الشراكة البرامجية

Displaying 1 - 11 of 11
|
مقال

المياه: عنصر أساسي للإستقرار والصحّة في المجتمعات التي تواجه عالمًا متغيرًا وغير آمن

منذ أكثر من عقد من الزمن، واجه شعب جنوب السودان صعوبات هائلة ناجمة عن الصراع الداخلي المتواصل ونزوح السكان، وسلسلة من الكوارث المرتبطة بالمناخ والتي تسببت، بشكل متناقض، في فترات جفاف طويلة وهطول أمطار غزيرة. يقول بونفيس أوكوتش، متخصص في مجال المياه والصرف الصحي بالصليب الأحمر الهولندي في جنوب السودان: "في عام 2019، كان ثلث البلاد تحت الماء". ومنذ ذلك الحين، تعرّضت المجتمعات المحلّية في مساحات واسعة من البلاد بشكل دوري للفيضانات، كما دمرت المحاصيل وسبل العيش، مما أجبر السكان على النزوح. تعد مقاطعة أويل الجنوبية في شمال جنوب السودان إحدى المناطق المتضررة بشدة من الفيضانات الدورية واعمال العنف، فضلاً عن تدفق اللاجئين الفارين من العنف عبر الحدود الشمالية للبلاد مع السودان. وفي الوقت نفسه، فإن خدمات المياه والصرف الصحي في البلاد ضعيفة؛ أقل من 10 في المائة لديهم إمكانية الوصول إلى مرافق الصرف الصحي الجيدة و 42 في المائة لا يستطيعون الوصول إلى مصادر مياه موثوقة وآمنة ومستدامة. وهذا لا يترك السكان عرضة للأمراض المعدية فحسب، بل يعني أن الناس يقضون وقتًا طويلاً للغاية في الحصول على المياه من مصادر بعيدة. وهذا يؤثر سلبيًا على الضروريات الأخرى مثل التعليم وسبل العيش، وإنتاج الغذاء، التي توفر الصحة والاستقرار للأسر والمجتمعات.مستقبل سالم ومستدامبالشراكة مع الاتحاد الأوروبي والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، يعمل الصليب الأحمر في جنوب السودان بالتعاون مع الصليب الأحمر الهولندي على الحدّ من تأثير الفيضانات والجفاف، مع بناء القدرة على الصمود حتى يتمكن الناس من مواصلة التعافي من النكسات المستقبلية.كجزء من المشروع، المعروف باسم الشراكة البرامجية، لعب الصليب الأحمر في جنوب السودان دورًا مركزيًا في إعادة تأهيل مرافق المياه مع بناء مرافق جديدة مصممة لتكون مستدامة، كما يقول عبد الله بينيت، مسؤول في مجال الإمداد بالمياه، الإصحاح والنهوض بالنظافة في الصليب الأحمر بجنوب السودان. ويقول: "في بعض المناطق، تواجه المجتمعات تحديات بسبب محدودية الوصول إلى المياه النظيفة، خاصة أثناء الفيضانات. ويعد تطوير المضخات اليدوية لتعمل على الطاقة الشمسية جانبًا رئيسيًا من عملنا. ومن خلال مشروع الشراكة البرامجية، فإننا نتعامل مع هذه التحديات بحلول مستدامة. "نحن نعمل على تمكين المجتمعات المحلّية من خلال تدريب الأشخاص بهدف ضمان قدرتهم على إدارة وصيانة نقاط المياه بشكل فعال بأنفسهم. المياه هي الحياة، ولا شيء يستمر من دونها." كما قام الصليب الأحمر في جنوب السودان بتدريب المتطوعين على الترويج لتعزيز النظافة (مثل غسل اليدين، والتعامل الآمن مع الماء والغذاء، وبناء واستخدام المراحيض، ومهارات التواصل، من بين أمور أخرى) حتى يتمكنوا من إجراء زيارات من منزل إلى منزل للترويج لتعزيز النظافة. ولكن هناك المزيد، فيقول بونفيس: "يتم تدريب الأشخاص في المجتمعات المحلّية على تقييم مخاطر الطقس، ومراقبة مستويات المياه واتخاذ إجراءات سريعة إذا كان المجتمع معرضًا للخطر. خلال حالات الطوارئ، يقومون بتعزيز السدود وتنظيف قنوات الصرف الصحي، وتقديم المساعدة للفئات الهشّة."إن العمل الذي يتم إنجازه في أويل هو مجرد مثال واحد على كيف يلعب الوصول إلى المياه الصالحة للشرب، إلى جانب الجهود المنسقة الأخرى لتقليل المخاطر، دورًا حاسمًا في استقرار صحة المجتمعات التي تواجه تهديدات متعددة. وبينما يحتفل العالم بالأسبوع العالمي للمياه، والذي يروج هذا العام لموضوع "جسور عابرة للحدود: الماء من أجل مستقبل سالم ومستدام"، يقدم هذا المشروع مثالاً للجهود التعاونية اللازمة إذا كان للمجتمعات الهشّة أن تتمتع بمستقبل سالم ومستدام. وبعد تركيب مرافق المياه في جنوب أويل، على سبيل المثال، شهد المجتمع تحسنًا كبيرًا في رفاهيته وصحته، وفقًا للصليب الأحمر في جنوب السودان. يقول أبو أدوب، أحد السكان المحليين في قرية جاكرول في أويل الجنوبية: "أنا سعيد للغاية لأن الصليب الأحمر قام بتركيب منشأة مياه في مجتمعنا. الناس يستخدمونها كثيرًا. المكان مزدحم دائمًا. وقد أدى ذلك إلى انخفاض الأمراض مثل الإسهال، وخاصة بين الأطفال وكبار السن.يتيح القرب من مصادر المياه الآمنة مزيدًا من الوقت للقيام بالمهام المنزلية الأخرى، مثل رعاية الأطفال. ويضيف أبو: "عندما لم يكن لدينا منشأة مياه، كنا نشرب من البئر ولم يكن ذلك مفيدًا لصحتنا. عندما لم يكن لدينا مياه، اعتاد أطفالنا على الاستحمام (في البئر) في وقت متأخر من الليل. كنا نحضّر المياه من البئر ومن النهر أيضًا. كان الأمر يستغرق وقتًا طويلاً للحصول على الماء. ساعتين على الأقل." "بما أن الصليب الأحمر دعمنا من خلال تركيب المضخة اليدوية، أصبح بإمكان الأطفال الاستحمام مبكرًا ثم العودة إلى منازلهم."مزيد من المعلومات حول الشراكة البرامجية.الإمداد بالمياه، الإصحاح والنهوض بالنظافة في الاتحاد الدولي.اليوم العالمي للمياه.

