدة وأعيش مع أطفالي. أنا مخرجة وكاتبة سيناريو، وكنت قد أطلقت مشروعي الخاص. كانت الأمور جيدة جداً وكنت سعيدة بحياتي إلى أن بدأت الحرب".
"في يوم الذي بدأت الحرب، جاء جارنا وأخبرنا أن هناك مشاكل في الخارج. تعودنا على أعمال الشغب - فنحن نتعرض لها كل يوم. ولكن أخبرنا أن كل شيء مغلق ولا أحد يذهب الى الخارج، إنهم يقصفون في كل مكان، إنها حرب حقيقية.
"سمعنا قصفًا متواصلًا في الخارج. الأصوات كانت مرتفعة جداً، والأطفال كانوا خائفين جداً. لم يكن هناك أي شيء يمكن شراؤه من المحلات، ولم يكن لدينا أي شيء في المنزل، لذلك كانت الأمور صعبة للغاية حقًا. مكثنا أسبوعًا في هذه الظروف، ثم قالوا لنا أن هناك وقفًا لإطلاق النار لإعطاء الناس الوقت للبحث عن مخبأ".
قررت ليا السفر مع أطفالها وأفراد أسرتها الآخرين إلى أم درمان، وهي مدينة تقع على الضفة الغربية لنهر النيل شمال غرب الخرطوم، للبقاء مع والدها.
"لقد رأينا الكثير من الأمور على الطريق. كان هناك أشخاص يحملون أسلحة يسألوننا عما إذا كنا سنهاجمهم. أخبرتهم أننا لسنا أعداءهم بينما كنا احاول تهدئة أطفالي، إلا أنهم كانوا خائفين للغاية.
كانت أم درمان آمنة نوعًا ما. في البداية سمعنا إطلاق نار، لكن فجأة بعد يومين بدأوا في القصف بالقرب منا وخفت من عدم وجود مكان آمن حول الخرطوم على الإطلاق. لم أستطع النوم. كنت أنظر إلى السماء - أرى كل طائرات التي تطلق النار والقذائق".
بقيت ليا وعائلتها في أم درمان لأيام قليلة أخرى حتى اقتحم سارق مسلّح منزلهم وسرقهم أثناء نومهم؛ عندها، قررت ليا أن الوضع غير آمن وأنه حان الوقت للتوجه إلى الساحل. توسلت الى والدها أن يأتي معها، لكنه رفض مغادرة منزله.
قبل التوجه إلى برّ الأمان، كانت ليا بحاجة إلى العودة إلى منزلها في الخرطوم لاستلام وثائق هوية عائلتها في حالة احتياجهم لمغادرة البلاد. امتدت رحلة التاكسي التي تستغرق عادة 30 دقيقة لساعات متتالية، حيث حاول سائق التاكسي إيجاد شوارع آمنة في الخرطوم لتجنب العنف.
وصلنا إلى المنزل. كان الوقت متأخراً جداً. كنا نشعر بالحزن الشديد وبكينا جميعاً. جلسنا أمام منزلنا حتى الصباح لأنني لم أجد المفتاح. لم ينام أي منا. كنت أحتضن أطفالي طوال الوقت.
"جاء الصباح. توقف إطلاق النار قليلاً وكان لدينا أمل. لكن فجأة بدأ اطلاق النار مجدداً. كسرنا قفل المنزل وأخذنا أوراقنا وبعض حاجياتنا".
ثم انطلقت ليا وأطفالها في رحلة طويلة إلى بورتسودان، على بعد أكثر من 800 كيلومتر على الساحل.
تمكنا من الفرار إلى المكان الذي كانت تغادر فيه الحافلات من الخرطوم. كنا على الطريق لمدة أربعة أيام تقريبًا، توقفنا في مدن مختلفة في فترات الليل، وننام على الأرض بجوار الحافلة. لقد قرعنا أبواب منازل الغرباء، وساعدونا لأنهم كانوا يعرفون أن هناك حربًا في الخرطوم. أعطونا معدات للطبخ حتى أتمكن من الطهي وسمحوا لنا باستخدام حمامهم.
"كان الأمر صعب. كان مقبولاً بالنسبة لي، لكن أطفالي لم يتعرضوا لمثل هذا الموقف من قبل. لا أحد يختار أن يعيش هذا النوع من الحياة أو يختار الحرب، لكننا وجدنا أنفسنا في هذا الموقف".
في النهاية، وصلوا إلى بورتسودان. على الرغم من أنها أقل خطورة من الخرطوم، فقد كافحت ليا للعثور على مكان مناسب لتعيش فيه أسرتها.
ذهبت إلى المخيم الأول وكان الوضع سيئًا للغاية. مكثنا هناك لأكثر من أسبوع بقليل ولكن لم نتمكن من البقاء لفترة أطول. كان أطفالي مرضى، لذلك انتقلنا إلى الشاطئ. اعتقدت أنه سيكون أفضل ولكن في فترة ما بعد الظهر كان جهنم. لا يمكنكم البقاء تحت الشمس بشكل مباشر. بعد ذلك، تم نقلنا إلى مخيم آخر حيث مكثنا لمدة شهر، ثم إلى مخيم آخر. إن الوضع أفضل حالياً لكن الأمور لا تزال سيئة. لا يمكن اعتبار المخيم منزلاً. ولكن على الأقل المخيم هذا أفضل قليلاً مقارنة بالآخرين. "
عندما سُئلت كيف ساعدتها جمعية الهلال الأحمر السوداني طوال محنتها، وما الفرق الذي أحدثته، قالت ليا:
"الفرق واضح. كان الهلال الأحمر موجودًا دائمًا منذ البداية لتقديم يد المساعدة في أوقات الحاجة.
"أحضروا لنا أطبّاء وأدوية وبعض الطعام".
بالنسبة للمستقبل؟
"أشكر الله أننا على قيد الحياة. رغم أننا فقدنا الكثير من الأشياء، إلا أننا أحياء ونتنفس وأولادي بجانبي. أنا فقط أدعو الله أن تتحسن الأمور مرة أخرى ذات يوم وأدعو أن تصبح الخرطوم آمنة مرة أخرى.
"لا أريد أن أسافر بعد الآن. أريد أن تكون حياتنا وبلدنا بأمان وأن تتوقف كل المشاكل حتى نتمكن من الاستمرار في فعل الأشياء التي نحلم بها ".
-
لقد فقد أكثر من 1000 شخص حياتهم منذ اندلاع النزاع في السودان في 15 أبريل/نيسان، وأصيب أكثر من 12,000 في القتال.
تواصل جمعية الهلال الأحمر السوداني، بدعم من شبكة الاتحاد الدولي، تقديم المساعدة الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها على الرغم من التحديات الأمنية في البلاد.
لمساعدة أشخاص مثل ليا داخل السودان، يرجى التبرع لنداء الطوارئ الخاص بنا. يمكنكم العثور على معلومات حول العمل الذي سيدعمه تبرعكم هنا.
