قطع الاتصال والحفاظ عليه والرغبة فيه
يقول إيزي، وهو مهاجر من سيراليون تناقصت بشدة لقاءاته اليومية البسيطة مع الأشخاص الذين يتصدون مثله للصعاب التي تسببت فيها جائحة كوفيد-19: “حينما تعيش كمهاجر غير نظامي، فإن الاتصال هو أحد المقومات التي تبقيك على قيد الحياة”. وفي ظل هذه الجائحة التي تخيّم على الحياة اليومية للجميع، يواجه المهاجرون مثل إيزي صعوبات بالغة. وهؤلاء المهاجرون المحرومون حتى من ممارسة الأعمال والأنشطة الصغيرة غير مؤهلين للحصول على الاستحقاقات الاجتماعية التي توفر حالة الاستقرار اللازم لمواجهة الجائحة.
وتقول جوكيبيد ميسكويتا من مؤسسة الأصدقاء التي تقدم المساعدة العملية والقانونية المهاجرين غير النظاميين الذين يعيشون في هولندا. “بما أن هؤلاء الأشخاص يعتبرون مهاجرين غير قانونيين، فليس بمقدورهم استئجار منزل، وليس بوسعهم العمل بشكل قانوني، ولا يملكون ضماناً اجتماعياً أو حسابات مصرفية”. وتؤكد أن الوضع ينتهي بالبعض منهم إلى المبيت في الشوارع، خوفاً من تقاسم غرف مع أشخاص قد يكونون مصابين بالمرض. وتقول أيضاً: “يرغب الكثير من الناس في العودة إلى أوطانهم حيث يقيم والدوهم”. وتضيف قائلة: “وهم يؤكدون قائلين “إذا لم يكن من الموت بدّ، فنحن نرغب في الموت مع بعضنا البعض”.
وتمثل هذه القصص تذكرة قوية توكد أن جائحة كوفيد كانت شديدة علينا جميعاً، ولكن وقعها كان كارثياً على المهاجرين. وليس بإمكان هؤلاء المهاجرين في الكثير من الأحيان، حتى في البلدان الأكثر تقدماً، الاستفادة من آليات التصدي الهامة لجائحة كوفيد، من قبيل الرعاية الصحية النفسية أو المساكن المأمونة (لكونهم يتقاسمون الشقق في أغلب الأحيان) أو ظروف العمل (مع اتخاذ تدابير الحماية المناسبة في مجال النظافة الصحية)، وفقاً لتقرير الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر المعنون “Least protected, most affected: Migrants and refugees facing extraordinary risks during the COVID-19 pandemic. ” (الأشخاص الأقل تمتعاً بالحماية والأقل تضرراً: المهاجرون واللاجئون يواجهون مخاطر استثنائية أثناء تفشي جائحة كوفيد-19). وفوق هذا كله، فهم بعيدون عن أحبائهم وأكثر عرضة للتضليل الإعلامي الذي ينشر بلغات قد لا يكون لديهم إلمام كامل بها.
مع ذلك، فهناك الكثير من النقاط المضيئة في خضم هذه التحديات. وقد كافحت كلوديا، المولودة في البرازيل، من أجل العثور على أعمال غير رسمية إلى جانب اضطلاعها برعاية ابنتها ماريا البالغة من العمر أربع سنوات. وقد حصلت الآن على وظيفة دائمة وسجلت ماريا في مدرسة تتعلم فيها اللغة الهولندية. وتقول كلوديا عن ابنتها: “إنها تلعب مع غيرها من الأطفال وتتواصل أكثر فأكثر مع أترابها”.
