الصحة

Displaying 1 - 25 of 42
|
مقال

بعد عامين على زلزال تركيا وسوريا: احدى الناجيات وأم لأربعة أطفال تروي قصتها

لقد أثّر الزلزال المدمّر الذي ضربت جنوب تركيا وشمال سوريا في عام 2023 على ملايين الأرواح، وخلّفت وراءها دمار هائل وصعوبات عدّة. ومن بين الناجين، جنان، وهي أم لأربعة أطفال، وتقيم مع عائلتها في مدينة الحاويات في هاتاي. قصة جنان هي قصة عن المثابرة والقدرة على الصمود بالرغم من الندوب الجسدية والعاطفية. تتذكر جنان، قائلةً: "أثناء الزلزال، انهار جدار على وجهي وظهري، وأصبت بجروح بالغة. كانت تلك الفترة مؤلمة بشكل لا يصدق. لفترة من الوقت، كنت طريحة الفراش. خضعت لعلاجات طويلة. الآن، أستطيع المشي من دون مساعد المشي". وبينما استعادت جنان قدرتها على الحركة بعد العلاج المطول، كانت قد فقدت أيضًا الرؤية في إحدى عينيها بسبب سقوط الحطام على وجهها. وكان أكثر ما أثر عليها هو فقدان جفنها، مما جعلها غير قادرة على إغلاق إحدى عينيها. وقالت، وهي تفكّر في الأثر العاطفي الذي خلفته هذه التجربة عليها: "لم أكن أتحمل النظر في المرآة. كنت أشعر دائمًا بالسوء عندما أرى نفسي على هذا النحو ولم أكن أرغب في الخروج".ليست وحدهالحسن الحظ، لم تواجه جنان هذا التحدي الهائل بمفردها، بحيث تم دعم تعافيها النفسي من قبل الهلال الأحمر التركي، الذي قدم استشارات نفسية للناجين من الزلزال. تم تنفيذ المشروع بالتعاون مع الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، الذي أطلق نداء طوارئ عالمي في غضون أيام من وقوع الزلزال.كما تلقت مساعدة أساسية من خلال برنامج تعاوني آخر بين الهلال الأحمر التركي، والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، يهدف إلى ضمان سلامة وحماية الأشخاص الذين غالبًا ما يكونون عرضة للخطر بشكل خاص في أعقاب كارثة واسعة النطاق: النساء، والأطفال، وكبار السن، والمعوقين.وتشمل هذه الجهود المساعدات المالية التي يمكن أن توفر للناس مزيدًا من الاستقرار والاستقلال بينما تساعدهم أيضًا على تلبية الاحتياجات العاجلة الأخرى مثل الرعاية الصحية، والحصول على الأدوية، وفرص التعليم، والمساعدة القانونية أو الدعم النفسي.تعمل مثل هذه الخدمات على تقليل فرص تعرّض الأشخاص في المواقف الضعيفة لمزيد من الأذى أو الإساءة أو الاستغلال، كما تزيد بشكل كبير من فرص التعافي الكامل.في حالة جنان، مكّنها البرنامج من الوصول إلى الخدمات الصحية للعلاج الطبيعي، والعلاج لاستعادة وظيفة الجفن. على الرغم من أنها لا تزال غير قادرة على الرؤية بعين واحدة، إلا أن جنان تشعر براحة كبيرة وامتنان لاستعادة ثقتها بنفسها. تقول عن الهلال الأحمر: "لقد دعموني كثيرًا. لم أكن أرغب في إظهار وجهي لأي شخص. الآن أنا واثقة جدًا. أشعر أنني طبيعية. أنا عمياء في احدى عينيّ، لكن لا يزال لدي العديد من الأصدقاء والأحباء".مرتاحة وتشعر بالثقةكان الخوف الشديد من دخول المباني من أبرز تأثيرات الزلزال، وهو رد فعل شائع بين الناجين. في هذا الصدد، قالت جنان: "لم أكن قادرة على دخول المباني الخرسانية من قبل. كنت مرعوبة. ولكن بعد تلقي الدعم النفسي بشكل اسبوعي مع الهلال الأحمر التركي ولعدة أشهر، بدأت في التغلب على هذا الخوف". تستطيع جنان الآن الدخول إلى المباني، حتى المباني العالية. "للمرة الأولى بعد الزلزال، ذهبت حتى إلى شقة أختي في الطابق الثاني عشر. قبل الدعم النفسي، لم أكن حتى أخرج. الآن أشعر براحة أكبر وثقة أكبر. أشعر بتحسن كبير". ترك الزلزال الملايين بلا مأوى أو سبل عيش، وتأثرت الفئات الضعيفة بشكل خاص. بالنسبة للأفراد مثل جنان، الذين واجهوا تحديات جسدية ونفسية، توفر آليات الدعم هذه شريان حياة، مما يمكّن الناجين من استعادة كرامتهم وإعادة بناء حياتهم.مستقبل أفضلأظهرت دراسة حديثة أن برنامج المساعدة النقدية له تأثير ملموس ويمكن قياسه. وفقًا للدراسة، أفاد 88 في المائة من الأشخاص الذين شاركوا في المشروع بتحسّن ظروف المعيشة.ووفقًا للتقييم الذي تبع البرنامج، فإن 51 في المائة من المشاركين بالتقييم استخدموا المساعدات المُقدمة للتقليل من أو القضاء على مخاطر متعلقة بالحماية الصحية.وأفاد 95 بالمائة من الأشخاص أيضًا بتحسن التواصل والعلاقات داخل الأسرة، مما عزز الفوائد الاجتماعية الأوسع نطاقًا للمساعدات.بقلم سيفيل إركوشمسؤولة تواصل عليا، بعثة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في تركيا

|
مقال

اليوم الدولي للتأهب للأوبئة 2024: الكشف المبكر والعمل المبكر لمجتمعات أكثر صحة

تعد الأوبئة والجوائح من أكبر التهديدات التي تقف في وجه الأمن الصحي العالمي. وهي آخذة في الارتفاع، وفي عالم اليوم المتصل بالإنترنت، فإنها تنتشر بشكل أكبر وأسرع من أي وقت مضى. لا تزال الأوبئة المعروفة، مثل الكوليرا والحصبة والإيبولا والملاريا، تهدد أجزاء كبيرة من سكان العالم. وكما رأينا مع فيروس كورونا، فإن العالم معرض أيضًا لخطر الأمراض المعدية الجديدة التي يمكن أن تودي بحياة الملايين، وترهق الأنظمة الصحية، وتلغي عقودًا من التقدم التنموي. ولكن الخبر السار هو أنه من خلال تدابير التأهب والاستجابة الفعالة، يمكننا الحد من آثار الأوبئة والجوائح، بل وحتى إيقافها في مساراتها.لقد ركّز الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر والجمعيات الوطنية الأعضاء فيه منذ فترة طويلة على مساعدة الناس على التأهب لحالات الطوارئ الصحية والاستجابة لها والتعافي منها. تأسس الاتحاد الدولي في أعقاب جائحة الأنفلونزا عام 1918، ونحن نعلم من التجربة أن المجتمعات يمكن أن تكون خط الدفاع الأول ضد الأوبئة والجوائح عندما تكون مجهزة بالمعرفة والسلوكيات والمهارات والأدوات الصحيحة. من خلال البرامج العالمية، مثل برنامج التأهب المجتمعي للأوبئة والجوائح (CP3) مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، والشراكة البرامجية مع الاتحاد الأوروبي، قمنا بإشراك وتدريب الناس في جميع أنحاء العالم على التأهب والاستجابة للأوبئة والجوائح لسنوات عديدة. نحن نساعد الأشخاص على منع تفشي الأمراض واكتشافها والاستجابة لها بسرعة، مما يؤدي إلى إنقاذ الأرواح وبناء مجتمعات أكثر صحة وقدرة على الصمود.تكثيف جهودنا في عام 2024في عام 2024، عززنا بشكل كبير عملنا في مجال التأهب للأوبئة والجوائح: بدعم من صندوق التمويل الطارئ لمواجهة الأوبئة التابع لمجموعة البنك الدولي، وبالتعاون مع الشركاء الوطنيين والدوليين الرئيسيين، تم اختيار الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر لإطلاق برنامجين إقليميين جديدين للتأهب للأوبئة. وفي أفريقيا، سيعمل برنامج الاستعداد لمواجهة الأوبئة (PREPARE) على تعزيز التعاون عبر الحدود، ومراقبة الأمراض والأنظمة الصحية في شرق ووسط أفريقيا، لمواجهة التحديات الصحية مثل وباء جدري القردة المستمر. وفي منطقة آسيا والمحيط الهادئ، سيؤدي برنامج 'تعزيز المراقبة التعاونية والاستعداد للتشخيص للتأهب والاستجابة للأوبئة في منطقة جنوب شرق آسيا' إلى تحسين أنظمة الإنذار المبكر ومراقبة الأمراض، وأنظمة المختبرات، وقدرات القوى العاملة في مجال الصحة المجتمعية في ثمانية بلدان. بدعم من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، سعدنا بتوسيع برنامج CP3 هذا العام ليشمل 11 دولة جديدة: بوروندي، وكمبوديا، وساحل العاج، ولاوس، وملاوي، وماليزيا، والفلبين، وطاجيكستان، وتايلاند، وفيتنام وزامبيا، لإعداد المزيد من المجتمعات لمواجهة الأوبئة والجوائح. ومعاً، فإن هذه الالتزامات الجديدة ترفع إجمالي عدد البلدان التي يدعم فيها الاتحاد الدولي بشكل مباشر برامج التأهب للأوبئة إلى 48. ولا يشمل هذا الرقم العمل العظيم الذي تقوم به على المستوى الوطني العديد من جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر حول العالم.موثوق به، محلّي، ودائما متواجدنظرًا الى أنها جهات فاعلة محلّية موثوقة، ومندمجة في مجتمعاتها، وموجودة بشكل دائم في مناطق لا تستطيع المنظمات الأخرى الوصول إليها، فإن الجمعيات الوطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر هي في أفضل مكانة لدعم التأهب للأوبئة والجوائح على مستوى المجتمع المحلّي. يعمل الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على تعزيز قدرة الجمعيات الوطنية على الاستعداد للأوبئة والاستجابة لها من خلال التدريب، والمساعدة الفنية، ودعم وتنسيق المناصرة.ونعمل معًا أيضًا على إشراك مجموعة واسعة من الجهات المعنيّة في التأهب للأوبئة والجوائح، مثل الحكومات، والقادة الدينيين، والشركات ووسائل الإعلام، لأننا نعلم أن كافة أجزاء المجتمع بحاجة إلى العمل معًا للحفاظ على سلامة الناس من الأوبئة والجوائح.حان وقت الاستعداد كانت جائحة فيروس كوفيد-19 بمثابة دعوة للاستيقاظ للعالم والاستعداد للأزمة الصحية المقبلة. أودى الوباء بحياة الملايين وكشف عن فجوات كبيرة في التأهب للأوبئة والجوائح في جميع أنحاء العالم.تقوم شبكة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر بعمل أساسي في الوقت الحالي لإعداد المجتمعات لمواجهة الوباء المقبل. ولكن هناك حاجة إلى المزيد من الاستثمار على مستوى العالم لتعزيز النظم الصحية، وضمان استعداد المجتمعات لمواجهة عالم تزداد فيه المخاطر.--للحصول على موارد عمليّة في مجال التأهب للأوبئة، اطلعوا على مجموعة أدوات مكافحة الأوبئة لدينا، المتوفرة بلغات متعددة، بحيث تحتوي على إرشادات بشأن أساليب الوقاية والسيطرة على انتشار الأوبئة على مستوى المجتمع.

|
مقال

مبادرة صحة المجتمع الأفريقي الممكَنة وذات القدرة على الصمود: كيف يمكن لفعل بسيط أن يحدث تأثيرًا ثوريًا على صحة العائلات

كل صباح، تنطلق عائشة سيرًا على الأقدام لجلب المياه من النهر، تحمل دلاء ثقيلة إلى المنزل، وهي تعلم أن كل قطرة ثمينة. تدور حياة عائشة حول رعاية أطفالها الثلاثة الصغار، ولكن على الرغم من بذل قصارى جهدها لتوفير احتياجات أسرتها، بدا المرض أمرًا لا مفرّ منه. غالبًا ما عانى أصغر أبنائها، موسى، من مشاكل مؤلمة في المعدة. أصبحت الرحلات المتكررة إلى العيادة تشكل ضغطًا على أسرتها. مثل العديد من سكان قريتها، كانت عائشة تعتقد دائمًا أن المرض مجرد جزء من الحياة، أي شيء يجب عليهم تحمله.بدأت الأمور تتغير عندما وصل متطوعو الصليب الأحمر النيجيري إلى قريتها، وذلك كجزء من مبادرة صحة المجتمع الأفريقي الممكَنة وذات القدرة على الصمود (REACH)، وهو برنامج للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر (IFRC) والمركز الافريقي لمكافحة الامراض والوقاية منها (Africa CDC) لتحسين ممارسات الصحة والنظافة في المجتمعات المحرومة. تجمّع المتطوعون والقرويون تحت ظل شجرة كبيرة، وقام المتطوعون بشرح كيف يمكن لغسل اليدين بانتظام بالماء والصابون أن ينقذ الأرواح من خلال منع الأمراض مثل الكوليرا والإسهال.بالنسبة للعديد من الحاضرين، كان هذا بمثابة اكتشاف جديد. في العديد من القرى هنا، يعد الصابون رفاهية نادرة، وغالبًا ما يتم استخدامه لغسيل الملابس أو الاستحمام، ولم يفكر سوى قِلة من الناس في استخدامه لغسل أيديهم. وقد أظهر المتطوعون تقنية غسل اليدين الصحيحة، حيث أظهروا لأفراد المجتمع كيفية فرك أيديهم جيدًا لإزالة الجراثيم غير المرئية. وبدافع من الفضول، قررت عائشة تجربة ذلك. فأقامت محطة بسيطة لغسل اليدين خارج منزلها، باستخدام وعاء من البلاستيك وقطعة صغيرة من الصابون. وعلّمت أطفالها الروتين الجديد، وشاهدوا بعيون ثاقبة، وهي تشرح لهم أن هذا العمل الصغير يمكن أن يحافظ على سلامتهم.وخلال الأسابيع التالية، حدث شيء غير عادي. ظلّ موسى، الذي كان يمرض بشكل متكرر، بصحة جيدة. خفّ قلقهم بشأن آلام المعدة والحمى، وأدركت عائشة أن هذا التغيير الصغير كان له تأثير عميق على أسرتها.وسرعان ما بدأ جيرانها يلاحظون ذلك أيضًا، وبالتالي بدأت الأسر الأخرى في القرية واحدة تلو الأخرى في إنشاء محطات غسل اليدين. وكان التأثير ظاهرًا. فقد التحق الأطفال بالمدرسة بشكل أكثر انتظامًا، كما قل عدد زيارات الوالدين إلى العيادة، مما خفف العبء على جداولهم ووضعهم المادي. وأصبحت عائشة بطلة مبادرة غسل اليدين، حيث أظهرت بفخر للآخرين ما أعدته لهم وشاركت المعرفة التي اكتسبتها. ومن خلال مبادرة صحة المجتمع الأفريقي الممكَنة وذات القدرة على الصمود (REACH)، كان متطوعو جمعية الصليب الأحمر النيجيري يذهبون من باب إلى باب، ويجمعون الناس في مجموعات صغيرة في القرى والمدارس والأسواق، ويعلمونهم غسل اليدين والنظافة.وبالنسبة للطفل ساني، وهو طالب في المدرسة، فإن غسل اليدين عادة جديدة يتوق إلى مشاركتها مع الآخرين. "في المدرسة، علمونا كيفية غسل أيدينا بشكل صحيح. لقد أظهرت ذلك لعائلتي، والآن نفعل ذلك جميعًا. أشعر بالفخر لأنني أعلم أنني أساعد في الحفاظ على سلامتهم". وتلاحظ ليليان أديوغبا، مسؤولة برنامج REACH في الاتحاد الدولي، أنه على الرغم من أن غسل اليدين قد يبدو بسيطًا، إلا أنه أداة قوية في مكافحة الأمراض المعدية. وتقول: "تنتشر أمراض مثل الكوليرا والإسهال والتهابات الجهاز التنفسي بسرعة، وفي غياب النظافة المناسبة، تصاب الأسر، وخاصة الأطفال الصغار، بالمرض في كثير من الأحيان". "في مكان مثل أداماوا، حيث الموارد الصحية محدودة، فإن تعليم الناس كيفية غسل أيديهم لا يتعلق فقط بالنظافة، بل يتعلق أيضًا بإنقاذ الأرواح".

