الصومال: مكافحة سوء التغذية وسط الجفاف
في جميع أنحاء القرن الأفريقي، يدخل الناس موسم الأمطار السادس من دون هطول الأمطار.
على مدى العامين ونصف الماضيين، لم تتدفق المياه التي تملأ عادةً مراكز توزيع المياه المجتمعية وتغذي الماشية وتنمي الخضار. اختفت المياه السطحية وأصبحت البيئة الخضراء جافة ومليئة بالغبار.
أدى الجفاف المستمر، الى جانب النزاع وارتفاع أسعار المواد الغذائية، إلى انعدام الأمن الغذائي والنزوح ونفوق الماشية. وهذا بدوره يؤثر على سبل عيش الناس وصحتهم، ويؤدي إلى سوء التغذية.
تدير فرق جمعية الهلال الأحمر الصومالي (SRCS) في جميع أنحاء البلاد عيادات صحية ثابتة ومتنقلة تخدم المجتمعات الريفية والنائية في المناطق التي يصعب الوصول إليها. توفر هذه العيادات الرعاية الصحية الأساسية والتحصينات الروتينية، فضلاً عن فحوصات لكشف حالات سوء التغذية، وتقديم الدعم الغذائي. يقوم الموظفون بإحالة حالات سوء التغذية الشديدة إلى المراكز الطبية والمستشفيات الكبيرة.
أفادت فرق جمعية الهلال الأحمر الصومالي في الأشهر الأخيرة عن رؤية أعداد متزايدة من الأطفال المصابين بسوء التغذية والذين يحتاجون إلى دعم غذائي.
تعرفوا على بعض العائلات التي تتلقى المساعدة.
بصرة أحمد كابدال، أحضرت أطفالها إلى عيادة تابعة لجمعية الهلال الأحمر الصومالي بالقرب من بوراما لإجراء فحوصات الكشف عن سوء التغذية. تم تشخيص ابنتها، نيمكو أدبيكادير حسن البالغة من العمر 3 سنوات، بسوء تغذية معتدل.
قالت كابدال أن أسرتها كانت تأكل الطماطم والبصل مع الذرة والسورغم قبل حدوث الجفاف. وكانوا يتناولون أيضاً الحليب واللحوم من الماشية. إلا أن المحاصيل لا تنمو، والماشية تنفق بسبب غياب المياه، وباتوا بحاجة الى بيع ماشيتهم لشراء الطعام والضروريات من السوق المحلية.
وقالت: "أكثر ما يقلقنا هو فقدان الماشية ونقص الطعام". يستغرق الأمر ساعتين [المشي إلى مركز توزيع المياه] وعلينا تشكيل طابور طويل للحصول على المياه."
زارت حليمة محمود أباه عيادة جمعية الهلال الأحمر الصومالي في قرية بالقرب من بربرة مع أربعة من أطفالها. كانت قلقة بشأن وزن طفلها الصغير وابنتها ماردييه عبد الله علي، 4 سنوات. وبينما كان يتم قياس طول ماردييه ووزنها ومحيط منتصف عضدها (الجزء العلوي من الذراع)، تحدثت حليمة عن بعض مخاوفها.
قالت: "هناك جفاف، والمياه للماشية محدودة وليس هناك ما يكفي للمحاصيل".
عندما ظهرت نتائج ماردييه، تبين أنها تعاني من سوء التغذية بشكل هامشي.
وأضافت: "أنا قلقة على صحة الأطفال. إذا استمر الوضع على هذا الشكل، سينتج عنه أشياء سيئة... موت الماشية والبشر".
في عيادة جمعية الهلال الأحمر الصومالي في بوراو ، يحرص الموظفون على حصول جميع الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد أو المعتدل على مكمّل غذائي عالي السعرات الحرارية - Plumpy'Sup أو Plumpy'Nut.
يحصل الأطفال مثل مصلح ياسين عثمان على أول مكمّل غذائي لهم في العيادة، ويتم إعطاء أمهاتهم ما يكفي لأخذها إلى المنزل.
والدته، فرحية عبدي أحمد، هي واحدة من العديد من الأمهات اللواتي يحضرن أطفالهن إلى هذه العيادة لإجراء الفحوصات.
