الهجرة: أب يكتب قصيدة حزينة بعد أن تحولت عملية إنقاذ ابنته إلى مأساة

Crewmembers from The Ocean Viking use small motorboats to rescue migrants from a boat in distress.

يستخدم أفراد طاقم سفينة "اوشن فايكينغ" قوارب صغيرة لإنقاذ المهاجرين من قارب بحالة خطر.

صورة: ماكس كافالاري / SOS MEDITERRANEE

"لم يحتمل قلبك الصغير". ولدت رهف، البالغة من العمر سبع سنوات، بمرض خطير في القلب، وتعرضت لسكتة قلبية بعد إنقاذها من قارب كان في حالة خطر.

"عَلَى شَاطِئِ الْمَوْتِ رَحَلْتِ.

لَمْ يَحْتَمِلْ قَلْبُكِ الصَّغِيرُ الَّذِي لَمْ يَنْضُجْ بَعْدُ.

اِمْتَلَأَ حُبًّا وَفَاضَ حَتَّى النِّهَايَةِ.

رَحَلْتِ يَا جَمِيلَةُ، يَا صَغِيرَةُ."

 

هذه هي الكلمات المؤلمة لأب حزين، كتبها في الساعات التي تلت إصابة ابنته البالغة من العمر سبع سنوات بسكتة قلبية، بعد وقت قصير من إنقاذها من قارب بحالة خطر في وسط البحر الأبيض المتوسط.  

كان اسمها رهف، وكان قد تم نقلها هي وعائلتها على متن سفينة البحث والإنقاذ "أوشن فايكينغ"، التي تديرها منظمة SOS MEDITERRANEE والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر.  

وبعد وقت قصير من عملية الإنقاذ، أصيبت رهف، التي كانت تعاني من مشاكل بالقلب، بسكتة قلبية. وبعد إجراء الإنعاش القلبي الرئوي لها، تم نقلها بطائرة مروحية إلى مستشفى في مالطا، إلا أنها لم تنجو من الرحلة وتوفيت في المروحية.  

بحسرة قلب، عبّر والدها عن ألمه بكلمات كتبها على ورقة. ثم طلب مشاركة هذه القصيدة وقصة ابنته مع العالم، تكريمًا لابنته، ولتسليط الضوء على الصعوبات التي يواجهها الأشخاص الذين يعبرون البحر الأبيض المتوسط.  

كانت الأسرة المكونة من أربعة أفراد من بين مجموعة من 92 مهاجراً تم إنقاذهم من قارب بحالة خطر في وسط البحر الأبيض المتوسط، بالقرب من مالطا. 

القصيدة التي كتبها الأب لابنته البالغة من العمر سبع سنوات، والتي توفيت بسبب مشكلة في القلب بعد وقت قصير من إنقاذها في البحر.

القصيدة التي كتبها الأب لابنته البالغة من العمر سبع سنوات، والتي توفيت بسبب مشكلة في القلب بعد وقت قصير من إنقاذها في البحر.

صورة: تشارلز ثييفين/ SOS MEDITERRANEE

اليكم القصيدة الكاملة:

 

"عَلَى شَاطِئِ الْمَوْتِ رَحَلْتِ.

لَمْ يَحْتَمِلْ قَلْبُكِ الصَّغِيرُ الَّذِي لَمْ يَنْضُجْ بَعْدُ.  

اِمْتَلَأَ حُبًّا وَفَاضَ حَتَّى النِّهَايَةِ.  

رَحَلْتِ يَا جَمِيلَةُ، يَا صَغِيرَةُ.  

صَوْتُكِ اللَّطِيفُ اخْتَفَى إِلَى الْأَبَدِ.  

تَرَكْتِ أَبًا وَأُمًّا وَأُخْتًا حَائِرِينَ، ضَائِعِينَ بَيْنَ بَحْرٍ وَسَمَاءٍ.  

كَيْفَ لِقَلْبِكِ الْجَمِيلِ أَنْ يُوَدِّعَ أَحِبَّتَهُ فَجْأَةً؟  

يَا مَنْ تَحَمَّلْتِ عِنَادَ السَّفَرِ وَصُعُوبَةَ الْأَمْوَاجِ.  

لِمَ كُلُّ هَذَا؟ لِلْحَيَاةِ الْكَرِيمَةِ.

