الإتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر يزيد مساعداته النقدية للأشخاص المتضررين من النزاع في أوكرانيا
مع مرور ثلاثة أشهر على النزاع الدائر في أوكرانيا، قام الإتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر (IFRC) بتوزيع مساعدات مالية بلغ مجموعها أكثر من 4.3 مليون فرنك سويسري على آلاف الأشخاص المتضررين من النزاع.
وقالت رئيسة عمليات الطوارئ في الإتحاد الدولي للاستجابة للأزمة الأوكرانية، آن كاثرين مور: "كلما طال النزاع، ازدادت الاحتياجات. إنّ الكلفة لتوفير الضروريات الأساسية، مثل الفاكهة والخضروات الطازجة آخذة في الإرتفاع. كذلك تمّ الإبلاغ عن ارتفاع في كلفة الوقود وإيجارات الشقق. فقد الملايين من الناس وظائفهم، فيما تتضاءل مدخراتهم. من خلال تطبيق الهاتف المحمول الجديد، تمكنا من زيادة دعمنا لمساعدة الأشخاص الذين يواجهون هذه التحديات المالية ".
وتتيح التكنولوجيا الجديدة للإتحاد الدولي والجمعيات الوطنية المستجيبة الوصول إلى الناس على نطاق واسع وتقديم المساعدة النقدية رقمياً. وقد تمّ تقديم تطبيق الهاتف المحمول بنجاح في رومانيا، حيث يسمح للاجئين بالتسجيل الذاتي للحصول على المساعدة عبر الإنترنت، مما يلغي الحاجة والتكلفة المترتبة على الاضطرار إلى السفر إلى مواقع مركزية.
وسيتمّ قريباً توسيع التطبيق ليشمل بولندا وسلوفاكيا، حيث يتمّ بالفعل تقديم المساعدة النقدية عبر الأساليب التقليدية مثل التسجيل الشخصي، ومن ثم في أوكرانيا والدول المجاورة الأخرى.
وتضيف مور: "هذا هو أسرع ما قدمنا من أموال نقداً على الإطلاق على هذا النطاق. من المحتمل أن يكون عامل تغيير في عملنا ليس فقط في هذه الاستجابة، ولكن أيضاً في العمليات المستقبلية".
إنّ المساعدة النقدية هي طريقة فعّالة لدعم الأشخاص المتأثرين بالنزاع وتحفظ كرامتهم، مما يسمح لهم بشراء السلع التي يريدونها وفق احتياجاتهم الفردية، ومن شأنها دعم الاقتصادات المحلية أيضاً. إنّه جزء من استجابة الصليب الأحمر والهلال الأحمر المتكاملة والواسعة النطاق للنزاع، والتي تشمل أيضاً توفير الرعاية الصحية والإسعافات الأولية والدعم النفسي والاجتماعي وتوزيع الضروريات المنزلية الأساسية.
وفي حديثها عن الخطوات التالية، قالت مور: "لا يوجد حل قصير الأمد لاحتياجات أكثر من 14 مليون شخص أُجبروا على الفرار من منازلهم. نحن نعلم حتى لو انتهى الصراع غداً، فإنّ إعادة البناء والتعافي ستستغرق سنوات. لقد فقد الناس منازلهم وسبل عيشهم وحصولهم على الرعاية الصحية في الوقت المناسب. سيدعم الإتحاد الدولي جمعيات الصليب الأحمر الوطنية في المنطقة، وسيكون موجوداً لمساعدة الناس الآن، وفي الأشهر والسنوات المقبلة".
--
شاهد: ردنا بعد 3 أشهر
خلال الأشهر الثلاثة الماضية:
تمكنا معاً من تزويد أكثر من 2.1 مليون شخص بالمساعدات المنقذة للحياة داخل أوكرانيا وفي البلدان المجاورة. فـ 1من كل 10 أشخاص اضطروا إلى الفرار من ديارهم بسبب الصراع.
على طول مسارات السفر داخل وخارج أوكرانيا، أنشأنا 142 نقطة خدمة إنسانية في 15 دولة لتوفير بيئة آمنة الفارين. هناك، يتلقون الخدمات الأساسية مثل الطعام، مستلزمات النظافة، البطانيات، المياه، الملابس، الإسعافات الأولية، الدعم النفسي والاجتماعي، المعلومات، والمساعدة المالية.
في المجموع، قمنا بتوزيع 2.3 مليون كيلوغرام من المساعدات.
71000متطوع من الصليب الأحمر والهلال الأحمر يستجيبون للأزمة.
في طريقي إلى أوروبا لم أكن أخشى الموت - بل الموت دون أن أحاول
نُشرت هذه المقالة في الأساس على موقع Politico
البحث عن الأمان، كان هدفي. لم أكن أفكر في المدن أو البلدات الأوروبية. أردت فقط أن أكون بأمان. لهذا السبب غادرت بلدي، ولذلك لم أتوقف حتى في البلدان المجاورة - كان علي الاستمرار في التحرك، أولاً عبر السودان وليبيا، ثم على متن قارب خشبي عبر البحر الأبيض المتوسط، حيث التقطتني في النهاية سفينة إنقاذ. لقد مرّت أكثر من 10 سنوات على ذلك، وأنا أعيش الآن في إيطاليا. لكن من خلال عملي، أجد نفسي أعيش هذه التجربة مراراً وتكراراً.
إنّ أهم جزء في عملي هو إخبار الأشخاص الذين ننقذهم: "أنتم بأمان". يبدو الأمر كما لو أنني أخبر أمهاتهم إخوانهم، أخواتهم، وجميع قراهم أيضاً بذلك. أحتفل بهذه اللحظة معهم، وبإنقاذ اراوحهم. لأنّ الكثير من الآخرين الذين غرقوا لم يتسن لهم سماع هذه الكلمات أبداً.
في الأشهر القليلة الماضية، شهدنا تضامناً هائلاً مع أولئك الفارين من الحرب في أوكرانيا، والذي يعتبر مصدر إلهام بشكل لا يصدق. ومع ذلك، فإنّ مشاهدة الاستعداد الكامل لمساعدة ضحايا هذه الأزمة، في حين ينتهي المطاف بكثيرين ممن يفرون من المعاناة والاضطهاد في أماكن أخرى في قاع البحر، يدفعني الى التساؤل: هل هناك حقاً اختلاف في قيمة الأرواح البشرية؟
لم يكن خياري الأول القيام بمثل هذه الرحلة الخطيرة بحثاً عن الأمان بعيداً عن المنزل. لكنّ الافتقار إلى القنوات القانونية المتاحة للوصول إلى الحماية الدولية جعلها خياري الوحيد - لقد كانت ضرورية. وبينما تتجادل الدول بشأن سياسات وممارسات الهجرة، بالنسبة لنا كمتطوعين، يتعلّق الأمر ببساطة بإنقاذ الأرواح وتخفيف المعاناة.
عندما غادرت إريتريا قبل 20 عاماً، هرباً من الخدمة العسكرية الإجبارية وبرامج العمل القسري، لم أكن أعرف أين تقع أوروبا، وكيف تبدو أو كيف أصل إلى هناك. لم يخطر ببالي أيضاً أنني كنت أقول وداعاً لعائلتي ولبلدي للمرة الأخيرة. مثل إخوتي وأخواتي في أوكرانيا اليوم، كان همي الوحيد هو تجنب ان أصاب بطلقات رصاص. وأنا واحد من القليلين الذين يعيشون في ذلك الجزء في العالم، وحالفني الحظ بما يكفي للوصول إلى مكان آمن في النهاية.
عندما كنت أسافر عبر الصحراء في ليبيا، رأيت مجموعة من الناس - نساء ورجالاً وأطفالاً- ممددين فوق بعضهم البعض، وهم عراة. سألت السائق لماذا كانوا عراة، فأخبرني أنّ سيارتهم تعطلت، وأنّهم أحرقوا كل شيء بما في ذلك ملابسهم الخاصة، في محاولة لجذب الانتباه. ما فائدة الملابس على كل حال عندما يواجه الإنسان الموت؟ كانوا مجرد بعض الأشخاص المجهولين، الذين جاءوا إلى العالم عراة، وتركوا عراة. الناس البعيدون عن الأنظار اضطروا إلى حرق كل شيء على أمل أن يراهم أحد.
حتى ذلك لم يكن كافياً.
إنك تقابل تجار الموت في ليبيا أيضاً - أولئك الذين ينظمون الرحلات للمغادرة بالقوارب، والذين هم أملك الوحيد في الهروب من هذا الجحيم. عندما تختبر مدى فظاعة الحياة – السجون، التعذيب، والعصابات وأسواق العبيد - فأنت لا تخشى الموت، لكنك تخشى الموت من دون أن تحاول.
عندما وصلت أخيراً إلى الساحل وتوجهت نحو القارب المنتظر، بالكاد استطعت المشي من الخوف والأمل. رأيت أمهات يرمين أطفالهن على القارب ويتبعنهم. لم أتساءل لماذا ترمي الأم طفلها داخل هذا القارب الصغير. كنت على يقين من أنّ ما رأته من قبل يجب أن يكون أفظع من البحر وظلامه.
انطلقنا في الليل. إذ، يحين الوقت عندما لا تستطيع فيه رؤية أحد، ولا حتى نفسك، ولكنك تبقى فقط تسمع الصلاة والبكاء والأنين. في تلك اللحظة، تكون أصوات الأطفال هي المصدر الوحيد لليقين بأنك ما زلت على قيد الحياة.