|
مقال

اليوم العالمي للصليب الأحمر والهلال الأحمر: ابقاء الانسانية حيّة من خلال مساعدة المجتمعات على الوقاية من الأمراض المعدية

في ضواحي مدينة بونقور الواقعة على الحدود الغربية لتشاد، يعمل متطوعون من الصليب الأحمر التشادي والصليب الأحمر الفرنسي بجد. في منطقة سكنية تعج بالأطفال، وفي درجات الحرارة الحارقة يوميًا، ينظم المتطوعون أنشطة مجتمعية تهدف إلى المساعدة في منع انتشار الأمراض المعدية والسيطرة عليها. يفتقر المجتمع في هذه المنطقة إلى البنية التحتية اللازمة لتوفير المياه الصالحة للشرب أو تصريف مياه الصرف الصحي. ولأن النوافير العامة المستخدمة للحصول على المياه لا تتم صيانتها بانتظام، فإن خطر الإصابة بالعدوى مرتفع. الافتقار إلى أنظمة الصرف الصحي يعني أن الممارسات المحفوفة بالمخاطر الأخرى، مثل التغوط في العراء، تشكل مخاطر صحية ووبائية كبيرة.ولهذا السبب، يعمل المتطوعون على رفع مستوى الوعي العام حول الطرق التي يمكن للناس من خلالها حماية أنفسهم من العدوى، مثل التنظيف المناسب، والصرف الصحي الآمن، بالإضافة إلى الممارسات التي يجب تجنبها. تقول كاثرين، وهي متطوعة في الصليب الأحمر التشادي تبلغ من العمر 26 عامًا، وإحدى السكان المحليين: "لقد أدت أنشطتنا إلى زيادة الوعي بين أفراد المجتمع. لاحظنا على وجه الخصوص أن مركز التلقيح أصبح أكثر ازدحامًا." تتطوع كاثرين، وهي فنّية صيدلة، مع الصليب الأحمر التشادي منذ أكثر من عام؛ وهي مسؤولة عن التوعية بمخاطر التغوط في العراء. يتم حشد متطوعي الصليب الأحمر وأفراد المجتمع ثلاث مرات أسبوعيًا لتنظيف المناطق الأكثر عرضة للخطر ورفع مستوى الوعي بالممارسات الجيدة. وتضيف كاثرين: "سيستمر المشروع في العمل من تلقاء نفسه، بالاعتماد على مبدأ أن المجتمع سيقوم بنقل [هذه المعلومات] إلى المجتمع". كاثرين شغوفة بعملها الذي ينطوي على بناء المعرفة والقدرة على الصمود في مجتمعها، ومنع انتشار الأمراض. وتوضح أن "الهدف هو مكافحة الحصبة، والحمى الصفراء، وشلل الأطفال، وداء دودة غينيا وكوفيد-19". يستخدم متطوعو الصليب الأحمر أساليب مجتمعية لمراقبة الأمراض، وبالتالي الحفاظ على سلامة الناس، إذ يقومون بتسجيل البيانات حول حالات معيّنة من الأمراض التي تؤثر على المجتمع، بالإضافة الى تشجيع الناس على الإبلاغ عن الحالات المشتبه فيها.بالنسبة لماري كلير، وهي ممرضة مقيمة في بونقور وتدير مركزًا صحيًا في المدينة بقيادة نسائية، فإن جهود الصليب الأحمر فعالة لأنه بنى الثقة مع الناس في المجتمع.وتقول: "يعمل الصليب الأحمر كوسيط موثوق به بين السكان والمركز الصحي. ويقوم الصليب الأحمر بمراقبة الأمراض، ويُرسل النساء الحوامل، أو المشتبه في إصابتهن بأمراض، للحصول على خدمات المشورة [في المركز الصحي]". يتم دعم عمل المتطوعين في مجال الوقاية من الأمراض في مختلف أحياء بونقور من خلال الشراكة البرامجية بين شبكة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، والاتحاد الأوروبي. وتوفر الشراكة تمويلاً استراتيجيًا ومرنًا وطويل الأجل وقابل للتنبؤ، حتى تتمكن الجمعيات الوطنية من العمل قبل حدوث الأزمة أو حالة الطوارئ الصحية. ويتم تنفيذه في 24 دولة حول العالم.

|
مقال

طاجيكستان: بين الانهيارات الأرضية والألغام الأرضية، الشراكة تساعد في الحفاظ على سلامة الناس وصحتهم