بيان الاتحاد الدولي في مؤتمر التعهدات لدعم مستقبل سوريا والمنطقة
أصحاب السعادة، الممثلين الموقرين، السيدات والسادة، اجتمعنا هنا منذ سنوات لدعم مستقبل سوريا والمنطقة.
بعد سنوات من النزاع المتواصل، وانهيار الاقتصاد السوري، والزلزال المدمر الأخير، لا يوجد حتى الآن حل يلوح في الأفق.
ويتجاوز حجم الأزمة استجابتنا الإنسانية.
يدعم الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر من خلال وجوده لفترة طويلة في سوريا الهلال الأحمر العربي السوري - أكبر مقدم مجتمعي للمساعدات الإنسانية في البلاد - لتقديم خدمات عالية الجودة وخاضعة للمساءلة.
يزود الهلال الأحمر العربي السوري 5 ملايين شخص كل شهر بالمواد الغذائية والإغاثية ويدعم قدرتهم على الصمود على المدى الطويل من خلال دعم سبل العيش، والرعاية الصحية، والمياه، وخدمات الصرف الصحي.
في البلدان المجاورة والمضيفة، يقدم الاتحاد الدولي وأعضاؤه، بدعم من الاتحاد الأوروبي وشركاء آخرين، المساعدة إلى السوريين والمجتمعات المضيفة. نأمل أن يستمر هذا الأمر.
إن الضغط لتوسيع برامجنا الإنسانية هائل.
المساعدات الإنسانية وحدها لن تقلل من الاحتياجات الإنسانية أو تساهم في الصمود طويل الأمد والتعافي المستدام في سوريا.
يعد هذا المؤتمر فرصة أساسية للتركيز على رسالة رئيسية:
يجب أن يكون إنقاذ الأرواح أولويتنا الجماعية.
يتمتع الهلال الأحمر العربي السوري بقدرة لا مثيل لها ويمكن الوثوق بها على الوصول الى المجتمعات في معظم أنحاء البلاد.
الاستثمار في الجهات الفاعلة المحلية مثل الهلال الأحمر العربي السوري والجمعيات الوطنية في البلدان المجاورة أمر ضروري.
إن ضمان تقديم المساعدات من دون عوائق يضمن أن تمويل المانحين يدعم حقاً البرامج الإنسانية وبرامج التعافي التي صممتها المجتمعات التي هي في أمس الحاجة إليها.
إن ضمان الخدمات الأساسية والفرص الاقتصادية طويلة الأجل أمر بالغ الأهمية لملايين السوريين.
إن دعم سبل العيش وتعزيز الخدمات الأساسية مثل الصحة، والصرف الصحي، والتعليم هي تدخلات طويلة الأجل لبناء القدرة على الصمود، ويجب تطويرها مع الأخذ بعين الاعتبار ان احتياجات الشعب السوري هي الأولوية.
يجب علينا أيضًا أن نواصل العمل معًا للحد من الآثار غير المقصودة للعقوبات على الاستجابة الإنسانية.
سيواصل الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر بالعمل عن كثب مع شركاء الحركة الآخرين لتقديم مساعدات إنسانية غير متحيزة ومحايدة ومستقلة، ولكن للقيام بذلك، نحتاج إلى قيادة جماعية ومتقاربة وسط الانقسام السياسي.
لقد حان الوقت لتقاسم حقيقي للمسؤولية وتضامن حقيقي بين المجتمع الدولي إذا أردنا أن نرى تغييرًا مؤثراً حقيقيًا ومستدامًا في حياة الشعب السوري.
شكرًا لكم.
الحاجة إلى الدعم العاجل ضرورية لمنع تفاقم آثار إعصار موكا على الصحة وسبل العيش
كوالالمبور / جنيف، 1 يونيو/حزيران 2023 - في أعقاب الدمار واسع النطاق لإعصار موكا في ميانمار، أصبح الآن هناك سباق مع الزمن لمساعدة المحتاجين ومنع انتشار الامراض.
تشير التقديرات إلى تأثر أكثر من 235,000 أسرة برياح تصل سرعتها إلى 250 كم/ساعة، وعرام العواصف، والفيضانات المفاجئة والانهيارات الأرضية الناجمة عن الإعصار، الذي كان الأقوى في خليج البنغال في العقد الماضي.
في ولايات راخين وتشين، ومناطق ماغواي وساغانغ وأياروادي في جنوب غرب ميانمار، دُمرت المنازل وسبل العيش والبنية التحتية العامة والخاصة. في الشمال الغربي، تحدّ تحديات الوصول والاشتباكات المستمرة والقيود على الاتصالات من قدرة المنظمات الإنسانية على الحصول على صورة كاملة للضرر والاستجابة وفقًا لذلك.
يستطيع الصليب الأحمر في ميانمار الوصول إلى المجتمعات المحلية من خلال فروعه والمتطوعين الموجودين في مئات البلدات، بما في ذلك راخين وماغواي وتشين وأياروادي. يوجد حاليًا أكثر من 960 متطوعًا على الأرض في المناطق المتضررة، ويحددون الاحتياجات ويقدمون الإغاثة والرعاية الصحية ومياه الشرب الآمنة.
اعتبارًا من 29 مايو/أيار 2023، وصل الصليب الأحمر في ميانمار إلى أكثر من 75,000 شخص من خلال استجابة إنسانية متعددة القطاعات. حصل عشرات الآلاف على المياه الصالحة للشرب، وتلقى أكثر من 900 شخص رعاية صحية من خلال العيادات المتنقلة، وتلقى أكثر من 1300 شخص دروساً عن الصحة، وتم تزويد أكثر من 1000 شخص بمجموعات اللوازم الصحية للنساء، وتم تزويد 700 أسرة بالقماش المشمع لحمايتهم من الرياح والمطر، وتم تزويد أكثر من 400 أسرة بأدوات للطبخ.
قالت آي آي نيين، مديرة وحدة إدارة عمليات الصليب الأحمر في ميانمار في راخين: "بالتعاون مع متطوعينا وموظفينا من فرع الصليب الأحمر في ولاية راخين، قدمنا المساعدات مثل الإنذار المبكر، ونقل المجتمعات الأكثر ضعفًا الى أماكن آمنة، إضافة الى الإغاثة، والمياه الصالحة للشرب، والمساعدة الطبية من خلال العيادات المتنقلة لدينا في سيتوي والمناطق المجاورة".
"في ولاية راخين، سنركز مبدئيًا على البلدات الخمس الأكثر تضررًا وهي سيتوي، وراثيداونغ، وبوناركيون، وكياوكتاو، وباوكتاو، ونخطط لزيادة مساعدتنا بموجب توجيهات ومبادئ قيادتنا وبالتنسيق مع حركة الصليب الأحمر والهلال الأحمر وغيرهم من الشركاء ".
