تعميم على الجمعيات الوطنية - 8 مايو – الدور الأساسي للجهات الفاعلة المحلية في إنقاذ الأرواح
الزملاء الأفاضل،في هذه اللحظة بالتحديد، في موزامبيق، نقوم برعاية مجتمعات محلية في مناطق بات من الصعب بلوغها بعد أن اجتاحها الإعصار إيداي. وفي فنزويلا، نقوم بدعم المستشفيات والمرافق الصحية بتوفير المواد المنقذة للأرواح. وفي سورية، نبذل قصارى جهدنا لتلبية الاحتياجات المتزايدة في البلد. وفي جزر المحيط الهادئ والكاريبي، نقوم بتحضير المجتمعات المحلية على مواجهة الآثار الإنسانية لتغيّر المناخ. وفي إيطاليا واسبانيا، نقوم بتعزيز عملنا من أجل أشد الناس ضعفا كي نتمكن من مساعدة الجماعات التي تعيش على هامش المجتمع، بالإضافة إلى مواصلة أنشطتنا لصالح المهاجرين وإنقاذ الأرواح وصون الكرامة البشرية والعمل على إدماج المهاجرين. وفي أفغانستان، نقوم أيضا بتكثيف أنشطتنا لمساعدة السكان الذي يعانون من الجفاف والفيضانات.وليس ما سبق سوى أمثلة معدودة على ما تضطلع به جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر من أنشطة في كل أنحاد العالم. وبوسعي أن أواصل بتقديم ما لا يقل عن 191 مثالا من 191 جمعية وطنية في اتحادنا. وأود، بمناسبة اليوم العالمي للصليب الأحمر والهلال الأحمر، أن أشكر كافة متطوعينا وموظفينا الذين يعملون على مدار الساعة لبلوغ الأشخاص المحتاجين والتخفيف من معاناتهم. وأنتم تمثلون الشوط الأخير للمساعدة الإنسانية في كل أنحاء العالم، حيث تثبتون أن الجهات الفاعلة المحلية تلعب دورا أساسيا في إنقاذ الأرواح وتحضير المجتمعات المحلية، والعمل بسرعة أكبر في كل أزمة نمن الأزمات التي يواجهها العالم.نحن نواجه تحديات إنسانية لم يسبق لها مثيل. فباتت الأزمات تتفاقم وتتحول إلى أزمات مطوّلة تستمر لعدة سنوات في أغلب الأحيان. وتعّرض الكوارث الطبيعية وتغيّر المناخ ملايين الناس للخطر مؤدية أيضا إلى تنقلات جديدة للسكان. وأصبح الجفاف والمجاعة يصيبان أعداداً متزايدة من البلدان والمجتمعات المحلية. وفي مناطق الحرب، نادرا ما تُحترم قواعد الحرب، فيقع المدنيون فريسة النزاعات وتستخدمهم الأطراف المتحاربة كأداة حرب، ويُستهدف المتطوعون والموظفون. واليوم أود أن أُحيي ذكرى جميع المتطوعين والموظفين الذين قتلوا وهم يؤدون واجبهم، فلن ننساكم وستظلون معنا وتلهمون أعمالنا وأنشطتنا كل يوم. وسأواصل الدعوة في كل مكان، وفي كل مؤتمر، وفي كل اجتماع إلى ضمان سلامة مَن يعملون معنا في الميدان، والتأكيد مجددا على وجوب عدم استهدافنا، فالهجوم على العاملين الإنسانيين اعتداءٌ على البشرية جمعاء، وعلى مجتمعات محلية ضعيفة بأكملها ويُعد جريمة حرب.إذا استمعنا إلى الأخبار ورأينا المشاهد الحالية، فسيغمرنا جميعا شعور بالإحباط. ولدينا جميعا، كأفراد، قصصنا الشخصية الخاصة، وخلفياتنا، وتجاربنا، وحياتنا المهنية والشخصية، ولكننا نجتمع مع ذلك كجهات فاعلة إنسانية ملتزمة بالمبادئ الإنسانية تعمل لخدمة الإنسانية. ولذا، علينا أن نظل متفائلين وأن نحتفظ بالأمل، وأن نواصل خدمة البشرية، حيث أن البشرية بحاجة ماسة إلى أسرة الصليب الأحمر والهلال الأحمر.ولهذا السبب أيضا، علينا أن ندعو إلى حماية الناس الذين يمرون بأصعب الظروف وصون كرامتهم، وإلى التأثير دون التأثُّر، وتشخيص مواطِن الضعف التي قد تؤثر في مجتمعاتنا المحلية.وأود أخيرا أن أشكركم جميعا من جديد. وبوصفي متطوعاً، أود التعبير عن عميق فخري وشرفي الكبير بتمثيل أسرة الصليب الأحمر والهلال الأحمر ومتطوعيها البالغ عددهم 14 مليون متطوع، والانتماء إلى هذه الأسرة.فشكرا على دعمكم اليومي للإنسانية وللمساهمة في تحسين وضع العالم.وتفضلوا بقبول فائق التقدير والاحترامفرانشيسكو روكا
الشراكة البرامجية ستقوم بإشراك المزيد من المجتمعات في العام المقبل
إن الشراكة العالمية، التي تهدف إلى تعزيز القدرة على الصمود واعطاء المسؤولية لبعض المجتمعات الأكثر ضعفًا في العالم، ستستمر في عامها الثاني بعد قرار المديرية العامة للحماية المدنية وعمليات المساعدة الإنسانية التابعة للمفوضية الأوروبية (DG ECHO) والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في أوائل صيف 2023.
من خلال الشراكة البرامجية، سيموّل الاتحاد الأوروبي مجموعة من المشاريع المبتكرة طوال عام 2024، والتي تركّز بشكل خاص على العمل المحلّي للتأهب للأزمات الإنسانية والصحية، والاستجابة لها.
ومع تزايد الأوبئة، وحركة نزوح السكان، وآثار تغيّر المناخ، تعتبر هذه الأنواع من الشراكات ضرورية لتعزيز العمل الاستباقي بقيادة محلّية، والاستجابة للكوارث عند الضرورة.
وقال مروان الجيلاني، المدير العام لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني: "إن تحقيق محلّية العمل الإنساني ينطوي على اعطاء المسؤولية للمجتمعات المحلّية، منذ لحظة تحديد الاحتياجات المتوافقة مع الأولويات والاستراتيجيات، وصولاً إلى اتخاذ القرارات والتنفيذ".
وقد تمكنت الشراكة من الوصول إلى أكثر من ثمانية ملايين شخص حتى الآن، مما ساعد المجتمعات على الحد من المخاطر، والاستجابة بسرعة للأزمات المفاجئة. ومع زيادة قدرها 70 مليون يورو في العام الثاني، تبلغ قيمة الشراكة أكثر من 134 مليون يورو وستكون قادرة على الوصول إلى عدد أكبر بكثير من الأشخاص مقارنة بالعام الأول. يتم تنفيذ كافة أعمال الاتحاد الدولي من خلال التعاون الوثيق مع الجمعيات الوطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، والمجتمعات المحلّية، وشبكات المتطوعين.
وقالت نينا ستويليكوفيتش، وكيلة الأمين العام للعلاقات الدولية والدبلوماسية والرقمنة: "إن الاحتياجات الإنسانية آخذة في التزايد، وإذا أردنا إعداد المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود، فعلينا أن نوحّد جهودنا مع جمعياتنا الوطنية ومؤسساتنا العامة؛ عندها فقط يمكننا أن نكون أكثر فعالية وكفاءة. وهذا البرنامج هو أفضل مثال لدينا على التمويل طويل الأجل ومتعدد البلدان، وهو مصدر إلهام للشراكات المستقبلية."
تركز الشراكة على خمسة مجالات رئيسية:
التأهب للكوارث والاستجابة لها: إعداد المجتمعات، والجمعيات الوطنية، ومؤسسات إدارة مخاطر الكوارث للتنبؤ والاستجابة والتعافي بشكل فعال من تأثير الصدمات والمخاطر المتطورة والمتعددة.
التأهب والاستجابة للأوبئة والجوائح: دعم المجتمعات لمنع تفشي الأمراض واكتشافها والاستجابة لها.
دعم النازحين: تقديم الاحتياجات الإنسانية الأساسية للنازحين.
المساعدات النقدية: إن أفضل طريقة لمساعدة الأشخاص غالبًا ما تكون اعطاءهم مساعدات نقدية للاستثمار محليًا، حسب اختيارهم. إنّها تضمن للناس الحرية والكرامة والاستقلالية لتقرير طريقة تعافيهم.
الإبلاغ عن المخاطر، والمشاركة المجتمعية، والمساءلة: إن الأشخاص الذين ندعمهم من خلال الشراكة البرامجية هم شركاء في عملنا. نستمع إليهم بعناية، ونتصرف بناءً على آرائهم واحتياجاتهم.
وتشارك 12 جمعية وطنية للصليب الأحمر في دول من الاتحاد الأوروبي في تنفيذ الشراكة البرامجية في 24 دولة حول العالم. فيما يلي بعض الأمثلة على أنشطة الشراكة:
بعد الحرائق التي اندلعت في كوكس بازار في بنغلاديش، وهو أكبر مخيم للاجئين في العالم، قدم الهلال الأحمر البنغلاديشي والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر دعمًا فوريًا للعائلات التي فقدت منازلها، وزودوها بالفرش والبطانيات والمصابيح. كما قاموا ببناء 500 مأوى في المخيم رقم 11. وتم تجميع التمويل بمساعدة صندوق الطوارئ للاستجابة للكوارث (DREF) من أجل ضمان استجابة شاملة للحريق. خصصت الشراكة البرامجية أكثر من 300 ألف يورو للاستجابة لهذه الكارثة، ودعم 2500 شخص من خلال هذا التدخل الطارئ.
