المنصة العالمية لمواجهة تغير المناخ تخصّص 100 مليون فرنك سويسري للعمل المناخي بقيادة محلّية في 33 دولة في عام 2023
أطلق الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر (IFRC) المنصة العالمية لمواجهة تغير المناخ (GCRP) العام الماضي في مؤتمر الأطراف للمناخ COP27 بهدف جمع مليار فرنك سويسري في السنوات الخمس المقبلة لتعزيز العمل المناخي بقيادة محلّية.
وفي عامها الأول، قامت المنصّة بتخصيص 100 مليون فرنك سويسري، لتوفير برامج في ثلاثة مجالات تركيز في 33 من أكثر بلدان العالم عرضة لآثار تغير المناخ؛ وتنطوي مجالات التركيز على: العمل الاستباقي والإنذار المبكر، والحلول المستمدّة من الطبيعة، والحماية الاجتماعية المُستجيبة للصدمات.
إن زيادة الاستثمارات في مجالات التركيز المذكورة اعلاه لديها القدرة على إحداث تغيير تحويلي، وذلك إذا اقتُرنت بمستويات غير مسبوقة من الاستثمار على المستوى المحلّي.
ويعني العمل الاستباقي والانذار المبكر اتخاذ خطوات لحماية الأشخاص قبل وقوع الأزمة، بناءً على التوقعات أو التنبؤات، لمنع أو تقليل آثار الكوارث المُحتملة. تختلف أنواع الإجراءات، بحيث قد تشمل خطط الإخلاء، توزيع الأموال النقدية، أو تدعيم المنازل.
إن الحلول المستمدّة من الطبيعة هي إجراءات لحماية، أو إدارة بشكل مستدام، أو استعادة النظم البيئية، مثل الغابات أو أشجار المانغروف أو الشعاب المرجانية أو المساحات الخضراء الحضرية، بطرق تعالج التحديات المجتمعية، مثل مخاطر الكوارث، أو تغير المناخ، أو الأمن الغذائي.
ويتمثل دور الحماية الاجتماعية أو شبكات الأمان المُستجيبة للصدمات في تقليل قابلية التعرض للفقر والحد من اللجوء الى استراتيجيات التكيّف السلبية. ويشمل هذا البرنامج سبل العيش التكيفية، والدعم الصحي والاجتماعي، والتأهب الشامل للكوارث والاستجابة لها.
"يجب علينا مساعدة المجتمعات على التكيّف، تمامًا مثلما يجب علينا اتخاذ الاجراءات والتحرّك على المستوى العالمي لمعالجة أسباب تغير المناخ،" قال الأمين العام للاتحاد الدولي، جاغان تشاباغين، الذي أعلن عن تعهدٍ بتمويل إضافي أثناء حضوره مؤتمر الأطراف للمناخ COP28 في دبي، الإمارات العربية المتحدة اليوم.
وأضاف: "توفر المنصة العالمية لمواجهة تغير المناخ فرصة عظيمة للقيام بشيء ملموس وإيجابي جدًا، من شأنه أن ينقذ الأرواح وسبل العيش وحتى المجتمعات بأكملها من الآثار المتفاقمة لأزمة المناخ."
نهجًا يتكيف مع التهديدات المحلية
وفي حين تعطي المنصة الأولوية للعمل المبكر، والحلول المُستمدة من الطبيعة، والحماية الاجتماعية المستجيبة للصدمات، فإن الأنشطة ستختلف بناءً على سياق المخاطر المناخية التي تواجهها المجتمعات.
في بعض الحالات، يعني الإجراء المبكر عمليات إخلاء مُخطط لها، أو تدعيم المنازل. وفي حالات أخرى، قد يعني ذلك توزيع أدوات الحماية الشخصية، أو في حالة موجات الحرّ، إنشاء مراكز تبريد متنقلة.
في الأمريكتين، حيث أدى تغير المناخ إلى زيادة تواتر وشدّة الأحداث المناخية المتطرفة - من العواصف الاستوائية إلى الانهيارات الأرضية، والفيضانات، وحرائق الغابات - تقوم المنصة العالمية لمواجهة تغير المناخ بمساعدة الجمعيات الوطنية على تطوير أو تحسين الحلول التي تعالج تلك المخاطر.
في البلدان المتضررة من الجفاف في شرق أفريقيا، تقوم المنصة العالمية لمواجهة تغير المناخ بدعم الجمعيات الوطنية التي تعمل على مساعدة المجتمعات على التكيّف من خلال تطوير أنظمة المياه المتكاملة، والمشاركة في مبادرات متعددة الشركاء مثل برنامج "المياه في قلب العمل المناخي".
وفي جميع أنحاء العالم، في بلدان مثل كينيا ونيبال، كانت الحماية الاجتماعية المستجيبة للصدمات تشمل إدراج العمل الاستباقي في نظام الحماية الاجتماعية التابع للحكومة الوطنية. ويعني ذلك إمكانية وصول المزيد من الأشخاص إلى المعلومات والدعم في الوقت المناسب.
وستعمل الجمعيات الوطنية المشاركة على دمج هذه المناهج في تخطيطها المؤسسي، وأولوياتها، واستراتيجياتها التمويلية. وسوف تدعم المنصة العالمية لمواجهة تغير المناخ هذه الجهود عبر تعزيز الخبرة الفنية للجمعيات الوطنية من خلال التدريب والدعم التشغيلي.
تشمل البلدان المستفيدة حتى الآن من تمويل المنصة العالمية لمواجهة تغير المناخ ما يلي:
أفريقيا: بنين، بوركينا فاسو، بوروندي، الكاميرون، ساحل العاج، جمهورية الكونغو الديمقراطية، إسواتيني، إثيوبيا، غانا، كينيا، مدغشقر، ملاوي، موريتانيا، موزمبيق، ناميبيا، نيجيريا، رواندا، الصومال، جنوب السودان، السودان، تنزانيا، أوغندا
الأمريكتان: كولومبيا وجمهورية الدومينيكان وجامايكا
آسيا والمحيط الهادئ: بنغلاديش، إندونيسيا، منغوليا، باكستان، الفلبين، فيتنام
الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: العراق، فلسطين، سوريا، اليمن
باستثناء رواندا، تعتبر جميع البلدان المشاركة من بين أكثر 100 دولة عرضة لآثار تغير المناخ وفقًا لمؤشر ND-GAIN، وهي مبادرة من جامعة نوتردام في الولايات المتحدة، تهدف إلى مساعدة الناس على فهم الطرق التي تتكيف بها المجتمعات مع تغير المناخ.
لمزيد من المعلومات، يمكنكم زيارة صفحة العمل المبكر، ومنصة العمل الاستباقي، وهي موقع يستضيفه الصليب الأحمر الألماني.
أوغندا: نادي الصحة المدرسي يساعد الطلاب والمجتمعات على الوقاية من الأمراض
"لقد علّمنا نادي الصحة المدرسي كيفية الاعتناء بصحتنا. كما أنني أنقل المعرفة التي أتعلمها من النادي إلى منزلي، ويقوم والداي بنقل هذه الرسائل إلى المجتمع الأوسع نطاقًا."هذه هي كلمات كيكانشيميزا، تلميذة في مدرسة مويسي الابتدائية، في جنوب غرب أوغندا، وعضو في نادي الصحة المدرسي.يساعد نادي الصحة المدرسي، الذي أنشأه الصليب الأحمر الأوغندي، تلاميذ المدارس الابتدائية والثانوية على فهم كيفية حماية أنفسهم من تهديدات الأمراض المختلفة، والبقاء في صحة جيدة، ومشاركة معلوماتهم الجديدة مع زملائهم وأسرهم والمجتمع الأوسع نطاقًا.يعتبر هذا النادي من الأنشطة العديدة التي يتم تنفيذها في إطار برنامج التأهب المجتمعي للأوبئة والجوائح (CP3)، وهو برنامج متعدد البلدان يديره الاتحاد الدولي وسبع جمعيات وطنية للصليب الأحمر، لمساعدة المجتمعات المحلية والمستجيبين الأوائل والشركاء الآخرين على التأهب للمخاطر الصحية، وكشفها، والوقاية منها والاستجابة لها.منذ انضمامها إلى نادي الصحة المدرسي، قامت كيكانشيميزا ببناء صنبور ماء، وهو وسيلة بسيطة ومنخفضة التكلفة لغسل اليدين يمكن أن تساعد في تقليل ما يصل إلى 50% من العداوى التي يمكن تجنبها، في منزلها، وساعدت أسرتها في استخدامه بانتظام وبشكل صحيح، وشاركت معلومات منقذة للحياة حول الأمراض المختلفة.تشرح أنيت، والدة كيكانشيميزا، قائلةً: "لقد أخبرتنا كيكانشيميزا بعدم تناول لحوم الحيوانات النافقة، والتأكد من دفنها بشكل صحيح، بالإضافة الى أن الخفافيش هي سبب محتمل لمرض الإيبولا ويمكن للقرود أن تنقله أيضًا".المعرفة قوةكيكانشيميزا هي واحدة من 30 عضوًا في نادي الصحة المدرسي في مدرسة مويسي الابتدائية. يجتمع النادي مرة واحدة في الأسبوع في جلسات خاصة بقيادة أكامبوريرا، وهو منسق من الصليب الأحمر الأوغندي، يعلّمهم جميعًا عن الأمراض المختلفة، بما في ذلك كيفية التعرف على العلامات والأعراض، والأشخاص الذين قد يكونون أكثر عرضة للخطر، والإجراءات التي يمكن للطلاب اتخاذها لوقف انتشار الأمراض.