|
بيان صحفي

الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر يطلق نداء طارئاً بقيمة 100 مليون فرنك سويسري لمواجهة التداعيات الإنسانية للأزمة في لبنان

جنيف/بيروت، 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2024في أعقاب التصعيد الكبير للأزمة الإنسانية في لبنان منذ سبتمبر/أيلول، أطلق الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر اليوم نداءً طارئاً بقيمة 100 مليون فرنك سويسري لتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة والطويلة الأمد لما يقارب 600,000 شخص تضرروا جراء الصراع. ويهدف هذا النداء إلى دعم خدمات الإسعاف الحيوية للصليب الأحمر اللبناني، الذي استنفد طاقاته منذ أكتوبر/تشرين الأولمن العام الماضي.منذ بداية الأزمة، قام الصليب الأحمر اللبناني (LRC)بتعبئة فرق الطوارئ والمتطوعين وتفعيل خطط استجابة طارئة، بدعم من الاتحاد الدولي واللجنة الدولية للصليب الأحمر (ICRC)وشركاء آخرين في حركة الصليب الأحمر والهلال الأحمر.أدى التصعيد الحاد في الأعمال العدائية إلى تدمير واسع النطاق ونزوح جماعي، مما زاد من حدة الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي يواجهها لبنان. هذا التصعيد تطلب إطلاق نداء جديد لمواجهة الاحتياجات الإنسانية المتزايدة والمعقدة.ومع اقتراب فصل الشتاء، يعيش العديد من المتضررين بلا مأوى أو في مساكن مكتظة تفتقر إلى التدفئة. يضطلع الصليب الأحمر اللبناني بدور حيوي في تقديم المساعدات الأساسية، مثل الغذاء والماء والإسعافات الأولية وخدمات الرعاية الصحية ومستلزمات النظافة والدعم النفسي.وقالتلوته ريبيرت، مديرة العمليات للاتحاد الدولي في بيروت: "نشهد حاجة ملحة إلى توفير المواد الأساسية لمئات الآلاف من الأشخاص الذين أُجبروا على الفرار من منازلهم. كثير منهم يقيمون الآن مع عائلاتهم أو في ملاجئ مؤقتة، مثل المدارس".وأضافت: "العودة إلى منازلهم ليست خياراً حالياً، نظراً لاستمرار المخاطر في مناطق الصراع. كما نشعر بقلق بالغ بشأن سلامة جميع العاملين في القطاع الصحي، بما في ذلك متطوعو الصليب الأحمر اللبناني، خاصة في المناطق الجنوبية."في زيارة إلى بيروت لإطلاق النداء والاجتماع مع الصليب الأحمراللبناني،قال جاغان تشاباغين، الأمين العام للاتحاد الدولي: "تزداد الاحتياجات الإنسانية في لبنان يوماً بعد يوم. التبرعات التي ستجمع من خلال هذا النداء ستساعد الصليب الأحمر اللبناني في الحفاظ على برامجه المنقذة للحياة وتوسيع نطاق المساعدات لتشمل عدداً أكبر من الأشخاص المتضررين. نحن بحاجة إلى دعم كبير، وأحث جميع المتبرعين على المساهمة بما يستطيعون."في ظل واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية التي تشهدها البلاد منذ عقود، يهدف هذا النداء الطارئ إلى تعزيز استجابة الاتحاد الدولي للأزمة في لبنان، مع التركيز أيضاً على جهود التعافي والتأهيل طويلة الأمد.بالتوازي، سيبقى نداء الطوارئ المركب الخاص بالشرق الأوسط نشطاً حتى ديسمبر 2025، ليغطي استجابات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في المنطقة. ومنذ نوفمبر/تشرين الثاني 2024، سيُوجّه الدعم لمواجهة الأزمة الإنسانية في لبنان عبر النداء الجديد تحت عنوان "نداء طارئ لأزمة لبنانالمعقدة."لمزيد من المعلومات أو لطلب مقابلة، يرجى التواصل مع:[email protected]في بيروت:مي الصايغ، 0096176174468باستيان فان بلوكلاند، 0031646808096في جنيف:توماسو ديلا لونغا،0041797084367هانا كوبلاند، 0041762369109

|
حالة طوارئ

لبنان: حالة طوارئ معقدة

شهدت الحدود الجنوبية للبنان استمراراً للنزاع منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، مع تصاعد كبير في الغارات الجوية والهجمات، مما أسفر عن مقتل أكثر من 2,710 شخصاً وإصابة 12,592 آخرين لغاية 28 أكتوبر/تشرين الأول 2024.من خلال نداء الطوارئ هذا، يهدف الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر وأعضاؤه إلى تلبية الاحتياجات العاجلة لـ 600,000 شخص من خلال توفير الرعاية الصحية والأمن الغذائي والمأوى، بالإضافة إلى تأمين خدمات المياه والصرف الصحي ومستلزمات النظافة الشخصية. سيساهم هذا النداء أيضاً في تعزيز قدرات البحث والإنقاذ للصليب الأحمر اللبناني.

|
مقال

يوم الصحة الواحدة 2024: حماية البشر والحيوانات والبيئة من أجل عالم أكثر صحة للجميع

ما يصل إلى 75 في المائة من الأمراض المُعدية الناشئة التي تصيب البشر تبدأ في الحيوانات. وتسمى هذه الأمراض "الأمراض الحيوانية المنشأ"، ويمكن أن تنتشر إلى البشر من خلال الاتصال المباشر بالحيوانات المصابة أو من خلال الغذاء أو المياه أو البيئة. إن كوفيد-19، والإيبولا وجدري القردة هي أمثلة على بعض الأمراض التي انتقلت من الحيوانات إلى البشر.وعندما تكون بيئتنا ملوثة أو لا يتم الاعتناء بها بشكل صحيح، يمكن أن يسبب ذلك مشاكل صحية لكل من الحيوانات والبشر. على سبيل المثال، هناك أدلة على أن الانحباس الحراري يؤدي إلى ظروف أكثر ملاءمة لتكاثر نوع معين من البعوض الذي يحمل فيروس حمى الضنك، بل ويدفعه إلى مناطق ودول جديدة لم تشهد حمى الضنك من قبل.اتباع نهج "الصحة الواحدة" الصحة الواحدة هو نهج للرعاية الصحية يعترف بالروابط الوثيقة بين صحة الإنسان والحيوان والبيئة، ويأخذ في الاعتبار كيفية تأثيرها على بعضها البعض. إن هذا البرنامج يتطلب من الحكومات والمنظمات العاملة في هذه المجالات المختلفة أن تتعاون معًا للاستعداد بشكل أفضل للتحديات الصحية والاستجابة لها، مثل الأوبئة والجوائح.من خلال برنامج التأهب المجتمعي للأوبئة والجوائح (CP3)، تتبنى العديد من جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر نهج الصحة الواحدة لمساعدة المجتمعات على الاستعداد والوقاية من تفشي الأمراض والاستجابة لها. كما تدعم هذه الجمعيات الإدارات الحكومية للصحة والزراعة والبيئة، فضلاً عن الشركاء الرئيسيين، للتعاون باستخدام نهج الصحة الواحدة أيضًا. دعونا نلقي نظرة على بعض الأمثلة.تدريب الجيل القادم من الممرضات في جمهورية الكونغو الديمقراطية على مراقبة الأمراض الحيوانية المنشأفي جمهورية الكونغو الديمقراطية، يدير الصليب الأحمر مدارس تمريض في جميع أنحاء البلاد، حيث يواصل طلابها العمل في كل من النظام الصحي العام والخاص في البلاد. ومن خلال برنامج CP3، طور الصليب الأحمر في جمهورية الكونغو الديمقراطية وحدة تعليمية خاصة للصحة الواحدة، والتي قام بتجربتها في مدرستين في كينشاسا ومالوكو. لقد تعلم طلاب التمريض، الذين شاركوا في المشروع التجريبي، كل شيء عن تقاطع صحة الإنسان والحيوان والبيئة. تعلموا تعريفات الحالات لأنواع مختلفة من الأمراض الحيوانية المنشأ، من داء الكلب إلى داء الشيكونغونيا، وكيفية إشراك مجتمعاتهم بشكل فعال في المخاطر وتدابير الوقاية لكل مرض. كما تعلموا مبادئ المراقبة المجتمعية، مما مكّنهم من إطلاق التحذيرات بسرعة عند بروز أحداث صحية غير عادية. لقد أُعجبت حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية بالمشروع التجريبي، وهي تنوي تنظيم التدريب على المستوى الوطني، في كل مدرسة تمريض في البلاد.المعرفة قوة: رفع مستوى الوعي المجتمعي بالمخاطر البيئية وصحة الحيوانهناك الكثير من الخطوات البسيطة التي يمكن للمجتمعات اتخاذها للحدّ من مخاطر الأمراض المرتبطة بالحيوانات والبيئة. من خلال برنامج CP3، تعمل الجمعيات الوطنية على إشراك المجتمعات وتحفيزها على اتخاذ الإجراءات.على سبيل المثال، في كينيا، يقوم متطوعو الصليب الأحمر بتعليم الناس كيفية التعرف على علامات الجمرة الخبيثة ــ وهو مرض معد خطير ومميت يمكن أن ينتشر من الحيوانات، وعادة الماشية، إلى البشر. وهم يشجعون المجتمعات على تجنب التعامل مع أي حيوانات تنفق في ظروف غير عادية، والإبلاغ عن أي حالات على الفور للمتطوعين أو السلطات المختصّة، وتطهير المناطق الملوثة تمامًا. كما يدعمون جهود التطعيم للحرص على أن الناس يعرفون متى وأين ولماذا يقومون بتطعيم حيواناتهم، مما يحقق نجاحات داخل المجتمعات النائية والمترددة في التطعيم.وفي إندونيسيا، يدير الصليب الأحمر الإندونيسي فعاليات تنظيف بشكل منتظم لمساعدة المجتمعات على الحدّ من مخاطر حمى الضنك. يجتمع الناس معًا لتفقد وتجفيف خزانات المياه الراكدة، وصيانة امدادات مياه الشرب، وكنس القمامة والحطام. كل هذه الخطوات تقلل من مواقع تكاثر البعوض المحتملة. إلى جانب تدابير الحماية الشخصية، مثل وضع طارد البعوض واستخدام الناموسيات، يمكن لهذه الخطوات البسيطة أن تقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بحمى الضنك، وتساعد الأسر على البقاء بصحة جيدة.العمل مع الحكومة من أجل تحقيق الصحة الواحدة في غينيا من خلال برنامج CP3، كان الصليب الأحمر الغيني يدعم الحكومة على المستوى الوطني والإقليمي والمجتمعي لتبني نهج الصحة الواحدة من أجل تعزيز النظام الصحي في البلاد.لقد عملوا على تسهيل الاجتماعات المنتظمة مع الوكالات الحكومية والجهات المعنية العاملة في مجال الصحة البشرية والحيوانية والبيئية لمناقشة التهديدات المرضية الحالية والناشئة، والتعاون في إدارة البيئة، والتخطيط لحملات التطعيم لكل من البشر والحيوانات. بالنسبة للأمراض الحيوانية ذات الأولوية، مثل داء الكلب على وجه الخصوص، كان الصليب الأحمر الغيني فعالاً في إعلام وحماية المجتمعات، وتنبيه السلطات الصحية بسرعة عند وقوع حادث عض. هذه ليست سوى عدد قليل من الأمثلة العديدة لكيفية أن يؤدي اتباع نهج الصحة الواحدة إلى عالم أكثر صحة. من خلال العمل معًا للحفاظ على صحة الحيوانات وبيئتنا المشتركة، يمكننا مساعدة البشر على أن يكونوا أكثر صحة وأمانًا أيضًا. --- الأنشطة الواردة في هذه المقالة هي جزء من برنامج التأهب المجتمعي للأوبئة والجوائح (CP3) متعدد البلدان. بتمويل من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، دعم برنامج التأهب المجتمعي للأوبئة والجوائح (CP3) المجتمعات وجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر وشركاء آخرين في سبع دول منذ عام 2018 للتأهب والوقاية والكشف عن التهديدات المرضية والاستجابة لها. في أكتوبر/تشرين الأول 2024، سيتوسع البرنامج ليشمل ستة بلدان جديدة، بوروندي وساحل العاج وملاوي وطاجيكستان وتايلاند وزامبيا، حيث سيستمر في تنفيذ نهج الصحة الواحدة بين الجمعيات الوطنية والشركاء والحكومات.

|
مقال

"على أهبة الاستعداد": العاملون بالمستشفيات في جنوب لبنان يواجهون تصاعد الأعمال العدائية