نَعَمْ، نِلْتِهَا الْآنَ يَا رَهَفُ، أَنْتِ الْآنَ فِي النَّعِيمِ الْأَبَدِيِّ.  

فَلْتَرْقُدْ رُوحُكِ بِسَلَامٍ، حَبِيبَتِي."

 

بحر من المعاناة الإنسانية

من المؤسف أن وفاة رهف ليست حادثة معزولة، فالبحر الأبيض المتوسط هو أحد أخطر مسارات الهجرة في العالم. وقد فقد ما لا يقل عن 115 طفلاً حياتهم أثناء محاولتهم عبور البحر الأبيض المتوسط في عام 2024 وحده.

منذ عام 2014، غرق أكثر من 31,000 مهاجر أو اختفوا أثناء الرحلة الخطيرة عبر البحر الأبيض المتوسط.  

وراء كل رقم شخص: طفل، وأم، وأب، وأخت، يخاطرون بكل شيء بحثًا عن الأمان.

تمكّن الطاقم الطبي على متن سفينة "أوشن فايكنغ" من اسعاف الطفلة رهف قبل نقلها بطائرة مروحية إلى مستشفى في مالطا. ولكن لسوء الحظ، لم تنجو رهف في الرحلة.

تمكّن الطاقم الطبي على متن سفينة "أوشن فايكنغ" من اسعاف الطفلة رهف قبل نقلها بطائرة مروحية إلى مستشفى في مالطا. ولكن لسوء الحظ، لم تنجو رهف في الرحلة.

صورة: تشارلز ثييفين/ SOS MEDITERRANEE

للمساعدة في تجنب المزيد من القصص المأساوية والوفيات غير الضرورية، يظل الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر ملتزمًا بجهود الإنقاذ والعمل على متن سفينة "أوشن فايكينغ" لضمان حصول الأشخاص المفقودين والمنكوبين في البحر الأبيض المتوسط على الرعاية الحرجة المنقذة للحياة التي يحتاجون إليها، بالإضافة إلى الدعم النفسي لمساعدتهم على التعامل مع الضغوط التي مرّوا بها.  

بدعم من نداء طوارئ أطلق لدعم عملياته في البحر الأبيض المتوسط، يدير الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر ما يسميه "نقطة خدمات إنسانية" على متن سفينة "أوشن فايكينغ". تقدم هذه النقطة العديد من الخدمات الأساسية، بما في ذلك الرعاية الطبية، والدعم النفسي، وأنواع أخرى من الاستشارات لمساعدة المهاجرين على التكيف مع ما مروا به والاستعداد لما قد ينتظرهم عندما يصلون إلى ميناء أوروبي وتظهر تحديات جديدة. 

أخبار ذات صلة

أصداء من الغابة: قصص إنسانية غير مرئية من غابة دارين

أصداء من الغابة: قصص إنسانية غير مرئية من غابة دارين

| مقال

اليوم العالمي للاجئين: تجربة أوروبا في "الاستضافة الخاصة" للاجئين الأوكرانيين تقدم نموذجًا جديدًا لدعم الأشخاص الفارين من الصراع والعنف

اليوم العالمي للاجئين: تجربة أوروبا في "الاستضافة الخاصة" للاجئين الأوكرانيين تقدم نموذجًا جديدًا لدعم الأشخاص الفارين من الصراع والعنف

| مقال

اليوم العالمي للصليب الأحمر والهلال الأحمر: في التلال على طول الحدود، توفر لوبيتا المياه، والإسعافات الأولية وجرعة من الإنسانية

اليوم العالمي للصليب الأحمر والهلال الأحمر: في التلال على طول الحدود، توفر لوبيتا المياه، والإسعافات الأولية وجرعة من الإنسانية

| مقال

اليوم العالمي للصليب الأحمر والهلال الأحمر: الصليب الأحمر اللبناني يقدم الإغاثة ويجلب بصيص الأمل للمهاجرين الناجين من حوادث الغرق

اليوم العالمي للصليب الأحمر والهلال الأحمر: الصليب الأحمر اللبناني يقدم الإغاثة ويجلب بصيص الأمل للمهاجرين الناجين من حوادث الغرق

| مقال
اطلع على مزيد من الأخبار