أصبح المأوى والاحتياجات الأساسية وسبل العيش من الأولويات الآن. هناك حاجة ماسة إلى المياه النظيفة والغذاء والإسعافات الأولية والرعاية الصحية الأولية والمساعدة النقدية للمجتمعات المتضررة.
وقال مندوب الاتحاد الدولي لإدارة مخاطر الكوارث، راجيف كاي سي:
"يؤثر إعصار موكا على السكان الضعفاء بشكل خاص، وقد عرّض المزيد من الناس للخطر وباتوا في حاجة ماسة إلى المأوى والمياه وخدمات الصرف الصحي. نحن نرى احتمال انتشار الأمراض، لذلك هناك حاجة فورية إلى خدمات النظافة والصحة".
أنشأ الصليب الأحمر في ميانمار قنوات تواصل مع الجهات المعنية على الأرض ويسعى للوصول إلى الأشخاص المتضررين المحتاجين. ويعمل مع السلطات من أجل الوفاء بولايته، مع احترام مبادئ الحياد وعدم التحيز والاستقلال عن الحكومة. أطلق الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر (IFRC) نداء طوارئ مع أعضائه لدعم استجابة الصليب الأحمر في ميانمار، مع التركيز على مساعدات الإغاثة والتعافي المبكر في المناطق الأكثر تضررًا في ميانمار و 7500 من الأسر الأكثر ضعفاً (37,500 شخص) خلال الأشهر الـ 12 المقبلة، لا سيما في المناطق الأكثر تضرراً في راخين، تشين، ماغواي، وأياروادي، وساغانغ.
لمزيد من المعلومات أو لطلب مقابلة، يرجى التواصل مع: [email protected]
في يانغون: سوي زين ميو وين، [email protected]
في كوالالمبور: أفرهيل رانسس، [email protected] | 0060192713641
في جنيف:
آنا توسون، 0041798956924
توماسو ديلا لونغا، 0041797084367
خط المعلومات التابع للصليب الأحمر البولندي يقدم الرعاية والدعم للأشخاص الفارين من أوكرانيا
"بالأمس، قيل لي إنني ملاك. لهذا السبب أقوم بهذا العمل".
آلا كارابيتشيك هي أخصائية في علم النفس من أوكرانيا، وإحدى العاملين والعاملات في خط المعلومات التابع للصليب الأحمر البولندي، بحيث تقدم الدعم للصحة النفسية والدعم النفسي-الاجتماعي للأشخاص الذين يتصلون بالخط.
معظم المتصلين بها هم أشخاص من أوكرانيا لم يتمكنوا من التكيف مع ظروفهم الجديدة بعد. توقع الكثير منهم القدوم إلى بولندا لمدة أسبوعين أو أشهر فقط، إلا أنهم باتوا بعيدون عن الوطن بعد مرور أكثر من عام. يشعرون بعدم اليقين بشأن مستقبلهم ويبحثون عن بعض الإرشادات.
"عندما يتصل الأشخاص بخط المعلومات، يكون لديهم بالفعل جزء من الحل للمشكلة في أذهانهم. يمكن لسؤال ذكي واحد من قبل أخصائي الصحة النفسية، وفي التوقيت المناسب، أن يساعد في تسليط الضوء على هذا الحل،" تشرح آلا.
كريستينا من كييف هي أيضًا جزء من فريق مكون من سبعة مشغلين لخط المعلومات التابع للصليب الأحمر البولندي. تستجيب مع زملائها لحوالي 300 مكالمة في الأسبوع، وتقدم الإحالات إلى الخدمات الطبية وخدمات الإدارة العامة.
"يشعر أحيانًا المتصلون بالتوتر لدرجة أنهم لا يستطيعون التوقف عن البكاء. لقد تم تدريبنا على التحدث معهم بطريقة تساعد على التخفيف من توترهم. عندما يتلقون المعلومات التي يحتاجون إليها، يمكنهم في النهاية الاسترخاء،" تقول كريستينا.
"أنا أيضًا بعيدة عن المنزل، لذلك أشعر بنفس شعور الأشخاص الذين يتصلون بنا. يمكنني أن أفهم مشاكلهم تمامًا، ويسعدني أن أكون قادرتًا على المساعدة".
آلا وكريستينا قد تلقتا تدريبًا في مجال الإسعافات الأولية النفسية بفضل مشروع EU4Health الذي يدعمه الاتحاد الأوروبي، حتى تتمكنا من الاستجابة بشكل أفضل للاحتياجات النفسية للأشخاص المتأثرين بالنزاع المسلح.
"تمامًا مثل الكثير من الأشياء الأخرى في الحياة، فإن الوضع في أوكرانيا خارج عن إرادتنا. ما يمكننا تغييره هو سلوكنا، يمكننا التأثير على بيئتنا والتأثير على الأشخاص من حولنا،" تختتم آلا.
--
إذا غادرتم أوكرانيا بسبب النزاع الحالي وتحتاجون إلى الدعم، فيمكنكم الاتصال بخط المعلومات التابع للصليب الأحمر البولندي على 0048800088136 (من داخل بولندا) أو 0048221520620 (من الخارج). إن خط المعلومات متوفر من الاثنين إلى الجمعة من الساعة 09:00 إلى الساعة 17:00 بتوقيت وسط أوروبا.
حول برنامج EU4Health: تعاونت الجمعيات الوطنية للصليب الأحمر في أوكرانيا و 24 دولة من دول الاتحاد الأوروبي/المنطقة الاقتصادية الأوروبية (EAA) لتقديم خدمات الصحة النفسية والدعم النفسي-الاجتماعي لمئات الآلاف من الأشخاص من أوكرانيا. بتمويل من الاتحاد الأوروبي وبمساعدة تقنية من الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر والمركز المرجعي للدعم النفسي والاجتماعي التابع للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، يربط المشروع بين الأشخاص المعرضين للخطر وأخصائيي الصحة النفسية والمتطوعين من الجمعيات الوطنية.
--
تمت كتابة هذا المقال بدعم مالي من الاتحاد الأوروبي. محتوياته هي مسؤولية الاتحاد الدولي وحده ولا تعكس بالضرورة وجهات نظر الاتحاد الأوروبي.
تحديث بشأن الصليب الأحمر النيكاراغوي
إن الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر يشعر بقلق عميق إزاء حل جمعية الصليب الأحمر النيكاراغوي، وهي جمعية وطنية عضو في الاتحاد.
إن هذا القرار قد يعرض الأنشطة الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها في البلاد، وعمل الموظفين والمتطوعين، للخطر.
نقوم حالياً بمراقبة الوضع عن كثب، كما نقيّم أفضل طريقة للمضي قدمًا، وسنطلعكم على خطواتنا التالية بناءً على هذا التقييم.
لمزيد من المعلومات ، يرجى التواصل معنا على [email protected]
ساو تومي وبرينسيبي: كبار السن يتلقون الرعاية ويُعاملون بتعاطف من قبل متطوعي الصليب الأحمر
"اليوم، بفضل المركز، أشعر بتحسن واستعدت طعم الحياة".