على بعد ثلاثة كيلومترات من مدرسة قرية شانغال في طاجيكستان يقع حقل ألغام. مع اقتراب العطلة الصيفية، تنصح معلمة الكيمياء سعيدة ميليبويفا، ومتطوعون آخرون في الهلال الأحمر الطاجيكستاني، الأطفال بالابتعاد عن منطقة الخطر في المنطقة الحدودية بين طاجيكستان وأوزبكستان.ومع ذلك، تنتقل الماشية عبر حقل الألغام، ويتعرض الأطفال وحيوانات الرعي للخطر. ولا أحد يعرف بالضبط مكان الألغام، إذ لم يتم تحديدها على الخريطة. تقوم الانهيارات الطينية والفيضانات المتكررة بنقل الألغام إلى مواقع لا يمكن التنبؤ بها. وقد ساعدت المعلومات التي شاركها الهلال الأحمر الطاجيكستاني في الحفاظ على سلامة الأطفال، وقد مرت 15 عامًا من دون وقوع أي حوادث مرتبطة بالألغام.وهذا مجرد نشاط واحد من بين الأنشطة العديدة التي تدعمها شراكة مدتها ثلاث سنوات بين الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، والاتحاد الأوروبي، لدعم المجتمعات المحلّية في طاجيكستان للتنبؤ والاستجابة والتعافي بشكل فعال من تأثير الصدمات والمخاطر المتعددة.يتعلم تلاميذ المدارس أيضًا كيفية التصرف أثناء الزلزال والكوارث الأخرى والحوادث اليومية. وفي تمرين الاستعداد الذي نظمه الهلال الأحمر الطاجيكستاني، تعلم الطلاب كيفية مغادرة غرف التدريس بسرعة وتقديم الإسعافات الأولية للجرحى. تقول مانيجا، وهي طالبة من بنجكنت في طاجيكستان: "أخبرتنا معلمتنا بما يجب علينا فعله في حالة حدوث انهيار طيني أو زلزال، أو ماذا نفعل إذا كسر شخص ما عظمة أو إذا كان هناك حاجة إلى تقديم الإسعافات الأولية. عند وقوع الزلزال، يجب أن نجد مكانًا لا يخلو من المنازل ونجلس فيه، وعلينا أن نتحلى بالشجاعة والهدوء ونقوم من دون تسرع". لا يزال متطوع الهلال الأحمر الطاجيكستاني أزامبيك دوسيوروف يتذكر كيف بدا الانهيار الطيني الذي اقترب من منزله في بانجكنت. وبعد أن رأى كتلة من الأرض تتساقط من الجبال، أخبر أزامبيك أصدقاءه وعائلته بالخطر وركض بحثًا عن الأمان إلى أعلى التل. ولحسن الحظ، ظل المنزل سالمًا. ومنذ ذلك الحين، قام أزامبيك ومتطوعون آخرون في الهلال الأحمر بزراعة الأشجار في الفناء، حيث تساعد جذورها في الحفاظ على كتل الأرض في مكانها. وتم فتح مسار واسع في جانب التل، مما سمح للانهيارات الطينية بالنزول إلى الوادي من دون تدمير المنازل والمحاصيل.عندما اشتدت الاشتباكات على طول الحدود بين طاجيكستان وقيرغيزستان، بدأ متطوع الهلال الأحمر عبد الرحمن سلطان بزيارة المنازل في المنطقة للتأكد من أن الناس يعرفون كيفية الاعتناء بأنفسهم وبجيرانهم في حالة وقوع إصابات. أحد المنازل التي زارها كان منزل مشخورة هامروبويفا، في مدينة خوجاند. ومنذ ذلك الحين، استمرت الاجتماعات، وتمحورت المناقشات حول مواضيع يومية. يقول عبد الرحمن البالغ من العمر 17 عاماً: "نجتمع مرتين أو ثلاث مرات في الشهر. نتحدث عن كل شيء، مثل كيفية الوقاية من قضمة الصقيع في الشتاء أو كيفية تجنب الأمراض المعدية". لم يستغرق الأمر وقتًا طويلاً حتى أصبحت نصائح عبد الرحمن مفيدة. عندما سكب ابن مشخورة البالغ من العمر ثلاث سنوات كوبًا ساخنًا من الشاي على نفسه عن طريق الخطأ، تذكرت مشخورة ما قاله لها عبد الرحمن. تقليديًا، كانت تعالج الحروق بقطعة بطاطس، لكن هذه المرة قامت مشخورة بغمس يد الطفل في ماء بارد. هذه بعض أعمال الهلال الأحمر الطاجيكستاني (المدعومة من قبل الشراكة البرامجية) التي تساعد الأشخاص والمجتمعات على منع وقوع كوارث في المستقبل، ورعاية أنفسهم أثناء الأزمات التي لم يتمكنوا من منعها. توفر الشراكة البرامجية بين شبكة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، والاتحاد الأوروبي، تمويلًا استراتيجيًا ومرنًا وطويل الأجل ويمكن التنبؤ به، حتى تتمكن الجمعيات الوطنية من العمل قبل حدوث حالة الطوارئ. ويتم تنفيذه في 24 دولة حول العالم.

|
مقال

أزمة الجوع: "الآن بات بإمكاني الإعتناء بعائلتي"