وبالنسبة إلى إيزي كذلك، فقد عززت التحديات التي يواجهها هو وغيره من المهاجرين رغبته في تقديم ما هو إيجابي للآخرين. ويقول إيزي، الذي يحب تقديم المساعدة في مأوى محلي وتوفير الطعام للمهاجرين غير النظاميين الذين يحتاجون إلى وجبة ساخنة ومكان يحظون فيه بالترحيب: “لقد قضيت فترة طويلة من الوقت هنا ولقيت الدعم من هذا البلد”. ويضيف قائلاً: “ولذلك، فأنا أعتقد أنه يجب عليّ ردّ شيء من الجميل الذي أُسدي إليّ”
كلوديا، من ميناس غيرايس، البرازيل
تعمل كلوديا، المنحدرة من ولاية ميناس غيرايس بالبرازيل، منذ عام كمهاجرة غير نظامية في هولندا. وتقول كلوديا: “أحس بالضيق لأنني أُعتبر هنا شخصاً غير قانوني”. وتضيف قائلة: “ومع ذلك، فقد تمكنت من العثور على عمل وأشعر بأمان أكثر هنا. وبوسعي السير في الشوارع مع ابنتي. ونوعية الحياة التي أستطيع توفيرها لابنتي أفضل من تلك التي كانت متاحة لها في البرازيل. ولذلك، فأنا أشعر بأمان أكبر مما كنت أنعم به في البرازيل، ولكنه أمان غير مكتمل بسبب إقامتي غير القانونية”.
عندما يحلّ المساء، تأخذ كلوديا وابنتها ماريا قسطاً من الراحة على أحد المقاعد في أمستردام. وتقول: “لقد جعلت جائحة كورونا الحياة شاقة بسبب الإغلاق الذي طال الكثير من الأماكن”. وتضيف قائلة: “لا يوجد مكان يمكنني أن أذهب إليه، وأضطر إلى قضاء الكثير من الوقت مع ماريا، وأمضي وقتي في الغرفة الصغيرة التي استأجرتها”.
ترافق كلوديا ماريا في أول يوم دراسي لها في منطقة ديمين الواقعة في ضواحي أمستردام. ويبدأ الأطفال في هولندا الدراسة بعد وقت قصير بعد بلوغهم عامهم الرابع. وتقول كلوديا في هذا الشأن: “أنا سعيدة للغاية الآن بسبب التحاق ماريا بالمدرسة … وأرغب في تعلّم اللغة الهولندية ولكن جائحة كورونا جعلت الأمور أشد تعقيداً بسبب إغلاق الكثير من المدارس. ويتعذر علي، بسبب رعاية ماريا، إيجاد وقت أخصصه للدراسة. وقد يمكنني الآن، بعد التحاقها بالمدرسة، أن أتعلم مستقبلاً اللغة الهولندية في إحدى المدارس”.
تقول كلوديا: “تنعم ماريا الآن بحياة أفضل”. وتردف قائلة: ” تلعب مع غيرها من الأطفال وتتواصل أكثر فأكثر مع أترابها. وهي سعيدة للغاية. وتتحدث طوال الوقت عن مدرستها الجديدة. وتتعلم اللغة الهولندية. وهذه المدرسة رائعة للغاية إذا ما قورنت بمدرسة الحي الذي كنا نقيم فيه بالبرازيل”.
تقول جوكيبيد ميسكويتا من مؤسسة الأصدقاء التي تقدم المساعدة العملية والقانونية المهاجرين غير النظاميين في هولندا: “أصبح الوقت عصيباً منذ ظهور جائحة كوفيد -19 “. وتضيف قائلة: “يرن الهاتف طوال الوقت. ويرغب المهاجرون في الرجوع إلى البرازيل. ويرغبون في العودة إلى أحضان عائلاتهم وأطفالهم. وساعدنا أكثر من 200 شخص على العودة إلى البرازيل. ولقد توقف هؤلاء الأشخاص عن العمل ولم يعد لديهم المال اللازم لدفع الإيجار أو لشراء المواد الغذائية. ويبيت الكثير من الناس في الشوارع ويشعرون بالخوف الشديد. ويصاب الناس بفيروس كورونا ويعيش البعض منهم مع عدد يصل إلى تسعة أشخاص تضمهم غرفة صغيرة. فما هي السبل التي تتيح لهم البقاء على قيد الحياة؟ ويرغب الكثير من الناس في العودة إلى أوطانهم حيث يقيم والدوهم. ويؤكدون قائلين “إذا لم يكن من الموت بدّ، فنحن نرغب في الموت مع بعضنا البعض”.
