الاتحاد الدولي يشعر بالصدمة والقلق إزاء الخسائر الفادحة بالأرواح في المستشفى الواقع في شمال غزة
يشعر الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر (IFRC) بالصدمة والقلق إزاء الأحداث المأساوية التي وقعت في المستشفى الأهلي العربي في شمال غزة مساء يوم 17 أكتوبر/تشرين الأول 2023. المستشفيات هي أماكن تقدم المساعدة والملجأ؛ ويجب حمايتها مهما كان الثمن. هذا الأمر ليس مجرد التزام أخلاقي، بل هو أيضاً ضرورة قانونية. يجب أن تكون المستشفيات ملاذًا آمناً للجميع، حيث يمكن للعاملين في مجال الرعاية الصحية والمدنيين على حد سواء البحث عن الأمان والرعاية.
قيادة الاتحاد الدولي تستجيب
وأعرب جاغان تشاباغين، الأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، عن قلقه العميق، قائلاً:
"أشعر بالصدمة والقلق إزاء ما حدث في المستشفى الأهلي في #غزة. المستشفيات هي أماكن تقدم المساعدة والملجأ، ويجب حمايتها. إنها ضرورة أخلاقية وقانونية."
جاغان تشاباغين
الأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر
وقد ردد فرانشيسكو روكا، رئيس الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، هذه المشاعر، قائلاً:
“أشعر بالصدمة إزاء ما حدث في المستشفى الأهلي العربي في غزة. كان المستشفى مليئًا بالمرضى والأشخاص الذين يبحثون عن مأوى آمن. يتمتع المدنيون، والعاملون في مجال الرعاية الصحية، والمرافق الصحية بالحماية بموجب القانون الإنساني الدولي. حتى الحرب لها قواعد!"
فرانشيسكو روكا
رئيس الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر
نداء انساني
إن الأزمة الإنسانية في غزة كارثية. المستشفيات تعمل بأكثر من طاقتها، والأدوية تكاد تنفد، وهناك نقص حاد في الوقود والمياه والغذاء. نحث الجميع على ممارسة ضبط النفس والالتزام بالقانون الإنساني الدولي وحماية المدنيين. يجب حماية المدنيين ويجب أيضًا حماية المستشفيات والأطباء والممرضات والممرضين.
مزيد من البيانات
أصدرنا بيانًا مشتركًا من جاغان تشاباغين، الأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، وروبرت مارديني، المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر، بشأن تصعيد أعمال العنف في إسرائيل وغزة في 14 أكتوبر/تشرين الأول 2023. اقرؤوا البيان المشترك.
ويحزننا جداً أن نؤكد مقتل سبعة أفراد من شبكتنا بسبب أعمال اعنف المسلح في إسرائيل وقطاع غزة. إقرؤوا البيان المنشور بتاريخ 11 أكتوبر/تشرين الأول 2023 (كان العدد خمسة وقت صدور البيان).
ابقوا على اطّلاع
لآخر المستجدات حول الوضع الحالي، ندعوكم للاستماع إلى أحدث المساحات الأسبوعية للصليب الأحمر والهلال الأحمر على منصة أكس (تويتر سابقًا).
لطلب مقابلة اعلامية، يرجى ارسال بريد الكتروني إلى [email protected].
أزمة الحصبة في قيرغيزستان: متطوعو الهلال الأحمر يتولون زمام المبادرة
وسط ارتفاع مقلق في عدد حالات الحصبة، أطلقت جمعية الهلال الأحمر القيرغيزستاني، بالتعاون مع الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، حملة تحصين لمكافحة ما أصبح يشكل تهديدًا كبيرًا للعديد من المجتمعات في قيرغيزستان.
حتى أوائل سبتمبر/أيلول 2023، أبلغت قيرغيزستان عن عدد مذهل من الحالات المؤكدة بلغ 1982 حالة، مما يشكل تهديدًا كبيرًا للمجتمعات في جمهورية قيرغيزستان، علماً أنه واحد من أعلى معدلات الإصابة على مستوى العالم.
الحصبة هو مرض شديد العدوى، وسبب رئيسي لوفيات الأطفال في جميع أنحاء العالم، ويمكن الوقاية منه بشكل كامل تقريباً عن طريق التلقيح. ويكمن التحدي الرئيسي الأول في معالجة تفشي المرض في مكافحة المعلومات الخاطئة حول المرض واللقاحات.
يقول تشينجيز جاكيبوف، رئيس جمعية الهلال الأحمر القيرغيزستاني: "إن معالجة الحصبة والأمراض المعدية الأخرى تبدأ وتنتهي في المجتمعات"، مضيفًا أن المجتمعات تلعب دورًا محوريًا في معالجة أمراض مثل الحصبة. "شيء بسيط مثل اللقاح يمكن أن يساعد في منع العديد من الوفيات والأمراض التي لا يمكن تجنبها. لكن أمامنا طريق طويل لنقطعه لمعالجة التردّد في أخذ اللقاحات في البلاد."
بالإضافة إلى ذلك، قامت الجمعية الوطنية والاتحاد الدولي بنشر متطوعين مدربين وموظفين في جميع أنحاء البلاد لدعم حملة التحصين الوطنية التي تنفذها الحكومة. وتشمل مهمتهم نشر الوعي حول الوقاية من الحصبة والحصبة الألمانية، وتبديد المعلومات الخاطئة، وتخفيف المخاوف، والإجابة على الأسئلة، وتسهيل الوصول إلى نقاط التلقيح والخدمات الصحية.
وكمساعدة إضافية، خصص صندوق الطوارئ للاستجابة الكوارث (DREF) التابع للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر مبلغ 139,000 فرنك سويسري لدعم جهود جمعية الهلال الأحمر القيرغيزستاني في الحد من تفشي المرض. وتهدف جمعية الهلال الأحمر خلال الأشهر المقبلة إلى الوصول إلى 70 ألف فرد في المناطق والمدن الأكثر تضرراً.
ويقول سيفال غوزلكيلينك، رئيس بعثة مجموعة دول آسيا الوسطى التابعة للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر: "إن تبديد المعلومات الخاطئة حول المرض واللقاحات هو أول عقبة رئيسية أمام معالجة التفشي المقبل. على مدى سنوات عديدة، لعبت جمعية الهلال الأحمر في قيرغيزستان دورًا أساسيًا في الاستجابة لحالات الطوارئ الصحية في جميع أنحاء البلاد، ويُنظر إليها من قبل المجتمعات على أنها مصدر موثوق للمعلومات."
زلزال المغرب: العائلات تتحد في الكارثة، لكنها تخشى أن يتلاشى الدعم
أمزميز هي قرية صغيرة في المغرب، تقع عند سفح سلسلة جبال الأطلس الكبير. خلف الطريق الرئيسي المؤدي إلى الجبال، هناك مئات الشوارع الصغيرة الضيقة المليئة بالمنازل المتجاورة.
في أحد هذه الشوارع كانت تعيش خديجة وفاطمة وراضية وزينب.
عندما بدأت الأرض تهتز ليلة 8 سبتمبر/ايلول، كانت في المنزل، مستعدات للنوم بعد الصلاة.
وفي غضون ثوان، بدأت جدران منزلهن تهتز وتنهار، فهرعت إلى الشارع، ومن حسن حظهن أنهن تمكنّ من الخروج بأمان، لكنهن فقدت كل ما كان لديهن.
خديجة وفاطمة وراضية وزينب هن جزء من مجتمع مكون من عشر عائلات يعيشون الآن تحت الخيام، على بعد حوالي مائتي متر من المكان الذي كانت تتواجد فيه منازلهم.
إنهم لم يفقدوا منازلهم فحسب، بل فقدوا دخلهم أيضًا. كان أزواج خديجة وفاطمة وراضية يعملون في السوق المحلي، الذي دُمر بالكامل.
تقول خديجة: "نحن ممتنون للغاية لكل المساعدات التي تلقيناها حتى الآن، وكان التضامن مذهلاً".
وأضافت: "لكننا نعلم أن التضامن والدعم سيتلاشى، وقريباً لن يكون لدينا ما نأكله. لم يعد لدينا أي دخل؛ أزواجنا لا يستطيعون العمل. لا نعرف كيف سنتمكن من التأقلم في الأسابيع المقبلة".
تريد خديجة وصديقاتها العودة إلى ديارهن وإعادة بناء منازلهن حيث كانوا بالضبط. تقول خديجة: "البيت هو الحياة".
في حالة الطوارئ مثل زلزال 8 سبتمبر/ايلول، غالبًا ما يكون الأطفال هم الذين يعانون أكثر من غيرهم ويحتاجون إلى أكبر قدر من الدعم من أجل تعافي صحتهم النفسية.
"إنهم يصرخون في منتصف الليل. تراودهم الكثير من الكوابيس. كما أنهم أكثر حساسية، ويبكون كثيرًا. إنهم خائفون"، تقول خديجة.
لكن على الرغم من الظروف المأساوية، تحرص خديجة وصديقاتها على استمرار الحياة لهن ولأطفالهن.
بفضل التبرعات، تمكنّ من إنشاء مطبخ لإطعام المجتمع بأكمله - مما يثبت أنه رغم كل الصعاب، وفي مواجهة الكثير من الخسائر، يمكن للإنسانية أن تنتصر.
يدعم الهلال الأحمر المغربي مجتمع خديجة، وغيرهم الكثير في جميع أنحاء البلاد، من خلال توفير إمدادات الإغاثة الأساسية.
