بحث
- تمّ العثور على 823 نتيجة
السودان: "أصعب عام" بعد اندلاع الصراع
بعد مرور عام على اندلاع أعمال العنف في السودان، والذي أدى إلى مقتل آلاف الأشخاص ونزوح ما يصل إلى 8.6 مليون شخص، لا يزال متطوعو وموظفو جمعية الهلال الأحمر السوداني يعملون على مدار الساعة بموارد محدودة لتلبية الاحتياجات الإنسانية الهائلة. وجدان حسن أحمد متطوعة في جمعيتها الوطنية منذ 16 عاماً. وتصف الأشهر الـ 12 التي تلت يوم 15 أبريل/نيسان 2023، عندما استيقظ سكان العاصمة الخرطوم على أصوات إطلاق النار والانفجارات المرعبة، بأنها أصعب سنة في حياتها."القصص التي عشتها في بداية الحرب... عمليات إجلاء الأشخاص الذين شوهتهم شظايا القنابل، وقصص الآباء والأمهات الذين فقدوا أطفالهم، والأشخاص الذين فقدوا أسرهم بأكملها ... كل هذه القصص بقيت معي، ولا أستطيع أن أنساها."الدعم النفسي والاجتماعي وبالإضافة إلى المساعدة في إجلاء الأشخاص ونقلهم إلى بر الأمان بعيدًا عن القتال، تقدم وجدان وزملاؤها في الهلال الأحمر الدعم النفسي والاجتماعي الذي تشتد الحاجة إليه، فضلاً عن الغذاء والماء والمعلومات.وقد انفصلت العديد من العائلات بسبب حالة الذعر الناجمة عن أعمال العنف، وأدى النزوح داخل السودان وخارجه إلى دفع الناس بعيداً عن أحبائهم. ولا تزال خدمة إعادة الروابط العائلية التي يقدمها الهلال الأحمر السوداني تساعد النازحين على التواصل مع عائلاتهم، بالإضافة الى لم شملهم.وقالت وجدان: "نحن نعمل جاهدين من أجل لم شمل العائلات التي انفصلت عن أطفالها. بعضهم تتراوح أعمارهم بين السابعة والعاشرة، والبعض الآخر من أعمار مختلفة."العيادات الصحيةوتقوم فرق الهلال الأحمر السوداني أيضًا بتشغيل العيادات الصحية الثابتة والمتنقلة لمساعدة الأشخاص المعرضين للخطر في الحصول على الرعاية التي يحتاجون إليها أينما كانوا. وقد توقف ما يقدر بنحو 80 بالمائة من مرافق الرعاية الصحية في السودان عن العمل منذ بدء الأزمة، مما يشكل ضغطًا شديدًا على الخدمات الصحية المجتمعية الحالية التي يقدمها الهلال الأحمر.وباعتبارها منظمة محايدة، وغير متحيزة، وموثوقة، تضم آلاف المتطوعين المدربين وتتمتع بحضور دائم في المجتمعات المحلية في جميع الولايات الثماني عشرة، كانت جمعية الهلال الأحمر السوداني في طليعة الاستجابة خلال العام الماضي. وقد شارك حوالي 4000 متطوع بشكل مباشر في الاستجابة لحالات الطوارئ.كان الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر يعمل بشكل وثيق مع جمعية الهلال الأحمر السوداني، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، قبل فترة طويلة من بدء النزاع، وسيواصل القيام بذلك طالما ظل الناس في حاجة إلى المساعدة. كما قدمت العديد من الجمعيات الوطنية الشريكة للصليب الأحمر والهلال الأحمر الدعم والموارد والموظفين لتعزيز عمليات الاستجابة. وتشمل هذه الجمعيات الوطنية الدنمارك وألمانيا وهولندا والنرويج وقطر وإسبانيا والسويد وسويسرا وتركيا.نقص التمويلأطلق الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر نداء طوارئ لدعم جمعية الهلال الأحمر السوداني، على الرغم من أن هذا النداء لا يزال يعاني من نقص التمويل. كما تم إطلاق نداء إقليمي مخصص لحركة نزوح السكان، وذلك لمساعدة الجمعيات الوطنية في مصر وتشاد وجنوب السودان وجمهورية أفريقيا الوسطى وإثيوبيا وليبيا على دعم النازحين من السودان.