أعضاء النادي مسؤولين أيضًا عن صيانة مرافق غسل اليدين في المدرسة، والتأكد من أن الطلاب يتّبعون ممارسات النظافة الصحية السليمة، فضلاً عن مشاركة ما تعلموه مع زملائهم، غالبًا من خلال عروض مسرحية في قاعة المدرسة.إن العروض المسرحية تساعد في تبسيط وتسهيل المواضيع الصحية المعقدة بطريقة ممتعة، فتلفت انتباه الطلاب وتحافظ على تفاعلهم، كما تساعدهم على حفظ المعلومات في حال احتاجوها بالمستقبل.لماذا نُشرك طلّاب المدارس في التأهب للأوبئة؟لطالما ركّز الاتحاد الدولي، والجمعيات الوطنية الأعضاء، على مساعدة الناس على التأهب للأوبئة والاستجابة لها والتعافي منها.ونحن نعلم من التجربة أن التأهب الفعال للأوبئة يجب أن يشمل المجتمعات المحلية نفسها، والمستجيبين الأوائل، والشركاء من جميع أنحاء المجتمع، بما فيها المدارس.ويوضح هنري موسيمبي، مندوب برنامج CP3 في أوغندا وكينيا، قائلاً: "إن نوادي الصحة بالمدارس هي بمثابة نقطة تحول في مجال التواصل بشأن المخاطر الصحية، حيث إن الطلاب مثقفين ممتازين لأقرانهم في المدرسة، ولأفراد أسرهم".ويضيف: "تُعد الأندية منصة رائعة لتدريب الجيل القادم من المستجيبين لحالات الطوارئ الوبائية في المجتمعات".التغيير الإيجابييقول كوشابا، وهو عضو آخر في نادي الصحة المدرسي، والذي عانى شقيقه سابقًا من الملاريا، إنه تعلم الكثير من النادي ولاحظ تغيرًا إيجابيًا في مجتمعه:"لقد تعلّمنا كيف يمكننا السيطرة على الملاريا عن طريق إزالة الأعشاب، وتصريف المياه الراكدة من أجل إبادة موائل البعوض، وعن طريق استخدام الناموسيات المعالجة بالمبيدات الحشرية.""قبل إنشاء نادي الصحة المدرسي، لم تكن لدينا أية صنابير، ولم نكن نعرف كيفية استخدام المراحيض، وحتى كيف يمكننا تنظيف مدرستنا. كان التلاميذ يعانون من أمراض مثل الملاريا والكوليرا، ولكن الآن بفضل نادي الصحة المدرسي، فهم بخير".--ُيُعد نادي الصحة المدرسي في مويسي أحد الأندية العديدة التي تم إنشاؤها في أوغندا وبلدان أخرى من خلال برنامج التأهب المجتمعي للأوبئة والجوائح (CP3).يتم تنفيذ البرنامج، بتمويل من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، في سبعة بلدان ويدعم المجتمعات المحلية، وجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، والشركاء الآخرين للوقاية من الأمراض واكتشافها والاستجابة لها.إذا استمتعتم بهذه القصة وترغبون في معرفة المزيد:تفضلوا بزيارة الصفحة الخاصة بالتأهب للأوبئة والجوائح
بعد الزلزال، جمعية الصليب الأحمر الصيني تساعد الناس على التعافي وإعادة البناء
منذ أقل من شهرين، في منتصف ليل 18 ديسمبر/كانون الأول 2023، ضرب زلزال بقوة 6.2 درجات محافظة لينشيا بمقاطعة قانسو في الصين، بينما كان الناس نائمين، وخلال ليلة شتوية باردة، مما أدى إلى تدمير المنازل ومقتل عشرات الأشخاص.بفضل قدرتها على التأهب للكوارث، وآلية التعاون الراسخة مع فروعها الإقليمية، استجابت جمعية الصليب الأحمر الصيني على الفور، ونفذّت بسرعة عمليات الإنقاذ والإغاثة بينما كانت تسابق الزمن لإنقاذ الأرواح.وصلت الدفعة الأولى من مواد الإغاثة التي أرسلتها جمعية الصليب الأحمر الصيني خلال أول 12 ساعة بعد وقوع الزلزال.وفي الساعات والأيام المقبلة، تم إرسال أكثر من 20 فريق إنقاذ تابع للصليب الأحمر إلى منطقة الكارثة، علمًا أن تخصصات الفرق اختلفت، لتشمل الإغاثة الطبية والدعم النفسي وغيرها من الخدمات.ونفذت الفرق استجابة شاملة، بما في ذلك عمليات البحث والإنقاذ، وتوفير مواد الإغاثة الأساسية، والدعم النفسي، وتوفير الوجبات والمراحيض، وبناء الملاجئ، فضلاً عن خدمات النقل، وتوزيع مواد الإغاثة.وفي غضون عشرة أيام من وقوع الزلزال، انتقل الأشخاص المتضررون من الزلزال إلى ملاجئ مؤقتة، نظيفة ودافئة، كما استأنفت المدارس الدراسة. والآن، ومع انتهاء مرحلة الاستجابة السريعة، انتقلت العملية إلى مرحلة التعافي وإعادة الإعمار. الصحة النفسية: جزء أساسي من التعافيومع عودة الحياة تدريجيًا الى طبيعتها، بدأت بعض الأماكن في القرى بتقديم دورات تدريبية في المهارات مثل اللحام، ورعاية المسنين والتدبير المنزلي. وتهدف الدورات التدريبية إلى جعل الناس أكثر قدرة على إعادة بناء منازلهم وسبل عيشهم.ومن العناصر الأساسية الأخرى في عملية التعافي هي مساعدة الناس على التكيف مع الاضطراب الهائل الذي أحدثه الزلزال في حياتهم. ولهذا السبب، ينظم المتطوعون بانتظام جلسات للدعم النفسي، بالإضافة إلى الأنشطة الترفيهية والألعاب للأطفال في العديد من الملاجئ.ويمكن ملاحظة الفرق الذي يحدثه الدعم النفسي في الطريقة التي يتفاعل بها الأطفال مع بعضهم البعض قبل الجلسات وبعدها. وكان أحد الأطفال الصغار، الذي كان خائفاً من الزلزال وعواقبه، متردداً في اللعب أو التحدث. ولكن بعد جلسة واحدة مع متخصص من فريق الدعم النفسي، خفّ توتره كثيرًا، وبدأ في المشاركة بنشاط في الألعاب مع أصدقائه.وقال تاو تيان، عضو في فريق الدعم النفسي، وطبيب في مستشفى نينغشيا نينغان، إن "الكوارث مثل الزلازل تحدث فجأة وتسبب أضرار جسيمة. طوال فترة الكارثة وفترات ما بعد الكارثة، قد يُظهر الأشخاص درجات متفاوتة من الاضطرابات النفسية في أوقات مختلفة، مما يتطلب تقنيات تدخّل مصممة خصيصًا للمساعدة في استعادة الصحة النفسية."أولت جمعية الصليب الأحمر الصيني اهتمامًا كبيرًا للصحة النفسية للأشخاص المتضررين، مع إعطاء الأولوية للدعم النفسي للمراهقين والأطفال. واستجابةً للحاجة الملحّة، بدأ 25 فردًا من فرق الدعم النفسي التابعة للصليب الأحمر في قانسو ونينغشيا، العمل بكامل طاقتهم في الملاجئ بعد ثلاثة أيام من وقوع الزلزال.تقول أولغا دزوميفا، رئيسة بعثة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في شرق آسيا: "يتعرض الناس لأحداث مؤلمة للغاية عندما تصيبهم كارثة، مثل الزلزال. إن دعم الصحة النفسية جزءًا أساسيًا مما نقوم به أثناء وقوع الكارثة وبعدها. يعد الدعم النفسي والاجتماعي للأشخاص المتضررين، بما في ذلك الأطفال، أمرًا أساسيًا للاستجابة الإنسانية، مما يحدث تأثيرًا لا يقدر بثمن على حياة الأشخاص الذين هم في حاجة ماسة إلى المساعدة."إن بعض المعلومات الواردة في هذا المقال مصدرها وكالة أنباء شينخوا
اليوم العالمي للإذاعة: كيف تساعد الإذاعات في الحفاظ على صحة المجتمعات
على الرغم من أننا نعيش في عالم رقمي بصورة متزايدة، إلا أن الراديو يظل مصدرًا مهمًا للمعلومات والترفيه والتواصل في البلدان حول العالم.ينطبق هذا الأمر بشكل خاص على المجتمعات الريفية، التي تعتبر الإذاعات في كثير من الأحيان المصدر الأكثر موثوقية، أو المصدر الوحيد، للأخبار والمعلومات.لهذا السبب، يتعاون الاتحاد الدولي وجمعياتنا الوطنية مع وسائل الإعلام المحلية في العديد من البلدان، وذلك بهدف توفير المعلومات المنقذة للحياة قبل، وخلال، وبعد تفشي الأمراض.كجزء من برنامج التأهب المجتمعي للأوبئة والجوائح (CP3)، نعمل مع مؤسسة BBC Media Action الخيرية لتدريب الصحفيين وجمعيات الصليب الأحمر من 7 دول على 'برمجة شريان الحياة'، وهي برمجة إعلامية خاصة توفر معلومات دقيقة، وعملية، وحسنة التوقيت في الأزمات الصحية أو الإنسانية.تتعاون الجمعيات الوطنية بانتظام مع وسائل الإعلام لبث معلومات مفيدة تساهم في الحفاظ على صحة المجتمعات المحلية، وحمايتهم من مجموعة واسعة من الأمراض. دعونا نلقي نظرة على بعض الأمثلة.كينيافي مقاطعتي بوميت وثاراكا نيثي، يتعاون الصليب الأحمر الكيني مع الإذاعات المحلية ومقدمي الخدمات الصحية، ليصل إلى مئات الآلاف من الأشخاص برسائل صحية مفيدة حول كيفية الوقاية من أمراض مثل الجمرة الخبيثة، وداء الكلب، والكوليرا.