ويقدم المتطوعون أيضًا الدعم النفسي-الاجتماعي لمساعدة الناس على التعافي من صدمة هذه الكارثة المفاجئة والمدمرة.
--
إن شبكة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر موجودة على المدى الطويل من خلال استجابتنا لزلزال 8 سبتمبر/ايلول.
لدعم أشخاص مثل خديجة الذين فقدوا كل شيء، يرجى التبرع لنداء الطوارئ الخاص بنا.
انهيار سد نوفا كاخوفكا، أوكرانيا: كيف ندعم المتضررين من الفيضانات
أدى انهيار سد نوفا كاخوفكا في جنوب أوكرانيا في 6 يونيو/حزيران إلى فيضانات مدمّرة أثرت على العديد من المجتمعات. يعانى الناس بالفعل من الآثار المدمرة للنزاع وهم الآن نازحون من ديارهم؛ وفقد الكثيرون منازلهم وممتلكاتهم بسبب مياه الفيضانات. قد تزداد المخاطر الصحية على المتضررين في الأسابيع المقبلة وهناك حاجة إلى مياه شرب نظيفة.
تعمل شبكة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر (IFRC) جنبًا إلى جنب مع جمعية الصليب الأحمر الأوكراني لتقديم المساعدات الأساسية للأشخاص المتضررين.
معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة
إدراكًا لمدى إلحاح الوضع، فإن الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، إلى جانب أعضائه، يدعم جمعية الصليب الأحمر الأوكراني في جهود الاستجابة التي تبذلها. ويشمل ذلك المساعدة التشغيلية والتقنية والمالية لتعزيز قدرتها المحلية على تقديم المساعدات، وتوزيع مواد الإغاثة، وتقديم الدعم الصحي، وتعزيز الممارسات الجيدة للصرف الصحي والنظافة، وتلبية الاحتياجات الفورية للسكان المتضررين.
التعافي وإعادة التأهيل على المدى الطويل
بالإضافة إلى جهود الإغاثة الفورية، تظل شبكة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر ملتزمة بدعم المجتمعات المحلية المتضررة من الفيضانات في تعافيها وإعادة تأهيلها على المدى الطويل. وهذا يشمل تسهيل المشاريع لاستعادة سبل عيش الناس، وتقديم الدعم النفسي، وإعادة تأهيل البنية التحتية المتضررة لمساعدة المجتمعات على إعادة بناء حياتهم.
في أعقاب انهيار سد نوفا كاخوفكا، اتحدت شبكة الاتحاد الدولي وجمعية الصليب الأحمر الأوكراني في تقديم الدعم الدؤوب للمجتمعات المتضررة.
منذ فبراير/شباط 2022، عزز الاتحاد الدولي استجابته بالتعاون مع الصليب الأحمر الأوكراني، وجنبًا إلى جنب مع الجمعيات الوطنية من جميع أنحاء العالم. معًا، نقدم المساعدات الإنسانية العاجلة للأشخاص في أوكرانيا وأولئك الذين أجبروا على الفرار إلى بلدان أخرى.
معًا، نعمل بلا كلل لتلبية الاحتياجات الطارئة، وبعث الأمل، وتمهيد الطريق للتعافي على المدى الطويل. بالاعتماد على قوة التعاطف والتضامن، نحن ملتزمون بإعادة بناء سبل العيش واستعادة القدرة على الصمود في وجه هذا الحدث المدمر.
-
انقروا هنا لمزيد من المعلومات حول عملنا في دعم الأشخاص في أوكرانيا.
زلازل تركيا وسوريا: تضافر جهود جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وسط الكارثة
كانت الساعة 4:17 من صباح يوم 6 فبراير/شباط 2023 عندما تسبب زلزالان قويان في دمار لا يوصف في جنوب شرق تركيا وشمال سوريا، مما أسفر عن مقتل أكثر من 50,000 شخص وتدمير سبل العيش.
إن المحظوظون الذين تمكنوا من الخروج من مبانيهم شهدوا بعيونهم على الدمار الشامل، إلا أن الشيء المرعب أكثر من مشهد المباني المنهارة هو الصمت الذي يصم الآذان.
وبينما كانت استجابة الهلال الأحمر العربي السوري والهلال الأحمر التركي سريعة جدًا، كان من الواضح من الحجم الهائل للكارثة أن هناك حاجة ماسة إلى دعم إضافي.
لحسن الحظ، كان الدعم الإقليمي والعالمي من شبكة الاتحاد الدولي سريعًا، حيث أرسلت جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر من جميع أنحاء العالم المساعدات في غضون 24 ساعة.
كانت الجمعيات الوطنية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من أوائل من وصل إلى المناطق المتضررة، بحيث تم على الفور إرسال فرق طوارئ تابعة لجمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر في الجزائر ومصر وإيران والعراق والكويت ولبنان وليبيا وفلسطين وتونس والمملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة لدعم عمليات البحث والإنقاذ وتقديم الإغاثة الطارئة.
دعونا نسمع من بعضهم عن كيف تمت الاستجابة، وإلى وجهات نظرهم حول الأزمة:
سارعت جمعية الهلال الأحمر العراقي إلى تقديم الدعم، حيث قامت بإرسال فرق الطوارئ وشحن مواد الإغاثة جواً وبراً؛ وقال رئيس الجمعية، الدكتور ياسين أحمد عباس: "هبطت طائرتان عراقيتان تحملان أطناناً من مواد الإغاثة في سوريا بعد حوالي 8 ساعات من وقوع الزلزال. أرسلنا أيضًا فريقًا من 150 متطوعًا - مع سيارات الإسعاف والعيادات المتنقلة - إلى تركيا للمساعدة في البحث والإنقاذ والإسعافات الأولية. لقد تمكنا من توفير أكثر من 300 طن من إمدادات الإغاثة حتى الآن - إلى كل من سوريا وتركيا - وهناك المزيد".
في الوقت نفسه، قام الهلال الأحمر الجزائري بحشد موارده بسرعة، وأرسل فريق طوارئ وشحنتين من مواد الإغاثة بلغ مجموعهما 185 طناً، شملت مواد غذائية ومياه وملابس وبطانيات وفرشاً وخياماً ومولدات كهربائية.
في الوقت نفسه، قام الهلال الأحمر الجزائري بحشد موارده بسرعة، وأرسل فريق طوارئ وشحنتين من مواد الإغاثة بلغ مجموعهما 185 طناً، شملت مواد غذائية ومياه وملابس وبطانيات وفرشاً وخياماً ومولدات كهربائية.
وقال نبيل دعاس، منسق فرق الإنقاذ والإسعاف في الهلال الأحمر الجزائري: "لقد شكلنا فريقًا من 26 متطوعًا تألف من طبيبان متخصصان في جراحة العظام وفريق من المتخصصين في الصحة النفسية والدعم النفسي-الاجتماعي. قدمنا الدعم في 4 مناطق مختلفة في حلب، لكن الظروف كانت صعبة جداً حيث كانت معظم المباني في خطر الانهيار، مما جعل عملنا مليء بالتحديات".
كانت التجربة مماثلة لمتطوعي جمعية الهلال الأحمر الكويتي، الذين لم يكونوا على دراية بالتحديات الهائلة التي كانت في انتظارهم.
"لقد شعرنا بالعديد من الهزات الارتدادية خلال عمليات البحث والإنقاذ، مما جعل مهمتنا أكثر صعوبة مما كانت عليه. إن أقوى هزة ارتدادية بلغت 6.4 درجة، وتسببت في المزيد من الوفيات والدمار". قال عدنان حيدر، متطوع في الهلال الأحمر الكويتي.
"لم يكن هناك مكان للنوم حيث دُمر كل شيء: المنازل، الفنادق، كل شيء. إن الأشخاص المتضررين كانوا يصطفون أمام محطات الوقود لشراء الوقود لسياراتهم التي تحولت إلى منازل مؤقتة. كان الجو شديد البرودة، لذلك قاموا باستخدام نظام التكييف في سياراتهم بهدف التدفئة، ليقوموا بعد ذلك بإطفاء سياراتهم للنوم، إما لأنهم كانوا خائفين من العودة إلى المباني أو لأن منازلهم دُمرت بالكامل"، أضاف عدنان.
فضلاً عن إرسال فرق الدعم التي تشتد الحاجة إليها، وقّع الهلال الأحمر الكويتي اتفاقية تعاون دولي بقيمة 5 ملايين دولار أمريكي لتقديم المساعدات الطارئة في المناطق المتضررة في سوريا، والتي شملت المواد الغذائية والإمدادات الطبية والبطانيات والخيام والأجهزة الكهربائية والمنازل سابقة التجهيز.
بالرغم من الجهود المتواصلة، هناك حاجة لمزيد من الدعم وفقًا لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، الذي أرسل فريقًا من 14 متخصصًا في إدارة مخاطر الكوارث، والصحة النفسية والدعم النفسي-الاجتماعي، والإسعافات الأولية.
قامت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بتقييم الوضع في سوريا وتمكنت من تحديد العديد من الثغرات، بما فيها نقص في بعض المواد الإغاثية.
قالت رنا حسن فقيه، منسقة إدارة مخاطر الكوارث في الهلال الأحمر الفلسطيني: "تمكنّا من مساعدة آلاف الأشخاص من خلال خدماتنا المختلفة؛ ومع ذلك، هناك حاجة ماسة لمزيد من الدعم".