--
الصومال هي واحدة من العديد من البلدان في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى التي تواجه حاليا واحدة من أسوأ الأزمات الغذائية منذ عقود.
يقوم الاتحاد الدولي بدعم جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في المنطقة، بما في ذلك جمعية الهلال الأحمر الصومالي، لحماية أرواح ملايين الناس وسبل عيشهم. اكتشفوا المزيد حول نداءنا الخاص بأزمة الجوع في أفريقيا.
الصومال: احتمال المجاعة سيزداد بنحو 25 في المائة إذا لم يحصل النازحون على المساعدة التي يحتاجونها
نيروبي/جنيف، 19 ديسمبر/كانون الأول 2022 - أجبرت أسوأ موجة جفاف تشهدها الصومال منذ 40 عامًا المزيد والمزيد من الناس على مغادرة منازلهم بحثًا عن الأمن الغذائي ومراعي أكثر اخضرارًا للماشية. ستزداد احتمالية المجاعة بحوالي 25% ما لم تقدم المساعدات اللازمة للنازحين، وفقًا لتقديرات الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر (IFRC).
لا يمكن تصنيف أزمة الجوع المستمرة في الصومال على أنها مجاعة، وفقًا لأحدث تقرير صادر عن التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) - المنظمة الدولية المسؤولة عن مراقبة الجوع حول العالم - ولكن من المرجح أن يزداد الوضع سوءًا في الأشهر المقبلة. تتوقع IPC حدوث المجاعة بين أبريل ويونيو 2023 في أجزاء من الصومال.
أوضح محمد مخير، المدير الإقليمي لأفريقيا في الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر:
"النزوح هو أحد العوامل الرئيسية الأربعة أو 'خطر متزايد' للمجاعة في الصومال. وتشمل العوامل الثلاثة الأخرى زيادة الجفاف وزيادة أسعار المواد الغذائية والنزاعات. ستؤدي تلبية احتياجات النازحين إلى تقليل احتمالية المجاعة بشكل كبير".
أُجبر أكثر من مليون شخص على ترك منازلهم مع اشتداد أزمة الجوع - ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد. سيؤدي العدد المتزايد للنازحين في المستوطنات المؤقتة المكتظة إلى الحد من الوصول إلى المياه النظيفة والصرف الصحي والتغذية والخدمات الصحية. علاوة على ذلك، على الرغم من أن بعض النازحين يعيشون مع أصدقائهم وأقاربهم، إلا أن هذا الأمر يضع ضغطًا إضافيًا على العائلات المضيفة، التي تشارك احتياطياتها الغذائية المحدودة مع الضيوف. يعد تزويد النازحين بالمساعدات الإنسانية المصممة خصيصًا لهم من أكثر الطرق فعالية لحماية العائلات المضيفة من الانزلاق الى هاوية الجوع، مع ضمان تلبية الاحتياجات الغذائية للأشخاص المتنقلين في نفس الوقت.
يعد تقديم المساعدات الإنسانية للعائلات المتنقلة باستمرار أحد أكبر التحديات التي يواجهها عمال الإغاثة. تتمثل إحدى الطرق التي تستخدمها فرق الهلال الأحمر الصومالي، بدعم من الاتحاد الدولي، في الوصول إلى مجتمعات الرحّل من خلال عيادات متنقلة لتقديم الخدمات الصحية الأساسية في المناطق النائية من البلاد.
إن بعض الإجراءات العاجلة اللازمة للحد من احتمالية المجاعة تشمل تعزيز خدمات الصحة والتغذية، والمساعدات النقدية والمأوى.
وأضاف موخير: “نكرر دعوتنا لإعطاء الأولوية لأزمة الجوع المتزايدة في الصومال، وهي أسوأ موجة جفاف تشهدها البلاد منذ 40 عامًا. كمنظمة، ينصب تركيزنا على النازحين، بسبب قدرتنا الفريدة على الوصول إليهم بالمساعدات".
