مهاجرة: فتاة وُلدت على الحدود بين أفغانستان وباكستان

Salima at Kandahar Takht-e-Pul Camp, Ansrki, 27 April 2025 – when baby Muhajira was 6 days old.

سليمة في مخيم تخته بول بولاية قندهار في 27 أبريل 2025 – عندما كانت الطفلة "مهاجرة" تبلغ من العمر 6 أيام.

صورة: سيد إسحاق مقبل / الاتحاد الدولي

سليمة* – أم لثلاثة أطفال وحامل بطفل آخر – كانت واحدة من مئات آلاف اللاجئين الأفغان الذين أُجبروا خلال الشهر الماضي على العودة من باكستان إلى وطنهم.

في رحلتها الشاقة التي استغرقت ستة أيام من كراتشي في باكستان إلى أفغانستان، أنجبت سليمة مولودتها في 21 أبريل وسط الفوضى عند الحدود بين أفغانستان وباكستان، حيث يعبر ما يصل إلى 6,000 شخص يوميًا في ظروف يائسة.

وتقول سليمة: "كانت تجربة مؤلمة للغاية. كنت ضعيفة جسديًا وأعاني من ارتفاع ضغط الدم، ولم يكن هناك أحد يمتلك التدريب المناسب لمساعدتي. لم يكن هناك أطباء، فقط بعض النساء المسنّات حاولن مساعدتي.

بعد الولادة، فقدت الوعي لمدة خمس ساعات. لا أعرف حتى ما الذي جعلني أستيقظ. عندما فتحت عيني، كانت طفلتي جائعة، لكن لم يكن لدي حليب لأرضعها لأنني لم أتناول وجبة طعام مناسبة منذ أيام. أعطيتها الشاي المحلى لتبقى على قيد الحياة. لم يكن لديها ملابس، فلففتها بقطعة قماش.

بعد يومين، وصلنا إلى مخيم تخته بول (مخيم أنزرغي) في ولاية قندهار. خلال ساعة، زوّدنا الهلال الأحمر الأفغاني بوجبة ساخنة وخيمة لإيواء أسرتنا. كما أجروا فحصًا صحيًا لابنتي ولقّحوها. ولأول مرة، استطعت أن أرتاح – ولو قليلاً – تحت سقف آمن."

وعن ابنتها حديثة الولادة، تقول سليمة:

"لم نقرر اسمًا لها بعد. وُلدت في وقت ومكان صعبين للغاية، ولم تتح لنا الفرصة للتفكير في تسميتها. لا تزال بلا اسم. أحيانًا، يناديها والدها بلطف بـ‘مهاجرة’ لأنها وُلدت في المنفى، بعيدًا عن وطننا."  

سليمة، أم أفغانية تبلغ من العمر 31 عامًا، تحتضن مولودتها الجديدة داخل خيمة على معبر سبين بولدك الحدودي بعد عودتها مؤخرًا من باكستان. يقوم الاتحاد الدولي، بالتعاون مع جمعية الهلال الأحمر الأفغاني، بتقديم الدعم لها ولأشخاص آخرين يواجهون ظروفًا مماثلة.

سليمة، أم أفغانية تبلغ من العمر 31 عامًا، تحتضن مولودتها الجديدة داخل خيمة على معبر سبين بولدك الحدودي بعد عودتها مؤخرًا من باكستان. يقوم الاتحاد الدولي، بالتعاون مع جمعية الهلال الأحمر الأفغاني، بتقديم الدعم لها ولأشخاص آخرين يواجهون ظروفًا مماثلة.

صورة: سيد إسحاق مقبل / الاتحاد الدولي

تعرب سليمة عن قلقها العميق بشأن مستقبل أسرتها:

"مستقبلنا غير واضح ومليء بالصعوبات. غادرنا أفغانستان بسبب انعدام الأمن والانهيار الاقتصادي. سمعت أن الوضع الآن أكثر استقرارًا، لكن لا توجد فرص عمل. لا نملك مدخرات ولا منزل – ولا أعلم كيف سنبدأ حياتنا من جديد. أملنا الوحيد هو في المنظمات الخيرية والمساعدات الإنسانية. ليس لدينا شيء آخر نعتمد عليه."