استجاب الصليب الأحمر التشادي على الفور لأزمة السودان، حيث قدم الدعم الأساسي للأشخاص الفارين من النزاع والعابرين للحدود إلى شرق تشاد. إن مرونة آلية التمويل الخاصة بالبرنامج أتاحت تقديم هذا الدعم الأساسي وفي الوقت المناسب. تم تخصيص أكثر من 260 ألف يورو للأزمة هذه، والوصول إلى 5,883 شخصًا.
بعد أن تعرضت الإكوادور للعديد من الكوارث المتزامنة - الفيضانات، والانهيارات الأرضية، وانهيار المباني، وعواصف البَرَد، والزلازل - تمكن الصليب الأحمر الإكوادوري من مساعدة السكان المتضررين من خلال توفير المأوى، وأدوات الطبخ، ومستلزمات النظافة والتنظيف، بالإضافة إلى الناموسيات، والبطانيات، والمياه الصالحة للشرب. تم تخصيص أكثر من 250 ألف يورو للأزمة هذه وتم الوصول إلى 13,020 شخصًا.
تم تدريب المتطوعين في جميع أنحاء جمهورية الكونغو الديمقراطية، وهندوراس، وغواتيمالا، والسلفادور، وبنما على استخدام أداة Nexus للتقييم البيئي (NEAT+)، لتقييم المخاطر، والاحتياجات ما بعد الكوارث، بشكل أفضل.
وفي غواتيمالا، تم تدريب المتطوعين على استخدام الطائرات بدون طيار في "المسح التصويري" - وهي الطريقة الحديثة للحصول على معلومات موثوقة حول البيئة المحيطة من خلال عملية تسجيل الصور الفوتوغرافية وقياسها وتفسيرها. لقد أدى التدريب إلى تحسين قدرة المتطوعين بشكل كبير على تقييم المخاطر والاستعداد لها.
في السودان، سلامة المتطوعين تعتبر أمرًا بالغ الأهمية لمعالجة الأزمة الناتجة عن النزاع وتغير المناخ
بقلم ريتا نياغا، مسؤولة تواصل في الاتحاد الدولي
في الصباح الباكر من يوم السبت 15 أبريل/نيسان 2023، استيقظت مدينة الخرطوم على أصوات إطلاق نار وانفجارات. فرّ ما يصل إلى مليوني شخص من المدينة وأصبحوا نازحين، إما داخل السودان أو في البلدان المجاورة.
مع دخول النزاع في السودان شهره السابع، تواصل جمعية الهلال الأحمر السوداني دعم العديد من المتضررين من القتال، وذلك من خلال شبكة تضم أكثر من 2000 متطوع في 18 فرعًا منتشرًا في جميع أنحاء البلاد.
قبل اندلاع الصراع، كان الوضع الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والأمني في السودان متوتراً للغاية بالفعل، مما أثر على عمل المتطوعين بشكل مباشر وغير مباشر. ومع بداية الصراع، أصبحت الجهود المبذولة للحفاظ على سلامتهم وأمنهم، ولإبقائهم محفزين، أكثر أهمية من أي وقت مضى.
تقول نجاة فرح خيري، منسقة التطوع المحلّي لجمعية الهلال الأحمر السوداني: "السلامة هي مسألة حياة أو موت. لذلك، يعد ضمان سلامة وأمن الموظفين والمتطوعين أحد أهم أولويات جمعية الهلال الأحمر السوداني."
وتضيف نجاة: "لحسن الحظ، قبل اندلاع الحرب في أبريل/نيسان 2023، نُظمت ثلاث دورات تدريبية حضرها أكثر من مائة متطوع، جددوا خلالها معلوماتهم حول السلامة والأمن. وقد أدى ذلك إلى تمكنهم من ممارسة عملهم والبقاء بأمان في الخطوط الأمامية للأزمات، ومواصلة تقديم الدعم الإنساني. "
هذه هي بعض الأسباب التي جعلت سلامة وأمن المتطوعين أحد المجالات المواضيعية الاثني عشر لعملية التحول لجمعية الهلال الأحمر السوداني. وحضر التدريب، الذي أجري في مايو/ايار 2022 بدعم من الصليب الأحمر السويدي، 111 متطوعًا من كافة الولايات.
هدفت هذه الدورة التدريبية أيضًا إلى تحسين الجودة وضمان المساءلة في جميع جوانب عمل جمعية الهلال الأحمر السوداني مع المتطوعين، وتعزيز قدرتها على حشد وتوظيف وحماية وتطوير شبكة المتطوعين لديها.
بعد مرور ستة أشهر، يستمر العمل من دون أموال كافية
بالتالي، فإن الدروس المستفادة من هذا التدريب كانت موضع التنفيذ عندما بدأ القتال. وفي الوقت نفسه، وبعد مرور ما يزيد قليلاً عن ستة أشهر من النزاع، يواصل متطوعو جمعية الهلال الأحمر السوداني العمل لتخفيف محنة الأشخاص المتأثرين بالنزاع. العديد من السكان الذين بقوا في الخرطوم ولم يتمكنوا من مغادرة البلاد، أصبحوا الآن محبوسين لمدة أشهر وسط الوضع المتدهور، ويعانون من انخفاض كبير في السلع، والخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية، والطاقة، والمياه والغذاء. بالنسبة لأولئك الذين يفكرون في المغادرة، فيجب عليهم في بعض الأحيان أن يختاروا ما إذا كانوا سيتركون كبار السن خلفهم أو يبقون معهم.
ويتضرر الناس أيضًا من آثار الأنماط المناخية المتقلبة التي تؤثر أيضًا على أجزاء كثيرة من أفريقيا، مما يؤدي إلى انعدام الأمن الغذائي على نطاق واسع، والجفاف، والفيضانات.
واستجابة لذلك، أطلق الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر نداءين لتقديم الدعم للأشخاص الذين يعيشون الآن في أوضاع هشة للغاية.
• نداء طوارئ لجمع 60 مليون فرنك سويسري لدعم جمعية الهلال الأحمر السوداني في توسيع نطاق أنشطتها المنقذة للحياة داخل البلاد.
• نداء طوارئ إقليمي لجمع 42 مليون فرنك سويسري لدعم الاستجابة الإنسانية في البلدان المجاورة، بما في ذلك مصر وتشاد وجنوب السودان وجمهورية أفريقيا الوسطى وإثيوبيا وليبيا.
وفي الوقت الحالي، يعاني النداءان من نقصٍ حاد في التمويل، بحيث تم تمويلهما بنسبة تسعة وثمانية في المائة فقط على التوالي. تعتبر الأموال ضرورية للسماح للمتطوعين، الذين باتوا يتمتعون بخبرة جيدة في العمل في هذه البيئة الصعبة، بتنفيذ عملهم الأساسي لدعم المجتمعات.
يقول نجاة: "تدرك جمعية الهلال الأحمر السوداني أهمية العمل التطوعي، وتقدّره، وتعلم أنه وسيلة لدعم أفراد المجتمع، كما أنه وسيلة لتقديم الدعم والعمل في الخطوط الأمامية أثناء حالات الطوارئ. في جمعية الهلال الأحمر السوداني، نحن نقدّر جميع المتطوعين لمساهماتهم الفردية وحماسهم والتزامهم، وكذلك للخبرة والمهارات التي يجلبونها".
بيان الاتحاد الدولي بشأن أمر إخلاء مستشفى القدس في غزة
نشعر بقلق شديد إزاء أمر الإخلاء الذي تلقته فرق جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في مستشفى القدس هذا الصباح. المستشفيات هي أماكن لتقديم المساعدة والملجأ؛ ويجب حمايتها مهما كان الثمن.
يقدم مستشفى القدس التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في مدينة غزة الرعاية لمئات الجرحى والمرضى المحتاجين الى رعاية طويلة الأجل. إن إجلاء المرضى، بما في ذلك أولئك الموجودين في العناية المركّزة، وأولئك الذين يعتمدون على أجهزة الإنعاش، والأطفال في الحاضنات، أمر شبه مستحيل، إن لم يكن مستحيل نهائياً، في الوضع الحالي. كما أبلغت فرقنا عن وقوع هجمات عنيفة وقصف بالقرب من المستشفى، مما يزيد من تعرض حياة الناس للخطر. تقوم جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بإدارة وتشغيل مستشفى القدس، والجمعية هي عضو في الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، وتحظى، إلى جانب البعثات والمرافق الطبية الأخرى، بالحماية بموجب القانونالدولي الإنساني .
إننا نشعر بقلق بالغ بشأن سلامة المرضى والعاملين في مجال الرعاية الصحية والآلاف الذين لجأوا إلى مستشفى القدس. لا ينبغي أبدًا وضع العاملين في مجال الرعاية الصحية أمام المعضلة المستحيلة: إما ترك المرضى خلفهم أو المخاطرة بحياتهم عبر البقاء في المستشفى.
وفي الأسابيع الماضية، طالبنا مراراً وتكراراً بحماية المدنيين والمستشفيات والعاملين في مجال الرعاية الصحية. وهذا ليس مجرد التزام أخلاقي، بل هو أيضاً ضرورة قانونية.
نحث الجميع على ممارسة ضبط النفس والوفاء بالتزاماتهم بموجب القانونالدولي الإنساني. هناك حاجة ضرورية لخفض التصعيد من أجل إنقاذ الأرواح، وضمان عمل المستشفيات بأمان، والسماح بالدخول المتواصل، ومن دون عوائق، للمساعدات الإنسانية الحيوية إلى غزة.