هذه كلمات مانويل، 81 عامًا، من المقيمين في مركز الصليب الأحمر للمسنين في ساو تومي وبرينسيبي في مقاطعة لوباتا، حيث يعمل المتطوعون يوميًا لإضفاء الابتسامة والأمل على بعض السكان الأكبر سنًا في البلاد.
تأسس مركز الاستقبال في أكتوبر/تشرين الأول 2005، بتمويل من وزارة الخارجية الإسبانية، ويديره الصليب الأحمر في ساو تومي وبرينسيبي لما يقرب من 20 عاماً، علماً أن اسمه "لا سانتا كاسا دي ميزريكورديا" أو "البيت المقدس للتعاطف".
اليوم، يعتني المتطوعون بـ 18 مقيمًا - أشخاص من جميع مناحي الحياة مروا بأوقات عصيبة ويحتاجون إلى القليل من المساعدة في تدبير أمورهم.
في حالة مانويل، كانت قصة مأساوية كبيرة هي التي أوصلته إلى المركز.
عمل في السفارة البرتغالية لفترة طويلة. ولكن الصعوبات المالية لم تسمح له بناء منزل أحلامه - المنزل الذي كان يأمل أن يقضي فيه شيخوخته. عندما حان وقت تقاعده، اضطر إلى مغادرة منزله للانتقال للعيش مع ابنته.
في إحدى الليالي وبينما كانوا في المنزل، اندلع حريق هائل. خسر مانويل كل شيء، بما في ذلك ابنته.
كان مانويل في حالة ذهول وضياع تام، إلا أنه وجد الدعم والراحة في مركز الصليب الأحمر بعد أن تواصل معه أحد المتطوعين في مجتمعه المحلي الذي كان قد لاحظ محنته.
"اليوم، بفضل المركز، أشعر بتحسن وأعود تدريجياً الى الحياة الطبيعية. اتلقى الدعم من طبيب، وهناك سقف فوق رأسي، ووجبة طعام كل يوم وأصدقاء لأتحدث إليهم."
مانويل
مقيم
لقد تطور المركز كثيرًا خلال العشرين عامًا الماضية.
"كان المشروع الأولي هو توفير بيتاً ومساعدة أساسية لكبار السن الذين نبذتهم عائلتهم. ولكن مع مرور الوقت، قمنا بتحويله إلى مركز استقبال مناسب حيث نستجيب للاحتياجات الأكثر تعقيدًا للمقيمين". تقول فيليبا فرنانديز، متطوعة ومديرة المركز.
وأضافت "نسعى جاهدين لتزويدهم ببيئة يمكنهم من خلالها الازدهار، وذلك عبر الاهتمام بصحتهم الجسدية والنفسية".
الصداقة والمحادثة جزء مهم من دعم الصحة النفسة لكبار السن في المجتمع. لذلك، يدير الصليب الأحمر في ساو تومي وبرينسيبي مركزًا اجتماعيًا قريبًا يفتح أبوابه يوميًا، مما يسمح لجميع كبار السن في المجتمع بالحضور والتواصل اجتماعياً مع بعضهم البعض.
يمكن لجميع الزوار قضاء يومهم في مكان آمن وهادئ حيث يمكنهم الوصول إلى الخدمات الأساسية، مثل الطعام والحمامات.
رونالدو هو واحد من سبعة متطوعين يعملون على إبقاء المركز نشطاً. بصفته مديرًا وطباخًا، يدير الأعمال اليومية داخل المركز، ولكنه يزور أفراد المجتمع خارج المركز بهدف تقديم وجبات الطعام للأشخاص ذوي القدرة المحدودة على الحركة.
"نحاول أن نبذل قصارى جهدنا لضمان عدم إهمال أي شخص."
رونالدو
متطوع في الصليب الأحمر
في المجتمعات حول العالم، يُحرم غالباً كبار السن من الخدمات أو يتم تجاهلهم أو يُنظر إليهم على أنهم عبء على الموارد. ولكن بفضل لطف متطوعي الصليب الأحمر مثل رونالدو وفيليبا، يتم التعامل مع كبار السن في مجتمعهم بالكرامة والاحترام والرعاية التي يستحقونها.
--
يتلقى مركز استقبال "لا سانتا كاسا دي ميزريكورديا" للمسنين تمويلًا من الكنائس والجمعيات المحلية، وكذلك من المغتربين. تم إنشاء المركز الاجتماعي في البداية بتمويل من صندوق الإمبراطورة شوكن المشترك بين الاتحاد الدولي (IFRC) واللجنة الدولية (ICRC). في عام 2022، قدم الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر مستلزمات الإمداد بالمياه، الإصحاح والنهوض بالنظافة.
إذا كنتم مانحين وتودون معرفة المزيد ودعم عمل الاتحاد الدولي في ساو تومي وبرينسيبي، فيرجى قراءة الخطة الوطنية لشبكة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر هنا، والتي تتضمن معلومات عن مكتب مجموعة الدول في المنطقة.
يمكنكم أيضًا الضغط هنا لمعرفة المزيد حول عمل الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في دعم الشيخوخة السليمة.
الصليب الأحمر الهندوراسي: اللطف يسطع في المجتمعات المحلية
إنها الثامنة صباحًا من يوم أحدٍ هادئ في كوبان رويناس، وهي بلدة صغيرة خلابة في غرب هندوراس، كانت سابقًا واحدة من أقوى المدن في إمبراطورية المايا.
بدأ أصحاب المتاجر بفتح أبوابهم، بينما كانت مجموعة من النساء والأطفال تلعب في الساحة الرئيسية، ويخرج العديد من السكان المحليين - الذين يرتدون قبعات رعاة البقر المميزة - في نزهاتهم الصباحية.
إلا أن هناك رجل واحد يتميز عن غيره بفضل سترته وقبعته الحمراء. هناك شعار كبير للصليب الأحمر وكلمات Cruz Roja Hondureña (الصليب الأحمر الهندوراسي) مزخرفة بفخر على ظهره. شاهدته للحظة وهو يتحدث إلى الناس في القرية، وهم يستقبلونه بحرارة من خلال المصافحة باليد أو بالقبضة.
لحقت به، وألقيت عليه التحية "¡Hola ، amigo!" واكتشفت ان اسمه ستانلي، متطوع في الصليب الأحمر لأكثر من 22 عامًا، وهو في طريقه إلى لقاء مع زملائه المتطوعين والموظفين من المنطقة. لقد دعاني لزيارة الفرع المحلي في وقت لاحق بعد ظهر ذلك اليوم للتعرف على ما يفعلونه.
وهكذا فعلت! لا يمكن للترحيب بأن يكون أكثر دفئًا من ذلك.
خلال الغداء، علمت أن الجميع قد اجتمعوا معًا من جميع أنحاء المنطقة لمشاركة قصصهم ومعرفتهم وخبراتهم في دعم مجتمعاتهم المحلية خلال الأزمات المختلفة والتحديات اليومية.
