يوم مواجهة الحرّ: دق ناقوس الخطر بشأن الحرّ الشديد من خلال الأعمال الفنية

A city seems to be melting in this image — saturated with reds, oranges and yellows associated with heat — created as part of the Red Cross Red Crescent Climate Centre’s campaign to get people talking about the  increasing occurance of heatwaves.

في هذه الصورة، يصور الفنانان أندرو راي وروسكين كايل روبوتًا ضخمًا فوق مدينة يشتد فيها الحرّ، بينما ينبعث منه موجات من الحرّ باللون البرتقالي والأحمر.

صورة: أندرو راي / روسكين كايل / مركز المناخ التابع للصليب الأحمر والهلال الأحمر

في بعض الأحيان، الكلمات لا تكفي. بالتالي، قد تضطرون للجوء الى طرق أخرى لإيصال صوتكم. بمناسبة يوم مواجهة الحرّ 2024، بدأت الناس في جميع أنحاء العالم دق ناقوس الخطر بشأن مخاطر الحرّ الشديد من خلال الأعمال الفنّية المبدعة.

ليس هناك شك في أن موجات الحرّ أصبحت أكثر تواترًا وشدة، كما يمكنها أن تقتل. إنها في الواقع واحدة من أكثر الظواهر المناخية فتكًا والتي تؤثر على الناس في جميع أنحاء العالم اليوم.

ولكن، لا تحصل موجات الحرّ على الاهتمام والعمل اللازم للتخفيف من آثارها. وعلى عكس الأعاصير أو الفيضانات أو العواصف، فهي غير مرئية نسبيًا. غالبًا ما تبدأ تدريجيًا، ولا يتم دائمًا الإبلاغ عن الأشخاص الذين يموتون أو يمرضون بسببها. وكما قال الأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر مؤخراً، فإن الحرّ الشديد هو القاتل الصامت لتغير المناخ.

ولهذا السبب قرر مركز المناخ التابع للصليب الأحمر والهلال الأحمر أن يذهب إلى ما هو أبعد من الكلمات لتوصيل الرسالة خلال الفترة التي تسبق يوم مواجهة الحرّ في 2 يونيو/حزيران. تحت شعار الفن الحضري لمواجهة الحرّ، دعا مركز المناخ الناس إلى صنع ومشاركة أعمالهم الفنية حول موضوع الحرّ الشديد.

وللمساعدة في تأجيج نيران الإبداع، قام مركز المناخ بتكليف فنانين، أندرو راي وروسكين كايل، لتطوير صور حول تأثير موجات الحرّ على المناطق الحضرية الكبيرة. 

يظهر في هذا العمل الفني الرقمي طفل صغير يحمل حقيبة ظهر مليئة بزجاجات المياه وغيرها من الإمدادات، وهو يقف في وجه مخلوقًا فضائيًا شاهقًا. أراد الفنانان أن يظهرا أن الناس قادرون على مواجهة موجات الحرّ وتغير المناخ إذا اتخذنا الإجراءات اللازمة.

يظهر في هذا العمل الفني الرقمي طفل صغير يحمل حقيبة ظهر مليئة بزجاجات المياه وغيرها من الإمدادات، وهو يقف في وجه مخلوقًا فضائيًا شاهقًا. أراد الفنانان أن يظهرا أن الناس قادرون على مواجهة موجات الحرّ وتغير المناخ إذا اتخذنا الإجراءات اللازمة.

صورة: أندرو راي / روسكين كايل / مركز المناخ التابع للصليب الأحمر والهلال الأحمر

"غزو فضائي" 

أدرك الفنانان أنهما بحاجة إلى ابتكار شيء يجذب انتباه الناس، لذا اختارا أن يرويا قصة موجات الحرّ كما لو أنها مشهد من فيلم هوليوودي.

وقال راي في مقابلة أجريت معه مؤخرًا: "لقد فكرنا في أفلام نهاية العالم الكلاسيكية مثل Independence Day أو Godzilla، ولذا قررنا تجسيد خطر الحرّ على أنه روبوت عملاق أو مخلوق فضائي".

ومثلما ساهم البشر في خلق وحش الحرّ الشديد هذا، ابتكر الفنانان هذه الوحوش لإظهار كيف يستجيب العالم للتهديد المتزايد لحالات الطوارئ المرتبطة بالحرّ الشديد.

وقال: "إذا تم تسخين الكوكب تدريجياً بواسطة الروبوتات الفضائية أو دولة معادية، فإن الحكومات والشعوب سوف تتصرف بسرعة كبيرة. لسوء الحظ، بما أننا نتسبب في المشكلة بأنفسنا، فمن الصعب جدًا التحرّك وإحداث التغيير. ربما إذا تمكنا من تصور المشكلة على أنها روبوت شرير، فقد يساعد ذلك في تحفيزنا على العمل." 

ثلاث نساء وطفل يقفون أمام لوحة جدارية أنشأها صندوق ماهيلا للإسكان في جودفور، الهند. تعد اللوحة الجدارية جزءًا من مبادرة للتخفيف من آثار الحرّ الشديد على المجتمعات الضعيفة في جودفور من خلال زيادة الوعي والاعتماد على أنظمة الإنذار المبكر.

ثلاث نساء وطفل يقفون أمام لوحة جدارية أنشأها صندوق ماهيلا للإسكان في جودفور، الهند. تعد اللوحة الجدارية جزءًا من مبادرة للتخفيف من آثار الحرّ الشديد على المجتمعات الضعيفة في جودفور من خلال زيادة الوعي والاعتماد على أنظمة الإنذار المبكر.