امتدّت الأزمة المتواصلة في الشرق الأوسط، والتي أشعلها النزاع في إسرائيل وغزة، الى جميع أنحاء المنطقة، مما أثّر على البلدان والمجتمعات المجاورة لمنطقة النزاع الأولية. في مدينة صيدا في محافظة جنوب لبنان، كان الموظفون والمتطوعون في مستشفى الهمشري التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني يستعدون لأسوأ السيناريوهات، حيث أن هناك غارات جوية منتظمة في محيطهم بينما تصبح المنطقة الجنوبية من لبنان متأثرة بشكل متزايد بتصاعد الأعمال العدائية. مستشفى الهمشري هو واحد من مستشفيين تابعين للهلال الأحمر الفلسطيني في جنوب لبنان، يخدم اللاجئين الفلسطينيين والأشخاص من جميع الجنسيات. كما أنه أكبر مستشفيات جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني الخمسة في لبنان، مما يعني أنه مرفق رعاية صحية بالغ الأهمية، وخاصة في أوقات النزاع، عندما تكون الحاجة لخدماته ملحّة جدًا.لقد أجبرت هذه البيئة المتقلبة جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في لبنان على الاستعداد للاحتياجات المتزايدة، وتعبئة الموارد والبقاء على أهبة الاستعداد للاستجابة للأزمة المتكشفة. يقول الدكتور زياد العينان، مدير خدمات الطوارئ والإسعاف في فرع الهلال الأحمر الفلسطيني في لبنان: "لدينا أكثر من 300 متطوع وموظف يتلقون التدريبات كجزء من خطتنا للطوارئ". تم تنفيذ جزء كبير من هذه التدريبات بالشراكة مع الصليب الأحمر اللبناني، الذي يتمتع أيضًا بخبرة كبيرة في الاستجابة لأحداث كهذه. ويضيف العينان: "لقد تلقى موظفو المستشفى التدريبات الازمة من قبل الصليب الأحمر اللبناني للاستجابة بشكل فعال في أوقات النزاع". لتعزيز قدرته على الاستجابة بفعالية لأعمال العنف المتصاعدة، بادر مستشفى الهمشري التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني ببرنامج تدريبي شمل مجموعة من المهارات الأساسية، بما في ذلك في مجالات دعم الحياة الأساسي، والدعم المتقدم للحياة القلبية، وتخطيط صدى القلب في حالات الطوارئ، وفرز الإصابات الجماعية، وتقنيات الإسعافات الأولية المتقدمة. وقد زودت هذه التدريبات موظفي المستشفى بالمعرفة والمهارات اللازمة للتخفيف من تأثير الإصابات المرتبطة بأعمال العنف وضمان التدخّل الطبّي المناسب في الوقت المناسب. ومن بين الأشخاص الذين استفادوا من هذه التدريبات وهم مستعدون لخدمة مجتمعهم، وخاصة خلال أعمال العنف هذه، هو حسام صبحة البالغ من العمر 58 عامًا، الذي يعمل مع جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في لبنان كمستجيب أول منذ ما يقرب من 40 عامًا. ويقول حسام: "بصفتنا وحدة خدمات الطوارئ الطبية في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في لبنان، اتخذنا جميع الاحتياطات والخطوات اللازمة للاستجابة لأي حالة طوارئ"."لقد أكملنا تدريباتنا، ونحن مستعدون للاستجابة في أي وقت. لدينا خطة طوارئ جاهزة للجنوب وبيروت، وكل فرقنا على أهبة الاستعداد. نحن لسنا خائفين".حسام ليس الشخص الوحيد الذي يدفعه حسّه الإنساني، فابنته سجى ورثت شجاعة والدها وإنسانيته. وتقول إن الأعمال العدائية لن تمنعها من محاولة إنقاذ الأرواح. تقول سجى البالغة من العمر 22 عامًا، والتي تعمل متطوعة في مستشفى الهمشري وتدرس لتصبح ممرضة: "أنا لست خائفة على الإطلاق. آتي إلى المستشفى كل يوم لأنني أريد مساعدة الآخرين، بما في ذلك زملائي". وتعتقد أن التطوع لا يشبه أي شيء اختبرته."عندما تتطوعون، فإنكم تتعرضون للكثير من الأشخاص والحالات، وترون ما يحدث على أرض الواقع. لا شيء يضاهي نظرة الامتنان والارتياح على وجه الشخص بعد أن تقدموا له المساعدة التي يحتاجها". ومع ذلك، لا عيب في الشعور بالخوف، ويتم تدريب المتطوعين والموظفين في المستشفى على دعم بعضهم البعض في التعامل مع ردود الفعل العاطفية للأحداث من حولهم. تعمل سجى عن كثب مع نغم شناعة البالغة من العمر 20 عامًا، وهي أصغر طبيبة متدربة في مستشفى الهمشري، والتي تسعى لتحقيق حلمها في أن تصبح طبيبة.وعلى الرغم من طبيعة عملها المرهقة والوضع المضطرب في البلاد، إلا أن البسمة لا تفارق وجه نغم.وتقول نغم: "أنا شخص يشعر بالقلق دائمًا. شعرت بخوف شديد عندما سمعت انفجارًا قبل بضعة أيام، والذي تبين أنه غارات جوية وهمية، لكن الجميع في المستشفى جاءوا إلي وحاولوا مواساتي. أحصل على الكثير من الدعم النفسي من زملائي هنا. نحن ندعم بعضنا البعض، وننقل هذا الدعم إلى مرضانا أيضًا".إن المتخصصين الطبيين مثل نغم وسجى ضروريون في تقديم الرعاية الطارئة، ولكن يمكن لأي شخص أن يساهم في مجتمعه خلال أوقات الحاجة. كل ما يتطلبه الأمر هو قلب طيب ورغبة بالتطوع. أحمد مروان العيسى البالغ من العمر 19 عامًا، والذي يسعى للحصول على شهادة في الهندسة الميكانيكية، هو مثال على ذلك. إنه يتطوع كمسعف في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في لبنان، ويفعل ذلك وهو على دراية بالمخاطر.ويقول أحمد: "الوضع مخيف لأنه غير قابل التنبؤ. لا نعرف متى ستضرب غارة جوية وأين ستضرب، لكننا مستعدون لخدمة المتضررين، مهما كلّف الأمر".

|
حالة طوارئ

الأرجنتين: أزمة اقتصادية

تواجه الأرجنتين واحدة من أكثر الأزمات الاجتماعية والاقتصادية تعقيدًا في السنوات الأخيرة، مع زيادة عدد الأشخاص الذين يعيشون في حالة من الفقر الشديد، كما أن الوصول إلى الخدمات الصحية والغذاء محدود، وهناك صعوبات كبيرة في الحفاظ على سبل العيش. من خلال هذا النداء الطارئ، يسعى الصليب الأحمر الأرجنتيني إلى تقديم المساعدة الإنسانية، والحماية، ودعم التعافي، للأسر والأفراد المشرّدين والأكثر تضررًا من الأزمة. سيساعد هذا النداء 20,000 شخص على مدى 12 شهرًا، مع التركيز في البداية على الصحة.

|
مقال

جدري القردة: إنقاذ الأرواح من خلال التواصل مباشرة مع الناس

في جمهورية الكونغو الديمقراطية، ينقذ متطوعون مثل إيينغا بامبوكو الأرواح من خلال مساعدة الناس على فهم كيفية منع الإصابة بـجدري القردة وكيفية الحصول على الرعاية المناسبة إذا أصيبوا بالمرض.تُعرف إيينغا بامبوكو لدى البعض في مجتمعها باسم "ماما إيينغا"، وهي واحدة من العديد من المتطوعين في جمهورية الكونغو الديمقراطية الذين يقودون حملات مكافحة جدري القردة في مجتمعاتهم المحلّية.في مقابلة أجريت معها في مسقط رأسها، مدينة مبانداكا، تحدثت عن العمل الذي يقوم به المتطوعون لحماية الناس من العدوى ومنع حالات الوفاة التي يمكن تجنّبها بين أولئك الذين يمرضون. "اسمي إيينغا بامبوكو؛ أنا مسعفة وأعمل مع الصليب الأحمر منذ ما يقرب من عامين. لقد جاء زملاء من كينشاسا لتدريبنا كجزء من برنامج CP3 [برنامج التأهب المجتمعي للأوبئة والجوائح] حتى نتمكن من الخروج إلى الميدان ورفع مستوى الوعي لدى الناس بشأن جدري القردة، حتى قبل انتشار المرض. لقد تم تدريبنا بشكل مكثّف حول المرض قبل وصوله الى المنطقة. ثم وصل جدري القردة. لقد لاحظنا بعض الحالات وأبلغنا السلطات الصحية الإقليمية بهذه الحالات المشتبه بها. أخبرناهم أننا لاحظنا حالات مشتبه بها كما تم تدريبنا، وثم نقلوهم إلى المستشفى. لكن المشكلة كانت أنه في البداية، فقدنا الكثير من الناس. لأن العديد من الناس لم يريدوا أن يصدّقوا وجود هذا المرض. اعتقد البعض أنه سحر، وقال آخرون إنه لعنة أو مرض تقليدي. لقد مات الكثير من الناس لأنهم لم يذهبوا إلى المستشفى، بل ذهبوا لرؤية السحرة بدلاً من ذلك. وعندما وصلوا إلى المستشفى، كان الأوان قد فات. لقد وجدنا أن أولئك الذين ذهبوا إلى المستشفى على الفور تم شفائهم. لكن أولئك الذين وصلوا متأخرين هم الذين استسلموا للمرض.""سأخبر ماما إيينغا""الآن بدأ العديد من الناس في الذهاب إلى المستشفى. يأتون لرؤيتنا ليقولوا 'ماما إيينغا، ما قلته في اليوم الآخر [عن جدري القردة]، رأيناه". في بعض الأحيان نذهب ونرى أنه بالضبط كذلك [حالة مشتبه بها من جدري القردة].نطلب من الناس الذهاب إلى المستشفى، ونخبرهم أنه سيتم الاعتناء بهم مجانًا، حتى نتمكن من حماية بقية أفراد الأسرة في المنزل قبل أن يصابوا بالعدوى أيضًا. لقد بدأوا حقًا في فهم الأمر. نواجه الكثير من الصعوبات في الميدان. لا يزال العديد من الناس لا يريدون تصديق وجود هذا المرض، في حين أن الكثير من المستشفيات منهكة في الوقت الحالي. لكننا لن نتوقف عن رفع مستوى الوعي. في منزلي، رأيت تغييرًا حقيقيًا، خاصة عندما يتعلق الأمر بغسل اليدين. عندما يريد أحفادي اللعب أو تناول الطعام، فإنهم ينبهون إخوتهم وأخواتهم ويقولون 'إذا لم تغسلوا أيديكم، فسوف أخبر ماما إيينغا'. وحتى في المدرسة، يقومون أيضًا بنشر الوعي بين أصدقائهم وزملائهم. في البداية، لم يوافق زوجي وأولادي على تطوعي. لقد اعتقدوا أنني أعمل كثيرًا وهناك خطر إصابتي بالمرض. لكنهم الآن لا يطرحون أي أسئلة لأنهم فهموا أنني أساعد المجتمع."اقرؤوا المزيد عن جدري القردةواستجابة شبكة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر:ما هو جدري القردة؟ الإجابة على أسئلتكمنداء الطوارئ الإقليمي للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر بشأن جدري القردةنبذة عن هيلين،المتطوعة في الصليب الأحمر: "ليس لدي خيار سوى الذهاب ومحاولة إنقاذ الأرواح".

|
مقال

جدري القردة في جمهورية الكونغو الديمقراطية: "ليس لدي خيار سوى محاولة إنقاذ الأرواح"، توضح إحدى متطوعات الصليب الأحمر

"اسمي هيلين مولا. أنا متطوعة منذ عام 2018. كنت أعرف عن الصليب الأحمر منذ فترة، لكنني كنت خائفة من الانضمام في البداية لأنني كنت أعرف فقط عن عملهم في إدارة عملية دفن جثث الموتى [أثناء الإيبولا]. اعتقدت أن هذا كل ما يفعلونه. لذلك كنت خائفة. لكن عندما وصلت إلى مبانداكا، جاء صديق ابني لزيارته. كان يرتدي قميصًا يحمل شعار الصليب الأحمر. سألته بعض الأسئلة عن هذا الموضوع، وقلت له إنني أحب الصليب الأحمر لكنني خائفة من الانضمام. جعلني أشعر بالراحة. أقضي كل يوم حوالي أربع ساعات في نشر الوعي بشأن القضايا الصحية. أفعل ذلك في المجتمع الذي أعيش فيه، مع أفراد مجتمعي وعائلتي. إنهم يعرفونني جيدًا ويحيونني دائمًا عندما يروني، ويسألونني كيف حالي. ثم أذهب إليهم وأتحدث معهم. إنه عمل نقوم به من القلب. إذا حدث شيء ما، يخبرونني عنه. جدري القردة قد وصل الى المنطقة هنا. لقد تعلمت عن جدري القردة من خلال الصليب الأحمر، وأن هناك وباء. لم أكن أعرف عن هذا المرض من قبل. لقد تلقيت تدريبًا حول جدري القردة من خلال برنامج التأهب المجتمعي للأوبئة والجوائح (CP3). الآن أنا قادرة على التحدث عن المرض داخل المجتمع. أشرح ما هي الأعراض، وكيف ينتشر، وكيفية تجنبه وكيف يمكن للناس حماية أنفسهم. في البداية كنت خائفة من الذهاب إلى المجتمعات للتحدث عن جدري القردة والمخاطر. لأنني أعلم أنه يمكن أن ينتشر من شخص لآخر. لكن الخوف طبيعي. أنا متطوعة، وليس لدي خيار سوى محاولة إنقاذ الأرواح. لقد كان الأمر صعبًا لأنه قبل أن نبدأ في حملة توعية المجتمع، لم يكن بعض الناس يؤمنون بوجود جدري القردة، في حين كان آخرون يعتقدون أنه موجود، إلا أنهم اعتبروه نوع من اللعنة. اعتقد البعض أن وزارة الصحة قد صنعت لعنة من أجل المطالبة بالمال من المجتمع. لكن مع مرور الوقت، عندما بدؤوا يرون أن المزيد والمزيد من الناس يموتون، بدؤوا في الاتصال بنا قائلين "تعالوا، تعالوا، هناك مشكلة هنا". كنت أتصل بمشرفي ونتابع الأمر لمعرفة ما إذا كانت هناك حالات. حقيقة أن الناس يتصلون بي الآن تطمئنني أنني أقوم بعمل جيد. في الحي الذي اسكن فيه، بدأ الناس في حماية أطفالهم، وغسل أيديهم بانتظام، والحد من الاتصال بالأشخاص المرضى أو المشتبه في إصابتهم بالمرض. باتوا يأخذون الأشخاص الذين تظهر عليهم الأعراض إلى المستشفى. في السابق، كانوا يبقون الأشخاص المرضى في المنزل. لكن الآن عندما يرون الأعراض، يفهمون أنه لا يمكنهم تركهم في المنزل، وأن هناك خطر انتشار المرض."--هيلين مولا هي متطوعة في الصليب الأحمر في جمهورية الكونغو الديمقراطية ومقرها في مبانداكا، إكواتور، إحدى المقاطعات الأكثر تضررًا من تفشي فيروس جدرة القردة. تم إجراء هذه المقابلة في منتصف شهر يوليو/تموز 2024.هيلين جزء من برنامج التأهب المجتمعي للأوبئة والجوائح (CP3) - وهو برنامج متعدد البلدان ممول من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) والذي يدعم المجتمعات وجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر والشركاء الآخرين للاستعداد لتهديدات الأمراض والوقاية منها والكشف عنها والاستجابة لها. إن برنامج CP3 شغال في جمهورية الكونغو الديمقراطية منذ عام 2018.

|
مقال

اليوم العالمي للنظافة الصحية أثناء الدورة الشهرية: الزلزال دمّر قريتهن وقطع الإمدادات عنهن، لذلك بدأت النساء المحلّيات في خياطة حل خاص بهن

