صحة الأم والطفل

Displaying 1 - 2 of 2
|
مقال

اليوم العالمي للمرأة: في منطقة أقصى الشمال في الكاميرون، نوادي الأمهات توفر نموذجًا لبناء مستقبل أكثر صحة وازدهارًا

في منطقة لا تزال فيها أمراض مثل الكوليرا والملاريا تشكل خطرًا كبيرًا على حياة الناس، توفر نوادي الأمهات للمجتمعات معلومات أساسية عن الصحة والنظافة، كما يراقبن أيضًا العلامات المبكرة للمشاكل الصحية أو تفشي الأوبئة.وتقول "تشينابي تيريز"، رئيسة نادي الأمهات في منطقة كوديك وأم لستة أطفال: "في الماضي، لم تكن الكثير من النساء تدرك أهمية التطعيم، والنظافة الشخصية خلال الدورة الشهرية، والاستشارات الطبية قبل الولادة.""اليوم، بفضل التدريب الذي قدمه الصليب الأحمر الكاميروني، أصبحنا نعرف كيف نشرح هذه المواضيع لمجتمعنا ونقنعهم بتبني ممارسات صحية جيدة."لا تقتصر أنشطة نوادي الأمهات على القضايا الصحية فقط، بل تشمل أيضًا العمل مع الأهالي لضمان بقاء الفتيات في المدارس، إضافة إلى دعم مشاريع مدرّة للدخل توفر للنساء مصدر رزق ثابت.تشمل هذه المشاريع مزرعة مجتمعية لزراعة الدُخن والفاصوليا، ومشروعًا لإنتاج الزيوت الطبيعية (مثل زيت السمسم، وزيت البالانيتس، وزيت المورينغا)، ومزرعة لتربية الأغنام، وغيرها من المبادرات.تحظى هذه الأنشطة بدعم من الشراكة البرامجية، وهي شراكة متعددة السنوات بين الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، والجمعيات الوطنية الأعضاء، والاتحاد الأوروبي، لمساعدة المجتمعات حول العالم على الاستعداد بشكل أفضل للكوارث والطوارئ الصحية.دعم مجتمعات آمنة وصحيةفي منطقة أقصى الشمال في الكاميرون، أصبحت النتائج ملموسة: إذ تشير السلطات الصحية المحلية إلى أن المزيد من النساء يزرن المراكز الصحية بانتظام، وزادت حالات الولادة في المستشفيات، وأصبحت ممارسات النظافة السليمة أكثر انتشارًا.وتقول "ماناس كوشاكبي"، وهي قابلة ومسؤولة مؤقتة لمركز كوديك الصحي: "لقد ساهمت هذه المبادرة بشكل كبير في منطقة كوديك. كانت نوادي الأمهات مفيدة جدًا في نشر الوعي داخل الأسر، كما أنها تساعدنا في تحديد الأمراض التي قد تتحول إلى أوبئة في المجتمع.""خذوا الملاريا على سبيل المثال – بفضل حملات التوعية، أصبح الناس يستخدمون الناموسيات المعالجة بالمبيدات الحشرية على نطاق أوسع. الآن، انخفضت حالات الإصابة بالملاريا بشكل ملحوظ."وفي حالات الطوارئ الصحية، تتحرك نوادي الأمهات بسرعة.توضح "أيساتو داهيرو"، رئيسة نادي الأمهات في دوغوي: "عندما تعرّض طفل للعض من قبل كلب، قمنا فورًا بتنبيه الصليب الأحمر وأرشدنا والدته إلى الإجراءات الواجب اتخاذها. وبفضل هذا التدخل السريع، تلقى الطفل الرعاية الطبية في الوقت المناسب."