في منطقة لوبومبو في إيسواتيني، بالقرب من بلدة بيغ بيند، ينظر بونغاني ماسوكو، البالغ من العمر 39 عاماً، إلى حقل الذرة الذي يملكه. لقد حصد قسمًا منه الأسبوع الماضي. "ولكن لا يزال هناك عمل يتعين القيام به"، يقول بونغاني، قبل أن يبدأ العمل في الأرض. لوبومبو هي واحدة من المناطق الأعلى حرارة في إيسواتيني. وبينما يقوم بونغاني بإزالة الأعشاب الضارة من حقله، ارتفعت درجة الحرارة إلى أكثر من 34 درجة. ويقول: "أقوم بإزالة الأعشاب الضارة حتى تنمو الذرة بشكل صحيح. إذا سمحت للأعشاب بأن تنتشر، فسوف تنمو الشتلات لتصبح رقيقة جدًا ولن تقدم حصادًا جيدًا." وفي وقت سابق من الموسم، حضر بونغاني تدريبًا زراعيًا، وحصل بعد ذلك على منحة نقدية يقمتها حوالي 70 يورو. واستثمر الأموال في بذور الذرة الأكثر قدرة على مقاومة الجفاف، حيث أدى تغير المناخ إلى عدم انتظام هطول الأمطار وزيادة الجفاف. الزراعة في مصدر معيشة يعتمد عليها حوالي 70 في المائة من سكان إيسواتيني، ولذلك فإن الظروف المناخية المتغيرة مثيرة للقلق بالنسبة لهم. "إن موجات الحرّ الأخيرة زادت من صعوبة الزراعة. لا ينبغي أن تتعرض الذرة الى الكثير من الشمس عندما تُزهر، والمطر مهم في تلك المرحلة. في المرة الأخيرة التي أزهرت فيها الذرة، لم يكن هناك أي مطر، لذلك كان محصولي أقل مما كنت أتوقع." إن حقل الذرة مهم جدًا بالنسبة لبونغاني؛ ويضيف قائلاً: "يسمح لي بإطعام أسرتي، وأيضاً ببيع بعض المحاصيل لكسب المال. هذا المال يساعدني على إلحاق أطفالي بالمدرسة. لدي خمسة أطفال من زوجتي العزيزة. والآن أستطيع أن أشتري لهم الكتب المدرسية واللوازم المدرسية الأخرى، مثل الأقلام. وإذا كسبت ما يكفي من المال، فيمكنني أيضًا شراء أحذية لهم لارتدائها في المدرسة." انعدام الأمن الغذائي لفترة طويلة كما هو الحال في أماكن أخرى في الجنوب الأفريقي، يعاني الناس في إيسواتيني من مستويات حادة من إنعدام الأمن الغذائي طويل الأمد، والذي بدأ في عام 2015. وقد أدى الجفاف الناجم عن ظاهرة النينيو، والذي تفاقم بسبب تغير المناخ، والأمطار غير المنتظمة، والفيضانات، إلى إتلاف المحاصيل عامًا بعد عام. بونغاني هو واحد من 25,500 شخص شملهم المشروع، الذي يموله الاتحاد الأوروبي على مدى ثلاث سنوات، لتحسين الأمن الغذائي عن طريق المساعدات النقدية. وبالإضافة إلى الصليب الأحمر الفنلندي، يشمل المشروع جمعية الصليب الأحمر في إيسواتيني، والصليب الأحمر البلجيكي. بالنسبة للأشخاص الذين تلقوا المنح النقدية، مثل وينيل ماسوكو، تعني هذه المنح القدرة على شراء المواد الغذائية مثل الأرزّ، ودقيق الذرة، وزيت الطهي في وقت تكون فيه مصادر الغذاء العادية أقل وفرة بكثير وأكثر تكلفة. "قبل تلقي المساعدة النقدية، كنا نعتمد على جيراننا"، تشرح وينيل وهي تجلس أمام منزلها - جدرانه مصنوعة من الحجارة والأغصان المنسوجة بشكل معقّد. "الآن بات بإمكاني الإعتناء بعائلتي." البستنة بهدف التغيير ليس الكل مزارعًا في إسواتيني، إلا أن الكثير من الأشخاص يزرعون جزءًا من غذائهم اليومي في حدائق مجتمعية. وهذا هو أحد الأسباب الرئيسية التي تجعل مشروع الصمود في وجه تغيّر المناخ يهدف أيضًا إلى إحياء تقليد الحدائق المجتمعية. يتضمن المشروع تدريبات من وزارة الزراعة حول كيفية الاهتمام بالحدائق المجتمعية بشكل أكثر فعالية في مواجهة الظروف المناخية الأكثر تطرفًا. بعد كل تدريب، يحصل المشاركون على منحة نقدية تبلغ قيمتها حوالي 35 يورو، لشراء بذور النباتات، على سبيل المثال. ويتم تشجيع المشاركين على زراعة النباتات التي تتطلب كميات أقل من المياه. ويقول سيبونجيل، أحد المشاركين: "توفر الحديقة الاستقرار لعائلتي، حيث أوظف نفسي فيها. يسمح لي محصول الحديقة بإطعام أسرتي، ويمكنني أيضًا بيع بعض المحاصيل للحصول على المال لتعليم أطفالي." الصحّة في المناطق الريفية من المهم أيضًا التأكد من بقاء الأشخاص في صحة جيدة لأن الحرارة والجفاف يمكن أن يخلقا ظروفًا تؤدي إلى انتشار الأمراض والأعراض السلبية مثل جفاف الجسم. ولهذا السبب، يدعم المشروع المُمول من الاتحاد الأوروبي أيضًا المجتمع في الاستعداد للجوائح والأوبئة. تدير جمعية الصليب الأحمر في إيسواتيني ثلاث عيادات في البلاد، ويدعم المشروع قدرتها على الاستجابة لأوبئة مختلفة، مثل أمراض الإسهال، والسلّ، وفيروس نقص المناعة البشرية. وتقول فومليلي جينا، وهي ممرضة بعيادة في منطقة هوسيا بمقاطعة شيسلويني: "نقدم كل صباح نصائح صحية، أي أننا نخبر المرضى بالأوبئة المنتشرة حاليًا". "في الوقت الحالي نقوم بإبلاغهم باللقاحات، خاصة ضد فيروس كورونا والسلّ. كما نسلط الضوء أيضًا على النظافة: نوضح مدى أهمية غسل اليدين، ونذكّر أيضًا بغسل أوعية المياه بين الحين والآخر. وتضيف: "بعض مرضانا هنا بالمناطق الريفية فقراء للغاية. يمكن أن يأتوا إلى العيادة لسببٍ ما، مثل الأنفلونزا على سبيل المثال، ولكن قد نلاحظ أن طفل المريض قد توقف نموه بشكل واضح، وهناك سبب للاشتباه في سوء التغذية." "نحن قادرون على رعاية مثل هذه الحالات أيضًا، الى جانب مراقبة حالة المرضى. إنه شعور رائع عندما يعود المريض إلى العيادة بعد ستة أشهر، ويقول إن طفله في صحة جيدة ويلعب مثل الأطفال الآخرين." توفر الشراكة البرامجية بين شبكة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر والاتحاد الأوروبي تمويلًا استراتيجيًا ومرنًا وطويل الأجل ويمكن التنبؤ به، حتى تتمكن الجمعيات الوطنية من العمل قبل وقوع الكارثة أو حالة الطوارئ. ويتم تنفيذ الشراكة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك 13 دولة في أفريقيا.

|
الصفحة الأساسية

المهاجرون #ليسوا_وحدهم

في جميع أنحاء العالم، يواجه المهاجرون والنازحون مخاطر غير مقبولة، إلا أنهم ليسوا وحدهم في رحلاتهم. سواء في البرّ أو البحر، يهدف عمل شبكة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر إلى إنقاذ الأرواح، والحدّ من المخاطر، وتوفير الوصول إلى الخدمات الأساسية.