كلمات جو بعقليني، مسؤول تواصل في الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر.عندما تقع الكارثة، تتأثر مجموعات مختلفة من الناس بشكل غير متناسب. في حين أن المأوى، والغذاء، والمياه عادةً ما تكون احتياجات أساسية للجميع، فإن النساء والفتيات غالبًا ما يجدن أنفسهن في حالة ضعف بشكل خاص، مع عدم إمكانية الوصول إلى حاجة أساسية: مستلزمات النظافة الصحية أثناء الدورة الشهرية.النساء والفتيات في المغرب وجدن أنفسهن وسط هذه المعضلة عندما خلّف زلزال بقوة 6.8 درجات آثارًا من الدمار في أعقابه يوم 8 سبتمبر/ايلول 2023. في قرية آيت يوسف المغربية، كانت الفوط الصحية تنفد، والاعتماد فقط على الإمدادات لم يكن حلاً مستدامًا.من أجل فهم الوضع وتكييف الاستجابة مع الاحتياجات المحددة للمجتمع، قررت جمعية الهلال الأحمر المغربي، بدعم من الاتحاد الدولي، التحدث إلى نساء آيت يوسف. إنه مثال ممتاز لنوع العمل المجتمعي الذي يتم الاحتفال به في اليوم العالمي للنظافة الصحية أثناء الدورة الشهرية، والذي يحمل هذا العام شعار "معًا من أجل عالم صديق للدورة الشهرية". اثنان من الأهداف الرئيسية هما كسر وصمة العار والمحرّمات السائدة حول قضايا صحة الدورة الشهرية، وضمان حصول المرأة على المنتجات التي تحتاجها.من خلال مناقشات جماعية مركّزة، اكتشفوا أن معظم النساء في القرية اعتدن الاعتماد على الفوط الصحية التي توزعها جمعية الهلال الأحمر المغربي، لكن بعضهن لجأن إلى استخدام فوط قطنية قديمة وسط تضاؤل الإمدادات. أثمرت المناقشات خطة مبتكرة: الفوط الصحية القابلة لإعادة الاستخدام، وهو حل مستدام، وصديق للبيئة، وغير مكلف، لإدارة النظافة الصحية أثناء الدورة الشهرية. إن إنتاج الفوط الصحية القابلة لإعادة الاستخدام لم يكن بالأمر السهل، حيث كان العثور على المواد المناسبة أمرًا صعبًا. وبعد قطع مئات الكيلومترات بحثًا عن الأقمشة المناسبة، قامت فرق الهلال الأحمر المغربي في نهاية المطاف بشراء الأساسيات: طبقات قطنية لتوفير الراحة، ومواد عالية الامتصاص، بالإضافة الى نسيج مقاوم للماء لمنع التسرّب. كان على الفرق أيضًا أن تعتمد على ابداعها بعض الشيء: فالقماش المقاوم للماء الذي حصلوا عليه يُستخدم عادة كغطاء للأرائك، لذلك اشتروا النوع الأرقّ والأكثر راحة.مع الإبر والخيوط والمقصات والدبابيس، قام موظفو ومتطوعو جمعية الهلال الأحمر المغربي والاتحاد الدولي بجمع نساء آيت يوسف لحضور جلسة خياطة. أثبتت النساء، بما لديهن من خبرات ومهارات ومعرفة، أنهن سريعات التعلم. وفي غضون ساعتين قصيرتين، اكتملت مجموعة من الفوط الصحية القابلة لإعادة الاستخدام. وقالت رحاب أبو قلفوني، مندوبة تعزيز النظافة الصحية في الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، التي شاركت في هذا المشروع وعملت بشكل وثيق مع النساء: "لقد أتاحت الفوط الصحية القابلة لإعادة الاستخدام حلاً مستدامًا وغير مكلفًا للنظافة الصحية أثناء الدورة الشهرية". وأضافت: "لقد تلقينا ردود فعل إيجابية من عدد من النساء اللاتي استخدمن الفوط الصحية. لقد أبلغن عن زيادة بمستويات الراحة، وتحسّن رفاههن، بالإضافة إلى انخفاض كمية النفايات الناتجة عن الفوط الصحية التي تستخدم لمرة واحدة." "نأمل أن نتمكن من توسيع هذا المشروع في المستقبل ليشمل المزيد من النساء في مجتمعات مختلفة."معًا من أجل عالم صديق للدورة الشهريةإن التعاون بين جمعية الهلال الأحمر المغربي، والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، ونساء آيت يوسف، هو بمثابة دليل على قوة وفعالية محلّية العمل الإنساني والحلول المجتمعية. إنه أيضًا مثال قوي على الطرق التي يتم بها العمل معًا من أجل عالم صديق للدورة الشهرية، على أساس يومي من قبل المجتمعات المحلية، والجمعيات الوطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، والشركاء الآخرين."الآن أشعر بالحرية... أستطيع الذهاب إلى المدرسة"في جنوب السودان، على سبيل المثال، يساعد الصليب الأحمر في جنوب السودان (بدعم من الصليب الأحمر السويدي) على زيادة فرص الحصول على مستلزمات النظافة الصحية أثناء الدورة الشهرية، والحد من وصمة العار والمحرّمات المتعلقة بالدورة الشهرية، وتوفير المياه النظيفة للاغتسال واستخدامات المنزلية الأخرى.ليست مجرد قضية تخصّ النساء فقطفي مدغشقر، تقود متطوعة الصليب الأحمر، فاليسوا ليسي رازافيسلاما، البالغة من العمر 23 عامًا، مبادرة لتحدي الأعراف المجتمعية المتعلقة بالدورة الشهرية. في العديد من حالات ما بعد الكوارث، قد يؤدي الخوف من الحديث عن الدورة الشهرية، أو غيرها من القضايا الصحية، الى عدم حصول المرأة على الاهتمام والرعاية والإمدادات التي تحتاجها للبقاء في صحة جيدة. نظّمت فاليسوا جلسات توعية لكل من الرجال والنساء، لتسليط الضوء على الجوانب الطبيعية والعادية للدورة الشهرية. وتقول: "نحن نشجع الإدماج العادل للمرأة في عملية صنع القرار المجتمعي، وكسر الاتجاه السائد المتمثل في إعطاء الأولوية للرجال. نحن مستمرون في جهودنا لأنه كنساء متطوعات، فإننا نقدم مساهمات كبيرة في رفاهية المجتمعات التي نعمل فيها."ضمان الخصوصية والكرامةتعدّ النظافة الصحية للدورة الشهرية بالغة الأهمية في المخيمات أو المآوي المؤقتة، حيث تفتقر المرافق الصحية، أي الحمامات العامة ومناطق الاغتسال، الى الخصوصية أو الحماية الكافية للنساء والفتيات.في مخيم كوكس بازار الضخم في بنغلاديش، حيث يعيش أكثر من مليون شخص في مآوي مؤقتة من دون مياه منزلية أو كهرباء، يوفر الهلال الأحمر البنغلاديشي خدمات المياه والصرف الصحي لآلاف الأشخاص. ولضمان أن تكون هذه الأماكن خاصة وآمنة ومريحة للنساء قدر الإمكان، تجتمع فرق المياه والصرف الصحي التابعة للهلال الأحمر البنغلاديشي بانتظام مع المجتمعات المحلّية وتستمع إلى مخاوف النساء. ومؤخرًا، قاموا ببناء جدران إضافية حول الحمامات بهدف تعزيز الخصوصية والراحة للنساء والفتيات.وبدعم من الصليب الأحمر السويدي، تقوم جمعية الهلال الأحمر البنغلاديشي أيضًا بتوزيع الفوط الصحية بانتظام على متطوعات المجتمع المحلّي اللاتي يقضين ساعات طويلة في العمل بالمخيم، حيث يكون الوصول إلى منتجات النظافة الصحية النسائية محدودًا للغاية.اطلعوا على مصادر التعلّم ومزيد من المعلومات حول إدارة النظافة الصحية أثناء الدورة الشهريةاكتشفوا المزيد من دراسات الحالة من أنشطة إدارة النظافة الصحية لجمعياتنا الوطنية في هذه المجموعةاكتشفوا ثروتنا من التوجيهات العملية، الأدوات، وموارد المناصرة حول النظافة أثناء الدورة الشهريةعلى موقع WASH المخصص لذلك هناقوموا بزيارةصفحة الإمداد بالمياه، الإصحاح والنهوض بالنظافة (WASH) المخصصة على موقع الإتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمرقوموا بزيارةصفحة حملة اليوم العالمي لنظافة الدورة الشهرية لمزيد من المعلومات حول موضوع هذا العاماتصلوا بمسؤولة شؤون الإمداد بالمياه، الإصحاح، والنهوض بالنظافة الشخصية في قسم الصحة العامة، ألكسندرا ماتشادو، لأي أسئلة متعلقة بإدارة النظافة الصحية أثناء الدورة الشهرية:[email protected]* ندرك بأنّه ليس كل من تأتيهم الدورة الشهرية يعرّفون بأنّهم نساء، وليس كل النساء لديهن دورة شهرية.

|
مقال

الصليب الأحمر الغيني يدعم المجتمعات المحلية في مكافحة داء الكلب

كان الطفل عثمان في منزله في فارانا، وسط غينيا، عندما لاحظ وجود كلب ضال في الخارج. أراد عثمان أن يلعب مع الكلب، فاقترب منه. فجأة، قفز الكلب بشراسة وعضه على صدره ويده.وقام جدّ عثمان بإبلاغ متطوعي الصليب الأحمر الغيني الذين وصلوا بسرعة لرعاية عثمان وغسل جروحه، وتعقب الكلب بهدف إجراء تحقيق. ولحسن الحظ، تمكنوا من اعطاء عثمان العلاج اللازم. وأكدت الاختبارات في وقت لاحق أن الكلب مصاب بداء الكلب، مما يعني أنه لولا الاستجابة السريعة من المتطوعين، لم يكن عثمان لينجو.إن حادثة كهذه هي أسوأ كابوس للوالدين، ومصدر قلق لدى المجتمعات المحلّية في غينيا. ولكن من خلال برنامج التأهب المجتمعي للأوبئة والجوائح (CP3)، الذي تموله الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، يدير الصليب الأحمر الغيني أنشطة مختلفة للحد من مخاطر داء الكلب وضمان أن عضّات الكلاب المميتة أصبحت شيئًا من الماضي.رفع مستوى الوعي المجتمعييعتمد منع انتشار أمراض مثل داء الكلب على حصول المجتمعات على معلومات دقيقة وموثوقة حول كيفية الحفاظ على سلامتهم.يتنقل متطوعو الصليب الأحمر الغيني، المعروفون والموثوقون من قبل مجتمعاتهم المحلية، بانتظام من بيت إلى بيت، وينظمون اجتماعات مجتمعية، ويشاركون في البرامج الإذاعية المحلّية لتثقيف الناس حول مخاطر داء الكلب وكيفية انتشاره وكيف يمكنهم حماية أنفسهم.ومن خلال هذه المشاركة، تتعلم المجتمعات أهمية الإبلاغ عن الحيوانات الضالّة التي تُظهر سلوكيات غير عادية أو عدوانية، والبحث عن علامات داء الكلب لدى حيواناتهم الأليفة.دعم حملات التطعيم تطعيم الكلاب هو الإجراء الوقائي الأكثر فعالية للحد من خطر الإصابة بداء الكلب.ولكن لكي تكون حملة التطعيم ضد داء الكلب ناجحة، يحتاج الناس إلى فهم أهمية تطعيم حيواناتهم الأليفة، والأهم من ذلك، أن يحضروا بأعداد كبيرة في ايام التطعيم.وهنا يأتي دور الصليب الأحمر الغيني. فبينما توفر وزارة الزراعة والثروة الحيوانية اللقاحات والموظفين البيطريين لإدارتها، فإن متطوعي الصليب الأحمر الغيني هم الذين يشجعون المجتمعات ويرافقون الناس إلى مواعيدهم. "بفضل حملة التطعيم، التي سمعنا عنها من متطوعي الصليب الأحمر، لم تعد كلابنا تشكل تهديدًا، بل أصبحت بصحة جيدة. إن تطعيم الكلاب يحمي مجتمعنا،" يقول مامادي فوفانا، وهو معالج تقليدي وصياد من فارانا، والذي اقتنع بتطعيم كلابه ضد داء الكلب.مراقبة الكلاب لا يدوم مفعول لقاحات داء الكلب إلى الأبد، حيث تحتاج الحيوانات إلى جرعات معززة كل سنة الى 3 سنوات. لذلك أنشأ الصليب الأحمر الغيني قاعدة بيانات للكلاب، وذلك لمراقبة أعداد الكلاب في فارانا. يتتبع المتطوعون متى تم إعطاء جرعات اللقاح، والعدد الذي تم اعطاؤه، ويسجلون تفاصيل المالكين حتى يتمكنوا من التواصل معهم عندما يحين وقت الجرعة المعززة.في حالة حدوث حادثة عض، تساعدهم قاعدة البيانات في تعقب مالك الكلب للتحقيق والقيام بالمزيد من التوعية حول أهمية تحمّل المسؤولية فيما يتعلق بحيواناتهم.يتم استخدام البيانات أيضًا من قبل وزارة الزراعة والثروة الحيوانية حتى يتمكنوا من معرفة عدد جرعات اللقاحات اللازمة عند التخطيط لحملات تطعيم الكلاب.الاستجابة لحوادث العض، والمراقبة المجتمعيةعندما يتعرض شخص ما في فارانا للخدش أو العض من حيوان يُحتمل أن يكون مصابًا بداء الكلب، عادةً ما يكون متطوعو الصليب الأحمر الغيني أول من يسمع بالأمر ويصلون إلى مكان الحادث.وبما أنهم مدربون على مكافحة الأوبئة، يمكنهم تقديم الإسعافات الأولية. بالنسبة للحالات المشتبه بأنها أصيبت بداء الكلب، يتم غسل الجرح بقوة بالماء والصابون لمدة 15 دقيقة ولفّه بضمادة نظيفة أثناء انتظار الرعاية الصحية الطارئة.ومن خلال نظام مراقبة مجتمعي رقمي يسمى Nyss، يقوم المتطوعون بسرعة بالإبلاغ عن حوادث العض إلى المشرفين عليهم، الذين يمكنهم تنبيه السلطات للتحقيق السريع والعلاج.الوقت هو الجوهر عندما يتعرض شخص ما للعض. بصفتهم عيون وآذان المجتمعات المحلّية، يلعب متطوعو الصليب الأحمر الغيني دورًا أساسيًا في الكشف عن حالات داء الكلب المشتبه فيها، والإنذار بها مبكرًا.إن مكافحة داء الكلب في غينيا هي بمثابة سباق ماراثون وليس سباق سرعة. ولكن من خلال المشاركة الصبورة والمستمرة مع المجتمعات المحلية، والتعاون الوثيق مع السلطات في الإبلاغ السريع عن حوادث العضّ والاستجابة لها، يدعم الصليب الأحمر الغيني الأشخاص في فارانا للبقاء آمنين من هذا المرض الفتّاك.---الأنشطة الواردة في هذه المقالة هي جزء من برنامج التأهب المجتمعي للأوبئة والجوائح (CP3) الذي يتم تنفيذه في عدة بلدان.بتمويل من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، يدعم برنامج CP3 المجتمعات وجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر والشركاء الآخرين للتحضير لتهديدات الأمراض والوقاية منها وكشفها والاستجابة لها.

|
مقال

اليوم العالمي للصليب الأحمر والهلال الأحمر: ابقاء الانسانية حيّة من خلال مساعدة المجتمعات على الوقاية من الأمراض المعدية

في ضواحي مدينة بونقور الواقعة على الحدود الغربية لتشاد، يعمل متطوعون من الصليب الأحمر التشادي والصليب الأحمر الفرنسي بجد. في منطقة سكنية تعج بالأطفال، وفي درجات الحرارة الحارقة يوميًا، ينظم المتطوعون أنشطة مجتمعية تهدف إلى المساعدة في منع انتشار الأمراض المعدية والسيطرة عليها. يفتقر المجتمع في هذه المنطقة إلى البنية التحتية اللازمة لتوفير المياه الصالحة للشرب أو تصريف مياه الصرف الصحي. ولأن النوافير العامة المستخدمة للحصول على المياه لا تتم صيانتها بانتظام، فإن خطر الإصابة بالعدوى مرتفع. الافتقار إلى أنظمة الصرف الصحي يعني أن الممارسات المحفوفة بالمخاطر الأخرى، مثل التغوط في العراء، تشكل مخاطر صحية ووبائية كبيرة.ولهذا السبب، يعمل المتطوعون على رفع مستوى الوعي العام حول الطرق التي يمكن للناس من خلالها حماية أنفسهم من العدوى، مثل التنظيف المناسب، والصرف الصحي الآمن، بالإضافة إلى الممارسات التي يجب تجنبها. تقول كاثرين، وهي متطوعة في الصليب الأحمر التشادي تبلغ من العمر 26 عامًا، وإحدى السكان المحليين: "لقد أدت أنشطتنا إلى زيادة الوعي بين أفراد المجتمع. لاحظنا على وجه الخصوص أن مركز التلقيح أصبح أكثر ازدحامًا." تتطوع كاثرين، وهي فنّية صيدلة، مع الصليب الأحمر التشادي منذ أكثر من عام؛ وهي مسؤولة عن التوعية بمخاطر التغوط في العراء. يتم حشد متطوعي الصليب الأحمر وأفراد المجتمع ثلاث مرات أسبوعيًا لتنظيف المناطق الأكثر عرضة للخطر ورفع مستوى الوعي بالممارسات الجيدة. وتضيف كاثرين: "سيستمر المشروع في العمل من تلقاء نفسه، بالاعتماد على مبدأ أن المجتمع سيقوم بنقل [هذه المعلومات] إلى المجتمع". كاثرين شغوفة بعملها الذي ينطوي على بناء المعرفة والقدرة على الصمود في مجتمعها، ومنع انتشار الأمراض. وتوضح أن "الهدف هو مكافحة الحصبة، والحمى الصفراء، وشلل الأطفال، وداء دودة غينيا وكوفيد-19". يستخدم متطوعو الصليب الأحمر أساليب مجتمعية لمراقبة الأمراض، وبالتالي الحفاظ على سلامة الناس، إذ يقومون بتسجيل البيانات حول حالات معيّنة من الأمراض التي تؤثر على المجتمع، بالإضافة الى تشجيع الناس على الإبلاغ عن الحالات المشتبه فيها.بالنسبة لماري كلير، وهي ممرضة مقيمة في بونقور وتدير مركزًا صحيًا في المدينة بقيادة نسائية، فإن جهود الصليب الأحمر فعالة لأنه بنى الثقة مع الناس في المجتمع.وتقول: "يعمل الصليب الأحمر كوسيط موثوق به بين السكان والمركز الصحي. ويقوم الصليب الأحمر بمراقبة الأمراض، ويُرسل النساء الحوامل، أو المشتبه في إصابتهن بأمراض، للحصول على خدمات المشورة [في المركز الصحي]". يتم دعم عمل المتطوعين في مجال الوقاية من الأمراض في مختلف أحياء بونقور من خلال الشراكة البرامجية بين شبكة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، والاتحاد الأوروبي. وتوفر الشراكة تمويلاً استراتيجيًا ومرنًا وطويل الأجل وقابل للتنبؤ، حتى تتمكن الجمعيات الوطنية من العمل قبل حدوث الأزمة أو حالة الطوارئ الصحية. ويتم تنفيذه في 24 دولة حول العالم.

