المناخ يسبب فوضى عارمة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ: فيضانات، وأمراض، وحرّ يهدد الأرواح
كوالالمبور/دكا/بكين، 10 أغسطس/آب 2023 - تعاني بلدان آسيا والمحيط الهادئ من كوارث متعددة تثير فوضى عارمة في المنطقة، ومحللو المناخ يعزون ذلك إلى ظاهرة النينيو. يحث الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر (IFRC) السلطات والمنظمات الإنسانية على التأهب للكوارث المتعددة التي تحدث في نفس الوقت وبشدة متزايدة. خلال الأشهر القليلة الماضية، خصص الاتحاد الدولي أموال من صندوق الطوارئ للإستجابة للكوارث (DREF) لثمانية استجابات لأحداث متعلقة بالمناخ - ثلاثة مخصصة لحمى الضنك في بنغلاديش ونيبال وسريلانكا، وثلاثة للفيضانات في منغوليا وباكستان وأفغانستان، وواحدة للإعصار في بنغلاديش، وواحدة لموجة البرد في منغوليا. على الرغم من أن التأثير الكامل للظاهرة متوقع بين سبتمبر/ايلول من هذا العام إلى مارس/ايار من العام المقبل، فإن العديد من المناطق في آسيا والمحيط الهادئ تواجه بالفعل مخاطر متعددة حالياً، وكلها تشير إلى تدهور الوضع المناخي. في بنغلاديش، انتشرت عدوى حمى الضنك في البلاد، وكان هناك ما يقرب من 30 ألف حالة جديدة هذا العام، أي ما يقرب من 5 اضعاف أرقام العام الماضي. علاوة على ذلك، يؤكد خبراء الصحة العامة المحليون إصابة العديد من الأشخاص بأنواع متعددة من حمى الضنك، مما يجعل العلاج معقدًا. يقول سانجيف كافلي، رئيس بعثة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في بنغلاديش: "نحن نعمل بشكل وثيق مع جمعية الهلال الأحمر البنغلاديشي والسلطات الصحية لمكافحة هذا الوضع. في 85 موقع تنتشر فيه حمى الضنك في مدن دكا وتشاتوغرام وباريشال، يركز متطوعونا على التوعية العامة وجهود الوقاية. نحن نعمل على الاستحواذ على مجموعات الاختبار التشخيصية للسلطات الصحية بالإضافة إلى دعم توافر الصفائح الدموية المركزة من خلال بنوك الدم في جمعية الهلال الأحمر البنغلاديشي. نحن ندعم في جميع المجالات، من العمل المنقذ للحياة إلى التدابير الوقائية. " تهدف جهود التخفيف من آثار تغير المناخ التي يبذلها الاتحاد الدولي على المستويات الوطنية في مختلف البلدان إلى تحسين أنظمة إدارة المياه، والحد من تكاثر البعوض، وتعزيز أنظمة المراقبة لتتبع تفشي الأمراض وتعزيز قدرة مقدمي الرعاية الصحية على إدارة الحالات وتقديم العلاج. تقول أولغا دزومايفا، رئيسة بعثة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في شرق آسيا: "ضربت الأمطار الغزيرة والفيضانات شرق آسيا بشدة هذا الصيف. شهدت المناطق الشمالية، والشمالية الشرقية، وبعض المناطق في جنوب الصين هطول الأمطار بكمية قياسية وبشكل لم تشهده بكين منذ 140 عامًا. العاصمة المنغولية أولان باتور و13 مقاطعة في منغوليا، والأجزاء الوسطى والعديد من مقاطعات جمهورية كوريا، وفي منطقة كيوشو باليابان، جميعها عانت أيضًا من تأثير الأمطار الشديدة في يوليو/تموز. ونتيجة لذلك، تضرر ونزح ملايين الأشخاص في شرق آسيا، وتعرضت الطرق والجسور والمنازل والبنى التحتية لأضرار بالغة، والعديد منها غير قابل للإصلاح. استجابةً للوضع، تم نشر زملائنا والمتطوعين من الجمعيات الوطنية في الصين واليابان ومنغوليا وجمهورية كوريا على الخطوط الأمامية، لتفعيل استجاباتهم الطارئة، وبذل كل جهد ممكن لإجلاء الأشخاص المحاصرين بسبب الفيضانات والحطام، وإرسال إمدادات الإغاثة بشكل عاجل مثل البطانيات والخيام والأسرّة القابلة للطي إلى المناطق المتضررة". يعتقد الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، والجمعيات الوطنية، وشركاؤنا أننا بحاجة أيضًا إلى التركيز على بناء القدرة على الصمود من خلال إدراج الطبيعة، الترقّب، والتكيف والتخفيف. من خلال العمل المبكر أو الاستباقي، على سبيل المثال، يتم تخصيص الأموال بشكل استباقي بناءً على توقعات الطقس لدعم الأشخاص المعرضين للخطر قبل وقوع الكوارث، وهو محط اهتمام في سياق المخاطر المناخية المتزايدة بسرعة. يقول لويس رودريغيز، المسؤول عن المناخ والقدرة على الصمود في المكتب الإقليمي للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في آسيا والمحيط الهادئ: "كانت هذه الأحداث أكثر شدة من المعتاد بسبب ظروف الاحترار السائدة، وهذا يؤدي إلى هطول أمطار أكثر غزارة، مما يؤدي إلى حدوث الأعاصير والأمطار والفيضانات. تؤثر عوامل المناخ هذه أيضًا بشكل كبير على ديناميكيات العدوى. تؤدي زيادة هطول الأمطار إلى خلق موائل جديدة ومواتية لليرقات أو الفيروسات، كما أن زيادة درجة الحرارة تسرع من نمو الحشرات الحاملة للفيروسات وفترة حضانة الفيروس. ستؤدي التغيرات الحادة في أنماط درجات الحرارة وهطول الأمطار بسبب تغير المناخ إلى انتشار المرض وانتقاله في المناطق التي تعتبر حاليًا منخفضة المخاطر أو خالية من حمى الضنك. هذه كلها ليست أحداثًا مستقلة عن بعضها، بل هي متصلة". تحسبًا لظواهر مناخية أكثر قساوة ستضرب المزيد من المناطق في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، تقوم الجمعيات الوطنية مع الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر بتنفيذ تدابير تأهب شديدة مثل التخطيط لموجات الحر، وعمليات المحاكاة والتدريبات، والتخزين المسبق لمواد الإغاثة، وتجهيز معدات الإخلاء والإنقاذ، ودورات تجديد المعلومات بشأن الإجراءات واللوائح للمتطوعين والموظفين والفرق الفنية. علاوة على ذلك، يضمن صندوق الطوارئ للإستجابة للكوارث أن الجمعيات الوطنية يمكنها العمل بسرعة وكفاءة، وهذا يعني إنقاذ الملايين من الأرواح وسبل العيش. لمزيد من المعلومات أو لطلب مقابلة، يرجى التواصل معنا على: [email protected] في كوالالمبور: أفريل رانسس | [email protected] | 0060192713641 في جنيف: آنا توسون | [email protected] | 0041798956924