اجتمع الآلاف من أعضاء ومتطوعي شبكة الصليب الأحمر والهلال الأحمر في سولفرينو، إيطاليا، يوم السبت الموافق 22 يونيو/حزيران، في موكب مضاء بالمشاعل يُسمى "فياكولاتا"، والذي يتبع المسار الذي سلكه هنري دونان والممرضين المتطوعين المحليين أثناء استجابتهم لمعركة سولفرينو في شمال إيطاليا قبل 165 عامًا في مثل هذا اليوم.
وكانت تلك المعركة، والمعاناة التي شهدها دونان بين آلاف الجنود المصابين، هي التي ألهمت مهمته لإنشاء هيئة إنسانية محايدة، وغير متحيزة، من المتطوعين الذين يساعدون جميع الأشخاص الذين يعانون بسبب الصراع.
صورة: الصليب الأحمر الإيطالي
"متطوعون متحمسون ومخلصون"
بعد أن شهد العواقب المروعة لمعركة سولفرينو، ألهم دونان أيضًا لكتابة "تذكار سولفرينو"، ثم بدأ لاحقًا في عملية أدت إلى إنشاء اتفاقيات جنيف، وإنشاء الصليب الأحمر الدولي (ICRC) في عام 1863.
وكتب دونان: «أليس من الممكن، في وقت السلم والهدوء، تشكيل جمعيات إغاثة لتوفير الرعاية للجرحى في زمن الحرب، من قبل متطوعين متحمسين ومخلصين ومؤهلين؟»
صورة: الصليب الأحمر الإيطالي
أسبوع من الاحتفالات
تشمل الاحتفالات، التي تستمر لمدة أسبوع، متحدثين، وأكاديمية تعليمية، وبرامج ترفيهية، وفعاليات جماعية، وجولات مصحوبة بمرشدين، وتُختتم بـ فياكولاتا.
إن مسار فياكولاتا في بلدة كاستيليوني ديلي ستيفييري، يتتبع خطوات النساء في أعقاب المعركة، حيث قامن بنقل 600 جندي من سولفرينو إلى كنيسة قريبة في كاستيليوني ديلي ستيفييري.
وقام هنري دونان بإدارة هؤلاء النساء لتقديم الإسعافات الأولية والرعاية الصحية للعديد من الجرحى الذين تُركوا في ساحة المعركة. ولم يعيروا أي اهتمام لجنسية الجنود، وبالتالي وضعوا الأساس للعمل الإنساني المحايد وغير المتحيز.
يُقام الاحتفال بحركة الصليب الأحمر والهلال الأحمر في سولفرينو كل عام منذ عام 1992. وبالنسبة للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، والجمعيات الوطنية الأعضاء فيه البالغ عددها 191، تمثل هذه الذكرى وقتًا لإعادة إشعال شعلة الإنسانية، وإنعاش مهمتنا الإنسانية في مساعدة الآخرين، ونشكر 16 مليون متطوع في الصليب الأحمر والهلال الأحمر، الذين يكرّسون وقتهم ويعملون بشغف وغالبًا ما يخاطرون بحياتهم من أجل إنقاذ حياة الآخرين.