لا يمكننا أن نشدد على هذه الأمور بما فيه الكفاية. يجب حماية المدنيين. يجب حماية المستشفيات، والأطباء، والممرضات. يجب علينا احترام الإنسانية.
الأمل في خضم موجات الحرّ: متطوعون يساعدون جيرانهم خلال موجات الحرّ الشديد في بنغلاديش
بينما يضرب لهيب الشمس بلا رحمة حي باجاكاجلا الفقير في مدينة راجشاهي، بنغلاديش، تتذكر فاطمة خاتون بوضوح طفولتها عندما كان الطقس مختلفًا، وكانت الحياة أكثر راحة.
وتقول: "عندما كنت في المدرسة الابتدائية، لم تكن درجة الحرارة مرتفعة للغاية، وكنا نعيش حياة جيدة. كنا نجلس على ضفاف النهر وكان الطقس مختلفاً. هطلت الأمطار بشكل متكرر. كانت درجة الحرارة منخفضة."
إن الأمطار المتكررة وانخفاض درجات الحرارة جعلت من اللعب على ضفاف النهر هواية ممتعة. ولكن مع مرور الوقت، أصبح كل صيف أكثر سخونة ولا يطاق أكثر من الذي سبقه.
تقول فاطمة البالغة من العمر 19 عاماً، والتي تعيش مع أسرتها في منزل صغير: "يتراوح متوسط درجة الحرارة الآن بين 42 و43 درجة مئوية. في بعض الأحيان ترتفع درجة الحرارة إلى 45 درجة مئوية. بسبب ارتفاع درجة الحرارة أواجه مشاكل في عيني. لا أستطيع القراءة بشكل صحيح."
موجات الحر قاسية بشكل خاص على كبار السن. تقول شوهور بانو بيوا، جدة فاطمة البالغة من العمر 75 عاماً، والتي تشعر بتأثير موجة الحر بشدة وتواجه مشاكل قي النوم ليلاً: "لم يسبق لي أن رأيت هذا النوع من موجات الحر. عندما ترتفع درجة الحرارة، أجلس على ضفاف النهر."
تعاني العديد من العائلات، مثل عائلة فاطمة، من الحكّة والطفح الجلدي والأمراض الأخرى المرتبطة بالحرّ. وغالباً ما يفتقرون إلى الموارد اللازمة للتعامل مع العواقب الصحية.
تقول فاطمة: ”الناس في منطقتنا فقراء. معظمهم يعملون كمدبري منازل. ويواجهون العديد من المشاكل في إعالة أسرهم وتربية الأطفال. إنهم لا يستطيعون توفير التعليم والغذاء والملابس بسبب الفقر."
أسطح القصدير الساخنة
تضيف سايما خاتون بيثي، وهي متطوعة في جمعية الهلال الأحمر البنغلاديشي في راجشاهي، أن المنازل معرضة بشكل خاص للحرّ.
تقول صايمة، التي أصبحت متطوعة الى جانب فاطمة بعد حصولها على تدريب على الإسعافات الأولية من جمعية الهلال الأحمر البنغلاديشي: "أولئك الذين يعيشون في الأحياء الفقيرة منازلهم مصنوعة من معدن القصدير. القصدير يمتص المزيد من الحرّ. لقد أصبحت الحرارة لا تطاق بالنسبة للأطفال وكبار السن والنساء الحوامل."
لمساعدة الأشخاص الذين يعيشون في مثل هذه الأوضاع المأساوية في أجزاء من مدينة راجشاهي، تهدف جمعية الهلال الأحمر البنغلاديشي إلى حماية السكان من الآثار الضارة لموجات الحرّ من خلال مشروع يموله الاتحاد الأوروبي، بالتعاون مع الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، وجمعية الهلال الأحمر البنغلاديشي والصليب الأحمر الألماني، والصليب الأحمر الدنماركي.
تقول فاطمة: "لقد أبلغنا الهلال الأحمر البنغلاديشي بأشياء كثيرة من خلال الإعلانات والبرامج الإذاعية. لقد علمونا كيفية مساعدة شخص ما إذا فقد وعيه بسبب موجة الحرّ. لقد استمعت إلى المعلومات التي قدمتها جمعية الهلال الأحمر البنغلاديشي عبر الراديو. أشارك المعلومات مع الجميع."
مراكز التبريد
شدّد أبو محمد الزبير، المسؤول الميداني في جمعية الهلال الأحمر البنغلاديشي، على أهمية التوعية العامة. وقام فريقه بتوفير مراكز تبريد ومرافق طبية، وأطلق برامج توعية لتعليم أفراد المجتمع كيفية الحفاظ على صحتهم أثناء موجات الحرّ. وقام برنامج إذاعي محلّي بتوصيل هذه الرسائل إلى المدينة بأكملها.
وبفضل الجهود المشتركة لأشخاص مثل فاطمة بيثي ومنظمات مثل جمعية الهلال الأحمر، بدأت الأمراض والوفيات المرتبطة بالحرّ في الانخفاض. وعلى الرغم من أن الحرارة كانت شديدة، إلا أن الناس يتعلمون كيفية التعامل معها، ودعم ورعاية بعضهم البعض.
الحد من مخاطر الأمراض المنقولة بالمياه يؤتي ثماره في المناطق الريفية في كينيا
في العامين الماضيين، شهدت قرى مثل تشيبلوا في مقاطعة بوميت بجنوب غرب البلاد زيادة كبيرة في أمراض مثل الكوليرا والتهاب الكبد الوبائي - وهما مرضان ناجمان عن استهلاك المياه الملوثة.
ولضمان الحماية الشاملة لمصادر المياه، قام الصليب الأحمر الكيني والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر بتثقيف المجتمعات حول التدابير التي يمكن اتخاذها لحماية الينابيع الطبيعية من التلوث ومن ثم ضمان بقائها نظيفة.
تعتبر الينابيع المصدر الرئيسي للمياه في هذه المنطقة، ولكن من الشائع أن يتم اصطحاب الحيوانات إلى الينابيع للشرب. وفي الوقت نفسه، يأتي السكان أيضًا إلى النبع ويأخذون نفس المياه للاستخدام المنزلي.
وتَعتقد شيبيت، وهي عاملة في مجال الصحة المجتمعية تدربت على يد الصليب الأحمر الكيني، أن نقص الينابيع في القرى المجاورة أدى إلى تسريع زيادة حالات الكوليرا. وفي الأشهر السابقة، شهدت تلك القرى أيضًا تفشي التهاب الكبد الوبائي B.
حملة فحص واسع النطاق
وقالت شيبيت: "في وقت الفحص وتوعية المجتمعات حول كوفيد-19، وحول أهمية التلقيح، تم تشخيص إصابة بعض الأشخاص بالتهاب الكبد الوبائي B. أبلغنا وزارة الصحة بهذا الأمر، وبدورها دعت إلى تنفيذ حملة فحص واسع النطاق".
وشملت هذه الحملة فحوصات على مستوى المجتمع المحلي لفيروس الكبد الوبائي B بالإضافة إلى التوعية المستمرة بشأن الممارسات السليمة في مجال الصرف الصحي. وتم تلقيح الأشخاص الذين تبين أن نتائجهم سلبية لفيروس الكبد الوبائي B، في حين تم اعطاء الحالات الإيجابية علاجات دوائية.
وبعد عدة أشهر، خاض الطاقم الطبي من مستوصف تشيبلوا حملة أخرى للفحوصات والتلقيح واسع النطاق، وذلك بهدف القضاء على فيروس التهاب الكبد الوبائي B في المنطقة.
لكن القضاء الكامل أصبح صعباً لأن لقاح التهاب الكبد الوبائي B يعطى على جرعتين، وقد تناول بعض أفراد المجتمع الجرعة الأولى فقط، من دون العودة للحصول على الجرعة الثانية. لم يمض وقت طويل قبل أن تبدأ الأعراض في الظهور، مثل التحدث من دون توقف أو التحدث بشكل غير مفهوم. ولا تزال حملة الفحص واسع النطاق مستمرة لتسريع عملية تحديد الحالات الجديدة.
وتأتي هذه الجهود كجزء من تركيز الاتحاد الدولي على العمل مع المجتمعات المحلية لبناء قدرتها على الصمود ودعمها في التخفيف من آثار الكوارث وسط التغير المناخي. في القرن الأفريقي، استمرت أنماط الطقس المتقلب في التسبب في الجفاف والفيضانات، مما أثر على مصادر المياه، وسبل العيش، والأمن الغذائي. كل هذه العوامل تجعل الناس أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المعدية.
محو الخوف من خلال إشراك المجتمعات
وقالت شيبيت إنها عندما تحدثت مع أفراد المجتمع، أخبرتهم أنه يجب حماية الينابيع والحفاظ على نظافة المنطقة. ولتجنب تلوث المياه، تم تشجيع المجتمعات على بناء خزانات مياه جوفية لجمع مياه الينابيع. ثم تم تركيب صنابير المياه على بُعد 10 أمتار من هذه الخزانات. شارك أفراد المجتمع في بناء الخزانات تحت الأرض.
وعلى الرغم من أن مياه الينابيع التي تتدفق عبر الصنابير أصبحت الآن نظيفة، فقد تم تشجيع العائلات على غلي المياه المستخدمة للشرب والطهي وتخزينها في حاويات نظيفة، وإبقاء الحاويات مغلقة. كما تم إنشاء أوعية مياه شرب مخصصة للحيوانات.
تعزيز النظافة من خلال التعليم
ولأن هذه المنطقة تقع بين تلتين، فإن مياه الأمطار المتدفقة أسفل التلال تحمل أيضًا النفايات. أولئك الذين يشربون الماء قبل غليه يمكن أن يصابوا بالإسهال المائي الحاد. وقد دفع ذلك بعض العائلات وأفراد المجتمع إلى الادعاء بأن المياه قد سُممت، ولذلك توقفوا عن شرب المياه تمامًا.