"هناك الكثير من المساعدات القادمة، لكنها ليست كافية. هناك الكثير من الطرود الغذائية والوجبات الساخنة، وهي كافية للجميع، لكننا لاحظنا نقصاً في المواد الإغاثية الأخرى مثل حليب الأطفال وملابس الأطفال ومستلزمات النظافة واللوازم الصحية النسائية. نحن بحاجة إلى بذل المزيد من الجهود."
مع ذلك، هناك بارقة أمل، كما يقول عبدالله زغيب، الذي كان جزءًا من فريق البحث والإنقاذ التابع للصليب الأحمر اللبناني:
"لا أستطيع وصف الشعور الذي شعرنا به عندما أنقذنا امرأة حامل وطفلها من تحت الأنقاض. لم أتخيل أبدًا أنني سأشعر بالفرح والامتنان وسط هذا الدمار. كل من شهد هذه اللحظة بدأ بالاحتفال. احتفلنا بالأمل".
"إن قوة الإنسانية هي التي أعطتنا الأمل وساعدتنا على المضي قدمًا بلا توقف؛ هي التي مكّنتنا من أن نتحمل درجات الحرارة المنخفضة والبرودة القاسية، وهي التي أشعرتنا بالشبع على الرغم من أننا بالكاد تناولنا أي شيء لمدة 4 أيام على التوالي".
بعد مرور أكثر من شهر على هذه الأزمة المفجعة، تواصل فرق الصليب الأحمر والهلال الأحمر في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا دعم بعضها البعض في مواجهة الظروف الصعبة والمتغيرة.
وبينما يعيش متضرري الزلزال في أوقات تتسم بعدم اليقين، فإن المتطوعين لدينا متواجدين الى جانب الناس طالما هناك حاجة إليهم.
لقد أظهرت هذه الكارثة، أكثر من أي وقت مضى، أن هناك قوة في العمل الجماعي وقوة في شبكة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر.
اليوم العالمي للمتطوعين 2022: آمنوا بقوة اللطف
متطوعو الصليب الأحمر والهلال الأحمر متواجدين في كل مكان، ستجدهم في الشارع الذي تسكن فيه، في مجتمعك المحلّي، في كل ركن من أركان العالم. قد تكون حتى واحد منهم.
كل يوم، الملايين من المتطوعين يعامِلون الأشخاص المحتاجين إليهم بلطف واحترام، بغض النظر عمن هم أو مكان وجودهم.
سواء كان ذلك من خلال تقديم مشروب ساخن أو طعام،
الاستماع إلى شخص ما ودعم صحته النفسية،
إيصال الإمدادات الأساسية أو المساعدات النقدية إلى المجتمعات النائية،
تقديم أو تعليم الإسعافات الأولية المنقذة للحياة،
توفير مساحة آمنة للناس أثناء تنقلهم،
أو مساعدة المجتمعات على التأقلم مع تغير المناخ.
هذه الأعمال اللطيفة، حتى لو شعرت في بعض الأحيان بأنها صغيرة، تحدث فرقًا كبيرًا في حياة الأشخاص الذين يعيشون في أزمة.
لأن اللطف قوي. واللطف معدٍ، بحيث يمكن لفعل صغير واحد أن يؤدي إلى سلسلة من الأفعال.
"على مدار السنة، الملايين من المتطوعين يقدمون المساعدة ويجلبون الأمللمئات الملايين من الأشخاص حول العالم."
جاغان تشاباغين
الأمين العام للاتحاد الدولي
نحن في الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر نؤمن بمتطوعينا. نحن نؤمن بقوة اللطف.
تبدأ الإنسانية، أولى مبادئنا، باللطف.
ونعتقد أنه يمكننا جميعًا أن نكون أناس لطفاء.
"أود أن أشكر متطوعينا في الصليب الأحمر والهلال الأحمر الذين يستجيبون لكل حالة طوارئ ، في كل ركن من أركان العالم، وكذلك في هذه اللحظة بالذات".
فرانشيسكو روكا
رئيس الاتحاد الدولي
في اليوم العالمي للمتطوعين، كما هو الحال في أي يوم آخر من العام، نشكر بشدّة المتطوعين الرائعين الذين لا يمكن إيقافهم.
أنتم تستحقون كل التقدير. أنتم تستحقون كل الدعم. أنتم تستحقون كل الاحترام.
مواجهة الأسباب البيئية لأزمة الغذاء في أفريقيا
تم نشر هذا المقال أولاً على موقع الصندوق العالمي للطبيعة (WWF) هنا.
تواجه إفريقيا أسوأ أزمة غذائية منذ 40 عامًا، بحيث يعاني ما يقرب من 114 مليون شخص في جميع أنحاء إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى - وهو رقم يقترب من نصف إجمالي سكان الولايات المتحدة - من انعدامًا حادًا في الأمن الغذائي. في شرق إفريقيا، هناك 50 مليون شخص في خطر. في منطقة الساحل الأفريقي، تضاعف عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى مساعدات غذائية طارئة أربع مرات ليصل إلى 30 مليون في السنوات السبع الماضية.
أسباب هذه الأزمة الحالية متعددة، فلعب الصراع والتراجع الاقتصادي الناجم عن جائحة كوفيد-19 دورهما. ولكن الأهم من ذلك، أن القارة قد دمرتها فترات طويلة من الجفاف والفيضانات وأسراب الجراد الصحراوي - وهي مخاطر طبيعية تفاقمت بسبب تغير المناخ وتدهور الطبيعة.
إن الفئات الأكثر ضعفاً هي التي تتحمل عبء أزمة الجوع الحالية، بحيث يفقد الرجال والنساء سبل عيشهم بسبب فشل المحاصيل، وجوع الحيوانات أو موتها من العطش، وانجراف التربة. يعاني الأطفال من الجوع ويوقفون تعليمهم. تأكل النساء بكميات أقل، وتتدهور المتطلبات الغذائية والنظافة الصحية أثناء الدورة الشهرية، خاصة للفتيات الصغيرات والنساء الحوامل والمرضعات، بفعل الجفاف.
هناك حاجة ملحة للمساعدات الإنسانية المنقذة للحياة في جميع البلدان في أفريقيا. تعمل منظمات مثل جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على تكثيف أعمالها مع الاتحاد الدولي والحكومات والشركاء لتقديم هذا الدعم العاجل. لكنها تدرك، وكذلك الصندوق العالمي للطبيعة، الحاجة إلى بناء القدرة على الصمود أمام الصدمات ومعالجة الأسباب الجذرية لانعدام الأمن الغذائي.
مناخ متغير
إن العديد من الأسباب تعود للأزمة البيئية المزدوجة المتمثلة في المناخ وخسارة الطبيعة، والتي تتفاقم مع الأزمات التي تسببها عوامل أخرى مثل الفقر والصراعات. يؤدي ارتفاع مستويات الغازات الدفيئة في غلافنا الجوي - بشكل أساسي من البلدان الغنية والمتوسطة الدخل في شمال الكرة الأرضية - إلى ارتفاع درجات الحرارة، مما يخرّب أنماط الطقس والمناخ ويؤدي إلى تدهور النظم البيئية الطبيعية.
يؤدي تغير المناخ إلى تفاقم الظواهر المناخية القاسية وزيادة تواترها وتجاوزها للحدود؛ إنه يغير أنماط هطول الأمطار ويُضعف الأمن المائي والغذائي. إنه يؤثر على صحة الإنسان، كما أنه يضع ضغطًا إضافيًا على الطبيعة والتنوع البيولوجي، ويؤدي إلى تفاقم الضغوط الناتجة عن تغير طريقة استخدام الأراضي، والاستغلال المفرط، والتلوث والأنواع الغازية.
في الوقت الحاضر، يأتي حوالي 30 في المائة من جميع انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من النظم الغذائية. إن الخيارات الغذائية في المناطق الحضرية الغنية لا تؤدي إلى أزمة صحية تشمل السمنة والأمراض غير المعدية وحسب، بل إن الإفراط في استهلاك الأطعمة المُنتجة بشكل غير مستدام، والسلوكيات غير الفعالة والمسرفة، تساهم بشكل مباشر في انعدام الأمن الغذائي في أفريقيا.
وهذا يؤكد الضرورة الملحة للدول الغنية لخفض انبعاثاتها في أسرع وقت ممكن. حتى لو تخلصت جميع القطاعات الأخرى من الانبعاثات الكربونية تدريجياً بحلول عام 2050، فإن أنظمة الغذاء التي تعمل على النحو المعتاد ستنتج كل انبعاثات الكربون التي ستؤدي إلى زيادة درجة الحرارة بمقدار درجتين.
في حين تعهدت حوالي 89 دولة بالوصول إلى صافي الانبعاثات الصفري بحلول منتصف هذا القرن (وهو مازال جهد غير كافي للحد من الوصول الى احترار مقداره 1.5 درجة مئوية)، إلا أن القليل منها قد طور حتى الآن مجموعة من السياسات واللوائح التي ستضعهم على مسار صافي الصفر.
تحتاج العديد من المجتمعات الضعيفة في إفريقيا إلى الدعم في مواجهة الصدمات المناخية من خلال تعزيز قدرتها على الاستجابة، والحد من تعرضها للمخاطر وبناء قدرتها على الصمود.
هناك الكثير مما يمكن وينبغي القيام به لمساعدة المجتمعات والنظم الإيكولوجية المعرضة للخطر في أفريقيا اليوم وفي العقود القادمة.