تتم مشاركة المعلومات بلغّة بسيطة، ويمكن للمستمعين الاتصال لطرح الأسئلة، أو اقتراح مواضيع عن الصحة بهدف مناقشتها.“في البداية، كان الإعلام معروفًا بتغطية شيئين، ربما: السياسة، والأشياء السلبية التي تحدث في المجتمع. لكن الصليب الأحمر ساعدنا في استخدام وسائل الإعلام لتثقيف الناس عن الأمراض،" يقول سيلفستر رونو، صحفي في إذاعة كاس إف إم، والمتدرب في 'برمجة شريان الحياة'."أنا الآن فخور بأن أقول إن هذا الأمر ساعد مجتمعاتنا حقًا، بحيث بات يدرك أهمية تطعيم حيواناتنا الأليفة، أو لماذا يجب أن نذهب إلى المستشفى عندما نتعرض لعضّة، ولماذا يجب علينا الإبلاغ عن أي حادث [صحي] أو عن أي علامات على المرض، سواء كان داء الكلب، أو الجمرة الخبيثة، أو الكوليرا [...] أهمية الإبلاغ عنها مبكرًا".الكاميرونفي أواخر عام 2021، هدّد تفشي الكوليرا حياة المجتمعات في المنطقة الشمالية من الكاميرون - وهو جزء ريفي من البلاد حيث تنتشر المجتمعات على نطاق واسع.وكجزء من استجابته، تعاون الصليب الأحمر الكاميروني مع إذاعات محلية، وأطلق سلسلة من البرامج الإذاعية لمشاركة المعلومات حول كيف يمكن للأشخاص حماية أنفسهم، والأعراض التي يجب البحث عنها، وأماكن الحصول على المساعدة إذا مرضوا.يتم اختيار مواضيع البرامج بالشراكة مع قادة المجتمع. وبعد بث البرامج، يتوجه متطوعو الصليب الأحمر إلى مجتمعاتهم المحلية لتعزيز الرسائل التي يتم تبادلها على الهواء من خلال زيارة المنازل."البرنامج الإذاعي جيد جداً، لأنه أعطاني معلومات عملية. لقد كانت لدي حالة كوليرا في عائلتي، ولكن بناءً على التدابير التي سمعتها على الراديو، تمكنت من إنقاذ إبن شقيقتي الذي كان مريضاً"، أوضح تالاغا جوزيف، أحد المستمعين الذين اتصلوا بإذاعة 'أف أم بينويه'، إحدى الإذاعات المشاركة في برامج التوعية.جمهورية الكونغو الديمقراطيةفي جمهورية الكونغو الديمقراطية، انتشرت شائعات ضارة ومعلومات مضللة حول كوفيد-19، وغيره من الأمراض، في جميع أنحاء البلاد في السنوات الأخيرة. على سبيل المثال، اعتقد بعض الناس أن لقاح كوفيد-19 كان مصدر دخل للحكومة وليس له أي فائدة للمجتمع، بينما اعتقد آخرون أن لقاح الحصبة كان أقل فعالية من العلاجات التقليدية التي تشمل أوراق الكسافا.ولمعالجة هذه الشائعات، ذهب متطوعو الصليب الأحمر في جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى البيوت لجمع ملاحظات وتعليقات المجتمع، وتسجيل الخرافات الشائعة والمفاهيم الخاطئة. وبعد تحليل المعطيات، توجه موظفو الصليب الأحمر في جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى الاذاعات، حيث أطلقوا برامج إذاعية تفاعلية لمعالجة المعلومات الخاطئة عن الصحة، ودحضها بشكل مباشر وتقديم نصائح موثوقة.على سبيل المثال، في مقاطعة كونغو الوسطى، يتعاون الصليب الأحمر في جمهورية الكونغو الديمقراطية مع 'راديو بانغو' لإنتاج برنامج يسمى 'مدرسة الصليب الأحمر'. يتصل المستمعون للتحقق من المعلومات المتعلّقة بالأمراض المختلفة، وطرح الأسئلة، واكتشاف الدعم الذي يمكنهم الحصول عليه من الصليب الأحمر."إن التعاون مع الصليب الأحمر جيد جدًا وقد مكّن المستمعين من معرفة المزيد عن أنشطته وكيف يمكنهم الوقاية من الأمراض والأوبئة المختلفة. تحظى برامج الصليب الأحمر بشعبية كبيرة لدرجة أنها أدت إلى زيادة العدد الإجمالي للمستمعين لدينا في المنطقة التي نغطيها،" يقول ريغوببرت مالالاكو، مدير إذاعة راديو بانغو.--إن الأنشطة مع الإذاعات المحلية الواردة في هذه المقالة هي بعض الأمثلة على الشراكات الإعلامية التي تم تطويرها من خلال برنامج التأهب المجتمعي للأوبئة والجوائح (CP3).بتمويل من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، يدعم برنامج CP3 المجتمعات وجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر والشركاء الآخرين للوقاية من الأمراض واكتشافها والاستجابة لها.لمزيد من المعلومات، يمكنكم الوصول إلى الموارد التالية:دليل وسائل الإعلام للتواصل في طوارئ الصحة العامةمجموعة أدوات مكافحة الأوبئة
مقال بمناسبة اليوم العالمي للمرأة: "حتى في أحلك اللحظات، المرأة قوية ومثابرة"
بصفتها مسؤولة الإعلام والمتحدثة الرسمية باسم جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، تُعتبر نبال صوت الهلال الأحمر الفلسطيني، خصوصًا خلال الأوقات الصعبة التي يمرّون بها حاليًا. بالنسبة لمشاهدي التلفزيون، ومتابعي وسائل التواصل الاجتماعي، ومستمعي الراديو في جميع أنحاء العالم، فإن وجه نبال وصوتها وكتاباتها تسلّط الضوء بشكل صارخ على التحديات الإنسانية اليومية التي تواجه سكان غزة وزملائها.بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، سألنا نبال عن الدور الذي تلعبه المرأة في الاستجابة الإنسانية، بالإضافة إلى نهجها الشخصي في العيش كامرأة محترفة وسط صراع مدمر."أنا أؤمن بأن المرأة قادرة على أي شيء، وهذا فعلاً نهجي الشخصي في الحياة. أنا متزوجة ولدَي ولدان، ابنًا عمره عشر سنين وابنةً عمرها أربع سنين. نحن كعائلة، ليس لدينا صورة نمطية عن دور المرأة؛ زوجي يساعدني في المهام المنزلية والاهتمام في الأولاد. وأكيد، أنا أحاول أن أنقل هذا الشيء لأطفالي أيضًا، أي أنني أعلّم ابني كيفية التصرّف مع شقيقته؛ أنا أحرص على المساواة بينهما. أشدد على أن المرأة يجب أن تدافع عن حقوقها كاملةً، سواءً الحق بالتعليم او بالميراث او غيرها من الحقوق.أما من الناحية المهنية، فأقوم بتحطيم الصورة النمطية للمرأة بفضل العمل الذي أقدمه كمسؤولة الإعلام والمتحدثة باسم جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني. قد يعتقد البعض أن المرأة ليست قوية بما فيه الكفاية، أو غير قادرة على العمل لساعات طويلة أو على أن تكون متاحة خارج ساعات العمل، إلاّ أنني أعمل بلا كلل منذ أول النزاع في غزة قبل خمسة أشهر، فأظهر في الإعلام، وأنشر الأخبار، وأحاول أن أكون مصدر دعم وأذن صاغية لزملائي في غزة."تحطيم الصور النمطية"النزاع في غزة أكّد لي أن متطوعات وموظفات الهلال الأحمر الفلسطيني هنّ خير مثال على نساء يحطّمن الصورة النمطية. لدينا نساء مسعفات، متواجدات في الميدان رغم الخطر والصعوبات، ويقدمن عملهنّ الإسعافي حتى آخر لحظة.على سبيل المثال، واصلت إحدى المسعفات عملها رغم اعتقال زوجها لفترة طويلة ورغم كل التحديات الأخرى، كتوفير الطعام والمياه الصالحة للشرب لأطفالها. كانت قوية وجبّارة بما يكفي لتؤدي رسالتها الإنسانية.وزميلتنا هداية حمد، التي قُتلت جراء إطلاق النار عليها اثناء تواجدها في مقرّ جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني؛ كانت هداية، وهي مديرة المتطوعين، موجودة في مستشفى الأمل حتى آخر لحظة؛ كانت بمثابة دعم وسند للمتطوعين ولزملائها حتى أنفاسها الأخيرة.إن هداية، وموظفات ومتطوعات الهلال الأحمر الفلسطيني خير مثال على أن المرأة قوية وقادرة على تحطيم الصورة النمطية المرتبطة بالمرأة. حتى في أحلك اللحظات، المرأة قوية ومثابرة، وليس الرجل فقط."
النساء الريفيات في غواتيمالا في صميم صحة المجتمع
ترتدي غلاديس غوميز زي "ويبيل" (Huipil) الأرجواني، وهو الزي التقليدي الذي يرتديه الناس من الجزء الغربي الجبلي من غواتيمالا. اللون الأرجواني يمثل الحداد، وترتديه لأنها فقدت للأسف قريبًا بعيدًا قبل أيام قليلة.
على الرغم من ذلك، تضيء الابتسامة وجهها - ابتسامة يعرفها الكثير من الناس في مجتمعها.