ولكن بعد تلقي المعلومات من العاملين في مجال الصحة المجتمعية الذين تم تدريبهم من قبل الصليب الأحمر الكيني، بدؤوا في غلي المياه المستخدمة للشرب والطهي، وغسل أيديهم قبل الأكل وبعده. كما تحسنت معايير النظافة بشكل عام. وتم تشجيع كل أسرة على بناء مرحاض، وغسل أيديهم بعد استخدام المرحاض.
وقالت شيبيت عن جهود المشاركة المجتمعية، التي أصبحت ممكنة من خلال دعم برنامج التأهب المجتمعي للأوبئة والجوائح (CP3) الممول من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، "إن التعليم الذي نقدمه يؤتي ثماره".
الصليب الأحمر البولندي ينظم أكبر تدريب على عمليات الإنقاذ الدولية في بولندا للتأهب للكوارث
"دقيقة واحدة هي الكثير من الوقت. في عمليات الإنقاذ، يمكن للدقيقة الواحدة أن تكون حاسمة"، كما تقول أغاتا جراجيك من فريق الإنقاذ الطبي التابع للصليب الأحمر البولندي، ومقرها في فروتسواف.
إنها واحدة من 300 منقذ من سبع جمعيات للصليب الأحمر في أوروبا اجتمعوا الشهر الماضي في مالكزيسي، وهي قرية صغيرة في جنوب غرب بولندا، للمشاركة في أكبر تدريب للصليب الأحمر على الإطلاق في البلاد.
تم تنظيم التدريب في مصنع مهجور لمحاكاة كارثة حضرية تتطلب استجابة بحث وإنقاذ عاجلة ومعقدة.
استمر التدريب لمدة 30 ساعة بدون توقف، في الليل والنهار، وكان اختبار شاق الى اقصى الحدود بالنسبة لمتطوعي الصليب الأحمر وكلاب الإنقاذ. أشخاص حقيقيون، وليس دمى، تظاهروا بأنهم مواطنون أصيبوا داخل مبنى منهار، وذلك لجعل جهود الإنقاذ واقعية قدر الإمكان.
قال مارسين كوالسكي، رئيس فريق الإنقاذ التابع للصليب الأحمر البولندي: "لقد تدربنا بشكل أساسي على مهارات البحث، وتنسيق عمليات البحث والإنقاذ، وإجلاء الضحايا من الطوابق العليا".
كان التدريب هو التجمع الوطني السابع لفرق الإنقاذ التابعة للصليب الأحمر البولندي البالغ عددها 19 والمتمركزة في جميع أنحاء البلاد. ولأول مرة، رحبوا أيضًا بزملائهم من فرق الإنقاذ من ليتوانيا وألمانيا وكرواتيا والمجر وإسبانيا وفنلندا للتدرب على العمل معًا بفعالية أثناء الاستجابة.
"إذا حدثت كارثة، مهما كان نوعها، فنحن دائمًا على استعداد للمساعدة"، هذا ما قاله باسي راتيكاينن، أحد رجال الإنقاذ في الصليب الأحمر الفنلندي الذي شارك في التدريب. مثل جميع رجال الإنقاذ في الصليب الأحمر تقريبًا، فإن باسي متطوع. يقود فريق إنقاذ مؤلف من أربعة أشخاص في هلسنكي ويشارك في التدريبات - كل ذلك في أوقات فراغه.
يقول: "في فنلندا، لا توجد العديد من الدورات التدريبية المخصصة لعمليات الإنقاذ في المناطق الحضرية باستخدام تقنيات الحبال، لذلك كانت سيناريوهات التمرين في بولندا مفيدة للغاية".
لم تكن فرق البحث والإنقاذ فقط هي التي خضعت للتدريب، بحيث شارك 60 متطوعًا من فرق المساعدة الإنسانية التابعة للصليب الأحمر البولندي، وتدربوا على إقامة الملاجئ وتوزيع المساعدات وتقديم الدعم النفسي-الاجتماعي للأشخاص المتضررين.
"يسعدني أن أرى مئات الأشخاص الملتزمين بفكرة الصليب الأحمر". قالت المديرة العامة للصليب الأحمر البولندي، كاتارزينا ميكولاجيتشيك.
بناءً على الخبرة والدروس المستفادة من التدريب، طورت جمعيات الصليب الأحمر السبع التي شاركت إطارًا للتعاون حتى تتمكن من العمل معًا بشكل أكثر فعالية في البحث والإنقاذ في المستقبل عند حدوث كوارث في جميع أنحاء أوروبا.
ما من منقذ أو متطوع يأمل في حدوث كارثة على الإطلاق، أو يأمل أنهم سيحتاجون إلى تنفيذ التدريبات التي خضعوا لها.
ولكن في عالم تزداد فيه الكوارث، كما يزداد مدى تعقيدها، من المهم أن نخصص وقتًا للتدريب والاستعداد أكثر من أي وقت مضى - حتى نتمكن من أن نخدم الناس، مهما كانت الكارثة، وبمجرد احتياجهم إلينا.
-
تعرفوا على المزيد حول كيفية استعداد الاتحاد الدولي للكوارث على صفحتنا الخاصة بالتأهب للكوارث.
المتطوعون الشباب في إيران يزرعون 100,000 شجرة لحماية الناس والكوكب
إيران شديدة التأثر بتغير المناخ. في السنوات الأخيرة، عانت البلاد من الفيضانات الشديدة والجفاف المرتبط بالتغير المناخي.
في يوليو 2022 وحده، تسببت الفيضانات المفاجئة في مقتل 90 شخصًا وتدمير المجتمعات، والمنازل، وسبل العيش في جميع أنحاء البلاد، وتشريد الآلاف.
يتمتع متطوعو الهلال الأحمر الإيراني المحليون بالخبرة في الاستجابة لمثل هذه الكوارث - حيث يتحركون بسرعة لتقديم الإسعافات الأولية المنقذة للحياة، وخدمات الإنقاذ، والغذاء، والمياه، والمأوى، والخدمات الصحية، والدعم طويل الأجل للتعافي.
ولكن بالإضافة إلى الاستجابة للكوارث المتعلقة بالمناخ، تعمل جمعية الهلال الأحمر الإيراني بشكل متزايد على التأهب لها، بل وحتى منع أو تقليل تأثيرها على المجتمعات.
وللقيام بذلك، فهم يعملون بالتعاون مع الطبيعة. على وجه التحديد، الأبطال الخارقين لكوكبنا: الأشجار.
تلعب الأشجار دورًا حاسمًا في مكافحة تغير المناخ. الكثير من الناس يعرفون أن الأشجار تساهم في الصحة العامة لكوكبنا من خلال امتصاص الكربون، وإنتاج الأكسجين، وتوفير الظل، والتبريد، والحفاظ على صحة التربة.
لكن هل تعلمون أن الأشجار يمكن أن تساعد أيضًا في حمايتنا من الكوارث المرتبطة بالمناخ؟
يمكن للأشجار:
امتصاص المياه الزائدة أثناء الفيضانات ومنع أو إبطاء الصرف السطحي
حبس مياه الأمطار في الأرض لتقليل الأضرار الناجمة عن الجفاف
حماية المجتمعات الساحلية من موجات المد والجزر
المساعدة في إيقاف أو إبطاء الانهيارات الجليدية والتدفقات الطينية
الضغط باستمرار على التربة لتثبيت الأرض أثناء الزلازل والانهيارات الأرضية
إدراكًا لقدرة الأشجار على حماية المجتمعات، أطلقت جمعية الهلال الأحمر الإيراني حملة تشجير على مستوى البلاد في وقت سابق من هذا العام للمساعدة في التخفيف من آثار تغير المناخ في جميع أنحاء البلاد.
قام المتطوعون الشباب في الهلال الأحمر الإيراني معًا بزرع 100,000 شجرة في غضون 20 دقيقة فقط.
مجهزين بالمجارف، وأباريق السقي، وأكياس التربة وشتلات الأشجار، حفر أكثر من 10,000 متطوع شاب حفراً وزرعوا الأشجار بوتيرة لا تصدق - ليظهروا قوة الوحدة والعمل الإيجابي في مواجهة أزمة المناخ.
"يمكن لكل فرد أن يحدث فرقًا، سواء كان ذلك من خلال التطوع مع المنظمات المحلية، أو دعم السياسات التي تعزز الاستدامة، أو إجراء تغييرات فردية في نمط الحياة. أنا أشجع المتطوعين وغير المتطوعين في جميع أنحاء العالم على العمل معاً لمواجهة تغير المناخ"، قال موحد نجار نهاوندي، متطوع شاب في الهلال الأحمر الإيراني من محافظة مازندران.
تغير المناخ مشكلة معقدة تتطلب اتخاذ إجراءات عاجلة على المستوى المحلي والوطني والعالمي. ولكن من خلال العمل معًا والتعاون مع الطبيعة، يمكننا إحداث فرق والمساعدة في حماية مجتمعاتنا.
-
جمعية الهلال الأحمر الإيراني ليست وحدها في اتخاذ إجراءات مناخية. تفضلوا بزيارة صفحة الحلول المستمدة من الطبيعة أو تصفحوا تقرير العمل مع الطبيعة لحماية الناس لمعرفة كيفية عمل شبكة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر مع الطبيعة للحد من تغير المناخ والكوارث المرتبطة بالمناخ.
يمكنكم أيضًا زيارة صفحة الحد من مخاطر الكوارث الذكي مناخيًا للحصول على مزيد من المعلومات حول كيفية قيام شبكتنا بمنع أو تقليل تأثير تغير المناخ والمخاطر الأخرى على المجتمعات.