كما تشعر بالقلق الشديد حيال مستقبل أطفالها:

"أطفالي وُلدوا في باكستان وليس لديهم أي وثائق ثبوتية. لا أعرف كيف أو من أين أحصل على بطاقات هوية لهم. تأخر تعليمهم بشكل كبير، ولا أعرف كيف أُسجّلهم في المدارس هنا في أفغانستان. لا نملك مأوى في كابول أو بغلان. لا نعرف إلى أين نذهب أو كيف نلبي احتياجاتنا اليومية."

فرّت سليمة من أفغانستان في عام 2010 تقريبًا بسبب تدهور الأوضاع الأمنية:

"نحن في الأصل من ولاية بغلان، حيث وُلدت. في عامي 2010 و2011، تدهورت الأوضاع الأمنية بشكل كبير. فقدت أخي في انفجار عبوة ناسفة على جانب الطريق. وبسبب تدهور الأمن وسوء أوضاعنا الاقتصادية، قررت عائلتي وعائلة زوجي المغادرة. لم تكن هناك فرص عمل تُذكر في كابول. وكانت باكستان، كدولة مجاورة، الخيار الأنسب في ذلك الوقت."

وتتابع قائلةً: "عمل زوجي في ورشة لإصلاح السيارات وكان يتقاضى 15,000 روبية باكستانية شهريًا. كنا محاطين بأفراد العائلة، وكان لزوجي ووالده فرص عمل، وتمكّنا من بناء حياة معًا. كانت حياة مليئة بالصعوبات، لكننا تحملناها كأسرة واحدة."

ولمساندة الآلاف من العائدين إلى أفغانستان – مثل سليمة وعائلتها – خصص الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر (IFRC) مبلغ 750,000 فرنك سويسري من صندوق الطوارئ للاستجابة للكوارث (DREF) لدعم جمعية الهلال الأحمر الأفغاني (ARCS) في توفير المأوى والرعاية الصحية الطارئة والغذاء والماء – وهي من الموارد الأساسية التي أصبحت الآن نادرة.

كما أطلق الاتحاد الدولي نداء طوارئ يهدف إلى جمع 25 مليون فرنك سويسري لتقديم مساعدات منقذة للحياة خلال العامين المقبلين، تشمل دعم جهود التعافي والاندماج، من خلال أنشطة توليد الدخل، والتدريب المهني، وفرص العمل مقابل المال.

*تم تغيير الاسم لحماية هوية الشخص. 

أخبار ذات صلة

الهجرة: أب يكتب قصيدة حزينة بعد أن تحولت عملية إنقاذ ابنته إلى مأساة

الهجرة: أب يكتب قصيدة حزينة بعد أن تحولت عملية إنقاذ ابنته إلى مأساة

| مقال

أصداء من الغابة: قصص إنسانية غير مرئية من غابة دارين

أصداء من الغابة: قصص إنسانية غير مرئية من غابة دارين

| مقال

اليوم العالمي للاجئين: تجربة أوروبا في "الاستضافة الخاصة" للاجئين الأوكرانيين تقدم نموذجًا جديدًا لدعم الأشخاص الفارين من الصراع والعنف

اليوم العالمي للاجئين: تجربة أوروبا في "الاستضافة الخاصة" للاجئين الأوكرانيين تقدم نموذجًا جديدًا لدعم الأشخاص الفارين من الصراع والعنف

| مقال

اليوم العالمي للصليب الأحمر والهلال الأحمر: في التلال على طول الحدود، توفر لوبيتا المياه، والإسعافات الأولية وجرعة من الإنسانية

اليوم العالمي للصليب الأحمر والهلال الأحمر: في التلال على طول الحدود، توفر لوبيتا المياه، والإسعافات الأولية وجرعة من الإنسانية

| مقال
اطلع على مزيد من الأخبار