الصومال: مكافحة سوء التغذية وسط الجفاف

Nimco, a young Somali girl, watches as her friend, Dheeman, has a Mid-Upper Arm Circumference (MUAC) band measurement as part of her screening for malnourishment at a Somali Red Crescent Society Clinic in February 2023.

نيمكو، فتاة صومالية، تشاهد صديقتها دييمان، وهي تخضع لقياس محيط منتصف العضد كجزء من فحصها لسوء التغذية في عيادة جمعية الهلال الأحمر الصومالي في فبراير/شباط 2023.

صورة: الاتحاد الدولي / أنجيلا هيل

في جميع أنحاء القرن الأفريقي، يدخل الناس موسم الأمطار السادس من دون هطول الأمطار.

على مدى العامين ونصف الماضيين، لم تتدفق المياه التي تملأ عادةً مراكز توزيع المياه المجتمعية وتغذي الماشية وتنمي الخضار. اختفت المياه السطحية وأصبحت البيئة الخضراء جافة ومليئة بالغبار.

أدى الجفاف المستمر، الى جانب النزاع وارتفاع أسعار المواد الغذائية، إلى انعدام الأمن الغذائي والنزوح ونفوق الماشية. وهذا بدوره يؤثر على سبل عيش الناس وصحتهم، ويؤدي إلى سوء التغذية.

تدير فرق جمعية الهلال الأحمر الصومالي (SRCS) في جميع أنحاء البلاد عيادات صحية ثابتة ومتنقلة تخدم المجتمعات الريفية والنائية في المناطق التي يصعب الوصول إليها. توفر هذه العيادات الرعاية الصحية الأساسية والتحصينات الروتينية، فضلاً عن فحوصات لكشف حالات سوء التغذية، وتقديم الدعم الغذائي. يقوم الموظفون بإحالة حالات سوء التغذية الشديدة إلى المراكز الطبية والمستشفيات الكبيرة.

أفادت فرق جمعية الهلال الأحمر الصومالي في الأشهر الأخيرة عن رؤية أعداد متزايدة من الأطفال المصابين بسوء التغذية والذين يحتاجون إلى دعم غذائي.

تعرفوا على بعض العائلات التي تتلقى المساعدة.

بصرة أحمد كابدال، أم من منطقة بوراما بالصومال، تشعر بالقلق حيال صحة أطفالها، حيث تواجه بلادها نقصًا في الغذاء.

بصرة أحمد كابدال، أم من منطقة بوراما بالصومال، تشعر بالقلق حيال صحة أطفالها، حيث تواجه بلادها نقصًا في الغذاء.

صورة: الاتحاد الدولي / أنجيلا هيل

بصرة أحمد كابدال، أحضرت أطفالها إلى عيادة تابعة لجمعية الهلال الأحمر الصومالي بالقرب من بوراما لإجراء فحوصات الكشف عن سوء التغذية. تم تشخيص ابنتها، نيمكو أدبيكادير حسن البالغة من العمر 3 سنوات، بسوء تغذية معتدل.

قالت كابدال أن أسرتها كانت تأكل الطماطم والبصل مع الذرة والسورغم قبل حدوث الجفاف. وكانوا يتناولون أيضاً الحليب واللحوم من الماشية. إلا أن المحاصيل لا تنمو، والماشية تنفق بسبب غياب المياه، وباتوا بحاجة الى بيع ماشيتهم لشراء الطعام والضروريات من السوق المحلية.

وقالت: "أكثر ما يقلقنا هو فقدان الماشية ونقص الطعام". يستغرق الأمر ساعتين [المشي إلى مركز توزيع المياه] وعلينا تشكيل طابور طويل للحصول على المياه."

ماردييه البالغة من العمر 4 سنوات تقف لقياس طولها من قبل الممرض المتخصص بالتغذية هيرسي آدان ياسين في عيادة صحية تديرها جمعية الهلال الأحمر الصومالي.

ماردييه البالغة من العمر 4 سنوات تقف لقياس طولها من قبل الممرض المتخصص بالتغذية هيرسي آدان ياسين في عيادة صحية تديرها جمعية الهلال الأحمر الصومالي.