يجب الاستثمار بشكل عاجل في مساعدة المجتمعات الضعيفة على التكيف مع الآثار الحالية لتغير المناخ، ولأن تصبح أكثر قدرة على الصمود أمام الصدمات المناخية التي لم تأت بعد. يتضمن ذلك بناء تفاهم مشترك، وتأمين التمويل وسن السياسات حتى تتمكن الحكومات والمنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص في أفريقيا من تحديد التهديدات التي تشكلها آثار تغير المناخ وتنفيذ الحلول العاجلة اللازمة لمساعدة السكان المحليين على التكيف.
الرابط بين المناخ والطبيعة
هناك أيضًا حلول مهمّة مستمدة من الطبيعة للتخفيف من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري ومساعدة المجتمعات على التكيف وعلى أن تكون أكثر قدرة في الصمود أمام تغير للمناخ.
إن الأرض والمحيطات والمياه العذبة حول العالم تمتص وتخزن نصف الانبعاثات التي تنتجها البشرية كل عام: ستكون حماية النظم البيئية واستعادتها وتعزيزها أمرًا بالغ الأهمية للتصدي لتغير المناخ. يمكن أن تكون النظم الغذائية أيضًا جزءًا رئيسيًا من حل أزمات الطبيعة والمناخ.
يمكن أن يساعد الاستثمار في الحلول المستمدة من الطبيعة - مثل اعتماد ممارسات زراعية إكولوجية لإنتاج الغذاء، أو الحفاظ على الغابات، أو حماية الأراضي الرطبة أو تعزيز النظم البيئية الساحلية - على تخزين الانبعاثات، وحماية المجتمعات من الظواهر المناخية القاسية، وتوفير الغذاء والوظائف والموائل. يمكن لمثل هذه الحلول، إذا كانت عالية الجودة ومصممة جيدًا وممولة بشكل صحيح، أن تساعد في بناء القدرة على الصمود أمام تغير المناخ.
ولكن بالإضافة إلى المشاريع الفردية، يجب دمج تأثيرات المناخ ونقاط الضعف وحماية الطبيعة في عمليات صنع القرار في القطاعين العام والخاص على جميع المستويات في جميع أنحاء القارة. إن مدى التحدي الذي يفرضه المناخ وخسارة الطبيعة يعني أنه يجب أخذها في عين الاعتبار على صعيد جميع مستويات صنع القرار ومن قبل الفاعلين الاقتصاديين الكبار والصغار.
تتطلب أزمة الغذاء الحالية التي يواجهها الملايين في جميع أنحاء أفريقيا مساعدات إنسانية عاجلة. ولكن بدون استجابة أكثر شمولاً، وطويلة الأمد، وبقيادة محلية، ومرتكزة على الناس، لتغير المناخ وخسارة التنوع البيولوجي، فإن الموارد الإنسانية ستصل إلى ما بعد نقطة الانهيار.
-
يدخل الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في شراكة مع الصندوق العالمي للطبيعة، أكبر منظمة للحفاظ على البيئة في العالم، للعمل مع الطبيعة وحماية الناس من أزمة المناخ. اضغط هنا لمعرفة المزيد عن شراكتنا.
النيجر: يجب اتخاذ إجراءات عاجلة بينما يسيطر الجوع على المجتمعات
الوقت مبكر من صباح يوم حار من شهر يوليو/تموز 2022. شوهدت طوابير طويلة من الناس في فناء مدرسة جورو كيري الابتدائية، في إحدى الضواحي النائية لمدينة نيامي، عاصمة النيجر. يستضيف الموقع نقطة توزيع للمساعدات النقدية من قبل الصليب الأحمر في النيجر للمجتمعات المتضررة من أزمة الجوع في البلاد. كان بوبكر الزومة، وهو مزارع يبلغ من العمر 76 عامًا، من بين أوائل الواصلين.
يقول بوبكر، متكئًا على عصا المشي منتظراً حصوله على الدعم: "لم أكن لأفوت هذا، حيث لم يكن هناك شيء لأعده في المنزل اليوم. إنه من المحرج أن أقول هذا، ولكن هناك أيام حيث لا يوجد أي شيء لنأكله في المنزل".
إن مواسم الحصاد السيئة خلال العام الماضي نتيجة لعدم انتظام هطول الأمطار، دفعت عائلة بوبكر إلى حافة المجاعة. لم يكن قادرًا على حصاد أكثر من كيسين فقط من الطعام من حقله الذي تبلغ مساحته هكتارين، ويشمل الدُّخن والذرة الرفيعة واللوبيا - وهو ما لا يكفي لإطعام أطفاله البالغ عددهم 21. لمواجهة الجوع، اتخذ بوبكر القرار الصعب ببيع كل ماشيته.
"أكبر آمالنا هو هطول كمية جيدة من الأمطار هذا العام، وإلا فستكون كارثة مرة أخرى."
بعد تلقي أموال من الصليب الأحمر في النيجر، سارع بوبكر لشراء الطعام. لولا هذه المساعدة، لكانوا أفراد عائلته قد ناموا جائعين.
لقد أثرت أزمة الجوع على 4.4 مليون شخص في النيجر وهي نتيجة آثار الصدمات المناخية وانعدام الأمن. قصة بوبكر تشبه قصص الكثيرين غيره.
ولمساعدة الناس على التأقلم، قدم الصليب الأحمر في النيجر مساعدات نقدية لحوالي 6000 أسرة متضررة في جميع أنحاء البلاد منذ مايو/أيار، بدعم من الاتحاد الدولي وشركاء آخرين من الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر. تشمل المساعدة أيضًا طرودًا غذائية في بعض المناطق وعلفًا للماشية لمساعدة الأسر الزراعية على حماية سبل عيشهم.
كما يقوم الصليب الأحمر في النيجر بإنشاء مراكز تغذية مجتمعية لفحص الأطفال المصابين بسوء التغذية وإحالتهم إلى المراكز الصحية. لكن هناك الكثير مما ينبغي عمله للحيلولة دون تفاقم الوضع.
يقول تييري بالوي، رئيس بعثة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في النيجر: "هناك حاجة إلى استجابة سريعة ومعززة لإنقاذ الأرواح، حيث دفع موسم العجاف المبكر العديد من العائلات نحو نقطة الانهيار".
إن حجم أزمة الجوع دفع الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر إلى إطلاق نداء طوارئ بقيمة 5 ملايين فرنك سويسري في مايو/أيار لدعم الصليب الأحمر في النيجر في مساعدة 283,000 شخص (40,547 أسرة). سيتم استخدام الأموال التي يتم جمعها لتوفير المساعدات النقدية، والتغذية وتعزيز سبل العيش للأشخاص الأكثر ضعفاً، فضلاً عن بناء القدرة على الصمود على المدى الطويل. ولكن اعتبارًا من يوليو/تموز 2022، تم تمويل النداء بنسبة 30% فقط.
لا يزال مستقبل بوبكر ومستقبل العديد من المزارعين الآخرين مثله في النيجر مجهول؛ لكن على الرغم من التحديات التي يواجهها هو وعائلته، إلا أنه لا يزال يأمل:
"إذا تلقيت مساعدة نقدية ثانية وكانت المحاصيل المقبلة جيدة، فسوف أشتري ماشية. سيساعدنا هذا على التأقلم مع موسم العجاف القادم"، قال بوبكر.
اليوم العالمي للنظافة الصحية أثناء الدورة الشهرية: #نحن_ملتزمون بتحدي وصمة العار والإقصاء والتمييز
في جميع أنحاء العالم، تواجه ملايين النساء والفتيات* وصمة العار، الإقصاء والتمييز نتيجة قيام أجسادهن بوظيفة طبيعية تماماً: الدورة الشهرية.
إنّ المواقف السلبية والمعلومات الخاطئة عن الدورة الشهرية تحدّ من إمكانات النساء والفتيات. غالباً ما تفوتهن فرص التعليم والعمل - إمّا بسبب نقص مرافق النظافة والمنتجات التي تمكنهن من ممارسة حياتهن اليومية بسهولة أثناء الدورة الشهرية، أو لأنّهن مثقلات خوفاً من العار والإحراج من مجتمعاتهن.
كذلك، إنّ سلامة النساء والفتيات تكون عرضة للخطر. فمن دون مرافق النظافة المناسبة، تضطر النساء إلى الذهاب إلى العراء للتعامل مع الإحتياجات التي تفرضها الدورة الشهرية - مما يعرّضهن للخطر الجسدي والأذى النفسي. وفي بعض الحالات، أدت وصمة العار إلى خسارة النساء والفتيات حياتهن بشكل مأساوي.
في الإتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، # نحن_ملتزمون بتحدي وصمة العار، الإقصاء والتمييز، وتحسين المعرفة بشأن إدارة النظافة الصحية أثناء الدورة الشهرية (MHM)، المهارات والبرامج في جمعياتنا الوطنية المرتبطة بهذا الأمر.
نحن نعمل على رفع معايير إدارة النظافة الصحية أثناء الدورة الشهرية عبر شبكتنا - كجزء من برامج المياه، الصرف الصحي، والنظافة الشخصية (WASH) طويلة الأجل، وكذلك أثناء الاستجابة لحالات الطوارئ، لأنّ الدورة الشهرية لا تتوقف في حالة الطوارئ!