لدى جمعية الهلال الأحمر الصومالي فروع في جميع أنحاء البلاد وعدد كبير من المتطوعين في جميع أنحاء البلاد، كما أن لديها شبكة واسعة من المرافق الصحية. ينصب تركيز فرق الهلال الأحمر على توصيل النقود إلى العائلات بهدف تلبية احتياجاتهم الغذائية والصحية وغيرها من الاحتياجات الطارئة. إن المساعدات النقدية تعطي الأشخاص حرية اختيار ما يحتاجون إليه لمساعدة أسرهم على البقاء بصحة جيدة، وهو يلاءم مجتمعات البدو الرحل بشكل خاص بحيث قد يحتاجون إلى حمل المساعدات العينية أثناء انتقالهم.
وفقًا لـ IPC، من المرجح أن يكون موسم الأمطار من أبريل إلى يونيو 2023 أقل من المعدل الطبيعي، وهناك احتمال بنسبة 62 في المائة أن يكون هطول الأمطار التراكمي في خانة أدنى المستويات المسجّلة. سيمثل هذا الموسم السادس من هطول الأمطار بمعدل أقل من المتوسط. كما ستظل أسعار المواد الغذائية مرتفعة، وسيؤدي انعدام الأمن إلى الحد من القدرة على الوصول إلى الأسواق وإعاقة المساعدات الإنسانية. سيكون النازحون من بين أكثر المتضررين.
للمزيد من المعلومات، رجاء التواصل مع:
في نيروبي:
يولوج إيشيموي
00254735437906
[email protected]
في داكار:
مصطفى ديالو
00221774501004
[email protected]
في جنيف:
جينيل إيلي
00120206036803
[email protected]
أفريقيا: أزمة الجوع
تشهد منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى واحدة من أكثر الأزمات الغذائية إثارة للقلق منذ عقود، اذ أنها هائلة من حيث شدّتها ونطاقها الجغرافي. يعاني حوالي 146 مليون شخص من انعدام حاد للأمن الغذائي وهم بحاجة إلى مساعدة إنسانية طارئة. عوامل محلّية وعالمية عدّة أوصلت الى هذه الأزمة، بما في ذلك انعدام الأمن والنزاع المسلّح، والأحداث الجويّة القاسية، والتقلّب المناخي، والآثار السلبية على الاقتصاد الكلّي. من خلال نداء الطوارئ الإقليمي هذا، يدعم الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر العديد من جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في جميع أنحاء أفريقيا، وذلك بهدف حماية أرواح وسبل عيش الملايين من الناس.
الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر تحذر من فتور الهمة في مواجهة أزمة الجوع العالمية
جنيف (اللجنة الدولية/الاتحاد الدولي) - تتعالى التحذيرات من كل حدب وصوب؛ فالنزاعات المسلحة والطوارئ الناجمة عن الظواهر المناخية والمصاعب الاقتصادية والعراقيل السياسية تدفع موجة الجوع عاليًا في بلدان عدة حول العالم. وإذا لم تتخذ خطوات فورية وعاجلة، فستتفاقم معاناة ملايين البشر.
وأفاد الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر (الاتحاد الدولي) واللجنة الدولية للصليب الأحمر (اللجنة الدولية)، قبيل انعقاد الدورة القادمة للجمعية العامة للأمم المتحدة، إن الضرورة تملي إدخال تحسينات على النظم الخدمية لتفادي الوقوع في دائرة مفرغة من الأزمات، على أن يشمل ذلك الاستثمار في الإنتاج الغذائي المتكيف مع التقلبات المناخية في المناطق المتضررة من النزاعات، وفي إنشاء آليات قوية تتيح تقديم الدعم إلى المجتمعات المحلية التي يصعب الوصول إليها وتعاني من نقص المواد الغذائية وارتفاع أسعارها.
هذا وأدى النزاع المسلح الدولي الدائر في أوكرانيا إلى تعطيل نظم توريد الغذاء العالمية، وكذا المواسم القادمة لزراعة المحاصيل في بلدان عدة بسبب الأثر السلبي للنزاع على توافر الأسمدة. ولا مجال للتهوين من أهمية تسيير المزيد من الشحنات الغذائية في إطار مبادرة حبوب البحر الأسود إلى السكان المتضررين في شرق أفريقيا. فالحال أن المناطق التي تحتاج إلى هذه الشحنات لا تستقبل سوى عدد قليل جدًا منها.
