اليوم العالمي للحد من مخاطر الكوارث: الاستعداد للمستقبل، اليوم
مع تصاعد الصراع في الشرق الأوسط، يتصدر لبنان الأخبار باعتباره أحدث أزمة إنسانية تتكشف في سياق معقّد بالفعل. وكان الصليب الأحمر هناك في طليعة الاستجابة للحالة الطارئة. فضلاً عن الاستجابة، من المهم أيضًا مراقبة وتوقع ما قد يأتي بعد ذلك. ومع اقتراب فصل الشتاء، قد تكون هناك أعباء إضافية يجب معالجتها مع انخفاض درجات الحرارة ومواجهة الناس، خصوصًا أولئك الذين نزحوا بسبب تصعيد الأعمال العدائية، موجات البرد والعواصف الثلجية.ولهذا السبب فإن العمل الاستباقي، الذي يعتمد على توقع الأحداث الجوية والتأهب لها قبل حدوثها، يمكن أن يكون بالغ الأهمية. لا يساعد ذلك في إنقاذ الأرواح فحسب، بل يساعد أيضًا المستجيبين على تخصيص الموارد بكفاءة للاحتياجات الإنسانية الملحّة.يبدأ الأمر بمراقبة العلامات التحذيرية، مثل توقعات الطقس أو علامات تفشي الأمراض، لتحديد متى قد تحدث الأزمة. بمجرد اكتشاف العلامات، تضع الجمعيات الوطنية خططًا مفصّلة تحدد الإجراءات التي يجب اتخاذها عند حدوث الأزمة.يقول قاسم شعلان، مدير الحدّ من مخاطر الكوارث في الصليب الأحمر اللبناني: "في لبنان، أثبت العمل الاستباقي فعاليته، وخاصة أثناء العواصف الشتوية. قبل موسم الشتاء القارس وتوقعات بتساقط ثلوج كثيفة في أوائل عام 2024، اتخذ الصليب الأحمر اللبناني وشركاؤه تدابير استباقية". ويضيف: "لقد استخدمنا توقعات الطقس لتنبيه المجتمعات من خلال إصدار تحذيرات مبكرة للمجتمعات الهشّة. وعلاوة على ذلك، أرسلنا معلومات وإرشادات إلى المجتمعات المحلّية حول كيفية الاستعداد للعاصفة، بما في ذلك النصائح بشأن حماية منازلهم وضمان السلامة الشخصية".لقد قلل هذا العمل المبكر بشكل كبير من التأثير السلبي للعواصف الشتوية، وأنقذ الأرواح وقلّص الخسائر الاقتصادية. كما استخدم الصليب الأحمر اللبناني نهجًا مماثلًا خلال أوقات الحرّ الشديد أيضًا. "نفذنا ذلك أيضًا خلال موسم الصيف الحار؛ وتم نشر رسائل عملية أثناء موجات الحر في المناطق الحضرية"، يقول شعلان.التحرّك قبل حدوث الفيضانات في اليمنفي اليمن، كانت الفيضانات حدثًا منتظمًا خلال السنوات القليلة الماضية، مما أدى إلى خسارة الأرواح وتدمير سبل العيش، وتفاقم الوضع المزري بالفعل.لتقليل مخاطر الفيضانات وحماية الأرواح، تقوم جمعية الهلال الأحمر اليمني باختبار برنامج للعمل الاستباقي في محافظتي صنعاء وحضرموت، بالتنسيق مع سلطات الأرصاد الجوّية والدفاع المدني، فضلاً عن المنظمات الإنسانية المعنيّة على المستويين الوطني والإقليمي.يتضمن البرنامج بروتوكول العمل المبكر المبسّط (SEAP)، وهو الأول الذي تم تطويره في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. في اليمن، يتم تنشيط بروتوكول العمل المبكر المبسّط عندما يتم التنبؤ بهطول أمطار غزيرة. يتضمن البروتوكول خططًا مبسّطة تسمح لجمعية الهلال الأحمر اليمني بالتحرك فورًا وفعالية قبل حدوث الفيضانات، وبالتالي إعداد المجتمعات لأسوأ السيناريوهات.العمل الاستباقي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيالبنان واليمن من بين العديد من البلدان في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي تعاني من نقاط ضعف وتحديات فريدة من نوعها؛ تواجه هذه البلدان مجموعة متنوعة من الأزمات، بما في ذلك الكوارث الطبيعية، وتأثيرات تغير المناخ مثل حرائق الغابات، وموجات الحرّ والجفاف، والصراعات الجيوسياسية المتواصلة.تساهم هذه العوامل في ارتفاع مستويات الاحتياجات الإنسانية، حيث تعاني العديد من المجتمعات من النزوح وعدم الاستقرار. وهنا يثبت العمل الاستباقي فائدته.ولهذا السبب، اجتمعت الجمعيات الوطنية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مؤخرًا في دبي خلال ما يسمى "منصة حوار الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حول العمل الاستباقي" لوضع خارطة طريق للعمل الاستباقي في المنطقة.ويضيف شعلان قائلاً: "كانت لمنصة حوار الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تأثير كبير في تعزيز تعاوننا. فقد سمحت لنا في الصليب الأحمر اللبناني بتعزيز العلاقات القيّمة مع المنظمات الإنسانية الأخرى والوكالات الحكومية والشركاء الدوليين، وتبادل المعلومات من أجل استجابات أكثر فعالية للأزمات.لقد اكتسبنا رؤى أساسية حول أفضل الممارسات والأساليب المبتكرة من جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. كما عملنا على الدعوة إلى إنشاء روابط بين مختلف مجتمعات الممارسة، وتعزيز التكامل وزيادة تأثيرنا الجماعي. ونظراً لارتفاع وتيرة المخاطر، فقد أكدت هذه المنصة على أهمية التعلّم المستمر."من خلال معالجة نقاط الضعف مبكرًا، يعمل العمل الاستباقي على تعزيز السلامة العامة ورفاهية المجتمعات، مما يجعله استراتيجية أساسية للتنمية المستدامة والحد من مخاطر الكوارث.تعرفوا على المزيد حول العمل الاستباقي في شبكة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر:الإنذار المبكر، العمل المبكرالتأهب للكوارثمكوّن الإستباق – صندوق الطوارئ للإستجابة للكوارث