صورة: صندوق ماهيلا للإسكان

الحفاظ على البرودة، واتخاذ الإجراءات 

الفكرة هي مواصلة رفع مستوى الوعي حتى تتمكن الحكومات، ومسؤولو المدن، والشركات، والأفراد من فهم التهديد الذي يشكله الحرّ الشديد، والتخطيط له، والتصرف عند حدوثه.  

فمن جدران شوارع جودفور في الهند، إلى أنفاق المترو والشوارع في هندوراس، يقوم الناس في مختلف أنحاء العالم بتنفيذ اللوحات الجدارية والرسومات، وأخذ الصور الفوتوغرافية، التي تهدف إلى إيصال الرسالة التي مفادها أن الناس يعانون، وأن هذا التهديد يجب أن يؤخذ على محمل الجدّ.  

تظهر هذه اللوحة التي تحمل عنوان "النافورة لن تنقذكم" للفنان إنديغو توماس، البالغ من العمر 11 عاماً، ساحة مدينة جفّت فيها النافورة بالكامل، ووصول سيارة إسعاف تابعة للصليب الأحمر لرعاية الأشخاص الذين تأثروا بسبب الحرّ.

تظهر هذه اللوحة التي تحمل عنوان "النافورة لن تنقذكم" للفنان إنديغو توماس، البالغ من العمر 11 عاماً، ساحة مدينة جفّت فيها النافورة بالكامل، ووصول سيارة إسعاف تابعة للصليب الأحمر لرعاية الأشخاص الذين تأثروا بسبب الحرّ.

صورة: إنديغو توماس

هذه الأعمال الفنية المتنوعة جدًا معلقة في المدارس، وعلى جدران الشوارع، ويتم تجميعها في كتاب صور عبر الإنترنت أنشأه مركز المناخ التابع للصليب الأحمر والهلال الأحمر. تتم إضافة أعمال فنية جديدة يوميًا مع اقتراب يوم مواجهة الحرّ.  

أعمال فنية عن موجات الحرّ لأطفال في هندوراس بمناسبة يوم مواجهة الحرّ.

أعمال فنية عن موجات الحرّ لأطفال في هندوراس بمناسبة يوم مواجهة الحرّ.

صورة: الصليب الأحمر الهندوراسي

تُعبّر العديد من الأعمال الفنية عن الحزن والقلق، والبعض الآخر يعبر عن الغضب، أو يشارك معلومات محددة حول ما يجب فعله عند حدوث موجة حرّ. 

يبدو كما لو أن المدينة تذوب في هذه الصورة المشبعة بالألوان المرتبطة بالحرّ والتي تم تصميمها باستخدام الذكاء الاصطناعي كجزء من حملة مركز المناخ التابع للصليب الأحمر والهلال الأحمر لتشجيع الناس على التحدث عن ارتفاع وتيرة وشدة موجات الحرّ.

يبدو كما لو أن المدينة تذوب في هذه الصورة المشبعة بالألوان المرتبطة بالحرّ والتي تم تصميمها باستخدام الذكاء الاصطناعي كجزء من حملة مركز المناخ التابع للصليب الأحمر والهلال الأحمر لتشجيع الناس على التحدث عن ارتفاع وتيرة وشدة موجات الحرّ.

صورة: مركز المناخ التابع للصليب الأحمر والهلال الأحمر

تغطي الأعمال الفنية كل الوسائط: الطلاء على القماش، والحبر على الورق، والتصوير الفوتوغرافي، والفن الرقمي. علاوة على ذلك، تنوع الفنانون المشاركون أيضًا، سواء من حيث الخلفية أو الجنس أو العمر. 

غابة في تركيا التهمتها الحرائق، وهي واحدة من حرائق الغابات العديدة التي اندلعت مؤخرًا، والتي قدم خلالها الهلال الأحمر التركي الإغاثة الطارئة، بينما واجهت البلاد فترة من الحرّ الشديد.

غابة في تركيا التهمتها الحرائق، وهي واحدة من حرائق الغابات العديدة التي اندلعت مؤخرًا، والتي قدم خلالها الهلال الأحمر التركي الإغاثة الطارئة، بينما واجهت البلاد فترة من الحرّ الشديد.

صورة: إليف إيرماك إركيك / جمعية الهلال الأحمر التركي

أبطال مواجهة موجات الحرّ 

وفي حين أن العديد من الصور تعكس الواقع المرّ الذي تواجهه العديد من المجتمعات الآن، إلا أنها تنقل أيضًا إحساسًا بالأمل، بحيث لا تزال لدينا الفرصة لنكون أبطالًا في قصتنا المرتبطة بموجات الحرّ.

لا يستطيع الناس أن يفعلوا أشياء لحماية أنفسهم فحسب، كما هو موضح في الجداريات في جودفور الهند، بل يمكنهم أن يفعلوا أشياء لتغيير السرد والاستجابة الأوسع لتغير المناخ وتداعياته العديدة.

يقول روب سينغ، مستشار المخاطر المناخية في مركز المناخ التابع للصليب الأحمر والهلال الأحمر: "كان من المهم إظهار أن هناك أشياء يمكن للناس القيام بها لمكافحة موجات الحرّ. في أحد الأعمال الفنية، هناك طفل يحمل حقيبة ظهر تحتوي على زجاجات مياه ومراوح، أي أشياء بسيطة، ولكن بسببها، فهو لا يهاب الحرّ. الأشعة التي يبعثها، زرقاء اللون، تتناقض مع اللون الأحمر والبرتقالي. هذه الأشعة ترمز إلى الأمل". 

أخبار ذات صلة