ورغم تصدر حالات الطوارئ المرتبطة بالجوع عناوين الأخبار، تلوح بوادر فتور الهمة في مواجهة الأزمة. لكن المخيف في هذه اللحظة الراهنة بالخصوص هو اتساع حجم الاحتياجات وعمقها؛ فأكثر من 140 مليون شخص يواجهون انعدامًا في الأمن الغذائي بشكل حاد من جراء النزاع وعدم الاستقرار، بل إن التغير المناخي والهشاشة الاقتصادية يفتحان الباب أمام تزايد الاحتياجات الغذائية لمواجهة الجوع في الأشهر القادمة.
وتلح الحاجة الآن إلى توافر الإرادة السياسية والموارد، وإلا فستهدر أرواح كثيرة وستتواصل فصول المعاناة لأعوام قادمة. ولن تجدي الاستجابة الطارئة وحدها في سبيل القضاء على أزمات الجوع، فلن تنكسر هذه الدائرة المفرغة إلا ببذل إجراءات متضافرة وتدشين نُهج طويلة الأمد.
ومن الأهمية بمكان أن تسير معالجة الاحتياجات العاجلة جنيبا إلى جنب مع ترسيخ أسس الصمود المجتمعي. ولا بد أن تبذل الحكومات والقطاع الخاص والكيانات الإنسانية والإنمائية المزيد من الجهود لدعم الخطط طويلة الأمد في مجالات الأمن الغذائي وتعزيز سبل كسب العيش والصمود.
ويجب أن تتضمن التدابير بذل استثمارات في تعزيز النظم الغذائية القاعدية والجهات الفاعلة في المجتمعات المحلية من أجل استدامة الأمن الغذائي والاقتصادي. ومن النُهج المقترحة في هذا الصدد دراسة اتخاذ إجراءات استباقية في مجال الأمن الغذائي بناءً على التنبؤات وتحليل المخاطر.
وقال فرانشيسكو روكا، رئيس الاتحاد الدولي: "تعصف أزمة غذائية هي الأسوأ منذ عقود بأكثر من عشرين بلدًا في أفريقيا، فقد سقط زهاء 22 مليون شخص في القرن الأفريقي في مخالب الجوع بسبب الأزمات المتراكمة من جفاف وفيضانات ونزاعات وآثار اقتصادية بسبب جائحة كوفيد-19، بل وحتى الجراد الصحراوي. هذه الأرقام المذهلة في ضخامتها تمثل أناسًا حقيقيين؛ رجالاً ونساءً وأطفالاً يكافحون يوميًا وسط أجواء من الجوع المميت. ويُتوقع أن يستمر تدهور الأوضاع في عام 2023. لكن التحرك العاجل قد ينقذ أرواحًا كثيرة، فنحن بحاجة إلى إجراءات عاجلة ومكثفة لتوسيع نطاق المساعدات الرامية إلى انقاذ أرواح ملايين البشر الذين هم في أمس الحاجة إلى المعونة، إلى جانب التصدي بحزم للأسباب الجذرية التي تفجر هذه الأزمة وذلك من خلال بذل التزامات طويلة الأمد في هذا الصدد."
يقدم الاتحاد الدولي وأعضاؤه - من فرق الصليب الأحمر والهلال الأحمر المنتشرة في كل أرجاء العالم - المساعدات إلى المجتمعات المحلية التي يصعب الوصول إليها. وتشمل المساعدات منح العائلات إعانات نقدية لسد احتياجاتها من الغذاء والصحة وغيرها من الاحتياجات العاجلة. ففي نيجيريا، يركز متطوعو الصليب الأحمر على الأمهات الحوامل والمرضعات، لما تحظى به تغذية هاتين الفئتين من أهمية بالغة لصحة المواليد والأطفال الصغار. وفي مدغشقر، يعمل المتطوعون على استعادة الأراضي ومصادر المياه بتنفيذ أنشطة مكافحة التعرية وإنشاء نقاط توزيع مياه والتركيز على أشغال الري، إلى جانب الاستعانة بالأساليب التقليدية لمحاربة الجوع، مثل أدوات رصد التغذية.