|
مقال

الشراكة البرامجية ستقوم بإشراك المزيد من المجتمعات في العام المقبل

إن الشراكة العالمية، التي تهدف إلى تعزيز القدرة على الصمود واعطاء المسؤولية لبعض المجتمعات الأكثر ضعفًا في العالم، ستستمر في عامها الثاني بعد قرار المديرية العامة للحماية المدنية وعمليات المساعدة الإنسانية التابعة للمفوضية الأوروبية (DG ECHO) والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في أوائل صيف 2023. من خلال الشراكة البرامجية، سيموّل الاتحاد الأوروبي مجموعة من المشاريع المبتكرة طوال عام 2024، والتي تركّز بشكل خاص على العمل المحلّي للتأهب للأزمات الإنسانية والصحية، والاستجابة لها. ومع تزايد الأوبئة، وحركة نزوح السكان، وآثار تغيّر المناخ، تعتبر هذه الأنواع من الشراكات ضرورية لتعزيز العمل الاستباقي بقيادة محلّية، والاستجابة للكوارث عند الضرورة. وقال مروان الجيلاني، المدير العام لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني: "إن تحقيق محلّية العمل الإنساني ينطوي على اعطاء المسؤولية للمجتمعات المحلّية، منذ لحظة تحديد الاحتياجات المتوافقة مع الأولويات والاستراتيجيات، وصولاً إلى اتخاذ القرارات والتنفيذ". وقد تمكنت الشراكة من الوصول إلى أكثر من ثمانية ملايين شخص حتى الآن، مما ساعد المجتمعات على الحد من المخاطر، والاستجابة بسرعة للأزمات المفاجئة. ومع زيادة قدرها 70 مليون يورو في العام الثاني، تبلغ قيمة الشراكة أكثر من 134 مليون يورو وستكون قادرة على الوصول إلى عدد أكبر بكثير من الأشخاص مقارنة بالعام الأول. يتم تنفيذ كافة أعمال الاتحاد الدولي من خلال التعاون الوثيق مع الجمعيات الوطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، والمجتمعات المحلّية، وشبكات المتطوعين. وقالت نينا ستويليكوفيتش، وكيلة الأمين العام للعلاقات الدولية والدبلوماسية والرقمنة: "إن الاحتياجات الإنسانية آخذة في التزايد، وإذا أردنا إعداد المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود، فعلينا أن نوحّد جهودنا مع جمعياتنا الوطنية ومؤسساتنا العامة؛ عندها فقط يمكننا أن نكون أكثر فعالية وكفاءة. وهذا البرنامج هو أفضل مثال لدينا على التمويل طويل الأجل ومتعدد البلدان، وهو مصدر إلهام للشراكات المستقبلية." تركز الشراكة على خمسة مجالات رئيسية: التأهب للكوارث والاستجابة لها: إعداد المجتمعات، والجمعيات الوطنية، ومؤسسات إدارة مخاطر الكوارث للتنبؤ والاستجابة والتعافي بشكل فعال من تأثير الصدمات والمخاطر المتطورة والمتعددة. التأهب والاستجابة للأوبئة والجوائح: دعم المجتمعات لمنع تفشي الأمراض واكتشافها والاستجابة لها. دعم النازحين: تقديم الاحتياجات الإنسانية الأساسية للنازحين. المساعدات النقدية: إن أفضل طريقة لمساعدة الأشخاص غالبًا ما تكون اعطاءهم مساعدات نقدية للاستثمار محليًا، حسب اختيارهم. إنّها تضمن للناس الحرية والكرامة والاستقلالية لتقرير طريقة تعافيهم. الإبلاغ عن المخاطر، والمشاركة المجتمعية، والمساءلة: إن الأشخاص الذين ندعمهم من خلال الشراكة البرامجية هم شركاء في عملنا. نستمع إليهم بعناية، ونتصرف بناءً على آرائهم واحتياجاتهم. وتشارك 12 جمعية وطنية للصليب الأحمر في دول من الاتحاد الأوروبي في تنفيذ الشراكة البرامجية في 24 دولة حول العالم. فيما يلي بعض الأمثلة على أنشطة الشراكة: بعد الحرائق التي اندلعت في كوكس بازار في بنغلاديش، وهو أكبر مخيم للاجئين في العالم، قدم الهلال الأحمر البنغلاديشي والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر دعمًا فوريًا للعائلات التي فقدت منازلها، وزودوها بالفرش والبطانيات والمصابيح. كما قاموا ببناء 500 مأوى في المخيم رقم 11. وتم تجميع التمويل بمساعدة صندوق الطوارئ للاستجابة للكوارث (DREF) من أجل ضمان استجابة شاملة للحريق. خصصت الشراكة البرامجية أكثر من 300 ألف يورو للاستجابة لهذه الكارثة، ودعم 2500 شخص من خلال هذا التدخل الطارئ. استجاب الصليب الأحمر التشادي على الفور لأزمة السودان، حيث قدم الدعم الأساسي للأشخاص الفارين من النزاع والعابرين للحدود إلى شرق تشاد. إن مرونة آلية التمويل الخاصة بالبرنامج أتاحت تقديم هذا الدعم الأساسي وفي الوقت المناسب. تم تخصيص أكثر من 260 ألف يورو للأزمة هذه، والوصول إلى 5,883 شخصًا. بعد أن تعرضت الإكوادور للعديد من الكوارث المتزامنة - الفيضانات، والانهيارات الأرضية، وانهيار المباني، وعواصف البَرَد، والزلازل - تمكن الصليب الأحمر الإكوادوري من مساعدة السكان المتضررين من خلال توفير المأوى، وأدوات الطبخ، ومستلزمات النظافة والتنظيف، بالإضافة إلى الناموسيات، والبطانيات، والمياه الصالحة للشرب. تم تخصيص أكثر من 250 ألف يورو للأزمة هذه وتم الوصول إلى 13,020 شخصًا. تم تدريب المتطوعين في جميع أنحاء جمهورية الكونغو الديمقراطية، وهندوراس، وغواتيمالا، والسلفادور، وبنما على استخدام أداة Nexus للتقييم البيئي (NEAT+)، لتقييم المخاطر، والاحتياجات ما بعد الكوارث، بشكل أفضل. وفي غواتيمالا، تم تدريب المتطوعين على استخدام الطائرات بدون طيار في "المسح التصويري" - وهي الطريقة الحديثة للحصول على معلومات موثوقة حول البيئة المحيطة من خلال عملية تسجيل الصور الفوتوغرافية وقياسها وتفسيرها. لقد أدى التدريب إلى تحسين قدرة المتطوعين بشكل كبير على تقييم المخاطر والاستعداد لها.

|
مقال

الأمل في خضم موجات الحرّ: متطوعون يساعدون جيرانهم خلال موجات الحرّ الشديد في بنغلاديش