بفضل دعم الصليب الأحمر الكاميروني، لم تعد هؤلاء النساء مجرد متلقيات للمساعدات الإنسانية؛ بل أصبحن مدافعات عن الصحة العامة داخل مجتمعاتهن.تعزيز المساواة والتعليم والتمكينإلى جانب دورهن في معالجة القضايا الصحية والنظافة، تساعد نوادي الأمهات النساء – لا سيما الفتيات الشابات – في أن يتحكّمن بمستقبلهن ورفاهيتهن.إحدى التحديات الكبرى التي يعملن على مواجهتها هي ظاهرة الزواج المبكر، حيث يتم تزويج الفتيات قبل إكمال تعليمهن. ولمعالجة هذه الممارسة، يعمل الصليب الأحمر الكاميروني ونوادي الأمهات معًا لتغيير نظرة المجتمع وإقناع العائلات بضرورة السماح للفتيات بإنهاء تعليمهن.وتقول "أيساتو داهيرو": "في الماضي، كانت الفتيات تتزوجن في سن 12 أو 13 عامًا. لكن اليوم، بفضل جهود التوعية، أصبحت المزيد من العائلات تسمح لبناتهم بمواصلة تعليمهن."بدعم من الصليب الأحمر الكاميروني، تنظم نوادي الأمهات جلسات توعية في المدارس والأحياء لإقناع الأهالي بضرورة إبقاء بناتهم في المدرسة. رسالتهن واضحة: "الفتاة المتعلمة يمكنها أن تخرج أسرتها من دائرة الفقر."إحدى الأمهات، "ثريا"، غيرت بالفعل موقفها بشأن هذه القضية بعد لقائها بنادي الأمهات في كوديك.تقول "ثريا": "اضطررت إلى ترك المدرسة في عامي الأول من المرحلة الابتدائية المتوسطة. واليوم، أريد أن تذهب بناتي إلى أبعد مما وصلت إليه. بفضل الصليب الأحمر، فهمت أهمية التعليم، وأبذل كل ما بوسعي لإبقاء أطفالي في المدرسة."دعم التمكين الاقتصادي للنساءيدعم الصليب الأحمر الكاميروني ونوادي الأمهات أيضًا التمكين الاقتصادي للنساء من خلال برنامج دعم الأنشطة المدرّة للدخل، مما يساعد هذه النوادي على تطوير مبادرات اقتصادية محلية.في كوديك، تقوم النساء بالعمل في مزرعة مجتمعية لإنتاج الدخن والفاصوليا، مما يوفر مصدر دخل مستقر.أما في دوغوي، فقد أطلقن مشروعًا لإنتاج الزيوت الطبيعية (مثل زيت السمسم وزيت البالانيتس وزيت المورينغا).كما أنهن أطلقن مشروع تربية الأغنام بتمويل قدره 600,000 فرنك إفريقي قدمه الصليب الأحمر.تقول "أيساتو داهيرو": "بدأنا بخمس أغنام، واليوم نجحنا في زيادة حجم القطيع. بعد عيد الأضحى، سنبيع الحيوانات ونحقق أرباحًا."لكن التحديات لا تزال قائمة، إذ إن تغذية الحيوانات مكلفة، وتفتقر النساء إلى المعدات الكافية لتوسيع مشاريعهن. ورغم هذه العقبات، فإنهن مصممات على توسيع أنشطتهن المدرّة للدخل وضمان استقلاليتهن المالية.بفضل دعم الصليب الأحمر الكاميروني، لا تصبح هؤلاء النساء مستقلات اقتصاديًا فحسب، بل يعززن أيضًا دورهن في اتخاذ القرارات داخل منازلهن ومجتمعاتهن.