غلاديس هي رئيسة لجنة صحية محلية في قريتها الصغيرة زيكاراكوخ. تشمل اللجنة عشرات النساء الريفيات اللائي تم تدريبهن على القضايا الصحية الرئيسية من قبل الصليب الأحمر الغواتيمالي حتى يتمكن من المساعدة في الترويج للممارسات الصحية في مجتمعاتهن.
تتنقل النساء معًا من منزل إلى منزل في قريتهن، ويتبادلن المعرفة حول كيفية الوقاية من الأمراض الشائعة والوفيات، خاصة بين الأطفال.
هذا العمل أساسي. تتمتع غواتيمالا بواحد من أعلى معدلات سوء تغذية الأطفال في العالم، ويعيش أكثر من نصف السكان تحت خط الفقر. كما تسببت جائحة كوفيد-19 في خسائر فادحة في البلاد - حيث توفي 20 ألف شخص بسبب المرض في غضون 3 سنوات.
"لقد نشرنا المعلومات الجديدة التي قدمها لنا الصليب الأحمر الغواتيمالي لإبلاغ الرجال والفتيان والفتيات بأشياء بسيطة مثل غسل اليدين وتنظيف منازلنا وشوارعنا وأهمية الرضاعة الطبيعية والتغذية."
تقول غلاديس: "نحن نعلم الآن أن العادات الصحية تصنع الفارق بين وجود مجتمع قوي وصحي أو الاستمرار في نقل أطفالنا إلى المستشفى".
يقول خوان بويون، فني مكافحة الأوبئة والجوائح في الصليب الأحمر الغواتيمالي، إنه تعلم الكثير من اللجان الصحية، مثل تلك التي تديرها غلاديس، واستخدم المعرفة المحلية للنساء لتوجيه وتحسين دعمهن.
لقد حددنا القضايا الرئيسية، على سبيل المثال، أن أولوياتهن كانت الوقاية من كوفيد-19 أو سوء التغذية. اليوم، مع وجود اللجان التي تم تدريبها بالفعل، حددنا أن النساء يرغبن في الوصول إلى المزيد من الأشخاص، في الواقع، لقد أعطوا الأولوية للراديو أو أكشاك المعلومات أو الرسائل عبر WhatsApp كأفضل القنوات لمشاركة معلوماتهن على نطاق أوسع"، يوضح خوان.
لمشاركة هذه الأفكار المجتمعية القيمة بشكل أكبر، ربط الصليب الأحمر الغواتيمالي اللجان الصحية التي تقودها النساء بوزارة الصحة في البلاد - والتي فتحت أعين السلطات الوطنية. إنهم يعملون الآن معًا لتحسين صحة المجتمع في جميع أنحاء البلاد.
أوضحت آنا غوميز، عالمة الأوبئة في وزارة الصحة الغواتيمالية:
"لقد عملنا مع الصليب الأحمر الغواتيمالي لتحديد احتياجات الناس، واحترام تنوع السكان. لقد تعلمنا عن وجهات نظر النساء ورحبنا بها لتعزيز صحة المجتمع، وأكدنا أن دورهن أساسي".
"النساء هن المستخدمين الرئيسيين للخدمات الصحية. كما أنهن يلعبن دورًا أساسيًا في تعليم الجيل القادم الذي سيكون مسؤولاً عن البلد. إن إشراك النساء يضمن التغيير السلوكي الإيجابي في العائلات والمجتمعات، وبالتالي يساهم في تحسين صحة غواتيمالا"، تقول آنا.
بعد قضاء الوقت مع غلاديس، من الواضح أنها تفخر كثيرًا بعملها، وأنها وزميلاتها أعضاء اللجنة الصحية سعداء بأن أصواتهن مسموعة.
بينما تجلس وتنسج لنفسها كورتيًا جديدًا - تنورة المايا التقليدية - تشير إلى الخطوط الصفراء التي تمثل الأمل.
تقول غلاديس: "غدًا سأرتدي سترة ويبيل صفراء لتمثيل لون الحياة وأشعة الشمس والذرة".
"النساء في هذا المجتمع مميزون للغاية، لأننا اليوم لدينا المعلومات والمعرفة لحماية الحياة."
--
إن تعزيز هذه اللجان الصحية المحلية في غواتيمالا هو جزء من ركيزة التأهب للأوبئة والجوائح في شراكتنا البرامجية مع الاتحاد الأوروبي.
حتى الآن، تلقت 1250 أسرة في منطقة كويتزالتينانغو الريفية بغرب غواتيمالا مشورة صحية قيّمة وموثوق بها مقدمة من اللجان الصحية المحلية.
وتساعد الشراكة البرامجية، التي نفذتها 24 جمعية وطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك بنما وغواتيمالا وهندوراس والسلفادور والإكوادور في الأمريكتين، المجتمعات على تقليل المخاطر والتأهب بشكل أفضل للكوارث وحالات الطوارئ الصحية.
سيواصل الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر تعزيز قدرات المجتمعات المحلية في غواتيمالا للوقاية من الأوبئة والجوائح؛ وتشجيع المزيد من النساء على تولي مناصب قيادية حتى يكون لهن تأثير عميق وإيجابي على مستقبل مجتمعاتهن.
موجات الحرّ: القمة العالمية لموجات الحرّ التي ينظمها الاتحاد الدولي تسعى الى مواجهة "القاتل الصامت"
مع تزايد موجات الحرّ تواترًا وشدّة، بالاضافة الى حصدها للمزيد من الأرواح، أصبح من المعترف به أنها واحدة من العواقب الأكثر فتكًا لتغير المناخ.تسعى القمة العالمية لموجات الحرّ، التي يستضيفها الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، يوم الخميس 28 مارس/آذار (13:30 بتوقيت وسط أوروبا)، إلى دق ناقوس الخطر بشأن تزايد موجات الحرّ والتهديد الذي تشكله على صحة الإنسان.وتهدف القمة، التي تم تنظيمها بالشراكة مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، إلى تحفيز الحوار والاستثمار حول الحلول التي من شأنها إنقاذ الأرواح، وتخفيف التكاليف، من خلال تحسين الاستعداد والإنذار المبكر والتنسيق والاستجابة السريعة، من بين أمور أخرى.وسينضم إلى مديرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، سامانثا باور، والأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، جاغان تشاباغين، قادة من جميع أنحاء العالم الذين يعملون على تطوير حلول مبتكرة لتقليل آثار موجات الحرّ الشديد. إن القمة مفتوحة لجميع الذين يسجلون للبث المباشر عبر الإنترنت.يتم تعريف الحرّ الشديد بشكل عام على أنه فترات طويلة تتجاوز فيها درجات الحرارة 37 درجة مئوية. لكن موجات الحرّ الأخيرة تجاوزت التوقعات بكثير. وفي البرازيل، تجاوزت درجات الحرارة في بعض المدن مؤخرًا 60 درجة مئوية. وفي أجزاء من شمال أفريقيا وجنوب شرق آسيا، تصل موجات الحرّ بشكل روتيني إلى الخمسينيات.ويشير الأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، جاغان تشاباغين، إلى أن "أجزاء من أمريكا الجنوبية وأستراليا بدأت للتو في الخروج من فصلي الصيف الأشدّ حرارة على الإطلاق. في جميع أنحاء العالم، كان عام 2023 هو الأشدّ حرارة على الإطلاق، وبفارق كبير. إن نصف سكان العالم، أي 3.8 مليار نسمة، اختبروا الحرّ الشديد لمدة يوم واحد على الأقل في العام الماضي."وفي الوقت الحالي، هناك إغلاق غير مسبوق للمدارس في جميع أنحاء جنوب السودان. لا يرجع ذلك إلى الصراع أو المشاكل الاقتصادية، بل إلى الارتفاع غير العادي في درجات الحرارة إلى أكثر من 42 درجة مئوية."وبالنسبة للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، ستكون القمّة أيضًا فرصة مناسبة لإطلاق حملة بشأن الحرّ الشديد، مدّتها شهرين، وذلك قبل يوم مواجهة الحرّ في الثاني من يونيو/حزيران. وستتضمن الحملة مجموعة أدوات عبر الإنترنت لمساعدة الناس في نشر المعلومات والاستعداد لموسم الصيف في نصف الكرة الشمالي، والذي بدأ بالفعل بالنسبة للكثيرين.القاتل الصامتيُشار أحيانًا إلى موجة الحرّ على أنها قاتل "صامت" أو "خفي" لأن الأشخاص الذين يتأثرون بها غالبًا ما يموتون في منازلهم، وقد لا يتم التعرف على أن وفاتهم ناجم عن الحرّ الشديد.ومع ذلك، فإن السلطات الصحية وعلماء المناخ يرون علاقة واضحة بين ارتفاع درجات الحرارة وارتفاع معدلات الوفيات في أجزاء كثيرة من العالم. وتسببت موجات الحر في جميع أنحاء أوروبا في مقتل أكثر من 60 ألف شخص في عام 2022؛ وفي المملكة المتحدة، ذابت الطرق ومات ما يقرب من 3000 شخص.