نحن نركّز على ثلاث مجالات رئيسية:
توفير الفوط والمواد الصحية للدورة الشهرية كجزء من مساعدتنا الإغاثية
إشراك المجتمع لإزالة الغموض حول الدورات الشهرية، تثقيف النساء والفتيات حول كيفية إدارتها بأمان، وتحدي المواقف السلبية – خصوصاً بين الرجال والفتيان. يتضمّن هذا أيضاً الدعوة إلى المزيد من أنشطة إدارة النظافة الصحية أثناء الدورة الشهرية وأفضلها مع الحكومات.
إنشاء مرافق المياه والصرف الصحي والنظافة الشخصية المصممة لتلبية الإحتياجات الإضافية للنساء والفتيات في فترة الحيض.
وبالفعل، تقوم العديد من جمعياتنا الوطنية بعمل رائع في هذا المجال. دعونا نلقي نظرة على بعضها!
لبنان
بدعم من صندوق الإبتكار الإنساني، وهو برنامج تديره ELRHA، قام الصليب الأحمر اللبناني بالشراكة مع الإتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، الصليب الأحمر البريطاني، وشركة ARUP الإستشارية بتطوير إدارة النظافة الصحية أثناء الدورة الشهرية عبر انشاء مراحيض صديقة للإناث ومرافق للاستحمام/ والغسيل. وقد تمّ التركيز على النساء اللواتي يعشن في مخيمات غير رسمية بالقرب من الحدود السورية.
وعلمت فرق الصليب الأحمر اللبناني في حوارها مع النساء في هذه المخيمات أنّ النساء يستخدمن بشكل أساسي الفوط الصحية التي تستعمل لمرة واحدة خلال فترات الحيض، أو قطعة قماش في حالات الطوارئ، والتي يقمن باحراقها بعد استخدامها لمرة واحدة. وأوضحت النساء أنّه إذا كان لديهن مساحة خاصة وآمنة يمكن الوصول إليها ومنفصلة عن مرافق الرجال، وطرق منفصلة للتخلص من الفوط المستخدمة، سوف يضعهن في سلة المهملات.
وبناءً على ذلك، قام الصليب الأحمر اللبناني بتجربة تصميمات فنية لمرافق المياه والصرف الصحي والنظافة في حالات الطوارئ، أخذاً احتياجات هؤلاء النساء في الإعتبار. وقام بتطوير دليل يمكن مواءمته واستخدامه من قبل الجمعيات الوطنية والشركاء الآخرين - والذي يتضمّن توصيات حول أفضل طريقة للتعامل مع النساء والفتيات حول احتياجاتهن الشهرية بطريقة حساسة وفعّالة. انقر هنا لقراءة المزيد عن المشروع.
باكستان
على الرغم من أنّ الحيض يعتبر أمراً طبيعياً وعلامة على نضج النساء في باكستان، إلا أنّه يُنظر إليه أيضاً على أنّه أمر قذر ومخزي وشيء يجب التعامل معه في صمت. يتحمّل الرجال بشكل عام مسؤولية اتخاذ القرار بشأن المرافق والخدمات الصحية المتعلقة بالحيض المقدمة للنساء والفتيات، ونادراً ما يتمّ إشراك النساء والفتيات أو التشاور معهم بشأن احتياجاتهن.
ولذلك، عمل الصليب الأحمر السويسري مع جامعة الآغا خان في باكستان لإنشاء زوايا خاصة لإدارة النظافة الصحية أثناء الدورة الشهرية داخل المستشفيات - أماكن آمنة حيث يمكن للنساء والفتيات تلقي المعلومات والاستشارات حول النظافة الصحية أثناء الدورة الشهرية والصحة الإنجابية. وقد أجروا جلسات كيفية صنع الفوط الصحية مع الرجال والنساء لزيادة الوعي بممارسات النظافة الجيدة. وقد حددوا "أبطال إدارة النظافة الصحية أثناء الدورة الشهرية" المؤثرين الذين ينشرون هذه المعرفة، ويواجهون وصمة العار في مجتمعاتهم.
ملاوي
بالنسبة للعديد من الفتيات في ملاوي، لا تزال إدارة دوراتهن الشهرية تشكّل تحدياً بسبب نقص الوصول إلى المعلومات، المنتجات الصحية، مرافق المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية الملائمة - لا سيما في المدارس.
لذلك، أجرت جمعية الصليب الأحمر في ملاوي، بدعم من الصليب الأحمر السويسري، بحثاً متعدد الأساليب مع أكثر من 500 طالب مدرسة لفهم معرفة الفتيات والفتيان ومواقفهم وممارساتهم حول الدورات الشهرية.
واكتشفوا أنّ:
أكثر من نصف الفتيات اللاتي تحدثن إليهن لم يسمعن قط عن الدورة الشهرية قبل أن تحدث لهن
الفتيات ذوات الإلمام المتزايد استخدموا ممارسات إدارة النظافة الصحية أثناء الدورة الشهرية بشكل أفضل وتغيبوا عن المدرسة بدرجة أقل
ومن المثير للاهتمام، أنّ معرفة الأولاد المتزايدة حول إدارة النظافة الصحية أثناء الدورة الشهرية ارتبطت بمستويات أعلى من المضايقة للفتيات، وأدت لتغيّب أكثر للفتيات خلال دوراتهن الشهرية.
ومنذ ذلك الحين، استخدمت جمعية الصليب الأحمر في ملاوي هذا البحث لإثراء عملهم في مجال إدارة النظافة الصحية أثناء الدورة الشهرية، بما يلبي احتياجات الفتيات بشكل أفضل. وشيدوا مراحيض صديقة للإناث في المدارس، وأنتجوا منتجات نظافة الدورة الشهرية قابلة لإعادة الاستخدام، وقدموا تدريباً للمعلمين ومجموعات أولياء الأمور، وقاموا بمناصرة المزيد من الأنشطة الصحية المتعلقة بالدورة الشهرية على مستوى المجتمع والمقاطعة.
الأرجنتين
خلال جائحة كوفيد-19، وُجد أن المتحولين جنسياً في الأرجنتين يواجهون صعوبة في الوصول إلى مواد النظافة الخاصة بالدورة الشهرية. وبالتنسيق الوثيق مع منظمتين محليتين متخصصتين تدعمان وتدافعان عن المتحولين جنسياً، وزع الصليب الأحمر الأرجنتيني مجموعة أدوات النظافة الشخصية، التي تضمنت الفوط الصحية، السدادات القطنية، وكؤوس الحيض.
وقدّم الرجال المتحولين جنسياً توصيات واختاروا أدوات الحيض المناسبة لحزمة النظافة الشخصية. وقد رافق توزيع الحزم ورش عمل افتراضية عن الصحة الجنسية والاستخدام الصحيح لكؤوس الحيض. كما أنشأ الصليب الأحمر الأرجنتيني خطاً هاتفياً للاستشارات الصحية لتقديم الدعم النفسي والاجتماعي لأي شخص يحتاج إليه.
اطلع على مصادر التعلّم ومزيد من المعلومات حول إدارة النظافة الصحية أثناء الدورة الشهرية
اكتشف المزيد من دراسات الحالة من أنشطة إدارة النظافة الصحية لجمعياتنا الوطنية في هذه المجموعة
اكتشف ثروتنا من التوجيهات العملية، الأدوات، وموارد المناصرة حول النظافة أثناء الدورة الشهرية على موقع WASH المخصص لذلك هنا
قم بزيارة صفحة الإمداد بالمياه، الإصحاح والنهوض بالنظافة (WASH) المخصصة على موقع الإتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر
قم بزيارة صفحة حملة اليوم العالمي لنظافة الدورة الشهرية لمزيد من المعلومات حول موضوع هذا العام
اتصل بمسؤولة شؤون الإمداد بالمياه، الإصحاح، و النهوض بالنظافة الشخصية في قسم الصحة العامة، ألكسندرا ماتشادو، لأي أسئلة متعلقة بإدارة النظافة الصحية أثناء الدورة الشهرية: [email protected]
--
* ندرك بأنّه ليس كل من تأتيه الدورة الشهرية يعرف بأنّه امرأة ، وليس كل النساء لديهن دورة شهرية.
الإتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر يزيد مساعداته النقدية للأشخاص المتضررين من النزاع في أوكرانيا
مع مرور ثلاثة أشهر على النزاع الدائر في أوكرانيا، قام الإتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر (IFRC) بتوزيع مساعدات مالية بلغ مجموعها أكثر من 4.3 مليون فرنك سويسري على آلاف الأشخاص المتضررين من النزاع.
وقالت رئيسة عمليات الطوارئ في الإتحاد الدولي للاستجابة للأزمة الأوكرانية، آن كاثرين مور: "كلما طال النزاع، ازدادت الاحتياجات. إنّ الكلفة لتوفير الضروريات الأساسية، مثل الفاكهة والخضروات الطازجة آخذة في الإرتفاع. كذلك تمّ الإبلاغ عن ارتفاع في كلفة الوقود وإيجارات الشقق. فقد الملايين من الناس وظائفهم، فيما تتضاءل مدخراتهم. من خلال تطبيق الهاتف المحمول الجديد، تمكنا من زيادة دعمنا لمساعدة الأشخاص الذين يواجهون هذه التحديات المالية ".
