السيد هنري قدّم الرعاية للجرحى في سولفرينو، والسيدة هيلدا ساعدت ضحايا الإعصار في بورت فيلا، والسيد محمد رصد الحالة التغذوية للنزلاء في سجن بيدوا، والسيدة يوليما علّمت الإسعافات الأولية للأشخاص ذوي الإعاقة في ماراكاي، والسيدة لونا أنقذت المهاجرين على شاطئ سبتة – فهؤلاء، مثل العديد من متطوعي الصليب الأحمر والهلال الأحمر في جميع أنحاء العالم، قدّموا الرعاية ويد الإحسان وغيّروا حياة الأشخاص الأكثر استضعافاً بروح إنسانية. #من القلب
واليوم، بمناسبة اليوم العالمي للصليب الأحمر والهلال الأحمر، نحتفل بإرث هنري دونان - الذي أفضت رؤيته إلى إنشاء الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر - والعدد الذي لا يُحصى من المتطوعين الذين جاءوا من بعده. وكان التزامهم الراسخ وتفانيهم المثالي في تقديم المساعدة لأي شخص يحتاج إليها في كل مكان، والتمسك بمبادئنا الأساسية في جميع الأوقات، محط إعجاب في جميع أنحاء العالم - سواء عند الاستجابة للأخطار الطبيعية أو أزمات المناخ أو النزاعات أو الطوارئ الصحية أو النزوح أو الهجرة.
ومع ذلك، فإننا نواجه تحديات هائلة في تنفيذ عملنا الإنساني في عالم تكتنفه أوجه عدم اليقين والعديد من الأزمات المعقّدة والمتعددة الأبعاد.
ويتحوّل الاهتمام الدولي بعيداً عن الأزمات طويلة الأمد وقليلة الظهور، ويُفتقر إلى الموارد اللازمة لضمان استمرارية تقديم المساعدة لمن هم في أمس الحاجة إليها واستدامة العمل المحلي للمنظمات الإنسانية والعاملين الأقرب إلى المجتمعات المتضررة.
وتتضاعف الأخطار الطبيعية والكوارث المناخية وحالات الطوارئ الصحية وتبلغ حجماً لم يسبق له مثيل.
وكثيراً ما تتجاهل الأطراف المشاركة في النزاعات المسلحة وأعمال العنف بعض أبسط قواعد القانون الإنساني وتعيق وصول المنظمات الإنسانية المحايدة وغير المتحيزة إلى الأشخاص المستضعفين – أي الوصول الذي ينبغي أن يكون حراً وآمناً. وفي حين يوجد من يعترض على المبادئ الإنسانية، فإن العمل الإنساني القائم على المبادئ لا يزال على القدر نفسه من الأهمية البالغة.
وتحتلّ أسرة الصليب الأحمر والهلال الأحمر مرتبة الصدارة في المساعدات الإنسانية وتضمن الحماية لمن هم في أمس الحاجة إليها. ويشهد العالم باطراد مدى فعالية حركتنا في معالجة الأزمات المتداخلة وتقديم المساعدة الإنسانية القائمة على المبادئ. وتكمن قوتنا في وحدتنا وعزمنا على التمسّك بالمثل العليا للعمل الإنساني المحايد وغير المتحيّز والمستقل، والتزامنا بالقضية الإنسانية.
واليوم، نحتفل بملايين المتطوعين والموظفين في الصليب الأحمر والهلال الأحمر من جميع أنحاء العالم، الذين يمضون قدماً كل يوم في بلدانهم ومناطقهم ومجتمعاتهم بالعزم الذي أبداه السيد هنري دونان على منح الأمل والكرامة، في خضم حالة اليأس التي يكابدها الأشخاص الذين يعيشون أوضاعاً هشة، دون تمييز أو تفكير في الفائدة الشخصية.
ونتمنى للجميع يوماً عالمياً سعيداً للصليب الأحمر والهلال الأحمر! #من القلب
--
ميريانا سبولياريتش، رئيسة اللجنة الدولية
مرسيدس بابيه، رئيسة اللجنة الدائمة
فرانشيسكو روكا، رئيس الاتحاد الدولي