نحن، قادة الجمعيات الوطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، المشاركين في المؤتمر الحادي عشر لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، المنعقد في عمّان، الأردن من 2 إلى 3 سبتمبر/ايلول 2024.
نستذكر "إعلان بغداد" الذي تم اعتماده في المؤتمر العاشر لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والذى عقد في بغداد في عام 2018 ، ونثمن الإنجازات التي حققتها الجمعيات الوطنية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ، سواء بشكل جماعي أو فردي في تنفيذ التزامات إعلان بغداد، مع التذكير ببعض الالتزامات التي لم تتحقق كاملة ؛ نتيجة للتحديات الإنسانية المتفاقمة التي شهدتهامنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في الفترة السابقة ، بما في ذلك جائحة كوفيد-19 والتأثيرات المتزايدة لتغير المناخ والصراعات الممتدة والنزوح، و التي كان لها تداعيات عالمية مدمرة وتأثيرات صحية واجتماعية واقتصادية كبرى على المجتمعات والأفراد في المنطقة.
وإزاء هذه الاحتياجات الإنسانية المتزايدة وغير المسبوقة، نرى ضرورة التكيف من قبل الجمعيات الوطنية لتحقيق استجابة أكثر فاعلية وجاهزية للتحديات الإنسانية المستقبلية بشكل فردي وجماعي منسق على حد سواء.
نستذكر القرارات التي تم اعتمادها خلال الاجتماعات الدولية الدستورية للحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، لا سيما الاتفاق بشأن التنسيق داخل الحركة لتحقيق أثر جماعي (اتفاقية إشبيلية 2.0)، ونؤكد على حتمية تنسيق العمل الإنساني من قبل مكونات الحركة؛ إعمالا للاتفاقية المشار اليه، وكذلك تلك القرارات المتعلقة بتعزيز النزاهة في الحركة الدولية، والالتزامات الواسعة النطاق للحركة بشأن إشراك المجتمع والمساءلة، وتطوير الأساس القانوني والدستوري للجمعيات الوطنية.
نؤكد التزامنا بمخرجات المؤتمرات الإقليمية للحركة الدولية لمنطقتي إفريقيا واسيا والمحيط الهادئ التي عقدت في 2023، خاصة إعلان نيروبي ونداء هانوي من أجل العمل.
وتماشياً مع نقاشنا المتركز حول الوضع الإنساني في فلسطين المحتلة، وإزاء استمرار تصاعد الأعمال العدائية ضد المدنيين والمتطوعين والكوادر والمرافق الطبية والانتهاكات الجسيمة، نعرب عن تضامننا الكامل مع جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، وندعو إلى تطبيق القانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف وبروتوكولاتها الإضافية ونطالب كافة الأطراف بالعمل على وقف التصعيد وتمكين الوصول الآمن والمستدام و غير المقيد للمساعدات الإنسانية داخل قطاع غزة بأكمله، وإزالة العوائق أمام عمل المنظمات الإنسانية بما فيها جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.
نطلب من كافة الجمعيات الوطنية ومن اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومن الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر مواصلة جهودها نحو حث المجتمع الدولي على تأمين مسار آمن للفرق الطبية والإسعافية وللقوافل الإغاثية حيث تدعو الحاجة، وضمان احترام الشارة.
نحيي متطوعي وموظفي الصليب الأحمر والهلال الأحمر الذين أظهروا جدية والتزاماً كبيرين، ونترحم على أرواح الذين فقدوا حياتهم في خدمة الإنسانية.
نحن قادة جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا قد اجتمعنا تحت شعار "الإنسانية هي العمل والرحمة" حيث تناقشنا حول :الالتزام بالعمل الإنساني المنسق ، وتعزيز قدرات وإمكانيات الجمعيات الوطنية وسط بيئة متغيرة غير مسبوقة مع التركيز على تمكين الشباب والمتطوعين كعناصر مركزية للمرونة والتأهب مما يؤدي إلى استجابات إنسانية أكثر فعالية في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مع تحفيز الجهود لضمان أن تصبح استجابتنا مستدامة مالياً وقادرة على مواجهة التحديات المستقبلية. وتوافقنا على أن:
- نضمن تعزيز قدرات الجمعيات الوطنية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على أن تكون أكثر استعدادا لمواجهة التحديات الإنسانية الناشئة في المنطقة والتعامل مع الطبيعة المعقدة للأزمات المتعددة الأوجه بما يتماشى مع الدور المساند للجمعيات الوطنية في المجال الإنساني ووفقًا للمبادئ الأساسية للصليب الأحمر والهلال الأحمر.