تحديث بشأن رئيس الاتحاد الدولي والجمعية العامة 2023
أرسل رئيس الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر (IFRC)، فرانشيسكو روكا، إشعارًا إلى كافة الجمعيات الوطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، بالدعوة الى انعقاد دورة استثنائية للجمعية العامة للاتحاد الدولي في المركز الدولي للمؤتمرات في جنيف (CICG) في 11 ديسمبر/كانون الأول 2023.
في هذه الدورة الاستثنائية للجمعية العامة، سيتم انتخاب رئيس جديد، على أساس المادة 17.1c من دستور الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر. سيبدأ الشخص المنتخب فترة ولايته في ختام الدورة الاستثنائية.
سترسل لجنة الانتخابات التابعة للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر مزيدًا من المعلومات إلى الجمعيات الوطنية؛ ستوضح هذه المعلومات عملية تقديم طلبات الترشيح، بما في ذلك المعايير الانتخابية، والموعد النهائي لتقديم طلبات الترشيح وإجراءات التصويت. سيتم الإعلان عن المرشحين قبل الافتتاح الرسمي للدورة.
تماشياً مع قرار مجلس إدارة الاتحاد الدولي، ستُعقد الدورة الاستثنائية بشكل حضوري ولكنها ستسمح أيضًا بالمشاركة عن بُعد.
راحة بعد العاصفة
وُلدت لوفلي ريكلي في قرية صيادين صغيرة تقع في جزيرة أباكو التابعة لجزر الباهاما، وترعرعت في مطبخ يتزود من البحر مباشرة. وتتذكر قائلة: “نشأت في فوكس تاون، وكنا نطلّ على الماء مباشرة”. وتضيف قائلة: “الأمواج تدفعك إلى النوم وتوقظك في الصباح”.
وتتذكر قائلة: “نشأنا أساساً على تناول الأغذية البحرية”. وتردف قائلة: “كنا نتناول أصنافاً أخرى من الطعام، ولكن الأغذية البحرية تمثل المأكولات التي أحببناها بالفعل. كانت أمي طباخة ماهرة. لقد شاهدت ورأيت كل ما كانت تُعدّه وتعلمت منها الكثير”.
ولذلك فلا غرابة أن تدير لوفلي، بعد مرور سنوات عديدة، مطعماً صغيراً يُعرف بتقديم أطعمة جزر البهاما التقليدية الشهية والممتعة بأسعار معقولة، وهي الأغذية البحرية وأطباق الدجاج وشطائر البورغر التي تقدم دائماً مع لمسة جديدة وخاصة ومبتكرة.
وأصبح المطعم، الذي أطلق عليه بجدارة اسم “لذائد لوفلي” (Lovely’s Delight)، مركزاً مجتمعياً هاماً خلال الأشهر التي أعقبت إعصار دوريان الذي ضرب العام الماضي جزيرة أباكو التي تقيم فيها، وفقد فيه الكثير من سكان هذه الجزير كل ما يملكون من دور ومتاع. وفقد فيه أيضاً العديد منهم أحباءهم.
لحظات مرعبة
“لقد كانت لحظات مرعبة”، هذا ما تقوله لوفلي، التي أجليت من أباكو مع زوجها قبل يوم واحد فقط من هبوب العاصفة بسبب حالته الصحية، وهي تصف الوضع. وتقول أيضاً: “اضطررت إلى مغادرة الجزيرة، وترك أبنائي وابن حفيدي”. وتضيف قائلة: “كان الوضع مرعباً حيث لم يكن من الممكن إجراء أي اتصال للاطمئنان على كل شخص منهم إلا بعد مرور أيام قليلة على انتهاء الإعصار”.
وتردف قائلة: “بعد مرور حوالي أسبوع من الإعصار، علمت أنني فقدت منزلي وكل محتوياته، وفقدنا مركباتنا وكل شيء كان لدينا”.
وكادت لوفلي أن تفقد زوجها الذي أصيب بسكتة دماغية عشية وقوع العاصفة. وكادت أن تفقد مطعمها، وهو بناية مركبة محلية محبوبة كانت تمثل أيضاً القاعدة الأساسية للالتزام الذي تعهدت فيه لوفلي منذ فترة طويلة بتقديم وجبات للأطفال المحليين المحتاجين. وتتذكر لوفلي ذلك فتقول: “لقد لحقت بالمطعم أضرارا جسيمة”.
شطائر بورغر الهريكان
في نهاية المطاف، ساعد المطعم لوفلي وزوجها على تجاوز محنتهما – وأصبح منزلهما الجديد بعد عمليات إصلاح أتاحها الصليب الأحمر الأمريكي والمساحة السكنية التي أضافتها منظمة “CORE” (منظمة جهود الإغاثة المنظمة مجتمعياً) إلى المبنى الصغير. وبالنظر إلى أن مشروع لذائذ لوفلي كان من أوائل المشاريع التجارية التي أعيد فتحها، فقد وفّر للناس مكاناً يجتمعون فيه بعد انتهاء العاصفة لتستريح فيه عقولهم ويذهب جوعهم.
وتفيد لوفلي قائلة: “نستطيع النهوض والسعي ومدّ الناس بالطعام الذي كان متوافراً بالجزيرة، ولكن بسبب تعرض الكثير من المنازل للدمار، وانتقال الناس إلى العيش في الخيام، فقد أصبح السكان غير قادرين على طهي الطعام لأنفسهم”.
ولذلك، فقد أصبح مطعم “لذائذ لوفلي” مرة أخرى مركزاً لإعداد وجبات الطعام للأشخاص الذين يحتاجون إلى الحصول على شيء من الطمأنينة خلال الأوقات العصيبة. وتقول لوفلي في هذا الصدد: “استطعنا، بفضل المساعدة التي حصلنا عليها من منظمة “CORE” والصليب الأحمر، أن نعيد المبنى إلى سابق عهده حتى نتمكن بالفعل من إنقاذ مجتمعنا المحلي”. وتضيف قائلة: ” أصبحت قادرة على طهي وجبات الطعام، وصنع الخبز … وهذه المساعدة كبيرة بالفعل”.
وبموازاة ذلك، تشكل “لذائذ لوفلي” مشروعاً عائلياً حقيقياً مع الأطفال والأحفاد الذي يُعدّون ويقدمون أطباقاً مثل “شطائر بورغر الهريكان” (كتذكار للعديد من العواصف التي تعرض لها الناس هنا)، وأجنحة الدجاج الحارة التي تحمل أسماء مثل “دا بورنز”، ولفائف البوريتو المحشورة بالكركند والأسماك والدجاج والربيان.
ويتلقى الأحفاد الآن نصائح الطهي من جدتهم الطاهية المشهورة للغاية على المستوى المحلي. وتقول لوفلي: “عندما افتتحت المطعم، كان لجميع الأطفال مشاركة فيه”. وتضيف قائلة: “أشرف الآن أنا وحفيدتيّ على شؤون المطعم ولدينا عدد قليل آخر من العمال الذين يأتون أيضاً لمساعدتنا. وهم حاضرون هنا دوماً لمد يد المساعدة”.
سمك “لوفلي” المقلي مع البازلاء والأرز
حلم هدى: بناء حياة جديدة في تركيا من خلال الطعام
ظل الطعام يمثل جزءا أساسياً من حياة هدى الفاضل. وتدور بعض أسعد ذكريات طفولتها حول تحضير أطباق مثل المكدوس (مخلل أو زيت مُعالج، وباذنجان محشي) مع والدتها في بلدتها الواقعة في ضواحي دمشق.
وتتذكر قائلة: “كنا نجلس حول أمي وهي تعدّ هذه الأكلة”. وتضيف مشيرة إلى الملوخية، وهي نبات ورقي يزرع في المنطقة ويطبخ، مثل السبانخ، مع المرق أو مع لحم الضأن والأرز: “كنا نفعل الشيء نفسه حينما تقوم أمي بإعداد الملوخية”. وتمضي قائلة: “كانت هذه أوقاتاً سعيدة ولقاءات ممتعة مع أمي وأخواتي”.
واندلعت الحرب بعد ذلك وطُويت صفحة الأيام السعيدة. لقد فقد زوج “هدى” وظيفته وعانت الأسرة من مصاعب هائلة. وأصبحت حينها المهارات التي اكتسبتها “هدى” في مجال الطبخ مفيدة. وتقول في هذا الصدد: “لقد حضّرت طبق الكبة (كروكيت محشوة بلحم الضأن أو الدجاج) وأعددت البقدونس المقطّع والكوسى المحشي وورق العنب”. وتردف قائلة: “بالنسبة لأولئك الذين يحتفلون بولادة صبي، كنت أّحضّر لهم صرار ملبّس. وكنت أصنع الفطائر”.
المكون الرئيسي
حينما تقوم “هدى” بطهي طبقي الملوخية أو الأوزي (معجنات محشوة بالبازلاء والمكسرات المسلوقة والخضروات واللحوم والأرز)، فإن عملها يحمل اليوم معنى مختلفاً تماماً. وتعيش “هدى” الآن في تركيا، وهي البلد الذي استقبلها بعد أن فرت هي وأسرتها من سورية، وقد قدمت إليه مرعوبة ومرهقة بعد سنوات سادت فيها عمليات القصف والاختطاف العشوائيين وانعدمت فيها الفرص وسُدّت فيها آفاق المستقبل أمام أطفالها.
وفي محل الإقامة الجديد في مدينة قهرمان مرعش الواقعة في وسط جنوب تركيا، أصبحت مهارات “هدى” في مجال الطبخ هي العنصر الرئيسي في سعيها لبدء حياة جديدة. ولا يتاح لها في هذه المدينة فرصة الحصول على دخل صغير وعمل مُجد فحسب، بل تتاح لها فيها أيضاً سبل التواصل مع الناس في مجتمعها المحلي الجديد.