اسمحوا لي أن أخبركم عن ثلاثة أشخاص قد قابلتهم: ميريان ونابليون ولواني.
ميريان
ميريان هي الرئيسة الفخورة لفرع كوبان وتتطوع منذ أكثر من 10 سنوات. يدير فرعها سيارتي الإسعاف الوحيدتين في البلدة بأكملها، مما يعني أنه عندما يواجه شخص ما مشكلة، فإن فريقها هو أول من يستجيب.
إلا أن عملها لا يقتصر على الاشراف على الخدمات الصحية الطارئة، بحيث يقوم فرعها بمساعدة السكان المحليين، بما في ذلك مجموعات السكان الأصليين الذين يعيشون في التلال المحيطة وتلاميذ المدارس، في التأهب للأزمات - مثل الأعاصير والفيضانات.
يدعم فرعها أيضًا العدد المتزايد من المهاجرين الذين يمرون عبر هندوراس في طريقهم شمالًا، بمن فيهم اؤلئك الذين يمرون عبر نقاط الخدمات الإنسانية: وهي مساحات ذات موقع استراتيجي حيث يمكن للمهاجرين الوصول إلى دعم آمن وموثوق خلال رحلاتهم.
"إن العمل الإنساني يحفزني، وحقيقة أن الصليب الأحمر منظمة مليئة بالحب للآخرين أمر يحفزني. أننا أناس على استعداد لبذل كل ما في وسعنا لتقديم المساعدة. بالنسبة لي، أن أكون عضوًا في عائلة الصليب الأحمر هو أفضل شيء حدث لي على الإطلاق،" تقول ميريان.
نابليون
يقع مقر نابليون في سان بيدرو سولا، ثاني أكبر مدينة في هندوراس. كان يعمل كمشغل كاميرا، ويتطوع كسائق للصليب الأحمر الهندوراسي منذ خمس سنوات.
قبل عامين، كان نابليون واحدًا من العديد من متطوعي الصليب الأحمر الهندوراسي الذين استجابوا للإعصارين المدمرين إيتا ويوتا اللذين دمّرا المنطقة.
تحدّث نابليون عن قيادته لشاحنة إنقاذ كبيرة عبر مياه الفيضانات العميقة لدرجة انها كادت أن تجرف الشاحنة. على الرغم من الظروف الصعبة، تمكن من الوصول والمساعدة في إنقاذ العديد من الأشخاص الذين تقطعت بهم السبل وممتلكاتهم وحيواناتهم الأليفة. كما ساهم في جهود التعافي وإعادة الإعمار الهائلة، مما ساعد في استرداد حياة الناس ومنازلهم.
إن فخر نابليون بالعمل التطوعي مرسوم على وجهه، بحيث تمتد ابتسامته من أذن الى أخرى اثناء تحدثه عن دعم زملائه المتطوعين وحشدهم أثناء الأزمات.
"أحب أن أكون متطوعًا، لأن من خلال التطوع تتبرعون بجزء من حياتكم وتتشاركون مشاعر متعلقة بالإنسانية. إن القدرة على المساعدة تجعلكم تشعرون بالرضا،" يقول نابليون.
لواني
تقع لواني أيضًا في سان بيدرو سولا، لكن دورها مختلف قليلاً، فهي ليست متطوعة، بل تعمل لدى الصليب الأحمر الهندوراسي لمساعدة المتطوعين.
تعمل مع الفروع المحلية، مثل الفرع الموجود في كوبان رويناس، لتحسين حوكمتها وإدارتها المالية وتعبئة الموارد، حتى يتمكن المتطوعون من تقديم رعاية ودعم أفضل لمجتمعاتهم.
قد لا يبدو عمل لواني مثيرًا للإهتمام بقدر الأعمال الأخرى، مثل القيادة في مياه الفيضانات لإنقاذ الناجين، إلا إن عمل لواني لا يقل أهمية. إن الفروع المحلية القوية هي حجر الأساس لشبكة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر. بدونهم، لا يمكننا تقديم الدعم المحلي السريع والفعال الذي تحتاجه المجتمعات خلال الأزمات.
مع خبرة عام واحد، تعتبر لواني وافدة جديدة نسبيًا إلى عائلة الصليب الأحمر. سألتها عما يعنيه لها العمل لدى الصليب الأحمر وما إذا كانت تود الاستمرار في عملها:
وقالت: "بالنسبة لي، إنه يعني الحب، لأن الرغبة في تنفيذ الأشياء بشكل جيد، والرغبة في مساعدة الأشخاص المعرضين للخطر، تجعلنا نقدم أفضل ما في أنفسنا كأشخاص. الآن، بعد أن دخلت عالم الصليب الأحمر، لا أعرف ما إذا سأغادر يومًا ما!"
في نهاية اجتماع المتطوعين، ودّعت المجموعة بعضها البعض وذهب كل واحد في حال سبيله.
أما أنا، فعدت إلى الساحة الرئيسية في كوبان رويناس، لأفكر في كلمة نستخدمها غالبًا في القطاع الإنساني: محلية العمل الانساني.
إنه مصطلح رسمي بامتياز، ولكن ما الذي يعنيه في الواقع؟
بالنسبة لي، المصطلح يعني ميريان ونابليون ولواني: ثلاثة أشخاص يعملون بجد داخل مجتمعاتهم المحلية لجعل الحياة أفضل وأكثر أمانًا وإشراقًا لمن حولهم.
كما أنه يعني ستانلي: رجل يسير في شوارع بلدته المألوفة لسنوات، مرتدياً سترة الصليب الأحمر. رجل معروف وجدير بالثقة ومحترم من قبل مجتمعه المحلي، وموجود لخدمتهم في السراء والضراء.
غينيا الاستوائية: مرض فيروس ماربورغ
مرض فيروس ماربورغ هو مرض مميت وشديد العدوى يسبب الحمى النزفية. لهذا المرض معدل وفيات يصل إلى 88%. أعلنت وزارة الصحة في غينيا الاستوائية عن تفشي فيروس ماربورغ في 13 فبراير/شباط 2023، بعد التأكيد على حالات وفاة من المرض. من خلال نداء الطوارئ هذا، يقوم الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر بدعم الصليب الأحمر في غينيا الاستوائية لإجراء أنشطة متعلقة بالتواصل بشأن المخاطر والمشاركة المجتمعية (RCCE)، والمراقبة، وإدارة الحالات، وأنشطة الوقاية من العدوى ومكافحتها، والدفن الآمن والكريم.
هدية الضوء: مولدات مُتبرع بها توفر الكهرباء الأساسية للفرق الطبية في المستشفيات في أوكرانيا
"كيف من المفترض لأي شخص أن يشعر بعدما كان يمتلك كل شيء؟ كان لدي منزل، ووظيفة مستقرة، وأقارب. الآن، أعتبر نفسي شخصًا مسنًا بلا مأوى. لم يعد لدي مكان للعيش فيه، فهناك فوهة حيث كان منزلي، خلّفتها قنبلة اسقطتها طائرة. كيف من المفترض أن أشعر؟".
