ممثل مسرحي يعثر على منصة جديدة بعد تعرض مسرحه للدمار
اعتبر أسامة على مدى سنوات عديدة المسرح بيته الثاني، فهو المكان الذي كان بمقدوره أن يجسد فيه شخصيات مختلفة، وأن يتبادل فيه الأشعار والحكم، وأن يرى فيه الضحكات والبسمات وهي تصدر من وجوه الناس في مجتمعه المحلي.
ويقول أسامة، وهو رجل اجتماعي مسترسل في الكلام أتاح له شغفه بالتمثيل ملاذاً آمنا جنّبه ويلات الحرب وآلامها: “أشعر بالارتياح كلما صعدت على خشبة المسرح وشاهدت ابتسامات الأطفال”.
ولكن قدرة أسامة على تحقيق هذا الحلم تعرضت لهزة شديدة عندما تعرض مسرحه المحبوب للقصف واستحال إلى كومة من الأنقاض.
“لقد تحطمت أحلامي”، هذا ما يقوله أسامة، وهو يقف على أنقاض ما كان ذات يوم مسرحاً رحباً وبهيجاً، وقادراً على استقبال مئات الأشخاص.
ويضيف قائلاً، وهو ينظر إلى حقل مغطى بركام من الطوب والحجر: “كانت أحلامي هنا في هذا المكان بالذات”. ويمضي متحدثاً فيقول:”هنا، اعتدنا أن نرسم البسمة على وجوه الناس… قبل أن تندلع الحرب”.
وتتمثل معظم الأعمال التي قدمتها شركته في مسرحيات كوميدية ودرامية أدخلت السعادة على الناس وأثارت ضحكهم وحملت في طياتها أيضاً رسائل هادفة.
دور إنساني جديد
شرع أسامة، بعد تعرض المسرح للقصف، ومع تراكم ما أصابه من ألم ويأس بسبب الحرب، في البحث عن دور جديد: دور يحمل إليه البهجة مرة أخرى ويساعده على الإحساس مجدداً بأن له هدفاً. وقد قادته رحلته إلى أبواب الهلال الأحمر اليمني في الحديدة.
ويستخدم أسامة الآن موهبته في مجال الكوميديا والدراما لتوعية الناس من خلال عرض مشاهد مسرحية تفاعلية. وتنقل العروض أيضاً رسائل هامة بشأن سبل الحفاظ على الصحة والسلامة في سياق دمّرت فيه الحرب الكثير من النظم الأساسية المتعلقة بالغذاء والمياه والصحة والصرف الصحي والتي تحفظ أمن المجتمعات المحلية وعافيتها.
ويقول أسامة: “أتذكر المرة الأولى التي شاركت فيها في نشاط لزيادة الوعي مع جمعية الهلال الأحمر اليمني”. ويردف قائلاً: ” كنت أقدم النصائح للأطفال بشأن غسل اليدين، ولكن بطريقة مضحكة. أتذكر ضحكاتهم ومحاولاتي لتصحيح بعض أخطائي”.
ويمضي قائلاً:”في إحدى المرات، كنت أقدم عرضاً كوميدياً لتعليم الطرق الصحيحة لغسل اليدين بطريقة كوميدية، ولكنني نسيت إحدى الطرق الهامة لفرك الأصابع. فنهض أحد الأطفال من الجمهور وضربني على رأسي بأسلوب كوميدي وقال، “لقد نسي الفنان أن يخبرنا بهذه الخطوة”. وبدأ في شرحها وكأنه عضو من أعضاء فرقة مسرحية. وكانت هذه هي المرة الأولى التي أشعر فيها أنني أقدم مساعدة حقيقية للبسطاء من الناس في ظل تحديات الحرب”.
واسترشاداً بالعمل الذي يضطلع به الهلال الأحمر اليمني في الحديدة، لا يحصر أسامة دوره في المشاركة في برامج التوعية التي ينفذها الهلال الأحمر فحسب، بل أصبح أيضاً متطوعاً فعالاً في تقديم الإسعافات الأولية وتوزيع الغذاء والاستجابة للطوارئ، بل وحتى في نقل الجرحى والجثث. وإلى جانب هذا كله، يضطلع هذا الأب والزوج النشط بوظائف مختلفة، مثل رعاية الأشجار في جميع أنحاء المدينة، لإعالة أسرته.
المضي بعيداً في أداء الدور
يتذكر أسامة ظرفاً دفعه إلى تعزيز دوره كمتطوع، ألا وهو تفشي حمى الضنك في الحديدة، وتسببها في تفاقم الأوضاع البائسة أصلاً في هذه المحافظة .
وفي حين يفتقر 20 مليون يمني إلى الرعاية الصحية الأساسية، فقد تعرضت نصف المرافق الصحية في البلد إما لأضرار جزئية أو دمرت بالكامل بسبب الحرب، مما أدى إلى انتشار الأمراض والأوبئة بشكل كبير.
ويقول أسامة في هذا الصدد: “وصل وباء حمى الضنك إلى منزلنا الذي أعيش فيه مع 16 فرداً من عائلتي، منهم أربعة أطفال. وقد كان من الصعب الحصول على الرعاية الصحية بل وحتى شراء الأدوية بسبب الوضع الاقتصادي. وحملت أخي راكان البالغ من العمر ثماني سنوات إلى المركز الصحي التابع لجمعية الهلال الأحمر اليمني، على أمل أن يتلقى المساعدة اللازمة هناك. وحصل على العلاج في هذا المركز حتى تأكد الموظفون من أنه قد تعافى وأصبح في مأمن من الخطر”.
ويضيف قائلاً: “لم تُوفّر هذ المساعدة بسبب عملي كمتطوع في الهلال الأحمر – بل هي متاحة لجميع أفراد المجتمع حيث يقدم المركز خدمات الرعاية الطبية للجميع، ويبلغ عدد المستفيدين منها أكثر من 1700 شخص”.
ويمضي قائلاً: “كانت اللحظة التي وصلت فيها إلى المركز، وأنا أحمل أخي بين ذراعي، شبيهة بالحلم. وقد لجأت إليه كشخص محتاج للمساعدة واستقبلني فريق يقدم هذه المساعدة للجميع. وأدركت بعد تعافي أخي أن العمل مع الهلال الأحمر يمنحني أيضا فرصة لتقديم شيء مقابل ورد الجميل”.
وفي غضون ذلك، يمكن أيضاً لهذا المتطوع المجتمعي والممثل السابق أن ينمي الشغف المسرحي الذي ظل دائماً بداخله، وليس بعيداً عن السطح في جميع الأحوال.
ويقول أسامة مبتسما: “حتى وإن لم أتمكن من التمثيل في المسرح، فإنه يمكنني القيام بذلك في جمعية الهلال الأحمر اليمني كمتطوع أمام الأطفال”. ويستطرد قائلاً: “يجعلني ذلك سعيداً وفخوراً”.
يشكل العمل مع الهلال الأحمر اليمني أيضاً فرصة تتيح لأسامة تقديم شيء ما في المقابل، ولرد الجميل بعد تعرض أخيه الأصغر للإصابة بحمى الضنك وإنقاذ حياته بفضل الرعاية التي وفرها له مركز صحي يديره الهلال الأحمر اليمني.
--
تم إنتاج هذه القصة ونشرها في الأصل من قبل مجلّة الصليب الأحمر والهلال الأحمر. للتعرف على المجلة وقراءة المزيد من القصص مثل هذه، انقروا هنا.
الفرار من القذائف واللصوص: ليا تبحث عن الأمان في السودان
كنت أعيش بسلام في الخرطوم قبل رمضان. أنا أم وحيدة وأعيش مع أطفالي. أنا مخرجة وكاتبة سيناريو، وكنت قد أطلقت مشروعي الخاص. كانت الأمور جيدة جداً وكنت سعيدة بحياتي إلى أن بدأت الحرب".
"في يوم الذي بدأت الحرب، جاء جارنا وأخبرنا أن هناك مشاكل في الخارج. تعودنا على أعمال الشغب - فنحن نتعرض لها كل يوم. ولكن أخبرنا أن كل شيء مغلق ولا أحد يذهب الى الخارج، إنهم يقصفون في كل مكان، إنها حرب حقيقية.
"سمعنا قصفًا متواصلًا في الخارج. الأصوات كانت مرتفعة جداً، والأطفال كانوا خائفين جداً. لم يكن هناك أي شيء يمكن شراؤه من المحلات، ولم يكن لدينا أي شيء في المنزل، لذلك كانت الأمور صعبة للغاية حقًا. مكثنا أسبوعًا في هذه الظروف، ثم قالوا لنا أن هناك وقفًا لإطلاق النار لإعطاء الناس الوقت للبحث عن مخبأ".
قررت ليا السفر مع أطفالها وأفراد أسرتها الآخرين إلى أم درمان، وهي مدينة تقع على الضفة الغربية لنهر النيل شمال غرب الخرطوم، للبقاء مع والدها.
"لقد رأينا الكثير من الأمور على الطريق. كان هناك أشخاص يحملون أسلحة يسألوننا عما إذا كنا سنهاجمهم. أخبرتهم أننا لسنا أعداءهم بينما كنا احاول تهدئة أطفالي، إلا أنهم كانوا خائفين للغاية.
كانت أم درمان آمنة نوعًا ما. في البداية سمعنا إطلاق نار، لكن فجأة بعد يومين بدأوا في القصف بالقرب منا وخفت من عدم وجود مكان آمن حول الخرطوم على الإطلاق. لم أستطع النوم. كنت أنظر إلى السماء - أرى كل طائرات التي تطلق النار والقذائق".
بقيت ليا وعائلتها في أم درمان لأيام قليلة أخرى حتى اقتحم سارق مسلّح منزلهم وسرقهم أثناء نومهم؛ عندها، قررت ليا أن الوضع غير آمن وأنه حان الوقت للتوجه إلى الساحل. توسلت الى والدها أن يأتي معها، لكنه رفض مغادرة منزله.
قبل التوجه إلى برّ الأمان، كانت ليا بحاجة إلى العودة إلى منزلها في الخرطوم لاستلام وثائق هوية عائلتها في حالة احتياجهم لمغادرة البلاد. امتدت رحلة التاكسي التي تستغرق عادة 30 دقيقة لساعات متتالية، حيث حاول سائق التاكسي إيجاد شوارع آمنة في الخرطوم لتجنب العنف.
وصلنا إلى المنزل. كان الوقت متأخراً جداً. كنا نشعر بالحزن الشديد وبكينا جميعاً. جلسنا أمام منزلنا حتى الصباح لأنني لم أجد المفتاح. لم ينام أي منا. كنت أحتضن أطفالي طوال الوقت.
"جاء الصباح. توقف إطلاق النار قليلاً وكان لدينا أمل. لكن فجأة بدأ اطلاق النار مجدداً. كسرنا قفل المنزل وأخذنا أوراقنا وبعض حاجياتنا".
ثم انطلقت ليا وأطفالها في رحلة طويلة إلى بورتسودان، على بعد أكثر من 800 كيلومتر على الساحل.
