الاتحاد الدولي في مؤتمر الأطراف للمناخ COP28: التأثيرات بدأت تظهر، وحان وقت العمل

Fiji Red Cross volunteer wades in to help communities hit by storm surges and rising tides.

متطوعو الصليب الأحمر الفيجي يساعدون المجتمعات المحلية المتضررة من العواصف وارتفاع المد والجزر.

صورة: الصليب الأحمر الفيجي

سواء هي اشتداد قوة العواصف، أو انتشار حرائق الغابات، أو تفاقم موجات الحرّ والجفاف، أو نزوح مجتمعات بأكملها بسبب كل ما سبق، فإن تأثيرات تغير المناخ قد بدأت بالفعل.

ولهذا السبب يتوجه الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر مرة أخرى إلى الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف للمناخ COP28، في دولة الإمارات العربية المتحدة، برسالة طارئة: ليس هناك وقت لنضيعه، لقد حان وقت العمل الآن، ويجب أن يكون العمل جريئًا.

يجب على زعماء العالم توسيع نطاق إجراءات التكيّف بشكل كبير على المستوى المحلّي من أجل الوصول إلى الأشخاص الأكثر عرضة للخطر والتأثر، مثلما يجب عليهم الاتفاق على الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة لمنع حدوث آثار إنسانية أسوأ.

دُمرت محاصيل مارثا ماكانيكو، مزارعة من قرية تشيوالو في جنوب ملاوي، بسبب الفيضانات الناجمة عن إعصار فريدي.

دُمرت محاصيل مارثا ماكانيكو، مزارعة من قرية تشيوالو في جنوب ملاوي، بسبب الفيضانات الناجمة عن إعصار فريدي.

صورة: الاتحاد الدولي / آن وانجيرو

مارثا ماكانيكو، مزارعة من قرية تشيوالو في بلدة مولانجي في ملاوي، هي مثال حقيقي عن الأشخاص الأكثر عرضة للتأثر. في وقت سابق من هذا العام، فقدت ماكانيكو منزلها وجميع محاصيلها بسبب الفيضانات غير المتوقعة الناجمة عن إعصار فريدي. وبعد ذلك، لم تهطل الأمطار المعتادة؛ والآن، تهدد ظاهرة النينيو بجعل موسم العجاف أكثر سوءًا.

وتقول ماكانيكو: "عامًا بعد عام، أصبح الحصول على محاصيل زراعية جيدة وتحقيق دخل جيد أكثر صعوبة. لم نعد نعتمد على أنماط الطقس المنتظمة. اعتدت على الحصول على ثمانية أكياس من الذرة من حقلي. أما الآن، فأنا محظوظة إذا حصلت على اثنين."

أصبح هذا النوع من القصص شائعًا جدًا في المجتمعات التي تتجذر فيها شبكة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر. وهي أيضًا السبب وراء قيام الاتحاد الدولي بتكثيف جهوده للعمل مع المجتمعات المحلية، والجمعيات الوطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، للتخفيف من المعاناة، من خلال توفير النقد والغذاء والمياه والرعاية الصحية والنظافة، مع منع وتقليل المخاطر المستقبلية.

ولهذا السبب أيضًا، يحث الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر قادة العالم المجتمعين في مؤتمر الأطراف للمناخ COP28 على اتخاذ الخطوات العاجلة التالية:

• إعطاء الأولوية للعمل المحلّي

• زيادة التمويل لمساعدة المجتمعات على التكيّف

• توسيع نطاق العمل الاستباقي الذي يساعد المجتمعات على توقع المخاطر

• تعزيز النظم الصحية القادرة على الصمود في وجه تغير المناخ، ومساعدة الناس على تجنب وتقليل ومعالجة الخسائر والأضرار الناجمة عن الأحداث المتعلقة بتغير المناخ.

الصليب الأحمر الألماني يستجيب للفيضانات المدمرة في عام 2021.

الصليب الأحمر الألماني يستجيب للفيضانات المدمرة في عام 2021.

صورة: الصليب الأحمر الألماني

ستزداد الأمور سوءًا قبل ان تتحسن

يعد زيادة الاستثمار في كل هذه المجالات أمرًا بالغ الأهمية لمساعدة المجتمعات على التأقلم، اذ من المرجح أن يتفاقم الوضع قبل أن يتحسن. تؤكد الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) أن تغير المناخ يساهم بالفعل في عدد متزايد من الأزمات الإنسانية (مع متوسط درجة الحرارة العالمية حاليًا 1.15 درجة مئوية فوق متوسط حقبة 1850-1900).