عاش إيهور مانوهين حياته كلها في باخموت، محافظة دونيتسك. هناك، كان لديه منزل وعائلة ومصدر رزق.
عمل إيهور رئيسًا لقسم الأشعة السينية في مستشفى باخموت المحلي. لسنوات عديدة، كانت الحياة طبيعية. كانت الحياة سلمية. ولكن منذ تصاعد النزاع المسلح الدولي في أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، كان على إيهور أن يعمل في حالة من العنف والخطر المتزايد.
"استمر قسم الأشعة السينية في العمل حتى 9 أغسطس/آب. كان فريقنا يعمل على مدار الساعة، ويقدم الرعاية الطبية لحوالي 300 شخص مصاب بسبب النزاع كل يوم. لكن بعد أسابيع من انقطاع الكهرباء، وبسبب القصف المستمر، اضطررنا إلى مغادرة المدينة. ببساطة، لقد أصبح من المستحيل أن أغادر منزلي للذهاب إلى العمل"، يقول إيهور.
تم إجلاء معظم الطاقم الطبي في مستشفى باخموت يوم 9 أغسطس/آب، مع معدات المستشفى، وتم نقلهم إلى مدينة بروفاري في محافظة كييف. بالرغم من الحزن الشديد الذي شعر به إيهور لاضطراره إلى مغادرة باخموت، إلا أنه ظل ملتزم بتوفير الرعاية الطبية المنقذة للحياة للجرحى الى جانب فريقه. في موقعهم الجديد، استمروا في تقديم المساعدة الطبية للمواطنين النازحين الذين فقدوا كل شيء.
إلا أن التحديات استمرت في بروفاري، بحيث أدت الهجمات المتواصلة على البنية التحتية إلى ترك إيهور وفريقه بدون طاقة، مما أعاق عملهم الأساسي.
إدراكًا للحاجة الملحة للدعم، تبرع الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، جنبًا إلى جنب مع جمعية الصليب الأحمر الأوكراني، بمولد كهربائي لإيهور وفريقه في المستشفى الذي تم نقلهم اليه. يوفر المولد مصدرًا موثوقًا للكهرباء والتدفئة والإضاءة، مما يمكّنهم من مواصلة عملهم المنقذ للحياة من خلال دعم السكان المحليين وأولئك الفارين من النزاع.
المولد الذي تم تسليمه إلى فريق إيهور هو واحد من 150 مولدًا تم تسليمه إلى أوكرانيا من قبل الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر كجزء من برنامج لدعم الفئات الضعيفة في البلاد خلال موسم البرد. سيتم تسليم 30 مولداً آخر قريباً.
وفي حديثها عن البرنامج، قالت جايمي واه، منسقة الصحة بالاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في أوكرانيا: "في نهاية المطاف، يتعلق الأمر بالناس. إن التزامنا بتوفير المولدات الكهربائية لأوكرانيا لا يقتصر فقط على تشغيل المعدات، بل يتعلق بضمان الوصول غير المنقطع إلى الرعاية الطبية المنقذة للحياة لمن هم في أمس الحاجة إليها. يشرفنا أن ندعم المجتمعات الأكثر ضعفًا في أوكرانيا في وقت الحاجة."
--
هذه المولدات ليست سوى جزء واحد من استجابتنا في أوكرانيا والدول المحيطة.
بعد مرور عام على تصاعد النزاع، لا يزال الدمار يؤثر على كل جانب من جوانب حياة الناس. يواصل الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر دعم الصليب الأحمر الأوكراني، والجمعيات الوطنية الأخرى في المنطقة، التي تقف جنبًا إلى جنب مع المجتمعات المحلية، وتقدم مساعدات إنسانية بالغة الأهمية وطويلة الأجل لتلبية مجموعة واسعة من الاحتياجات. اقرؤوا المزيد هنا.
للأسف، إن قصة إيهور تشبه قصص العديد من الأشخاص في أوكرانيا، بما في ذلك العديد من متطوعي الصليب الأحمر الأوكراني. لكن على الرغم من كل شيء، فقد وجدوا القوة لمساعدة مجتمعاتهم في أصعب الأوقات.
نحن دائماً على استعداد لتقديم المساعدة لأي شخص مثل إيهور، طالما هناك حاجة إلينا.
الهلال الأحمر التونسي
فانواتو: الحاجة ملحّة للمأوى ومياه الشرب النظيفة بعد الإعصارين
بورت فيلا، 14 مارس/آذار 2023 - هناك حاجة ملحّة للمأوى ومياه الشرب النظيفة بحيث تأثر مئات الآلاف من الأشخاص في جميع أنحاء فانواتو بسبب الإعصارين المتتاليين. ولا يزال مئات الأشخاص يبحثون عن مأوى في مراكز الإجلاء، إذ تضررت منازل البعض أو دُمرت بالكامل. كما أن الوصول إلى مياه الشرب النظيفة أصبح صعباً حيث تضررت مصادر المياه. أثّر إعصاري جودي وكيفن على أكثر من 160 ألف شخص في المقاطعات الست في البلاد. بعد مرور عشرة أيام على وقوع الإعصارين، تظل معظم المجتمعات بدون كهرباء في حين تناضل السلطات من أجل إنهاء إصلاح خطوط الكهرباء المتضررة.
يعمل الصليب الأحمر في فانواتو عن كثب مع المكتب الوطني لإدارة الكوارث (NDMO) ويقدم المساعدة الفورية لمن هم في مراكز الإجلاء وفي المجتمعات المتضررة بشدة. تم نشر أكثر من 300 متطوع مدرّب من الصليب الأحمر للمساعدة في الاستجابة للكوارث، وما زالوا يعملون بلا كلل حتى الآن.
قال ديكنسون تيفي، أمين عام الصليب الأحمر في فانواتو:
"متطوعونا متواجدون على الأرض منذ الأسبوع الماضي بحيث يجرون التقييمات، كما يقوموا بتوزيع المساعدات على المجتمعات المتضررة. تضررت معظم المنازل، بينما دُمرت بعضها بالكامل، مما يُظهر حجم الأضرار الناجمة عن هذين الإعصارين."
"يسعدنا أننا تمكنّا من التواصل مع فرعنا في جزيرة تانا حيث يقوم الآن متطوعونا بتوزيع مواد الإغاثة على الأسر المتضررة."
وقدم الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر (IFRC) تمويل طارئ بقيمة 799,389 فرنك سويسري لدعم الصليب الأحمر في فانواتو لمدة تسعة أشهر. وبدعم من الاتحاد الدولي، تمكن متطوعو الصليب الأحمر فب فانواتو حتى الآن من الوصول إلى أكثر من 5,000 شخص بالإغاثة الفورية. تم توزيع أكثر من 700 حزمة أدوات لإصلاح المنازل المتضررة، و 1000 قطعة من القماش المشمع، و 500 حزمة من أدوات التنظيف والغسيل، و 200 مصباح شمسي و 900 وعاء لتخزين المياه على المجتمعات المتضررة بشدة.