.بقينا في البحر على هذا النحو لمدة ثلاثة أيام، حتى عثرت علينا سفينة الإنقاذ
قد يتساءل المرء لماذا يقرر شخص ما المرور بكل هذا. لكن انظروا فقط إلى ما يحدث في البلدان التي يأتي منها الناس: المعاناة التي يسببها الصراع، الجوع، الفقر، تغيّر المناخ، والعديد من العوامل الأخرى التي غالباً ما تكون موجودة في البلدان المجاورة أيضاً. و
أولئك الذين يغادرون لا يفعلون ذلك فقط لأنفسهم - فهم يمثلون استثماراً لعائلاتهم ومجتمعاتهم. واحد من أصدقائي يرسل الأموال التي يكسبها إلى المنزل لبناء مدرسة في قريته، فيما يقوم أخر بتمويل الحصول على المياه الصالحة للشرب. الأموال التي يرسلها المهاجرون في جميع أنحاء العالم إلى أوطانهم تزيد ثلاث مرات عما يأتي من مساعدات إنسانية.
لقد أظهرت لنا أزمة أوكرانيا والاستجابة لها الآن ما هو ممكن عندما نضع الإنسانية في المرتبة الأولى، عندما يكون هناك تضامن عالمي وإرادة لمساعدة وحماية الفئات الأكثر ضعفاً. يجب أن يمتد هذا ليشمل كل محتاج، من أينما أتى.
لا ينبغي لأحد أن يختبر ما مررت به - في بلدي أو في رحلة الهجرة أو عند وصولي إلى أوروبا.
يستحق الجميع سماع الكلمات، "أنتم بأمان".
نزاع أوكرانيا: كيف يقدّم الصليب الأحمر الدعم الحيوي للأشخاص الذين يغادرون البلاد
وصلوا إلى الحدود بين أوكرانيا وسلوفاكيا مرهقين بعد يومين أو ثلاثة أيام من السفر. بعضم اتى بالسيارة، فيما أتى آخرون سيراً على الأقدام، وهم يحملون الحقائب أو يجرونها.
منذ أواخر فبراير/شباط، فرّ نحو 6 ملايين شخص من أوكرانيا بحثاً عن الأمان في بلدان أخرى.
هناك نساء وأطفال. الكثير الكثير من الأطفال. الرجال القلائل في الطابور يبدون أكبر سناً، في حين بقي الأصغر سناً إلى حد كبير لدعم بلادهم في الصراع.
يساعد الصغار الكبار المرهقين والقلقين على حمل القليل من أغراضهم الثمينة، التي تمكنوا من الفرار بها. يرتدون حقائب الظهر وعليها دمى الدببة. فتاة صغيرة حملت حقيبة حفاضات خاصة بها. في حين أن بعض الصغار يتشبثون بأمهاتهم بكل ما تستطيع أيديهم الصغيرة، يركض الأكبر سناً بينهم، متحمسين للمغامرة التي قيل لهم إنهم يخوضونها. تتدافع أمهاتهم لإبقائهم الى جانبهن.
يأتي الناس إلى هذه الحدود عند معبر أوزهورود طوال ساعات النهار والليل، حيث يرحّب بهم متطوعو الصليب الأحمر الأوكراني. أنّهم يزودنهم بالمعلومات، الطعام، المشروبات الساخنة، الملابس والبطانيات، وهم يرتدون زي الطوارئ الأحمر النابض بالحياة، ويساعدونهم في حمل أغراضهم حتى المعبر الحدودي. وحين يحتاج البعض إلى كراسي متحركة، يقفز المتطوعون للمساعدة. بمجرد عبورهم الحدود، يستقبلهم متطوعون من الصليب الأحمر السلوفاكي.
أولكساندر بودنار، رجل يبلغ من العمر 23 عاماً، وهو يرأس الفريق التطوعي للصليب الأحمر الأوكراني في أوزهورود، على الحدود الغربية للبلاد. على مدار 24 ساعة في اليوم، و7 أيام في الأسبوع، يتناوب الفريق للعمل عند هذا المعبر.
يقول: "أعضاء فريقي هم أروع الناس على وجه الأرض". "لدينا الكثير من الأشخاص الطيبين الذين انضموا إلينا. لدينا 130 متطوعاً سجلوا أنفسهم منذ بدء الصراع. كثير من الممرضات والأطباء".
المهارات الطبية تحظى بتقدير كبير. في مبنى شُيّد حديثاً، أنشأ الصليب الأحمر عيادة صغيرة مليئة بأغذية وحفاضات للأطفال، حيث تصطف الأسر على جانب واحد من العيادة ولا سيما المسافرين المرهقين، ولو لفترة قصيرة فقط. هنا يقوم المتطوعون بتقديم الإسعافات الأولية الأساسية. يشتكي العديد من كبار السن من ارتفاع ضغط الدم. يقوم متطوعون مدربون بفحص ضغطي وإخباري بانّه على ما يرام في معظم الأحيان. إنّهم يرزحون تحت ضغط شديد، وبعضهم يعاني من نوبات هلع - رد فعل طبيعي خلال حدث غير طبيعي.
يشارك أولكسندر قصة عن امرأة مُسّنة كانت تغادر بلدها الحبيب مع زوجها، الذي خضع للتو لعملية جراحية:
"جثت على ركبتيها وطلبت من الله أن يحفظ بلادها. وقالت: يا عزيزتي أوكرانيا، أرجوك سامحني. لا أريد أن أتركك، لكن لا بد لي من ذلك ".
لقد ملأت الدموع عيون أولكسندر، وهو يساعد الزوجين على الإقتراب من المعبر الحدودي.
--
يدعم الإتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر الصليب الأحمر الأوكراني والعديد من جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر الأخرى في البلدان المجاورة لمساعدة الأشخاص المتضررين من النزاع في أوكرانيا. تعرّف على المزيد عن عملنا هنا.
الإتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر أُنشئ لتعزيز اللطف - اللطف مطلوب أكثر من أي وقت مضى
"العالم ينزف، وهو في حاجة للمساعدة الآن".
كلمات تحذير صارخة أطلقها زعيم إنساني هزته حرب وحشية والعيش في ظلّ جائحة عالمية.
لم أكتب هذه الكلمات. لقد كتبها هنري دافيسون، رئيس الصليب الأحمر الأميركي، في العام 1919.
كانت فكرته الكبرى أنّ جمعيات الصليب الأحمر في العالم - التي تمّ إنشاؤها بعد إنشاء الحركة من قبل الحائز على جائزة نوبل هنري دونان في العام 1863 - يجب أن تتحد كقوة للخير في جميع الأوقات، وليس فقط أثناء الحروب. يؤمن دافيسون بقوة بأنّ اللطف والخبرة التي أظهرها متطوعو الصليب الأحمر يجب أن يستفاد منها لخدمة الإنسانية في أوقات أخرى أيضاً.
وهكذا، وُلدت رابطة جمعيات الصليب الأحمر في الخامس من أيار (مايو) في العام 1919. وكانت هناك خمس جمعيات مؤسِّسة للصليب الأحمر - تلك التابعة للولايات المتحدة الأميركية، إيطاليا، اليابان، فرنسا، والمملكة المتحدة. وبحلول نهاية ذلك العام، بات عدد أعضاء العصبة 30 عضوا.ً
في العام 1991، باتت الرابطة تُعرف بالإتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر. لدينا الآن 192 جمعية وطنية عضو، والمزيد في طور التكوين.
لقد ظل جوهر الفكرة على حاله، بينما نما نطاق شبكة الإتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر بشكل كبير، من حيث الإمتداد والتأثير.
في العام 2020، قدّم نحو 14.9 مليون متطوع من الصليب الأحمر والهلال الأحمر الدعم إلى أكثر من 688 مليون شخص تضرروا من الكوارث، وغيرها من أعمال الاستجابة لحالات الطوارئ؛ كما ساعدوا حوالي 306 مليون من خلال الأنشطة الصحية، وزودوا نحو125 مليون بالمياه النظيفة والصرف الصحي.
بالفعل هذه أرقام مثيرة للإعجاب، لكنّ حجم الاحتياجات الإنسانية يتزايد باستمرار كل عام. في الوقت الحالي، يحتاج عدد لا يحصى من الأشخاص في جميع أنحاء العالم إلى دعم عاجل.
إنّ الصراع في أوكرانيا والضغط الواقع على البلدان المجاورة لها هو مجرد مثال واحد. الأضرار المادية، الاجتماعية، والاقتصادية المستمرة التي تسببت بها جائحة كوفيد-19 العالمية مثال آخر. إلى جانب هذه الكوارث، هناك تهديد دائم ومتفاقم يشكّله تغيّر المناخ.
في ظلّ هذه التحديات المماثلة، هل يمكن لفكرة بسيطة - مثل تلك التي أدت في عام 1919 إلى ما يعرف الآن باسم الإتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر - أن تساعد في شفاء العالم؟ أعتقد أنّها تستطيع - وستفعل. نحن نعلم ما يصلح، وقد أثبتنا ذلك لأكثر من قرن.
إنّه يتجسد بإنسان يمد يده لدعم إنسان آخر في أزمة، على مستوى المجتمع، حيث تكون هناك حاجة ماسة إليه دائماً.