بينما يضرب لهيب الشمس بلا رحمة حي باجاكاجلا الفقير في مدينة راجشاهي، بنغلاديش، تتذكر فاطمة خاتون بوضوح طفولتها عندما كان الطقس مختلفًا، وكانت الحياة أكثر راحة. وتقول: "عندما كنت في المدرسة الابتدائية، لم تكن درجة الحرارة مرتفعة للغاية، وكنا نعيش حياة جيدة. كنا نجلس على ضفاف النهر وكان الطقس مختلفاً. هطلت الأمطار بشكل متكرر. كانت درجة الحرارة منخفضة." إن الأمطار المتكررة وانخفاض درجات الحرارة جعلت من اللعب على ضفاف النهر هواية ممتعة. ولكن مع مرور الوقت، أصبح كل صيف أكثر سخونة ولا يطاق أكثر من الذي سبقه. تقول فاطمة البالغة من العمر 19 عاماً، والتي تعيش مع أسرتها في منزل صغير: "يتراوح متوسط درجة الحرارة الآن بين 42 و43 درجة مئوية. في بعض الأحيان ترتفع درجة الحرارة إلى 45 درجة مئوية. بسبب ارتفاع درجة الحرارة أواجه مشاكل في عيني. لا أستطيع القراءة بشكل صحيح." موجات الحر قاسية بشكل خاص على كبار السن. تقول شوهور بانو بيوا، جدة فاطمة البالغة من العمر 75 عاماً، والتي تشعر بتأثير موجة الحر بشدة وتواجه مشاكل قي النوم ليلاً: "لم يسبق لي أن رأيت هذا النوع من موجات الحر. عندما ترتفع درجة الحرارة، أجلس على ضفاف النهر." تعاني العديد من العائلات، مثل عائلة فاطمة، من الحكّة والطفح الجلدي والأمراض الأخرى المرتبطة بالحرّ. وغالباً ما يفتقرون إلى الموارد اللازمة للتعامل مع العواقب الصحية. تقول فاطمة: ”الناس في منطقتنا فقراء. معظمهم يعملون كمدبري منازل. ويواجهون العديد من المشاكل في إعالة أسرهم وتربية الأطفال. إنهم لا يستطيعون توفير التعليم والغذاء والملابس بسبب الفقر." أسطح القصدير الساخنة تضيف سايما خاتون بيثي، وهي متطوعة في جمعية الهلال الأحمر البنغلاديشي في راجشاهي، أن المنازل معرضة بشكل خاص للحرّ. تقول صايمة، التي أصبحت متطوعة الى جانب فاطمة بعد حصولها على تدريب على الإسعافات الأولية من جمعية الهلال الأحمر البنغلاديشي: "أولئك الذين يعيشون في الأحياء الفقيرة منازلهم مصنوعة من معدن القصدير. القصدير يمتص المزيد من الحرّ. لقد أصبحت الحرارة لا تطاق بالنسبة للأطفال وكبار السن والنساء الحوامل." لمساعدة الأشخاص الذين يعيشون في مثل هذه الأوضاع المأساوية في أجزاء من مدينة راجشاهي، تهدف جمعية الهلال الأحمر البنغلاديشي إلى حماية السكان من الآثار الضارة لموجات الحرّ من خلال مشروع يموله الاتحاد الأوروبي، بالتعاون مع الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، وجمعية الهلال الأحمر البنغلاديشي والصليب الأحمر الألماني، والصليب الأحمر الدنماركي. تقول فاطمة: "لقد أبلغنا الهلال الأحمر البنغلاديشي بأشياء كثيرة من خلال الإعلانات والبرامج الإذاعية. لقد علمونا كيفية مساعدة شخص ما إذا فقد وعيه بسبب موجة الحرّ. لقد استمعت إلى المعلومات التي قدمتها جمعية الهلال الأحمر البنغلاديشي عبر الراديو. أشارك المعلومات مع الجميع." مراكز التبريد شدّد أبو محمد الزبير، المسؤول الميداني في جمعية الهلال الأحمر البنغلاديشي، على أهمية التوعية العامة. وقام فريقه بتوفير مراكز تبريد ومرافق طبية، وأطلق برامج توعية لتعليم أفراد المجتمع كيفية الحفاظ على صحتهم أثناء موجات الحرّ. وقام برنامج إذاعي محلّي بتوصيل هذه الرسائل إلى المدينة بأكملها. وبفضل الجهود المشتركة لأشخاص مثل فاطمة بيثي ومنظمات مثل جمعية الهلال الأحمر، بدأت الأمراض والوفيات المرتبطة بالحرّ في الانخفاض. وعلى الرغم من أن الحرارة كانت شديدة، إلا أن الناس يتعلمون كيفية التعامل معها، ودعم ورعاية بعضهم البعض.

|
مقال

النساء الريفيات في غواتيمالا في صميم صحة المجتمع

ترتدي غلاديس غوميز زي "ويبيل" (Huipil) الأرجواني، وهو الزي التقليدي الذي يرتديه الناس من الجزء الغربي الجبلي من غواتيمالا. اللون الأرجواني يمثل الحداد، وترتديه لأنها فقدت للأسف قريبًا بعيدًا قبل أيام قليلة. على الرغم من ذلك، تضيء الابتسامة وجهها - ابتسامة يعرفها الكثير من الناس في مجتمعها. غلاديس هي رئيسة لجنة صحية محلية في قريتها الصغيرة زيكاراكوخ. تشمل اللجنة عشرات النساء الريفيات اللائي تم تدريبهن على القضايا الصحية الرئيسية من قبل الصليب الأحمر الغواتيمالي حتى يتمكن من المساعدة في الترويج للممارسات الصحية في مجتمعاتهن. تتنقل النساء معًا من منزل إلى منزل في قريتهن، ويتبادلن المعرفة حول كيفية الوقاية من الأمراض الشائعة والوفيات، خاصة بين الأطفال. هذا العمل أساسي. تتمتع غواتيمالا بواحد من أعلى معدلات سوء تغذية الأطفال في العالم، ويعيش أكثر من نصف السكان تحت خط الفقر. كما تسببت جائحة كوفيد-19 في خسائر فادحة في البلاد - حيث توفي 20 ألف شخص بسبب المرض في غضون 3 سنوات. "لقد نشرنا المعلومات الجديدة التي قدمها لنا الصليب الأحمر الغواتيمالي لإبلاغ الرجال والفتيان والفتيات بأشياء بسيطة مثل غسل اليدين وتنظيف منازلنا وشوارعنا وأهمية الرضاعة الطبيعية والتغذية." تقول غلاديس: "نحن نعلم الآن أن العادات الصحية تصنع الفارق بين وجود مجتمع قوي وصحي أو الاستمرار في نقل أطفالنا إلى المستشفى". يقول خوان بويون، فني مكافحة الأوبئة والجوائح في الصليب الأحمر الغواتيمالي، إنه تعلم الكثير من اللجان الصحية، مثل تلك التي تديرها غلاديس، واستخدم المعرفة المحلية للنساء لتوجيه وتحسين دعمهن. لقد حددنا القضايا الرئيسية، على سبيل المثال، أن أولوياتهن كانت الوقاية من كوفيد-19 أو سوء التغذية. اليوم، مع وجود اللجان التي تم تدريبها بالفعل، حددنا أن النساء يرغبن في الوصول إلى المزيد من الأشخاص، في الواقع، لقد أعطوا الأولوية للراديو أو أكشاك المعلومات أو الرسائل عبر WhatsApp كأفضل القنوات لمشاركة معلوماتهن على نطاق أوسع"، يوضح خوان. لمشاركة هذه الأفكار المجتمعية القيمة بشكل أكبر، ربط الصليب الأحمر الغواتيمالي اللجان الصحية التي تقودها النساء بوزارة الصحة في البلاد - والتي فتحت أعين السلطات الوطنية. إنهم يعملون الآن معًا لتحسين صحة المجتمع في جميع أنحاء البلاد. أوضحت آنا غوميز، عالمة الأوبئة في وزارة الصحة الغواتيمالية: "لقد عملنا مع الصليب الأحمر الغواتيمالي لتحديد احتياجات الناس، واحترام تنوع السكان. لقد تعلمنا عن وجهات نظر النساء ورحبنا بها لتعزيز صحة المجتمع، وأكدنا أن دورهن أساسي". "النساء هن المستخدمين الرئيسيين للخدمات الصحية. كما أنهن يلعبن دورًا أساسيًا في تعليم الجيل القادم الذي سيكون مسؤولاً عن البلد. إن إشراك النساء يضمن التغيير السلوكي الإيجابي في العائلات والمجتمعات، وبالتالي يساهم في تحسين صحة غواتيمالا"، تقول آنا. بعد قضاء الوقت مع غلاديس، من الواضح أنها تفخر كثيرًا بعملها، وأنها وزميلاتها أعضاء اللجنة الصحية سعداء بأن أصواتهن مسموعة. بينما تجلس وتنسج لنفسها كورتيًا جديدًا - تنورة المايا التقليدية - تشير إلى الخطوط الصفراء التي تمثل الأمل. تقول غلاديس: "غدًا سأرتدي سترة ويبيل صفراء لتمثيل لون الحياة وأشعة الشمس والذرة". "النساء في هذا المجتمع مميزون للغاية، لأننا اليوم لدينا المعلومات والمعرفة لحماية الحياة." -- إن تعزيز هذه اللجان الصحية المحلية في غواتيمالا هو جزء من ركيزة التأهب للأوبئة والجوائح في شراكتنا البرامجية مع الاتحاد الأوروبي. حتى الآن، تلقت 1250 أسرة في منطقة كويتزالتينانغو الريفية بغرب غواتيمالا مشورة صحية قيّمة وموثوق بها مقدمة من اللجان الصحية المحلية. وتساعد الشراكة البرامجية، التي نفذتها 24 جمعية وطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك بنما وغواتيمالا وهندوراس والسلفادور والإكوادور في الأمريكتين، المجتمعات على تقليل المخاطر والتأهب بشكل أفضل للكوارث وحالات الطوارئ الصحية. سيواصل الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر تعزيز قدرات المجتمعات المحلية في غواتيمالا للوقاية من الأوبئة والجوائح؛ وتشجيع المزيد من النساء على تولي مناصب قيادية حتى يكون لهن تأثير عميق وإيجابي على مستقبل مجتمعاتهن.