وقال بيتر ماورير، رئيس اللجنة الدولية: "النزاعات مسبب كبير لأزمة الجوع، فما نراه هو أن العنف يمنع المزارعين من الزراعة والحصاد، وأن فرض العقوبات والحصار يعوق إيصال الغذاء إلى المناطق الأشد حرمانًا. آمل أن ندمج القدرة على الصمود في صميم أنشطة الاستجابة الإنسانية، بما يهيئ السبل للحد من معاناة المجتمعات المحلية في حالة اندلاع العنف أو أزمات تغير المناخ التي تزعزع حياة الناس. فالحلول المسكنة لن تكفي لاحتواء الأزمة في الأعوام القادمة."
ساعدت اللجنة الدولية هذا العام زهاء مليون شخص في مناطق جنوب ووسط الصومال لشراء مؤونة شهر من المواد الغذائية عن طريق توزيع منح نقدية على أكثر من 150,000 أسرة. وساعد برنامج مماثل في نيجيريا 675,000 شخص، بينما تلقى أكثر من ربع مليون شخص مستلزمات زراعية تتكيف مع تقلبات المناخ لاستعادة القدرة على إنتاج المحاصيل. وتعمل اللجنة الدولية على تعزيز القدرة على الصمود عن طريق توفير البذور والأدوات وسبل رعاية الماشية بحيث تتحسن قدرة السكان على استيعاب الصدمات المتكررة. ويدير الأخصائيون الطبيون التابعون لها مراكز تثبيت للحالات الصحية في أماكن مثل الصومال، يتلقى فيها الأطفال رعاية متخصصة في مجال التغذية.
تعيش المجتمعات المحلية حول العالم أجواءً محفوفة بالعسر الشديد، وفي ما يلي لمحة سريعة عن بعض المناطق المحتاجة إلى المساعدة:
أفريقيا جنوب الصحراء: يعاني واحد من كل ثلاثة أطفال تحت سن الخامسة التقزم بسبب نقص التغذية المزمن، بينما تعاني اثنتان من كل خمس نساء في سن الإنجاب فقر الدم بسبب سوء التغذية. وتعيش غالبية السكان في أفريقيا جنوب الصحراء على أقل من 1,90 دولار في اليوم.
أفغانستان: خلَّفت ثلاثة عقود من النزاع المسلح، جنبًا إلى جنب مع الانهيار الاقتصادي وقلة الوظائف والأزمة المصرفية الهائلة، آثارًا مدمرة على قدرة العائلات الأفغانية على شراء المواد الغذائية. فأكثر من نصف سكان البلاد - 24 مليون نسمة - يحتاجون إلى مساعدات. وترحب الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر بأي إجراءات تهدف إلى تخفيف آثار العقوبات الاقتصادية. لكن عمق الأزمة الإنسانية يحتم كذلك تنفيذ حلول طويلة الأمد، من بينها استئناف المشاريع والاستثمارات التي تضطلع بها دول ووكالات إنمائية في البنية التحتية الأساسية.
باكستان: أوقعت الفيضانات الأخيرة خسائر تقدر بحوالي 12 مليار دولار، وكان وضع الأمن الغذائي متدهورًا حتى قبل الكارثة الأخيرة، حيث كان يعاني 43 بالمائة من السكان انعدام الأمن الغذائي. ويُتوقع الآن ارتفاع عدد السكان الذي يواجهون مستويات شديدة من الجوع ارتفاعًا حادًا. فقد غمرت المياه 78,000 كم2 (21 مليون فدان) من المحاصيل، وتشير التقديرات إلى تلف 65 بالمائة من السلة الغذائية للبلاد - محاصيل مثل الأرز والقمح - ونفوق ما يزيد عن 733,000 رأس ماشية. ستضر الفيضانات كذلك بجهود إيصال المواد الغذائية إلى أفغانستان المجاورة.
