من سيراليون إلى داريان: المهاجرون يعبرون القارات بحثاً عن مستقبل أفضل

A group of men arrive in Panama in May 2023 after crossing the treacherous Darien jungle in search of a better life.

مجموعة من الرجال يقفون مع ممتلكاتهم في بنما في مايو/أيار 2023 بعد عبورهم غابة داريان الخطرة في طريقهم شمالًا.

صورة: الاتحاد الدولي / هيرمانوس كورالو

كلمات ديفيد كويهانو، الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في الأمريكتين.

غادر فرانسيس إكابا وطنه الأم سيراليون، غرب إفريقيا، بحثًا عن الأمن وعن فرص جديدة. لم يكن يعلم في ذلك الوقت أنه سينتهي به الأمر بعبور قارات بأكملها، وواحد من أخطر مسارات الهجرة في العالم للعثور على حياة أفضل.

كانت محطته الأولى غينيا المجاورة، وبعد ذلك عبر المحيط الأطلسي إلى البرازيل. هناك، وجد صعوبة في الاستقرار بسبب حاجز اللغة، لذلك قرر مواصلة رحلته والتوجه شمالًا.

فرانسيس إكابا من سيراليون يقف في مركز استقبال يديره الصليب الأحمر البنمي الذي يستضيف المهاجرين القادمين من داريان.

فرانسيس إكابا من سيراليون يقف في مركز استقبال يديره الصليب الأحمر البنمي الذي يستضيف المهاجرين القادمين من داريان.

صورة: الاتحاد الدولي / هيرمانوس كورالو

استغرقت رحلة فرانسيس شهرين للذهاب من البرازيل إلى منطقة داريان: الغابة الكثيفة والخطيرة التي تفصل كولومبيا عن بنما.

بمجرد وصوله إلى هناك، شرع في رحلة مدتها ستة أيام، حاملاً معه علب سردين وموقد غاز صغير وبعض النودلز سريعة التحضير كي يتحمل مشاق الرحلة. 

كان برفقته امرأتان حاملان، في رحلة وصفها بأنها "واحدة من أصعب الأشياء التي كان علي القيام بها في حياتي".

كانوا يمشون لمدة 12 ساعة كل يوم من دون طعام، وإمداداته سرعان ما نفدت. أجبرتهم الرطوبة الشديدة والحرارة الخانقة والعبور المستمر للأنهار والجداول المائية على التخلي عن حقائبهم.

"إن النساء الحوامل اللواتي كانت في رفقتنا قد استسلمن. تجنبنا الثعابين والأنهار المتدفقة والجبال شديدة الانحدار. كل شيء أمامنا كان أخضر، ولم يكن هناك إحساس بالاتجاه ولا إشارة للجوّال. تضيعون وقتكم في المشي والمشي. كل الناس هناك يخاطرون بحياتهم من أجل البحث عن حياة أفضل، إلا أنه مسار حيث يضيع الأمل. لا أنصح أي شخص بالمرور عبر داريان.''

فرانسيس

 

تعد "درايان غاب" (Darien Gap) واحدة من أخطر مسارات الهجرة في العالم. للأسف، إنه ليس بالأمر غير المألوف أن يموت الناس على طول المسار بسبب الظروف البيئية الصعبة جداً. كما أن هناك خطر كبير للتعرّض للعنف والاعتداء الجنسي والاتجار بالبشر والابتزاز من قبل العصابات الإجرامية.

على الرغم من ذلك، تشير التقديرات إلى أن أكثر من 400 ألف شخص سيعبرون داريان بحلول نهاية عام 2023، بناءً على الاتجاهات الحالية.

قارب صغير مليء بأشخاص بالغين وأطفال عبروا غابة داريان يصل إلى بنما في مايو/أيار 2023.

قارب صغير مليء بأشخاص بالغين وأطفال عبروا غابة داريان يصل إلى بنما في مايو/أيار 2023.

صورة: الاتحاد الدولي / هيرمانوس كورالو

تم تحديد أشخاص من أكثر من 50 جنسية مختلفة يسافرون عبر داريان. الغالبية من فنزويلا وهايتي والإكوادور، لكن البعض يأتون من أماكن بعيدة مثل الهند والصومال والكاميرون وسيراليون.

أحد العاملين في الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر يتحدث إلى رجل وطفله تلقيا الدعم من الصليب الأحمر في بنما في مايو/أيار 2023.

أحد العاملين في الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر يتحدث إلى رجل وطفله تلقيا الدعم من الصليب الأحمر في بنما في مايو/أيار 2023.