قالت رئيسة مكتب الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في المحيط الهادئ، كاتي غرينوود:
"نحن نساعد الصليب الأحمر في فانواتو على توسيع نطاق أنشطته في هذه الاستجابة بينما تتوضح الاحتياجات الحرجة بفضل حصولنا على البيانات الناتجة عن تقييم المجتمعات المتضررة. لقد قمنا بنشر موظفين ذو أدوار فنية رئيسية مثل تنسيق المأوى وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، للمساعدة في العمليات، ونبحث في نشر موظفين إضافيين في الأيام المقبلة بناءً على الثغرات التي حددها الصليب الأحمر في فانواتو ".
"سيظل تأثير هذين الإعصارين محسوسًا لفترة طويلة وسيحتاج إلى خطة استجابة منسقة جيدًا لإعادة الناس إلى حياتهم الطبيعية في أقرب وقت ممكن."
للمزيد من المعلومات، رجاء التواصل مع:
في بورت فيلا:
سونيل رام
006785170388
[email protected]
سوريا وتركيا: الاتحاد الدولي يرفع قيمة طلب التمويل الطارئ إلى 650 مليون فرنك سويسري وسط زيادة الاحتياجات الإنسانية
جنيف / أنقرة / دمشق (16 فبراير/شباط 2023) - مع اتضاح حجم الدمار الذي خلفه الزلزال في سوريا وتركيا، زاد الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر قيمة نداء الطوارئ من 200 مليون فرنك سويسري إلى 650 مليون فرنك سويسري للاستجابة للاحتياجات الإنسانية المتزايدة في كلا البلدين.
"لا يزال التأثير الكامل لهذا الزلزال يتكشف. يتغير الوضع على الأرض بسرعة، والاحتياجات تتزايد كل دقيقة. بالنسبة للناجين، هذه اللحظات هي من الأصعب في حياتهم، وطريق التعافي سيكون طويلاً. الاحتياجات الأكثر إلحاحًا هي المأوى والرعاية الصحية والصرف الصحي والغذاء والمياه. إن الناس يواجهون أيضًا اضطرابات نفسية اكبيرة - فالوصول المبكر إلى خدمات الصحة النفسية والدعم النفسي-الاجتماعي أمر بالغ الأهمية." قال الأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر جاغان تشاباغين الذي يزور حاليًا المجتمعات في سوريا وتركيا.
يعمل الهلال الأحمر العربي السوري والهلال الأحمر التركي على مدار الساعة لدعم المجتمعات المتضررة على الرغم من أن العديد من الموظفين والمتطوعين فقدوا منازلهم وأحبائهم.
تضرر ملايين الأشخاص في سوريا وتركيا، ويبحث الكثيرون عن مأوى في منازل الأقارب أو في المدن المجاورة أو في ملاجئ الطوارئ. ينام آخرون في سياراتهم، في الخيام أو في الهواء الطلق، وسط درجات حرارة شديدة البرودة. تعتبر الملاجئ المؤقتة أمرًا بالغ الأهمية بحيث يكون للعائلات التي تم إجلاؤها مكان دافئ للإقامة أثناء الخطوات التالية.
ستكون هناك حاجة إلى الدعم والتضامن العالمي على المدى الطويل لتقديم المساعدة الإنسانية في شهور وسنوات التعافي المقبلة.
يدعم نداء الطوارئ الذي أطلقه الاتحاد الدولي الأشخاص المتضررين من خلال فرق الاستجابة السريعة التابعة للهلال الأحمر العربي السوري والهلال الأحمر التركي، والتمويل، والمساعدة المادية وغيرها. إن التحديث على قيمة النداء يعكس واقع الكارثة التي تتكشف باستمرار مع تزايد الاحتياجات المعقدة، من المأوى والصحة إلى سبل العيش والأمن الغذائي.
في تركيا، انتشر اكثر من 5,000 موظف ومتطوع من الهلال الأحمر التركي في المقاطعات المتضررة مع مخزون من المواد الغذائية ومواد الإغاثة الأساسية مثل الخيام والبطانيات لدعم المصابين والأشخاص الذين تم اخلاؤهم، كما تم توزيع 31 مليون وجبة ساخنة لكافة المتضررين. لتلبية الطلب المتزايد على الدم، ارسل الهلال الأحمر التركي مخزونه الوطني الكامل من الدم إلى المناطق المتضررة، ويدعو الناس في جميع أنحاء تركيا إلى التبرع بالدم.
في سوريا، يستجيب أكثر من 4,000 موظف ومتطوع من الهلال الأحمر العربي السوري في المناطق الأكثر تضرراً، بما في ذلك حماة وحلب واللاذقية وطرطوس، بحيث تم تقديم الدعم المنقذ للحياة لحوالي 365,000 شخص؛ تقوم وحدات طبية بتقديم الإسعافات الأولية وعمليات الإجلاء الطبي الطارئ والنقل إلى المستشفيات، في حين قام المتطوعون الموجودون على الأرض بتوزيع اكثر من 220,000 طرد غذائي ومواد الإيواء والماء على الناس، كما يقدمون خدمات إعادة الروابط العائلية.
تقدم الجمعيات الوطنية في كل من تركيا وسوريا الدعم النفسي-الاجتماعي للمحتاجين اليه، وتقوم بإحالتهم إلى خدمات رعاية الصحة النفسية طويلة الأجل عند الضرورة.
في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، تعمل فرق الهلال الأحمر الفلسطيني مع الهلال الأحمر العربي السوري لتقديم الدعم المنقذ للحياة، بما في ذلك الإسعافات الأولية وتوزيع المواد الغذائية. تركز فرق الاستجابة بشكل أساسي على المخيمات الفلسطينية في حلب واللاذقية، حيث توفر سيارات الإسعاف والعيادات الطبية والأطباء والمتطوعين.
أثار الزلزال موجة تضامن ضخمة من شبكة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر: فقد قدمت العشرات من الجمعيات الوطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر من جميع أنحاء العالم الدعم التقني. وقد دعم العديد منهم بالفعل الهلال الأحمر التركي والهلال الأحمر العربي السوري بمواد الإغاثة. هذا، وبدأت حوالي 60 جمعية وطنية حملات محلية لجمع التبرعات.
لمزيد من المعلومات أو لطلب مقابلة، يرجى الاتصال بـ:
[email protected] أو 0041797084367
ملاحظة للمحررين:
مؤتمر صحفي في غازي عنتاب: سيعقد الأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، جاغان تشاباغين، مؤتمرًا صحفيًا من غازي عنتاب يوم الجمعة، 17 فبراير/شباط عند الساعة 17:30 بالتوقيت المحلي. تواصل مع [email protected] للحصول على التفاصيل.