وتتيح التكنولوجيا الجديدة للإتحاد الدولي والجمعيات الوطنية المستجيبة الوصول إلى الناس على نطاق واسع وتقديم المساعدة النقدية رقمياً. وقد تمّ تقديم تطبيق الهاتف المحمول بنجاح في رومانيا، حيث يسمح للاجئين بالتسجيل الذاتي للحصول على المساعدة عبر الإنترنت، مما يلغي الحاجة والتكلفة المترتبة على الاضطرار إلى السفر إلى مواقع مركزية.
وسيتمّ قريباً توسيع التطبيق ليشمل بولندا وسلوفاكيا، حيث يتمّ بالفعل تقديم المساعدة النقدية عبر الأساليب التقليدية مثل التسجيل الشخصي، ومن ثم في أوكرانيا والدول المجاورة الأخرى.
وتضيف مور: "هذا هو أسرع ما قدمنا من أموال نقداً على الإطلاق على هذا النطاق. من المحتمل أن يكون عامل تغيير في عملنا ليس فقط في هذه الاستجابة، ولكن أيضاً في العمليات المستقبلية".
إنّ المساعدة النقدية هي طريقة فعّالة لدعم الأشخاص المتأثرين بالنزاع وتحفظ كرامتهم، مما يسمح لهم بشراء السلع التي يريدونها وفق احتياجاتهم الفردية، ومن شأنها دعم الاقتصادات المحلية أيضاً. إنّه جزء من استجابة الصليب الأحمر والهلال الأحمر المتكاملة والواسعة النطاق للنزاع، والتي تشمل أيضاً توفير الرعاية الصحية والإسعافات الأولية والدعم النفسي والاجتماعي وتوزيع الضروريات المنزلية الأساسية.
وفي حديثها عن الخطوات التالية، قالت مور: "لا يوجد حل قصير الأمد لاحتياجات أكثر من 14 مليون شخص أُجبروا على الفرار من منازلهم. نحن نعلم حتى لو انتهى الصراع غداً، فإنّ إعادة البناء والتعافي ستستغرق سنوات. لقد فقد الناس منازلهم وسبل عيشهم وحصولهم على الرعاية الصحية في الوقت المناسب. سيدعم الإتحاد الدولي جمعيات الصليب الأحمر الوطنية في المنطقة، وسيكون موجوداً لمساعدة الناس الآن، وفي الأشهر والسنوات المقبلة".
--
شاهد: ردنا بعد 3 أشهر
خلال الأشهر الثلاثة الماضية:
تمكنا معاً من تزويد أكثر من 2.1 مليون شخص بالمساعدات المنقذة للحياة داخل أوكرانيا وفي البلدان المجاورة. فـ 1من كل 10 أشخاص اضطروا إلى الفرار من ديارهم بسبب الصراع.
على طول مسارات السفر داخل وخارج أوكرانيا، أنشأنا 142 نقطة خدمة إنسانية في 15 دولة لتوفير بيئة آمنة الفارين. هناك، يتلقون الخدمات الأساسية مثل الطعام، مستلزمات النظافة، البطانيات، المياه، الملابس، الإسعافات الأولية، الدعم النفسي والاجتماعي، المعلومات، والمساعدة المالية.
في المجموع، قمنا بتوزيع 2.3 مليون كيلوغرام من المساعدات.
71000متطوع من الصليب الأحمر والهلال الأحمر يستجيبون للأزمة.
في طريقي إلى أوروبا لم أكن أخشى الموت - بل الموت دون أن أحاول
نُشرت هذه المقالة في الأساس على موقع Politico
البحث عن الأمان، كان هدفي. لم أكن أفكر في المدن أو البلدات الأوروبية. أردت فقط أن أكون بأمان. لهذا السبب غادرت بلدي، ولذلك لم أتوقف حتى في البلدان المجاورة - كان علي الاستمرار في التحرك، أولاً عبر السودان وليبيا، ثم على متن قارب خشبي عبر البحر الأبيض المتوسط، حيث التقطتني في النهاية سفينة إنقاذ. لقد مرّت أكثر من 10 سنوات على ذلك، وأنا أعيش الآن في إيطاليا. لكن من خلال عملي، أجد نفسي أعيش هذه التجربة مراراً وتكراراً.
إنّ أهم جزء في عملي هو إخبار الأشخاص الذين ننقذهم: "أنتم بأمان". يبدو الأمر كما لو أنني أخبر أمهاتهم إخوانهم، أخواتهم، وجميع قراهم أيضاً بذلك. أحتفل بهذه اللحظة معهم، وبإنقاذ اراوحهم. لأنّ الكثير من الآخرين الذين غرقوا لم يتسن لهم سماع هذه الكلمات أبداً.
في الأشهر القليلة الماضية، شهدنا تضامناً هائلاً مع أولئك الفارين من الحرب في أوكرانيا، والذي يعتبر مصدر إلهام بشكل لا يصدق. ومع ذلك، فإنّ مشاهدة الاستعداد الكامل لمساعدة ضحايا هذه الأزمة، في حين ينتهي المطاف بكثيرين ممن يفرون من المعاناة والاضطهاد في أماكن أخرى في قاع البحر، يدفعني الى التساؤل: هل هناك حقاً اختلاف في قيمة الأرواح البشرية؟
لم يكن خياري الأول القيام بمثل هذه الرحلة الخطيرة بحثاً عن الأمان بعيداً عن المنزل. لكنّ الافتقار إلى القنوات القانونية المتاحة للوصول إلى الحماية الدولية جعلها خياري الوحيد - لقد كانت ضرورية. وبينما تتجادل الدول بشأن سياسات وممارسات الهجرة، بالنسبة لنا كمتطوعين، يتعلّق الأمر ببساطة بإنقاذ الأرواح وتخفيف المعاناة.
عندما غادرت إريتريا قبل 20 عاماً، هرباً من الخدمة العسكرية الإجبارية وبرامج العمل القسري، لم أكن أعرف أين تقع أوروبا، وكيف تبدو أو كيف أصل إلى هناك. لم يخطر ببالي أيضاً أنني كنت أقول وداعاً لعائلتي ولبلدي للمرة الأخيرة. مثل إخوتي وأخواتي في أوكرانيا اليوم، كان همي الوحيد هو تجنب ان أصاب بطلقات رصاص. وأنا واحد من القليلين الذين يعيشون في ذلك الجزء في العالم، وحالفني الحظ بما يكفي للوصول إلى مكان آمن في النهاية.
عندما كنت أسافر عبر الصحراء في ليبيا، رأيت مجموعة من الناس - نساء ورجالاً وأطفالاً- ممددين فوق بعضهم البعض، وهم عراة. سألت السائق لماذا كانوا عراة، فأخبرني أنّ سيارتهم تعطلت، وأنّهم أحرقوا كل شيء بما في ذلك ملابسهم الخاصة، في محاولة لجذب الانتباه. ما فائدة الملابس على كل حال عندما يواجه الإنسان الموت؟ كانوا مجرد بعض الأشخاص المجهولين، الذين جاءوا إلى العالم عراة، وتركوا عراة. الناس البعيدون عن الأنظار اضطروا إلى حرق كل شيء على أمل أن يراهم أحد.
حتى ذلك لم يكن كافياً.
إنك تقابل تجار الموت في ليبيا أيضاً - أولئك الذين ينظمون الرحلات للمغادرة بالقوارب، والذين هم أملك الوحيد في الهروب من هذا الجحيم. عندما تختبر مدى فظاعة الحياة – السجون، التعذيب، والعصابات وأسواق العبيد - فأنت لا تخشى الموت، لكنك تخشى الموت من دون أن تحاول.
عندما وصلت أخيراً إلى الساحل وتوجهت نحو القارب المنتظر، بالكاد استطعت المشي من الخوف والأمل. رأيت أمهات يرمين أطفالهن على القارب ويتبعنهم. لم أتساءل لماذا ترمي الأم طفلها داخل هذا القارب الصغير. كنت على يقين من أنّ ما رأته من قبل يجب أن يكون أفظع من البحر وظلامه.
انطلقنا في الليل. إذ، يحين الوقت عندما لا تستطيع فيه رؤية أحد، ولا حتى نفسك، ولكنك تبقى فقط تسمع الصلاة والبكاء والأنين. في تلك اللحظة، تكون أصوات الأطفال هي المصدر الوحيد لليقين بأنك ما زلت على قيد الحياة.
.بقينا في البحر على هذا النحو لمدة ثلاثة أيام، حتى عثرت علينا سفينة الإنقاذ
قد يتساءل المرء لماذا يقرر شخص ما المرور بكل هذا. لكن انظروا فقط إلى ما يحدث في البلدان التي يأتي منها الناس: المعاناة التي يسببها الصراع، الجوع، الفقر، تغيّر المناخ، والعديد من العوامل الأخرى التي غالباً ما تكون موجودة في البلدان المجاورة أيضاً. و
أولئك الذين يغادرون لا يفعلون ذلك فقط لأنفسهم - فهم يمثلون استثماراً لعائلاتهم ومجتمعاتهم. واحد من أصدقائي يرسل الأموال التي يكسبها إلى المنزل لبناء مدرسة في قريته، فيما يقوم أخر بتمويل الحصول على المياه الصالحة للشرب. الأموال التي يرسلها المهاجرون في جميع أنحاء العالم إلى أوطانهم تزيد ثلاث مرات عما يأتي من مساعدات إنسانية.
لقد أظهرت لنا أزمة أوكرانيا والاستجابة لها الآن ما هو ممكن عندما نضع الإنسانية في المرتبة الأولى، عندما يكون هناك تضامن عالمي وإرادة لمساعدة وحماية الفئات الأكثر ضعفاً. يجب أن يمتد هذا ليشمل كل محتاج، من أينما أتى.