كلا النداءين حاسمان في تقديم المساعدات والإغاثة للمتضررين من الأزمة المستمرة في السودان والمنطقة المحيطة بها. دعوة للعملويدعو الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، والهلال الأحمر السوداني، جميع الأطراف في السودان إلى التفكير في التحديات الإنسانية التي فرضها النزاع. وعلى الرغم من الدعم الذي تم حشده - حوالي 10 في المائة من إجمالي الدعم المطلوب - فلن يتمكن أي شيء من سد هذه الثغرات إذا لم تتم معالجة الأسباب الجذرية.وتدعو شبكة الصليب الأحمر والهلال الأحمر جميع الأطراف إلى العمل معًا من أجل الإنسانية ومن أجل الناس، بما في ذلك الأطفال، الذين يعانون بسبب هذا الصراع المستمر. وتدعو الناس في جميع أنحاء العالم إلى دعم نداءات الطوارئ التي ستساعدنا على ضمان قدرة المجتمعات والأسر المتضررة على التغلب على هذه الأزمة، التي تدخل الآن عامها الثاني.
بيان من أعضاء مجلس إدارة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر
نحن أعضاء مجلس إدارة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر (الاتحاد الدولي) نشعر بقلق شديد إزاء الخسائر البشرية المتصاعدة الناجمة عن العنف والنزاعات في شتى ربوع العالم. وإننا نناشد اليوم كل الأطراف بضمان سلامة العاملين في المجال الإنساني والمدنيين وحمايتهم وبالسماح للمنظمات الإنسانية بتوصيل المساعدات الأساسية دون عائق.وفي خضم الظروف العصيبة للغاية، ومنها النزاعات المسلحة والأزمات العالمية المنسية، كان عام2023 العام الذي سُجل فيه أكبر عدد من القتلى في صفوف العاملين في مجال المعونة الإنسانية على الإطلاق، إذ فقد خلاله أكثر من400 شخص أرواحهم. وشهدنا خلال الشهور الأربعة الأولى من عام2024مسارا قاتما استمر فيه قتل العاملين في مجال المعونة الإنسانية وهم يخدمونغيرهم.وخلال الأشهر الستة الماضية، فقدت الجمعيات الوطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر30 متطوعا وموظفا تفانوا في عملهم في الجزائر وإثيوبيا وإيران وإسرائيل وليبيا وفلسطين والسودان. وإننا لحزينون على فراقهم ونجل خدماتهم. فهم لم يكونوا زملاء وحسب، بل كانوا أفرادا من الأسرة وأصدقاء أحببناهم، وقد قُتلوا على نحو مأساوي وهم يحاولون مساعدة غيرهم. وهذا أمر لا نقبله بموجب القانون الدولي الإنساني ومبادئنا الأساسية ولا تقبله الإنسانية جمعاء.وفي هذا السياق نكرر نداءنا بتمكين متطوعي وموظفي الجمعيات الوطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر من إيصال المساعدات بأمان ودون عائق وإتاحة الحيز لهم لتقديم الخدمات الإنسانية وفقا لمبادئنا الأساسية المتمثلة في الحياد وعدم التحيز والاستقلال.وتنسحب ضرورة صون المدنيين على المؤسسات الحيوية، ومنها المستشفيات والمدارس والبنية التحتية الحاسمة. والزود عن هذه المؤسسات من الضرر واجب للحفاظ على الاستقرار وتقديم الخدمات الحاسمة الأهمية، وبث ضياء الأمل في أحلك ساعات الأزماتوالنزاعات.ويحتاج متطوعو وموظفو الجمعيات الوطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر إلى الأمان للاضطلاع بعملهم الذي ينقذ الأرواح، فهم يعملون بلا كلل أو ملل لتقديم المعونة والرعاية الطبية الحيويتين. وحمايتهم دون عائق أمر بالغ الأهمية.وإننا إذ نحزن على فقدان موظفينا المتفانين، نغتنم هذه اللحظة لنحمل التزامهم الراسخ نبراسا يشع بضياء المثل الإنسانية العليا. وإننا، نحن أعضاء مجلس إدارة الاتحاد الدولي، نوحد صفنا للحث على إيجاد حلول سياسية لصون المدنيين، وعلى ضمان حماية العاملين في مجال المعونة الإنسانية لشق طريق صوب السلام والاستقرار.
