عندما ضرب زلزال بقوة 7.2 درجة المغرب في 8 سبتمبر/ايلول 2023، أرادت نعيمة أن تفعل ما في وسعها لمساعدة الآخرين في إقليم شيشاوة، حيث كانت تعيش وتعمل في قطاع التعليم.
كان هذا الزلزال واحدًا من أكثر الزلازل فتكًا في المغرب منذ عام 2004. ووفقًا للسلطات المحلّية، توفي 2,946 شخصًا وأصيب 5,674 شخصًا. وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 59,000 منزل قد دُمّر أو تضرّر.
تتذكر قائلة: "بعد الزلزال، أتيحت لي الفرصة للتطوع مع الهلال الأحمر المغربي. في الأيام القليلة الأولى، شاركت في أنشطة مختلفة، بما في ذلك المشاركة المجتمعية، في المناطق المتضررة من الزلزال".
"بما أنني أتحدث اللغة المحلية، الأمازيغية، فقد سمح لي ذلك بالاقتراب من الناس وفهم احتياجات السكان بعمق، سواء كانوا نساء أو رجالاً أو أطفالاً، في هذا الوقت من الأزمة".
في البداية، لم تتمكن نعيمة من التطوع إلا في عطلات نهاية الأسبوع بسبب عملها. ولكن بمرور الوقت، دفعها شغفها بمساعدة الناس إلى تولي دور جديد كمسؤولة عن ملاجئ الهلال الأحمر المغربي في إقليم شيشاوة في جبال الأطلس، وهي واحدة من عدة مناطق تضررت بشدة من الزلزال.
صورة: الهلال الأحمر المغربي
آفاق جديدة
كانت نعيمة أول امرأة تعمل في مجال الإيواء في الهلال الأحمر المغربي، وكان دورها هو دعم بناء وحدات السكن المؤقتة للمتضررين من الزلزال.
كما تلتقي نعيمة بالنساء في المجتمعات المتضررة لفهم احتياجاتهن ومخاوفهن، والإجابة على أي أسئلة لديهن حول جهود التعافي.
"قررت الانضمام إلى الهلال الأحمر المغربي كمساعِدة في مجال الإيواء لأنني أردت أن أكون في الخطوط الأمامية لمساعدة مجتمعي على التعافي من هذا الزلزال المدمر. لطالما آمنت بقوة العمل الجماعي وأدركت أنه بصفتي عضوًا في فريق الإيواء، يمكنني إحداث تأثير مباشر وهادف على حياة أولئك الذين هم في أمس الحاجة إليه."
"إن رؤية الفَرق الفوري الذي يمكن أن تُحدثه أبسط الإجراءات في مواجهة الاحتياجات الهائلة أمرًا مُرضيًا للغاية."
كانت جهود موظفي ومتطوعي الهلال الأحمر المغربي بمثابة العمود الفقري للاستجابة الدولية للزلزال. بدعم من الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، الذي أطلق نداء طوارئ بعد أربعة أيام من وقوع الزلزال، قامت جمعية الهلال الأحمر المغربي بتقديم المساعدات لأكثر من 55,000 شخص.
لقد كان العمل شاقًا، وما زال مستمرًا، ولكن كان أيضًا تجربة مجزية بالنسبة لنعيمة أن ترى عملها يحدث فرقًا في حياة الناس في محافظتها.
"لقد كان لمشاركتي مع الهلال الأحمر المغربي تأثير إيجابي على حياتي. أنا فخورة جدًا بكوني متطوعة وأن أكون أول امرأة تعمل في مجال المأوى. لقد حفز هذا العديد من المتطوعين الآخرين على المشاركة وشجع أيضًا النساء في المناطق المتضررة على المشاركة في الأنشطة المتعلقة بالمأوى بثقة أكبر."
"إن إشراك النساء في عملية صنع القرار أمر مهم للغاية لضمان مراعاة احتياجاتهن."
صورة: الهلال الأحمر المغربي
هناك حاجة إلى مزيد من الدعم
حتى الآن، شملت مساعدات الهلال الأحمر المغربي الإمدادات الأساسية مثل أدوات النظافة، والفوط الصحية، والمستلزمات المنزلية، والطرود الغذائية. وتم إنشاء أكثر من 300 وحدة إيواء مؤقتة، كجزء من خطة لتركيب أكثر من 1000 وحدة. وتلقى أكثر من 18 ألف شخص الدعم في مجال المأوى والسكن.
وقد ساعدت برامج الأمن الغذائي وسبل العيش 6500 أسرة، في حين تلقت 228 أسرة مساعدات نقدية، وتلقى أكثر من 14 ألف شخص الدعم في مجال الإمداد بالمياه، الإصحاح والنهوض بالنظافة.
ومع ذلك، لا تزال المجتمعات التي تعمل فيها نعيمة بحاجة إلى الدعم. وقد أخبرها البعض عن الصعوبات التي يواجهونها في دفع تكاليف النقل للذهاب إلى السوق، في حين أشار آخرون إلى صعوبات في الحصول على منتجات النظافة أو الحصول على الرعاية الطبية. وقد دفعت أسعار المواد الغذائية المرتفعة البعض إلى تعديل وجباتهم.
وفي الوقت نفسه، يعمل الهلال الأحمر المغربي على تسريع وتوسيع نطاق جهود التعافي الطويلة الأجل في القرى المتضررة من خلال المساعدات النقدية ودعم سبل العيش وخدمات الحماية والتأهب للكوارث المستقبلية.
سوف يستغرق الأمر سنوات حتى يتعافى الناس في المغرب بشكل كامل، لكن الهلال الأحمر المغربي، بدعم من شركائه في الصليب الأحمر والهلال الأحمر، سيواصل العمل مع المجتمعات في المناطق المتضررة لضمان تعافيها الكامل على المدى الطويل.
بقلم باميلا رايلي