لا ينبغي لأحد أن يختبر ما مررت به - في بلدي أو في رحلة الهجرة أو عند وصولي إلى أوروبا.
يستحق الجميع سماع الكلمات، "أنتم بأمان".
نزاع أوكرانيا: كيف يقدّم الصليب الأحمر الدعم الحيوي للأشخاص الذين يغادرون البلاد
وصلوا إلى الحدود بين أوكرانيا وسلوفاكيا مرهقين بعد يومين أو ثلاثة أيام من السفر. بعضم اتى بالسيارة، فيما أتى آخرون سيراً على الأقدام، وهم يحملون الحقائب أو يجرونها.
منذ أواخر فبراير/شباط، فرّ نحو 6 ملايين شخص من أوكرانيا بحثاً عن الأمان في بلدان أخرى.
هناك نساء وأطفال. الكثير الكثير من الأطفال. الرجال القلائل في الطابور يبدون أكبر سناً، في حين بقي الأصغر سناً إلى حد كبير لدعم بلادهم في الصراع.
يساعد الصغار الكبار المرهقين والقلقين على حمل القليل من أغراضهم الثمينة، التي تمكنوا من الفرار بها. يرتدون حقائب الظهر وعليها دمى الدببة. فتاة صغيرة حملت حقيبة حفاضات خاصة بها. في حين أن بعض الصغار يتشبثون بأمهاتهم بكل ما تستطيع أيديهم الصغيرة، يركض الأكبر سناً بينهم، متحمسين للمغامرة التي قيل لهم إنهم يخوضونها. تتدافع أمهاتهم لإبقائهم الى جانبهن.
يأتي الناس إلى هذه الحدود عند معبر أوزهورود طوال ساعات النهار والليل، حيث يرحّب بهم متطوعو الصليب الأحمر الأوكراني. أنّهم يزودنهم بالمعلومات، الطعام، المشروبات الساخنة، الملابس والبطانيات، وهم يرتدون زي الطوارئ الأحمر النابض بالحياة، ويساعدونهم في حمل أغراضهم حتى المعبر الحدودي. وحين يحتاج البعض إلى كراسي متحركة، يقفز المتطوعون للمساعدة. بمجرد عبورهم الحدود، يستقبلهم متطوعون من الصليب الأحمر السلوفاكي.
أولكساندر بودنار، رجل يبلغ من العمر 23 عاماً، وهو يرأس الفريق التطوعي للصليب الأحمر الأوكراني في أوزهورود، على الحدود الغربية للبلاد. على مدار 24 ساعة في اليوم، و7 أيام في الأسبوع، يتناوب الفريق للعمل عند هذا المعبر.
يقول: "أعضاء فريقي هم أروع الناس على وجه الأرض". "لدينا الكثير من الأشخاص الطيبين الذين انضموا إلينا. لدينا 130 متطوعاً سجلوا أنفسهم منذ بدء الصراع. كثير من الممرضات والأطباء".
المهارات الطبية تحظى بتقدير كبير. في مبنى شُيّد حديثاً، أنشأ الصليب الأحمر عيادة صغيرة مليئة بأغذية وحفاضات للأطفال، حيث تصطف الأسر على جانب واحد من العيادة ولا سيما المسافرين المرهقين، ولو لفترة قصيرة فقط. هنا يقوم المتطوعون بتقديم الإسعافات الأولية الأساسية. يشتكي العديد من كبار السن من ارتفاع ضغط الدم. يقوم متطوعون مدربون بفحص ضغطي وإخباري بانّه على ما يرام في معظم الأحيان. إنّهم يرزحون تحت ضغط شديد، وبعضهم يعاني من نوبات هلع - رد فعل طبيعي خلال حدث غير طبيعي.
يشارك أولكسندر قصة عن امرأة مُسّنة كانت تغادر بلدها الحبيب مع زوجها، الذي خضع للتو لعملية جراحية:
"جثت على ركبتيها وطلبت من الله أن يحفظ بلادها. وقالت: يا عزيزتي أوكرانيا، أرجوك سامحني. لا أريد أن أتركك، لكن لا بد لي من ذلك ".
لقد ملأت الدموع عيون أولكسندر، وهو يساعد الزوجين على الإقتراب من المعبر الحدودي.
--
يدعم الإتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر الصليب الأحمر الأوكراني والعديد من جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر الأخرى في البلدان المجاورة لمساعدة الأشخاص المتضررين من النزاع في أوكرانيا. تعرّف على المزيد عن عملنا هنا.
الإتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر أُنشئ لتعزيز اللطف - اللطف مطلوب أكثر من أي وقت مضى
"العالم ينزف، وهو في حاجة للمساعدة الآن".
كلمات تحذير صارخة أطلقها زعيم إنساني هزته حرب وحشية والعيش في ظلّ جائحة عالمية.
لم أكتب هذه الكلمات. لقد كتبها هنري دافيسون، رئيس الصليب الأحمر الأميركي، في العام 1919.
كانت فكرته الكبرى أنّ جمعيات الصليب الأحمر في العالم - التي تمّ إنشاؤها بعد إنشاء الحركة من قبل الحائز على جائزة نوبل هنري دونان في العام 1863 - يجب أن تتحد كقوة للخير في جميع الأوقات، وليس فقط أثناء الحروب. يؤمن دافيسون بقوة بأنّ اللطف والخبرة التي أظهرها متطوعو الصليب الأحمر يجب أن يستفاد منها لخدمة الإنسانية في أوقات أخرى أيضاً.
وهكذا، وُلدت رابطة جمعيات الصليب الأحمر في الخامس من أيار (مايو) في العام 1919. وكانت هناك خمس جمعيات مؤسِّسة للصليب الأحمر - تلك التابعة للولايات المتحدة الأميركية، إيطاليا، اليابان، فرنسا، والمملكة المتحدة. وبحلول نهاية ذلك العام، بات عدد أعضاء العصبة 30 عضوا.ً
في العام 1991، باتت الرابطة تُعرف بالإتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر. لدينا الآن 192 جمعية وطنية عضو، والمزيد في طور التكوين.
لقد ظل جوهر الفكرة على حاله، بينما نما نطاق شبكة الإتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر بشكل كبير، من حيث الإمتداد والتأثير.
في العام 2020، قدّم نحو 14.9 مليون متطوع من الصليب الأحمر والهلال الأحمر الدعم إلى أكثر من 688 مليون شخص تضرروا من الكوارث، وغيرها من أعمال الاستجابة لحالات الطوارئ؛ كما ساعدوا حوالي 306 مليون من خلال الأنشطة الصحية، وزودوا نحو125 مليون بالمياه النظيفة والصرف الصحي.
بالفعل هذه أرقام مثيرة للإعجاب، لكنّ حجم الاحتياجات الإنسانية يتزايد باستمرار كل عام. في الوقت الحالي، يحتاج عدد لا يحصى من الأشخاص في جميع أنحاء العالم إلى دعم عاجل.
إنّ الصراع في أوكرانيا والضغط الواقع على البلدان المجاورة لها هو مجرد مثال واحد. الأضرار المادية، الاجتماعية، والاقتصادية المستمرة التي تسببت بها جائحة كوفيد-19 العالمية مثال آخر. إلى جانب هذه الكوارث، هناك تهديد دائم ومتفاقم يشكّله تغيّر المناخ.
في ظلّ هذه التحديات المماثلة، هل يمكن لفكرة بسيطة - مثل تلك التي أدت في عام 1919 إلى ما يعرف الآن باسم الإتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر - أن تساعد في شفاء العالم؟ أعتقد أنّها تستطيع - وستفعل. نحن نعلم ما يصلح، وقد أثبتنا ذلك لأكثر من قرن.
إنّه يتجسد بإنسان يمد يده لدعم إنسان آخر في أزمة، على مستوى المجتمع، حيث تكون هناك حاجة ماسة إليه دائماً.
إنّه يضمن حصول المتطوعين المحليين والمنظمات المحلية على الموارد والتدريب، وكذلك الدعم الدولي الكثير (أو القليل منه) الذي يحتاجون إليه للاستجابة للكوارث والأزمات.إنّه للتأكد من أنّ أصواتهم مسموعة ومصالحهم ممثلة على المسرح الدولي.
وهو يحرص على تقديم هذا الدعم للمجتمعات والأفراد الأكثر تهميشاً، بغض النظر عن مكان وجودهم، ومن دون أي تمييز بشأن هويتهم.
إنّه - ببساطة - اللطف.
شخصياً، لقد انضممت لأول مرة إلى جمعيتي الوطنية، الصليب الأحمر النيبالي، كمتطوع منذ أكثر من ثلاثة عقود. لقد كنت مصدر ثقة - وبالتالي كنت قادراً على مقابلة ودعم الأشخاص الأكثر احتياجاً - لأنني كنت جزءاً من مجتمعهم، تحدثت لغتهم، وفهمت مخاوفهم. والمفتاح لفهم ما يحتاجه الناس هو اللطف.
على مر السنين، تطوّر الإتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر جنباً إلى جنب مع المجتمعات التي ندعمها. لقد قمنا بتكييف طرق عملنا، ووسّعنا خبرتنا مع ظهور نقاط ضعف وضغوط مختلفة، وكنا نتمتع بالمرونة الكافية لريادة نهج جديدة للدعم الإنساني ومن ثم تعميمها.