أسبوع التحصين العالمي
بمقدورنا: التحصين للجميع. هذا هو موضوع أسبوع التحصين العالمي 2024؛ التحصين هو دليل على ما يمكن تحقيقه عندما تعمل البشرية معًا من أجل مستقبل أفضل. منذ النصف الأخير من القرن العشرين، أنقذت حملات التحصين المُنسّقة ملايين الأرواح. تعكس حملة "بمقدورنا: التحصين للجميع" أيضًا التزامنا المستمر بضمان حصول كل المجتمعات على اللقاحات والمعلومات التي تحتاجها لمستقبلٍ صحي، خالي من الأمراض والوفيات التي يمكن تجنبها.
أسبوع التحصين العالمي: من قال أن التلقيح لا يمكن أن يكون مسلّيًا؟
الكثير من الناس يخافون الإبر، وخاصة الأطفال الذين يتلقون أول لقاح لهم. كما هو الحال مع العديد من الجمعيات الوطنية حول العالم، تبذل جمعية الهلال الأحمر في قيرغيزستان قصارى جهدها لتسهيل عملية التلقيح.غالبًا ما يأخذ نهجهم بُعدًا ممتعًا، حيث يبذل المتطوعون قصارى جهدهم للترفيه عن الأطفال الذين قد يترددون في أخذ اللقاح. نظراً للعواقب المميتة المحتملة لعدم تلقي اللقاح، فإن هذا النهج له تأثير إيجابي للغاية على زيادة معدلات التلقيح."عندما سمعت عن مئات الأطفال الذين يصابون بالحصبة كل أسبوع، كأم لطفلين صغيرين، أدركت أن علي أن أتصرف"، تقول كيزي ميناغول، وهي متطوعة في جمعية الهلال الأحمر في قيرغيزستان."عندما تم تكليفنا بالعمل في مركز التلقيح المحلّي للمساعدة في إدارة الحشود، كانت المراكز مليئة بالبكاء والصراخ من الأطفال الذين قد تلقوا جرعاتهم. عندها، ادركت أنه ليس بالأمر العجيب أن يتجنب الأهل اصطحاب أطفالهم إلى مراكز التلقيح.""لقد تحدثت مع زملائي المتطوعين الآخرين حول كيفية جعل عملية التلقيح أقل إرهاقًا لنا، وممتعة أكثر للأطفال. ارتدينا ملابس الشخصيات الكرتونية الشهيرة، وقمنا بالترحيب بالأطفال والأهل عند وصولهم إلى مراكز التلقيح. قد لا نستطيع الاستغناء عن الإبرة للتلقيح، ولكننا نحاول أن نجعل البيئة مسلّية للأطفال.في مقدمة الاستجابةكانت جمعية الهلال الأحمر في قيرغيزستان في طليعة الاستجابة المحلّية لوباء الحصبة في البلاد طوال العام الماضي وهذا العام. بدعم من صندوق الطوارئ للاستجابة للكوارث التابع للاتحاد الدولي (IFRC-DREF)، استجابت الجمعية الوطنية للوباء الحالي في الفترة ما بين أغسطس/آب 2023 ومارس/آذار 2024. في المجمل، خصص الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر مبلغ 187,979 فرنكًا سويسريًا لدعم جهود جمعية الهلال الأحمر في قيرغيزستان بالحدّ من تفشي الوباء، وذلك من خلال الوصول إلى 120 ألف شخص في المناطق والمدن الأكثر تضرراً.