تمكنا من الفرار إلى المكان الذي كانت تغادر فيه الحافلات من الخرطوم. كنا على الطريق لمدة أربعة أيام تقريبًا، توقفنا في مدن مختلفة في فترات الليل، وننام على الأرض بجوار الحافلة. لقد قرعنا أبواب منازل الغرباء، وساعدونا لأنهم كانوا يعرفون أن هناك حربًا في الخرطوم. أعطونا معدات للطبخ حتى أتمكن من الطهي وسمحوا لنا باستخدام حمامهم.
"كان الأمر صعب. كان مقبولاً بالنسبة لي، لكن أطفالي لم يتعرضوا لمثل هذا الموقف من قبل. لا أحد يختار أن يعيش هذا النوع من الحياة أو يختار الحرب، لكننا وجدنا أنفسنا في هذا الموقف".
في النهاية، وصلوا إلى بورتسودان. على الرغم من أنها أقل خطورة من الخرطوم، فقد كافحت ليا للعثور على مكان مناسب لتعيش فيه أسرتها.
ذهبت إلى المخيم الأول وكان الوضع سيئًا للغاية. مكثنا هناك لأكثر من أسبوع بقليل ولكن لم نتمكن من البقاء لفترة أطول. كان أطفالي مرضى، لذلك انتقلنا إلى الشاطئ. اعتقدت أنه سيكون أفضل ولكن في فترة ما بعد الظهر كان جهنم. لا يمكنكم البقاء تحت الشمس بشكل مباشر. بعد ذلك، تم نقلنا إلى مخيم آخر حيث مكثنا لمدة شهر، ثم إلى مخيم آخر. إن الوضع أفضل حالياً لكن الأمور لا تزال سيئة. لا يمكن اعتبار المخيم منزلاً. ولكن على الأقل المخيم هذا أفضل قليلاً مقارنة بالآخرين. "
عندما سُئلت كيف ساعدتها جمعية الهلال الأحمر السوداني طوال محنتها، وما الفرق الذي أحدثته، قالت ليا:
"الفرق واضح. كان الهلال الأحمر موجودًا دائمًا منذ البداية لتقديم يد المساعدة في أوقات الحاجة.
"أحضروا لنا أطبّاء وأدوية وبعض الطعام".
بالنسبة للمستقبل؟
"أشكر الله أننا على قيد الحياة. رغم أننا فقدنا الكثير من الأشياء، إلا أننا أحياء ونتنفس وأولادي بجانبي. أنا فقط أدعو الله أن تتحسن الأمور مرة أخرى ذات يوم وأدعو أن تصبح الخرطوم آمنة مرة أخرى.
"لا أريد أن أسافر بعد الآن. أريد أن تكون حياتنا وبلدنا بأمان وأن تتوقف كل المشاكل حتى نتمكن من الاستمرار في فعل الأشياء التي نحلم بها ".
-
لقد فقد أكثر من 1000 شخص حياتهم منذ اندلاع النزاع في السودان في 15 أبريل/نيسان، وأصيب أكثر من 12,000 في القتال.
تواصل جمعية الهلال الأحمر السوداني، بدعم من شبكة الاتحاد الدولي، تقديم المساعدة الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها على الرغم من التحديات الأمنية في البلاد.
لمساعدة أشخاص مثل ليا داخل السودان، يرجى التبرع لنداء الطوارئ الخاص بنا. يمكنكم العثور على معلومات حول العمل الذي سيدعمه تبرعكم هنا.
بيان الاتحاد الدولي في مؤتمر التعهدات لدعم مستقبل سوريا والمنطقة
أصحاب السعادة، الممثلين الموقرين، السيدات والسادة، اجتمعنا هنا منذ سنوات لدعم مستقبل سوريا والمنطقة.
بعد سنوات من النزاع المتواصل، وانهيار الاقتصاد السوري، والزلزال المدمر الأخير، لا يوجد حتى الآن حل يلوح في الأفق.
ويتجاوز حجم الأزمة استجابتنا الإنسانية.
يدعم الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر من خلال وجوده لفترة طويلة في سوريا الهلال الأحمر العربي السوري - أكبر مقدم مجتمعي للمساعدات الإنسانية في البلاد - لتقديم خدمات عالية الجودة وخاضعة للمساءلة.
يزود الهلال الأحمر العربي السوري 5 ملايين شخص كل شهر بالمواد الغذائية والإغاثية ويدعم قدرتهم على الصمود على المدى الطويل من خلال دعم سبل العيش، والرعاية الصحية، والمياه، وخدمات الصرف الصحي.
في البلدان المجاورة والمضيفة، يقدم الاتحاد الدولي وأعضاؤه، بدعم من الاتحاد الأوروبي وشركاء آخرين، المساعدة إلى السوريين والمجتمعات المضيفة. نأمل أن يستمر هذا الأمر.
إن الضغط لتوسيع برامجنا الإنسانية هائل.
المساعدات الإنسانية وحدها لن تقلل من الاحتياجات الإنسانية أو تساهم في الصمود طويل الأمد والتعافي المستدام في سوريا.
يعد هذا المؤتمر فرصة أساسية للتركيز على رسالة رئيسية:
يجب أن يكون إنقاذ الأرواح أولويتنا الجماعية.
يتمتع الهلال الأحمر العربي السوري بقدرة لا مثيل لها ويمكن الوثوق بها على الوصول الى المجتمعات في معظم أنحاء البلاد.
الاستثمار في الجهات الفاعلة المحلية مثل الهلال الأحمر العربي السوري والجمعيات الوطنية في البلدان المجاورة أمر ضروري.
إن ضمان تقديم المساعدات من دون عوائق يضمن أن تمويل المانحين يدعم حقاً البرامج الإنسانية وبرامج التعافي التي صممتها المجتمعات التي هي في أمس الحاجة إليها.
إن ضمان الخدمات الأساسية والفرص الاقتصادية طويلة الأجل أمر بالغ الأهمية لملايين السوريين.
إن دعم سبل العيش وتعزيز الخدمات الأساسية مثل الصحة، والصرف الصحي، والتعليم هي تدخلات طويلة الأجل لبناء القدرة على الصمود، ويجب تطويرها مع الأخذ بعين الاعتبار ان احتياجات الشعب السوري هي الأولوية.
يجب علينا أيضًا أن نواصل العمل معًا للحد من الآثار غير المقصودة للعقوبات على الاستجابة الإنسانية.
سيواصل الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر بالعمل عن كثب مع شركاء الحركة الآخرين لتقديم مساعدات إنسانية غير متحيزة ومحايدة ومستقلة، ولكن للقيام بذلك، نحتاج إلى قيادة جماعية ومتقاربة وسط الانقسام السياسي.
لقد حان الوقت لتقاسم حقيقي للمسؤولية وتضامن حقيقي بين المجتمع الدولي إذا أردنا أن نرى تغييرًا مؤثراً حقيقيًا ومستدامًا في حياة الشعب السوري.
شكرًا لكم.
خط المعلومات التابع للصليب الأحمر البولندي يقدم الرعاية والدعم للأشخاص الفارين من أوكرانيا
"بالأمس، قيل لي إنني ملاك. لهذا السبب أقوم بهذا العمل".
آلا كارابيتشيك هي أخصائية في علم النفس من أوكرانيا، وإحدى العاملين والعاملات في خط المعلومات التابع للصليب الأحمر البولندي، بحيث تقدم الدعم للصحة النفسية والدعم النفسي-الاجتماعي للأشخاص الذين يتصلون بالخط.
معظم المتصلين بها هم أشخاص من أوكرانيا لم يتمكنوا من التكيف مع ظروفهم الجديدة بعد. توقع الكثير منهم القدوم إلى بولندا لمدة أسبوعين أو أشهر فقط، إلا أنهم باتوا بعيدون عن الوطن بعد مرور أكثر من عام. يشعرون بعدم اليقين بشأن مستقبلهم ويبحثون عن بعض الإرشادات.
"عندما يتصل الأشخاص بخط المعلومات، يكون لديهم بالفعل جزء من الحل للمشكلة في أذهانهم. يمكن لسؤال ذكي واحد من قبل أخصائي الصحة النفسية، وفي التوقيت المناسب، أن يساعد في تسليط الضوء على هذا الحل،" تشرح آلا.
كريستينا من كييف هي أيضًا جزء من فريق مكون من سبعة مشغلين لخط المعلومات التابع للصليب الأحمر البولندي. تستجيب مع زملائها لحوالي 300 مكالمة في الأسبوع، وتقدم الإحالات إلى الخدمات الطبية وخدمات الإدارة العامة.
"يشعر أحيانًا المتصلون بالتوتر لدرجة أنهم لا يستطيعون التوقف عن البكاء. لقد تم تدريبنا على التحدث معهم بطريقة تساعد على التخفيف من توترهم. عندما يتلقون المعلومات التي يحتاجون إليها، يمكنهم في النهاية الاسترخاء،" تقول كريستينا.
"أنا أيضًا بعيدة عن المنزل، لذلك أشعر بنفس شعور الأشخاص الذين يتصلون بنا. يمكنني أن أفهم مشاكلهم تمامًا، ويسعدني أن أكون قادرتًا على المساعدة".
آلا وكريستينا قد تلقتا تدريبًا في مجال الإسعافات الأولية النفسية بفضل مشروع EU4Health الذي يدعمه الاتحاد الأوروبي، حتى تتمكنا من الاستجابة بشكل أفضل للاحتياجات النفسية للأشخاص المتأثرين بالنزاع المسلح.
"تمامًا مثل الكثير من الأشياء الأخرى في الحياة، فإن الوضع في أوكرانيا خارج عن إرادتنا. ما يمكننا تغييره هو سلوكنا، يمكننا التأثير على بيئتنا والتأثير على الأشخاص من حولنا،" تختتم آلا.
--
إذا غادرتم أوكرانيا بسبب النزاع الحالي وتحتاجون إلى الدعم، فيمكنكم الاتصال بخط المعلومات التابع للصليب الأحمر البولندي على 0048800088136 (من داخل بولندا) أو 0048221520620 (من الخارج). إن خط المعلومات متوفر من الاثنين إلى الجمعة من الساعة 09:00 إلى الساعة 17:00 بتوقيت وسط أوروبا.
حول برنامج EU4Health: تعاونت الجمعيات الوطنية للصليب الأحمر في أوكرانيا و 24 دولة من دول الاتحاد الأوروبي/المنطقة الاقتصادية الأوروبية (EAA) لتقديم خدمات الصحة النفسية والدعم النفسي-الاجتماعي لمئات الآلاف من الأشخاص من أوكرانيا. بتمويل من الاتحاد الأوروبي وبمساعدة تقنية من الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر والمركز المرجعي للدعم النفسي والاجتماعي التابع للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، يربط المشروع بين الأشخاص المعرضين للخطر وأخصائيي الصحة النفسية والمتطوعين من الجمعيات الوطنية.
--
تمت كتابة هذا المقال بدعم مالي من الاتحاد الأوروبي. محتوياته هي مسؤولية الاتحاد الدولي وحده ولا تعكس بالضرورة وجهات نظر الاتحاد الأوروبي.
تحديث بشأن الصليب الأحمر النيكاراغوي
إن الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر يشعر بقلق عميق إزاء حل جمعية الصليب الأحمر النيكاراغوي، وهي جمعية وطنية عضو في الاتحاد.