|
مقال

أزمة الجوع في نيجيريا: طرق مبتكرة لتحسين التغذية

تواجه العديد من البلدان في أفريقيا أسوأ أزمة غذائية منذ عقود. العواقب أكثر سوءاً بالنسبة للنساء والأطفال، حيث تكافح العديد من الأمهات حاليًا لحماية أطفالهن من سوء التغذية. في نيجيريا، وهي واحدة من 12 دولة يعطيها الاتحاد الدولي الأولوية في استجابته لأزمة الجوع، يعتمد الصليب الأحمر النيجيري والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على طرقًا مبتكرة لمساعدة الآباء على الحفاظ على صحة أطفالهم وتغذيتهم. دعونا نلقي نظرة على ثلاثة منهم. نوادي الأمهات نوادي الأمهات هي أماكن آمنة للنساء للالتقاء ودعم بعضهن البعض من خلال نجاحات ونضالات الأمومة. بدأت الفكرة في غانا في السبعينيات، وانتشرت منذ ذلك الحين في جميع أنحاء العالم. في الوقت الحاضر، هناك تركيز متزايد على إشراك الرجال ودعم دورهم الأساسي في تربية الأطفال. أنشأ متطوعو الصليب الأحمر النيجيري 140 من نوادي الأمهات في 7 ولايات شمال غرب نيجيريا، مما أتاح للآباء الالتقاء وتلقي المعلومات حول التغذية والرضاعة الطبيعية والرعاية المناسبة للأطفال. تعتبر هذه النوادي وسيلة لتوفير التثقيف الصحي للآباء حول أفضل السبل لرعاية أطفالهم حديثي الولادة، والرضاعة الطبيعية بشكل صحيح، وكيفية تحسين النظافة والرعاية - كل ذلك ضمن بيئة ودية وداعمة. عندما أصيب طفلها بالوذمة، وهو من المظاهر الخطيرة لأعراض سوء التغذية، لجأت أمينة، عضوة في أحد نوادي الأمهات، إلى الصليب الأحمر النيجيري طلبًا للمساعدة: "كان طفلي مريضًا لبعض الوقت، ولم أكن أعرف أن حالته خطيرة، أو حتى أنه كان يعاني من سوء التغذية، الى أن جاء [متطوعو الصليب الأحمر] إلى منزلي لفحصه. واليوم، بفضل الأنشطة التوعوية وعضويتي في الأندية، يمكنني رعاية أطفالي بشكل أفضل وتقديم المشورة للنساء في مجتمعي بشأن الممارسات الجيدة". المساعدة النقدية والقسائم تواجه العديد من الأسر في ولاية ناساراوا نقصًا حادًا في الغذاء بسبب الجفاف الذي يجتاح المنطقة. تقول سعدية، وهي أم لطفل تكافح لإطعام نفسها وابنها، "لا أستطيع أن آكل أو أعد الطعام لابني بشكل منتظم لأن الأرض بالكاد تنتج أي شيء". تسلط امرأة أخرى في ولاية النيجر الضوء على كيف أن ارتفاع تكاليف المعيشة، وخاصة ارتفاع أسعار المواد الغذائية، يمنعها من تقديم عشاء جيد لعائلتها: "لم أرضّع طفلي بشكل صحيح بسبب عدم توفر وجبات مغذية كافية في السوق بالنسبة لي. وحتى عندما تكون متاحة، لا يمكنني تحمّل كلفتها." ولمعالجة هذا الأمر، يقدم الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر حاليًا قسائم للأمهات المرضعات من خلال برنامجه المخصص للتحويلات النقدية. وأضافت: "كنت من بين الأمهات اللواتي تلقين الدعم من قبل جمعية الصليب الأحمر. تلقيت 10,000 نيرة مما مكنني من شراء الطعام لعائلتي". تم تصميم برنامج التحويلات النقدية لدعم الأسر ذات الدخل المنخفض للتعامل مع ضغوط التضخم وتتمكن من تلبية احتياجاتها المتعددة، بما فيها احتياجات الأطفال. يُعد تقديم الأموال إلى الأشخاص الذين ندعمهم طريقة فعالة وشفّافة لتقديم المساعدة الإنسانية للفئات الأكثر ضعفًا، بحيث يضمن حرية وكرامة واستقلالية الناس في اتخاذ القرارات بشأن تعافيهم. الزيارات المنزلية لسد الثغرات في الخدمات الصحية تعاني العديد من المراكز الصحية من نقص الموظفين، وتم إغلاق بعضها بسبب تفاقم أزمة انعدام الأمن، مما يزيد من صعوبة حصول الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية على الرعاية الصحية الأساسية. تقوم النساء وأعضاء نوادي الأمهات بزيارات منزلية لفحص الأطفال المصابين بسوء التغذية عن طريق قياس محيط أذرعهم. يتم بعد ذلك تسجيل أي طفل يعاني من سوء التغذية في بطاقة الإحالة التي صممها الصليب الأحمر النيجيري، وتتم إحالته إلى مركز صحي لتلقي العلاج. تعمل هذه الزيارات المنزلية على تقليل العبء على الخدمات الصحية المنهكة والتأكد من أن الأطفال يخضعون للفحص والدعم بانتظام عندما يحتاجون إليه. ___________ استجابةً لأزمة الغذاء في شمال شرق وشمال غرب نيجيريا، أطلق الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر نداءً طارئًا لجمع أكثر من 4,000,000 فرنك سويسري بهدف مساعدة الناس على التأقلم. انقر هنا للتبرع اليوم لدعم هذا العمل المنقذ للحياة.