الصومال: تضاعف عدد الأطفال، الذين يعانون سوء التغذية ويحتاجون إلى رعاية، خمس مرات. فقد أُودع 466 طفلاً في مستشفى "باي" الإقليمي في مدينة بيدوا الشهر الماضي مقارنة بعدد 82 طفلاً في آب/أغسطس 2021. وقد يموت الأطفال المودعون في المستشفى إذا لم يتلقوا هذه الرعاية التغذوية المتخصصة.
سورية: ارتفعت معدلات انعدام الأمن الغذائي أكثر من 50 بالمائة منذ عام 2019. ولا يستطيع الآن ثلثا سكان البلاد - 12,4 مليونًا من 18 مليون نسمة - تلبية الاحتياجات الغذائية اليومية. وقد أدت الآثار المتراكمة الناجمة عن نزاع تجاوز عشرة أعوام، بما في ذلك التبعات المترتبة على العقوبات المفروضة، إلى انهيار القدرة الشرائية للسكان. ورافق ذلك تضاعف أسعار الأغذية خمس مرات على مدار العامين الماضيين.
اليمن: يعيش معظم اليمنيين على وجبة واحدة يوميًا، وتشير تقديرات العام الماضي إلى معاناة 53 بالمائة من سكان اليمن انعدام الأمن الغذائي. ارتفع هذا الرقم العام الحالي إلى 63 بالمائة، أي حوالي 19 مليون نسمة. ويأتي هذا في ظل اضطرار هيئات الإغاثة إلى خفض المساعدات الغذائية بسبب نقص التمويل، ما يعني أن 5 ملايين شخص تقريبًا سيحصلون من الآن فصاعدًا على أقل من 50 بالمائة من احتياجاتهم الغذائية اليومية من جراء ذلك.
ملاحظة للمحررين:
لمزيد من المعلومات، يرجى الاتصال بـ:
[email protected] Della Longa (IFRC)
[email protected] Jenelle Eli (IFRC)
[email protected] Crystal Wells (ICRC)
[email protected] Jason Straziuso (ICRC)
أزمة الجوع في القرن الأفريقي: تلبية احتياجات مجتمعات البدو الرحّل أمر بالغ الأهمية لإنقاذ الأرواح
نيروبي/جنيف، 7 سبتمبر/أيلول 2022 - أُجبر ما يقرب من مليون شخص على ترك منازلهم بحثًا عن الطعام والماء في أجزاء من الصومال وكينيا، مع استمرار أزمة الجوع الكارثية. أكثر من 22 مليون شخص يعانون من نقص كامل في الغذاء في القرن الأفريقي. من المتوقع أن يزداد الوضع سوءًا في أوائل عام 2023. وتتضرر مجتمعات البدو الرحّل بشكل خاص من نقص الغذاء والارتفاع الشديد في الأسعار. حذّر الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر من أنه في حين أن الغذاء والأموال ستعالج جزءًا من المشكلة، فبدون آلية موثوقة للوصول إلى الأسر البدوية بمساعدات إنسانية شاملة، ستظل استجابة العالم لأزمة الجوع غير فعالة وغير كافية.
وقال محمد بابكر، رئيس وفد كينيا والصومال بالاتحاد الدولي:
"إن ملايين الأرواح في خطر. ولكن بينما يعمل المجتمع الإنساني على تسريع استجابته، يجب علينا ضمان عدم تكرار أخطاء العقود الماضية. من المهم أن تكون المساعدات ليست فقط متاحة، بل ممكن وصولها إلى الأشخاص المناسبين بطريقة فعالة. معظم العائلات المتضررة هي من المجتمعات الرعوية، وهي في الغالب من البدو، ولا يمكن الوصول إليها إلا من قبل أولئك القريبين منها بما يكفي لمواكبة تحركاتها وتقديم المساعدة من دون انقطاع. الاستجابة المحلية أمر أساسي".
في كينيا، تقع معظم المناطق التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي في المناطق القاحلة وشبه القاحلة، حيث تعتمد المجتمعات على الرعي، وبالتالي تعتمد بشكل أساسي على اللحوم والألبان في التغذية والدخل. إن قلة الأمطار أجبرت العائلات على ترك منازلها بحثًا عن المياه والمراعي.