إن هذا القرار قد يعرض الأنشطة الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها في البلاد، وعمل الموظفين والمتطوعين، للخطر.
نقوم حالياً بمراقبة الوضع عن كثب، كما نقيّم أفضل طريقة للمضي قدمًا، وسنطلعكم على خطواتنا التالية بناءً على هذا التقييم.
لمزيد من المعلومات ، يرجى التواصل معنا على [email protected]
ساو تومي وبرينسيبي: كبار السن يتلقون الرعاية ويُعاملون بتعاطف من قبل متطوعي الصليب الأحمر
"اليوم، بفضل المركز، أشعر بتحسن واستعدت طعم الحياة".
هذه كلمات مانويل، 81 عامًا، من المقيمين في مركز الصليب الأحمر للمسنين في ساو تومي وبرينسيبي في مقاطعة لوباتا، حيث يعمل المتطوعون يوميًا لإضفاء الابتسامة والأمل على بعض السكان الأكبر سنًا في البلاد.
تأسس مركز الاستقبال في أكتوبر/تشرين الأول 2005، بتمويل من وزارة الخارجية الإسبانية، ويديره الصليب الأحمر في ساو تومي وبرينسيبي لما يقرب من 20 عاماً، علماً أن اسمه "لا سانتا كاسا دي ميزريكورديا" أو "البيت المقدس للتعاطف".
اليوم، يعتني المتطوعون بـ 18 مقيمًا - أشخاص من جميع مناحي الحياة مروا بأوقات عصيبة ويحتاجون إلى القليل من المساعدة في تدبير أمورهم.
في حالة مانويل، كانت قصة مأساوية كبيرة هي التي أوصلته إلى المركز.
عمل في السفارة البرتغالية لفترة طويلة. ولكن الصعوبات المالية لم تسمح له بناء منزل أحلامه - المنزل الذي كان يأمل أن يقضي فيه شيخوخته. عندما حان وقت تقاعده، اضطر إلى مغادرة منزله للانتقال للعيش مع ابنته.
في إحدى الليالي وبينما كانوا في المنزل، اندلع حريق هائل. خسر مانويل كل شيء، بما في ذلك ابنته.
كان مانويل في حالة ذهول وضياع تام، إلا أنه وجد الدعم والراحة في مركز الصليب الأحمر بعد أن تواصل معه أحد المتطوعين في مجتمعه المحلي الذي كان قد لاحظ محنته.
"اليوم، بفضل المركز، أشعر بتحسن وأعود تدريجياً الى الحياة الطبيعية. اتلقى الدعم من طبيب، وهناك سقف فوق رأسي، ووجبة طعام كل يوم وأصدقاء لأتحدث إليهم."
مانويل
مقيم
لقد تطور المركز كثيرًا خلال العشرين عامًا الماضية.
"كان المشروع الأولي هو توفير بيتاً ومساعدة أساسية لكبار السن الذين نبذتهم عائلتهم. ولكن مع مرور الوقت، قمنا بتحويله إلى مركز استقبال مناسب حيث نستجيب للاحتياجات الأكثر تعقيدًا للمقيمين". تقول فيليبا فرنانديز، متطوعة ومديرة المركز.
وأضافت "نسعى جاهدين لتزويدهم ببيئة يمكنهم من خلالها الازدهار، وذلك عبر الاهتمام بصحتهم الجسدية والنفسية".
الصداقة والمحادثة جزء مهم من دعم الصحة النفسة لكبار السن في المجتمع. لذلك، يدير الصليب الأحمر في ساو تومي وبرينسيبي مركزًا اجتماعيًا قريبًا يفتح أبوابه يوميًا، مما يسمح لجميع كبار السن في المجتمع بالحضور والتواصل اجتماعياً مع بعضهم البعض.
يمكن لجميع الزوار قضاء يومهم في مكان آمن وهادئ حيث يمكنهم الوصول إلى الخدمات الأساسية، مثل الطعام والحمامات.
رونالدو هو واحد من سبعة متطوعين يعملون على إبقاء المركز نشطاً. بصفته مديرًا وطباخًا، يدير الأعمال اليومية داخل المركز، ولكنه يزور أفراد المجتمع خارج المركز بهدف تقديم وجبات الطعام للأشخاص ذوي القدرة المحدودة على الحركة.
"نحاول أن نبذل قصارى جهدنا لضمان عدم إهمال أي شخص."
رونالدو
متطوع في الصليب الأحمر
في المجتمعات حول العالم، يُحرم غالباً كبار السن من الخدمات أو يتم تجاهلهم أو يُنظر إليهم على أنهم عبء على الموارد. ولكن بفضل لطف متطوعي الصليب الأحمر مثل رونالدو وفيليبا، يتم التعامل مع كبار السن في مجتمعهم بالكرامة والاحترام والرعاية التي يستحقونها.
--
يتلقى مركز استقبال "لا سانتا كاسا دي ميزريكورديا" للمسنين تمويلًا من الكنائس والجمعيات المحلية، وكذلك من المغتربين. تم إنشاء المركز الاجتماعي في البداية بتمويل من صندوق الإمبراطورة شوكن المشترك بين الاتحاد الدولي (IFRC) واللجنة الدولية (ICRC). في عام 2022، قدم الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر مستلزمات الإمداد بالمياه، الإصحاح والنهوض بالنظافة.
إذا كنتم مانحين وتودون معرفة المزيد ودعم عمل الاتحاد الدولي في ساو تومي وبرينسيبي، فيرجى قراءة الخطة الوطنية لشبكة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر هنا، والتي تتضمن معلومات عن مكتب مجموعة الدول في المنطقة.
يمكنكم أيضًا الضغط هنا لمعرفة المزيد حول عمل الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في دعم الشيخوخة السليمة.
الصليب الأحمر الهندوراسي: اللطف يسطع في المجتمعات المحلية
إنها الثامنة صباحًا من يوم أحدٍ هادئ في كوبان رويناس، وهي بلدة صغيرة خلابة في غرب هندوراس، كانت سابقًا واحدة من أقوى المدن في إمبراطورية المايا.
بدأ أصحاب المتاجر بفتح أبوابهم، بينما كانت مجموعة من النساء والأطفال تلعب في الساحة الرئيسية، ويخرج العديد من السكان المحليين - الذين يرتدون قبعات رعاة البقر المميزة - في نزهاتهم الصباحية.
إلا أن هناك رجل واحد يتميز عن غيره بفضل سترته وقبعته الحمراء. هناك شعار كبير للصليب الأحمر وكلمات Cruz Roja Hondureña (الصليب الأحمر الهندوراسي) مزخرفة بفخر على ظهره. شاهدته للحظة وهو يتحدث إلى الناس في القرية، وهم يستقبلونه بحرارة من خلال المصافحة باليد أو بالقبضة.
لحقت به، وألقيت عليه التحية "¡Hola ، amigo!" واكتشفت ان اسمه ستانلي، متطوع في الصليب الأحمر لأكثر من 22 عامًا، وهو في طريقه إلى لقاء مع زملائه المتطوعين والموظفين من المنطقة. لقد دعاني لزيارة الفرع المحلي في وقت لاحق بعد ظهر ذلك اليوم للتعرف على ما يفعلونه.
وهكذا فعلت! لا يمكن للترحيب بأن يكون أكثر دفئًا من ذلك.
خلال الغداء، علمت أن الجميع قد اجتمعوا معًا من جميع أنحاء المنطقة لمشاركة قصصهم ومعرفتهم وخبراتهم في دعم مجتمعاتهم المحلية خلال الأزمات المختلفة والتحديات اليومية.
اسمحوا لي أن أخبركم عن ثلاثة أشخاص قد قابلتهم: ميريان ونابليون ولواني.
ميريان
ميريان هي الرئيسة الفخورة لفرع كوبان وتتطوع منذ أكثر من 10 سنوات. يدير فرعها سيارتي الإسعاف الوحيدتين في البلدة بأكملها، مما يعني أنه عندما يواجه شخص ما مشكلة، فإن فريقها هو أول من يستجيب.
إلا أن عملها لا يقتصر على الاشراف على الخدمات الصحية الطارئة، بحيث يقوم فرعها بمساعدة السكان المحليين، بما في ذلك مجموعات السكان الأصليين الذين يعيشون في التلال المحيطة وتلاميذ المدارس، في التأهب للأزمات - مثل الأعاصير والفيضانات.
يدعم فرعها أيضًا العدد المتزايد من المهاجرين الذين يمرون عبر هندوراس في طريقهم شمالًا، بمن فيهم اؤلئك الذين يمرون عبر نقاط الخدمات الإنسانية: وهي مساحات ذات موقع استراتيجي حيث يمكن للمهاجرين الوصول إلى دعم آمن وموثوق خلال رحلاتهم.
"إن العمل الإنساني يحفزني، وحقيقة أن الصليب الأحمر منظمة مليئة بالحب للآخرين أمر يحفزني. أننا أناس على استعداد لبذل كل ما في وسعنا لتقديم المساعدة. بالنسبة لي، أن أكون عضوًا في عائلة الصليب الأحمر هو أفضل شيء حدث لي على الإطلاق،" تقول ميريان.
نابليون
يقع مقر نابليون في سان بيدرو سولا، ثاني أكبر مدينة في هندوراس. كان يعمل كمشغل كاميرا، ويتطوع كسائق للصليب الأحمر الهندوراسي منذ خمس سنوات.
قبل عامين، كان نابليون واحدًا من العديد من متطوعي الصليب الأحمر الهندوراسي الذين استجابوا للإعصارين المدمرين إيتا ويوتا اللذين دمّرا المنطقة.
تحدّث نابليون عن قيادته لشاحنة إنقاذ كبيرة عبر مياه الفيضانات العميقة لدرجة انها كادت أن تجرف الشاحنة. على الرغم من الظروف الصعبة، تمكن من الوصول والمساعدة في إنقاذ العديد من الأشخاص الذين تقطعت بهم السبل وممتلكاتهم وحيواناتهم الأليفة. كما ساهم في جهود التعافي وإعادة الإعمار الهائلة، مما ساعد في استرداد حياة الناس ومنازلهم.
إن فخر نابليون بالعمل التطوعي مرسوم على وجهه، بحيث تمتد ابتسامته من أذن الى أخرى اثناء تحدثه عن دعم زملائه المتطوعين وحشدهم أثناء الأزمات.
"أحب أن أكون متطوعًا، لأن من خلال التطوع تتبرعون بجزء من حياتكم وتتشاركون مشاعر متعلقة بالإنسانية. إن القدرة على المساعدة تجعلكم تشعرون بالرضا،" يقول نابليون.
لواني
تقع لواني أيضًا في سان بيدرو سولا، لكن دورها مختلف قليلاً، فهي ليست متطوعة، بل تعمل لدى الصليب الأحمر الهندوراسي لمساعدة المتطوعين.
تعمل مع الفروع المحلية، مثل الفرع الموجود في كوبان رويناس، لتحسين حوكمتها وإدارتها المالية وتعبئة الموارد، حتى يتمكن المتطوعون من تقديم رعاية ودعم أفضل لمجتمعاتهم.