وتشهد الهند ما لا يقل عن 1000 حالة وفاة سنويا بسبب الحرارة الشديدة. وفي الولايات المتحدة الرقم مماثل. ووفقا لمجلة لانسيت، فإن الصين تسير على الطريق الصحيح لرؤية ما بين 20 ألف إلى 80 ألف حالة وفاة بسبب موجة الحر سنويا. ومع ذلك، يعتقد الباحثون على نطاق واسع أن هذه الأرقام تقلل إلى حد كبير من التأثير الحقيقي للحرارة الشديدة.من هم الأكثر عرضة للخطر؟يمكن أن تكون موجات الحرّ خطيرة بشكل خاص على الفئات الضعيفة مثل كبار السن، والأطفال الصغار، والأشخاص ذوي الإعاقة، والنساء الحوامل. الأفراد الذين يعانون من حالات طبية مثل السمنة أو أمراض القلب أو أمراض الجهاز التنفسي معرضون أيضًا لخطر كبير.بالإضافة إلى ذلك، فإن بعض الأشخاص الذين يقضون فترات طويلة من الوقت في الخارج خلال فترات الحرّ الشديد، مثل المزارعين، وعمال المياومة، وعمّال البناء، معرضون لخطر كبير بشكل خاص.الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن السكني، مثل الأشخاص المشرّدين والأشخاص الذين يعيشون في مخيّمات عشوائية وأحياء فقيرة، أو الذين يفتقرون إلى الرعاية الطبية أو قدرة الوصول الى الأماكن حيث يمكنهم التبريد (الحدائق والشواطئ والمساحات المكيّفة وما إلى ذلك) هم أيضا في خطر متزايد.المناطق الحضريةتواجه المدن والمناطق ذات الكثافة السكانية العالية تحديًا فريدًا فيما يتعلق بتغير المناخ والحرّ الشديد بسبب بنيتها التحتية الحضرية. ويمكن تفسير هذه الظاهرة بما يسمى "تأثير الجزيرة الحرارية الحضرية"، حيث تمتص مواد البناء، المستخدمة عادة لبناء البنية التحتية الحضرية، الحرارة وتحتفظ بها بدرجة أكبر من تلك التي قد تفعلها المواد الطبيعية.وهذا، بالتزامن مع النشاط البشري المكثّف، والمخيّمات والمساكن العشوائية، والكثافة السكانية، والحد الأدنى من المساحات الخضراء، كلها تؤدي إلى تفاقم آثار الحرّ الشديد.ما الذي يفعله الاتحاد الدولي؟بحلول عام 2025، يسعى الاتحاد الدولي إلى مساعدة 250 مليون شخص على حماية أنفسهم بشكل أفضل من الحرّ في ما لا يقل عن 150 مدينة وبلدة. ويسعى الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر إلى القيام بذلك من خلال تعزيز الإجراءات الذكية مناخيًا لمساعدة المجتمعات العالمية على الاستعداد للكوارث المناخية والاستجابة لها والتعافي منها.تهدف المنصة العالمية لمواجهة تغير المناخ التابعة للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر إلى تعزيز القدرة على الصمود وبناء مهارات التكيف لدى 500 مليون شخص في البلدان الأكثر عرضة لآثار تغير المناخ. تهدف مبادرة "الإنذارات المبكرة للجميع" التي أطلقها الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر إلى توفير إنذار مبكر بالظروف المناخية المتطرفة لكل شخص على وجه الأرض بحلول عام 2027، وهذا يشمل الحرّ الشديد. ويقوم الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر بدق ناقوس الخطر بانتظام من خلال شبكته المكونة من 191 جمعية وطنية ومن خلال المناصرة العالمية والفعاليات الدولية مثل يوم مواجهة الحرّ في 2 يونيو/حزيران 2024.
الاتحاد الدولي يشعر بحزن شديد إزاء مقتل زميل آخر في الهلال الأحمر الفلسطيني
نشعر بحزن شديد إزاء خسارة فردًا آخر من شبكة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر.قتل المسعف المتطوع في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني محمد عوض علان، يوم السبت 20 نيسان/إبريل، أثناء قيامه بتقديم المساعدة الطبية للمصابين برصاص المستوطنين في بلدة الساوية بمحافظة نابلس.ونتقدم بأحرّ التعازي لعائلة محمد عوض علان وأصدقائه وأحبائه وزملائه في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في هذا اليوم المروع.منذ بداية الصراع، فقدت شبكة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر 22 فردًا. وقد قُتل ثمانية عشر موظفًا ومتطوعًا في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، إضافة الى أربعة من جمعية ماجن دافيد أدوم في اسرائيل. هذا أمر غير مقبول.نستمر في تكرار دعوتنا. يجب احترام وحماية العاملين في المجال الإنساني والرعاية الصحية. إنه التزام أخلاقي وقانوني.
غزة: عائلة من المتطوعين، يساعدون الآخرين بينما يتعاملون مع الواقع المرير للنزاع
يوم في حياة متطوع الهلال الأحمر الفلسطيني يوسف خضر وفريق من الممرضين الذين يقومون برعاية المرضى والجرحى داخل خيمة طبية في جباليا."أستيقظ مبكرًا، عندالسابعة صباحًا، لتلبية احتياجات الأسرة، ثم أتوجه إلى أقرب سوق، والذي يبعد كيلومترًا واحدًا. هناك، أبحث عن شيء لإطعام أطفالي".هكذا يبدأ يوسف خضر نهاره كل يوم تقريبًا. ينحدر يوسف من عائلة من المتطوعين، وهو حاليًا متطوع بالهلال الأحمر الفلسطيني في شمال غزة. والدته ممرضة توليد، وشقيقاه محمود وإبراهيم ممرضان أيضًا. ويقول: "نحن نعمل في النقطة الطبية التابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في جباليا منذ إنشائها. اضطررنا الى النزوح والانتقال إلى مركز إيواء، لكن الوضع تغير الآن، وعدنا إلى منازلنا".بعد الحصول على الطعام من السوق، يقوم يوسف وزوجته بإشعال النار لإعداد الطعام لأطفاله الصغار: ابنتهم الكبرى، أيلول، عمرها 6 سنوات؛ محمد يبلغ من العمر 4 سنوات، وغيث يبلغ من العمر عامين. ثم بعد تقديم الطعام، يذهب يوسف للقاء شقيقيه في النقطة الطبية في جباليا.ويقول: "نسير مسافة كيلومترين ذهابًا وإيابًا كل يوم للوصول إلى النقطة الطبية التي نتطوع فيها. نحن نقوم بعملنا لأنه واجبنا الإنساني، ولذلك نحن مستمرون في خدمة أهلنا في شمال غزة".نقطة حيوية لصحة المجتمع وسط النزاعتتكون النقطة الطبية في جباليا، شمال قطاع غزة، من خيمة كبيرة يوجد بداخلها حوالي اثنتي عشرة نقّالة. ظلت هذه النقطة شغالة وقدمت الخدمات الطبية والصحية للأشخاص المتضررين حتى عندما خرجت المستشفيات الرئيسية عن الخدمة. وتستمر النقطة الطبية في تقديم خدماتها رغم نقص الدواء.وبينما يقوم شقيقاه برعاية المرضى، يلتقط يوسف الصور كجزء من مسؤولياته في توثيق عمل زملائه في الهلال الأحمر الفلسطيني؛ من المهم توثيق الاحتياجات الإنسانية وكذلك إبلاغ العالم بما يفعله الهلال الأحمر لمحاولة تلبية تلك الاحتياجات.الأمر ليس سهلاً كما يبدو؛ مع انقطاع التيار الكهربائي والاتصالات، فإن إرسال الصور إلى المقر الرئيسي ليس بالأمر السهل. حتى هذا الفعل البسيط يشكل تحديًا."بعد صلاة العصر، أمشي مسافة كيلومتر واحد إلى موقع مرتفع حتى أتمكن من التقاط الإشارة والوصول إلى الإنترنت. أقضي نصف ساعة في إرسال الملفات إلى الإدارة قبل العودة إلى النقطة الطبية، حيث نقضي ساعة مع زملائنا قبل العودة، ونتوقف أحيانًا عند السوق للحصول على بعض الطعام للسحور ولليوم التالي. ومع ذلك، فإن الغذاء نادر والأسعار مرتفعة للغاية.كنا نفعل كل ذلك خلال شهر رمضان، أثناء الصيام من لحظة شروق الشمس وحتى غروبها." بعد العمل، يعودون إلى المنزل قبل الإفطار. "أجلس مع عائلتي كي أفطر معهم، ومن بعدها أصلي صلاة المغرب، وأشرب الشاي، ثم أعود إلى النقطة الطبية سيرًا على الأقدام. أعمل لبضع ساعات قبل أن أعود إلى المنزل في وقت متأخر.أشعر وكأننا نصوم منذ 6 أشهر، وليس فقط خلال شهر رمضان، بسبب ندرة الطعام.إننا نواصل العمل بتصميم أكبر، ونأمل أن نبقى قادرين على خدمة الناس، وأن تمر هذه الأيام المظلمة قريبًا".