|
مقال

غزة: عائلة من المتطوعين، يساعدون الآخرين بينما يتعاملون مع الواقع المرير للنزاع

يوم في حياة متطوع الهلال الأحمر الفلسطيني يوسف خضر وفريق من الممرضين الذين يقومون برعاية المرضى والجرحى داخل خيمة طبية في جباليا."أستيقظ مبكرًا، عندالسابعة صباحًا، لتلبية احتياجات الأسرة، ثم أتوجه إلى أقرب سوق، والذي يبعد كيلومترًا واحدًا. هناك، أبحث عن شيء لإطعام أطفالي".هكذا يبدأ يوسف خضر نهاره كل يوم تقريبًا. ينحدر يوسف من عائلة من المتطوعين، وهو حاليًا متطوع بالهلال الأحمر الفلسطيني في شمال غزة. والدته ممرضة توليد، وشقيقاه محمود وإبراهيم ممرضان أيضًا. ويقول: "نحن نعمل في النقطة الطبية التابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في جباليا منذ إنشائها. اضطررنا الى النزوح والانتقال إلى مركز إيواء، لكن الوضع تغير الآن، وعدنا إلى منازلنا".بعد الحصول على الطعام من السوق، يقوم يوسف وزوجته بإشعال النار لإعداد الطعام لأطفاله الصغار: ابنتهم الكبرى، أيلول، عمرها 6 سنوات؛ محمد يبلغ من العمر 4 سنوات، وغيث يبلغ من العمر عامين. ثم بعد تقديم الطعام، يذهب يوسف للقاء شقيقيه في النقطة الطبية في جباليا.ويقول: "نسير مسافة كيلومترين ذهابًا وإيابًا كل يوم للوصول إلى النقطة الطبية التي نتطوع فيها. نحن نقوم بعملنا لأنه واجبنا الإنساني، ولذلك نحن مستمرون في خدمة أهلنا في شمال غزة".نقطة حيوية لصحة المجتمع وسط النزاعتتكون النقطة الطبية في جباليا، شمال قطاع غزة، من خيمة كبيرة يوجد بداخلها حوالي اثنتي عشرة نقّالة. ظلت هذه النقطة شغالة وقدمت الخدمات الطبية والصحية للأشخاص المتضررين حتى عندما خرجت المستشفيات الرئيسية عن الخدمة. وتستمر النقطة الطبية في تقديم خدماتها رغم نقص الدواء.وبينما يقوم شقيقاه برعاية المرضى، يلتقط يوسف الصور كجزء من مسؤولياته في توثيق عمل زملائه في الهلال الأحمر الفلسطيني؛ من المهم توثيق الاحتياجات الإنسانية وكذلك إبلاغ العالم بما يفعله الهلال الأحمر لمحاولة تلبية تلك الاحتياجات.الأمر ليس سهلاً كما يبدو؛ مع انقطاع التيار الكهربائي والاتصالات، فإن إرسال الصور إلى المقر الرئيسي ليس بالأمر السهل. حتى هذا الفعل البسيط يشكل تحديًا."بعد صلاة العصر، أمشي مسافة كيلومتر واحد إلى موقع مرتفع حتى أتمكن من التقاط الإشارة والوصول إلى الإنترنت. أقضي نصف ساعة في إرسال الملفات إلى الإدارة قبل العودة إلى النقطة الطبية، حيث نقضي ساعة مع زملائنا قبل العودة، ونتوقف أحيانًا عند السوق للحصول على بعض الطعام للسحور ولليوم التالي. ومع ذلك، فإن الغذاء نادر والأسعار مرتفعة للغاية.كنا نفعل كل ذلك خلال شهر رمضان، أثناء الصيام من لحظة شروق الشمس وحتى غروبها." بعد العمل، يعودون إلى المنزل قبل الإفطار. "أجلس مع عائلتي كي أفطر معهم، ومن بعدها أصلي صلاة المغرب، وأشرب الشاي، ثم أعود إلى النقطة الطبية سيرًا على الأقدام. أعمل لبضع ساعات قبل أن أعود إلى المنزل في وقت متأخر.أشعر وكأننا نصوم منذ 6 أشهر، وليس فقط خلال شهر رمضان، بسبب ندرة الطعام.إننا نواصل العمل بتصميم أكبر، ونأمل أن نبقى قادرين على خدمة الناس، وأن تمر هذه الأيام المظلمة قريبًا".

|
مقال

الفيضانات، الزلازل أو غيرها من الأزمات: للكوارث أثر مباشر على إمكانية الحصول على المياه النظيفة

للكوارث أشكال عديدة، مثل الزلازل، والفيضانات وغيرها؛ وفي خضمّ الدمار الناتج عنها، هناك دائمًا حاجة واحدة ملحّة ورئيسية: وهي الحصول على المياه النظيفة.واجه سكان المغرب وليبيا خطر انعدام الأمن المائي بعد أن ضرب زلزال بقوة 6.8 درجات المغرب في 8 سبتمبر/ايلول 2023، تلاه بعد يومين فيضانات مُدمّرة اجتاحت أجزاء من شرق ليبيا، ناجمة عن عاصفة دانيال.وفي أعقاب الكارثتين، أصبحت الإصابة بالجفاف تهديدًا، خاصةً بالنسبة للفئات الضعيفة، مثل الأطفال وكبار السن. ومع ذلك، فإن المخاطر امتدت إلى ما هو أبعد من العطش."إن المياه الملوّثة، الناتجة عن تعطّل البنية التحتية أو انتشار مياه الصرف الصحي، تصبح موئلاً للأمراض المنقولة بالمياه مثل الكوليرا والزحار،" تقول جميلة الدويهي، مسؤولة الإمداد بالمياه والاصحاح والنهوض بالنظافة في الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا."يمكن لهذه الأمراض أن تُرهق النظم الصحية المُنهكة بالفعل، مما يزيد من معاناة المجتمع."اختلال في التوازنتخلّ الكوارث بتوازن البنية التحتية للمياه، بحيث يمكن أن تؤدي الزلازل إلى تضرر الأنابيب وإتلاف محطات معالجة المياه، في حين يمكن للفيضانات أن تغمرها بالمياه؛ يؤدي ذلك الى انقطاع إمدادات المياه النظيفة، مما يُحدث تأثيرًا مضاعفًا، يؤثر على خدمات الصرف الصحي، والنظافة، وإمكانية إعداد الطعام بأمان.من دون المياه النظيفة، يكافح الناس لتلبية احتياجاتهم الأساسية، مثل الحفاظ على النظافة، مما يزيد من خطر الإصابة بالعدوى. وكثيراً ما تلجأ المجتمعات النازحة، التي تواجه انعدام المياه، إلى بدائل غير آمنة، مما يزيد من المخاطر على صحتها. ويمكن أن تؤدي ندرة او انعدام المياه أيضًا إلى تعطيل جهود التعافي، حيث يضطر الناس إلى البحث عن المياه، بدلاً من إعادة بناء حياتهم. الخبر السار هو أن توفير المياه النظيفة يشكل جزءًا من الاستجابة في أوقات الكوارث. وأضافت الدويهي: "في كل من المغرب وليبيا، كانت المياه جزءًا أساسيًا من جهود الإغاثة خلال المرحلة الأولية لحالتي الطوارئ". في العديد من المآوي المؤقتة، التي تم انشاؤها بعد مغادرة الناس منازلهم غير الآمنة، لم تكن المياه الصالحة للاستخدام ومياه الشرب متاحة، كما كانت تفتقر الناس إلى إمكانية الوصول إلى المراحيض ومرافق الصرف الصحي. إلى جانب الإسعافات الأولية، والمآوي، وغيرها من الإمدادات الحيوية، قام الهلال الأحمر المغربي والاتحاد الدولي والجمعيات الوطنية الشريكة بتسليم مستلزمات النظافة، وتركيب مرافق مؤقتة للمياه والصرف الصحي (المراحيض، والحمامات، ونقاط المياه والمحارق) للأشخاص الذين يعيشون في أماكن مؤقتة.وفي الوقت نفسه، في ليبيا، قام الهلال الأحمر الليبي، الى جانب الشركاء في حركة الصليب الأحمر والهلال الأحمر، بتلبية الاحتياجات الفورية من خلال توزيع أكثر من 240 ألف زجاجة مياه وحوالي 6,000 مجموعة من مستلزمات النظافة، من بين أشياء أخرى.ودعمت جمعيات وطنية أخرى هذه الجهود؛ على سبيل المثال، دعم الصليب الأحمر الألماني تركيب محطتين لمعالجة المياه، تم استبدالهما لاحقًا بأنظمة تنقية تستجيب بشكل أفضل للاحتياجات المتغيّرة. وتم حتى الآن تركيب خمس محطات لتحلية المياه، بالإضافة إلى صيانة آبار المياه الجوفية، من بين جهود أخرى.وتقول الدويهي إن التحدي الكبير في المرحلة المقبلة هو مساعدة المجتمعات على تطوير حلول مستدامة. "لقد قمنا بتوفير مياه الشرب النظيفة للسكان المتضررين، ولكن التحوّل التدريجي من مرحلة الطوارئ إلى مرحلة التعافي طويلة الأجل يعني أن هناك حاجة إلى حلول مستدامة، مثل إصلاح البنية التحتية المتضررة، لاستعادة الأمن المائي وتعزيز قدرة المجتمعات المحلّية على الوصول الى المياه النظيفة."إن الأمن المائي في حالات الكوارث ليس ترفًا، بل هو شريان حياة. ومن خلال إعطاء الأولوية للمياه النظيفة في الاستجابة للكوارث على المدى القصير والطويل، يمكننا إنقاذ الأرواح، ومنع تفشي الأمراض، وتمكين المجتمعات من إعادة البناء.--اذا تودون دعم شعبي المغرب وليبيا في طريقهما إلى التعافي، يمكنكم التبرع لنداءي الطوارئ: المغرب: زلزال وليبيا: العاصفة دانيال.

|
الصفحة الأساسية

العطاء الإنساني الإسلامي

باعتباره أكبر شبكة انسانية في العالم، يتمتع الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر بمكانة فريدة، ألا وهي إمكانية وصوله المباشر إلى الأشخاص والمجتمعات التي هي في أمس الحاجة إلى زكاتكم. إن تواجدنا الفعلي في الميدان، إلى جانب ملايين الأشخاص التي ندعمها، قبل وأثناء وبعد الكوارث وحالات الطوارئ الصحية، يضمن بلا شك وصول زكاتكم الى كل من يحتاج للمساعدة، ويساهم بلا شك في تحسين ظروف حياتهم.

|
مقال

اليوم العالمي للإذاعة: كيف تساعد الإذاعات في الحفاظ على صحة المجتمعات

على الرغم من أننا نعيش في عالم رقمي بصورة متزايدة، إلا أن الراديو يظل مصدرًا مهمًا للمعلومات والترفيه والتواصل في البلدان حول العالم.ينطبق هذا الأمر بشكل خاص على المجتمعات الريفية، التي تعتبر الإذاعات في كثير من الأحيان المصدر الأكثر موثوقية، أو المصدر الوحيد، للأخبار والمعلومات.لهذا السبب، يتعاون الاتحاد الدولي وجمعياتنا الوطنية مع وسائل الإعلام المحلية في العديد من البلدان، وذلك بهدف توفير المعلومات المنقذة للحياة قبل، وخلال، وبعد تفشي الأمراض.كجزء من برنامج التأهب المجتمعي للأوبئة والجوائح (CP3)، نعمل مع مؤسسة BBC Media Action الخيرية لتدريب الصحفيين وجمعيات الصليب الأحمر من 7 دول على 'برمجة شريان الحياة'، وهي برمجة إعلامية خاصة توفر معلومات دقيقة، وعملية، وحسنة التوقيت في الأزمات الصحية أو الإنسانية.تتعاون الجمعيات الوطنية بانتظام مع وسائل الإعلام لبث معلومات مفيدة تساهم في الحفاظ على صحة المجتمعات المحلية، وحمايتهم من مجموعة واسعة من الأمراض. دعونا نلقي نظرة على بعض الأمثلة.كينيافي مقاطعتي بوميت وثاراكا نيثي، يتعاون الصليب الأحمر الكيني مع الإذاعات المحلية ومقدمي الخدمات الصحية، ليصل إلى مئات الآلاف من الأشخاص برسائل صحية مفيدة حول كيفية الوقاية من أمراض مثل الجمرة الخبيثة، وداء الكلب، والكوليرا.تتم مشاركة المعلومات بلغّة بسيطة، ويمكن للمستمعين الاتصال لطرح الأسئلة، أو اقتراح مواضيع عن الصحة بهدف مناقشتها.“في البداية، كان الإعلام معروفًا بتغطية شيئين، ربما: السياسة، والأشياء السلبية التي تحدث في المجتمع. لكن الصليب الأحمر ساعدنا في استخدام وسائل الإعلام لتثقيف الناس عن الأمراض،" يقول سيلفستر رونو، صحفي في إذاعة كاس إف إم، والمتدرب في 'برمجة شريان الحياة'."أنا الآن فخور بأن أقول إن هذا الأمر ساعد مجتمعاتنا حقًا، بحيث بات يدرك أهمية تطعيم حيواناتنا الأليفة، أو لماذا يجب أن نذهب إلى المستشفى عندما نتعرض لعضّة، ولماذا يجب علينا الإبلاغ عن أي حادث [صحي] أو عن أي علامات على المرض، سواء كان داء الكلب، أو الجمرة الخبيثة، أو الكوليرا [...] أهمية الإبلاغ عنها مبكرًا".الكاميرونفي أواخر عام 2021، هدّد تفشي الكوليرا حياة المجتمعات في المنطقة الشمالية من الكاميرون - وهو جزء ريفي من البلاد حيث تنتشر المجتمعات على نطاق واسع.وكجزء من استجابته، تعاون الصليب الأحمر الكاميروني مع إذاعات محلية، وأطلق سلسلة من البرامج الإذاعية لمشاركة المعلومات حول كيف يمكن للأشخاص حماية أنفسهم، والأعراض التي يجب البحث عنها، وأماكن الحصول على المساعدة إذا مرضوا.يتم اختيار مواضيع البرامج بالشراكة مع قادة المجتمع. وبعد بث البرامج، يتوجه متطوعو الصليب الأحمر إلى مجتمعاتهم المحلية لتعزيز الرسائل التي يتم تبادلها على الهواء من خلال زيارة المنازل."البرنامج الإذاعي جيد جداً، لأنه أعطاني معلومات عملية. لقد كانت لدي حالة كوليرا في عائلتي، ولكن بناءً على التدابير التي سمعتها على الراديو، تمكنت من إنقاذ إبن شقيقتي الذي كان مريضاً"، أوضح تالاغا جوزيف، أحد المستمعين الذين اتصلوا بإذاعة 'أف أم بينويه'، إحدى الإذاعات المشاركة في برامج التوعية.جمهورية الكونغو الديمقراطيةفي جمهورية الكونغو الديمقراطية، انتشرت شائعات ضارة ومعلومات مضللة حول كوفيد-19، وغيره من الأمراض، في جميع أنحاء البلاد في السنوات الأخيرة. على سبيل المثال، اعتقد بعض الناس أن لقاح كوفيد-19 كان مصدر دخل للحكومة وليس له أي فائدة للمجتمع، بينما اعتقد آخرون أن لقاح الحصبة كان أقل فعالية من العلاجات التقليدية التي تشمل أوراق الكسافا.ولمعالجة هذه الشائعات، ذهب متطوعو الصليب الأحمر في جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى البيوت لجمع ملاحظات وتعليقات المجتمع، وتسجيل الخرافات الشائعة والمفاهيم الخاطئة. وبعد تحليل المعطيات، توجه موظفو الصليب الأحمر في جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى الاذاعات، حيث أطلقوا برامج إذاعية تفاعلية لمعالجة المعلومات الخاطئة عن الصحة، ودحضها بشكل مباشر وتقديم نصائح موثوقة.على سبيل المثال، في مقاطعة كونغو الوسطى، يتعاون الصليب الأحمر في جمهورية الكونغو الديمقراطية مع 'راديو بانغو' لإنتاج برنامج يسمى 'مدرسة الصليب الأحمر'. يتصل المستمعون للتحقق من المعلومات المتعلّقة بالأمراض المختلفة، وطرح الأسئلة، واكتشاف الدعم الذي يمكنهم الحصول عليه من الصليب الأحمر."إن التعاون مع الصليب الأحمر جيد جدًا وقد مكّن المستمعين من معرفة المزيد عن أنشطته وكيف يمكنهم الوقاية من الأمراض والأوبئة المختلفة. تحظى برامج الصليب الأحمر بشعبية كبيرة لدرجة أنها أدت إلى زيادة العدد الإجمالي للمستمعين لدينا في المنطقة التي نغطيها،" يقول ريغوببرت مالالاكو، مدير إذاعة راديو بانغو.--إن الأنشطة مع الإذاعات المحلية الواردة في هذه المقالة هي بعض الأمثلة على الشراكات الإعلامية التي تم تطويرها من خلال برنامج التأهب المجتمعي للأوبئة والجوائح (CP3).بتمويل من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، يدعم برنامج CP3 المجتمعات وجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر والشركاء الآخرين للوقاية من الأمراض واكتشافها والاستجابة لها.لمزيد من المعلومات، يمكنكم الوصول إلى الموارد التالية:دليل وسائل الإعلام للتواصل في طوارئ الصحة العامةمجموعة أدوات مكافحة الأوبئة

|
بيان صحفي

دراسة عالمية من الاتحاد الدولي بشأن كوفيد-19: بنك اللقاحات "عنصر أساسي" للاستجابة للجائحة المقبلة