قد لا يبدو عمل لواني مثيرًا للإهتمام بقدر الأعمال الأخرى، مثل القيادة في مياه الفيضانات لإنقاذ الناجين، إلا إن عمل لواني لا يقل أهمية. إن الفروع المحلية القوية هي حجر الأساس لشبكة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر. بدونهم، لا يمكننا تقديم الدعم المحلي السريع والفعال الذي تحتاجه المجتمعات خلال الأزمات.
مع خبرة عام واحد، تعتبر لواني وافدة جديدة نسبيًا إلى عائلة الصليب الأحمر. سألتها عما يعنيه لها العمل لدى الصليب الأحمر وما إذا كانت تود الاستمرار في عملها:
وقالت: "بالنسبة لي، إنه يعني الحب، لأن الرغبة في تنفيذ الأشياء بشكل جيد، والرغبة في مساعدة الأشخاص المعرضين للخطر، تجعلنا نقدم أفضل ما في أنفسنا كأشخاص. الآن، بعد أن دخلت عالم الصليب الأحمر، لا أعرف ما إذا سأغادر يومًا ما!"
في نهاية اجتماع المتطوعين، ودّعت المجموعة بعضها البعض وذهب كل واحد في حال سبيله.
أما أنا، فعدت إلى الساحة الرئيسية في كوبان رويناس، لأفكر في كلمة نستخدمها غالبًا في القطاع الإنساني: محلية العمل الانساني.
إنه مصطلح رسمي بامتياز، ولكن ما الذي يعنيه في الواقع؟
بالنسبة لي، المصطلح يعني ميريان ونابليون ولواني: ثلاثة أشخاص يعملون بجد داخل مجتمعاتهم المحلية لجعل الحياة أفضل وأكثر أمانًا وإشراقًا لمن حولهم.
كما أنه يعني ستانلي: رجل يسير في شوارع بلدته المألوفة لسنوات، مرتدياً سترة الصليب الأحمر. رجل معروف وجدير بالثقة ومحترم من قبل مجتمعه المحلي، وموجود لخدمتهم في السراء والضراء.
هدية الضوء: مولدات مُتبرع بها توفر الكهرباء الأساسية للفرق الطبية في المستشفيات في أوكرانيا
"كيف من المفترض لأي شخص أن يشعر بعدما كان يمتلك كل شيء؟ كان لدي منزل، ووظيفة مستقرة، وأقارب. الآن، أعتبر نفسي شخصًا مسنًا بلا مأوى. لم يعد لدي مكان للعيش فيه، فهناك فوهة حيث كان منزلي، خلّفتها قنبلة اسقطتها طائرة. كيف من المفترض أن أشعر؟".
عاش إيهور مانوهين حياته كلها في باخموت، محافظة دونيتسك. هناك، كان لديه منزل وعائلة ومصدر رزق.
عمل إيهور رئيسًا لقسم الأشعة السينية في مستشفى باخموت المحلي. لسنوات عديدة، كانت الحياة طبيعية. كانت الحياة سلمية. ولكن منذ تصاعد النزاع المسلح الدولي في أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، كان على إيهور أن يعمل في حالة من العنف والخطر المتزايد.
"استمر قسم الأشعة السينية في العمل حتى 9 أغسطس/آب. كان فريقنا يعمل على مدار الساعة، ويقدم الرعاية الطبية لحوالي 300 شخص مصاب بسبب النزاع كل يوم. لكن بعد أسابيع من انقطاع الكهرباء، وبسبب القصف المستمر، اضطررنا إلى مغادرة المدينة. ببساطة، لقد أصبح من المستحيل أن أغادر منزلي للذهاب إلى العمل"، يقول إيهور.
تم إجلاء معظم الطاقم الطبي في مستشفى باخموت يوم 9 أغسطس/آب، مع معدات المستشفى، وتم نقلهم إلى مدينة بروفاري في محافظة كييف. بالرغم من الحزن الشديد الذي شعر به إيهور لاضطراره إلى مغادرة باخموت، إلا أنه ظل ملتزم بتوفير الرعاية الطبية المنقذة للحياة للجرحى الى جانب فريقه. في موقعهم الجديد، استمروا في تقديم المساعدة الطبية للمواطنين النازحين الذين فقدوا كل شيء.
إلا أن التحديات استمرت في بروفاري، بحيث أدت الهجمات المتواصلة على البنية التحتية إلى ترك إيهور وفريقه بدون طاقة، مما أعاق عملهم الأساسي.
إدراكًا للحاجة الملحة للدعم، تبرع الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، جنبًا إلى جنب مع جمعية الصليب الأحمر الأوكراني، بمولد كهربائي لإيهور وفريقه في المستشفى الذي تم نقلهم اليه. يوفر المولد مصدرًا موثوقًا للكهرباء والتدفئة والإضاءة، مما يمكّنهم من مواصلة عملهم المنقذ للحياة من خلال دعم السكان المحليين وأولئك الفارين من النزاع.
المولد الذي تم تسليمه إلى فريق إيهور هو واحد من 150 مولدًا تم تسليمه إلى أوكرانيا من قبل الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر كجزء من برنامج لدعم الفئات الضعيفة في البلاد خلال موسم البرد. سيتم تسليم 30 مولداً آخر قريباً.
وفي حديثها عن البرنامج، قالت جايمي واه، منسقة الصحة بالاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في أوكرانيا: "في نهاية المطاف، يتعلق الأمر بالناس. إن التزامنا بتوفير المولدات الكهربائية لأوكرانيا لا يقتصر فقط على تشغيل المعدات، بل يتعلق بضمان الوصول غير المنقطع إلى الرعاية الطبية المنقذة للحياة لمن هم في أمس الحاجة إليها. يشرفنا أن ندعم المجتمعات الأكثر ضعفًا في أوكرانيا في وقت الحاجة."
--
هذه المولدات ليست سوى جزء واحد من استجابتنا في أوكرانيا والدول المحيطة.
بعد مرور عام على تصاعد النزاع، لا يزال الدمار يؤثر على كل جانب من جوانب حياة الناس. يواصل الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر دعم الصليب الأحمر الأوكراني، والجمعيات الوطنية الأخرى في المنطقة، التي تقف جنبًا إلى جنب مع المجتمعات المحلية، وتقدم مساعدات إنسانية بالغة الأهمية وطويلة الأجل لتلبية مجموعة واسعة من الاحتياجات. اقرؤوا المزيد هنا.
للأسف، إن قصة إيهور تشبه قصص العديد من الأشخاص في أوكرانيا، بما في ذلك العديد من متطوعي الصليب الأحمر الأوكراني. لكن على الرغم من كل شيء، فقد وجدوا القوة لمساعدة مجتمعاتهم في أصعب الأوقات.
نحن دائماً على استعداد لتقديم المساعدة لأي شخص مثل إيهور، طالما هناك حاجة إلينا.
اِعمل الآن لإنقاذ الأرواح والحيلولة دون فقدان المهاجرين
يتعرض آلاف المهاجرين إلى الفقدان أو الموت كل عام على طرق الهجرة. ففي عام 2018، التزمت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة "يإنقاذ الأوراح وبذل جهود دولية منسّقة بشأن المهاجرين المفقودين" وذلك من خلال اعتماد "الاتفاق العالمي من أجل الهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية". وبعد أربع سنوات ووجود أكثر من 15000 حالة وفاة موثقة، لم يعد من الممكن مواصلة إرجاء الجهود الرامية إلى توفير معالجة هادفة لهذه المأساة الإنسانية المستمرة.
وبصفتنا رؤساء اللجنة التنفيذية لشبكة الأمم المتحدة المعنية بالهجرة، ولجنة الصليب الأحمر الدولية، والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، واللجنة الدولية المعنية بالمفقودين، فإننا ندعو الدول إلى تحمّل مسؤولياتها الملحّة لإنقاذ الأرواح والحيلولة دون فقدان المهاجرين أو موتهم على طرق الهجرة، والبحث عن الأشخاص المفقودين وتحديد هوياتهم ومساعدة أسرهم. ويتسق ذلك مع الاتفاق العالمي من أجل الهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية، بما في ذلك الهدف الثامن للاتفاق (إنقاذ الأرواح) والخامس (المسارات النظامية) والسابع (الحدّ من التعرض للهجرة) والثالث والعشرين (تعزيز التعاون الدولي)، وكذلك مع الالتزامات ذات الصلة بموجب القانون الدولي.
ومع تزايد القيود المفروضة على سياسات الهجرة أكثر من أي وقت مضى وبقاء مسارات الهجرة النظامية بعيدة المنال للكثيرين، بما في ذلك في سياق جائحة كوفيد-19، لا يبقى أمام عدد كبير من الأشخاص الذين يسعون إلى جمع شمل الأسرة أو العمل الكريم أو الكرامة أو الحصول على فرص أفضل، أو أمام الذين يرغمون على المغادرة بسبب الكوارث والأوضاع الهشة، سوى عدد قليل من الخيارات بخلاف خيار الهجرة غير النظامية على طرق محفوفة بمخاطر أكبر، حيث يجبرون غالباً على الاعتماد على المهربين لتسهيل مرورهم. والعواقب في هذا الصدد شديدة الوضوح: إذ إنه بدءاً من البحر المتوسط، والمحيط الأطلسي، وبحر أندامان، وصولاً إلى الصحراء الكبرى، وعلى ممرات الهجرة في الأمريكتين، أصبح موت المهاجرين واختفاؤهم أمراً متكرراً وشائعاً.
ومع تزايد القيود المفروضة على سياسات الهجرة أكثر من أي وقت مضى وبقاء مسارات الهجرة النظامية بعيدة المنال للكثيرين، بما في ذلك في سياق جائحة كوفيد-19، لا يبقى أمام عدد كبير من الأشخاص الذين يسعون إلى جمع شمل الأسرة أو العمل الكريم أو الكرامة أو الحصول على فرص أفضل، أو أمام الذين يرغمون على المغادرة بسبب الكوارث والأوضاع الهشة، سوى عدد قليل من الخيارات بخلاف خيار الهجرة غير النظامية على طرق محفوفة بمخاطر أكبر، حيث يجبرون غالباً على الاعتماد على المهربين لتسهيل مرورهم. والعواقب في هذا الصدد شديدة الوضوح: إذ إنه بدءاً من البحر المتوسط، والمحيط الأطلسي، وبحر أندامان، وصولاً إلى الصحراء الكبرى، وعلى ممرات الهجرة في الأمريكتين، أصبح موت المهاجرين واختفاؤهم أمراً متكرراً وشائعاً.
وعلى مدى السنوات الثمان الماضية، قضى أكثر من 47000 شخص حتفهم على هذه الطرق وغيرها في العالم. وهناك عدد كبير من الوفيات التي لا يجري تسجيلها. ولا يشمل هذا الرقم آلاف المهاجرين الذين يفقدون كل عام بسبب عدم تمكّنهم من الاتصال بأسرهم – سواء أكانوا ضحايا أو عرضة للاختفاء القسري أو الاعتقال أو المحاصرة، أو متوارين عن الأنظار خوفاً من التوقيف أو الترحيل، أو أطفالاً غير مصحوبين أو مفصولين عن أسرهم، أو أشخاصاً أصيبوا إصابات خطيرة.
