بيروت / بودابست / جنيف، 10 تموز / يوليو 2020 - رأت جمعيات الهلال الأحمر في تونس وليبيا ازدياداً في حالات الغرق على شواطئ شمال إفريقيا.
ويُعتقد أنّ الطقس الدافئ والتخفيف من إجراءات الإغلاق التي رافقت انتشار كوفيد-19 قد تسببت في زيادة أعداد الأشخاص الذين يحاولون عبور البحر الأبيض المتوسط من شمال إفريقيا إلى أوروبا.
في هذه الرحلة المحفوفة بالمخاطر، كثيرون لا ينجو، إذ تشير التقديرات إلى وفاة 20 في % من الأشخاص في يونيو/حزيران من هذا العام مقارنة بالعام الماضي، وفقًا للمنظمة الدولية للهجرة (IOM).
وقال رئيس الإتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، فرانشيسكو روكا:
"بينما يدعم متطوعو الصليب الأحمر في إيطاليا أولئك الناجين بعد تمكنهم من العبور، يقوم متطوعو الهلال الأحمر الليبي والتونسي، للأسف على الجانب الآخر من البحر الأبيض المتوسط، بجمع جثث أولئك الذين لم ينجوا."
يواجه متطوعو الهلال الأحمر الليبي والتونسي مهمة صعبة تتمثل في العثور على جثث أولئك الذين لقوا حتفهم على طول الساحل، ونقلهم بكرامة إلى المستشفيات المحلية. في شهر يونيو/حزيران وحده انتشلت فرق الهلال الأحمر 26 جثة في ليبيا وأكثر من 30 جثة في تونس.
وأضاف الرئيس روكا: "كل شخص يموت وهو يحاول عبور هذا الطريق المائي المميت هو أكثر من مجرد رقم. إنّه شخص كان يملؤه الأمل بمستقبل أفضل، مع العائلة والأصدقاء الذين أحبوه، والذي واجه على الأرجح صعوبات لا حصر لها على طول الطريق، لحين توقف حياته، لا يمكننا أن ننسى ذلك".
خلال هذا العام، زاد عدد الأشخاص الذين وصلوا إلى شواطئ إيطاليا إلى الضعف مقارنة بالوقت نفسه من العام الماضي، وفقًا للأمم المتحدة. ومع ذلك، فإنّ هذا لا يجسّد الصورة الكاملة للوضع. إذ أعلنت الحكومة الإيطالية أنّ موانئها غير آمنة منذ أبريل/نيسان بسبب كوفيد-19، وتمّ منع أي إنزال للمهاجرين حتى يتم إعادة توجيههم إلى دول أخرى أو تأخير انزالهم بشكل كبير. ونتج عن ذلك ترك المهاجرين على متن السفينة لفترات طويلة من الزمن مع وصول محدود إلى الرعاية الصحية، أو الحماية، أو أي نوع آخر من المساعدة.
عند وصولهم، يكون متطوعو الصليب الأحمر الإيطالي هم أول من يروا المهاجرين، ويقدّمون لهم الإسعافات الأولية والدعم النفسي والاجتماعي، ويسهلون إجراءات الحجر الصحي ويشاركونهم المعلومات.
وقال الرئيس روكا: "عاماً بعد عام يستمر عبور المهاجرين. خوفنا من أن يزداد الوضع سوءًا، مع تفاقم الأزمة الاقتصادية الناجمة عن كوفيد-19. نحن نعلم أن المهاجرين يعانون بالفعل من نقص الوصول إلى مرافق الرعاية الصحية والنظافة. إنّهم خائفون جدًا من طلب المساعدة عند المرض، ويكاد يكون من المستحيل بالنسبة لهم الإبقاء على مسافة من الآخرين في مخيمات اللاجئين المزدحمة. يمكن أن تكون هذه كلها عوامل مساهمة في اتخاذ الأشخاص لقرار محاولة العبور".
إنّ إنقاذ الأرواح في البحر وإتاحة الفرص الفعّالة للمهاجرين للحصول على المساعدة والحماية هي مسؤوليات جماعية. لا تستطيع الدول الأعضاء في الإتحاد الأوروبي مواجهة هذا بمفردها. في البحر، لا ينبغي أيضًا ترك بلدان شمال ووسط إفريقيا بمفردها: الإنسانية والتضامن هما الحلان الوحيدان.