إنّه يضمن حصول المتطوعين المحليين والمنظمات المحلية على الموارد والتدريب، وكذلك الدعم الدولي الكثير (أو القليل منه) الذي يحتاجون إليه للاستجابة للكوارث والأزمات.إنّه للتأكد من أنّ أصواتهم مسموعة ومصالحهم ممثلة على المسرح الدولي.
وهو يحرص على تقديم هذا الدعم للمجتمعات والأفراد الأكثر تهميشاً، بغض النظر عن مكان وجودهم، ومن دون أي تمييز بشأن هويتهم.
إنّه - ببساطة - اللطف.
شخصياً، لقد انضممت لأول مرة إلى جمعيتي الوطنية، الصليب الأحمر النيبالي، كمتطوع منذ أكثر من ثلاثة عقود. لقد كنت مصدر ثقة - وبالتالي كنت قادراً على مقابلة ودعم الأشخاص الأكثر احتياجاً - لأنني كنت جزءاً من مجتمعهم، تحدثت لغتهم، وفهمت مخاوفهم. والمفتاح لفهم ما يحتاجه الناس هو اللطف.
على مر السنين، تطوّر الإتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر جنباً إلى جنب مع المجتمعات التي ندعمها. لقد قمنا بتكييف طرق عملنا، ووسّعنا خبرتنا مع ظهور نقاط ضعف وضغوط مختلفة، وكنا نتمتع بالمرونة الكافية لريادة نهج جديدة للدعم الإنساني ومن ثم تعميمها.
لقد قمنا بقيادة عملية تطوير المساعدة النقدية وقبولها على نطاق واسع باعتبارها الطريقة الأكثر فعالية والأكثر احتراماً لدعم الأشخاص المحتاجين. في النهاية، يجب ألا يخسر الأشخاص الذين فقدوا كل شيء سواء ي كارثة أو نزاع كرامتهم أيضاً.
ونحن نقود التغيير في كيفية إدارة مخاطر الكوارث وتقليلها من خلال الإجراءات الاستباقية، حيث يتمّ دعم المجتمعات المحلية لتقليل مخاطرها، ويمكن إطلاق التمويل الفوري بمجرد الوصول إلى العتبات المقاسة علمياً.
هذا العمل لم يكن ممكناً لولا اللطف الذي يقدّمه 14.9 مليون متطوع من المجتمع المحلي للصليب الأحمر والهلال الأحمر.
في اليوم العالمي للصليب الأحمر والهلال الأحمر، في 8 مايو(أيار)، سنشجع الناس في جميع أنحاء العالم على الإيمان بقوة اللطف، وان يكونوا أناس لطفاء BeHumanKIND#
لا يزال العالم ينزف. لا يزال في حاجة إلى المساعدة. ولكن هناك نحو 15 مليون سبب للإيمان باللطف والتحلي بالأمل.
--
إذا كنت ترغب في قراءة المزيد عن تاريخ الإتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، تفضل بزيارة صفحة التاريخ والأرشيف الخاصة بنا.
وتابع هاشتاغ BeHumanKIND# عبر جميع قنوات التواصل الاجتماعي هذا الأسبوع لترى كيف تحتفل جمعياتنا الوطنية باليوم العالمي للصليب الأحمر والهلال الأحمر.
الهلال الأحمر الكويتي والهلال الأحمر المصري يقدّمان الدعم للفارين من أوكرانيا
غداة اندلاع الصراع في أوكرانيا، سارعت جمعية الهلال الأحمر الكويتي وجمعية الهلال الأحمر المصري إلى تقديم الدعم الإغاثي إلى دول الجوار الأوكراني، ففي حين قام الهلال الأحمر الكويتي بتوفير المساعدات الغدائية والطبية والمستلزمات الضرورية إلى الفارين والأشخاص المتأثرين بالصراع، قام الهلال الأحمر المصري بمساعدة وإجلاء الطلاب والعائلات المصرية من بولندا ورومانيا، وتقديم الدعم الإنساني للمصريين وغيرهم من المتضررين.
وقال رئيس جمعية الهلال الأحمر الكويتي د. هلال الساير خلال لقائه مع رئيس الصليب الأحمر البولندي جيرسي بيشك: "إنّ المساعدات الكويتية تشمل أدوية ومستلزمات طبية، فضلاً عن مواد غذائية وحليب للأطفال وغيرها من المستلزمات الضرورية"، وهي تعبّر عن "مدى تضامن الكويت قيادة وحكومة وشعبا مع الشعوب المنكوبة في هذه الظروف الصعبة".
وأكّد الساير حرص بلاده على المساهمة في دعم الأعمال الإنسانية في شتى أنحاء المعمورة إيماناً واستكمالاً لدورها الإنساني، وضرورة استكمال بحث سبل تعزيز التعاون والتنسيق المشترك للمساعدة في تخفيف معاناة اللاجئين من أوكرانيا، مع المنظمات المعنية بالعمل الإنساني لا سيما الصليب الاحمر البولندي.
من جهته، أشاد رئيس الصليب الأحمر البولندي بوصول طائرة مساعدات عسكرية كويتية محمّلة بمواد إغاثية ومساعدات طبية تقدّر بـ 33.5 طن مطار وارسو في بولندا، مشيراً إلى أنّ "الهلال الأحمر الكويتي من أوائل الجمعيات التي لبّت نداء الاستغاثة لمساعدة الفارين من أوكرانيا."
توازياً، واصلت جمعية الهلال الأحمر المصري تأمين المساعدة والدعم الى الطلاب المصريين والعائلات المصرية التي فرّت الى بولندا ورومانيا، وقامت بإجلائهم وتأمين عودتهم الى بلادهم..
وقام المتطوعون في الجمعية بجهود جبارة لتأمين المواصلات اللازمة للطلاب المصريين الفارين من أوكرانيا عبر حدود بولندا ورومانيا لنقلهم إلى المطار، واجلاء زوجاتهم واطفالهم، بعدما وفّروا لهم الإقامة في الفنادق والطعام بشكل مجاني، ووثائق السفر اللازمة، والأموال النقدية لتوفير احتياجاتهم الأساسية، والخدمات الطبية والدعم النفسي.
وقد أعرب هؤلاء الطلاب والعائلات عن شكرهم الجزيل لجميعة الهلال الأحمر المصري لوقوفها الى جانبهم في هذه المحنة وتأمين احتياجاتهم وعودتهم الآمنة الى بلادهم.
وكان الهلال الأحمر المصري أقام بالتعاون مع الصليب الأحمر الروماني والبولندي مركزي خدمة إغاثية على الحدود الرومانية- الأوكرانية، والبولندية-الأوكرانية، حيث تتم مساعدة المتضررين المصريين والأشخاص الفارين من غير المصريين ولا سيما النساء والأطفال.
وقد تصدّر شعار "أمان واغاثة دون تمييز" صفحة "الهلال الأحمر المصري" على فيسبوك.
ويذكر أنّ نحو 6000 مصري كانوا يقيمون في أوكرانيا قبل اندلاع النزاع، بينهم 3000 طالب
تصريح الأمين العام للإتحاد الدولي في الجزء الرفيع المستوى المستأنف من مؤتمر COP26
أصحاب السعادة، يشرّفني أن أخاطب هذه الجلسة العامة، وأشكر الجهة المضيفة، حكومة المملكة المتحدة على جهودها لزيادة الاهتمام والعمل بشأن جدول الأعمال المتعلّق بالصمود.
أزمة المناخ هي أزمة إنسانية. كل يوم، نشهد التأثيرات المتزايدة لتغيّر المناخ. الخسائر والأضرار هي جزء من واقعنا اليومي.
في شهر أكتوبر/تشرين الأول، وقعت 15 كارثة مرتبطة بالمناخ أثّرت على أكثر من 14.9 مليون شخص. منذ بداية عام 2021، أدى الجفاف إلى تضرر 40.1 مليون شخص - وهو أعلى رقم منذ عام 2016.
الإتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر وجمعياتنا الوطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر والبالغ عددها 192 عضواً يستجيبون للكوارث والاحتياجات الإنسانية للناس كل يوم، ويعملون على إيجاد حلول محلية للتكيّف مع المخاطر المتزايدة.
لكنّ الأشخاص الأكثر ضعفاً يتمّ اغفالهم.
قام الإتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر باجراء تقييم للبلدان الأكثر عرضة للتأثر بالمناخ لناحية انكشافها وقدراتها على التكيّف. حددنا خمسة بلدان ذات قابلية عالية للتأثر بالمناخ و66 دولة أخرى لديها قابلية عالية للتأثر بالتهديدات المتعلقة بالمناخ.
لكن هذه البلدان لا تحصل على الدعم الذي تحتاجه.
بلغ متوسط تمويل التكيّف مع المناخ للفرد في عام 2019 أقل من دولار أميركي واحد للفرد في البلدان الشديدة الهشاشة .
تحتل الصومال، الأكثر ضعفاً، المرتبة 54 فقط في مدفوعات تمويل التكيّف مع تغيّر المناخ للفرد، بينما تأتي أفغانستان في المرتبة 96.
العديد من البلدان التي لا تتلقى التمويل تعتبر سياقات هشة يصعب العمل فيها.
علينا أن نجد طرقًا للإستثمار حتى عندما يكون من الصعب القيام بذلك، ويجب أن نتعاون لسد الثغرات وإيصال الموارد إلى المجتمعات المحلية الأكثر تضررًا.