جنيف/مدينة بنما/بوينس آيرس، 31 يناير/كانون الثاني 2024 - يتعين على الحكومات الاستعداد لأي وباءٍ مُقبل من خلال إنشاء "بنك لقاحات" دولي يضمن توافر اللقاحات وتوزيعها بشكل عادل في جميع مناطق العالم.هذه هي التوصية الرئيسية لتقريرٍ جديد، تم اصداره بعد دراسة كبيرة حول تأثير كوفيد-19 واستجابة السلطات له. ويتم إصدار التقرير بعد مرور أربع سنوات بالضبط على أول نداء طوارئ عالمي للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر استجابةً لفيروس كورونا، في 31 يناير/كانون الثاني 2020.قام الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر بتكليف باحثين من المرصد الإنساني، وهو مركز مرجعي للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر يستضيفه الصليب الأحمر الأرجنتيني، لتنفيذ مشروع بحثي كبير. من أجل ذلك، قاموا بإجراء مقابلات مع 16,027 شخصًا، بالتعاون مع 90 جمعية وطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر.سُئل الأشخاص من مختلف القطاعات عن تجاربهم خلال جائحة كوفيد-19. كما تعاون الشركاء الاستراتيجيون من القطاع الخاص، والنقابات العمّالية، في إجراء الدراسات الاستقصائية.تم اختيار مشاركين يمثلون الأشخاص الذين يعملون أو ينشطون في ستة قطاعات مجتمعية: الرعاية الصحية، والأوساط الأكاديمية/التعليم، والنقل، والمنظمات غير الحكومية، والشركات الخاصة ووسائل الإعلام. بحثت الدراسة عن أنماط مشتركة واختلافات في مختلف أنحاء المناطق الجغرافية والقطاعات. وكان هدفها وضع توصيات حتى يمكن التعامل مع الوباء القادم بشكل أفضل من السابق.ووجدت الدراسة، بعنوان 'الدروس التي اكتسبتها القطاعات الاستراتيجية من الوباء'، التالي:حوالي 70% من الأشخاص في جميع القطاعات والمناطق لديهم خوفًا كبيرًا من التقاط فيروس كوفيد-19. كان الأشخاص في الأمريكتين و/أو العاملين في مجال الرعاية الصحية هم الأكثر خوفًا.قال أكثر من نصف المشاركين في الاستطلاع إن شؤونهم المالية الشخصية تأثرت بالوباء.قال 54% من المشاركين الذين تمت مقابلتهم إن حكومتهم تعاملت مع الوباء بشكل جيد. وكانت النسبة هي الأعلى في أفريقيا والأدنى في الأمريكتين.شعر ما يقرب من نصف المشاركين في الاستطلاع الذين يعملون في مجال الرعاية الصحية ووسائل الإعلام بـأنه تم "التمييز ضدهم" بسبب الدور الذي لعبوه خلال الوباء.قالت الغالبية العظمى ممن أجريت معهم المقابلات إنهم لم يتلقوا أي أولوية في التطعيمات على الرغم من الأدوار المهمّة التي لعبوها خلال الوباء.وتشمل التوصيات الرئيسية للتقرير ما يلي:إنشاء بنك لقاحات عالمي لضمان توافر الإمدادات وتوزيعها بشكل عادل في جميع المناطق.تحديد أولويات التطعيم أو توصيل الأدوية لأولئك الذين يمكّنون مواطني العالم من الحصول على الغذاء والرعاية الطبية والأخبار والتعليم.وقال خوسيه سيولي، مدير المرصد الإنساني التابع للصليب الأحمر الأرجنتيني:"إن بعض الحلول للتحديات الرئيسية تتطلب إنشاء عمليات فعالة على نطاق عالمي. ولهذا السبب، من المهم جدًا الاستفادة من هذه الدروس العالمية لضمان قدرتنا جميعًا - كبشرية ككل - على التعلم من تجربتنا والخروج من الأزمات بشكل أقوى. نحن مقتنعون بأننا قادرون على التعلم من ماضينا لتحسين وضعنا في الحاضر والمستقبل. ومع رؤى دراسة المرصد الإنساني، يمكننا تعزيز تبادل المعلومات لتحسين مجتمعاتنا".وقال خافيير كاستيلانوس، وكيل الأمين العام للاتحاد الدولي:"أدت جائحة كوفيد-19 إلى أكبر تعطيل للحياة الطبيعية على مستوى العالم. لكن تأثيراتها كانت غير متناسبة. في كثير من الأحيان، على سبيل المثال، تم توزيع اللقاحات على أساس توافر التمويل، وليس على أساس الحاجة. وأولئك الذين ساهموا بشكل أكبر في مساعدة الضعفاء خلال الوباء كانوا في كثير من الأحيان يُعاملون بشكل أسوأ. توفر هذه الدراسة المهمة طريقًا للتعامل مع الوباء المُقبل بشكل أفضل؛ إن توصيات هذه الدراسة لها ثقلها بفضل طموحها وحجمها."يمكن تحميل التقرير الكامل باللغة العربية هنا.يمكنكم أيضًا تحميل تصاميم ومحتوى رسومي متعلّق بالتقرير من خلال هذا الرابط. لمزيد من المعلومات أو لطلب مقابلة: [email protected]في جنيف: أندرو توماس - 0041763676587في بوينس آيرس: خوسيه سيولي - 005491164551193في بنما: سوزانا أرويو بارانتيس - 0050769993199

|
مقال

بداية قاتلة لعام 2024: الكوليرا تنتشر بسرعة في زيمبابوي بعد موسم الأعياد

ومنذ عام تقريبًا، تم الإبلاغ عن أول حالة إصابة بالكوليرا في زيمبابوي في بلدة تشيغوتو، الواقعة على بعد حوالي 100 كيلومتر جنوب غرب العاصمة هراري. وطوال عام 2023، زادت الأعداد، حيث انتشرت العدوى في جميع محافظات البلاد العشر. وخلال فترة الأعياد الأخيرة، كانت هناك زيادة حادة إضافية، حيث سافر الناس وتجمعوا للاحتفال مع أسرهم، مما أعطى العدوى فرصًا جديدة للانتشار. ويقول جون روش، رئيس بعثة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في زمبابوي وزامبيا وملاوي: "إن أسوأ مخاوفنا وتوقعاتنا لموسم ما بعد الأعياد قد تحققت بفضل هذه الزيادة في الإصابات بالكوليرا. وإنه أمر مثير للقلق بشكل خاص بالنسبة للأشخاص ذوي الصحة الضعيفة، وهم الأكثر تأثرًا وبحاجة ماسة للمساعدة." "مع استئناف العام الدراسي، وعودة الناس إلى العمل، يجب أن نتحرك بسرعة لتقليل عدد الإصابات الآن. ليس لدينا وقت لنضيّعه." ليس لدينا وقت لنضيّعه ولهذا السبب، فإن السرعة جوهرية. تنتشر الكوليرا بسهولة وسرعة. إن مجرد شرب أو تناول شيء يحتوي على بكتيريا الكوليرا يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالعدوى، وهذا بدوره يمكن أن يؤدي إلى الإسهال الشديد والقيء، وأحيانا يكون شديدًا لدرجة أن المريض قد يفقد لترًا من الماء يوميًا. إن جفاف الجسم الذي يتبع ذلك يمكن أو يؤدي إلى الوفاة إذا لم يتم اتخاذ التدابير اللازمة لتعويض السوائل. وفي العاصمة، يعيش الكثير من الناس في أماكن ذات كثافة سكانية عالية وحيث إجراءات النظافة سيئة، مما يزيد من خطر التقاط العدوى. ومع وجود الآلاف من حالات الكوليرا المشتبه بها في العاصمة، أعلنت هراري حالة طوارئ صحية. بالإضافة إلى ذلك، فإن البنية التحتية المخصصة للصرف الصحي والمياه في حالة متهالكة، وتتطلب إعادة تأهيل كبيرة، في العديد من الأماكن في البلاد. إن انسداد المجاري ظاهرة شائعة، مما يساهم في الانتشار السريع للعدوى. علاوة على ذلك، يكافح الناس للحصول على المياه النظيفة المناسبة للطهي والشرب. الصليب الأحمر جاهز للمساعدة منذ بداية تفشي العدوى، اتخذ المتطوعون وعمال الإغاثة من جمعية الصليب الأحمر الزيمبابوي إجراءات لمكافحة انتشار الكوليرا وتقديم الرعاية للمرضى. ويقوم المتطوعون بزيارة المجتمعات المحلية لإطلاع الناس على كيفية حماية أنفسهم وأحبائهم، وكذلك ما يجب عليهم فعله إذا أصيبوا بالمرض. كما تدعم جمعية الصليب الأحمر الزيمبابوي وزارة الصحة في إنشاء مراكز علاج للكوليرا، للسماح للأفراد الذين يعانون من أعراض الكوليرا بالحصول على الرعاية المناسبة. وتم إنشاء تسع نقاط للمعالجة بالإمهاء الفموي (تعويض السوائل عن طريق الفم) في جميع أنحاء البلاد (في هراري، وموتاري، وميسفينغو، وماشونالاند). تم اختيار هذه المواقع بسبب وجود متطوعين مدربين يقومون بحملات توعوية حول الكوليرا داخل المنازل. حتى الآن، قام المتطوعون بالتواصل ومشاركة المعلومات مع أكثر من 171,000 شخص. ولضمان قدرة فرق الصليب الأحمر على التصرف بسرعة، خصص صندوق الطوارئ للاستجابة للكوارث التابع للاتحاد الدولي (IFRC-DREF) ما يقرب من 500 ألف دولار في يونيو/حزيران 2023 لدعم جهود الاستجابة الفورية. لسوء الحظ، تنتشر الكوليرا بسرعة، وتحتاج جمعية الصليب الأحمر الزيمبابوي إلى المزيد من الأموال لمعالجة كل الحالات والقضاء على انتشار العدوى. ولهذا السبب، يحثّ الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، وجمعياته الوطنية الأعضاء، الناس على دعم نداء الطوارئ الذي أطلقه للحصول على 3 ملايين فرنك سويسري لدعم جمعية الصليب الأحمر الزيمبابوي للوصول إلى 550,455 شخصًا بالمساعدة المنقذة للحياة، والمساعدة في احتواء تفشي العدوى.

|
مقال

أزمة الجوع: "الآن بات بإمكاني الإعتناء بعائلتي"

