مبادرة REACH

Displaying 1 - 3 of 3
|
مقال

مبادرة صحة المجتمع الأفريقي الممكَنة وذات القدرة على الصمود: كيف يمكن لفعل بسيط أن يحدث تأثيرًا ثوريًا على صحة العائلات

كل صباح، تنطلق عائشة سيرًا على الأقدام لجلب المياه من النهر، تحمل دلاء ثقيلة إلى المنزل، وهي تعلم أن كل قطرة ثمينة. تدور حياة عائشة حول رعاية أطفالها الثلاثة الصغار، ولكن على الرغم من بذل قصارى جهدها لتوفير احتياجات أسرتها، بدا المرض أمرًا لا مفرّ منه. غالبًا ما عانى أصغر أبنائها، موسى، من مشاكل مؤلمة في المعدة. أصبحت الرحلات المتكررة إلى العيادة تشكل ضغطًا على أسرتها. مثل العديد من سكان قريتها، كانت عائشة تعتقد دائمًا أن المرض مجرد جزء من الحياة، أي شيء يجب عليهم تحمله.بدأت الأمور تتغير عندما وصل متطوعو الصليب الأحمر النيجيري إلى قريتها، وذلك كجزء من مبادرة صحة المجتمع الأفريقي الممكَنة وذات القدرة على الصمود (REACH)، وهو برنامج للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر (IFRC) والمركز الافريقي لمكافحة الامراض والوقاية منها (Africa CDC) لتحسين ممارسات الصحة والنظافة في المجتمعات المحرومة. تجمّع المتطوعون والقرويون تحت ظل شجرة كبيرة، وقام المتطوعون بشرح كيف يمكن لغسل اليدين بانتظام بالماء والصابون أن ينقذ الأرواح من خلال منع الأمراض مثل الكوليرا والإسهال.بالنسبة للعديد من الحاضرين، كان هذا بمثابة اكتشاف جديد. في العديد من القرى هنا، يعد الصابون رفاهية نادرة، وغالبًا ما يتم استخدامه لغسيل الملابس أو الاستحمام، ولم يفكر سوى قِلة من الناس في استخدامه لغسل أيديهم. وقد أظهر المتطوعون تقنية غسل اليدين الصحيحة، حيث أظهروا لأفراد المجتمع كيفية فرك أيديهم جيدًا لإزالة الجراثيم غير المرئية. وبدافع من الفضول، قررت عائشة تجربة ذلك. فأقامت محطة بسيطة لغسل اليدين خارج منزلها، باستخدام وعاء من البلاستيك وقطعة صغيرة من الصابون. وعلّمت أطفالها الروتين الجديد، وشاهدوا بعيون ثاقبة، وهي تشرح لهم أن هذا العمل الصغير يمكن أن يحافظ على سلامتهم.وخلال الأسابيع التالية، حدث شيء غير عادي. ظلّ موسى، الذي كان يمرض بشكل متكرر، بصحة جيدة. خفّ قلقهم بشأن آلام المعدة والحمى، وأدركت عائشة أن هذا التغيير الصغير كان له تأثير عميق على أسرتها.وسرعان ما بدأ جيرانها يلاحظون ذلك أيضًا، وبالتالي بدأت الأسر الأخرى في القرية واحدة تلو الأخرى في إنشاء محطات غسل اليدين. وكان التأثير ظاهرًا. فقد التحق الأطفال بالمدرسة بشكل أكثر انتظامًا، كما قل عدد زيارات الوالدين إلى العيادة، مما خفف العبء على جداولهم ووضعهم المادي. وأصبحت عائشة بطلة مبادرة غسل اليدين، حيث أظهرت بفخر للآخرين ما أعدته لهم وشاركت المعرفة التي اكتسبتها. ومن خلال مبادرة صحة المجتمع الأفريقي الممكَنة وذات القدرة على الصمود (REACH)، كان متطوعو جمعية الصليب الأحمر النيجيري يذهبون من باب إلى باب، ويجمعون الناس في مجموعات صغيرة في القرى والمدارس والأسواق، ويعلمونهم غسل اليدين والنظافة.وبالنسبة للطفل ساني، وهو طالب في المدرسة، فإن غسل اليدين عادة جديدة يتوق إلى مشاركتها مع الآخرين. "في المدرسة، علمونا كيفية غسل أيدينا بشكل صحيح. لقد أظهرت ذلك لعائلتي، والآن نفعل ذلك جميعًا. أشعر بالفخر لأنني أعلم أنني أساعد في الحفاظ على سلامتهم". وتلاحظ ليليان أديوغبا، مسؤولة برنامج REACH في الاتحاد الدولي، أنه على الرغم من أن غسل اليدين قد يبدو بسيطًا، إلا أنه أداة قوية في مكافحة الأمراض المعدية. وتقول: "تنتشر أمراض مثل الكوليرا والإسهال والتهابات الجهاز التنفسي بسرعة، وفي غياب النظافة المناسبة، تصاب الأسر، وخاصة الأطفال الصغار، بالمرض في كثير من الأحيان". "في مكان مثل أداماوا، حيث الموارد الصحية محدودة، فإن تعليم الناس كيفية غسل أيديهم لا يتعلق فقط بالنظافة، بل يتعلق أيضًا بإنقاذ الأرواح".