في الصومال، تأثرت النساء والفتيات بشكل غير متناسب بالأزمة حيث يملن إلى السفر لمسافات طويلة بحثًا عن الماء والحطب، كما انفصلت عن عائلاتهن وظلت مع الماشية، بينما يهاجر الرجال والفتيان بحثًا عن المرعى والمياه.
وأضاف بابكر: "الاستجابة تواجه تحديين رئيسيين. أكبرها نقص الموارد الكافية لشراء مواد الإغاثة في حالات الطوارئ. ومع ذلك، حتى لو كان لديك القدرات المادية، فأنت بحاجة إلى أن تكون قادرًا على الوصول إلى هذه المجتمعات البدوية بطريقة فعالة. هذا أمر بالغ الأهمية. ندعو الشركاء والمانحين إلى الاستثمار في المؤسسات التي تتمتع بوصول موثوق إلى العائلات المتنقلة".
يعد تقديم المساعدة الإنسانية للعائلات المتنقلة باستمرار أحد أكبر التحديات التي يواجهها عمال الإغاثة. رداً على ذلك، تعمل فرق الهلال الأحمر في الصومال عن كثب مع مجتمعات البدو الرحّل، لذلك لا يوجد قلق بشأن مكان تقديم المساعدات. يأتي هؤلاء المتطوعون من المجتمعات التي يخدمونها. مع التقارير الأخيرة التي تفيد بوفاة أكثر من 700 طفل في مراكز التغذية في جميع أنحاء الصومال، فمن المهم أن تصل منظمات الإغاثة إلى الأشخاص المتضررين في مجتمعاتهم قبل أن تصبح حالتهم حرجة، لأن البعض لا يصل إلى المراكز الصحية، أو يصل بعد فوات الأوان.
بالإضافة إلى الغذاء، يحتاج الأشخاص المتضررون من الجفاف أيضًا إلى خدمات صحية. خلال الزيارات الميدانية إلى بونتلاند وأجزاء أخرى من البلاد، تقدم فرق الاتحاد الدولي والهلال الأحمر الصومالي الرعاية للنازحين المنهكين والمرضى. تصل فرق الهلال الأحمر في الصومال، بدعم من الاتحاد الدولي، إلى المجتمعات البدوية بعيادات متنقلة لتقديم الخدمات الصحية الأساسية في المناطق النائية.
تكمن قوتنا في شبكة المتطوعين لدينا، والتي تنبع من المجتمعات التي نخدمها. إنهم يفهمون السياق الثقافي واللغات المحلية ولديهم فهم متعمق للمجتمعات المتضررة"، قال بابكر.
كما ستركز فرق الصليب الأحمر والهلال الأحمر على إيصال المساعدات النقدية للأسر لتلبية احتياجاتها الغذائية والصحية وغيرها من الاحتياجات العاجلة. تمنح المساعدة النقدية الأشخاص حرية اختيار ما يحتاجون إليه لمساعدة أسرهم على البقاء بصحة جيدة، وهي تلائم مجتمعات البدو التي قد تحتاج إلى حمل المساعدات العينية معها أثناء انتقالها. حتى الآن، تمكّنت فرق الصليب الأحمر والهلال الأحمر في كينيا والصومال بشكل جماعي من الوصول إلى ما لا يقل عن 645,000 شخص من المتضررين من الجفاف من خلال الخدمات الصحية والمساعدات النقدية، فضلاً عن خدمات الإمداد بالمياه، الإصحاح والنهوض بالنظافة.
ملاحظة للمحررين:
تتوفر صور ومقاطع فيديو جديدة عالية الجودة من المناطق المتضررة من الجفاف في الصومال وكينيا على هذا الرابط: https://www.ifrcnewsroom.org
للمزيد من المعلومات، بإمكانكم التواصل مع:
في نيروبي:
يولوج إيشيموي - Euloge Ishimwe
00254735437906
[email protected]
في جنيف:
آنا توسون - Anna Tuson
0041798956924
[email protected]
الهلال الأحمر الصومالي