بمناسبة اليوم العالمي للمتطوعين، تجمّع المتطوعون والموظفون في جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر الوطنية في جميع أنحاء العالم للدعوة إلى حماية العاملين في المجال الإنساني.
تجمّعوا في ساحات المدن، وحملوا الشموع في الحدائق، ووقفوا بين أنقاض المباني المدمرة، وكانوا حاملين رسالة واحدة: يجب أن يتوقف العنف ضد العاملين في المجال الإنساني.
أتت هذه الدعوة خلال الأيام التي سبقت اليوم العالمي للمتطوعين [5 ديسمبر/كانون الأول] على أمل لفت الانتباه إلى ما أصبح أحد أكثر القضايا إلحاحًا التي يواجهها القطاع الإنساني اليوم.
وقالت نينا ستويليكوفيتش، وكيلة الأمين العام للعلاقات الدولية والدبلوماسية والرقمنة بالاتحاد الدولي، لمجموعة من المتطوعين والموظفين الذين تجمعوا في مقر الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في جنيف بسويسرا: "إن عام 2024 هو العام الأكثر دموية على الإطلاق للعاملين في المجال الإنساني، وخاصة بالنسبة للموظفين والمتطوعين المحليين في جميع أنحاء العالم".
واضافت قائلةً: "لقد تأثرت الجمعيات الوطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر والكريستالة الحمراء بشدّة بأعمال العنف".
"عندما يُقتل متطوع، فإن ذلك لا يشكل خسارة فردية فحسب، بل إنه يضعف مجتمع بأكمله. لدى المتطوعين عائلات وأصدقاء وزملاء يعتمدون عليهم. إنهم أول المستجيبين عندما تضرب الأزمات، وبدونهم، لا يمكننا مساعدة الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إليها".
صورة: الاتحاد الدولي
وقد وقف موظفو الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر ومتطوعو الصليب الأحمر في جنيف في لحظة صمت، حاملين الشموع وصور الزملاء من الصليب الأحمر والهلال الأحمر الذين قتلوا هذا العام.
وقال برنت تيرنر ممثل المتطوعين في الصليب الأحمر في جنيف أمام الحاضرين: "إن عملنا معترف به بموجب القانون الدولي الإنساني، ولكن بالنسبة لبعضنا، أولئك الذين يستجيبون لحالات الطوارئ المعقدة، فإن هذا العمل أصبح صعبًا وخطيرًا ومميتًا بشكل متزايد. ومن أجلنا جميعًا، يجب أن يتغير هذا الاتجاه".
"كمتطوع محلي في الصليب الأحمر في جنيف، لم أعمل بشكل مباشر مع أي من الأفراد الذين نتذكرهم اليوم. ومع ذلك، هذا لا يعني أنني غير متأثر. إن إنسانيتنا وقدرتنا على الاعتراف بالمعاناة الإنسانية ... هي التي تسمح لكل منا بالاعتراف بخسارتنا بسبب هذه الوفيات".
حالة وفاة أخرى تهزّ شبكة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر
بعد ساعات فقط من التجمّع، أصدر الاتحاد الدولي بيانًا آخر يدين مقتل متطوع أثناء محاولته تقديم خدمات منقذة للحياة، وهو المتطوع في الهلال الأحمر الفلسطيني علاء الدريوي.
منذ بداية العام، توفي أو قُتل 32 من متطوعينا وموظفينا أثناء أداء واجبهم الإنسانية. ولقي 29 حتفهم في هجمات عنيفة وهم يرتدون شارات محمية دوليًا، بينما توفي ثلاثة في حوادث مختلفة. يعد هذا من بين أعلى مستويات العنف ضد فرق الجمعيات الوطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر التي شهدناها على الإطلاق.
حتى 5 ديسمبر/كانون الأول، تعرضت سبع جمعيات وطنية لخسائر بالأرواح في عام 2024: جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني (17 شخصًا)، والهلال الأحمر السوداني (ثمانية أشخاص)، والهلال الأحمر الإيراني (شخصان)، والهلال الأحمر الجزائري (شخص واحد)، وجمعية الصليب الأحمر الإثيوبي (شخص واحد)، والصليب الأحمر لجمهورية الكونغو الديمقراطية (شخص واحد)، والهلال الأحمر العربي السوري (شخص واحد).
"أشعر بحزن عميق حيال الخسائر التي شهدناها هذا العام، حيث فقدنا زملاء وشركاء عمل، إن تضامن الجميع معنا يعزز صمودنا ويدعم جهودنا ويضمن استمرار الخدمات الإنسانية والإغاثية التي نقدمها للمجتمعات المتضررة، وتحقق الوحدة في مواجهة التحديات العالمية." يقول سامي موسى أبو مصطفى، مستجيب أول في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.
وأضاف جهاد منصور، وهو متطوع آخر في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، والذي تعهد بمواصلة عمله حتى في الوقت الذي يحزن فيه على فقدان العديد من الزملاء هذا العام: "أن تكون ضابط اسعاف هو أن تكون إنسان غير عادي، تتعامل مع حالات متنوعة، تتعامل مع الرعب والخوف، وتعمل ليلًا ونهارًا."
صورة: جمعية الصليب الأحمر اليوناني
بالنسبة للجمعيات الوطنية المتواجدة في البلدان حيث تقل مخاطر الوفاة أو الإصابة، كانت حملة لنحمي الإنسانية فرصة للتضامن مع أولئك الذين يعملون في مواقف خطيرة، وطرح المسألة أمام وسائل الإعلام الوطنية والهيئات السياسية.
أشادت جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر الوطنية في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك، على سبيل المثال لا الحصر، فلسطين وسوريا وفنزويلا وإيطاليا واليونان وهولندا ونيجيريا وسنغافورة وسلوفينيا وباكستان، بالزملاء الذين فقدناهم هذا العام.
صورة: الهلال الأحمر الأردني
كما كانت فعاليات اليوم العالمي للمتطوعين فرصة لتكريم والاحتفال بالعديد من المساهمات الإيجابية التي يقدمها المتطوعون كل يوم في مجتمعاتهم.
وقالت كاميليا سوكو، متطوعة ورئيسة الصليب الأحمر الروماني: "في خضم الأزمات الإنسانية، يقوم المتطوعون والعاملون في المجال الإنساني بأكثر من مجرد تقديم المساعدة، بل يصبحون رموزًا للأمل".
وتابعت قائلةً: "إن الخسائر هذا العام تسلط الضوء على ترابطنا كعائلة عالمية. إن حماية المتطوعين والعاملين في المجال الإنساني أمر ضروري، ليس فقط من أجل سلامتهم ولكن أيضًا لاستمرارية الدعم للفئات الأكثر ضعفًا. نحن بحاجة إلى التضامن العالمي، والسلطات لتبني تدابير واضحة، والمجتمعات لدعم هذه المهمة".
صورة: الصليب الأحمر النيجيري
كل يوم، يستجيبون لمجموعة من الأزمات المتواصلة، من الانفجارات البركانية، إلى تفشي الأمراض المعدية إلى حركة نزوح السكان بسبب الصراعات.
تهدف أيام مثل اليوم العالمي للمتطوعين، وحملة #لنحمي_الإنسانية التي نظمها الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، إلى ضمان الدعم والحماية للمتطوعين في جميع أنحاء العالم الذين يقومون بأعمال منقذة للحياة كل يوم.