وتم حشد حوالي 325 متطوعاً في جميع أنحاء البلاد لدعم حملة التلقيح ضد الحصبة، والحصبة الألمانية. تركّز جمعية الهلال الأحمر في قيرغيزستان على الأطفال الذين لم يحصلوا على جرعة من قبل.إحدى الأشخاص الذين تم الوصول إليهم هي نورغول، وهي أم لثلاثة أطفال تعيش في "كارا بالتا"، وهي بلدة صغيرة تبعد حوالي ساعة ونصف بالسيارة عن العاصمة بيشكيك. اختارت نورغول عدم تلقيح أي من أطفالها. عندما اتصل بها متطوعو الهلال الأحمر، كانت متشككة بشأن التلقيح في البداية بعد أن سمعت الكثير من القصص والشائعات حول مأمونية اللقاحات.التقى المتطوعون مع نورغول، وناقشوا فوائد التلقيح، ودعموا معلوماتهم ببيانات حول مأمونية وفعالية اللقاحات. وبعد سلسلة من المحادثات، قررت نورغول تلقيح أطفالها ضد الحصبة.وقالت الدكتورة غولبارا إيشينابيسوفا، مديرة المركز الجمهوري للوقاية المناعية، وهي الوكالة الفنية الرئيسية المسؤولة عن برنامج التحصين الوطني التابع لوزارة الصحة: "لقد لعب المتطوعون دورًا لا غنى عنه في تثقيف الأهل بشأن التلقيح ضد الحصبة والحصبة الألمانية خلال تفشي الوباء"."هناك حاجة لمنظمات مثل جمعية الهلال الأحمر في قيرغيزستان، التي لديها شبكة كبيرة في جميع أنحاء البلاد، لحشد هذا العدد الكبير من المتطوعين المدرّبين بسرعة، وزيادة ثقة المجتمعات في حملات التلقيح التي ننظمها نحن، العاملون في مجال الصحة".وعلى الرغم من حملات التلقيح في المدن الرئيسية والمناطق الأكثر تضررًا، إلا أن الوباء لا يزال مستمرًا حتى يومنا هذا، وتخطط جمعية الهلال الأحمر في قيرغيزستان لدعم حملة التلقيح القادمة ضد الحصبة المخطط لها في مايو/ايار 2024.
الشراكة البرامجية
الشراكة البرامجية هي شراكة مبتكرة وطموحة مدتها ثلاث سنوات بين الإتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر والعديد من الجمعيات الوطنية الأعضاء لدينا والإتحاد الأوروبي. معاً، نقوم بدعم المجتمعات في جميع أنحاء العالم للحد من المخاطر والإستعداد بشكل أفضل للكوارث وحالات الطوارئ الصحية.
الصليب الأحمر النمساوي
التدقيق الداخلي والتحقيقات
إنّ مكتب التدقيق الداخلي والتحقيقات (OIAI) هو حجر الزاوية لضمان ترتيبات الإتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر. إنّه يدعمنا في التمسّك بمبادئنا الأساسية، والوفاء بالتزاماتنا في مجالات الحوكمة الرشيدة، والمساءلة، الشفافية، والنزاهة.