لقد قمنا بقيادة عملية تطوير المساعدة النقدية وقبولها على نطاق واسع باعتبارها الطريقة الأكثر فعالية والأكثر احتراماً لدعم الأشخاص المحتاجين. في النهاية، يجب ألا يخسر الأشخاص الذين فقدوا كل شيء سواء ي كارثة أو نزاع كرامتهم أيضاً.
ونحن نقود التغيير في كيفية إدارة مخاطر الكوارث وتقليلها من خلال الإجراءات الاستباقية، حيث يتمّ دعم المجتمعات المحلية لتقليل مخاطرها، ويمكن إطلاق التمويل الفوري بمجرد الوصول إلى العتبات المقاسة علمياً.
هذا العمل لم يكن ممكناً لولا اللطف الذي يقدّمه 14.9 مليون متطوع من المجتمع المحلي للصليب الأحمر والهلال الأحمر.
في اليوم العالمي للصليب الأحمر والهلال الأحمر، في 8 مايو(أيار)، سنشجع الناس في جميع أنحاء العالم على الإيمان بقوة اللطف، وان يكونوا أناس لطفاء BeHumanKIND#
لا يزال العالم ينزف. لا يزال في حاجة إلى المساعدة. ولكن هناك نحو 15 مليون سبب للإيمان باللطف والتحلي بالأمل.
--
إذا كنت ترغب في قراءة المزيد عن تاريخ الإتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، تفضل بزيارة صفحة التاريخ والأرشيف الخاصة بنا.
وتابع هاشتاغ BeHumanKIND# عبر جميع قنوات التواصل الاجتماعي هذا الأسبوع لترى كيف تحتفل جمعياتنا الوطنية باليوم العالمي للصليب الأحمر والهلال الأحمر.
الهلال الأحمر الكويتي والهلال الأحمر المصري يقدّمان الدعم للفارين من أوكرانيا
غداة اندلاع الصراع في أوكرانيا، سارعت جمعية الهلال الأحمر الكويتي وجمعية الهلال الأحمر المصري إلى تقديم الدعم الإغاثي إلى دول الجوار الأوكراني، ففي حين قام الهلال الأحمر الكويتي بتوفير المساعدات الغدائية والطبية والمستلزمات الضرورية إلى الفارين والأشخاص المتأثرين بالصراع، قام الهلال الأحمر المصري بمساعدة وإجلاء الطلاب والعائلات المصرية من بولندا ورومانيا، وتقديم الدعم الإنساني للمصريين وغيرهم من المتضررين.
وقال رئيس جمعية الهلال الأحمر الكويتي د. هلال الساير خلال لقائه مع رئيس الصليب الأحمر البولندي جيرسي بيشك: "إنّ المساعدات الكويتية تشمل أدوية ومستلزمات طبية، فضلاً عن مواد غذائية وحليب للأطفال وغيرها من المستلزمات الضرورية"، وهي تعبّر عن "مدى تضامن الكويت قيادة وحكومة وشعبا مع الشعوب المنكوبة في هذه الظروف الصعبة".
وأكّد الساير حرص بلاده على المساهمة في دعم الأعمال الإنسانية في شتى أنحاء المعمورة إيماناً واستكمالاً لدورها الإنساني، وضرورة استكمال بحث سبل تعزيز التعاون والتنسيق المشترك للمساعدة في تخفيف معاناة اللاجئين من أوكرانيا، مع المنظمات المعنية بالعمل الإنساني لا سيما الصليب الاحمر البولندي.
من جهته، أشاد رئيس الصليب الأحمر البولندي بوصول طائرة مساعدات عسكرية كويتية محمّلة بمواد إغاثية ومساعدات طبية تقدّر بـ 33.5 طن مطار وارسو في بولندا، مشيراً إلى أنّ "الهلال الأحمر الكويتي من أوائل الجمعيات التي لبّت نداء الاستغاثة لمساعدة الفارين من أوكرانيا."
توازياً، واصلت جمعية الهلال الأحمر المصري تأمين المساعدة والدعم الى الطلاب المصريين والعائلات المصرية التي فرّت الى بولندا ورومانيا، وقامت بإجلائهم وتأمين عودتهم الى بلادهم..
وقام المتطوعون في الجمعية بجهود جبارة لتأمين المواصلات اللازمة للطلاب المصريين الفارين من أوكرانيا عبر حدود بولندا ورومانيا لنقلهم إلى المطار، واجلاء زوجاتهم واطفالهم، بعدما وفّروا لهم الإقامة في الفنادق والطعام بشكل مجاني، ووثائق السفر اللازمة، والأموال النقدية لتوفير احتياجاتهم الأساسية، والخدمات الطبية والدعم النفسي.
وقد أعرب هؤلاء الطلاب والعائلات عن شكرهم الجزيل لجميعة الهلال الأحمر المصري لوقوفها الى جانبهم في هذه المحنة وتأمين احتياجاتهم وعودتهم الآمنة الى بلادهم.
وكان الهلال الأحمر المصري أقام بالتعاون مع الصليب الأحمر الروماني والبولندي مركزي خدمة إغاثية على الحدود الرومانية- الأوكرانية، والبولندية-الأوكرانية، حيث تتم مساعدة المتضررين المصريين والأشخاص الفارين من غير المصريين ولا سيما النساء والأطفال.
وقد تصدّر شعار "أمان واغاثة دون تمييز" صفحة "الهلال الأحمر المصري" على فيسبوك.
ويذكر أنّ نحو 6000 مصري كانوا يقيمون في أوكرانيا قبل اندلاع النزاع، بينهم 3000 طالب
تصريح الأمين العام للإتحاد الدولي في الجزء الرفيع المستوى المستأنف من مؤتمر COP26
أصحاب السعادة، يشرّفني أن أخاطب هذه الجلسة العامة، وأشكر الجهة المضيفة، حكومة المملكة المتحدة على جهودها لزيادة الاهتمام والعمل بشأن جدول الأعمال المتعلّق بالصمود.
أزمة المناخ هي أزمة إنسانية. كل يوم، نشهد التأثيرات المتزايدة لتغيّر المناخ. الخسائر والأضرار هي جزء من واقعنا اليومي.
في شهر أكتوبر/تشرين الأول، وقعت 15 كارثة مرتبطة بالمناخ أثّرت على أكثر من 14.9 مليون شخص. منذ بداية عام 2021، أدى الجفاف إلى تضرر 40.1 مليون شخص - وهو أعلى رقم منذ عام 2016.
الإتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر وجمعياتنا الوطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر والبالغ عددها 192 عضواً يستجيبون للكوارث والاحتياجات الإنسانية للناس كل يوم، ويعملون على إيجاد حلول محلية للتكيّف مع المخاطر المتزايدة.
لكنّ الأشخاص الأكثر ضعفاً يتمّ اغفالهم.
قام الإتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر باجراء تقييم للبلدان الأكثر عرضة للتأثر بالمناخ لناحية انكشافها وقدراتها على التكيّف. حددنا خمسة بلدان ذات قابلية عالية للتأثر بالمناخ و66 دولة أخرى لديها قابلية عالية للتأثر بالتهديدات المتعلقة بالمناخ.
لكن هذه البلدان لا تحصل على الدعم الذي تحتاجه.
بلغ متوسط تمويل التكيّف مع المناخ للفرد في عام 2019 أقل من دولار أميركي واحد للفرد في البلدان الشديدة الهشاشة .
تحتل الصومال، الأكثر ضعفاً، المرتبة 54 فقط في مدفوعات تمويل التكيّف مع تغيّر المناخ للفرد، بينما تأتي أفغانستان في المرتبة 96.
العديد من البلدان التي لا تتلقى التمويل تعتبر سياقات هشة يصعب العمل فيها.
علينا أن نجد طرقًا للإستثمار حتى عندما يكون من الصعب القيام بذلك، ويجب أن نتعاون لسد الثغرات وإيصال الموارد إلى المجتمعات المحلية الأكثر تضررًا.
الالتزامات العالمية مهمة، لكنّها تحتاج إلى ترجمتها إلى عمل مناخي على الصعيد المحلي. يجب أن تكون المجتمعات والحكومات المحلية والمنظمات المحلية والشركات المحلية في الصدارة.
نحن سنقوم بدورنا. لقد وضع الإتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ميثاق المناخ والبيئة للمنظمات الإنسانية.
حتى الآن لدينا أكثر من 170 دولة مُوقعة، وفي هذا الميثاق نلتزم جميعًا بتخضير عملياتنا وتوسيع نطاق عملنا المناخي، وبناء المرونة أينما نعمل.
نحن نستثمر أكثر في الإجراءات الاستباقية لإنقاذ الأرواح، في استخدام الحلول القائمة على الطبيعة لبناء المرونة، كل ذلك مع تمكين العمل بقيادة محلية في مواجهة المخاطر المتزايدة.
ونحن في حاجة إلى العمل معكم للقيام بذلك.
بالنسبة لكثير من الناس، إنّ البقاء على قيد الحياة بات مهدداً اليوم، ليس فقط في البلدان المعرّضة للخطر، ولكن أيضًا في أستراليا وأوروبا والولايات المتحدة، حيث قُتل الآلاف بسبب موجات الحرّ وحرائق الغابات والفيضانات والعواصف.
سوف يزداد هذا الأمر سوءًا مع زيادة درجات الحرارة.
علينا جميعًا التصرّف قبل فوات الأوان. دعونا لا نفوّت فرصتنا.