في منطقة لوبومبو في إيسواتيني، بالقرب من بلدة بيغ بيند، ينظر بونغاني ماسوكو، البالغ من العمر 39 عاماً، إلى حقل الذرة الذي يملكه. لقد حصد قسمًا منه الأسبوع الماضي. "ولكن لا يزال هناك عمل يتعين القيام به"، يقول بونغاني، قبل أن يبدأ العمل في الأرض. لوبومبو هي واحدة من المناطق الأعلى حرارة في إيسواتيني. وبينما يقوم بونغاني بإزالة الأعشاب الضارة من حقله، ارتفعت درجة الحرارة إلى أكثر من 34 درجة. ويقول: "أقوم بإزالة الأعشاب الضارة حتى تنمو الذرة بشكل صحيح. إذا سمحت للأعشاب بأن تنتشر، فسوف تنمو الشتلات لتصبح رقيقة جدًا ولن تقدم حصادًا جيدًا." وفي وقت سابق من الموسم، حضر بونغاني تدريبًا زراعيًا، وحصل بعد ذلك على منحة نقدية يقمتها حوالي 70 يورو. واستثمر الأموال في بذور الذرة الأكثر قدرة على مقاومة الجفاف، حيث أدى تغير المناخ إلى عدم انتظام هطول الأمطار وزيادة الجفاف. الزراعة في مصدر معيشة يعتمد عليها حوالي 70 في المائة من سكان إيسواتيني، ولذلك فإن الظروف المناخية المتغيرة مثيرة للقلق بالنسبة لهم. "إن موجات الحرّ الأخيرة زادت من صعوبة الزراعة. لا ينبغي أن تتعرض الذرة الى الكثير من الشمس عندما تُزهر، والمطر مهم في تلك المرحلة. في المرة الأخيرة التي أزهرت فيها الذرة، لم يكن هناك أي مطر، لذلك كان محصولي أقل مما كنت أتوقع." إن حقل الذرة مهم جدًا بالنسبة لبونغاني؛ ويضيف قائلاً: "يسمح لي بإطعام أسرتي، وأيضاً ببيع بعض المحاصيل لكسب المال. هذا المال يساعدني على إلحاق أطفالي بالمدرسة. لدي خمسة أطفال من زوجتي العزيزة. والآن أستطيع أن أشتري لهم الكتب المدرسية واللوازم المدرسية الأخرى، مثل الأقلام. وإذا كسبت ما يكفي من المال، فيمكنني أيضًا شراء أحذية لهم لارتدائها في المدرسة." انعدام الأمن الغذائي لفترة طويلة كما هو الحال في أماكن أخرى في الجنوب الأفريقي، يعاني الناس في إيسواتيني من مستويات حادة من إنعدام الأمن الغذائي طويل الأمد، والذي بدأ في عام 2015. وقد أدى الجفاف الناجم عن ظاهرة النينيو، والذي تفاقم بسبب تغير المناخ، والأمطار غير المنتظمة، والفيضانات، إلى إتلاف المحاصيل عامًا بعد عام. بونغاني هو واحد من 25,500 شخص شملهم المشروع، الذي يموله الاتحاد الأوروبي على مدى ثلاث سنوات، لتحسين الأمن الغذائي عن طريق المساعدات النقدية. وبالإضافة إلى الصليب الأحمر الفنلندي، يشمل المشروع جمعية الصليب الأحمر في إيسواتيني، والصليب الأحمر البلجيكي. بالنسبة للأشخاص الذين تلقوا المنح النقدية، مثل وينيل ماسوكو، تعني هذه المنح القدرة على شراء المواد الغذائية مثل الأرزّ، ودقيق الذرة، وزيت الطهي في وقت تكون فيه مصادر الغذاء العادية أقل وفرة بكثير وأكثر تكلفة. "قبل تلقي المساعدة النقدية، كنا نعتمد على جيراننا"، تشرح وينيل وهي تجلس أمام منزلها - جدرانه مصنوعة من الحجارة والأغصان المنسوجة بشكل معقّد. "الآن بات بإمكاني الإعتناء بعائلتي." البستنة بهدف التغيير ليس الكل مزارعًا في إسواتيني، إلا أن الكثير من الأشخاص يزرعون جزءًا من غذائهم اليومي في حدائق مجتمعية. وهذا هو أحد الأسباب الرئيسية التي تجعل مشروع الصمود في وجه تغيّر المناخ يهدف أيضًا إلى إحياء تقليد الحدائق المجتمعية. يتضمن المشروع تدريبات من وزارة الزراعة حول كيفية الاهتمام بالحدائق المجتمعية بشكل أكثر فعالية في مواجهة الظروف المناخية الأكثر تطرفًا. بعد كل تدريب، يحصل المشاركون على منحة نقدية تبلغ قيمتها حوالي 35 يورو، لشراء بذور النباتات، على سبيل المثال. ويتم تشجيع المشاركين على زراعة النباتات التي تتطلب كميات أقل من المياه. ويقول سيبونجيل، أحد المشاركين: "توفر الحديقة الاستقرار لعائلتي، حيث أوظف نفسي فيها. يسمح لي محصول الحديقة بإطعام أسرتي، ويمكنني أيضًا بيع بعض المحاصيل للحصول على المال لتعليم أطفالي." الصحّة في المناطق الريفية من المهم أيضًا التأكد من بقاء الأشخاص في صحة جيدة لأن الحرارة والجفاف يمكن أن يخلقا ظروفًا تؤدي إلى انتشار الأمراض والأعراض السلبية مثل جفاف الجسم. ولهذا السبب، يدعم المشروع المُمول من الاتحاد الأوروبي أيضًا المجتمع في الاستعداد للجوائح والأوبئة. تدير جمعية الصليب الأحمر في إيسواتيني ثلاث عيادات في البلاد، ويدعم المشروع قدرتها على الاستجابة لأوبئة مختلفة، مثل أمراض الإسهال، والسلّ، وفيروس نقص المناعة البشرية. وتقول فومليلي جينا، وهي ممرضة بعيادة في منطقة هوسيا بمقاطعة شيسلويني: "نقدم كل صباح نصائح صحية، أي أننا نخبر المرضى بالأوبئة المنتشرة حاليًا". "في الوقت الحالي نقوم بإبلاغهم باللقاحات، خاصة ضد فيروس كورونا والسلّ. كما نسلط الضوء أيضًا على النظافة: نوضح مدى أهمية غسل اليدين، ونذكّر أيضًا بغسل أوعية المياه بين الحين والآخر. وتضيف: "بعض مرضانا هنا بالمناطق الريفية فقراء للغاية. يمكن أن يأتوا إلى العيادة لسببٍ ما، مثل الأنفلونزا على سبيل المثال، ولكن قد نلاحظ أن طفل المريض قد توقف نموه بشكل واضح، وهناك سبب للاشتباه في سوء التغذية." "نحن قادرون على رعاية مثل هذه الحالات أيضًا، الى جانب مراقبة حالة المرضى. إنه شعور رائع عندما يعود المريض إلى العيادة بعد ستة أشهر، ويقول إن طفله في صحة جيدة ويلعب مثل الأطفال الآخرين." توفر الشراكة البرامجية بين شبكة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر والاتحاد الأوروبي تمويلًا استراتيجيًا ومرنًا وطويل الأجل ويمكن التنبؤ به، حتى تتمكن الجمعيات الوطنية من العمل قبل وقوع الكارثة أو حالة الطوارئ. ويتم تنفيذ الشراكة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك 13 دولة في أفريقيا.

|
مقال

أوغندا: نادي الصحة المدرسي يساعد الطلاب والمجتمعات على الوقاية من الأمراض

"لقد علّمنا نادي الصحة المدرسي كيفية الاعتناء بصحتنا. كما أنني أنقل المعرفة التي أتعلمها من النادي إلى منزلي، ويقوم والداي بنقل هذه الرسائل إلى المجتمع الأوسع نطاقًا."هذه هي كلمات كيكانشيميزا، تلميذة في مدرسة مويسي الابتدائية، في جنوب غرب أوغندا، وعضو في نادي الصحة المدرسي.يساعد نادي الصحة المدرسي، الذي أنشأه الصليب الأحمر الأوغندي، تلاميذ المدارس الابتدائية والثانوية على فهم كيفية حماية أنفسهم من تهديدات الأمراض المختلفة، والبقاء في صحة جيدة، ومشاركة معلوماتهم الجديدة مع زملائهم وأسرهم والمجتمع الأوسع نطاقًا.يعتبر هذا النادي من الأنشطة العديدة التي يتم تنفيذها في إطار برنامج التأهب المجتمعي للأوبئة والجوائح (CP3)، وهو برنامج متعدد البلدان يديره الاتحاد الدولي وسبع جمعيات وطنية للصليب الأحمر، لمساعدة المجتمعات المحلية والمستجيبين الأوائل والشركاء الآخرين على التأهب للمخاطر الصحية، وكشفها، والوقاية منها والاستجابة لها.منذ انضمامها إلى نادي الصحة المدرسي، قامت كيكانشيميزا ببناء صنبور ماء، وهو وسيلة بسيطة ومنخفضة التكلفة لغسل اليدين يمكن أن تساعد في تقليل ما يصل إلى 50% من العداوى التي يمكن تجنبها، في منزلها، وساعدت أسرتها في استخدامه بانتظام وبشكل صحيح، وشاركت معلومات منقذة للحياة حول الأمراض المختلفة.تشرح أنيت، والدة كيكانشيميزا، قائلةً: "لقد أخبرتنا كيكانشيميزا بعدم تناول لحوم الحيوانات النافقة، والتأكد من دفنها بشكل صحيح، بالإضافة الى أن الخفافيش هي سبب محتمل لمرض الإيبولا ويمكن للقرود أن تنقله أيضًا".المعرفة قوةكيكانشيميزا هي واحدة من 30 عضوًا في نادي الصحة المدرسي في مدرسة مويسي الابتدائية. يجتمع النادي مرة واحدة في الأسبوع في جلسات خاصة بقيادة أكامبوريرا، وهو منسق من الصليب الأحمر الأوغندي، يعلّمهم جميعًا عن الأمراض المختلفة، بما في ذلك كيفية التعرف على العلامات والأعراض، والأشخاص الذين قد يكونون أكثر عرضة للخطر، والإجراءات التي يمكن للطلاب اتخاذها لوقف انتشار الأمراض.أعضاء النادي مسؤولين أيضًا عن صيانة مرافق غسل اليدين في المدرسة، والتأكد من أن الطلاب يتّبعون ممارسات النظافة الصحية السليمة، فضلاً عن مشاركة ما تعلموه مع زملائهم، غالبًا من خلال عروض مسرحية في قاعة المدرسة.إن العروض المسرحية تساعد في تبسيط وتسهيل المواضيع الصحية المعقدة بطريقة ممتعة، فتلفت انتباه الطلاب وتحافظ على تفاعلهم، كما تساعدهم على حفظ المعلومات في حال احتاجوها بالمستقبل.لماذا نُشرك طلّاب المدارس في التأهب للأوبئة؟لطالما ركّز الاتحاد الدولي، والجمعيات الوطنية الأعضاء، على مساعدة الناس على التأهب للأوبئة والاستجابة لها والتعافي منها.ونحن نعلم من التجربة أن التأهب الفعال للأوبئة يجب أن يشمل المجتمعات المحلية نفسها، والمستجيبين الأوائل، والشركاء من جميع أنحاء المجتمع، بما فيها المدارس.ويوضح هنري موسيمبي، مندوب برنامج CP3 في أوغندا وكينيا، قائلاً: "إن نوادي الصحة بالمدارس هي بمثابة نقطة تحول في مجال التواصل بشأن المخاطر الصحية، حيث إن الطلاب مثقفين ممتازين لأقرانهم في المدرسة، ولأفراد أسرهم".ويضيف: "تُعد الأندية منصة رائعة لتدريب الجيل القادم من المستجيبين لحالات الطوارئ الوبائية في المجتمعات".التغيير الإيجابييقول كوشابا، وهو عضو آخر في نادي الصحة المدرسي، والذي عانى شقيقه سابقًا من الملاريا، إنه تعلم الكثير من النادي ولاحظ تغيرًا إيجابيًا في مجتمعه:"لقد تعلّمنا كيف يمكننا السيطرة على الملاريا عن طريق إزالة الأعشاب، وتصريف المياه الراكدة من أجل إبادة موائل البعوض، وعن طريق استخدام الناموسيات المعالجة بالمبيدات الحشرية.""قبل إنشاء نادي الصحة المدرسي، لم تكن لدينا أية صنابير، ولم نكن نعرف كيفية استخدام المراحيض، وحتى كيف يمكننا تنظيف مدرستنا. كان التلاميذ يعانون من أمراض مثل الملاريا والكوليرا، ولكن الآن بفضل نادي الصحة المدرسي، فهم بخير".--ُيُعد نادي الصحة المدرسي في مويسي أحد الأندية العديدة التي تم إنشاؤها في أوغندا وبلدان أخرى من خلال برنامج التأهب المجتمعي للأوبئة والجوائح (CP3).يتم تنفيذ البرنامج، بتمويل من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، في سبعة بلدان ويدعم المجتمعات المحلية، وجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، والشركاء الآخرين للوقاية من الأمراض واكتشافها والاستجابة لها.إذا استمتعتم بهذه القصة وترغبون في معرفة المزيد:تفضلوا بزيارة الصفحة الخاصة بالتأهب للأوبئة والجوائح

|
مقال

بين القصف وانقطاع الاتصالات: فرق الهلال الأحمر الفلسطيني تتحدى الموت لإنقاذ الأرواح

منذ اندلاع العنف المسلح في قطاع غزة وإسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول، ويستمر عمل طواقم خدمات الطوارئ من دون توقف، في ظل ظروف صعبة جدًا.كل يوم، تخرج طواقم الإسعاف التابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إلى شوارع غزة لإنقاذ الأرواح بينما يخاطرون بحياتهم، بحيث أن حتى سيارات الإسعاف والمستشفيات تتعرض للهجمات.تستجيب فرق الهلال الأحمر الفلسطيني بلا كلل، من خلال تقديم الإسعافات الأولية، والدعم النفسي والاجتماعي، وتقوم بنقل الجثث، وتوزيع المساعدات الأساسية، مع استمرار العنف.للأسف، فقد أربعة من متطوعي جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني حياتهم أثناء أداء واجبهم الإنساني، مما أثّر سلبيًا على زملائهم، وزاد من صعوبة عملهم، بينما يحاولون التعامل مع الخسارة."بكل صراحة، أنا خائف، مثل أي شخص آخر." يقول هيثم دير، وهو مسعف في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني يعمل في فرع رفح. "تركت أطفالي في المنزل من دون طعام أو مياه أو كهرباء. أثناء أداء واجبي، أتصل بهم بشكل دوري للاطمئنان عليهم، وهذا القلق المستمر يُصعب تحمّله احيانًا، ناهيكم عن أننا نواجه إطلاق النار والقصف المتواصل، وبعضنا يتعرض لإصابات أو يموت.""كل هذه التحديات تؤثر سلبًا على صحتنا النفسية. ومع ذلك، فإننا مستمرون. إنه التزام أخلاقي، وسأواصل أداء واجبي الأنساني حتى النهاية"."أعيننا وآذاننا"الى جانب القصف وإطلاق النار المتواصل، فإن طواقم جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني تعاني من انقطاع الاتصالات، مما يمنع المصابون أو المتضررون من استدعاء سيارة الإسعاف عندما يتعرضون لهجوم.وقد أعاق هذا الأمر استجابت الهلال الأحمر الفلسطيني بشكل كبير؛ ومع ذلك، فقد وجدت فرق الإسعاف طرقًا مبتكرة لكي يتمكنوا من العثور على الأشخاص عندما تكون هناك حاجة ملحّة.ويقول محمد أبو مصبّح، مدير العمليات والطوارئ في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في قطاع غزة: "وضعنا سيارات الإسعاف في أماكن استراتيجية، وكان علينا أن نستخدم أعيننا وآذاننا لرصد القصف. بعد ذلك، أرسلنا الفرق إلى المناطق التي تعرضت للقصف، لأن هذه هي الأماكن التي ستحتاج فيها الناس على الأرجح إلى المساعدة". وتابع: "كما وضعنا سيارات الإسعاف بالقرب من المستشفيات، واعتمدنا على سيارات الإسعاف التي تصل محمّلة بالمصابين لتزويدنا بالمعلومات حول المكان الذي جاءت منه، فنرسل بعد ذلك طواقم إسعاف إضافية إلى ذلك المكان".لسوء الحظ، حتى الطرق الأكثر ابتكارًا كانت غير فعالة في معظم الحالات، حيث تجد فرق جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني صعوبة بالغة في الوصول إلى الأشخاص بسبب الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية والحواجز، والحصارات المستمرة في أجزاء مختلفة من غزة.الإمدادات تنفد، والشتاء على الأبوابالوضع داخل مستشفيات غزة مأساوي، حيث يلجأ الأطباء والممرضون إلى الطب التقليدي مع نفاد الإمدادات. واضطرت العديد من المستشفيات إلى تعليق خدماتها بسبب نقص الوقود.لجأ آلاف الفلسطينيين أيضًا الى المستشفيات، إلا أن بعد تعرضها للحصار، اضطر العديد من الأشخاص، بما في ذلك المرضى والجرحى، إلى الإخلاء، ولم يعد لديهم مكان يذهبون إليه.يعيش حاليًا عدد كبير من الأشخاص المتضررين في غزة في خيام أو في أماكن مفتوحة؛ وهذا يجعلهم عرضة للخطر الشديد مع اقتراب فصل الشتاء، الذي يصحب خطر الفيضانات واحتمال انتشار الأمراض. وستكون طواقم الإسعاف لدى جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، إضافة الى متطوعيها، متواجدين الى جانب الناس للقيام بكل ما في وسعهم لضمان حصول الجميع على أفضل رعاية ممكنة في ظل هذه الظروف.حتى اليوم، 11 ديسمبر/كانون الأول، قدمت طواقم جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني الرعاية الطارئة لأكثر من 11,000 شخص، كما قامت بنقل أكثر من 3,500 قتيل. وقامت طواقم العمل في الضفة الغربية بتقديم الرعاية لأكثر من 3,000 جريح ونقل أكثر من 80 شخصًا قُتلوا في العنف."منذ بدء الأعمال العدائية، كانت فرق جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني ومتطوعيها في الخطوط الأمامية لإنقاذ الأرواح، يومًا بعد يوم، من دون توقف. إن المستوى غير المسبوق من التحديات التي يواجهوها أبعد من الفهم. نحن نحييهم بشدة؛ إنهم مثال عظيم على الإنسانية،" يقول حسام الشرقاوي، المدير الإقليمي للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.ويضيف: "ندعو المجتمع الدولي إلى تسريع الحلول الدبلوماسية التي تعالج الأسباب الجذرية، بما في ذلك إنهاء الحصار غير الإنساني على غزة، وتمكين وصول المزيد من المساعدات الإنسانية إلى جميع أنحاء غزة، بما في ذلك الوقود."

|
مقال

ساو تومي وبرينسيبي: كبار السن يتلقون الرعاية ويُعاملون بتعاطف من قبل متطوعي الصليب الأحمر