الصليب الأحمر السري لانكي
البرازيل: فيضانات ريو غراندي دو سول
منذ 29 أبريل/نيسان 2024، شهدت ولاية ريو غراندي دو سول البرازيلية هطول أمطار أعلى بثلاث مرات من المتوسط في هذا الوقت من العام. أبلغت أكثر من 440 بلدية من أصل 496 في ريو غراندي دو سول عن تأثرها بالفيضانات، وتضرر حوالي 1.9 مليون شخص. تم الإبلاغ عن فقدان 141 شخصًا، وإصابة 756، ونزوح 600,000 شخصًا، وانتقال 81,000 شخصًا للعيش في المآوي. وحتى 10 مايو/أيار، وصل عدد القتلى إلى 126 شخصًا. يسعى الاتحاد الدولي إلى تلبية احتياجات الأشخاص الذين فقدوا منازلهم، مع إيلاء اهتمام خاص لأولئك الذين يعيشون في مآوي مؤقتة. وستعطى الأولوية للعائلات التي لم تتلق المساعدة، وخاصة الأسر ذات العائل الوحيد والتي لديها أطفال دون سن الخامسة، وكبار السن، والأشخاص ذوي الإعاقة.تصوير: GILMAR ALVES / ASI / Agência Estado via AFP
اليوم العالمي للصليب الأحمر والهلال الأحمر: الصليب الأحمر اللبناني يقدم الإغاثة ويجلب بصيص الأمل للمهاجرين الناجين من حوادث الغرق
في كل عام، ينطلق مئات الأشخاص من مختلف الجنسيات، بما فيها اللبنانية والسورية، من شواطئ لبنان في رحلات بحرية محفوفة بالمخاطر في بحث يائس عن حياة أفضل.غالبًا ما تنتهي هذه الرحلات بمأساة: في سبتمبر/أيلول 2022، غرق قارب يحمل أكثر من 140 مهاجرًا يغادر لبنان، قبالة ساحل طرطوس في سوريا؛ غرق العديد من الأشخاص، في حين فُقد آخرون.في حالات أخرى، قامت السلطات في بلدان المقصد بإعادة القوارب الى الساحل اللبناني.منذ عام 2019، يواجه لبنان أزمة إنسانية معقّدة ومتغيّرة، حيث يدفع التضخم المفرط، والبطالة، وتدهور الظروف المعيشية، الناس إلى مغادرة البلاد."في كثير من الأحيان، يُخبرنا الأشخاص الذين يتخذون قرار المغادرة أنه ليس لديهم شيء ليخسروه؛ لذا فهم مستعدون للمخاطرة بحياتهم من أجل الحصول على فرصة لحياة أفضل في بلد آخر،" يقول علاء عمّار، منسّق في قسم الهجرة والحماية بالصليب الأحمر اللبناني.يعود المهاجرون الذين نجوا من حوادث الغرق إلى الشاطئ وهم يعانون من الإرهاق، ويحتاجون إلى المساعدة الطبية. غالبًا ما يكون لديهم وجهة يمكنهم الذهاب إليها، مثل منزل أحد الأقارب، ولكن لا يكون لديهم أي أموال للتنقل أو تدبير أمورهم.تقديم الخدمات حيثما تشتد الحاجة إليهاإدراكًا لاحتياجات المهاجرين الذين يعانون من عواقب إعادة القوارب أو غرقها، أنشأ الصليب الأحمر اللبناني نقاط خدمات إنسانية متنقّلة تغطي مواقع مختلفة على طول الساحل اللبناني.تُعتبر هذه النقاط الإنسانية أماكن آمنة، ومُرحّبة، وذات موقع استراتيجي، حيث يمكن للمهاجرين والنازحين الحصول على دعم موثوق من جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر.ويقول علاء، الذي يشرف أيضًا على برنامج يسمّى "إعادة الروابط العائلية" الذي يساعد المهاجرين على إعادة التواصل مع أفراد عائلاتهم: "إن نقاط الخدمات الإنسانية المتنقّلة التابعة للصليب الأحمر اللبناني تقدم مجموعة متنوعة من الخدمات بناءً على الحاجة وإلحاحية الوضع". وتشمل الخدمات الأخرى: المساعدة الطبية الطارئة، والمأوى، والمياه، وخدمات النظافة الصحية والصرف الصحي، وتقديم مواد الإغاثة والغذاء، والدعم النفسي والاجتماعي، والنقل.منذ إنشائها، استجابت نقاط الخدمات الانسانية لأكثر من ثمانية حالات طارئة في لبنان، بما في ذلك في بيروت وطرابلس وعلى الحدود السورية. وقعت آخر حادثة غرق في ديسمبر/كانون الأول 2023، قبالة ساحل مدينة طرابلس الشمالية، حيث أنقذت السلطات اللبنانية 51 شخصًا، تلقّوا جميعًا مساعدة طبية طارئة من إحدى نقاط الخدمات الانسانية التابعة للصليب الأحمر اللبناني.