|
مقال

من سيراليون إلى داريان: المهاجرون يعبرون القارات بحثاً عن مستقبل أفضل

غادر فرانسيس إكابا وطنه الأم سيراليون، غرب إفريقيا، بحثًا عن الأمن وعن فرص جديدة. لم يكن يعلم في ذلك الوقت أنه سينتهي به الأمر بعبور قارات بأكملها، وواحد من أخطر مسارات الهجرة في العالم للعثور على حياة أفضل. كانت محطته الأولى غينيا المجاورة، وبعد ذلك عبر المحيط الأطلسي إلى البرازيل. هناك، وجد صعوبة في الاستقرار بسبب حاجز اللغة، لذلك قرر مواصلة رحلته والتوجه شمالًا. استغرقت رحلة فرانسيس شهرين للذهاب من البرازيل إلى منطقة داريان: الغابة الكثيفة والخطيرة التي تفصل كولومبيا عن بنما. بمجرد وصوله إلى هناك، شرع في رحلة مدتها ستة أيام، حاملاً معه علب سردين وموقد غاز صغير وبعض النودلز سريعة التحضير كي يتحمل مشاق الرحلة. كان برفقته امرأتان حاملان، في رحلة وصفها بأنها "واحدة من أصعب الأشياء التي كان علي القيام بها في حياتي". كانوا يمشون لمدة 12 ساعة كل يوم من دون طعام، وإمداداته سرعان ما نفدت. أجبرتهم الرطوبة الشديدة والحرارة الخانقة والعبور المستمر للأنهار والجداول المائية على التخلي عن حقائبهم. "إن النساء الحوامل اللواتي كانت في رفقتنا قد استسلمن. تجنبنا الثعابين والأنهار المتدفقة والجبال شديدة الانحدار. كل شيء أمامنا كان أخضر، ولم يكن هناك إحساس بالاتجاه ولا إشارة للجوّال. تضيعون وقتكم في المشي والمشي. كل الناس هناك يخاطرون بحياتهم من أجل البحث عن حياة أفضل، إلا أنه مسار حيث يضيع الأمل. لا أنصح أي شخص بالمرور عبر داريان.'' فرانسيس تعد "درايان غاب" (Darien Gap) واحدة من أخطر مسارات الهجرة في العالم. للأسف، إنه ليس بالأمر غير المألوف أن يموت الناس على طول المسار بسبب الظروف البيئية الصعبة جداً. كما أن هناك خطر كبير للتعرّض للعنف والاعتداء الجنسي والاتجار بالبشر والابتزاز من قبل العصابات الإجرامية. على الرغم من ذلك، تشير التقديرات إلى أن أكثر من 400 ألف شخص سيعبرون داريان بحلول نهاية عام 2023، بناءً على الاتجاهات الحالية. تم تحديد أشخاص من أكثر من 50 جنسية مختلفة يسافرون عبر داريان. الغالبية من فنزويلا وهايتي والإكوادور، لكن البعض يأتون من أماكن بعيدة مثل الهند والصومال والكاميرون وسيراليون. غالبًا ما يصل الأشخاص الذين يمرون عبر داريان، مثل فرانسيس، في حالات جسدية ونفسية ضعيفة للغاية. لمساعدتهم على التعافي، يدير الصليب الأحمر البنمي مراكز استقبال حيث يقدمون الإسعافات الأولية والضروريات مثل الطعام والمياه الصالحة للشرب ومستلزمات النظافة والملابس. ''كان الوصول إلى بنما من أسعد لحظات حياتي، كان الأمر صعبًا للغاية لأنني اضطررت للكفاح من أجلها. كان الصليب الأحمر أول من ساعدنا وكان الأمر نعمة بالنسبة لي. سعياً وراء حلمنا بحياة أفضل، فقدنا كل شيء. لذلك، فإن ثلاث وجبات في اليوم، وصابون، ومنشفة، وحمام، والقدرة على التحدث إلى شخص ما أو الحصول على الرعاية، كلها تعني الكثير بالنسبة لي.'' فرانسيس يقدم متطوعو الصليب الأحمر أيضًا الدعم النفسي-الاجتماعي، فضلاً عن خدمات صحة الأم والطفل لمن يحتاج إليها. ويمكنهم تقديم خدمة إعادة الروابط العائلية والانترنت، حتى يتمكن المهاجرون من إخبار أسرهم بمكانهم وبأنهم آمنون. بالنسبة لمعظم المهاجرين، فإن داريان ليست نهاية رحلتهم، بل هي بداية رحلة طولها 5,470 كيلومترًا شمالًا عبر ستة بلدان في أمريكا الوسطى والشمالية. ولكن بغض النظر عن هويتهم أو من أين أتوا ، فإن الأشخاص المتنقلين في هذه المنطقة ليسوا وحدهم: يمكنهم الاستمرار في الحصول على دعم مماثل من جمعيات الصليب الأحمر ، من خلال نقاط الخدمات الإنسانية، في كل خطوة على طول المسار. -- تلقى حوالي 60 ألف مهاجر مثل فرانسيس المساعدة الإنسانية والحماية من شبكة الاتحاد الدولي في عام 2022 بفضل الشراكة البرامجية مع الاتحاد الأوروبي. تقوم 24 جمعية وطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر في جميع أنحاء العالم بتنفيذ هذه الشراكة، بما في ذلك في بنما وغواتيمالا وهندوراس والسلفادور والإكوادور في الأمريكتين، وهي تساعد المجتمعات على الحد من المخاطر والاستعداد بشكل أفضل للكوارث وحالات الطوارئ الصحية؛ وهذا يشمل حماية سلامة وكرامة وحقوق الأشخاص المتنقلين. -- المزيد من الصور حول هذا الموضوع متاحة للعرض والتنزيل هنا.