"اليوم، بفضل المركز، أشعر بتحسن واستعدت طعم الحياة". هذه كلمات مانويل، 81 عامًا، من المقيمين في مركز الصليب الأحمر للمسنين في ساو تومي وبرينسيبي في مقاطعة لوباتا، حيث يعمل المتطوعون يوميًا لإضفاء الابتسامة والأمل على بعض السكان الأكبر سنًا في البلاد. تأسس مركز الاستقبال في أكتوبر/تشرين الأول 2005، بتمويل من وزارة الخارجية الإسبانية، ويديره الصليب الأحمر في ساو تومي وبرينسيبي لما يقرب من 20 عاماً، علماً أن اسمه "لا سانتا كاسا دي ميزريكورديا" أو "البيت المقدس للتعاطف". اليوم، يعتني المتطوعون بـ 18 مقيمًا - أشخاص من جميع مناحي الحياة مروا بأوقات عصيبة ويحتاجون إلى القليل من المساعدة في تدبير أمورهم. في حالة مانويل، كانت قصة مأساوية كبيرة هي التي أوصلته إلى المركز. عمل في السفارة البرتغالية لفترة طويلة. ولكن الصعوبات المالية لم تسمح له بناء منزل أحلامه - المنزل الذي كان يأمل أن يقضي فيه شيخوخته. عندما حان وقت تقاعده، اضطر إلى مغادرة منزله للانتقال للعيش مع ابنته. في إحدى الليالي وبينما كانوا في المنزل، اندلع حريق هائل. خسر مانويل كل شيء، بما في ذلك ابنته. كان مانويل في حالة ذهول وضياع تام، إلا أنه وجد الدعم والراحة في مركز الصليب الأحمر بعد أن تواصل معه أحد المتطوعين في مجتمعه المحلي الذي كان قد لاحظ محنته. "اليوم، بفضل المركز، أشعر بتحسن وأعود تدريجياً الى الحياة الطبيعية. اتلقى الدعم من طبيب، وهناك سقف فوق رأسي، ووجبة طعام كل يوم وأصدقاء لأتحدث إليهم." مانويل مقيم لقد تطور المركز كثيرًا خلال العشرين عامًا الماضية. "كان المشروع الأولي هو توفير بيتاً ومساعدة أساسية لكبار السن الذين نبذتهم عائلتهم. ولكن مع مرور الوقت، قمنا بتحويله إلى مركز استقبال مناسب حيث نستجيب للاحتياجات الأكثر تعقيدًا للمقيمين". تقول فيليبا فرنانديز، متطوعة ومديرة المركز. وأضافت "نسعى جاهدين لتزويدهم ببيئة يمكنهم من خلالها الازدهار، وذلك عبر الاهتمام بصحتهم الجسدية والنفسية". الصداقة والمحادثة جزء مهم من دعم الصحة النفسة لكبار السن في المجتمع. لذلك، يدير الصليب الأحمر في ساو تومي وبرينسيبي مركزًا اجتماعيًا قريبًا يفتح أبوابه يوميًا، مما يسمح لجميع كبار السن في المجتمع بالحضور والتواصل اجتماعياً مع بعضهم البعض. يمكن لجميع الزوار قضاء يومهم في مكان آمن وهادئ حيث يمكنهم الوصول إلى الخدمات الأساسية، مثل الطعام والحمامات. رونالدو هو واحد من سبعة متطوعين يعملون على إبقاء المركز نشطاً. بصفته مديرًا وطباخًا، يدير الأعمال اليومية داخل المركز، ولكنه يزور أفراد المجتمع خارج المركز بهدف تقديم وجبات الطعام للأشخاص ذوي القدرة المحدودة على الحركة. "نحاول أن نبذل قصارى جهدنا لضمان عدم إهمال أي شخص." رونالدو متطوع في الصليب الأحمر في المجتمعات حول العالم، يُحرم غالباً كبار السن من الخدمات أو يتم تجاهلهم أو يُنظر إليهم على أنهم عبء على الموارد. ولكن بفضل لطف متطوعي الصليب الأحمر مثل رونالدو وفيليبا، يتم التعامل مع كبار السن في مجتمعهم بالكرامة والاحترام والرعاية التي يستحقونها. -- يتلقى مركز استقبال "لا سانتا كاسا دي ميزريكورديا" للمسنين تمويلًا من الكنائس والجمعيات المحلية، وكذلك من المغتربين. تم إنشاء المركز الاجتماعي في البداية بتمويل من صندوق الإمبراطورة شوكن المشترك بين الاتحاد الدولي (IFRC) واللجنة الدولية (ICRC). في عام 2022، قدم الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر مستلزمات الإمداد بالمياه، الإصحاح والنهوض بالنظافة. إذا كنتم مانحين وتودون معرفة المزيد ودعم عمل الاتحاد الدولي في ساو تومي وبرينسيبي، فيرجى قراءة الخطة الوطنية لشبكة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر هنا، والتي تتضمن معلومات عن مكتب مجموعة الدول في المنطقة. يمكنكم أيضًا الضغط هنا لمعرفة المزيد حول عمل الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في دعم الشيخوخة السليمة.

|
مقال

فيضانات باكستان: الاحتياجات الانسانية ما زالت شديدة بعد مضي 6 أشهر

لقد مر حوالي 6 أشهر على الفيضانات المفاجئة التي اجتاحت أجزاء من باكستان، ولا يزال مئات الآلاف من الأشخاص يعانون من آثار الفيضانات. دُمرت المنازل وسبل العيش والأراضي الزراعية وظلت أجزاء كثيرة من البلاد مغمورة بالمياه، وقد تضرر ما يقدر بنحو 33 مليون شخص، من بينهم 20 مليون لا يزالون يعيشون في ظروف مزرية. وبعد أن دخلت البلاد فصل الشتاء، تواجه العديد من المجتمعات المتضررة حالياً تحديًا جديدًا يتمثل في كيفية البقاء على قيد الحياة من دون سكن وطعام ومياه نظيفة ووقود للتدفئة. تقدم جمعية الهلال الأحمر الباكستاني، بدعم من الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر (IFRC)، الإغاثة المنقذة للحياة للأسر المتضررة من الفيضانات، وخصوصاً تلك الموجودة في المناطق النائية، بحيث وصلت إلى ما يقرب من 600,000 شخص حتى الآن. بدأت جمعية الهلال الأحمر الباكستاني في العمل عندما ضربت الفيضانات، وقدمت الطعام المطبوخ والطرود الغذائية لمعالجة الجوع الذي قتل العديد من الأشخاص. كما قام المتطوعون بتوزيع المواد الأساسية بسرعة، مثل أوعية المياه القابلة للطي لتخزين المياه النظيفة، وأدوات الطبخ ومستلزمات النظافة. إن المأوى هو أولوية قصوى في استجابتنا. أُجبر العديد من الأشخاص على مغادرة منازلهم التي غمرتها المياه واللجوء إلى أقرب مركز إجلاء. لجأ البعض إلى النوم على جانب الطريق - من دون حماية أو أي موارد لبناء سقف فوق رؤوسهم. قامت جمعية الهلال الأحمر الباكستاني، بدعم من الاتحاد الدولي وشركائنا، بتوزيع الخيام وأدوات للمأوى والأقمشة المشمّعة والبطانيات والناموسيات في مختلف المناطق المتضررة لتلبية الاحتياجات الفورية للأشخاص. في المناطق التي تنحسر فيها الفيضانات، تشكل مخاوف الصحة والنظافة - بما في ذلك الكوليرا وحمى الضنك والملاريا - تهديدات خطيرة لصحة الناس. أبلغت العديد من المناطق أيضًا عن حالات الجرب، خصوصاً لدى الأطفال الذين يلعبون في مياه الفيضانات. قبل الفيضانات، كان سوء الصرف الصحي وسوء النظافة مصدر قلق في مقاطعات بلوشستان، وخيبر باختونخوا، وسيند. أدت الفيضانات والتشبع بالماء إلى تفاقم الوضع الصحي العام. واستجابة لذلك، ساعد الاتحاد الدولي الهلال الأحمر الباكستاني على تعزيز خدمات الصحة والنظافة. على سبيل المثال، يدير المتطوعون الآن وحدات صحية متنقلة في المناطق الأكثر تضررًا لتقديم الرعاية الطبية العاجلة، خصوصاً للنساء والأطفال. تقول جميلة، وهي أم لأربعة أطفال من إقليم سيند، تتوقع طفلها الخامس: "كانت الوحدات الصحية المتنقلة مفيدة للغاية بالنسبة لي ولهذا المجتمع". يتلقى كل من البالغين والأطفال في القرية التي تعيش فيها جميلة، دايي جي وانده، المساعدة الطبية والأدوية. كان من السهل على جميلة وغيرها من النساء الحوامل التواصل والحصول على المشورة بشأن المشاكل الصحية الشائعة، مثل الحمى والإسهال. استمع الى جميلة في هذا الفيديو: وقالت صابرا سولانجي، متطوعة في الهلال الأحمر الباكستاني من المنطقة نفسها، "من خلال الوحدات الصحية المتنقلة، كان الناس يجلبون أطفالهم المرضى للعلاج عند الضرورة". المياه الملوثة هي مشكلة كبيرة أخرى، لا سيما في مقاطعة سيند حيث جودة المياه في المنطقة بأكملها سيئة للغاية. المضخات اليدوية القليلة التي كانت موجودة لتوفير المياه النظيفة تضررت بفعل الفياضانات. يعمل فريق الإمداد بالمياه، الإصحاح والنهوض بالنظافة التابع للاتحاد الدولي على مدار الساعة لتوفير مياه الشرب النظيفة، كما أجرى تقييمات مكثفة لتحديد الأماكن المناسبة لتركيب مضخات يدوية جديدة وحفر الآبار. كما دعم الاتحاد الدولي جمعية الهلال الأحمر الباكستاني لتركيب محطات متنقلة لتكرير المياه ومراحيض في مناطق مختلفة لمساعدة المحتاجين إلى مياه نظيفة. "نحن نقدر حقًا ما حققه الهلال الأحمر هنا، خاصة فيما يتعلق بمياه الشرب. يقول مولا بخش خكراني، وهو رجل يبلغ من العمر 20 عامًا من جاكوب آباد في إقليم سيند، "إنها حاجة أساسية للجميع، وقد شعرت بارتياح كبير عندما تم تركيب محطات المعالجة". وفي حديثه عن الوضع الحالي في البلاد، قال رئيس جمعية الهلال الأحمر الباكستاني، شهيد أحمد لاغاري: "الاحتياجات الهائلة تتطلب دعمًا هائلاً. تطلب جمعية الهلال الأحمر الباكستاني من جميع المانحين المحتملين دعم جهود التعافي وإعادة التأهيل وإعادة الإعمار للسكان المتضررين من الفيضانات". -- اضغط هنا لمعرفة المزيد عن نداء الطوارئ الذي أطلقه الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر بشأن الفيضانات في باكستان. واضغط هنا للتبرع لاستجابتنا المستمرة.

|
خطاب

التغطية الصحية الشاملة: الأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر يخاطب الاجتماع الوزاري السنوي الثالث لمجموعة أصدقاء التغطية الصحية الشاملة (UHC) والصحة العالمية

إنه لشرف كبير أن أشارك في استضافة حدث اليوم كجزء من مجموعة الأصدقاء المعنية بالتغطية الصحية الشاملة والتحدث نيابة عن الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، الذي يضم 192 جمعية وطنية وملايين الموظفين والمتطوعين. إن التغطية الصحية الشاملة، التي تجسد حق جميع الناس في الحصول على خدمات صحية عالية الجودة ويسهل الوصول اليها وبأسعار معقولة، تتماشى مع مهمة الاتحاد الدولي للعمل لصالح الفئات الأكثر ضعفاً وتخفيف المعاناة الإنسانية. منذ عام 2018، نعمل على توسيع نطاق عملنا في مجال التغطية الصحية الشاملة والتماشي مع برنامج عمل منظمة الصحة العالمية. بصفتنا عضوًا في UHC2030، قمنا بدعم مجموعات البلدان موضع التركيز قبل وبعد الاجتماع رفيع المستوى لعام 2019 لتبادل التجارب والتحديات والإنجازات من حيث التغطية الصحية الشاملة. خلال هذا العام، أجرى الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر مشاورات مع المجتمعات المحلية ومجموعات المجتمع المدني في جميع أنحاء العالم لتحديد عوائق الوصول إلى الخدمات الصحية الأساسية وتقديم المساهمات لتقرير "حالة الالتزام بالتغطية الصحية الشاملة". على الرغم من كل التقدم المحرز، إلا أننا نشهد أن العديد من الفئات الضعيفة والمهمشة تفتقر إلى القدرة على الوصول إلى الخدمات الصحية المنقذة للحياة. بعد عام واحد من اليوم، يجب أن يكون الاجتماع رفيع المستوى بشأن التغطية الصحية الشاملة بمثابة مرحلة جديدة لتقديم الالتزامات السياسية لتعزيز الأنظمة الصحية للأجيال القادمة. أولاً، يجب أن نعطي الأولوية للاحتياجات الصحية للفئات الأكثر ضعفاً، لا سيما في حالات الكوارث وأزمة المناخ وحالات الطوارئ الصحية والعنف. يجب على الحكومات معالجة وصمة العار والتمييز، وبناء الثقة من خلال دمج المجتمعات الضعيفة في صنع السياسات نفسها. أبلغت النساء والفتيات عن صعوبات أكبر في الحصول على الرعاية الصحية، وغالبًا ما يتم استبعاد الأشخاص المتنقلين تمامًا من البرامج الصحية الوطنية. ثانيًا، يجب أن نستثمر في ضمان سلامة وحماية العاملين والمتطوعين في مجال الصحة المجتمعية، بما في ذلك متطوعي الصليب الأحمر والهلال الأحمر، الذين لديهم فهم عميق للمخاطر ونقاط الضعف وعدم المساواة التي تؤثر على صحة مجتمعاتهم، ويمثلون مورداً رئيسيًا من خلال العمل مع النظام الصحي الرسمي لتقديم الخدمات. أصبح دور المستجيبين الأوائل في ضمان تحسين مستوى وتوقيت التغطية للخدمات الصحية الأساسية أكثر وضوحًا خلال جائحة كوفيد-19. ثالثًا، يجب على الحكومات تطوير استراتيجيات صحة المجتمع من خلال تحسين التعاون بين خدمات الصحة العامة والمجتمعات ومنظمات المجتمع المدني. هناك حاجة إلى مزيد من الاستثمار في توسيع نطاق التواصل بشأن المخاطر وإشراك المجتمع كمكون رئيسي للأنظمة الصحية التي تركز على الناس. نحن نؤمن بقوة بتمكين المجتمعات وضمان مشاركتها الهادفة في صنع القرار. يمكن لجمعياتنا الوطنية، بصفتها جهات فاعلة محايدة وغير متحيزة، ترجمة احتياجات المجتمعات إلى سياسات وأنظمة حماية اجتماعية وبنية تحتية وقوانين وقضايا تتعلق بالحوكمة. يجب أيضًا دعم الأنظمة الصحية بقوانين أفضل للطوارئ الصحة العامة تمكّن من الاستجابة المنهجية للأوبئة وحالات الطوارئ الصحية. لقد أطلقنا مؤخراً إرشادات حول قانون طوارئ الصحة العامة لدعم ذلك. أخيرًا، والأهم من ذلك، أن ما من صحة من دون الصحة النفسية، خاصة في الأزمات. إن تعزيز النظام الصحي يعني دمج وتوفير موارد خدمات الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي لجميع من قد يحتاجون إليها. أصحاب السعادة، الزملاء الكرام، القدرة على الوصول إلى الخدمات الصحية ليست امتيازًا ولا ينبغي معاملتها على هذا النحو. لا يسعنا أن نفقد الفرصة الذي سيقدمها الاجتماع الرفيع المستوى في العام المقبل ولا يمكننا التنازل: تحقيق التغطية الصحية الشاملة هو السبيل الوحيد للمضي قدمًا. نحن ملتزمون بمواصلة العمل مع الحكومات والشركاء لتنفيذ التزاماتنا المشتركة تجاه التغطية الصحية الشاملة وأنظمة صحية أقوى، للجميع، وفي كل مكان. شكرًا لكم.