بعد عامين على زلزال تركيا وسوريا: احدى الناجيات وأم لأربعة أطفال تروي قصتها

A mother of four, Canan was badly injured and traumatized by the February 2023 earthquakes that all but destroyed her hometown of Hatay, Türkiye. Now, after a long recovery journey, she says she finally feels “normal” and “confident” again.

كانت جنان، وهي أم لأربعة أطفال، قد أصيبت بجروح بالغة بسبب الزلزال الذي ضرب مدينتها هاتاي في تركيا في فبراير/شباط 2023، والتي دمرت بالكامل تقريبًا. والآن، بعد رحلة تعافي طويلة، تقول إنها تشعر أخيرًا بأنها "طبيعية" و"تشعر بالثقة".

صورة: أونور إيشيك كانتورك / الاتحاد الدولي

بعد إصابتها بجروح بالغة بسبب زلزال 6 فبراير/شباط 2023، لم تتمكن جنان من المشي لعدة أشهر؛ وبعد أن تعافت، أصبحت تخشى دخول المباني العالية. بدعم من برنامج تعاوني بين الهلال الأحمر التركي، والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، تمكنت جنان من تخطي الاضطرابات النفسية الناجمة عن الزلزال.

لقد أثّر الزلزال المدمّر الذي ضربت جنوب تركيا وشمال سوريا في عام 2023 على ملايين الأرواح، وخلّفت وراءها دمار هائل وصعوبات عدّة. ومن بين الناجين، جنان، وهي أم لأربعة أطفال، وتقيم مع عائلتها في مدينة الحاويات في هاتاي.  

قصة جنان هي قصة عن المثابرة والقدرة على الصمود بالرغم من الندوب الجسدية والعاطفية. تتذكر جنان، قائلةً: "أثناء الزلزال، انهار جدار على وجهي وظهري، وأصبت بجروح بالغة. كانت تلك الفترة مؤلمة بشكل لا يصدق. لفترة من الوقت، كنت طريحة الفراش. خضعت لعلاجات طويلة. الآن، أستطيع المشي من دون مساعد المشي".  

وبينما استعادت جنان قدرتها على الحركة بعد العلاج المطول، كانت قد فقدت أيضًا الرؤية في إحدى عينيها بسبب سقوط الحطام على وجهها. وكان أكثر ما أثر عليها هو فقدان جفنها، مما جعلها غير قادرة على إغلاق إحدى عينيها.  

وقالت، وهي تفكّر في الأثر العاطفي الذي خلفته هذه التجربة عليها: "لم أكن أتحمل النظر في المرآة. كنت أشعر دائمًا بالسوء عندما أرى نفسي على هذا النحو ولم أكن أرغب في الخروج".

 

ليست وحدها

لحسن الحظ، لم تواجه جنان هذا التحدي الهائل بمفردها، بحيث تم دعم تعافيها النفسي من قبل الهلال الأحمر التركي، الذي قدم استشارات نفسية للناجين من الزلزال. تم تنفيذ المشروع بالتعاون مع الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، الذي أطلق نداء طوارئ عالمي في غضون أيام من وقوع الزلزال.

كما تلقت مساعدة أساسية من خلال برنامج تعاوني آخر بين الهلال الأحمر التركي، والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، يهدف إلى ضمان سلامة وحماية الأشخاص الذين غالبًا ما يكونون عرضة للخطر بشكل خاص في أعقاب كارثة واسعة النطاق: النساء، والأطفال، وكبار السن، والمعوقين.

وتشمل هذه الجهود المساعدات المالية التي يمكن أن توفر للناس مزيدًا من الاستقرار والاستقلال بينما تساعدهم أيضًا على تلبية الاحتياجات العاجلة الأخرى مثل الرعاية الصحية، والحصول على الأدوية، وفرص التعليم، والمساعدة القانونية أو الدعم النفسي.

تعمل مثل هذه الخدمات على تقليل فرص تعرّض الأشخاص في المواقف الضعيفة لمزيد من الأذى أو الإساءة أو الاستغلال، كما تزيد بشكل كبير من فرص التعافي الكامل. 

في حالة جنان، مكّنها البرنامج من الوصول إلى الخدمات الصحية للعلاج الطبيعي، والعلاج لاستعادة وظيفة الجفن.  

على الرغم من أنها لا تزال غير قادرة على الرؤية بعين واحدة، إلا أن جنان تشعر براحة كبيرة وامتنان لاستعادة ثقتها بنفسها.  

تقول عن الهلال الأحمر: "لقد دعموني كثيرًا. لم أكن أرغب في إظهار وجهي لأي شخص. الآن أنا واثقة جدًا. أشعر أنني طبيعية. أنا عمياء في احدى عينيّ، لكن لا يزال لدي العديد من الأصدقاء والأحباء".

 

مرتاحة وتشعر بالثقة

كان الخوف الشديد من دخول المباني من أبرز تأثيرات الزلزال، وهو رد فعل شائع بين الناجين.  

في هذا الصدد، قالت جنان: "لم أكن قادرة على دخول المباني الخرسانية من قبل. كنت مرعوبة. ولكن بعد تلقي الدعم النفسي بشكل اسبوعي مع الهلال الأحمر التركي ولعدة أشهر، بدأت في التغلب على هذا الخوف".  

تستطيع جنان الآن الدخول إلى المباني، حتى المباني العالية.  

"للمرة الأولى بعد الزلزال، ذهبت حتى إلى شقة أختي في الطابق الثاني عشر. قبل الدعم النفسي، لم أكن حتى أخرج. الآن أشعر براحة أكبر وثقة أكبر. أشعر بتحسن كبير".  

ترك الزلزال الملايين بلا مأوى أو سبل عيش، وتأثرت الفئات الضعيفة بشكل خاص. بالنسبة للأفراد مثل جنان، الذين واجهوا تحديات جسدية ونفسية، توفر آليات الدعم هذه شريان حياة، مما يمكّن الناجين من استعادة كرامتهم وإعادة بناء حياتهم.

 

مستقبل أفضل

أظهرت دراسة حديثة أن برنامج المساعدة النقدية له تأثير ملموس ويمكن قياسه. وفقًا للدراسة، أفاد 88 في المائة من الأشخاص الذين شاركوا في المشروع بتحسّن ظروف المعيشة.

ووفقًا للتقييم الذي تبع البرنامج، فإن 51 في المائة من المشاركين بالتقييم استخدموا المساعدات المُقدمة للتقليل من أو القضاء على مخاطر متعلقة بالحماية الصحية.

وأفاد 95 بالمائة من الأشخاص أيضًا بتحسن التواصل والعلاقات داخل الأسرة، مما عزز الفوائد الاجتماعية الأوسع نطاقًا للمساعدات.

 

بقلم سيفيل إركوش

مسؤولة تواصل عليا، بعثة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في تركيا

أخبار ذات صلة