وعندما يفقد الأشخاص على طرق الهجرة، غالباً ما تواجه أسرهم عواقب اجتماعية واقتصادية ونفسية وإدارية وقانونية مدمّرة. ذلك أن فقدان أحد الأقارب ليس سبباً يدعو إلى القلق فحسب، ولكنه قد يؤثر على حيازة الممتلكات والميراث، والحصول على حقوق الرعاية الأسرية أو الاجتماعية.
تقع مسؤولية التصدي لهذه العوامل المتحركة على جميع البلدان – بلدان المنشأ والعبور والمقصد – وتتطلب جهوداً من أصحاب المصلحة المتعددين، تشترك فيها جهات فاعلة محلية ووطنية، ويشكل فيها صوت المهاجرين ومشاركة الأسر المتأثرة أمراً محورياً.
وهذا ما يدعو إلى القلق بوجه خاص حيال الاتجاه المتزايد لتجريم المهاجرين ووضع العراقيل أمام توفير مساعدة إنسانية منقدة للحياة، بما في ذلك أمام جهود البحث والإنقاذ والرعاية الطبية للمهاجرين ممن هم بحاجة إليها، ما يتناقض مع الالتزام الذي عبّر عنه الهدف الثامن من أهداف الاتفاق العالمي من أجل الهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية.
ونحن نوجّه نداء إلى الدول لاحترام الالتزامات بموجب القانون الدولي، بما في ذلك قانون حقوق الإنسان، والدفاع عن حق جميع الأفراد في الحياة وفي الصحة، بصرف النظر عن الجنسية، أو الانتماء العرقي أو الاجتماعي، أو نوع الجنس، أو الوضع من حيث الهجرة، أو غير ذلك من الأسباب، ودعم الحق في حياة أسرية، ومصالح الطفل الفضلى، والحظر المطلق للاختفاء القسري أو الاحتجاز التعسفي، وما إلى ذلك.
وقبل انعفاد منتدى استعراض الهجرة الدولية الأول بين 17 و20 مايو 2022 من أجل استعراض التقدم المحرز في تنفيذ الاتفاق العالمي من أجل الهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية، ندعو الدول أيضاً إلى:
إعطاء الأولوية لعمليات البحث والإنقاذ والتعاون بشأنها من أجل تقديم المساعدة إلى المهاجرين بصرف النظر عن وضعم من حيث الهجرة، بما في ذلك من خلال آليات واضحة وقابلة للتنبؤ تضمن إيصال الناجين إلى مكان آمن وحصول الأطفال على رعاية غير احتجازية واستقبال ملائم؛
دعم الجهود التي تبذلها المنظمات الدولية وأفراد طواقم السفن التجارية، عند الاقتضاء، وترمي إلى توفير المساعدة المنقذة للحياة والرعاية الصحية والحماية للمهاجرين في البرّ والبحر، والإحجام عن تجريم الذين يقدمون هذه المساعدة أو عرقلة جهودهم أو ردعهم بطريقة أخرى؛
تقييم أثر القوانين والسياسات والممارسات المتعلقة بالهجرة بشكل منتظم ومراجعتها، إذا لزم الأمر، للتأكد من أنها تتسق مع الالتزامات القانونية الدولية ولا تؤدي إلى خطر موت المهاجرين أو فقدانهم أو تفاقم هذا الخطر؛
تمكين المهاجرين وأسرهم من إقامة الاتصال فيما بينهم أو استئنافه أو المحافظة عليه على طرق الهجرة وفي مكان المقصد؛
إيجاد وتعزيز إمكانيات الهجرة الآمنة والمنتظمة بطريقة تضمن الحق في حياة أسرية وتلبي احتياجات المهاجرين الذين هم في حالة استضعاف، بالإضافة إلى ممارسات الدخول والإقامة بناء على اعتبارات إنسانية أو قائمة على الرأفة أو غيرها بالنسبة للمهاجرين الذين أرغموا على مغادرة بلدان منشئهم.
البحث عن الأشخاص الذين لقوا حتفهم أو فقدوا وتحديد هوياتهم عن طريق:
وضع آليات عابرة للحدود الوطنية تسمح بتبادل المعلومات وتنسيق الجهود عبر بلدان المنشأ والعبور والمقصد من أجل البحث عن الذين لقوا حتفهم أو فقدوا وتحديد هوياتهم، وذلك بالتعاون مع أصحاب المصلحة ذوي الصلة، بما في ذلك أسر المفقودين، مع احترام الحق في السلامة والخصوصية ومعايير حماية البيانات؛
جمع البيانات بشكل منتظم عن وفيات المهاجرين والمهاجرين المفقودين وإتاحتها للجمهور بما يتوافق مع الحق في الخصوصية وحماية البيانات.
توفير الدعم والتعويض لأسر الذين لقوا حتفهم أو فقدوا عن طريق:
إتاحة سبل تستطيع الأسر من خلالها تسجيل حالات فقدان الأشخاص والحصول على معلومات بشأن جهود البحث، مع احترام الحق في الخصوصية وحماية البيانات الشخصية؛
ضمان قدرة أسر المهاجرين المفقودين في بلدان المنشأ والعبور والمقصد على ممارسة حقوقهم والحصول على الخدمات وأشكال الدعم الأخرى لتلبية احتياجاتهم المحددة؛
ضمان حصول المهاجرين وأسرهم على العدالة والمساءلة والتعويض عبر إجراء تحقيقات نزيهة وشاملة في جميع المزاعم التي تكون فيها حياة المهاجرين أو سلامتهم مهددة في مسار رحلتهم وحيث تتعرض حقوقهم للانتهاكات، سواء من جهات فاعلة حكومية أو غير حكومية، بما في ذلك كنتيجة للتهريب أو الإتجار الشديد الخطورة؛
وضع إجراءات لاستعادة رفات المهاجرين المتوفين وتحديد هوياتها ونقلها ودفنها بكرامة، وإبلاغ أسرهم ومساعدتهم بهذا الشأن.
ومع أنه لا يزال هناك الكثير الذي يلزم عمله، ثمة مجموعة متنامية من الممارسات والمعارف والتوجيهات التي يمكن أن تسترشد بها الجهود المنسقة الرامية إلى ترجمة الالتزامات بموجب القانون الدولي وأهداف الاتفاق العالمي من أجل الهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية إلى واقع ملموس. ويمكن لللهيئات الدولية والإقليمية ودون الإقليمية أن تقوم بدور هام لتسهيل تلك الجهود إلى جانب الجهات الفاعلة والمجتمعات.
وقبل انعفاد منتدى استعراض الهجرة الدولية، ندعو الدول إلى قطع التزامات ملموسة وتعهدات بالعمل وحشد الجهود لإنقاذ الأرواح والحيلولة دون فقدان المهاجرين.
ونحن في منظماتنا على استعداد لدعم الدول في تنفيذ هذه الالتزامات لضمان أن تظل المبادئ الإنسانية وحقوق الإنسان والمهاجرين وأسرهم محور جميع الإجراءات.
السيد أنطونيو فيتورينو، المدير العام للمنظمة الدولية للهجرة ومنسق شبكة الأمم المتحدة المعنية بالهجرة
غي رايدر، المدير العام لمنظمة العمل الدولية
ميشيل باشليه، مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان
ليو زينمين، وكيل الأمين العام للشؤون الاقتصادية والاجتماعية
أكيم شتاينر، مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي
فيليبو غراندي، مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين
كاترين راسل، المديرة التنفيذية لليونيسف
غادة فتحي والي، المديرة التنفيذية لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة
تيدروس أدانون غبرايوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية
بيتر مورر، رئيس لجنة الصليب الأحمر الدولية
فرانشسكو روكا، رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر
كاترين بومبرجر، المدير العام للجنة الدولية المعنية بالمفقودين
أنشئت شبكة الأمم المتحدة المعنية بالهجرة لضمان الدعم الفعال والمناسب والمنسق للدول الأعضاء في تنفيذ الاتفاق العالمي من أجل الهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية ومتابعته واستعراضه. وبينما تتركز ولاية الشبكة على الهجرة، تدعى الدول كذلك إلى تنفيذ هذه التوصيات بشأن المهاجرين وطالبي اللجوء وحماية حقوق الإنسان لكل فرد بطريقة متساوية بصرف النظر عن وضعهم كمهاجرين.
للحصول على مزيد من المعلومات، يرجى الاتصال بـ:
فلورنس كيم، الأمانة العامة لشبكة الأمم المتحدة المعنية بالهجرة:
[email protected] / +41 79 748 03 95
المانحون تعهدوا بزيادة الدعم لصندوق الطوارئ للإستجابة للكوارث (DREF) التابع للإتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر
إنّ الكوارث المتعلّقة بالمناخ تحدث بوتيرة متكررة وبحدة أكثر في جميع أنحاء العالم. وفيما حين أنّ معظم هذه الكوارث لا نعلم بها، إلا أنّها تتسبب بتدمير الأرواح والبنية التحتية والاقتصادات، ولا تلقى أي اهتمام أو مساعدة، أو الموارد المطلوبة.
إنّ المطلوب في الغالب هو الإستجابة المحلية والسريعة. لكن غالبًا ما يفتقر الصليب الأحمر أو الهلال الأحمر في البلدان المنكوبة بالكوارث إلى الموارد أو القدرة على الاستجابة، لا سيما إذا كانوا منهمكين في معالجة أزمات متعددة.
في هذا المكان يُحدث صندوق الطوارئ للإستجابة كل الفرق. فهو بمثابة وعاء مركزي للأموال يوجّه من خلاله الإتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر أموال المانحين بسرعة وبشكل مباشر إلى جمعياتنا الوطنية لاتخاذ إجراءات مبكرة، والإستجابة الفورية للكوارث.
لمعالجة الآثار الإنسانية الهائلة للكوارث المتعلقة بالمناخ وكوفيد-19،يجب أن يكون الاستثمار على مستوى المجتمع،حيث يكون له أكبر تأثير.يقدّم صندوق الطوارئ للإغاثة المساعدة مباشرة الى أيدي الاشخاص الأكثر حاجة، ويعمل على بناء قدرات جمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر التي هي الجهة الأفضل لتقديم ذلك.
جاغان تشاباجين
الأمين العام للإتحاد الدولي
منذ إطلاقه في العام 1985، دعم الإتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر من خلال صندوق الطوارئ للإستجابة200 مليون شخص في الأزمات في جميع أنحاء العالم.
سعى مؤتمر التعهدات، الذي عُقد في 18 تشرين الأول/اكتوبر، والذي اشترك في رئاسته الإتحاد الدولي والإتحاد الأوروبي، إلى زيادة هذا الصندوق المُنقذ للحياة والمُبتكر إلى 100 مليون فرنك سويسري سنوياً اعتباراً من عام 2022، وما يصل إلى 300 مليون فرنك سويسري بحلول عام 2025، لمواجهة الإرتفاع المقلق في الكوارث، ولدعم ملايين آخرين.