صورة: الاتحاد الدولي / هيرمانوس كورالو

غالبًا ما يصل الأشخاص الذين يمرون عبر داريان، مثل فرانسيس، في حالات جسدية ونفسية ضعيفة للغاية. لمساعدتهم على التعافي، يدير الصليب الأحمر البنمي مراكز استقبال حيث يقدمون الإسعافات الأولية والضروريات مثل الطعام والمياه الصالحة للشرب ومستلزمات النظافة والملابس.

''كان الوصول إلى بنما من أسعد لحظات حياتي، كان الأمر صعبًا للغاية لأنني اضطررت للكفاح من أجلها. كان الصليب الأحمر أول من ساعدنا وكان الأمر نعمة بالنسبة لي. سعياً وراء حلمنا بحياة أفضل، فقدنا كل شيء. لذلك، فإن ثلاث وجبات في اليوم، وصابون، ومنشفة، وحمام، والقدرة على التحدث إلى شخص ما أو الحصول على الرعاية، كلها تعني الكثير بالنسبة لي.''

فرانسيس

 

يقدم متطوعو الصليب الأحمر أيضًا الدعم النفسي-الاجتماعي، فضلاً عن خدمات صحة الأم والطفل لمن يحتاج إليها. ويمكنهم تقديم خدمة إعادة الروابط العائلية والانترنت، حتى يتمكن المهاجرون من إخبار أسرهم بمكانهم وبأنهم آمنون.

فرانسيس من سيراليون مستلقي على سرير في مركز استقبال الصليب الأحمر البنمي للتعافي من رحلنه المرهقة عبر غابة داريان والتخطيط لما يجب فعله بعد ذلك.

فرانسيس من سيراليون مستلقي على سرير في مركز استقبال الصليب الأحمر البنمي للتعافي من رحلنه المرهقة عبر غابة داريان والتخطيط لما يجب فعله بعد ذلك.

صورة: الاتحاد الدولي / هيرمانوس كورالو

بالنسبة لمعظم المهاجرين، فإن داريان ليست نهاية رحلتهم، بل هي بداية رحلة طولها 5,470 كيلومترًا شمالًا عبر ستة بلدان في أمريكا الوسطى والشمالية.

ولكن بغض النظر عن هويتهم أو من أين أتوا ، فإن الأشخاص المتنقلين في هذه المنطقة ليسوا وحدهم: يمكنهم الاستمرار في الحصول على دعم مماثل من جمعيات الصليب الأحمر ، من خلال نقاط الخدمات الإنسانية، في كل خطوة على طول المسار.

--

تلقى حوالي 60 ألف مهاجر مثل فرانسيس المساعدة الإنسانية والحماية من شبكة الاتحاد الدولي في عام 2022 بفضل الشراكة البرامجية مع الاتحاد الأوروبي.

تقوم 24 جمعية وطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر في جميع أنحاء العالم بتنفيذ هذه الشراكة، بما في ذلك في بنما وغواتيمالا وهندوراس والسلفادور والإكوادور في الأمريكتين، وهي تساعد المجتمعات على الحد من المخاطر والاستعداد بشكل أفضل للكوارث وحالات الطوارئ الصحية؛ وهذا يشمل حماية سلامة وكرامة وحقوق الأشخاص المتنقلين.

أخصائي المياه والصرف الصحي لدى الصليب الأحمر البنمي يتفقد خزانات المياه النظيفة التي تخدم مركز استقبال المهاجرين في لاخاس بلانكاس.

أخصائي المياه والصرف الصحي لدى الصليب الأحمر البنمي يتفقد خزانات المياه النظيفة التي تخدم مركز استقبال المهاجرين في لاخاس بلانكاس.

صورة: الاتحاد الدولي / سيباستيان كورالو

--

المزيد من الصور حول هذا الموضوع متاحة للعرض والتنزيل هنا.

أخبار ذات صلة

النساء الريفيات في غواتيمالا في صميم صحة المجتمع

النساء الريفيات في غواتيمالا في صميم صحة المجتمع

| مقال

خط المعلومات التابع للصليب الأحمر البولندي يقدم الرعاية والدعم للأشخاص الفارين من أوكرانيا

خط المعلومات التابع للصليب الأحمر البولندي يقدم الرعاية والدعم للأشخاص الفارين من أوكرانيا

| مقال

المهاجرون في غرب إفريقيا: الصليب الأحمر يقدم المساعدات ويعطي الأمل للمهاجرين في السنغال

المهاجرون في غرب إفريقيا: الصليب الأحمر يقدم المساعدات ويعطي الأمل للمهاجرين في السنغال

| مقال

معالجة الجروح غير المرئية للنزاع في أوكرانيا: اطلاق مشروع الصحة النفسية من قبل الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر والاتحاد الأوروبي

معالجة الجروح غير المرئية للنزاع في أوكرانيا: اطلاق مشروع الصحة النفسية من قبل الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر والاتحاد الأوروبي

| مقال