الالتزامات العالمية مهمة، لكنّها تحتاج إلى ترجمتها إلى عمل مناخي على الصعيد المحلي. يجب أن تكون المجتمعات والحكومات المحلية والمنظمات المحلية والشركات المحلية في الصدارة.
نحن سنقوم بدورنا. لقد وضع الإتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ميثاق المناخ والبيئة للمنظمات الإنسانية.
حتى الآن لدينا أكثر من 170 دولة مُوقعة، وفي هذا الميثاق نلتزم جميعًا بتخضير عملياتنا وتوسيع نطاق عملنا المناخي، وبناء المرونة أينما نعمل.
نحن نستثمر أكثر في الإجراءات الاستباقية لإنقاذ الأرواح، في استخدام الحلول القائمة على الطبيعة لبناء المرونة، كل ذلك مع تمكين العمل بقيادة محلية في مواجهة المخاطر المتزايدة.
ونحن في حاجة إلى العمل معكم للقيام بذلك.
بالنسبة لكثير من الناس، إنّ البقاء على قيد الحياة بات مهدداً اليوم، ليس فقط في البلدان المعرّضة للخطر، ولكن أيضًا في أستراليا وأوروبا والولايات المتحدة، حيث قُتل الآلاف بسبب موجات الحرّ وحرائق الغابات والفيضانات والعواصف.
سوف يزداد هذا الأمر سوءًا مع زيادة درجات الحرارة.
علينا جميعًا التصرّف قبل فوات الأوان. دعونا لا نفوّت فرصتنا.
الوباء يذكرنا بأهمية دور العاملين في القطاع الصحي
لكلّ قابلة قانونيّة وممرضّة وممرّض انضمّ إلى حركة الصليب الأحمر والهلال الأحمر قصّةً فريدةً من نوعها. ولكن على الرّغم من ذلك، يعمل جميع الممرضّين والممرّضات والقابلات في سبيل القضيّة نفسها ويدفعهم الشغف نفسه ألا وهو تقديم الرعاية إلى كلّ من يحتاج إلى المساعدة.
تخصّصت اعتدال عبد الناصر القباطي، وهي ممرّضة وقابلة يمنيّة، في مجال التمريض العمليّ والقبالة لمدّة ثلاث سنوات ثمّ درست أربع سنوات لتصبح مسعفةً. وتقول اعتدال: "خبرتي الطويلة وقلبي الواسع والرحب دفعاني نحو العمل الانساني في جميع المجالات في أوقات السلم والنزاعات المسلّحة والكوارث الطبيعيّة."
وقد أعلنت منظّمة الصحّة العالميّة (WHO) عام ٢٠٢٠ "السنة الدوليّة لكادر التمريض والقبالة "، احتفالًا بالذكرى المئويّة الثانية لميلاد فلورنس نايتنجيل. ووفقًا للمنظّمة، يحتاج العالم هذه السنة إلى تسعة ملايين ممرّض وممرّضة وقابلة قانونيّة إضافيّين لتحقيق هدف تأمين التغطية الصحيّة الشاملة بحلول العام ٢٠٣٠.
وأضافت اعتدال التي تُلقّب بـ “ماما اعتدال" ما يلي: " بدأت عملي الطوعيّ الانسانيّ في الهلال الأحمر اليمني منذ العام ١٩٧٣ وأحببت مهنة التمريض ومساعدة الآخرين. ومن بين الأمور المؤلمة التي نختبرها في بعض الأحيان، هو أن نكون قادرين على القيام بعمليّة الإنقاذ ولكن أن نعجز عن ذلك نظرًا لضعف الإمكانات."
بدأت إعتدال حياتها المهنية كمتطوعة في #الهلال_الأحمر اليمني وهي الآن ممرضة وقابلة محترفة: "خبرتي الطويلة وقلبي الكبير دفعاني إلى العمل الإنساني."
"ماما إعتدال" كما يدعوها المرضى حاليًا، تحافظ على كرامة الأمهات والنساء في أصعب الأوقات. #اليمن@YemenCrescent pic.twitter.com/IkdUiWEGd4
— IFRC Middle East and North Africa (@IFRC_MENA) November 6, 2020
من جهتها، إنضمّت باسكال صوما من لبنان إلى اللّجنة الدوليّة للصليب الأحمر عام ٢٠١٨ ودرست لتصبح قابلةً قانونيّةً لأنّها تعتبر أنّ هذه المهنة هي من أسمى المهن.
وشدّدت باسكال على أنّ " العلاقة التي تبنيها القابلة القانونيّة مع الثنائي هي علاقة مميّزة للغاية، إذ إنها تشهد على أجمل وأقدس حدث في حياة الزوجين، أي ولادة طفلهما."
ولكن تعتبر باسكال أنّ المجتمع لا يقدّر عمل الممرضّين والممرّضات والقابلات القانونيّات، إذ أخبرتنا أنّها عندما كانت تُسأل عن اختصاصها وتُجيب مؤكّدةً أنّها قابلةً قانونيةّ، كان الجميع يعتبرها دايةً بشكل تلقائي. وأضافت باسكال قائلةً: " لا يعلم الناس أنّ القابلة القانونيّة هي أساس في القطاع الطبيّ".
باسكال، قابلة @ICRC_lb:
"إن جوهر عملنا هو إنقاذ حياة الآخرين."#القابلات يقللن من المعاناة ويحافظن على كرامة الأمهات والنساء في أصعب الأوقات: كالحروب والكوارث وعند تفشي الأمراض مثل #فيروس_كورونا #كوفيد١٩ pic.twitter.com/QLUgeGDNhV
— IFRC Middle East and North Africa (@IFRC_MENA) November 8, 2020
يضطّلع الممرّضون والممرّضات والقابلات بدورٍ حيويٍّ في مجال تقديم الخدمات الصحيّة ـ وغالبًا ما يكونون أوّل من يقدّم الرعاية الصحيّة إلى المرضى في مجتمعاتهم. بالفعل، لطالما عمل الممرّضون والممرّضات في حركة الصليب الأحمر والهلال الأحمر على خطوط الدفاع الأماميّة، خلال شتّى الحروب والكوارث الطبيعية وأثناء مكافحة الأمراض والاوبئة مثل الإيبولا والمتلازمة التنفسيّة الحادّة الوخيمة (السارس) وفيروسات كورونا وآخرها كوفيد - ١٩، ممّا يعرّض حياتهم للخطر.
نور إسماعيل ممرّضة مسجّلة في مستشفى القديس جاورجيوس الجامعي في بيروت ومتطوّعة في الصليب الأحمر اللبنانيّ وقد اختارت مهنة التمريض لأنّها لطالما كانت شغوفةً بها. وأخبرتنا نور أنّها: "تحبّ مساعدة الناس بطريقة أو بأخرى".
على صعيد آخر، سلّط انفجار مرفأ بيروت الضوء على حاجة المجتمع الملحّة إلى العاملين في القطاع الطبيّ. فخلال سردها لتجربتها الصادمة في أعقاب انفجار بيروت الذي وقع في ٤ أغسطس / آب ، كانت نور متأثّرة جدًّا وقالت: " إنّها المرّة الأولى التي أخوض فيها تجربةً مماثلةً والتجربة الأصعب كانت رؤية زميلتي في هذه الحالة"، علمًا أنّ نور قد فقدت صديقتها وزميلتها ميراي جرمانوس التي كانت تعمل معها في المستشفى وتوفيّت عند وقوع الانفجار.
كانت نور إسماعيل في عملها في المستشفى عندما وقع #انفجار_بيروت. وألقى بها الانفجار في الغرفة المجاورة، وتناثر الزجاج في كل مكان. إلا أنها، وبمجرد أن وقفت على قدميها، بدأت في مساعدة زملائها والمرضى. شكرًا لك يا نور على ما كل تفعلينه! @RedCrossLebanon pic.twitter.com/ikAUQAWNfg
— IFRC Middle East and North Africa (@IFRC_MENA) November 7, 2020
كلّ يوم، يعيش الممّرضون والممّرضات تجربة ًجديدةً غالبًا ما تمتزج في إطارها وتتداخل مجموعة من المشاعر الأساسيّة التي يختبرها المرء خلال حياته ألا وهي مشاعر الفرح والألم وخصوصًا المحبّة، وذلك سواء أكانوا يعملون في المستشفيات أو العيادات أو في الميدان.
محسن غالب مسؤول عن شؤون التمريض في الهلال الأحمر العراقي وهو يعمل في أحد المسشفيات في بلاده وقد اختار مهنة التمريض لأنّه يعتبرها رسالةً تسمح بصون حقوق الإنسان. وأخبرنا محسن عن إحدى تجاربه التي لا تُنسى والتي شهد خلالها على وفاة شاب كان يساعد والده في المستشفى، وقال: "لن أنسى هذا الموقف أبدًا! فقد تعافى الأب المريض في حين فارق ابنه الذي كان بصحّة جيّدة الحياة."
أمّا أفراء غنّوم، فهي ممرّضة في عيادة متنقّلة تابعة للهلال الأحمر العربي السوري وقد اختارت هذه المهنة منذ صغرها. وأخبرتنا أفراء قصّتها قائلةً: "كنّا نعيش في منطقةٍ نائيةٍ تقريبًا لا تتوافر فيها الخدمات الصحيّة. كنا نتعرّض إلى كثير من المواقف التي نتمنّى فيها وجود شخص يمتلك معلومات طبيّة لتقديم خدمات إسعافيّة بسيطة بإمكانها إنقاذ حياة شخص آخر".