أحدث المعلومات بشأن الادعاءات المقدمة ضد الصليب الأحمر الروسي
منذ تصاعد النزاع الدولي المسلح بين روسيا وأوكرانيا في فبراير2022، قُدمت ادعاءات بين آن وآخر ضد الصليب الأحمر الروسي. وقد تزايد نطاق تلك الادعاءات وتسلسلها في الآونة الأخيرة. وطوال فترة النزاع أخذ الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر (الاتحاد الدولي) يعمل مع الصليب الأحمر الروسي من أجل تحديد مخاطر التحديات الناشئة وإيجاد حلول لها، علما بأن الصليب الأحمر الروسي عضو في مجلس إدارة الاتحاد الدولي.ولقد تمحورت مهمة الاتحاد الدولي الإنسانية على مدى أكثر من100 عام حول التخفيف من معاناة الناس في كل الظروف. وطبقا لسياسات الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر (الحركة الدولية) ومبادئها، يقدم الاتحاد الدولي المساعدة الإنسانية الحيوية بالتعاون مع أعضائه من الجمعيات الوطنية في أوقات الأزمات وحالات الطوارئ المعقدة وفي أصعب الظروف. وتسمح لنامبادئنا الأساسية – ومنها الحياد والاستقلال وعدم التحيز – بمساعدة الناس في شتى ربوع العالم، ولاسيما في المجتمعات المحلية التي يعجز الكثيرون عن الوصول إليها.استعراض الادعاءات وقرار مجلس الإدارةلقد أثارت الادعاءات المقدمة ضد الصليب الأحمر الروسي شواغل بين الناس الذين نخدمهم وداخل شبكتنا، وهو أمر مفهوم. وفي ضوء المقالات التي نُشرت مؤخرا، تواصلت رئيسة الاتحاد الدولي وأمينه العام مع الصليب الأحمر الروسي لاستيضاح الأمر. وأجرى الاتحاد الدولي في الآن ذاته استعراضا للتحقق من دقة هذه الادعاءات.واستنادا إلى نتائج هذا الاستعراض، قررت رئيسة الاتحاد الدولي ومجلس الإدارة والأمين العام، بعد التشاور مع رئيسة لجنة الامتثال والوساطة، تشكيل فريق إشراف تابع لمجلس الإدارة لتقييم الوضع ورصده وتحديد الإجراءات التصحيحية وتقديم توصية بها إلى الصليب الأحمر الروسي. ووافق مجلس إدارة الاتحاد الدولي على هذا القرار في جلسة عقدها في25 أبريل. ولم يشارك الصليب الأحمر الروسي في المناقشات التي دارت حول هذه المسألة.ونظرا إلى أن الصليب الأحمر الروسي تعاون طوال فترة الاستعراض وأبدى استعداده لمعالجة ما حُدد من تحديات وانتهاكات مزعومة لسياسة الاتحاد الدولي بشأن النزاهة، قرر مجلس الإدارة أن فريق الإشراف هو الآلية الأنسب في الوقت الراهن. وسيتألف فريق الإشراف التابع لمجلس الإدارة من ثلاثة من أعضاء مجلس الإدارة وعضو من لجنة تدقيق الحسابات وإدارة المخاطر التابعة للاتحاد الدولي. وسيتولى رئاسة فريق الإشراف السيدManuel Bessler، نائب رئيسة الاتحاد الدولي بحكم المنصب.نطاق العملاستنادا إلى الاستعراض المذكور، كلف مجلس الإدارة فريق الإشراف المنشأ حديثا بتقييم مدى ملاءمة ما يلي:سياسات الصليب الأحمر الروسي وممارساته المتعلقة بالشراكات والعمل معالشركاء الوطنيين والدوليين، بما في ذلك تقييم ما إذا كانت عمليات العناية الواجبة الرسمية قائمة.سياسات الصليب الأحمر الروسي المتعلقة بالصون وحماية الطفل وتنفيذها.قانون الصليب الأحمر في الاتحاد الروسي وامتثاله لمعايير الحركة.ويوصي الاتحاد الدولي الصليب الأحمر الروسي بتدريب جميع الموظفين والمتطوعين في الفروع المحلية على المبادئ الأساسية والقانون الدولي الإنساني، ومدونة السلوك الخاصة به، والمعايير المناسبة. وسيقدم فريق الإشراف إلى مجلس الإدارة أي ملاحظات أخرى تبين مجالات التحسينالمحتملة.استنتاجات الاستعراض والخطوات التاليةتوصلت عملية الاستعراض التي أجراها الاتحاد الدولي حتى الآن إلى أن الصليب الأحمر الروسي ليس له وجود في دونتسك ولا لوهانسك ولا خرسون ولا زاباروجيا. وهو أمر سيؤكده ويرصده فريقالإشراف.وتتطلب الشراكة بين الصليب الأحمر الروسي ومؤسسةArtek استعراضا جادا للتأكد من إيلاء الأولوية لحقوق الأطفال وسلامتهم في كل قرار ونشاط. وسيتناول فريق الإشراف هذه المسألة بمزيد من التعمق.وأظهر الاستعراض أن بعض الأشخاص في الفروع المحلية للصليب الأحمر الروسي أدلوا ببيانات سياسية لا تتوافق مع المبادئ الأساسية. وعليه، رفع الصليب الأحمر الروسي هذه الحالات بالفعل إلى لجنة الأخلاقيات التابعة له، وسيعكف فريق الإشراف على رصد الإجراءات المتخذة.ويعمل الصليب الأحمر الروسي، شأنه شأن غالبية الجمعيات الوطنية، مع سلطاته العامة في إطار دوره المساعد، ومجال عمله الرئيسي هو الصحة، بما في ذلك الصحة العقلية والتدريب على تقديم الإسعافات الأولية.وعقب تعليق عضوية الصليب الأحمر البلاروسي في الاتحاد الدولي، لم يقم الصليب الأحمر الروسي شراكات جديدة معه. وأخيرا، أكد رئيس الصليب الأحمر الروسي، السيدPavel Savchuk، انتماءه إلىالجبهة الشعبة لعموم روسيا (ONF) في الفترة من عام2019 وحتى مارس2022، وكان حينا عضوا في فريق عامل يركز على النهوج الإنسانية المتبعة في تقديم الرعاية الصحية، ثم على الاستجابة لجائحة كوفيد-19 في عام2020. وكان ذلك قبل انتخاب الصليب الأحمر الروسي لعضوية مجلس إدارة الاتحاد الدولي. وأثبت الاستعراض أنه لم يعد عضوا في هذه الجبهة.ومن المتوقع أن ينشر فريق الإشراف التابع لمجلس الإدارة استنتاجاته خلال الأشهر الأربعة المقبلة، وأن يواظب خلالها على عرض المستجدات على مجلس الإدارة.ويتمحور عمل الصليب الأحمر والهلال الأحمر حول منع معاناة الناس والتخفيف من أسبابها. وسيتعاون فريق الإشراف التابع لمجلس إدارة الاتحاد الدولي مع الصليب الأحمر الروسي على تسريع العمل الإنساني وتوسيع نطاقه والارتقاء بجودته على كل المستويات، والحفاظ على احترام المبادئ الإنسانية في سياق إنساني وسياسي دائم التغير.
اليوم العالمي للمتطوعين: شكرًا للمتطوعين على إعطاء الأمل
الاتحاد الدولي في مؤتمر الأطراف للمناخ COP28: التأثيرات بدأت تظهر، وحان وقت العمل
سواء هي اشتداد قوة العواصف، أو انتشار حرائق الغابات، أو تفاقم موجات الحرّ والجفاف، أو نزوح مجتمعات بأكملها بسبب كل ما سبق، فإن تأثيرات تغير المناخ قد بدأت بالفعل.
ولهذا السبب يتوجه الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر مرة أخرى إلى الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف للمناخ COP28، في دولة الإمارات العربية المتحدة، برسالة طارئة: ليس هناك وقت لنضيعه، لقد حان وقت العمل الآن، ويجب أن يكون العمل جريئًا.
يجب على زعماء العالم توسيع نطاق إجراءات التكيّف بشكل كبير على المستوى المحلّي من أجل الوصول إلى الأشخاص الأكثر عرضة للخطر والتأثر، مثلما يجب عليهم الاتفاق على الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة لمنع حدوث آثار إنسانية أسوأ.
مارثا ماكانيكو، مزارعة من قرية تشيوالو في بلدة مولانجي في ملاوي، هي مثال حقيقي عن الأشخاص الأكثر عرضة للتأثر. في وقت سابق من هذا العام، فقدت ماكانيكو منزلها وجميع محاصيلها بسبب الفيضانات غير المتوقعة الناجمة عن إعصار فريدي. وبعد ذلك، لم تهطل الأمطار المعتادة؛ والآن، تهدد ظاهرة النينيو بجعل موسم العجاف أكثر سوءًا.
وتقول ماكانيكو: "عامًا بعد عام، أصبح الحصول على محاصيل زراعية جيدة وتحقيق دخل جيد أكثر صعوبة. لم نعد نعتمد على أنماط الطقس المنتظمة. اعتدت على الحصول على ثمانية أكياس من الذرة من حقلي. أما الآن، فأنا محظوظة إذا حصلت على اثنين."
أصبح هذا النوع من القصص شائعًا جدًا في المجتمعات التي تتجذر فيها شبكة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر. وهي أيضًا السبب وراء قيام الاتحاد الدولي بتكثيف جهوده للعمل مع المجتمعات المحلية، والجمعيات الوطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، للتخفيف من المعاناة، من خلال توفير النقد والغذاء والمياه والرعاية الصحية والنظافة، مع منع وتقليل المخاطر المستقبلية.
ولهذا السبب أيضًا، يحث الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر قادة العالم المجتمعين في مؤتمر الأطراف للمناخ COP28 على اتخاذ الخطوات العاجلة التالية:
• إعطاء الأولوية للعمل المحلّي
• زيادة التمويل لمساعدة المجتمعات على التكيّف
• توسيع نطاق العمل الاستباقي الذي يساعد المجتمعات على توقع المخاطر
• تعزيز النظم الصحية القادرة على الصمود في وجه تغير المناخ، ومساعدة الناس على تجنب وتقليل ومعالجة الخسائر والأضرار الناجمة عن الأحداث المتعلقة بتغير المناخ.
ستزداد الأمور سوءًا قبل ان تتحسن
يعد زيادة الاستثمار في كل هذه المجالات أمرًا بالغ الأهمية لمساعدة المجتمعات على التأقلم، اذ من المرجح أن يتفاقم الوضع قبل أن يتحسن. تؤكد الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) أن تغير المناخ يساهم بالفعل في عدد متزايد من الأزمات الإنسانية (مع متوسط درجة الحرارة العالمية حاليًا 1.15 درجة مئوية فوق متوسط حقبة 1850-1900).