العامل الحاسم: الثقةولكن لتقديم مساعداتهم المنقذة للحياة، غالبًا ما تعتمد نقاط الخدمات الانسانية التابعة للصليب الأحمر اللبناني على ثقة الناس، وهو عنصر أساسي يسمح لحركة الصليب الأحمر والهلال الأحمر بالعمل في السياقات المحلّية حول العالم.ويضيف علاء، قائلاً: "إن الثقة التي بناها الصليب الأحمر اللبناني مع الناس في لبنان على مرّ السنين واضحة جدًا، ويظهرها الناجون الذين كثيرًا ما يقولون إنهم يشعرون بالارتياح عندما يرون شارتنا".يحظى برنامج دعم المهاجرين التابع للصليب الأحمر اللبناني، والذي يشمل أيضًا نقاط الخدمات الإنسانية، بدعم من شبكة نقاط الإتصال حول الهجرة إقليم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (MENA Migration Network)، وهي شبكة إقليمية تتألف من 15 جمعية وطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، بقيادة المكتب الإقليمي للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر (IFRC) بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر (ICRC) والجمعيات الوطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر من مناطق أخرى.وتقول ياسمين حكيم، مسؤولة بقسم الهجرة والنزوح في المكتب الإقليمي للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: "تم إنشاء شبكة نقاط الإتصال حول الهجرة إقليم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لتعزيز وتبادل الخبرات للعمل مع المهاجرين ومن أجلهم، بما في ذلك اللاجئين، وأسرهم، والمجتمعات المضيفة"."تخطط الشبكة هذا العام لتزويد الجمعيات الوطنية بالمهارات والتدريبات لموظفيها ومتطوعيها حول برامج الهجرة ونقاط الخدمات الإنسانية، وذلك لتعزيز استعدادهم لمساعدة المهاجرين والنازحين."--انقروا هنا لمعرفة المزيد عن الهجرة والنزوح. للحصول على نظرة عامة على برامج الهجرة التابعة للاتحاد الدولي، انقروا هنا.
الصليب الأحمر الغامبي
الأسبوع الأوروبي للصحة النفسية: إن القوة العلاجية للفن تساعد الناس على التغلب على الاضطرابات الناجمة عن الصراع
في الأشهر القليلة الأولى بعد أن فرت من الصراع في أوكرانيا ووصلت إلى بورغاس، وهي مدينة تقع على الساحل الشرقي للبحر الأسود في بلغاريا، عاشت سفيتلانا في مأوى، وكسبت المال من خلال العزف على الكمان في الشوارع. تلقّت مُدرّسة الموسيقى سابقاً الدعم من الصليب الأحمر البلغاري، من خلال الطعام والملابس ومستلزمات النظافة. وفي النهاية، وجدت وظيفة في دار أوبرا بورغاس كمُساعدة مسرح. الآن، أصبحت سفيتلانا قادرة على مشاركة مواهبها الإبداعية عبر جلسات العلاج بالموسيقى والفن للأشخاص المتأثرين بالنزاع.وتقول: "عندما يسمع الناس أغنية بلغّتهم الأصلية، من وطنهم، فإن ذلك يجعلهم يشعرون بالتحسّن"، مضيفة أن الموسيقى والفن، والمحادثات التي تؤدي إليها، تساعد أيضًا الناس على الشعور براحة أكبر واندماجهم في مجتمعاتهم الجديدة. إن جلسات العلاج بالموسيقى والفن التي تقدمها سفيتلانا هي مجرد مثال واحد من العديد من الأمثلة على كيفية استخدام الجمعيات الوطنية للصليب الأحمر في أوروبا لإبداع الناس بهدف مساعدتهم في الأوقات الصعبة.