- نعمل معاً على دعم الاعتراف الرسمي بالدور المساند للجمعيات الوطنية في بلدانها بما يعزز مكانتها في المجال الإنساني.
- نلتزم بدعم الجمعيات الوطنية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من أجل تحديد المجالات الرئيسية لبناء قدراتها وتطوير استراتيجيات مرنة وشاملة لتعزيز جاهزيتها، وتحسين آليات استجابتها، وقدرتها على التكيف والاستدامة.
- نؤكد على ضرورة ضمان استجابة إنسانية فعالة بقيادة محليًة وتنسيق جيد بين مكونات الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، وغيرهم من أصحاب المصلحة الرئيسيين على كافة المستويات.
- نلتزم بتعزيز وزيادة تأثيرنا الجماعي والمتكامل عبر منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من خلال إنشاء أطر تعاون مرنة ومبتكرة وذات فعالية؛ ومشاركة الموارد والمعرفة وأفضل الممارسات لتعزيز تأثير الأعمال الإنسانية.
- نعمل على ضمان التنسيق الفعّال والتعاون الشامل والمستدام للحركة الدولية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، الذي يحترم الدور الأساسي للجمعيات الوطنية، مستثمراً القوة التكاملية لمكونات الحركة الدولية بما يحقق أفضل النتائج الإنسانية الممكنة للمجتمعات، من دون اغفال الحق بالرعاية الصحية، وضمان استعادة الروابط العائلية.
- نحشد جهودنا الجماعية والتكاملية بشأن الدبلوماسية الإنسانية والمناصرة لضمان تعزيز القيم الإنسانية وتحقيق تغيرات إيجابية لصالح حماية ودعم الفئات الأكثر ضعفاً، وحفظ الكرامة الإنسانية.
- نطالب الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر واللجنة الدولية للصليب الأحمر، بدعم من الجمعيات الوطنية ذات الصلة، تعزيز الفهم الأعمق المبني على التطبيق الفعال لاتفاقية إشبيلية 2.0؛ بما يعزز قدرات مكونات الحركة في التنسيق والتشغيل.
- ندعم الجمعيات الوطنية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في اتباع استراتيجيات تمويل مبتكرة ومتنوعة وتنفيذ شراكات مبنية على الاحترام من خلال آليات فعالة لحشد الموارد.
- نعزز أنظمة وسياسات الإدارة المالية للجمعيات الوطنية، لضمان الاستدامة، وإرساء مقومات النزاهة والمساءلة.
- نستفيد من الفرص التي يتيحها التحول الرقمي لرفع مستوى التوقع والاستعداد والاستجابة للتحديات والأزمات الإنسانية الناشئة، مع العمل على التخفيف من أخطاره فيما يتعلق بحماية البيانات.
- نستثمر في تمكين وإشراك الشباب من خلال زيادة الفرص وتنويعها لتطوير معارفهم ومهاراتهم القيادية والتقنية بشكل مستمر وضمان مشاركتهم في اتخاذ القرارات على جميع المستويات والعمل الإنساني المحلي ذي الصلة والفعالية.
- ندعم مخرجات منتدى شباب منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لعام 2024، الذي عُقد افتراضياً في 1 سبتمبر/ايلول 2024.
- نتخذ التدابير اللازمة لضمان حماية المتطوعين ورعايتهم والاحتفاظ بهم، والاعتراف بمساهماتهم.
نحن، قادة جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، نتفق على إعطاء الأولوية لتنفيذ الالتزامات العملية في إطار إعلان عمان 2024، بدعم من المكتب الإقليمي للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، بما يتماشى مع "دليل تنفيذ إعلان عمان “2024 الذي سيتم تطويره لاحقاً، مع ضمان مراقبة فعالة للتقدم المحرز.
وختاماً نعرب عن تقديرنا لجمعية الهلال الأحمرالأردني لاستضافة المؤتمر الحادي عشر لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والدعم القوي الذي تلقيناه من المملكةالاردنية الهاشمية قيادة و شعباً للمؤتمر والحركة الدولية على حد سواء؛ كما نشيد بالدعم المقدم من هيئة الهلال الأحمر السعودي لإقامة هذا المؤتمر كما نثمن مشاركة الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر والمراقبين الآخرين.
تم اعتماده في عمّان، الأردن، في 3 سبتمبر/ايلول 2024.