والآن هناك تهديد حقيقي بأن درجات الحرارة سترتفع أكثر. وفي ظل السياسات الحالية، فإن العالم يسير على الطريق الصحيح نحو ارتفاع درجة حرارة الأرض بمقدار 2.8 درجة مئوية بحلول عام 2050، وفقًا لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة.
وعلى المدى القصير، من المتوقع أن تؤدي ظاهرة النينيو هذا العام إلى تفاقم تأثير تغير المناخ الناجم عن النشاط البشري، مما يدفع درجات الحرارة العالمية إلى المجهول، وفقًا للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية.
بصيص من الأمل
ولكن هناك بصيص من الأمل؛ يمكن إبطاء أو إيقاف ارتفاع درجات الحرارة، مع جعل المجتمعات أيضًا أقل عرضة للصدمات المرتبطة بالمناخ، إذا تم اتخاذ خطوات عاجلة.
هناك أمثلة عديدة لمجتمعات تعمل مع الاتحاد الدولي، وشركاء آخرين، لتعزيز قدرتهم على الصمود حتى يتمكنوا من تجنب انعدام الأمن الغذائي، والمخاطر الصحية، والآثار الاقتصادية للكوارث المرتبطة بالمناخ.
ففي جامايكا، على سبيل المثال، عمل الصليب الأحمر مع مدرسة للطلاب الصم على مشروع ذكي مناخيًا، من خلال انشاء نظام ريّ يعمل بالطاقة الشمسية، وبالتالي تحقيق الاكتفاء الذاتي فيما يتعلق بالاعتناء بمزرعة المدرسة.
وفي الصومال، عمل الاتحاد الدولي، والهلال الأحمر الصومالي، مع قرية كون على استعادة المزارع الصغيرة من خلال بئر جديد للمياه النظيفة، ونظام جديد للضخ، وذلك بهدف مساعدتهم على مواجهة سنوات الجفاف طويل الأجل.
ويقول ياسين ماكساميد جاماك، أحد قادة المجتمع المحلي: "لقد كافحنا من أجل الحصول على المياه النظيفة للشرب والطهي والاستحمام ودعم سبل العيش. كان لهذا تأثير سلبي على صحتنا، كما صعّب علينا زراعة المحاصيل والفواكه والخضروات، وتربية الماشية."
الآن، أصبح لدى أكثر من 100 أسرة مزارعها الصغيرة الخاصة، حيث يزرعون مجموعة متنوعة من الفواكه والخضروات والمحاصيل.
اليمن: عندما يتزامن النزاع مع الكوارث والأمراض، يمكن للمساعدات النقدية أن تنقذ الأرواح
في قرية خنفر بمحافظة أبين اليمنية، تعيش خميسة، البالغة من العمر 62 عامًا، مع ابنتها وأطفال ابنتها. بالكاد تستطيع المرأتان تلبية احتياجات الأسرة اليومية، فكيف لو انضم المرض إلى كفاحهما اليومي من أجل البقاء على قيد الحياة؟
"زاد النزاع من معاناتنا كنساء من دون معيل، وتركنا في صراع للبقاء على قيد الحياة، حيث علينا أن نواجه آلامنا ومعاناتنا وحدنا"، تقول خميسة.
يعتبر اليمن من أحد أفقر البلدان في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ويعاني حالياً من واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، بحيث تواجه البلاد أكبر حالة طوارئ متعلّقة بالأمن الغذائي، ويحتاج 20 مليون شخص - أي 66 في المائة من سكان البلاد - إلى مساعدات إنسانية. وقد أدى النزاع، منذ اندلاعه في أواخر عام 2014، إلى تدمير الاقتصاد، والبنية التحتية الحيوية، وانعدام الأمن الغذائي.
وقد أدت الكوارث الطبيعية إلى تفاقم الأزمة؛ وجاء آخرها على شكل إعصار تيج، الذي ضرب الساحل الجنوبي لمحافظة المهرة مؤخرًا، مما أدى إلى نزوح أكثر من 27,000 شخص داخليًا.
بالنسبة لخميسة، النزاع المتواصل ليس سوى جزء من همومها، بحيث أنها تكافح السرطان.
وتقول: "قبل أن أصاب بالمرض، كنت اكرس وقتي لتوفير ضروريات الحياة الأساسية. وبعد ذلك، ظهرت تحديات أخرى. الخوف والقلق الدائمان سيطرا على حياتي وحياة ابنتي، خصوصاً بسبب صعوبة الحصول على المال لإجراء الفحوصات الطبية اللازمة لمعرفة سبب مرضي".
عندما لا يكون الطعام هو الأولوية الكبرى
تظهر لنا حالة خميسة أن الكفاح اليومي للعثور على الطعام والشراب قد لا يشكل أولوية بالنسبة لبعض الأشخاص، حيث أن أولويتهم الأساسية هي الحصول على الدواء للبقاء على قيد الحياة. هناك عدد قليل من الأماكن التي يمكن للأشخاص الذهاب اليها لطلب المساعدة، حيث انهارت جميع الخدمات الأساسية المتاحة في البلاد تقريبًا.
وتعتبر خميسة، وآخرون مثلها، أن المساعدات النقدية التي تقدمها جمعية الهلال الأحمر اليمني، بالشراكة مع الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر (IFRC)، واللجنة الدولية للصليب الأحمر (ICRC)، والصليب الأحمر البريطاني، هي شريان حياة حقيقي. هذا يمنح خميسة بعض الأمل، ويساعدها أيضًا على الذهاب إلى المستشفى عند الحاجة، وهو أمر يتعين عليها القيام به بشكل منتظم، للأسف.
ينصبّ تركيزها الآن على بقائها على قيد الحياة، لتقف إلى جانب ابنتها الوحيدة. وتضيف: "قصص كفاحنا لا تنتهي أبدًا. نضالنا لا يتعلق فقط بالجهود المتواصلة لتوفير الغذاء والماء، بل يتعلق أيضاً بالتعامل مع الأمراض المفاجئة في ظل غياب الرعاية الصحية اللازمة والدعم الكافي".
قوة الاختيار
يعيش أحمد، البالغ من العمر 39 عامًا، أيضًا في خنفر مع شقيقته وأطفاله الستة. كان يعمل كعامل مياوم لتوفير الاحتياجات الغذائية لأسرته، وتغطية النفقات الطبية وتكاليف التعليم. لكن بعد إصابة أحمد بمرض قلبي، بدأت أحواله تتدهور تدريجياً.
وبعد أن أصبح عاطلاً عن العمل، أنفق كل مدخراته من أجل إطعام أسرته، لكن ما أدخره من عمله لم يكن كافياً لتغطية احتياجات أسرته. أخبرنا أحمد أنه كانت هناك أيام ذهب فيها إلى النوم جائعًا ليحفظ القليل من الطعام لأطفاله.
وقال أحمد أنه منذ حصوله على أول مساعدة نقدية، تمكّن من معالجة مرضه واستعادة صحته، وبعد المساعدة النقدية الثانية، تمكّن من افتتاح متجر بقالة أصبح الآن مصدر دخل دائم.
وقال أحمد: "أعتقد أنه من الأفضل تقديم المساعدات النقدية بدلاً من الإمدادات. لقد ساعدتني الأموال النقدية التي تلقيتها على استعادة صحتي، وفي الوقت نفسه، أنقذت مصدر دخلي."
تحالف الإستثمار في الجمعيات الوطنية: إعلان التمويل لعام 2023
تحالف الإستثمار في الجمعيات الوطنية (NSIA) هو آلية التمويل المجمّع، يديرها الإتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر واللجنة الدولية للصليب الأحمر بشكل مشترك.
يوفر تحالف الإستثمار في الجمعيات الوطنية تمويلًا مرنًا متعدد السنوات لدعم تطوير جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على المدى الطويل، خصوصاً الجمعيات الموجودة في بلدان تعتبر حالات الطوارئ فيها معقّدة والأزمات ممتدّة، وذلك كي يتمكنوا من زيادة فعالية وتعزيز مدى وصول خدماتهم الإنسانية.
يمكن للتحالف أن يمنح ما يصل إلى مليون فرنك سويسري من التمويل المُعجّل لأي جمعية وطنية على مدى 5 سنوات. بالإضافة إلى ذلك، يقدم التحالف مِنح قصيرة الأجل تصل قيمتها إلى 50,000 فرنك سويسري، على مدى 12 شهرًا، بشأنها أن تساعد الجمعيات الوطنية على تمهيد الطريق للإستثمار المستقبلي من التحالف أو من أي طرف آخر.
في عام 2023، تلقى مكتب تحالف الإستثمار في الجمعيات الوطنية 27 مقترحًا: 14 للتمويل المُعجّل و13 للمنح قصيرة الأجل. بعد مراجعة وتقييم المقترحات، يسرّ تحالف الإستثمار في الجمعيات الوطنية أن يعلن أنه تم اختيار 4 جمعيات وطنية للحصول على التمويل المُعجّل في عام 2023، وهي الجمعيات التالية:
الصليب الأحمر الإكوادوري
جمعية الصليب الأحمر في ميانمار
جمعية الصليب الأحمر في النيجر
جمعية الصليب الأحمر الفلسطيني
وستتلقى هذه الجمعيات الوطنية استثمارات كبيرة للمساعدة في تسريع رحلتها نحو الاستدامة طويلة الأجل.
وقد حصلت ثلاث من هذه الجمعيات الوطنية (ميانمار والنيجر وفلسطين) في السابق على منح قصيرة الأجل من NSIA، مما يثبت مرة أخرى أهمية النهج التدريجي الذي يتبعه الصندوق.