صورة: الاتحاد الدولي / أنجيلا هيل

زارت حليمة محمود أباه عيادة جمعية الهلال الأحمر الصومالي في قرية بالقرب من بربرة مع أربعة من أطفالها. كانت قلقة بشأن وزن طفلها الصغير وابنتها ماردييه عبد الله علي، 4 سنوات. وبينما كان يتم قياس طول ماردييه ووزنها ومحيط منتصف عضدها (الجزء العلوي من الذراع)، تحدثت حليمة عن بعض مخاوفها.  

قالت: "هناك جفاف، والمياه للماشية محدودة وليس هناك ما يكفي للمحاصيل".  

عندما ظهرت نتائج ماردييه، تبين أنها تعاني من سوء التغذية بشكل هامشي.  

وأضافت: "أنا قلقة على صحة الأطفال. إذا استمر الوضع على هذا الشكل، سينتج عنه أشياء سيئة... موت الماشية والبشر".

مصلح ياسين عثمان يأكل Plumpy'Sup، وهو مكمّل غذائي عالي السعرات للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية المعتدل، في عيادة جمعية الهلال الأحمر الصومالي في بوراو.

مصلح ياسين عثمان يأكل Plumpy'Sup، وهو مكمّل غذائي عالي السعرات للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية المعتدل، في عيادة جمعية الهلال الأحمر الصومالي في بوراو.

صورة: الاتحاد الدولي / أنجيلا هيل

في عيادة جمعية الهلال الأحمر الصومالي في بوراو ، يحرص الموظفون على حصول جميع الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد أو المعتدل على مكمّل غذائي عالي السعرات الحرارية - Plumpy'Sup أو Plumpy'Nut.

يحصل الأطفال مثل مصلح ياسين عثمان على أول مكمّل غذائي لهم في العيادة، ويتم إعطاء أمهاتهم ما يكفي لأخذها إلى المنزل.

والدته، فرحية عبدي أحمد، هي واحدة من العديد من الأمهات اللواتي يحضرن أطفالهن إلى هذه العيادة لإجراء الفحوصات.

أثناء انتظار فحوصات كشف سوء التغذية لأطفالهن، تتلقى الأمهات معلومات حول أهمية الرضاعة الطبيعية في عيادة تدعمها جمعية الهلال الأحمر الصومالي بالقرب من بوراما.

أثناء انتظار فحوصات كشف سوء التغذية لأطفالهن، تتلقى الأمهات معلومات حول أهمية الرضاعة الطبيعية في عيادة تدعمها جمعية الهلال الأحمر الصومالي بالقرب من بوراما.

صورة: الاتحاد الدولي / أنجيلا هيل

--

الصومال هي واحدة من العديد من البلدان في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى التي تواجه حاليا واحدة من أسوأ الأزمات الغذائية منذ عقود.  

يقوم الاتحاد الدولي بدعم جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في المنطقة، بما في ذلك جمعية الهلال الأحمر الصومالي، لحماية أرواح ملايين الناس وسبل عيشهم. اكتشفوا المزيد حول نداءنا الخاص بأزمة الجوع في أفريقيا.

 

أخبار ذات صلة

"لا يوجد شيء اسمه كارثة بسيطة": الشراكة لمواجهة الأزمات الغذائية المُعقّدة من خلال التصدّي للجوع

"لا يوجد شيء اسمه كارثة بسيطة": الشراكة لمواجهة الأزمات الغذائية المُعقّدة من خلال التصدّي للجوع

| مقال

اليوم العالمي للصليب الأحمر والهلال الأحمر: ابقاء الانسانية حيّة من خلال مساعدة المجتمعات على الوقاية من الأمراض المعدية

اليوم العالمي للصليب الأحمر والهلال الأحمر: ابقاء الانسانية حيّة من خلال مساعدة المجتمعات على الوقاية من الأمراض المعدية

| مقال

بوليفيا: الجفاف من جهة، والفيضانات من جهة أخرى - المياه الصالحة للشرب تشكل تحديًا أساسيًا في كلتا الحالتين

بوليفيا: الجفاف من جهة، والفيضانات من جهة أخرى - المياه الصالحة للشرب تشكل تحديًا أساسيًا في كلتا الحالتين

| مقال

أزمة الجوع: "الآن بات بإمكاني الإعتناء بعائلتي"

أزمة الجوع: "الآن بات بإمكاني الإعتناء بعائلتي"

| مقال
اطلع على مزيد من الأخبار