وقد بدأت “هدى” مغامرتها الجديدة في مجال الطبخ حينما التحقت بدورة لتعلم الطبخ التركي التقليدي في مركز مجتمعي يديره الهلال الأحمر التركي، ويُدعم جزئياً بتمويل من الاتحاد الأوروبي، ويعمل في إطار شراكة مع الاتحاد الدولي للصليب الأحمر وجمعيات الهلال الأحمر (الاتحاد الدولي).
ويوجد في تركيا 16 مركزاً من هذا القبيل، وهي مفتوحة للاجئين السوريين ولأفراد المجتمعات المحلية التركية. وتساعد هذه المراكز في ربط الأشخاص بأحبائهم المفقودين، وتوفر أماكن ملائمة للأطفال، وتقدم مجموعة من الخدمات بدءاً من التدريب المهني إلى تنمية الأعمال التجارية، والدعم النفسي والاجتماعي، والإحالات الصحية، بالإضافة إلى تقديم خدمات أخرى كثيرة.
وتقول “هدى”: “سجّلت نفسي في دورة طبخ، ودورة رياضة، ودورة لتعلم الزراعة”. وتضيف قائلة: “زرعنا فلفلاً وبندورة. وكانت التجربة رائعة للغاية. ولقد استمتعت بكل الدورات، ولكنني وجدت متعة أكبر في دورة الطبخ”.
تبادل الوصفات وإقامة الصداقات
تستطيع “هدى” الآن كسب عيشها كما كانت تفعل قبل الحرب، وذلك بتحضير طبقي الأوزي والملوخية على الطريقة التركية. وتقول في هذا الشأن: “كان معنا نساء تركيات وسوريات. تعلمت التركيات منا طريقة الطبخ السوري وتعلمنا منهن أسلوب الطبخ التركي”.
وتمضي قائلة: “تعلمت كيفية طهي طبق المانتي (فطائر محشية تركية تقليدية) والطرحنة [حساء تركي حار]. وعرفت أيضاً أننا نشترك في العديد من الأشياء مع الأتراك”.
ولدى “هدى” حالياً قائمة صغيرة ولكنها متزايدة من الزبائن الذين يستخدمون تطبيقات الفيسبوك والإنستغرام والواتساب لتقديم الطلبات التي يأتون بعد ذلك لاستلامها ا أو ينتظرون قدوم الطاهية لتسلمها لهم بنفسها. وتبيع “هدى” أيضا أطباقها في مناسبات صغيرة تسمى الكرمس. وتقول “هدى” في هذا الصدد: “لقد عاد علىّ هذا النشاط بفائدة جمة. ووجهني نحو الطريق الصحيح”.
ومع ذلك، فليس من السهل دائماً الاندماج في بلد له لغة مختلفة وثقافة أخرى. وتفيد فاطمة بياز، التي تعمل كمترجمة فورية في المركز المجتمعي التابع للهلال الأحمر التركي في مدينة قهرمان مرعش، بأن تطور مهارات الطهي لدى “هدى” سيساعدها هي وأسرتها في إيجاد موقع لها في مجتمعها المحلي التركي الجديد.
وتقول السيدة “بياز” التي عملت إلى حد ما كمرشدة شخصية لهدى: “كانت “هدى” مفعمة بالسعادة والتفاؤل حينما قدمت إلى المركز المجتمعي، ولكنها لا تزال بحاجة إلى شيء من الدعم”. وتضيف قائلة: ” لقد تزايدت الآن ثقتها بنفسها ومهاراتها الاجتماعية. ووجدت مجتمعاً محلياً يستوعبها وبدأت في كسب دخل يعود بالنفع عليها”.
وبموازاة ذلك، فإن لهدى بالفعل تفكيراً بعيد المدى. وتقول في هذا الصدد: “عندي حلم؛ أحلم بفتح مطعم صغير”. وتضيف قائلة: “مطعم يقدم جميع أنواع الأطباق: تركية أو سورية أو من أي مكان آخر. وآمل أن أتمكن من فتح هذا المطعم، حيث يمكن للأشخاص من سورية وتركيا وأماكن أخرى أن يجتمعوا سوياً ويعززوا الروابط القائمة فيما بينهم”.
--
تم إنتاج هذه القصة ونشرها في الأصل من قبل مجلّة الصليب الأحمر والهلال الأحمر. للتعرف على المجلة وقراءة المزيد من القصص مثل هذه، انقروا هنا.
التقينا مرة أخرى مع هدى في عام 2023 بعد زلزال 6 فبراير المدمر الذي أثر على مئات الآلاف من الأشخاص في تركيا وسوريا. يمكنكم قراءة هذه القصة هنا.
موريتانيا: آلاف الأسر التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي بحاجة إلى مساعدات عاجلة في الوقت الذي تكافح فيه منطقة الساحل أزمة غذائية
الجو حار وجاف في تامورت النعاج، وهي بلدة في المجرية، وسط موريتانيا، مع ارتفاع درجات الحرارة الى ما فوق 40 درجة مئوية في وقت متأخر من الصباح. من الصعب تصديق أنه قبل تسعة أشهر، غمرت الأمطار الغزيرة والفيضانات 90% من البلدة.
محمد الأمين ولد محمد مختار، مزارع يبلغ من العمر 65 عامًا وأب لسبعة أطفال، ينظر إلى قطعة أرضه، على أمل أن يحل موسم أمطار جيد هذه المرة.
يقول محمد: "لم أحصد أي شيء في العام الماضي. دُمر حقل الذرة بالكامل بسبب الفيضانات. على أقلّه تمكنت من حصاد كمية ملئت بعض الأكياس الصغيرة خلال العام الذي سبقه، بالرغم من قلة الأمطار".
هنا في المجرية، كما في كرو و باركيول، وهما المقاطعتان الأخريان الأكثر تضررًا جراء انعدام الأمن الغذائي في موريتانيا هذا العام، تعتمد معظم العائلات على الزراعة التقليدية وتربية المواشي - مما يجعلها تعتمد بشكل كبير على هطول الأمطار.
لسنوات، كان نقص المياه هو العقبة الرئيسية أمام ازدهار الزراعة في هذا المجتمع الذي يقع على هضبة على ارتفاع 100 متر فوق مستوى سطح البحر. لكن هطول الأمطار خلال العام الماضي كان أكثر غزارة مما كان متوقعاً، مما تسبب في فيضانات قضت على محاصيل الناس.
لقد وضعت هذه الفيضانات ضغطاً شديداً على سبل عيش الناس، كما وضعت العديد من الأسر في موريتانيا في حالة من انعدام الأمن الغذائي. وفقًا لإطار العمل المنسّق في موريتانيا في مارس/آذار 2023، من المتوقع أن يعاني ما يقرب من 500 ألف شخص من انعدام الأمن الغذائي الشديد في موسم العجاف الحالي بين يونيو/حزيران وأغسطس/آب 2023.
"كل يوم هو معركة بالنسبة لنا من أجل البقاء على قيد الحياة. لا يمكنني تحمل تكلفة الحبوب واللحوم والمواد الغذائية الأساسية لإطعام عائلتي بعد أن فقدت مصدر الدخل الوحيد جراء الفيضان الماضي"، يضيف محمد.
للأسف، المجتمعات في موريتانيا ليست الوحيدة التي تواجه هذه المشكلة. تشهد منطقة الساحل في إفريقيا جنوب الصحراء واحدة من أسوأ أزمات انعدام الأمن الغذائي منذ عقود، والتي تؤثر على ملايين الأشخاص.
"من المثير للقلق أن نشهد تدهور الأمن الغذائي في منطقة الساحل. تؤدي الظروف الموجودة مسبقاً مثل الجفاف، والفيضانات، والصدمات المناخية، والصراعات الإقليمية والدولية، وارتفاع أسعار الغذاء والوقود إلى ارتفاع معدلات الجوع وسوء التغذية. في كل مرة، يكون الأشخاص الأكثر ضعفًا هم الذين يعانون من عواقب السياق المعقّد، ويتفاقم الوضع بسبب تزايد عدم المساواة"، يقول ألكسندر كلودون دي فيرنيزي، رئيس بعثة مجموعة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في جمهورية الرأس الأخضر وغامبيا وموريتانيا والسنغال.
استجابةً لهذه الحالة الطارئة، أطلق الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر نداءًا لجمع 215 مليون فرنك سويسري في أكتوبر/تشرين الأول 2022 لدعم 7.6 مليون من أكثر الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي في 14 دولة ذات أولوية في إفريقيا جنوب الصحراء. موريتانيا هي أحدث دولة انضمت إلى النداء الإقليمي في مايو/ايار 2023، وبذلك يصل العدد الإجمالي للبلدان إلى 15.
يحتاج الهلال الأحمر الموريتاني (MRC) إلى مليوني فرنك سويسري من هذا النداء لمساعدة أكثر من 80 ألف شخص متضررين من انعدام الأمن الغذائي، مثل محمد، في بلدات باركيول وكرو والمجرية.
على المدى القصير، سيتم استخدام هذا التمويل لتزويد أكثر من 2700 أسرة بالمساعدة النقدية لمساعدتهم على الوقوف على أقدامهم. كما سيمكن متطوعي الهلال الأحمر الموريتاني من تقديم خدمات الصحة وفحوصات سوء التغذية لأكثر من 2500 أسرة لتلبية احتياجاتهم الصحية العاجلة.