سوف تمضي جمعية الصليب الأحمر الميانماري قدماً في تحقيق اللامركزية في برنامج الإسعافات الأولية الخاص بها، وذلك بعد تصميم استراتيجية ونموذج أعمال باستخدام منحة قصيرة الأجل.
وتخطط جمعية الصليب الأحمر في النيجر لتطوير قدرات فروعها على تعبئة الموارد بعد مرحلة تجريبية، ولزيادة قاعدة المتطوعين لديها.
ستقوم جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، بعد أن وضعت استراتيجية استثمار من خلال منحة قصيرة الأجل، بتحسين الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية من خلال تنفيذ نظام إدارة المعلومات الصحية.
يخطط الصليب الأحمر الإكوادوري لتطوير نظام داخلي جديد لإدارة أجزاء مهمة من عمله بشكل أفضل - بما في ذلك الموارد البشرية، والتطوع، والإدارة المالية، والخدمات اللوجستية. سيقوم NSIA بتمويل المرحلة الأولى من تنفيذ هذا النظام.
وستتلقى 15 جمعية وطنية أخرى منحًا مؤقتة (تصل إلى 50,000 فرنك سويسري): بوليفيا، بوركينا فاسو، أفريقيا الوسطى، ساحل العاج، السلفادور، هندوراس، ليبيريا، الفلبين، رواندا، الصومال، جنوب أفريقيا، طاجيكستان، تنزانيا، توغو وزيمبابوي.
ستركز معظم المبادرات التي تدعمها المنح قصيرة الأجل على تطوير خطط عمل واستراتيجيات تعبئة الموارد (57%) يليها تطوير الفروع (21%). وستركز مشاريع الجمعيات الوطنية أيضًا على مواضيع أخرى مثل تطوير المتطوعين، وإشراك الشباب، والتحول الرقمي والحوكمة.
في المجمل، سيخصص NSIA مبلغ 3.2 مليون فرنك سويسري لـ 19 جمعية وطنية مختلفة هذا العام.
ينتهز مكتب NSIA أيضًا هذه الفرصة ليشكر الدعم السخي الذي قدمته حكومات سويسرا والولايات المتحدة والنرويج، ومن جمعيتي الصليب الأحمر النرويجي والهولندي، بالإضافة إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر (ICRC) والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر (IFRC)، على التزامهم ومساهمتهم المستمرة للصندوق.
يظل NSIA أداة استراتيجية للجمعيات الوطنية في البيئات الهشة. تنفذ جمعية الصليب الأحمر النيجيري مبادرة يدعمها تمويل معجل منذ عام 2021. ويوضح السيد أبو بكر كيندي، أمين عام جمعية الصليب الأحمر النيجيري:
"لقد لعب تحالف الإستثمار في الجمعيات الوطنية دورًا محوريًا في نجاح وتوسيع برنامج التدريب على الإسعافات الأولية التابع لجمعية الصليب الأحمر النيجيري. لقد أدى الدعم المالي، والفني، والموارد المقدمة إلى تحسين التأثير العام ومدى الوصول وجودة التدريب على الإسعافات الأولية في مكان العمل من خلال تطوير منتجات تدريبية متقدمة لإطلاعنا على أفضل الممارسات الدولية.
إن منحة NSIA كانت قيّمة جداً لتطوير جمعية الصليب الأحمر النيجيري، وذلك من خلال الاستثمارات الإستراتيجية، وتوجيهات الخبراء، وتقديم أنشطة مولدة للإيرادات تساهم في الاستدامة المالية على المدى الطويل. وهذا يمكّن الجمعية الوطنية من الوفاء بمهمتها الإنسانية والتأثير بشكل إيجابي على حياة المجتمعات الضعيفة في جميع أنحاء نيجيريا.
نحن ممتنون للغاية للشراكة حتى الآن مع NSIA ونتطلع إلى مواصلة مهمتنا المشتركة المتمثلة في بناء القدرة على الصمود والتأهب في نيجيريا. لقد مكّن هذا التعاون والدعم جمعية الصليب الأحمر النيجيري من إنشاء قاعدة متينة للنمو والاستدامة المالية في كل من المقر الوطني والفروع، وهو ما نعتزم توسيع نطاقه خلال السنوات المقبلة."
لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الصفحة المخصصة لتحالف الإستثمار في الجمعيات الوطنية (NSIA).
قلب وعقل لحل مشاكل عالمية
نشأت رومي ميكوشينكوفا في بلدة صغيرة في جنوب غرب سلوفاكيا وهي تحلم باكتشاف أصل النجوم والكون. وتقول إن فضولها جعلها تهتم بمزاولة مهنة في مجال العلوم- وتحديداً في مجال الفيزياء الفلكية والفيزياء النظرية.
واليوم، تعيش حلمها. إنها تدرس الفيزياء النظرية والفيزياء الفلكية في جامعة Roma Tre، حيث تبحث بشأن أحد أعظم أسرار الفيزياء الفلكية: الثقوب السوداء. وتنشأ الثقوب السوداء عندما تصبح النجوم في نهاية حياتها كثيفة لدرجة تنهار على نفسها وحتى الضوء لا يمكنه الهروب من جاذبيتها.
ومع ذلك، يبقى الكثير لتعلمه.
وتقول في هذا الصدد: “دراسة الثقوب السوداء ليست مشروعاً محدد الوقت لأننا نكتشف معلومات جديدة كل يوم. أعمل حالياً على محاكاة لمراقبة الثقب الأسود في سياق مسبار قياس الاستقطاب بالتصوير بالأشعة السينية (IXPE)، وهو القمر الصناعي الذي سيُطلق بحلول نهاية عام 2021“.
“إعطاء غرض لوقت فراغي”
إن الوقت والجهد المطلوبين من طالبة الفيزياء النظرية هائلان. ولكن حتى هذه المسألة ليست الأمر الوحيد الذي يبقي رومي مشغولة. وفيما كان شغفها بالعلم ينمو عندما كانت مراهقة، بدأت رومي رحلة أخرى بصفتها متطوعة في الصليب الأحمر السلوفاكي. وتشرح قائلةً: “كان العمل التطوعي مثيراً للاهتمام بالأساس لأنني أردت مساعدة الآخرين، وإعطاء غرض لوقت فراغي“.
وفي هذه الأيام، يخصص وقت الفراغ في معظم الأحيان لمشروع جديد يلبي احتياجات الشباب من خلال مناقشة مواضيع غالباً ما لا تكون محط حديث، غير أنها تشكل تحديات اجتماعية وإنسانية رئيسية.
وتقول رومي في هذا المجال: “تتمثل مواضيعنا الرئيسية في درء خطاب الكراهية، والضغط على الأقران، والتنمر السيبراني والمساواة بين الجنسين”، وتضيف أنه بسبب القيود المفروضة نتيجة كوفيد-19، معظم هذا العمل موجود اليوم على الإنترنت.
قد تبدو دراسة الثقوب السوداء مثل سنوات ضوئية من العالم اليومي للشباب والتطوع. غير أنه بالنسبة إلى رومي هناك صلة واضحة. ومع كل ذلك، يمكن أن يكون الأسلوب العِلمي لطرح الأسئلة، والتحقق وحل المشاكل المعقدة أموراً مفيدة جداً في المجال البشري. وتشرح قائلةً: “إنها ميزة كبيرة عندما يدخل شخص ذو خلفية علمية دائرة العمل التطوعي بعقلية التعامل مع المشاكل حتى تُحلّ“.
تحقيق أشياء عظيمة
هذا المسار المزدوج للعلم والشواغل الإنسانية ليس جديداً بالنسبة لـ رومي. وقال ميلان هولوتا، مدير مدرسة روما الثانوية، إن تفضيلها المواد المتعلقة بالعلوم كان واضحاً منذ وقت مبكر، وكذلك رغبتها في جعل العالم من حولها مكاناً أفضل.
وقال في إشارة إلى عملها بعد المدرسة مع الصليب الأحمر، حيث أصبحت أحد أكثر أعضائه نشاطاً: “كانت دروس العلوم الطبيعية (المواد) المفضلة لديها، وكانت طالبة استثنائية في مناهجها الدراسية”.
غير أنها لم تفعل كل هذا بمفردها. فتتذكر أن دعم امرأتين- والدتها ومعلمة الفيزياء في المدرسة الثانوية- كان أساسياً في سعيها إلى مزاولة مهنة في مجال العلوم والبحوث.
ويمكن أن يكون هذا النوع من الدعم أساسياً للشابات والفتيات المهتمات بالعلوم. فبالنسبة إلى كثيرات، تعيق هذا المسار مواقف ثقافية تبعد الفتيات عن المواضيع التي يهيمن عليها الذكور مثل الرياضيات والعلوم.
ووفقاً لمعهد اليونسكو للإحصاء، هناك فجوة واضحة بين الجنسين في مجال العلوم، إذ لا تشكل النساء سوى 30 في المائة من الباحثين في هذا المجال في العالم. وكانت النسبة أقل حتى في صف رومي في الجامعة. وفي بداية دراستها الجامعية، لم تشكل النساء سوى ربع عدد الطلاب.
وتضيف قائلة: “أعتقد أن السبب الرئيسي هو عدم تشجيع الفتيات على اختيار وظائف في مجال العلوم الطبيعية. أريد أن أدعو كل النساء والفتيات إلى بناء علاقات قوية مع بعضهن بعضاً، وإلى التوقف عن التقليل من شأن بعضهن بعضاً، وإلى مساعدة بعضهن بعضاً لأنني أعتقد أن هذه هي الطريقة التي نحقق بها أشياء عظيمة بالفعل“.