|
بيان صحفي

إطلاق شراكة طموحة بين الإتحاد الدولي والإتحاد الأوروبي: نموذج جديد للقطاع الإنساني

بروكسل / جنيف، 30 مارس 2022 - تهدف الشراكة الطموحة بين الإتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر (IFRC) والمديرية العامة للحماية المدنية الأوروبية وعمليات المساعدات الإنسانية (DG ECHO) التابعة للمفوضية الأوروبية، والتي تمّ إطلاقها اليوم إلى أن تكون نموذجاً جديداً للقطاع الإنساني. ففي استجابة للعدد المتزايد من الأزمات الناشئة في جميع أنحاء العالم، تهدف الشراكة البرامجية التجريبية (PPP) "تسريع وتيرة العمل المحلي في الأزمات الإنسانية والصحية" إلى دعم العمل المحلي في معالجة الأزمات الإنسانية والصحية في 25 دولة على الأقل، بتمويل مُخصص من الإتحاد الأوروبي ومتعدد السنوات. تعزز الشراكة الأولويات الإستراتيجية المشتركة، وهي مبنية على خمس ركائز للتدخل: التأهب للكوارث/ إدارة المخاطر؛ التأهب والاستجابة للأوبئة والجوائح؛ المساعدة الإنسانية والحماية للمهاجرين والنازحين؛ المساعدة النقدية والقسائم؛ التواصل بشأن المخاطر والمشاركة المجتمعية والمساءلة. وقال المفوض الأوروبي لإدارة الأزمات، جانيز لينارتشيتش: "أرحب بأمل كبير بالشراكة البرامجية التجريبية مع الإتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، شريك الإتحاد الأوروبي الموثوق به، والذي يشاركنا رؤيتنا في تنفيذ عمليات مساعدة إنسانية تتسم بالكفاءة والفعالية في جميع أنحاء العالم. يجدد التمويل المخصص لهذه الشراكة تأكيد التزام الإتحاد الأوروبي بالمساعدة في تلبية الاحتياجات المتزايدة للفئات الأكثر ضعفاً للخطر في حوالي 25 دولة، بالتعاون الوثيق مع الجمعيات الوطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر. كذلك، يؤكد التزامنا بالشراكات الإستراتيجية مع منظمات المساعدات الإنسانية ". من جهته، قال الأمين العام للإتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر جاغان تشاباغين: "تعدّ الشراكات الإستراتيجية طويلة المدى ضرورية للإستجابة لتصاعد الأزمات الإنسانية في جميع أنحاء العالم. يجب أن نستجيب بسرعة، ويجب أن نستجيب على نطاق واسع، ويجب علينا تحديث مقاربتنا لإحداث تأثير. نحن نعلم أنّ الدعم الإنساني الأكثر فاعلية واستدامة هو الذي يتمّ بقيادة محلية، ويضع المجتمعات في قلب العمل، ويتمّ تزويده بالموارد من خلال شراكة مرنة وطويلة الأجل، ويمكن التنبؤ بها. وهذا ما تسمح به الشراكة البرمجية التجريبية بالضبط". سيبدأ البرنامج بمرحلة استهلالية في عدة دول في أميركا اللاتينية، غرب ووسط إفريقيا واليمن. الهدف الرئيسي هو تقديم المساعدة الأساسية للمتضررين حاليًا من الأزمات الإنسانية، وعواقب جائحة كوفيد-19 والكوارث والنزاعات المتعلقة بالمناخ، ومنع الخسائر في الأرواح والمعاناة. يتمّ الإستثمار أيضاً لضمان استعداد المجتمعات بشكل أفضل للتعامل مع الكوارث من خلال تطبيق مكونات الاستعداد للكوارث والحد من المخاطر. من خلال العمل عن كثب مع الجمعيات الوطنية، والامتداد العالمي للإتحاد الدولي، وترافقه مع العمل المحلي، وتاريخه الطويل من العمل الإنساني الذي تقوده المجتمعات المحلية ومبادئه الأساسية، يجعله الشريك المفضل لهذه الشراكة البرامجية التجريبية مع الإتحاد الأوروبي. بعد المرحلة الأولى من التنفيذ، يهدف البرنامج إلى توسيع نطاقه ليشمل دولاً إضافية حول العالم بدعم المزيد من الجمعيات الوطنية في الإتحاد الأوروبي. حقائق أساسية البلدان العشرة التي سيتمّ تنفيذ المشروع فيها في مرحلة البداية هي: بوركينا فاسو، تشاد، الكاميرون، مالي، النيجر، اليمن، السلفادور، غواتيمالا،هندوراس وبنما. الجمعيات الوطنية السبع من الاتحاد الأوروبي التي تعمل على دعم تنفيذ المرحلة الإستهلالية هي: الصليب الأحمر البلجيكي (FR)، الصليب الأحمر الدنماركي، الصليب الأحمر الفرنسي، الصليب الأحمر الألماني، الصليب الأحمر الإيطالي، الصليب الأحمر في لوكسمبورغ، والصليب الأحمر الإسباني. للمزيد من المعلومات في بروكسل: فيديريكا كوتشيا ،[email protected] في جنيف: آنا توسون ،[email protected] 0041798956924

|
الصفحة الأساسية

الشراكة البرامجية

الشراكة البرامجية هي شراكة مبتكرة وطموحة مدتها ثلاث سنوات بين الإتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر والعديد من الجمعيات الوطنية الأعضاء لدينا والإتحاد الأوروبي. معاً، نقوم بدعم المجتمعات في جميع أنحاء العالم للحد من المخاطر والإستعداد بشكل أفضل للكوارث وحالات الطوارئ الصحية.