المواد السمعية والبصرية متاحة لوسائل الإعلام في غرفة أخبار الاتحاد الدولي.
سوريا: زلزال
ضرب زلزال مدمّر بقوة 7.7 درجات جنوب شرق تركيا، بالقرب من الحدود مع سوريا، في الساعات الأولى من يوم 6 فبراير/شباط، تلاه عدة هزات ارتدادية، مما أسفر عن مقتل الآلاف وإصابة الكثيرين في المنطقة. يساعد الهلال الأحمر العربي السوري (SARC) من خلال تأمين المأوى وتوزيع المواد الغذائية والمستلزمات المنزلية والمساعدات النقدية على المتضررين. كما يقدم الهلال الأحمر العربي السوري خدمات صحية بالإضافة إلى دعم الوصول إلى المياه النظيفة ومرافق الصرف الصحي وتوزيع مستلزمات النظافة.من خلال هذا النداء، يقوم الاتحاد الدولي بدعم الهلال الأحمر العربي السوري لتلبية احتياجات التعافي الفوري والمبكر للناس في بيئة إنسانية معقدة.
الاتحاد الدولي يحذر من أن العالم ليس متأهبا للجائحة المقبلة
جنيف،30 يناير/كانون الثاني2023 - وفقا لبيانات الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، وهو أكبر شبكة في العالم للاستجابة للكوارث، لم يحصد أي زلزال أو موجة جفاف أو إعصار على الإطلاق أرواحا أكثر مما حصدت جائحة كوفيد-19. وقد دفع العدد المُروِّع للوفيات نتيجة لهذه الجائحة - الذي يقدر بأكثر من 6.5 ملايين شخص - المنظمة الإنسانية إلى النظر بتعمُّق في كيفية تأهب البلدان لحالة الطوارئ الصحية العالمية المقبلة.
ويقدم تقريران رائدان أصدرهما الاتحاد الدولي اليوم، وهما التقرير عن الكوارث في العالم لسنة 2022 وتقرير نعتدّ بالجميع، رؤى حول النجاحات والتحديات على مدى السنوات الثلاث الماضية - ويقدمان توصيات للقادة حول كيفية التخفيف من هذه المآسي الضخمة في المستقبل.
وقال السيد جاغان تشاباجين، الأمين العام للاتحاد الدولي:
"ينبغي أن تكون جائحة كوفيد-19 بمثابة جرس إنذار للمجتمع العالمي للتأهب من الآن للأزمة الصحية المقبلة. وتتمحور توصياتنا لقادة العالم حول بناء جسور الثقة، ومعالجة أوجه عدم المساواة، والاستفادة من قدرات الجهات الفاعلة المحلية والمجتمعات المحلية في أداء العمل المُنقِذ للأرواح. فالجائحة التالية قد تكون قاب قوسين أو أدنى؛ وإن لم تدفعنا تجربة جائحة كوفيد-19 للتعجيل بخطواتنا نحو التأهب، فما الذي سيدفعنا إذا؟"
ووصلت شبكة الاتحاد الدولي إلى أكثر من 1.1 مليار شخص على مدى السنوات الثلاث الماضية وساعدت على وقايتهم من الإصابة بالفيروس. وكان الموضوع الذي ظهر مرارا خلال تلك الفترة أهمية الثقة. فعندما وثق الناس في رسائل السلامة، كانوا على استعداد للامتثال لتدابير الصحة العامة التي عزلتهم أحيانا عن أحبائهم من أجل إبطاء انتشار المرض وإنقاذ الأرواح. وبالمثل، لم يتسن تحصين ملايين الأشخاص في وقت قياسي إلا عندما كان معظمهم يثق بأن اللقاحات آمنة وفعَّالة.
ولا يمكننا الانتظار حتى المرة القادمة لبناء جسور الثقة، بل يجب تأصيلها من خلال التواصل الحقيقي المتبادل والتقارب وتوفير الدعم المستمر على مدى الوقت.
وقامت أفرقة الصليب الأحمر والهلال الأحمر في سياق عملها بتوثيق الكيفية التي استفحلت بها جائحة كوفيد-19 بسبب أوجه عدم المساواة، بل وفاقمت هذه الأوجه. فسوء مرافق الصرف الصحي واكتظاظ السكان والافتقار إلى سبل الحصول على الخدمات الصحية والاجتماعية وسوء التغذية كلها عوامل تخلق بيئة مؤاتية لانتشار الأمراض بشكل أسرع وأوسع. ويجب علينا معالجة مواطن الضعف التي تُغذي أوجه عدم الإنصاف في المجالات الصحية والاجتماعية والاقتصادية قبل وقوع الأزمة القادمة بوقت طويل.
ويبين تقرير نعتدّ بالجميع - الذي استُطلعت فيه آراء الجمعيات الوطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر من كل بلد تقريبا في العالم - أن الاتحاد الدولي وجد أن الأفرقة كانت قادرة على الاستجابة بسرعة للجائحة نظرا لوجودها بالفعل في المجتمعات المحلية ومشاركة العديد منها في جهود التأهب، فضلا عن رصيدها السابق من التجارب في مجال الاستجابة للأوبئة، وكونها جهات مساعدة قوية للسلطات المحلية.
وتابع السيد جاغان تشاباجين قائلا إن "المنظمات المجتمعية تُعد جزءا لا يتجزأ من عملية التأهب للأوبئة والاستجابة لها. وتضطلع الجهات الفاعلة المحلية والمجتمعات المحلية، بصفتها من المستجيبين الأوائل، بدورين مختلفين لا يقل أحدهما أهمية عن الآخر في جميع مراحل إدارة فاشيات الأمراض. ويجب التعويل على درايتها المحلية من أجل مد المزيد من جسور الثقة وتعزيز القدرة على الوصول والصمود".
"لقد كانت السنوات الثلاث قاسية، لكننا نُصدر اليوم هذا البحث ونقدم توصيات في إطار جهد مُفعم بالأمل: فبوسع المجتمع العالمي أن يستخلص الدروس ويقتص من هذه المأساة بالتأهب بشكل أفضل لحالات الطوارئ الصحية المقبلة."
ويُقدِّم التقرير عن الكوارث في العالم لسنة 2022 ستة إجراءات أساسية للتأهب بمزيد من الفعالية لحالات طوارئ الصحة العامة في المستقبل. بينما يُسلِّط تقرير نعتدّ بالجميع الضوء على الحاجة إلى بيانات دقيقة ووجيهة في مجال التأهب للجوائح والاستجابة لها. وكلا التقريرين متاح للممارسين والقادة والجمهور.
ملاحظة للمحررين:
الصور ومقاطع الفيديو التكميلية (b-roll) متاحة هنا
جهة الاتصال الإعلامية:
في جنيف:
جينيل ايلي
0012026036803
[email protected]