على المدى الطويل، يهدف التمويل إلى تعزيز قدرة المجتمعات في موريتانيا على صمود حتى يكونوا أفضل استعدادًا للصدمات المناخية في المستقبل. سيقوم الهلال الأحمر الموريتاني بما يلي:
انشاء ثلاث "مدارس المزارعين الحقلية" لتعليم تقنيات الزراعة الذكية مناخيًا - مثل الحفاظ على رطوبة التربة، واستخدام البذور المناسبة، وجمع المحاصيل لمئات المزارعين، حتى يتمكنوا من إنتاج محاصيل أفضل.
مساعدة 30 قرية في تكوين مخزون غذائي محلّي عن طريق شراء الحبوب بعد فترة الحصاد حتى تكون الأسعار أرخص خلال موسم العجاف التالي.
دعم نوادي الأمهات في المنطقة بهدف مساعدة الأمهات على التعرف على علامات سوء التغذية لدى أطفالهن ومكافحتها.
يقول محمد: "هناك موسم عجاف طويل وصعب في انتظارنا. لولا مساعدة الهلال الأحمر، لن يكون هناك الكثير من الأمل بالنسبة لنا".
-
لمزيد من المعلومات حول هذه الأزمة وللتبرع لنداء الطوارئ الذي أطلقه الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، يرجى زيارة صفحة أفريقيا: أزمة الجوع.
فرّت من سوريا ونجت من زلزال تركيا: مكونات هدى السرية للقدرة على الصمود
إن إعادة بناءحياتكم من جديد وفي مكان جديد ليس بالأمر السهل، بحيث أن إعادة بناء سنوات من العمل الشاق والتفاني يتطلبقوة نفسية وذهنية هائلة.
بالنسبة إلى هدى الفاضل، لم يكن بدء حياتها من جديد بمثابة خيار. أُجبرت هدى على الفرار من الحرب في سوريا، تاركة منزلها وراءها لتوفر الحماية والأمان لعائلتها ولتمنحهم فرصة لحياة أفضل - حياة بعيدة عن القصف والجوع والخوف.
في أكتوبر/تشرين الأول 2020، أجرينا مقابلة مع هدى لمجلّة الصليب الأحمر والهلال الأحمر، وعلمنا كيف بدأت حياتها الجديدة مع عائلتها في قهرمان مرعش، تركيا.
في تركيا، اكتشفت هدى أن المهنة التي تناسبها هي الطبخ. لطالما كان الطبخ شغفًا بالنسبة لها، ولكنه أصبح أيضًا وسيلة لتغطية نفقاتها ودعم زوجها وأطفالها الأربعة.
تواصلنا مع هدى مجدداً في أبريل/نيسان 2023، وأخبرتنا كيف التحقتبدورات الطبخ في المراكز المجتمعية التابعة للهلال الأحمر التركي من أجل البدء بمشروعها في مجال الطبخ.
"بفضل هذه الدورات، تعلمت كيفية البيع والشراء. تعرّفت على التقاليد التركية والمجتمع التركي، وشعرت بأنني انتمي الى هذا المجتمع. لقد جمعوا معًا أشخاصًا من تركيا وسوريا، وتعلّمت من كليهما. كما قاموا بتنظيم مهرجان للطبخ حيث تمكنت من بيع الطعام الذي أعددته في المنزل."
ألهمتها الدورات لابتكار وصفات جديدة تجمع بين المكونات السورية والتركية. بدأت في بيع أطباقها من المنزل، وسرعان ما اكتسبت مجموعة مخلصة منالعملاء الذين أحبوا ابتكاراتها الفريدة من نوعها.
كان مشروع هدى ناجحاً ويسير بشكل جيد، حتى أنها بدأت تحلم بمطعمها الخاص، وهو مكان صغير وآمن يستطيع فيه الأشخاص من سوريا وتركيا وأماكن أخرى التواصل والتحدث مع بعضهم البعض على مائدة الطعام.
ولكن في صباح يوم 6 فبراير/شباط 2023، توقف كل شيء، بحيث ضرب زلزال بقوة 7.7 درجات جنوب شرق تركيا وشمال سوريا، مما أسفر عن مقتل أكثر من 50 ألف شخص وتدمير المنازل وسبل العيش.
لحسن الحظ،لم تتعرض هدى وعائلتها لأي اضرار جسدية، إلا أنها كانت تجربة مرعبة بالنسبة لهم.
"إن الاهتزازات والأصوات التي استمرت لمدة دقيقة ونصف كانت مرعبة للغاية. لم تستطع إحدىأطفالي النوم أو الأكل لمدة أسبوع كامل بعد الزلزال؛ أرسلتها للبقاء مع أقاربنا لفترة من الوقت حتى تتمكن من التعافي، وعادت عندما بدأت تشعر بالتحسن،" تقول هدى.
بالإضافة إلى الأضرار المادية التي سببها الزلزال، مع ظهور تشققات على جدران منزلها، كان الضرر الحقيقي هو لمشروع الطهي الخاص بهدى.
"كان لدي ما يقرب من 100 زبون، وكان الجميع يشترون الأطباق التي كنت أعدها. لكن معظم زبائني فروا من قهرمان مرعش بعد الزلزال. انتقل بعضهم إلى اسطنبول وبورصة ومرسين، وتوفي البعض الآخر للأسف. لم يتبق لي الآن سوى زبونين".
الزلزال لعله زعزع هدى وعملها، لكن لم يكن له أي تأثير على مثابرتها وإرادتها في المضي قدمًا. فما هو المكون السري لقدرتها على الصمود؟
"عائلتي تجعلني أثابر. أود أن تواصل ابنتي دراستها الجامعية في هذه الأوقات الصعبة، وأريد أن أساعدها في تحقيق أحلامها. من خلال السعي وراء حلمي، يمكنني دعم أطفالي والأشخاص الآخرين لتحقيق أحلامهم. إنمساعدة الآخرين وتقديم كل الدعم الذي يحتاجونه لتحقيق أهدافهم هو أمر يجعلني سعيدة".
تريد هدى إعادة بناء مشروعها في مجال الطبخ في تركيا، وليس لديها خطة للعودة إلى سوريا.
"لن أعود إلى سوريا. الوضع هناك مذري. الفقر لا يصدق. بعض الناس لا يستطيعون شراء الطعام. سمعت قصصًا عن أشخاص اضطروا لبيع ملابسهم ليتمكنوا من إطعام أطفالهم. ليس هناك مياه ولا كهرباء ولا إنترنت. ما من حياة لائقة لنا هناك".
لتعزيز مسيرتها في مجال الطبخ، تعلمت هدى أيضًا البستنة بدعم من الهلال الأحمر التركي. كان دعم المتطوعين المتواصل مكونًا رئيسيًا آخر لقدرة هدى على الصمود.
واختتمت قائلة: "ما زلت أطمح للقيام بمشروع الطبخ، وحلمي مازال على قيد الحياة. يجب على الجميع التمسك بطموحاتهم وعدم الاستسلام مبكرًا. ابقوا أقوياء أمام التحديات التي تنتظركم!"
--
لمساعدة الأشخاص المتضررين من زلزال 6 فبراير، أطلق الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر نداءي طوارئ لتركيا وسوريا لدعم استجابة جمعياتنا الوطنية على الأرض.
ومنذ عام 2019، بالشراكة مع الهلال الأحمر التركي، يدعم الاتحاد الدولي أكثر من 1.5 مليون لاجئفي تركيا، مثل هدى،من خلال برنامجشبكة الأمان الاجتماعي في حالات الطوارئ(ESSN)، بتمويل من الاتحاد الأوروبي. اضغطوا هنا لمعرفة المزيد.
معًا نستطيع #مواجهة_موجات_الحر
هل تعلمون أن موجات الحرّ أصبحت أكثر تواترًا وأطول وأعلى حرارة وأكثر فتكًا بسبب تغير المناخ؟
كل عام، تعرض موجات الحرّ ملايين الأشخاص لخطر الإصابة بأمراض مرتبطة بالحرّ وتودي بحياة الآلاف غيرهم.
إلا أن المخاطر الناجمة عن موجات الحرّ يمكن تفاديها. والخطوات التي يمكننا اتخاذها لحماية أنفسنا وأصدقائنا وعائلاتنا من الحرّ الشديد بسيطة ومعقولة التكلفة.
إليكم ما تحتاجون معرفته حول موجات الحرّ، وما يمكنكم القيام به من أجل #مواجهة_موجات_الحر، وبعض الأفكار من جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر.
ما هي موجة الحرّ؟
موجة الحر هي حدوث ارتفاع غير عادي في درجات الحرارة لفترة طويلة، وغالبًا ما تكون مصحوبة بارتفاع في مستوى الرطوبة. يمكن أن تختلف التعريفات الدقيقة لموجة الحر بين البلدان اعتمادًا على درجات الحرارة والظروف الطبيعية للمناخ المحلي.
يمكن أن يعاني الأشخاص المتضررون من موجات الحرارة من الصدمة، والإصابة بالجفاف وغير ذلك من الأمراض الخطيرة الناجمة عن ارتفاع درجات الحرارة. كما يمكن أن تؤدي موجات الحر إلى تفاقم أمراض القلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسي المزمنة.
إن الأشخاص الذين يعيشون في المدن هم أكثر عرضة للتضرر من موجات الحرّ لأن المناطق الحضرية تكون عمومًا أعلى حرارة من المناطق الريفية المحيطة.
ماذا عليّ أن أفعل للتأهب لموجات الحرّ؟
يمكننا توقع موجات الحرّ بشكل موثوق في معظم الأماكن، لذلك يكون عادة لديكم الوقت للاستعداد! تأكدوا من مراقبة التوقعات الجوية المحلية وتذكّروا ما يلي:
اشربوا الكثير من الماء حتى لو لم تشعرون بالعطش
تجنبوا التعرض للشمس. ابحثوا عن الظل أو مكان داخلي. نصيحة: يمكنكم استخدام الستائر أو المواد العاكسة على النوافذ للحد من الحرّ في منزلكم.