يواصل الإتحاد الأوروبي دعم صندوق الطوارئ للإستجابة للكوارث. إنّ ذلك مثال ملموس على التزامنا بمحلية العمل. من خلال هذا الصندوق، تمّ توجيه مواردنا إلى السكان ذوي الاحتياجات الأكثر إلحاحًا، بطريقة صريحة ومباشرة.
جانيز لينارتشيتش
المفوّض الأوروبي لإدارة الأزمات
التعهدات
يعرب الإتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر عن امتنانه للشركاء التاليين الواردة أسماؤهم أدناه والذين تعهدوا بتقديم تمويل جديد أو بتجديد تمويلهم لصندوق الطوارئ للإغاثة خلال المؤتمر:
الإتحاد الأوروبي
حكومة استراليا
حكومة بلجيكا
حكومة كندا
حكومة ألمانيا
حكومة أيرلندا
حكومة كوريا
حكومة لوكسمبورغ
حكومة هولندا
حكومة النرويج
حكومة السويد
حكومة سويسرا
حكومة المملكة المتحدة
الصليب الأحمر الياباني
شركة White & Case LLP
كذلك، نودّ أن نشكر الجمعيات الوطنية المعنية من البلدان المذكورة أعلاه على دعمها للصندوق ولمشاركتها المستمرة مع حكوماتها في ذلك.
شاهد الفيديو للتعرّف على بعض الأشخاص حول العالم الذين دعمناهم من خلال صندوق الطوارئ للإستجابة للكوارث
لمزيد من المعلومات حول صندوق الطوارئ للإستجابة للكوارث أو مؤتمر التعهدات:
زوروا موقعنا الإلكتروني
حمّلوا خطة صندوق الطوارئ للإستجابة للكوارث للعام 2021، وطموحنا الإستراتيجي للأعوام 2021-2025
في إمكانكم التواصل مع فلوران ديل بينتو(مدير مركز عمليات الطوارئ)
[email protected]
أو إيفانا مرديا(مديرة، الجمعية الوطنية والشركاء الحكوميين)
[email protected]
الصليب الأحمر: تدهور الوضع الإنساني في لبنان يحتاج إلى تضامن عالمي
يناشد الصليب الأحمر اللبناني والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر المجتمع الدولي للتضامن مع الشعب اللبناني الذي يعاني من أزمات إنسانية متعددة. بعد ستة أشهر من انفجار مرفأ بيروت، أصبح الناس أكثر فقراً ومرضاً، وبحاجة ماسة إلى الدعم الإنساني لتغطية احتياجاتهم الأساسية مثل الغذاء والرعاية الصحية.
بالإضافة إلى الأزمة الاقتصادية، والتظاهرات، يشهد لبنان تزايد عدد الناس المصابين بفيروس كوفيد-19. ويتلقى الخط الساخن للصليب الأحمر اللبناني حاليا أكثر من 4000 مكالمة يوميا يتعلق معظمها بطلب المساعدة من المرضى المصابين بالفيروس.
وفي حين أن عدد الأشخاص المصابين بالمرض آخذ في الازدياد، فإن المستشفيات تبلغ عن إشغال شبه كامل في الأسرة وفي وحدات العناية المركزة. استجابة لهذا الوضع، أطلق الصليب الأحمر اللبناني مبادرة لتوفير آلات الأكسجين المنزلية للمرضى الذين يعانون من مشاكل تنفسية ولا يستطيعون العثور على سرير في المستشفى.
ويقول جورج كتانة، الأمين العام للصليب الأحمر اللبناني: "نناشد المانحين إلى دعم خدماتنا المنقذة للحياة، حيث فقدنا أكثر من 50٪ من تمويلنا بسبب الأزمة الاقتصادية في لبنان وانخفاض قيمة العملة الوطنية. كان لنا دور أساسي في توفير خدمات الإسعاف وخدمات نقل الدم على كل الأراضي اللبنانية. الآن يطلب منا القيام بمهام إضافية عديدة بسبب ازدياد الاحتياجات التي يلبيها متطوعونا وموظفونا بكل تفاني. لكن، كي نستمر في القيام بذلك، نحتاج إلى كل الدعم الممكن من الشركاء والمانحين أكثر من أي وقت مضى".
ويعمل الاتحاد الدولي عن كثب مع الصليب الأحمر اللبناني الذي يشهد زيادة كبيرة في الطلب على خدماته المنقذة للحياة. ويقول كريستيان كورتيز، ممثل الإتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في لبنان: يتزايد عدد اللبنانيين الذين يحتاجون إلى المساعدة يوما بعد يوم. الاحتياجات هائلة وغير ملباة بشكل كاف. نقدّر كثيرا كل من تضامن معنا ووفر لنا الدعم سابقا. لكننا اليوم أيضا نحن بحاجة إلى تضامن عالمي فوري لتخفيف المعاناة في لبنان".
ومنذ الانفجار، قدم الصليب الأحمر اللبناني طرودا غذائية، ومستلزمات النظافة، وخدمات الرعاية الصحية الأولية، ووحدات الدم، وخدمات الإسعاف لأكثر من 250 ألف شخص. بالإضافة إلى ذلك، التزم الصليب الأحمر اللبناني بتقديم 20.5 مليون دولار أمريكي لدعم 9800 عائلة متضررة من الانفجار من خلال مساعدات مالية شهرية بقيمة 300 دولار أمريكي لمدة 7 أشهر لتلبية احتياجاتهم الأساسية. وبحلول 20 كانون الثاني/يناير 2021، تلقت الأسر المتضررة الدفعة الثالثة من المساعدات المالية.
وكان إنفجار مرفأ بيروت قد أودى بحياة أكثر من 200 شخص، وجرح الآلاف وألحق أضراراً بمنازل 300 ألف شخص.
للتبرع للصليب الأحمر اللبناني، اضغط على الرابط في الأسفل:
Donations to Lebanese Red Cross can be made here.
لمزيد من المعلومات، التواصل مع:
السيد جورج كتانة، الأمين العام للصليب الأحمر اللبناني:
0096170118821
[email protected]
رنا صيداني، مسؤولة الإعلام في الإتحاد الدولي:
0096171802779
[email protected]
أحلام وآمال ومخاوف في مخيمات بنغلاديش
بقلم فريد علم، البالغ من العمر 21 عاماً، والمقيم في مخيم كوتوبالونغ، والذي فرّ والديه من راخين، ميانمار منذ قرابة 30 عاماً. فريد متطوع في الهلال الأحمر البنغلاديشي يعمل جنباً إلى جنب مع عمليات الصليب الأحمر الدولية.
عندما ولدت في مخيم كوتوبالونغ في بنغلاديش، كان مكاناً مختلفاً تماماً. أتذكر الضحكات والطائرات الورقية عندما كنت طفل مع أصدقائي. لم تعد الطائرات الورقية تحلق فوق مخيماتنا. وهناك القليل من الضحكات.
قبل أشهر فقط، كنا نعيش في عالم مختلف. اعتدنا الخروج كثيراً، بحثاً عن الحرية من منازلنا الصغيرة المصنوعة من الخيزران والبلاستيك. لكن الآن، بسبب كوفيد-19 لا يمكننا ذلك. كثيراً ما يُطلب منا البقاء في الداخل. الجو حار والمكان ضيق لأنّ لدي عائلة كبيرة، إذ يعيش تسعة منا في غرفة واحدة.
التباعد الجسدي غير ممكن في منازلنا. إنّه نفس الشيء بالنسبة لمعظم الذين يعيشون هنا. بالكاد يوجد لدينا أقنعة ومعدات وقاية أخرى في المخيمات. ليس لدينا فكرة كيف لا نزال نعيش.
يبدو أنّ معظم الناس في المخيمات لا يهتمون كثيراً، وخصوصاً لكوفيد-19. همنا الأساسي هو كرامتنا، سلامتنا، والأمل في مستقبلنا. نحن لا نحارب فيروس كورونا فقط هنا. نحن نحارب أكثر من ذلك بكثير. لدي معرفة عن كوفيد-19 لكن معظم الناس في المخيمات لم يسمعوا به. لا يعرف الكثيرون ما هو هذا الفيروس.
لقد رأينا العديد من المنظمات تستخدم مكبرات الصوت لتوعية الناس حول فيروس كورونا. هذا لا ينفع. يتحدثون بسرعة كبيرة ويتحركون بسرعة كبيرة. في المقابل، يقوم متطوعو الهلال الأحمر البنغلاديشي في مجتمعنا بعمل رائع وهم يتنقلون من بيت إلى بيت. أرى الناس يفهمون الآن. هذا يساعد كثيراً.
أرى هذا المكان مليئاً بالمعاناة. من الفجر حتى الغسق، نتحمل تحديات: العثور على الطعام، إصلاح منازلنا، الحفاظ على سلامتنا، أو البحث عن الماء. حياتنا مليئة بالقيود. معظمنا لا يملك فرصة القراءة والكتابة.
عندما أستطيع، أقضي الوقت في القراءة. أحب التاريخ والأدب الانكليزي. منذ طفولتي، أردت أن أصبح مدرساً. لقد درست حتى سنتي الثامنة حيث لم يُسمح لنا بمزيد من التعليم أكثر من ذلك. كان من الصعب جدا قبول ذلك. منذ ذلك الحين وأنا أدرس بنفسي. كان حلمي أن أصبح مدرساً.
لكن حياتي أصبحت صعبة للغاية في الفترة الأخيرة بسبب مرض والدي. لسنوات عديدة، تطوع والدي البالغ من العمر 48 عاماً في عمليات الهلال الأحمر البنغلاديشي في المخيمات. كانت عائلتنا بأكملها تعتمد على إعالته ومساعدته التي تلقيناها. لقد أصيب بمشاكل في القلب ومضاعفات صحية أخرى.
منذ أن كان عمري 14 عاماً، وأنا متطوع مع الهلال الأحمر. لقد كنت أعمل قدر المستطاع، حوالي أسبوعين في الشهر وأحصل على بدل بسيط. هذا المال هو كل ما لدينا. أريد أن أدعم عائلتي من كل قلبي.
أحاول حماية عائلتي من كوفيد-19. لقد جاء والداي إلى هنا بعد الفرار من راخين في ميانمار منذ نحو 30 عاماً. كل يوم أشعر بالقلق على والدتي التي تعاني من مرض مزمن في الكلى.
ملاجئنا تتقادم. الهياكل المصنوعة من الخيزران والبلاستيك والقماش المشمع تتآكل. عندما تمطر، غالباً ما تصب المياه في منازلنا. إنّه موسم الرياح الموسمية الآن، وهي تمطر بغزارة، لذا من الصعب جداً النوم.
غالباً ما ننتظر في طابور للوصول إلى المرحاض ومنطقة الاستحمام. يتشارك ذلك 25-30 شخصاً. تخشى والدتي وأختي الخروج ليلاً لاستخدام المرحاض. لا توجد إضاءة، إذ عليهم أن يذهبوا في الظلام الدامس. كثيرا ما أذهب لمساندتهم. الأمور أسوأ عندما يتكون الوحل من الأمطار الموسمية.
أحدق في سطح ملجأنا، اسمع صوت الناس يتحدثون من دون توقف. ليس لدينا مساحة شخصية. لا خصوصية على الإطلاق.