|
مقال

قصة أجاك: من فتاة قروية إلى بطلة مجتمعية

اسمي أجاك، ولدت وترعرعت في قرية نغو داكالا، في واو، جنوب السودان. أثناء نشأتي، شعرت دائمًا بارتباط عميق بمجتمعي. كان والدي، وهو أحد الشيوخ المحترمين، يروي لي قصصًا عن قريتنا، قصصًا عن القوة والقدرة على الصمود، ولكن أيضًا عن التحديات التي واجهناها، وخاصة في مجال الرعاية الصحية. عرفت منذ صغري أنني أريد المساعدة.عندما سمعت عن مبادرة "صحة المجتمع الأفريقي الممكَنة وذات القدرة على الصمود" (REACH) من خلال الصليب الأحمر في جنوب السودان، شعرت ببريق من الأمل. كانت هذه فرصتي لإحداث فرق حقيقي. انضممت إلى البرنامج بكل عزيمة وبعقل متشوق للتعلم.كان التدريب صعبًا، لكنني احتضنت كل لحظة. لقد تعلمت كيفية إدارة اللقاحات، وتوفير الرعاية الصحية للأمهات، وتثقيف مجتمعي حول النظافة الشخصية والوقاية من الأمراض. إلا أن الدرس الأكثر قيمة هو التعاطف، أي التواصل مع الناس على المستوى الشخصي ومحاولة فهمهم. وهذا ما يحدث فرقًا حقًا. واجهت قريتنا تفشيًا حادًا للملاريا بعد وقت قصير من إكمال تدريبي. كان وقتًا مرعبًا. مرض الأطفال يمرضون، وكان أقرب مركز صحي بعيداً جداً بحيث لا يمكن الوصول إليه بسرعة. كنت أعلم أنه كان علي أن أتصرف. وبفضل الإمدادات الطبية التي تلقيتها من التدريب، حولت منزلي إلى عيادة مؤقتة. جاء الجيران طلبًا للعلاج، وسرعان ما أصبح منزلي عيادة مجتمعية. ذهبت أيضًا من بيت إلى بيت لتثقيف العائلات حول كيفية منع انتشار المرض. لقد كان الأمر مرهقًا، لكن رؤية انخفاض عدد الحالات جعل الأمر يستحق كل هذا العناء. بدأ المجتمع يثق بي، وشعرت بوجود هدف. يمتد عملي إلى ما هو أبعد من الرعاية الصحية. أريد أن ألهم الفتيات الصغيرات في قريتي لمتابعة التعليم والإيمان بأحلامهن. كثيرا ما أقول لهن: "التعليم هو الخطوة الأولى للتغيير. بالمعرفة، يمكننا التغلب على أي عقبة." وبدعم من الصليب الأحمر في جنوب السودان وبرنامج "صحة المجتمع الأفريقي الممكَنة وذات القدرة على الصمود"، تمكنت من توسيع نطاق جهودي، والوصول إلى القرى المجاورة، وإنشاء شبكة من العاملين الصحيين المجتمعيين المدرّبين. معًا، نبني مستقبلًا أوفر صحة لمجتمعاتنا. عندما أنظر إلى قرية نغو داكالا، أرى مستقبلاً مشرقاً، حيث الصحة حق وليست امتياز، حيث لكل حياة قيمة، وحيث يزدهر كل مجتمع. وهذا هو الإرث الذي أتمنى أن أتركه ورائي. هذه قصتي.

|
الصفحة الأساسية

مبادرة صحة المجتمع الأفريقي الممكَنة وذات القدرة على الصمود (REACH)

تهدف مبادرة صحة المجتمع الأفريقي الممكّنة وذات القدرة على الصمود (REACH)، بالشراكة مع مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها في أفريقيا، إلى تحسين صحة المجتمعات في جميع أنحاء أفريقيا من خلال توسيع نطاق القوى العاملة والأنظمة الصحية المجتمعية الفعالة، والمتكاملة والمتمحورة حول الناس.