ارتدوا ملابس فضفاضة وخفيفة الوزن وزاهية اللون
اطمئنوا على عائلتكم وأصدقائكم وجيرانكم، خصوصاً المسنين، للتأكّد من أنّهم بخير
تناولوا طعاماً كافياً، ووجبات أصغر حجماً وبشكل متكرر
انتبهوا لأعراض الأمراض الناجمة عن الحرّ: ضيق التنفس، وألم الصدر، والارتباك، والضعف الجسدي، والدوار أو التشنجات - واطلبوا المساعدة الطبية إذا لزم الأمر
شاهدوا هذا الفيديو القصير لمعرفة المزيد أو قوموا بزيارة الصفحة المخصصة لموجات الحرّ للحصول على مزيد من النصائح.
أفكار من الجمعيات الوطنية حول كيفية مواجهة موجات الحرّ
في يونيو/حزيران الماضي، في ساتماثا، بنغلاديش، قام متطوعو الهلال الأحمر البنغلاديشي بإنشاء مسرحًا في قلب المدينة حيث قدموا عروضًا إبداعية مستوحاة من الحرّ في يوم مواجهة الحرّ 2022.
من الشِعر إلى الكوميديا ومن الرقص إلى الدراما، قدم المتطوعون عروضاً نابعة من القلب لجذب انتباه الناس وتعليمهم عن مخاطر الحرّ.
أثار أداؤهم ضجة، لدرجة أنهم ظهروا في الأخبار الوطنية المطبوعة والرقمية – وبالتالي قاموا بنشر الوعي حول كيفية مواجهة الحرّ بشكل أكبر! يمكنكم مشاهدة بعض المقاطع من أدائهم هنا.
في بلدة كاندي في ولاية بنغال الغربية في الهند، نزل متطوعو جمعية الصليب الأحمر الهندي إلى الشوارع العام الماضي عندما ارتفعت درجات الحرارة.
خلال موجة الحر الشديدة التي ضربت المنطقة، أنشأوا نقاطًا لتقديم المياه الصالحة للشرب في مكاتبهم الفرعية، وفي محطات الحافلات، وخارج المستشفيات حتى يتمكن أفراد المجتمع من الحفاظ على رطوبة اجسامهم وسط الظروف الصعبة.
اشتهر المتطوعون بحملهم لمظلات كبيرة ملونة وبراميل مياه عملاقة، وقاموا بتوفير الظل والمرطبات والابتسامات لمجتمعهم المحلي.
في إسبانيا، للصليب الأحمر الإسباني تاريخ طويل في دعم المجتمعات في جميع أنحاء البلاد للبقاء في أمان خلال الحرّ في فصل الصيف. يقوم متطوعوه بالكثير من التوعية، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والمكالمات الهاتفية والتواجد في الميدان، لمشاركة النصائح حول كيفية الحفاظ على البرودة.
كما يقومون بالاطمئنان على كبار السن والأشخاص المصابين بأمراض مزمنة الذين يعتبرون من الفئات الأكثر عرضة للخطر عند ارتفاع درجات الحرارة. وفي بعض المناطق، يخرج المتطوعون إلى مجتمعاتهم في الأيام الحارة جداً لتوزيع المياه والمراوح الورقية والقبعات.
الحرّ الشديد لا يشكل خطر على صحة الناس فحسب، بل يمكن أن يلحق أضرارًا كبيرة بمعيشة الناس أيضًا. في أوروغواي هذا العام، أدت فترات طويلة من الحرّ الشديد وقلة الأمطار الى الجفاف الذي نتج عنه أضراراً جسيمة في الزراعة.
لمساعدة المجتمعات على التأقلم، قام متطوعو الصليب الأحمر الأوروغوايي بمشاركة معلومات حول كيف يمكن للناس حماية أنفسهم ومواشيهم من موجات الحرّ، كما قدموا المياه والواقي الشمسي والمساعدات النقدية للعائلات الأكثر تأثراً بدعم من صندوق الطوارئ للإستجابة للكوارث التابع للاتحاد الدولي. يمكنكم اكتشاف المزيد هنا.
موارد مفيدة لمعرفة المزيد عن الحرّ
دليل موجات الحرّ في المدن لفروع الصليب الأحمر والهلال الأحمر
الحرارة الشديدة: التأهب لموجات الحرّ في المستقبل - تقرير مشترك من الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر ومركز المناخ التابع للصليب الأحمر والهلال الأحمر ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية
مجموعة أدوات المخصصة للحرّ - مجموعة من الملصقات ومواد لوسائل التواصل الاجتماعي ومقاطع الفيديو حول موجات الحر التي انتجها المركز العالمي للتأهب للكوارث
شاركوا في يوم مواجهة الحرّ
شاركوا معرفتكم التي اكتسبتموها حديثًا حول موجات الحرّ عبر استخدام الهاشتاغ #مواجهة_موجات_الحر و #يوم_مواجهة_الحر على وسائل التواصل الاجتماعي. يمكنكم أيضًا تنظيم أحداث وتجمعات مفاجئة "فلاش كوب" متعلقة بالحرّ - اكتشفوا المزيد على صفحة يوم مواجهة الحرّ.
الصومال: مكافحة سوء التغذية وسط الجفاف
في جميع أنحاء القرن الأفريقي، يدخل الناس موسم الأمطار السادس من دون هطول الأمطار.
على مدى العامين ونصف الماضيين، لم تتدفق المياه التي تملأ عادةً مراكز توزيع المياه المجتمعية وتغذي الماشية وتنمي الخضار. اختفت المياه السطحية وأصبحت البيئة الخضراء جافة ومليئة بالغبار.
أدى الجفاف المستمر، الى جانب النزاع وارتفاع أسعار المواد الغذائية، إلى انعدام الأمن الغذائي والنزوح ونفوق الماشية. وهذا بدوره يؤثر على سبل عيش الناس وصحتهم، ويؤدي إلى سوء التغذية.
تدير فرق جمعية الهلال الأحمر الصومالي (SRCS) في جميع أنحاء البلاد عيادات صحية ثابتة ومتنقلة تخدم المجتمعات الريفية والنائية في المناطق التي يصعب الوصول إليها. توفر هذه العيادات الرعاية الصحية الأساسية والتحصينات الروتينية، فضلاً عن فحوصات لكشف حالات سوء التغذية، وتقديم الدعم الغذائي. يقوم الموظفون بإحالة حالات سوء التغذية الشديدة إلى المراكز الطبية والمستشفيات الكبيرة.
أفادت فرق جمعية الهلال الأحمر الصومالي في الأشهر الأخيرة عن رؤية أعداد متزايدة من الأطفال المصابين بسوء التغذية والذين يحتاجون إلى دعم غذائي.
تعرفوا على بعض العائلات التي تتلقى المساعدة.
بصرة أحمد كابدال، أحضرت أطفالها إلى عيادة تابعة لجمعية الهلال الأحمر الصومالي بالقرب من بوراما لإجراء فحوصات الكشف عن سوء التغذية. تم تشخيص ابنتها، نيمكو أدبيكادير حسن البالغة من العمر 3 سنوات، بسوء تغذية معتدل.
قالت كابدال أن أسرتها كانت تأكل الطماطم والبصل مع الذرة والسورغم قبل حدوث الجفاف. وكانوا يتناولون أيضاً الحليب واللحوم من الماشية. إلا أن المحاصيل لا تنمو، والماشية تنفق بسبب غياب المياه، وباتوا بحاجة الى بيع ماشيتهم لشراء الطعام والضروريات من السوق المحلية.
وقالت: "أكثر ما يقلقنا هو فقدان الماشية ونقص الطعام". يستغرق الأمر ساعتين [المشي إلى مركز توزيع المياه] وعلينا تشكيل طابور طويل للحصول على المياه."
زارت حليمة محمود أباه عيادة جمعية الهلال الأحمر الصومالي في قرية بالقرب من بربرة مع أربعة من أطفالها. كانت قلقة بشأن وزن طفلها الصغير وابنتها ماردييه عبد الله علي، 4 سنوات. وبينما كان يتم قياس طول ماردييه ووزنها ومحيط منتصف عضدها (الجزء العلوي من الذراع)، تحدثت حليمة عن بعض مخاوفها.
قالت: "هناك جفاف، والمياه للماشية محدودة وليس هناك ما يكفي للمحاصيل".
عندما ظهرت نتائج ماردييه، تبين أنها تعاني من سوء التغذية بشكل هامشي.
وأضافت: "أنا قلقة على صحة الأطفال. إذا استمر الوضع على هذا الشكل، سينتج عنه أشياء سيئة... موت الماشية والبشر".
في عيادة جمعية الهلال الأحمر الصومالي في بوراو ، يحرص الموظفون على حصول جميع الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد أو المعتدل على مكمّل غذائي عالي السعرات الحرارية - Plumpy'Sup أو Plumpy'Nut.
يحصل الأطفال مثل مصلح ياسين عثمان على أول مكمّل غذائي لهم في العيادة، ويتم إعطاء أمهاتهم ما يكفي لأخذها إلى المنزل.
والدته، فرحية عبدي أحمد، هي واحدة من العديد من الأمهات اللواتي يحضرن أطفالهن إلى هذه العيادة لإجراء الفحوصات.
--
الصومال هي واحدة من العديد من البلدان في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى التي تواجه حاليا واحدة من أسوأ الأزمات الغذائية منذ عقود.
يقوم الاتحاد الدولي بدعم جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في المنطقة، بما في ذلك جمعية الهلال الأحمر الصومالي، لحماية أرواح ملايين الناس وسبل عيشهم. اكتشفوا المزيد حول نداءنا الخاص بأزمة الجوع في أفريقيا.