كما لو أنّ حياتنا ليست صعبة بما فيه الكفاية، حتى نتحمل وجود فئران وجرذان كبيرة مثل القطط. غالباً ما يقومون بعمل المزيد من الثقوب في القماش المشمع لدينا.
أجد الوقت لمساعدة أطفال جيراني في القراءة والكتابة. أعلمهم الرياضيات، اللغة العربية، والإنكليزية. أنا أحب تعليمهم. لا أريد أن يضيّع الأطفال في مجتمعي مستقبلهم. منذ توقف الأنشطة التعليمية الرسمية، أعتقد أن الأطفال سوف ينسون الدروس التي تلقوها من قبل معلميهم في الماضي. كذلك، أتحدث معهم حول المخاطر التي نواجهها بسبب كوفيد-19.
لو كنت مواطناً في أي بلد، كان يمكنني إنهاء تعليمي. أود متابعة التعليم العالي. إذا كان بإمكاني أن أصبح مدرساً وأعمل، لكنت أرغب في تقديم دعم أفضل لعائلتي. لكنني لست ذلك الشخص المحظوظ. أنا عالق هنا. لا أعلم ماذا سيحدث لي ولعائلتي في الأيام المقبلة. مهما حدث، سنواجهه معاً.
كل ما أريده هو أن أنسى كل شيء وأبدأ حياة جديدة. كسب القليل من أجل البقاء على قيد الحياة، والعيش حياة بسيطة للغاية مع عائلتي.
الهلال الأحمر البحريني و"كالم مس" يدعمان بيروت بالفنّ والتبرّعات
بيروت/المنامة، 11 سبتمبر 2020: قرّر فريق "كالم مس" Calmmess البحريني لمحبّي الرسم والفنّ التشكيلي تمديد فترة معرض "لنجتمع بالفن والحب لبيروت"، الذي يقام في مجمّع "سيتي سنتر-البحرين" في المنامة بالقرب من البوابة رقم 4، حتى يوم الإثنين 14 سبتمبر/أيلول الجاري نظراً للإقبال الجماهيري على هذه المبادرة. وقد أُطلقت هذه الخطوة في 6 سبتمبر بالتعاون مع جمعية الهلال الأحمر البحريني تضامناً مع الشعب اللبناني عقب حدوث انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس/آب الماضي، والذي ذهب ضحيته مئات القتلى وآلاف الجرحى وأدّى إلى تشريد مئات من الآلاف الآخرين.جاءت مبادرة "لنجتمع بالفن والحب لبيروت" في إطار تجربة فعالية إفتراضية لفريق "كالم مس" جمعت 20 شخصاً من محبيّ فن الرسم صغاراً وكباراً تعاونوا على إيصال رسالة الحب والأمل ودعم الذين تأذّوا من كارثة بيروت. وقالت أمينة أحمد ماجد ودانة ناصر السيّد، مؤسّستا فريق "كالم مس": "يعكس عدد المشاركين هذا حجم المواهب والقدرات لنشر السلام والتكاتف من أجل قضية إنسانية، فضلاً عن تسليط الضوء على المواهب البحرينية الواعدة. ويعدّ هذا أول معرض فني من تنظيم "كالم مس" ونأمل أن تكون لدينا فرصٌ أخرى لمشاركات فنية أوسع".وقد شارك في المعرض مجموعة من الفنانين وهواة الرسم الذين خصّصوا ريع مبيعات أعمالهم لصالح جمعية الهلال الأحمر البحريني، والتي ستقوم بدورها بإيصال هذه التبرّعات إلى الصليب الأحمر اللبناني. وقد أكدّ السيد مبارك الحادي، الأمين العام بالوكالة والمدير العام للجمعية، على أهمية التنسيق الفعّال مع الصليب الأحمر اللبناني الذي وصفه بالشريك الموثوق به لإيصال المساعدات اللازمة للمتضرّرين من كارثة بيروت.من جهته، قال علي كاظم مدن، رئيس لجنة العلاقات العامة في جمعية الهلال الأحمر البحريني، إن الجمعية كثّفت جهودها عبر إضافة منصة فنية أخرى في "سيتي سنتر-البحرين" تحت عنوان "يا بيروت" موضحاً أنها: "تتميّز بالتزام حماسي من قِبَل متطوعيّ الهلال الأحمر الذين يتناوبون على إدارتها بحضورهم من الساعة 10 صباحاً حتى 10 مساءً. وقد حظيت المباردة، والتي تهدف إلى تحشيد المجتمع البحريني للمساهمة في دعم جهود الهلال الأحمر والتشجيع على الوقوف بجانب الأشقاء اللبنانيين في محنتهم، بتفاعل كبير من مشاهير السوشيال ميديا في البحرين".وثمّن الهلال الأحمر البحريني تجاوب زوّار المجمّع وإسهاماتهم المادية في المبادرة بالإضافة إلى استجابة الجالية اللبنانية ومشاركتها في التبرّعات لدعم الأسر المتضررة من الانفجار. وكانت جمعية الهلال الأحمر البحريني قد سارعت إلى تقديم المساعدات للمتضررين من الانفجار في مرفأ بيروت عند حدوثه، ومدّت يد العون في إطار الإمكانيات المتاحة. وهي تعمل بتنسيق مستمر مع "الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر" ومع الصليب الأحمر اللبناني والشركاء في الحركة الدولية لتقييم الوضع الإنساني في بيروت وتوفير الدعم المتواصل.وتجد أمينة ودانة أن العمل التطوّعي وجمع التبرّعات لصالح قضايا عامة مجال نشطٌ في البحرين. "نعتقد أن المجتمع البحريني وشباب البحرين سبّاقون إلى فعل الخير والعمل التطوّعي الإنساني على مختلف الأصعدة. وهذه الأعمال ليست غريبة على جمعية الهلال الأحمر البحريني المتفاعل مع كل ما يتعلق بهذه القضايا الإنسانية وكل ما يحتوي على الخير". وتضيف أمينة: "الفنّ بالنسبة لي هو متنفّس ومساحة من الراحة والجمال والهدوء". بينما تعتبر دانة أنه "انعكاس لجمال الحياة والطبيعة التي تتجسّد من خلال اللوحات".هذه ليست المرة الأولى التي تنخرط فيها جمعية الهلال الأحمر البحريني مع الفنون كوجهٍ إنساني وليس ثقافياً فقط. ويشرح علي كاظم مدن أنه خلال شهر رمضان المبارك الفائت وعيد الفطر، جمعت الجمعية تبرّعات للأسر المتعفّفة داخل وخارج البحرين عبر حملة "لنوقف جوعهم" في مجمّع "الأفنيوز" في المنامة. وقد شارك زوّار المجمّع في تزيين وزخرفة أطباق الطعام الفارغة ثم اقتنائها مقابل التبرّع لصالح الأسر المتعفّفة. وجذبت المبادرة في حينها مجموعة من الفنانين التشكيليين البارزين في المجتمع البحريني، فحوّلوا الأطباق البيضاء إلى تحف فنية عُلّقت على جدران المعرض في مقرّ حملة التبرّع.
وحيداً في العزل مع معاناة كوفيد-19، المتطوّع في الهلال الأحمر المصري يروي قصته كاملةً
رندة العزير: أن تعيش أسبوعين كاملين وحدَك لا تفكّر إلا في وظائف جسمك الحيوية مُقَيّدَ الحركة داخل شقّة صغيرة في مدينة تعجّ بالناس والحياة والزحام، مسألة صعبة للغاية.في حوارٍ إنساني تقصّى تفاصيل حكاية الإصابة بكوفيد-19، أخبرنا مصطفى رفعت ناجي، عضو مجلس إدارة ممثل الشباب في جمعية الهلال الأحمر المصري بفرع الدقهلية والمتطوّع في غرفة العمليات المركزية في مركز الجمعية العام بالقاهرة، كيف مرّت عليه ساعات تلك الأيام الأربع عشرة مليئة بالخوف والترقّب. "لازمت البيت لأنني أردّت عدم الاختلاط بأي شخص خشية نقل العدوى إليه. وقضيت وقتي ما بين الصحو والنوم تجتاحني موجات من الهواجس والخوف وأنا أتابع تطوّر الأعراض لديّ يوماً بيوم. هل زادت كُحّتي اليوم؟ هل ارتفعت حرارة جسمي؟ هل سأصحو لأجِدَ حرارتي قد تجاوزت 38 درجة مئوية؟ كنت أقيس درجة حرارتي ثلاث إلى أربع مرات يومياً. وكنت أتساءل غالباً إذا كان ما يظهرُ عليّ يُعتبر ضمن المعدل الطبيعي أم أن الأمور إلى ازدياد".أمضى ناجي فترة حجره الصحيّ في القاهرة معزولاً عن أهله وزملائه لا يُعينه إلا فريق الدعم النفسي في جمعية الهلال الأحمر المصري. "لم أرغب بأن يقلق أهلي عليّ، فألغيت زيارتي الأسبوعية إلى منزلهم. كما امتنعت عن إفشاء الخبر بين زملائي في الجمعية باستثناء المسؤولين معنا. لم أكن أريد للزملاء الذين استمروا في القيام بمهماتهم في الميدان أن يترددوا لأن قائدهم أصيب بالمرض، خاصة فئة الأعمار الأصغر بينهم. إدارة الدعم النفسي في الجمعية هي التي ساعدتني على التماسك من خلال متابعاتها اليومية لوضعي واحتياجاتي. كنت أتلقّى مكالمة منهم كل يوم للاطمئنان عليّ. كانوا طوق النجاة بالنسبة لي لأن الحالة النفسية عنصر جوهري أثناء العزل. حتى عندما كنت أشعر "بالزهق" أحياناً من كثرة اتصالاتهم، لكنني كنت ممتناً لهم. لقد أنقذوني من الإحساس بالإحباط والقلق الزائد ورفعوا معنوياتي، ووفّروا لي بسرعة متطلبات الوقاية، مثل الكمامات. إنه إحساس "وحش" جداً، لا أتمنى لأحد أن يمرّ به".حتى بعد الشفاء والعودة إلى العمل، ما زال ناجي يشعر بالخوف مع كل مهمة ميدانية. ويعتمد على صوته الداخلي لاستجماع الشجاعة، وبالطبع يلتزم بإجراءات الحماية وتعليمات السلامة. "روح الفريق والجماعة تقوّينا ونحن نعمل مع الناس. حياتي كلها متعلّقة بالهلال الأحمر وأعطيه من كل قلبي. مع مرور الوقت أصبحنا جميعاً أكثر حرصاً في سلوكياتنا وتصرفاتنا وتركنا خلفنا أي استهتار قد يضعنا في دائرة الخطر. اختلف الوضع الآن وصرت أخاف على نفسي وعلى الفريق معي. ونحن نعلم علم اليقين بأننا معرّضون للخطر جرّاء طبيعة عملنا حتى لو أتى الأمر بالصدفة. غير أن تقديم خدمة للناس المحتاجين، مهما كانت بسيطة، تُشعرنا بالرسالة الحقيقية التي نؤدّيها. فالمسألة ليست مجرد كرتونة مساعدات فقط أو أدوات تعقيم، إنما أيضاً إعطاء الناس حالة من الاطمئنان ينشرُها زيّ الهلال الأحمر المصري بمجرد تواجده في المكان".كانت جمعية الهلال الأحمر المصري منذ بداية جائحة كورونا مهيّأة للسيناريوهات السيئة. ومن خلال غرفة العمليات المركزية التابعة لها، بدأت الجمعية في رصد وتتبّع حالات الإصابات الأولى، بما فيها البسيطة منها. كما ركّزت على عمليات التوعية والتعقيم، والتدخلات الإغاثية، وتقديم المُطهّرات والأدوات الشخصية، بالإضافة إلى توفير المواد الغذائية للمجتمعات الفقيرة داخل العاصمة وعلى امتداد جميع محافظات الدولة من دون استثناء. وقال ناجي إن "الهلال الأحمر يزور المستشفيات لدعم الطواقم الطبية وتقديم رسائل الشكر. واستطعت من خلال مسؤوليتي في مجلس إدارة فرع الدقهلية الاقتراب أكثر من احتياجات ومخاوف فئة الشباب المتطوّع. وكنت أنسّق ما بين الفِرق الميدانية والمتطوعين من الشباب وغرفة العمليات المركزية".ليس لدى جمعية الهلال الأحمر المصري أي نقص في أعداد المتطوّعين أو الراغبين في التطوّع معها. ولكن ما تحتاجه الجمعية بالفعل هو تجهيز هذه الطاقات الشابّة بالمعدات والأجهزة الضرورية لأداء عملهم بالصورة الصحيحة والحصول على التدريبات اللازمة. وأوضح ناجي أن "الحاجة متزايدة الآن مع أزمة كورونا إلى تجهيز المستشفيات وإقامة مستشفيات ميدانية في العديد من الأماكن، مثل الفيوم، والإسماعيلية، والشرقية. لدينا حتى الآن عيادة متنقّلة واحدة، والوضع يتطلّب أكثر من ذلك. مهما توفّر لنا، فنحن بحاجة إلى المزيد، خاصة لتغطية احتياجات مجتمعات اللاجئين من الأفارقة، والسوريين، والجنسيات الأخرى. وربما نكون الجهة الوحيدة التي تقدّم لهم هذه الخدمات إلى جانب المنظمة الدولية للهجرة".