عفراء من #الهلال_الأحمر العربي السوري: "اخترت مهنة التمريض في سن مبكرة جدًا. في مجتمعي، واجهنا العديد من المواقف الصعبة، حيث كنا نتمنى أن يزوّدنا أحد بالمعلومات الطبية التي يمكن أن تنقذ الأرواح."
والآن عفراء هي من تنقذ الأرواح.@SYRedCrescent #YearOfTheNurseAndMidwife pic.twitter.com/8296QnZEPc
— IFRC Middle East and North Africa (@IFRC_MENA) November 3, 2020
من الضروريّ إفساح المجال أمام العمل الإنساني للسماح لمتطوّعي الصليب الأحمر والهلال الأحمر وكلّ العاملين في المجال الصحّي بتخفيف المعاناة الإنسانية وتقديم الرعاية إلى المحتاجين من الفئات الأكثر ضعفًا والتي يصعب الوصول إليها.
يستحقّ جميع العاملين في المجال الصحيّ فائق الاحترام والتقدير، فهم يكرّسون حياتهم لإنقاذ الأرواح وتقديم الرعاية إلى المرضى. لذا، من غير المقبول منعهم عن الوصول إلى الناس الذين يحتاجون إلى الرعاية.
لقد كرّس الممرّضون والممرّضات والقابلات القانونيّات حياتهم لإنقاذ الآخرين وتقديم الرعاية لهم. علينا إذًا بدورنا أن نتعهّد بتكريمهم وحمايتهم واحترامهم وشكرهم في جميع الأوقات.
اليوم، يحتاج العاملون في مجال الرعاية الصحية إلى #تضامننا معهم وليس إلى #التمييز أو #الوصم ضدهم
دعونا نشكرهم وندعمهم كل يوم. من خلال ذلك، نساعد أنفسنا والآخرين على البقاء في أمان.
ترى ما الذي سيحدث إذا لم يكن لدينا العدد الكافي من #الممرضات والممرضين و#القابلات؟@iraqircs pic.twitter.com/9F7W9DvRAb
— IFRC Middle East and North Africa (@IFRC_MENA) November 5, 2020
هلا حمّود
مُنِح إلياس، لدى #الهلال_الأحمر اليمني، ميدالية فلورانس ناينتينغايل، وهي أعلى جائزة تُمنح للعاملين في قطاع التمريض والرعاية الصحية. شكرًا لك على عملك الرائع!
في منطقتنا، نحتاج الى #القابلات و#الممرضات والممريضين اليوم أكثر من أي وقت مضى. يجب أن يتكاتف الجميع لحمايتهم وتقديرهم pic.twitter.com/0aGddFZrx5
— IFRC Middle East and North Africa (@IFRC_MENA) November 4, 2020
The Disaster Law Programme: Ten years in the Pacific
Photo: Enia, pictured left, is registered at the first aid distribution following Cyclone Pam. Red Cross was the first organisation sanctioned by the Government of Vanuatu to begin relief distributions after a halt from the government due to an influx of uncoordinated international aid and assistance.The International Federation of Red Cross and Red Crescent Societies (IFRC) Disaster Law Programme has worked in the Pacific since 2010, starting with the review of Vanuatu’s legal and policy framework for disasters in partnership with the Government of Vanuatu and Vanuatu Red Cross.When Tropical Cyclone Pam tore through Vanuatu in 2014, shortly after the review was finalised, Vanuatu issued its first-ever request for international assistance, to which the response was beyond expectation, and the country was flooded with uncoordinated aid and assistance. Described as a ‘wakeup call’ by the Government of Vanuatu for international disaster law legal reform, it was a catalyst for Vanuatu and the rest of the Pacific.An IFRC disaster law advisor was quickly deployed to support the government with regulatory barriers arising from the response, and in the weeks, months and years that followed, the journey to review, reform and operationalise laws and policy relating to disaster management began in Vanuatu. Since then, IFRC’s Disaster Law Programme has reached across the Pacific Ocean to work in fifteen Pacific countries.Today, we near the completion of the review of Fiji’s National Disaster Management Act in partnership with the Government of Fiji and Fiji Red Cross. This is a significant piece of work that will support the national disaster risk management system to be proactive and focused on disaster risk reduction, a shift from a traditional reactive, response-based model. The review includes the adoption of a cluster system, establishment of subnational administration, regulation of international aid, the strengthened role of a disaster service liaison officer and legal facilities for recognised NGOs and humanitarian organisation. Consultations for the review have been with diverse groups from across Fiji, ensuring that no one is left behind in legislation and in the decision-making process.IFRC’s Disaster Law Programme in the Pacific brings technical experience and expertise, but equally important is the unique way in which we work – long term programming, support that is localised and contextualised and coordination that brings everyone together.For countries like Vanuatu, where significant disaster law reform has been carried out, humanitarian responses are coordinated, effective, and locally-led, with aid getting to those that need it most – a must for the number one ranked disaster risk country in the world.As the only international organisation mandated to provide disaster law technical advice, there is an increasing demand for our support and a widened scope that includes protection and inclusion, displacement, climate change, holistic support to governments on risk governance, and now, COVID-19.Pacific communities are at the frontline of disasters and climate change, and with the arrival of COVID-19 to their shores, supporting governments to have effective disaster laws and well-functioning disaster risk management systems in place which can respond to a multitude of hazards, is crucial for a humanitarian structure that can save lives. 15 Pacific countries working with the Disaster Law Programme 15 disaster law research projects 14 countries with disaster law Influenced or in the process of influencing 10 Pacific governments currently engaging in disaster law processes
"30 دقيقة مع طفلي": حملة مميّزة في بيت لحم
بيت لحم – تستمر حملة فرع جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في محافظة بيت لحم تحت اسم "30 دقيقة مع طفلي"، والتي أطلقها عند بداية اندلاع أزمة كوفيد-19، في جذب المزيد من أهالي بلدات وقرى المحافظة. ويرجع الفضل في إنجاز هذه الحملة الناجحة والمُحتَفى بها إلى مساهمة الكثيرين من متطوّعي فرع الجمعية، والبالغ عددهم 350 متطوّعاً، الذين انخرطوا في نشر المبادرة بحماسة والتزام.ولمعرفة كيفية نشوء فكرة هذه الحملة وهدفها الأساسي، قالت جوديث الصايج، المديرة الإدارية لفرع الجمعية: "ارتأينا مع بدايات كوفيد-19، وفي ظلّ الحجر المفروض على السكّان، أن نشكّل فريق دعم نفسي يستهدف فئة الأمهات أولاً، قبل أن نتوسّع به ليشمل الأطفال، كجزء من الخدمات التي تقدّمها الجمعية للناس أثناء هذه الظروف الصعبة". وأضافت الصايج: "في إطار هذه الحملة، طلبنا من الأمهات تصوير فيديوهات لأطفالهنّ وهم يمارسون أنشطة مختلفة، مثل الرسم، أو رواية القصة، أو إلقاء الشعر، وغيرها من الفعّاليات التي تجّسد إبداعهم وتتيح لهم التعبير عن مشاعرهم وانفعالاتهم".وبما أن العديد من الفيديوهات المصوّرة ضمن الحملة كشفت عن جوانب فنيّة وقدرات متنوّعة لدى الأطفال الموهوبين، قرر فرع الجمعية تنظيم مسابقة لاختيار أفضل 10 فيديوهات وتقديم جوائز لأصحاب الأعمال الفائزة. وذكرت الصايج أن لجنة تحكيم ستتولّى مسألة الاختيار. وليس من المستغرب اندماج صبيان وبنات بيت لحم في الفنّ المُعبِّر بما أن المدينة تتفاخر بوجود 10 متاحف فيها وما يزيد على 150 مركزاً ثقافياً ومنظمة غير حكومية.وتَدين حملة "30 دقيقة مع طفلي" بجزء أساسي من نتائجها الإيجابية للمتطوّعين. وقد سلّطت سلوى الزير، منسّقة العمل المجتمعي في فرع الجمعية، الضوء على الإسهام المؤثِّر لهؤلاء المتطوّعين: "لقد لعبوا دوراً رئيسياً في تنفيذ هذه الحملة. كما أن تفاعل المجتمعات المحلية كان مرتفعاً أيضاً. هكذا توسّع نطاق الحملة بسرعة كبيرة مع الأهالي الراغبين في عرض إبداعات أطفالهم". وشرحت الزير كيف نشعر بالمردود المعنوي للعطاء أثناء الأزمات: "لقد أثلج معدل التجاوب صدورنا، وأثبت قدرتنا على القيام بأمور عظيمة حتى في أحلك الظروف".في حديثه المُفصَّل عن هذه الحملة الممتازة كأحد المتطوّعين فيها، أوضح أحمد امطير، مسؤول الأنشطة في فرع الجمعية، أن "الواقع غير الاعتيادي الذي نعيش فيه قادنا إلى التركيز على مسألة الدعم النفسي في إطار مهام الجمعية ورسالتها الاجتماعية". وامتدح عمل المتطوّعين الرائع في الحملة شارحاً كيف شاركوا لإبقاء الأطفال على المسار الصحيح: "ساعَدوا الأطفال في صفوف التعليم الأساسي من الأول إلى الثالث في دراستهم بالاعتماد على حلول التعلّم عن بعد. وأتمَمنا ذلك بطريقة مليئة بالمرح، فحصل الأطفال على الهدايا كتحفيز للانضمام إلى هذه المبادرة". وعَزى امطير نجاح هذه الأنشطة إلى خيال وإبداع الأطفال بالإضافة إلى المشاركة الشعبية واسعة الانتشار من المجتمعات المحلية.خلال استجابتها لأزمة فيروس كوفيد-19، قامت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بكل المطلوب وتشعّبت في تقديم خدماتها ضمن ثلاث مجالات رئيسية: خدمات الإسعاف والطوارئ، والصحة والإغاثة، والدعم النفسي الاجتماعي. وقد وزّعت الجمعية طروداً غذائية على 12480 عائلة في الأرض الفلسطينية المحتلة، وتلقّى خدمات الإسعاف والطوارئ 1189 شخصاً في مراكز الرعاية الصحية الأوّلية، كما تمّ تفعيل 50 عضواً في مجال الدعم النفسي الاجتماعي للاستجابة لاحتياجات الناس عبر جلسات هاتفية. وتمّت زيارة كبار السنّ وأصحاب الأمراض المزمنة في منازلهم من قِبَل المتطوّعين.خلفية عامة: تأسست جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في ديسمبر/كانون الأول من العام 1968 كجمعية وطنية إنسانية تقدّم الخدمات في المجال الصحي، والإنساني، والاجتماعي للشعب الفلسطيني في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، وقطاع غزّة، ولبنان، وسوريا، ومصر، والعراق. وهي تتمتع بالعضوية الكاملة في الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر. وتقوم الجمعية بجهد إضافي لتوفير الخدمات الإنسانية، والصحية، والثقافية، والاجتماعية من خلال 4200 موظّف وشبكة تتألّف من 20 ألف متطوّع.
