اسمي أجاك، ولدت وترعرعت في قرية نغو داكالا، في واو، جنوب السودان.
أثناء نشأتي، شعرت دائمًا بارتباط عميق بمجتمعي. كان والدي، وهو أحد الشيوخ المحترمين، يروي لي قصصًا عن قريتنا، قصصًا عن القوة والقدرة على الصمود، ولكن أيضًا عن التحديات التي واجهناها، وخاصة في مجال الرعاية الصحية. عرفت منذ صغري أنني أريد المساعدة.
عندما سمعت عن مبادرة "صحة المجتمع الأفريقي الممكَنة وذات القدرة على الصمود" (REACH) من خلال الصليب الأحمر في جنوب السودان، شعرت ببريق من الأمل.
كانت هذه فرصتي لإحداث فرق حقيقي. انضممت إلى البرنامج بكل عزيمة وبعقل متشوق للتعلم.
كان التدريب صعبًا، لكنني احتضنت كل لحظة. لقد تعلمت كيفية إدارة اللقاحات، وتوفير الرعاية الصحية للأمهات، وتثقيف مجتمعي حول النظافة الشخصية والوقاية من الأمراض.
إلا أن الدرس الأكثر قيمة هو التعاطف، أي التواصل مع الناس على المستوى الشخصي ومحاولة فهمهم. وهذا ما يحدث فرقًا حقًا.

تتحدث أجاك إلى القرويين حول طرق تعزيز صحتهم كجزء من عملها في مبادرة "صحة المجتمع الأفريقي الممكَنة وذات القدرة على الصمود" (REACH).
صورة: سالي أنيانغا / الاتحاد الدولي
واجهت قريتنا تفشيًا حادًا للملاريا بعد وقت قصير من إكمال تدريبي. كان وقتًا مرعبًا. مرض الأطفال يمرضون، وكان أقرب مركز صحي بعيداً جداً بحيث لا يمكن الوصول إليه بسرعة. كنت أعلم أنه كان علي أن أتصرف.
وبفضل الإمدادات الطبية التي تلقيتها من التدريب، حولت منزلي إلى عيادة مؤقتة. جاء الجيران طلبًا للعلاج، وسرعان ما أصبح منزلي عيادة مجتمعية.
ذهبت أيضًا من بيت إلى بيت لتثقيف العائلات حول كيفية منع انتشار المرض. لقد كان الأمر مرهقًا، لكن رؤية انخفاض عدد الحالات جعل الأمر يستحق كل هذا العناء. بدأ المجتمع يثق بي، وشعرت بوجود هدف.
يمتد عملي إلى ما هو أبعد من الرعاية الصحية. أريد أن ألهم الفتيات الصغيرات في قريتي لمتابعة التعليم والإيمان بأحلامهن. كثيرا ما أقول لهن: "التعليم هو الخطوة الأولى للتغيير. بالمعرفة، يمكننا التغلب على أي عقبة."
وبدعم من الصليب الأحمر في جنوب السودان وبرنامج "صحة المجتمع الأفريقي الممكَنة وذات القدرة على الصمود"، تمكنت من توسيع نطاق جهودي، والوصول إلى القرى المجاورة، وإنشاء شبكة من العاملين الصحيين المجتمعيين المدرّبين. معًا، نبني مستقبلًا أوفر صحة لمجتمعاتنا.
عندما أنظر إلى قرية نغو داكالا، أرى مستقبلاً مشرقاً، حيث الصحة حق وليست امتياز، حيث لكل حياة قيمة، وحيث يزدهر كل مجتمع. وهذا هو الإرث الذي أتمنى أن أتركه ورائي. هذه قصتي.