علاج مجانيفي عالم ينتشر فيه التوتر والقلق، اكتسبت العلاجات التعبيرية، التي تستخدم الفنون الإبداعية كشكل من أشكال العلاج، جاذبية في السنوات الأخيرة كمُكمّل للعلاج النفسي التقليدي. في خضم أزمة النزوح الناجمة عن النزاع في أوكرانيا، تقدّمت الجمعيات الوطنية للصليب الأحمر بمجموعة واسعة من الأساليب المبتكرة لدعم الصحة النفسية للأشخاص الذين أجبروا على الفرار من منازلهم. وتهدف هذه المبادرة، التي يقودها برنامج EU4Health، بتمويل من مشروع DG Sante التابع للاتحاد الأوروبي، إلى تقديم دعم حاسم في مجال الصحة النفسية، والدعم النفسي والاجتماعي، للنازحين من أوكرانيا.تمثّل الشراكة بين DG Sante والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر إحدى أهم الاستجابات لأزمات الصحة النفسية في حالات الطوارئ داخل أسرة الصليب الأحمر والهلال الأحمر، وقد قدمت أشكالًا متنوعة من العلاج بالفن المصممة خصيصًا لتلبية احتياجات المجتمعات المتضررة. توفر هذه التدخلات العلاجية وسيلة للناس للتعبير عن تجاربهم ومعالجتها، مما يسهل الشعور بالشفاء والأمل وسط حالة عدم اليقين.الصداقةعلى سبيل المثال، نظّم الصليب الأحمر الفنلندي حدثًا للأوكرانيين تحت عنوان الصداقة. محاطون بالأوراق والأقلام والغراء وغيرها من لوازم الحرف اليدوية، كتب الأطفال رسائل على بطاقات شاركوها بعد ذلك مع أحبائهم.استخدموا الكلمات والرسومات والصور المقصوصة من المجلات للتعبير عن مشاعرهم. كما تعلموا وكتبوا بعض الكلمات الفنلندية، مما شجعهم على الشعور بالانتماء في مجتمعاتهم الجديدة. قام أحد الأطفال بصنع بطاقة عيد ميلاد لوالده. وكان الحدث مليئًا بروح السعادة والعمل الجماعي.'تطوير الذات'نظم أحد الفروع المحلية للصليب الأحمر البرتغالي ورشة عمل للحرف اليدوية مصمّمة خصيصًا للنساء الأوكرانيات. فبينما كان الأطفال يذهبون إلى المدرسة أو يقضون بعض الوقت في المساحة الآمنة للصليب الأحمر، تصنع النساء الحرف اليدوية التي تساعدهن في الوقت نفسه على تعلم اللغة البرتغالية، واكتساب مهارات حرفية جديدة، والشعور بالاندماج بشكل أكبر في مجتمعاتهن الجديدة.مشاركتهن لم تسهّل تطوير المهارات فحسب، بل ساهمت أيضًا في تعزيز تقدير الذات. وقالت إحدى المشاركات: "لقد كان تحدياً كبيراً لجميع المشاركات، ولكنه أدى إلى النمو الشخصي والمهني".كيف تبدو السعادة؟طلب أحد المشاريع التي نظمها الصليب الأحمر الروماني من الأطفال الأوكرانيين في "مركز الإنسانية المتعددة الثقافات" أن يكشفوا على الورق كيف تبدو السعادة بالنسبة لهم. باستخدام أقلام الرصاص الملونة وخيالهم، فتح الأطفال قلوبهم.وكتبت يسينيا، البالغة من العمر تسع سنوات، على بطاقتها: "أنا سعيدة عندما تكون أختي وعائلتي وألعابي بجانبي". إن العلاج بالفن الذي يقدمه الصليب الأحمر الروماني ليس سوى جزء واحد من نهج شامل يهدف إلى تلبية الاحتياجات العاجلة والأساسية للمشاركين. ويشمل ذلك الخدمات الصحية، والدعم النفسي والاجتماعي، وورش العمل المواضيعية للأطفال والآباء والأمهات، ودورات اللغة الرومانية والإنجليزية، وأنشطة المهارات الحياتية، والوجبات الساخنة. بالعودة إلى بلغاريا، تعد جلسات العلاج بالموسيقى والفن التي نظمتها سفيتلانا أيضًا فرصة لها لتجد الراحة بعد محنة مروعة أجبرتها على مغادرة منزلها في دنيبرو، أوكرانيا. وتتذكر سفيتلانا كيف كان منزلها يهتز باستمرار أثناء الغارات الجوية. تقول سفيتلانا: "أنا ممتنة للعيش تحت سماء هادئة". _محتوى هذا المقال هو مسؤولية الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر ولا يعكس بالضرورة آراء الاتحاد الأوروبي.