المكتب الإقليمي للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر قدّم خطته للشرق الأوسط وشمال إفريقيا
قدّم المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا التابع للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في الأسبوع الماضي في بيروت خطته التنفيذية الإقليمية للشركاء وأصحاب المصلحة، ودعاهم إلى مشاركة رؤاهم حول كيفية توحيد الجهود لتخفيف معاناة الناس في المنطقة.
وقال المدير الإقليمي للإتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا سيد هاشم: "يقع على عاتق المجتمع الدولي الإلتزام بالعمل كل يوم مع الجهات الفاعلة المحلية، حتى نعيد كرامة الأشخاص الأكثر ضعفًا، ونجلب الأمل لمستقبلهم. لدينا امتياز للعمل مع جمعياتنا الوطنية، الأقرب إلى أولئك الذين هم في أمس الحاجة إلينا، مما يمنحنا أفضل فرصة لإحداث فرق".
وقد تشارك المكتب الإقليمي للإتحاد الدولي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خلال هذا الحدث استراتيجية الإتحاد الدولي لعام 2030، المبنية على الإستراتيجية السابقة 2020، والتي سيبدأ تنفيذها بالكامل في عام 2021. ولا يزال التركيز على الأزمات، الصحة والقيم، والإدماج والمجتمعات المسالمة. أنّ الناس يتمّ وضعهم في قلب الإستراتيجية، وبما يتماشى مع مهمة الإتحاد الدولي، ولا سيما أولئك الأشخاص الذين يعانون من الضعف والتهميش.
إنّ الخطة الإقليمية للإتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تجعل خطة الإتحاد الدولي أقرب إلى الناس في المنطقة، وأكثر تكيّفًا مع احتياجاتهم.
"كل يوم، نشهد حالة إنسانية متدهورة على نطاق لم نشهده من قبل. هذا هو السبب في أننا الآن أكثر من أي وقت مضى، يجب أن نبقى على دراية لاحتياجات الناس، وهذا يعني أننا يجب أن نكون هناك طوال الوقت - قبل وقوع أزمة وأثناء الأزمة وبعدها "، يختم سيد هاشم.
أفغانستان: بعد مرور ثلاثة أشهر على زلزال هرات، هناك حاجة ملحّة للمأوى
بقلم مير عبد التواب رضوي ورايتشل بونيثا
دمرت الزلازل التي ضربت ولاية هرات بغرب أفغانستان في أكتوبر/تشرين الأول 2023 المنازل، وأودت بحياة الأشخاص في مدينة هرات، اضافة الى أكثر من 380 قرية جبلية.
ووجد الناجون أنفسهم بوجه واقع قاسٍ، يتّسم بالخسارة واليأس، مع اقتراب فصل الشتاء وتحول منازلهم إلى أكوام من الردم.
كانت العائلات تقوم برعاية قطعان صغيرة من الأغنام، إلا أنها تواجه الآن التحدي الهائل المتمثل في إعادة بناء حياتها وسبل عيشها. لكن حاجاتها الأكثر إلحاحًا هي توفير مأوى آمن ودافئ مع استمرار انخفاض درجات الحرارة.
"نحن بحاجة إلى المساعدة في إعادة بناء منازلنا"، يقول القرويون باستمرار لفرق الهلال الأحمر الأفغاني والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، التي تزور القرى وتقدم مجموعة واسعة من المساعدات.
هناك حاجة طارئة لمزيد من الدعم
يعمل الهلال الأحمر الأفغاني مع الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر معًا لمساعدة السكان على إعادة بناء منازلهم. وقد حشد الهلال الأحمر الأفغاني أكثر من 200 موظف ومتطوع، ليصل إلى أكثر من 112,000 شخص في 40 قرية من خلال توفير المأوى في حالات الطوارئ، والمستلزمات المنزلية، والغذاء والخدمات الصحية، والإمداد بالمياه، الإصحاح والنهوض بالنظافة.
وقد وصلت المساعدات الغذائية التي قدموها إلى أكثر من 7,300 أسرة، في حين تم تقديم مساعدات نقدية بقيمة تزيد عن 22,000 دولار أمريكي (1,568,000 أفغاني) إلى 410 أسر. وتم تقديم الخدمات الصحية، بما في ذلك الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي، إلى أكثر من 12,000 شخص، بدعم من الصليب الأحمر الدنماركي، والصليب الأحمر النرويجي، والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر.
في المرحلة الأولى بعد حدوث الزلازل، تم توزيع أكثر من 15,000 قطعة من مواد الإيواء الطارئة (قماش مشمع أو خيام)، بينما يعمل موظفو ومتطوعو فرق الصليب الأحمر والهلال الأحمر على مدار الساعة للتوصل إلى حلول مناسبة للمأوى الدائم. ومنذ ذلك الحين، يعمل مهندسو المآوي في مختلف المناطق، بحيث يقومون بتقييم الاحتياجات وتلبيتها.
وبالتعاون مع جمعية الهلال الأحمر الأفغاني، قام الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر بحشد دعم مالي إضافي لهيرات من خلال شبكته، ونداء الطوارئ المخصص للأزمة الإنسانية في أفغانستان. ولكن هناك حاجة إلى المزيد لضمان حصول الناس في ولاية هيرات على ما يحتاجون إليه للتأقلم مع ليالي البرد القارس.
الحَفر للبقاء دافئين
في إحدى القرى الواقعة على سفح الجبل، يكافح عبد القيوم لإعالة أربعة أطفال، من بينهم طفلان صغيران. وبما أن خيمتهم لم توفر لهم سوى القليل من الحماية ضد البرد القارس والرياح القوية، خاصة في الليل، فقد كان الأطفال يرتجفون كل ليلة.
ومع غياب خيارات أخرى، بدأ عبد القيوم العمل بلا كلل، وحَفر في الأرض في محاولة يائسة لخلق مساحة أكثر أمانًا، حيث يمكنه الاستقرار فيها مع أطفاله الى أن تمرّ الرياح العاصفة. في عيناه كان مزيجاً من الإصرار واليأس وهو يشرح محنة عائلته.
وفي هذه القرية، تعرّفت فرق الاتحاد الدولي أيضًا على مجموعة من الأمهات والجدّات اللاتي كن يحاولن نصب خيمة بأيديهن في البرد، ويأملن أن تصمد أمام رياح الليل العاتية.
مأوى متين
تعمل الفرق المتخصصة في مجال المأوى التابعة للهلال الأحمر الأفغاني، والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، بشكل عاجل مع المنظمات الإنسانية الأخرى للحصول على موافقة على تصميم لمأوى يمكن بناؤه محليًا وقادرًا على تحمل المزيد من الصدمات.
يقول أحد المتخصصين في مجال المآوي لدى الاتحاد الدولي، المتواجد في هيرات: "سوف نقوم بتضمين متطوعين من القرى، وبنّائين محليين من المدن، في دوراتنا التدريبية حول كيفية تركيب الدعامات المناسبة لجدران ملاجئهم الجديدة".
"كانت المنازل التي دُمرت في الزلزال كلها مبنية من الطين، وتم بناؤها يدوياً. لسوء الحظ، هذا هو سبب تحولهم إلى ركام بهذه السرعة.
"الآن نريد الحرص على أنهم يعرفون كيفية وضع الدعامات المعدنية أو حتى الخشبية في جدرانهم وأسطحهم حتى تتمكن منازلهم من تحمّل صدمات أكبر."
'املي الوحيد'
حاليًا، يحاول الناس البقاء متفائلين، حتى وهم يحزنون على ما فقدوه. تقول حليمة (ليس اسمها الحقيقي) البالغة من العمر 45 عامًا، إنها قادرة على الاستمتاع ببعض الدفء لفترة قصيرة عندما تقوم بالطهي في خيمتها كوسيلة للتدفئة. وهي تعترف بأنه ليس أمرًا آمنًا، ولكن ليس لديها خيار آخر.
