جامايكا: الطلاب الصمّ يستفيدون من قوة الزراعة الذكية مناخيًا بدعم من الصليب الأحمر

With support from the Jamaica Red Cross, a school for deaf students now uses solar-powered pumps for its greenhouse and farm to help cope with persistent droughts.

بدعم من الصليب الأحمر الجامايكي، أصبح لدى مدرسة مخصصة للطلاب الصمّ أحواض جديدة لجمع مياه الأمطار وتخزينها، ومضخة تعمل بالطاقة الشمسية، لمساعدة المدرسة على الاعتناء بمزرعتها ومواجهة حالات الجفاف المستمرة.

صورة: المركز الكاريبي المسيحي للصمّ

لطالما كانت زراعة النباتات، وسقيها، وحصادها، وإزالة الأعشاب الضارة، وإطعام الحيوانات جزءًا من أسلوب الحياة في المركز الكاريبي المسيحي للصمّ (CCCD) في مانشستر، جامايكا. في أي يوم من الأيام، قد يقوم الموظفون والطلاب في مدرسة نوكباتريك بحصد الفاصوليا أو القرع أو الخضار كجزء من البرنامج التعليمي للتغذية وسبل العيش.

ولكن عندما أدت التداعيات الاقتصادية لوباء كوفيد-19 إلى تضاؤل أرباح المؤسسة والتبرعات المقدمة للمدرسة، ركزت الإدارة بشكل أكبر على استخدام أراضيها للمساعدة في إنتاج بعض احتياجاتها الغذائية الداخلية. ومع ذلك، كانت هناك تحديات أخرى: الجفاف المستمر يعني أنه لم يكن هناك ما يكفي من المياه لري المحاصيل بشكل مناسب.

نتيجة لذلك، لجأت المدرسة إلى الزراعة "الذكية مناخيًا". وبدعم من الصليب الأحمر الجامايكي (JRC)، تستخدم مدرسة نوكباتريك الآن مضخات تعمل بالطاقة الشمسية للمساعدة في جمع وتخزين المياه.  

يقول تيريكيه لويس، وهو واحد من 130 طالبًا يعيشون في مدرسة نوكباتريك، أن التحسينات جعلت الظروف أفضل: "ستكون المدرسة أيضًا قادرة على إنتاج المزيد من السلع لبيعها للمجتمع وأصحاب المصالح. سيساعدنا الدخل الإضافي على دفع فواتيرنا ونفقاتنا، وهذا سيسمح لنا بتطوير مهاراتنا لنصبح أكثر اعتماداً على أنفسنا في المستقبل."

موظفو ومتطوعو الصليب الأحمر من جميع أنحاء منطقة البحر الكاريبي يتلقون معلومات بشأن كيفية عمل مضخة المياه التي تعمل بالطاقة الشمسية، خلال رحلة ميدانية إلى المركز الكاريبي المسيحي للصمّ (CCCD).

موظفو ومتطوعو الصليب الأحمر من جميع أنحاء منطقة البحر الكاريبي يتلقون معلومات بشأن كيفية عمل مضخة المياه التي تعمل بالطاقة الشمسية، خلال رحلة ميدانية إلى المركز الكاريبي المسيحي للصمّ (CCCD).

صورة: الاتحاد الدولي

جزيرة معرّضة لجفاف مستمر  

إن مدرسة نوكباتريك لا تواجه آثار تغير المناخ وحدها؛ وفقًا لهيئة الأرصاد الجوية في جامايكا، شهدت كافة أبرشيات جامايكا هطول للأمطار أقل من المعدل السنوي في ديسمبر 2022.

فضلاً عن كوفيد-19، أدت التغيّرات في المناخ إلى عواقب إنسانية كبيرة، حيث شعرت الفئات الأشد فقرًا والأكثر ضعفًا بوطأة آثارها من خلال الخسائر في الأرواح والنكسات الاقتصادية وفقدان سبل العيش.

كجزء من خططها لمساعدة الأشخاص المتضررين من أزمات المناخ، والآثار الاجتماعية والاقتصادية لــ كوفيد-19، تواصل الصليب الأحمر الجامايكي مع CCCD من خلال هيئة التنمية الزراعية الريفية (RADA).

قالت ليسكا باول، مديرة مشروع في الصليب الأحمر الجامايكي: "في مناقشاتنا مع CCCD، أدركنا أن الجفاف وندرة المياه، إلى جانب انخفاض القدرة على توليد الدخل بسبب كوفيد-19، أدى إلى تفاقم أزمة الغذاء، مما دفعهم إلى إنتاج المزيد لأنفسهم. لكن للقيام بذلك، كانوا بحاجة إلى المساعدة لإدارة المياه وزيادة الإنتاج. أردنا إيجاد طريقة لمساعدتهم على القيام بذلك”.

كيناردو باركس، طالب في المركز الكاريبي المسيحي للصمّ (CCCD)، يطعم أحد الخنازير التي يتم تربيتها في نوكباتريك.

كيناردو باركس، طالب في المركز الكاريبي المسيحي للصمّ (CCCD)، يطعم أحد الخنازير التي يتم تربيتها في نوكباتريك.

صورة: المركز الكاريبي المسيحي للصمّ

الزراعة الذكية مناخيًا  

ولتنفيذ االمشروع، تعاقد الصليب الأحمر الجامايكي مع شركة محلية توفر حلول الطاقة البديلة، وذلك لتركيب مضخة المياه بالطاقة الشمسية، كما قام بتوفير أربعة خزانات مياه بسعة 1000 غالون لتخزين المزيد من المياه.

وتضمنت المبادرة بناء منحدر لإيواء خزانات المياه الأربعة، وتركيب مضخة مياه تعمل بالطاقة الشمسية لنقل المياه من مستجمعات المياه إلى الخزانات الجديدة، ومن ثم الى الخيم الزراعية.

وأشار جون ميكس، مسؤول المشاريع الاجتماعية في CCCD، إلى أن هذه الشراكة مع الصليب الأحمر تمثل الخطوة الأولى في محاولتهم الإستراتيجية لتطوير برنامج زراعي مرن وذكي مناخياً.

ويقول: "بدون الري، لا يمكننا الزراعة أو تربية الحيوانات. وبالتالي، تعتبر هذه المبادرة خطوة رئيسية في الاتجاه الصحيح، وستسمح لنا بتوسيع إنتاجنا للمحاصيل من 2-3 أفدنة إلى ما يصل إلى 10 أفدنة."

ستشهد المرحلة التالية من المبادرة تعاون الصليب الأحمر الجامايكي مع هيئة التنمية الزراعية الريفية لتنظيم تدريبات على الزراعة الذكية مناخيًا للطلاب والموظفين في CCCD، وذلك لمواصلة بناء قدراتهم في مجال الزراعة المستدامة وإدارة المياه. هناك أيضًا خطط لتوسيع مبادرة الزراعة الذكية مناخيًا لتشمل فروع CCCD الأخرى، بمجرد تأمين التمويل الإضافي.

وأضافت كيشا ساندي، المسؤولة الفنية للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر لشؤون الاستدامة المناخية والبيئية لمنطقة البحر الكاريبي، أن الشراكة تشكل أيضًا جزءًا أساسيًا من أنشطة مبادرة "استعادة سبل العيش الذكية مناخيًا بعد كوفيد-19"، والتي أجراها الصليب الأحمر الجامايكي بدعم من الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر.

أخبار ذات صلة