والآن هناك تهديد حقيقي بأن درجات الحرارة سترتفع أكثر. وفي ظل السياسات الحالية، فإن العالم يسير على الطريق الصحيح نحو ارتفاع درجة حرارة الأرض بمقدار 2.8 درجة مئوية بحلول عام 2050، وفقًا لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة.

وعلى المدى القصير، من المتوقع أن تؤدي ظاهرة النينيو هذا العام إلى تفاقم تأثير تغير المناخ الناجم عن النشاط البشري، مما يدفع درجات الحرارة العالمية إلى المجهول، وفقًا للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية.

الصليب الأحمر البنمي يساعد المجتمعات المحلية من خلال توفير مياه الشرب في أعقاب العواصف الشديدة.

الصليب الأحمر البنمي يساعد المجتمعات المحلية من خلال توفير مياه الشرب في أعقاب العواصف الشديدة.

صورة: الصليب الأحمر البنمي

بصيص من الأمل

ولكن هناك بصيص من الأمل؛ يمكن إبطاء أو إيقاف ارتفاع درجات الحرارة، مع جعل المجتمعات أيضًا أقل عرضة للصدمات المرتبطة بالمناخ، إذا تم اتخاذ خطوات عاجلة.

هناك أمثلة عديدة لمجتمعات تعمل مع الاتحاد الدولي، وشركاء آخرين، لتعزيز قدرتهم على الصمود حتى يتمكنوا من تجنب انعدام الأمن الغذائي، والمخاطر الصحية، والآثار الاقتصادية للكوارث المرتبطة بالمناخ.

ففي جامايكا، على سبيل المثال، عمل الصليب الأحمر مع مدرسة للطلاب الصم على مشروع ذكي مناخيًا، من خلال انشاء نظام ريّ يعمل بالطاقة الشمسية، وبالتالي تحقيق الاكتفاء الذاتي فيما يتعلق بالاعتناء بمزرعة المدرسة.

تتدفق المياه من أنبوب متصل ببئر تم تجديده مؤخرًا من قبل سكان قرية كون، والهلال الأحمر الصومالي، والاتحاد الدولي.

تتدفق المياه من أنبوب متصل ببئر تم تجديده مؤخرًا من قبل سكان قرية كون، والهلال الأحمر الصومالي، والاتحاد الدولي.

صورة: الاتحاد الدولي / تيموثي ماينا

وفي الصومال، عمل الاتحاد الدولي، والهلال الأحمر الصومالي، مع قرية كون على استعادة المزارع الصغيرة من خلال بئر جديد للمياه النظيفة، ونظام جديد للضخ، وذلك بهدف مساعدتهم على مواجهة سنوات الجفاف طويل الأجل.

ويقول ياسين ماكساميد جاماك، أحد قادة المجتمع المحلي: "لقد كافحنا من أجل الحصول على المياه النظيفة للشرب والطهي والاستحمام ودعم سبل العيش. كان لهذا تأثير سلبي على صحتنا، كما صعّب علينا زراعة المحاصيل والفواكه والخضروات، وتربية الماشية."

الآن، أصبح لدى أكثر من 100 أسرة مزارعها الصغيرة الخاصة، حيث يزرعون مجموعة متنوعة من الفواكه والخضروات والمحاصيل.

أخبار ذات صلة

كازاخستان: "العمل المبكر" يساعد الناس على البقاء دافئين خلال فترات البرد القارس

كازاخستان: "العمل المبكر" يساعد الناس على البقاء دافئين خلال فترات البرد القارس

| مقال

المنصة العالمية لمواجهة تغير المناخ تخصّص 100 مليون فرنك سويسري للعمل المناخي بقيادة محلّية في 33 دولة في عام 2023

المنصة العالمية لمواجهة تغير المناخ تخصّص 100 مليون فرنك سويسري للعمل المناخي بقيادة محلّية في 33 دولة في عام 2023

| مقال

ظاهرة النينيو: ما هي وماذا تعني بالنسبة للكوارث؟

ظاهرة النينيو: ما هي وماذا تعني بالنسبة للكوارث؟

| مقال

العام الماضي كان "الثامن على التوالي" بحيث تعدت درجات الحرارة معدلات ما قبل الثورة الصناعية، مما يهدد أهداف اتفاق باريس للمناخ

العام الماضي كان "الثامن على التوالي" بحيث تعدت درجات الحرارة معدلات ما قبل الثورة الصناعية، مما يهدد أهداف اتفاق باريس للمناخ

| مقال
اطلع على مزيد من الأخبار