كانت حليمة قد تبنّت طفلاً صغيراً من مجتمعها، بحيث لم يكن لديها أي أطفال. وتقول إن هذه إحدى الطرق العديدة التي يعتني بها الناس ببعضهم البعض في المجتمع.
للأسف، فقد ابنها بالتبني حياته في الزلزال.
وتقول بألم شديد: "لقد كان أملي الوحيد".
الفيضانات، الزلازل أو غيرها من الأزمات: للكوارث أثر مباشر على إمكانية الحصول على المياه النظيفة
للكوارث أشكال عديدة، مثل الزلازل، والفيضانات وغيرها؛ وفي خضمّ الدمار الناتج عنها، هناك دائمًا حاجة واحدة ملحّة ورئيسية: وهي الحصول على المياه النظيفة.واجه سكان المغرب وليبيا خطر انعدام الأمن المائي بعد أن ضرب زلزال بقوة 6.8 درجات المغرب في 8 سبتمبر/ايلول 2023، تلاه بعد يومين فيضانات مُدمّرة اجتاحت أجزاء من شرق ليبيا، ناجمة عن عاصفة دانيال.وفي أعقاب الكارثتين، أصبحت الإصابة بالجفاف تهديدًا، خاصةً بالنسبة للفئات الضعيفة، مثل الأطفال وكبار السن. ومع ذلك، فإن المخاطر امتدت إلى ما هو أبعد من العطش."إن المياه الملوّثة، الناتجة عن تعطّل البنية التحتية أو انتشار مياه الصرف الصحي، تصبح موئلاً للأمراض المنقولة بالمياه مثل الكوليرا والزحار،" تقول جميلة الدويهي، مسؤولة الإمداد بالمياه والاصحاح والنهوض بالنظافة في الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا."يمكن لهذه الأمراض أن تُرهق النظم الصحية المُنهكة بالفعل، مما يزيد من معاناة المجتمع."اختلال في التوازنتخلّ الكوارث بتوازن البنية التحتية للمياه، بحيث يمكن أن تؤدي الزلازل إلى تضرر الأنابيب وإتلاف محطات معالجة المياه، في حين يمكن للفيضانات أن تغمرها بالمياه؛ يؤدي ذلك الى انقطاع إمدادات المياه النظيفة، مما يُحدث تأثيرًا مضاعفًا، يؤثر على خدمات الصرف الصحي، والنظافة، وإمكانية إعداد الطعام بأمان.من دون المياه النظيفة، يكافح الناس لتلبية احتياجاتهم الأساسية، مثل الحفاظ على النظافة، مما يزيد من خطر الإصابة بالعدوى. وكثيراً ما تلجأ المجتمعات النازحة، التي تواجه انعدام المياه، إلى بدائل غير آمنة، مما يزيد من المخاطر على صحتها. ويمكن أن تؤدي ندرة او انعدام المياه أيضًا إلى تعطيل جهود التعافي، حيث يضطر الناس إلى البحث عن المياه، بدلاً من إعادة بناء حياتهم. الخبر السار هو أن توفير المياه النظيفة يشكل جزءًا من الاستجابة في أوقات الكوارث. وأضافت الدويهي: "في كل من المغرب وليبيا، كانت المياه جزءًا أساسيًا من جهود الإغاثة خلال المرحلة الأولية لحالتي الطوارئ". في العديد من المآوي المؤقتة، التي تم انشاؤها بعد مغادرة الناس منازلهم غير الآمنة، لم تكن المياه الصالحة للاستخدام ومياه الشرب متاحة، كما كانت تفتقر الناس إلى إمكانية الوصول إلى المراحيض ومرافق الصرف الصحي. إلى جانب الإسعافات الأولية، والمآوي، وغيرها من الإمدادات الحيوية، قام الهلال الأحمر المغربي والاتحاد الدولي والجمعيات الوطنية الشريكة بتسليم مستلزمات النظافة، وتركيب مرافق مؤقتة للمياه والصرف الصحي (المراحيض، والحمامات، ونقاط المياه والمحارق) للأشخاص الذين يعيشون في أماكن مؤقتة.وفي الوقت نفسه، في ليبيا، قام الهلال الأحمر الليبي، الى جانب الشركاء في حركة الصليب الأحمر والهلال الأحمر، بتلبية الاحتياجات الفورية من خلال توزيع أكثر من 240 ألف زجاجة مياه وحوالي 6,000 مجموعة من مستلزمات النظافة، من بين أشياء أخرى.ودعمت جمعيات وطنية أخرى هذه الجهود؛ على سبيل المثال، دعم الصليب الأحمر الألماني تركيب محطتين لمعالجة المياه، تم استبدالهما لاحقًا بأنظمة تنقية تستجيب بشكل أفضل للاحتياجات المتغيّرة. وتم حتى الآن تركيب خمس محطات لتحلية المياه، بالإضافة إلى صيانة آبار المياه الجوفية، من بين جهود أخرى.وتقول الدويهي إن التحدي الكبير في المرحلة المقبلة هو مساعدة المجتمعات على تطوير حلول مستدامة. "لقد قمنا بتوفير مياه الشرب النظيفة للسكان المتضررين، ولكن التحوّل التدريجي من مرحلة الطوارئ إلى مرحلة التعافي طويلة الأجل يعني أن هناك حاجة إلى حلول مستدامة، مثل إصلاح البنية التحتية المتضررة، لاستعادة الأمن المائي وتعزيز قدرة المجتمعات المحلّية على الوصول الى المياه النظيفة."إن الأمن المائي في حالات الكوارث ليس ترفًا، بل هو شريان حياة. ومن خلال إعطاء الأولوية للمياه النظيفة في الاستجابة للكوارث على المدى القصير والطويل، يمكننا إنقاذ الأرواح، ومنع تفشي الأمراض، وتمكين المجتمعات من إعادة البناء.--اذا تودون دعم شعبي المغرب وليبيا في طريقهما إلى التعافي، يمكنكم التبرع لنداءي الطوارئ: المغرب: زلزال وليبيا: العاصفة دانيال.
رقم قياسي جديد في منطقة دارين: يجب زيادة الدعم مع ارتفاع الهجرة
وفقًا لبيانات أصدرتها دائرة الهجرة الوطنية في بنما، عبر 127,168 مهاجرًا منتزه دارين الوطني بين يناير/كانون الثاني وأبريل/نيسان 2023، أي ما يعادل أكثر من 1000 شخص يوميًا.
رداً على هذا الإعلان، قالت فيرونيكا مارتينيز، رئيسة الاستجابة الإنسانية للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في دارين:
"إن عدد المهاجرين الذين يصلون إلى بنما عبر دارين يتزايد بشكل كبير. في الأسابيع القليلة الماضية، شهدنا وصول ما بين 2,000 إلى 3,000 شخص يوميًا، وهو رقم يُرهق نقاط الخدمات الإنسانية التي يقدم الصليب الأحمر من خلالها المساعدات".
"الغالبية يصلون في حالة مروعة وغير إنسانية؛ مصابون بالجفاف، ويعانون من ردود فعل تحسسية شديدة، ومضاعفات من الحمل أو الأمراض المزمنة. وكان العديد منهم ضحايا سوء المعاملة والعنف. ويقدم الصليب الأحمر لهم الإسعافات الأولية والرعاية الصحية الأساسية، والمياه. كما أنه يوفر المعلومات والاتصال بالإنترنت والإحالة إلى المؤسسات المتخصصة".
"لكن هذه الأرقام القياسية تؤدي أيضًا إلى إرهاق الخدمات الأساسية في المجتمعات التي تستضيف المهاجرين بعد رحلتهم عبر الغابة. وفي بايو تشيكيتو، يكون عدد المشاة أحيانًا أكبر بخمس مرات من عدد السكان المحليين، مما يضع عبء كبير على إمدادات المياه، على سبيل المثال. محطات معالجة المياه التي أقامها الصليب الأحمر هناك غير كافية".
"على الرغم من كل الجهود المبذولة لتلبية الاحتياجات المتزايدة، فإن المساعدة في دارين أصبحت غير كافية. يحتاج المهاجرون والمجتمعات المحلية والوكالات الإنسانية جميعًا إلى المساعدات الإنسانية لتنمو بشكل كبير. نحن بحاجة إلى مساعدة متواصلة يمكنها التكيف مع التغييرات، وتهدف إلى إنقاذ الأرواح وحماية الكرامة، مثل المساعدات التي قدمها الصليب الأحمر بفضل التمويل الإنساني والدعم المستمر من الاتحاد الأوروبي والتعاون الإسباني والجهات الفاعلة الأخرى*".
"إن موسم الأمطار والأعاصير الجديد يقترب، مما يجعل وصول الدعم في أقرب وقت ممكن أمراً ملحاً. من يونيو/حزيران إلى نوفمبر/تشرين الثاني، سيواجه المهاجرون على مسار الهجرة من بنما إلى المكسيك مخاطر إضافية تشمل الفيضانات والعواصف. يستعد الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر (IFRC) وشبكة الصليب الأحمر لمواجهة هذا السيناريو؛ لكن كما سبق أن حذروا في مارس الماضي، فنحن بحاجة إلى حلفاء. لا يزال تقديم المساعدات الإنسانية أمرًا ملحًا وهو جهد جماعي".