التطوّع مع الهلال الأحمر العراقي: ارتقاءٌ ذاتيّ ومسؤولية مجتمعية
"إذا أعطيت من ثروتك، فإنك تعطي القليل. ولكنك تعطي حقاً عندما تعطي جزءاً من ذاتك". – جبران خليل جبران، من كتاب النبيرندة العزير - لا يؤخَذ التطوّع مع جمعية الهلال الأحمر العراقي بخفّة نتيجة الاضطرابات والانقسامات التي تتصارع معها البلاد منذ عدة عقود. يستعيد إبراهيم علي إبراهيم، وهو متطوّع مخضرم مع الجمعية، حادثة تركت فيه أثراً بالغاً. "ما زلت أتذكّر بمشاهد شديدة الوضوح ما حدث معي في 2010. كنت ما زلت متطوّعاً جديداً عندما نجوت من القتل. كنت أحمل بعض الرسائل من المعتقلين إلى ذويهم عبر الصليب الأحمر في تلك الفترة وأنا مسافر من بغداد إلى بابل على متن باص مع مجموعة أخرى من الركّاب المدنيين. صادفنا في طريقنا نقطة تفتيش تابعة للقاعدة في منطقة اللطيفية. صعد إلى الباص أحد الرجال المسلّحين، وكان عراقياً، وبدأ يُجري عملية تفتيش دقيقة، ما أرعبني حتى العظم. ماذا لو انتزع مني محفظتي وترجم عملي مع الصليب الأحمر على هواه معتقِداً أنهم الصليبيون؟! سألني عن هويتي، فقلت له إنني تلميذ وكان هذا التعريف حقيقياً، بينما يتردّد في الخارج صدى أصوات طلقات نارية. كل ما كنت أفكّر فيه حينها "ماذا لو أمرَني أن أنزل؟"، عندها ما كنت لأعرف أي خط للرجعة. كل ما كنت سأواجه هو مصير مؤسف".كلما استرجع إبراهيم تلك الحادثة، يعيش تفاصيل مشاهدها المخيفة مرة أخرى بكل قوة. "لولا تدخّل امرأة كانت بين الركّاب وكلامها بنبرة أمومية مع الرجل المسلّح، لكنت سأنتهي نهاية فظيعة. وبعد ثلاثين دقيقة من الصمت الكامل، فتحت فمي لأشكر منقِذَتي". تختلف القصة تماماً عندما نصل إلى لحظة تهدّد حياتنا. "عندما تعرف أن الشخص قبالتك لا يأبهُ بأي شيء، عندما تعرف أن لا أحد يحميك، تشعر باقتراب نهايتك. تمّ إفراغ السيارات التي كانت أمامنا من ركّابها الذكور الذين قُتِلوا رمياً بالرصاص. كنت سأنضمّ إلى هؤلاء الرجال سيئي الحظ!".واصل إبراهيم مساره وحصل على العائد "عندما سلّمت رسالة واحد من المعتقلين الذين اعتقدتْ والدته أنه قُتِل على يد الأميركيين. عندما نقلت الأخبار السعيدة، هرول نحوي الأب بكل ما أوتيَ من قوة وقبّلتني الأم أربع مرات. شعرت في تلك اللحظة أني أشعُّ بفخرٍ بطولي".ولكن التطوّع مع جمعية الهلال الأحمر العراقي لا تعني دائماً نهايات سعيدة. لا بدّ من مرور فترات شائكة. بعدما أنقذ إبراهيم طفلة في عمر الخمس سنوات صدمتها سيارة في 2017 عندما كان مُسعِفاً مع الجمعية ما بين كربلاء وبابل أثناء عاشوراء، لفظت أنفاسها الأخيرة في المستشفى لاحقاً بعد بضعة أيام. وفي وصفه للحالة، قال: "وقعت الطفلة على بُعدِ أمتار من موقع الحادث بسبب قوة تأثير الاصطدام وكانت غائبة عن الوعي. رأسها كان مصاباً. ورأيت الحزن الحقيقي والمأساة في عيون أمّها وأخيها. الدم كان علامة على نزيف محتَمَل في الرأس. كان هناك نبض، ولكن بلا تنفّس. شرعت في إجراء الإسعافات الأوّلية بطريقة محمومة، ثم تقيأت الطفلة الدم واستعادت تنفّسها وبدأت بالبكاء".مؤخراً، حصل إبراهيم على شهادة تخوّله تدريب المُسعفين. وقد درس الكيمياء التحليلية ويُدرِّس مادة الكيمياء بينما يعمل على إنهاء رسالة الدكتوراه. "إن الخوف الذي أصادفه لا يضعني في خانة الندم بأي شكل من الأشكال. حتى الآن، أعتبر عملي مع جمعية الهلال الأحمر العراقي متنفّساً لي. فهو يقرّبني من الحياة الواقعية والحقيقية، حياة الناس الضعفاء والفقراء. كما يجعلني أدرِك أنني لست فقط أستاذاً في الجامعة يعيش حياة طبيعية مليئة بالاستهلاك والترفيه".قد تكون البداية مُربِكة بقدر ما هي مكافِئة. قالت صفا علاء كمال، والتي انضمّت إلى جمعية الهلال الأحمر العراقي في 2016 وتركّز بالكامل اليوم على النساء والأطفال بصفتها الإدارية والتطوّعية: "خلال أول زيارة ميدانية لي، والتي صادف حدوثها في مخيم للاجئين في شمال العراق، شعرت بطوفان من الأحاسيس المتضاربة ما بين جزر ومدّ. من جانب واحد، كانت أعصابي مشدودة خشية أن أفشل في تقديم المساعدة الكافية للنازحين الذين فتحوا لي قلبهم وكشفوا عن معاناتهم الذاتية. ومن جانب آخر، كنت فخورة بأداء دوري في تخفيف العبء عنهم عبر تركهم يشاركونني أحاسيسهم في مساحة آمنة. لقد عزّزوا ثقتي بنفسي كمتطوّعة محبوبة".يأتي دافع التطوّع لدى صفا كمال من موقف ديني ومن حسٍّ مجتمعي بالمسؤولية. "المتطوّعون هم عنصر تكوين أساسي في تطوّر المجتمع. وأنا أؤمن بأن الله خلق كل إنسان ليُنجِز هدفاً مميزاً. وقد استوعبت هذا الأمر منذ اليوم الذي عرفت فيه أن كل شخص منّا، بمن فيهم التوائم المتطابقة، لديه بصمة عين فريدة من نوعها. وأنا أخطط للاستمرار في التطوّع مع الجمعية لصالح مجتمعي. أريد أن أترك لأطفالي محيطاً أكثر تقدّماً ووعياً".قبل جائحة كوفيد-19، اعتادت صفا كمال على الإسهام في دورات التوعية للنساء، ولكن جرّاء التباعد الاجتماعي وحظر التجوّل، انتقلت إلى تنظيم الزيارات المنزلية، والقيام بها بنفسها أحياناً، في مناطق بغداد لتوصيل معلومات جوهرية عن الوقاية من الفيروس. "النساء لم يُخلَقنَ للإنجاب وتربية الأطفال فقط. فهنّ يساهمنَّ في بناء مجتمع مثقف وصحيّ وواعٍ. أستمتع بكوني متطوّعة وأعيش في حالة من الرضا، ما يملؤني بطاقة إيجابية أستثمرها في رعاية عائلتي وأوازن ما بين الإثنين".طوال سنوات تطوّعها، لم تتعرّض صفا كمال أبداً لأي تمييز جنسي، "بالعكس، كوني امرأة جعلني متفهّمة أكثر لما تمرّ به العائلات. ومن ملاحظاتي، أجد أن المتطوّعات أكثر إحساساً بالآخرين وتناغماً معهم، وتريد مجتمعاتنا أشخاصاً يعرفون تماماً احتياجاتها ويدركون معاناتها. كما يلعب الزيّ الموحّد بشعار جمعية الهلال الأحمر العراقي دورَ التصريح الرسمي للوصول إلى جميع الأماكن. إن الجمعية مُقَدَّرَة من كل الناس ويُنظر إليها باحترام شديد نظراً لأعمالها الصالحة ودورها الإنساني"."هناك دائماً خيبة أمل وفرح"، هذا ما يستنتجه إبراهيم، "وأعتقد أن الفرح يعادل كل شيء آخر ويدفعني للاستمرار. أستطيع أن أرى ما يجري خلف الكواليس. ويساعدني عملي مع جمعية الهلال الأحمر العراقي على الارتقاء الروحي وتخفيف حدّة الميل البشري إلى المصلحة الذاتية والأنانية. لا ينظر الآخرون حولي دائماً من الزاوية نفسها ويتساءلون لماذا أمضي وقتي في مكان لا أكسب فيه المال عندما يمكنني التدريس بدل ذلك. الجواب بالنسبة لي واضح وضوح الشمس: التطوّع يأخذ من وقتي ليعطيني الروحانية الداخلية التي لا يراها إلا من يقوم بفعل التطوّع"