في أغسطس/آب 2022، أطلق الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر نداء طوارئ يطلب دعمًا دوليًا بقيمة 18 مليون فرنك سويسري (20.3 مليون دولار أمريكي) لتقديم المساعدة الإنسانية إلى 210,000 شخص على طول مسار الهجرة في أمريكا الوسطى والمكسيك. ومع ذلك، فإن المبلغ الذي تم جمعه حتى الآن يبلغ حوالي خمسة بالمائة من إجمالي المطلوب.
-
اضغطوا هنا للحصول على لقطات فيديو B-roll خالية من حقوق الطبع والنشر وصور من هذه الأزمة في غرفة أخبار الاتحاد الدولي.
* يشمل المساهمون الصليب الأحمر البريطاني، والصليب الأحمر السويدي، والصليب الأحمر الكندي، والصليب الأحمر الياباني، والصليب الأحمر في موناكو، والصليب الأحمر الهولندي، والصليب الأحمر السويسري، ومؤسسة سيمون بوليفار، واليونيسف.
السودان: "أصعب عام" بعد اندلاع الصراع
بعد مرور عام على اندلاع أعمال العنف في السودان، والذي أدى إلى مقتل آلاف الأشخاص ونزوح ما يصل إلى 8.6 مليون شخص، لا يزال متطوعو وموظفو جمعية الهلال الأحمر السوداني يعملون على مدار الساعة بموارد محدودة لتلبية الاحتياجات الإنسانية الهائلة. وجدان حسن أحمد متطوعة في جمعيتها الوطنية منذ 16 عاماً. وتصف الأشهر الـ 12 التي تلت يوم 15 أبريل/نيسان 2023، عندما استيقظ سكان العاصمة الخرطوم على أصوات إطلاق النار والانفجارات المرعبة، بأنها أصعب سنة في حياتها."القصص التي عشتها في بداية الحرب... عمليات إجلاء الأشخاص الذين شوهتهم شظايا القنابل، وقصص الآباء والأمهات الذين فقدوا أطفالهم، والأشخاص الذين فقدوا أسرهم بأكملها ... كل هذه القصص بقيت معي، ولا أستطيع أن أنساها."الدعم النفسي والاجتماعي وبالإضافة إلى المساعدة في إجلاء الأشخاص ونقلهم إلى بر الأمان بعيدًا عن القتال، تقدم وجدان وزملاؤها في الهلال الأحمر الدعم النفسي والاجتماعي الذي تشتد الحاجة إليه، فضلاً عن الغذاء والماء والمعلومات.وقد انفصلت العديد من العائلات بسبب حالة الذعر الناجمة عن أعمال العنف، وأدى النزوح داخل السودان وخارجه إلى دفع الناس بعيداً عن أحبائهم. ولا تزال خدمة إعادة الروابط العائلية التي يقدمها الهلال الأحمر السوداني تساعد النازحين على التواصل مع عائلاتهم، بالإضافة الى لم شملهم.وقالت وجدان: "نحن نعمل جاهدين من أجل لم شمل العائلات التي انفصلت عن أطفالها. بعضهم تتراوح أعمارهم بين السابعة والعاشرة، والبعض الآخر من أعمار مختلفة."العيادات الصحيةوتقوم فرق الهلال الأحمر السوداني أيضًا بتشغيل العيادات الصحية الثابتة والمتنقلة لمساعدة الأشخاص المعرضين للخطر في الحصول على الرعاية التي يحتاجون إليها أينما كانوا. وقد توقف ما يقدر بنحو 80 بالمائة من مرافق الرعاية الصحية في السودان عن العمل منذ بدء الأزمة، مما يشكل ضغطًا شديدًا على الخدمات الصحية المجتمعية الحالية التي يقدمها الهلال الأحمر.وباعتبارها منظمة محايدة، وغير متحيزة، وموثوقة، تضم آلاف المتطوعين المدربين وتتمتع بحضور دائم في المجتمعات المحلية في جميع الولايات الثماني عشرة، كانت جمعية الهلال الأحمر السوداني في طليعة الاستجابة خلال العام الماضي. وقد شارك حوالي 4000 متطوع بشكل مباشر في الاستجابة لحالات الطوارئ.كان الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر يعمل بشكل وثيق مع جمعية الهلال الأحمر السوداني، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، قبل فترة طويلة من بدء النزاع، وسيواصل القيام بذلك طالما ظل الناس في حاجة إلى المساعدة. كما قدمت العديد من الجمعيات الوطنية الشريكة للصليب الأحمر والهلال الأحمر الدعم والموارد والموظفين لتعزيز عمليات الاستجابة. وتشمل هذه الجمعيات الوطنية الدنمارك وألمانيا وهولندا والنرويج وقطر وإسبانيا والسويد وسويسرا وتركيا.نقص التمويلأطلق الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر نداء طوارئ لدعم جمعية الهلال الأحمر السوداني، على الرغم من أن هذا النداء لا يزال يعاني من نقص التمويل. كما تم إطلاق نداء إقليمي مخصص لحركة نزوح السكان، وذلك لمساعدة الجمعيات الوطنية في مصر وتشاد وجنوب السودان وجمهورية أفريقيا الوسطى وإثيوبيا وليبيا على دعم النازحين من السودان.كلا النداءين حاسمان في تقديم المساعدات والإغاثة للمتضررين من الأزمة المستمرة في السودان والمنطقة المحيطة بها. دعوة للعملويدعو الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، والهلال الأحمر السوداني، جميع الأطراف في السودان إلى التفكير في التحديات الإنسانية التي فرضها النزاع. وعلى الرغم من الدعم الذي تم حشده - حوالي 10 في المائة من إجمالي الدعم المطلوب - فلن يتمكن أي شيء من سد هذه الثغرات إذا لم تتم معالجة الأسباب الجذرية.وتدعو شبكة الصليب الأحمر والهلال الأحمر جميع الأطراف إلى العمل معًا من أجل الإنسانية ومن أجل الناس، بما في ذلك الأطفال، الذين يعانون بسبب هذا الصراع المستمر. وتدعو الناس في جميع أنحاء العالم إلى دعم نداءات الطوارئ التي ستساعدنا على ضمان قدرة المجتمعات والأسر المتضررة على التغلب على هذه الأزمة، التي تدخل الآن عامها الثاني.
بيان من أعضاء مجلس إدارة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر
نحن أعضاء مجلس إدارة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر (الاتحاد الدولي) نشعر بقلق شديد إزاء الخسائر البشرية المتصاعدة الناجمة عن العنف والنزاعات في شتى ربوع العالم. وإننا نناشد اليوم كل الأطراف بضمان سلامة العاملين في المجال الإنساني والمدنيين وحمايتهم وبالسماح للمنظمات الإنسانية بتوصيل المساعدات الأساسية دون عائق.وفي خضم الظروف العصيبة للغاية، ومنها النزاعات المسلحة والأزمات العالمية المنسية، كان عام2023 العام الذي سُجل فيه أكبر عدد من القتلى في صفوف العاملين في مجال المعونة الإنسانية على الإطلاق، إذ فقد خلاله أكثر من400 شخص أرواحهم. وشهدنا خلال الشهور الأربعة الأولى من عام2024مسارا قاتما استمر فيه قتل العاملين في مجال المعونة الإنسانية وهم يخدمونغيرهم.وخلال الأشهر الستة الماضية، فقدت الجمعيات الوطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر30 متطوعا وموظفا تفانوا في عملهم في الجزائر وإثيوبيا وإيران وإسرائيل وليبيا وفلسطين والسودان. وإننا لحزينون على فراقهم ونجل خدماتهم. فهم لم يكونوا زملاء وحسب، بل كانوا أفرادا من الأسرة وأصدقاء أحببناهم، وقد قُتلوا على نحو مأساوي وهم يحاولون مساعدة غيرهم. وهذا أمر لا نقبله بموجب القانون الدولي الإنساني ومبادئنا الأساسية ولا تقبله الإنسانية جمعاء.وفي هذا السياق نكرر نداءنا بتمكين متطوعي وموظفي الجمعيات الوطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر من إيصال المساعدات بأمان ودون عائق وإتاحة الحيز لهم لتقديم الخدمات الإنسانية وفقا لمبادئنا الأساسية المتمثلة في الحياد وعدم التحيز والاستقلال.وتنسحب ضرورة صون المدنيين على المؤسسات الحيوية، ومنها المستشفيات والمدارس والبنية التحتية الحاسمة. والزود عن هذه المؤسسات من الضرر واجب للحفاظ على الاستقرار وتقديم الخدمات الحاسمة الأهمية، وبث ضياء الأمل في أحلك ساعات الأزماتوالنزاعات.ويحتاج متطوعو وموظفو الجمعيات الوطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر إلى الأمان للاضطلاع بعملهم الذي ينقذ الأرواح، فهم يعملون بلا كلل أو ملل لتقديم المعونة والرعاية الطبية الحيويتين. وحمايتهم دون عائق أمر بالغ الأهمية.وإننا إذ نحزن على فقدان موظفينا المتفانين، نغتنم هذه اللحظة لنحمل التزامهم الراسخ نبراسا يشع بضياء المثل الإنسانية العليا. وإننا، نحن أعضاء مجلس إدارة الاتحاد الدولي، نوحد صفنا للحث على إيجاد حلول سياسية لصون المدنيين، وعلى ضمان حماية العاملين في مجال المعونة الإنسانية لشق طريق صوب السلام والاستقرار.