مهاجر غير موثق من البرازيل يسجل نفسه للحصول على قسيمة غذائية تصرف في أحد المتاجر الكبرى وتوزعها منظمة مؤسسة الأصدقاء في أمستردام. ويقدم هذه القسائم الصليب الأحمر الهولندي من أجل مساعدة المهاجرين الذين مروا بأوقات عصيبة منذ ظهور جائحة كوفيد-19. وتقول مسكيتا: “بما أن هؤلاء الأشخاص يعتبرون مهاجرين غير قانونيين، فليس بمقدورهم استئجار منزل، وليس بوسعهم العمل بشكل قانوني، ولا يملكون ضماناً اجتماعياً أو حسابات مصرفية”. وتضيف قائلة: “وتتمثل الفكرة في أنهم يفدون إلى هنا لمدة عامين، ويكسبون بعض المال ويعودون بعد ذلك إلى البرازيل التي يشترون فيها منزلاً ويعيشون حياة كريمة. ولكن الأمر ينتهي بمعظمهم إلى البقاء في هولندا لمدة خمس أو عشر سنوات، وهم لا يتعلمون اللغة لأنهم منشغلون بالعمل ولا يملكون الوقت اللازم للاندماج في المجتمع المحلي”.
كلوديا في مطبخها وهي تقوم مع صديقة لها بإفراغ أكياس تحتوي على بعض المواد الغذائية التي يمنحها الصليب الأحمر الهولندي. وتقول كلوديا: “يساعد أفراد الجالية البرازيلية المقيمون هنا في هولندا بعضهم البعض كثيراً. وإذا كنتِ امرأة برازيلية لديها طفل، فإنهم يقدمون لكِ المزيد من المساعدة”.
كلوديا وابنتها ماريا وهما تنظران إلى معرض تزييني لعيد الميلاد في واجهة أحد المتاجر في أمستردام. وتقول كلوديا في هذا الشأن: “لا أدري كيف سنحتفل بعيد الميلاد. إنه وقت صعب. وعليّ أن أعثر على مكان جديد للعيش. وقد جرت العادة في البرازيل على أن نحتفل بعيد الميلاد مع العائلة والأصدقاء. ولكن هنا؟ ليس معي سوى ماريا”. وتضيف قائلة: “يتثمل حلمي في كسب بعض المال والعودة بعد ذلك إلى البرازيل وشراء منزل لأسرتي. ولكن إذا أتيحت لي فرصة البقاء هنا بصفة قانونية، فسأفكر في ذلك. ولكن في الوقت الراهن، أرى أن المستقبل هو اليوم الحاضر. وأتعامل مع كل يوم على الحال الذي يأتي فيه”.
إيزي، من سيراليون
بعد انقضاء عشر سنوات على الحرب الأهلية التي اجتاحت خلال تسعينيات القرن الماضي دولة سيراليون الواقعة في غرب إفريقيا، رأى إيزي أنه لم يعد أمامه من خيار سوى مغادرة البلد. وقد تسبب له هذا النزاع في خسائر كبيرة على المستوى الشخصي. ويقول في هذا الصدد: “فقدت والدي وأخي وأختي ثم فقدت أمي في وقت لاحق”. ويضيف قائلاً: “لا يزال لدي بعض الأعمام والأخوال في سيراليون، ولكن من المتعذر معرفة مكان وجودهم بالضبط. لقد مضى على غيابي عن البلد وقت طويل”. وعلى الرغم من عدم البت في الطلب الذي قدمه للحصول على اللجوء في هولندا منذ أكثر من أحد عشر عاماً، فهو على ثقة من أنه سيحصل قريباً على رخصة الإقامة ويرى الآن في هولندا وطناً له.
يقول إيزي: “أشتاق إلى كل شيء في سيراليون”. ويشرح ذلك قائلاً: “الطعام. والجو. والناس. وبالتأكيد فأنا مشتاق إلى كل شيء هناك. بيد أنه سيكون من الصعب للغاية بالنسبة لي العودة إلى وطني لأن آثار الحرب لا تزال قائمة. لقد ولدت هناك. وترعرعت هناك، ويراودني، من حين إلى آخر، هذا الحنين. ولكن عليّ أن أفكر في حالتي الصحية أيضاً، فإذا رجعت إلى بلدي، سأتعرض للإرهاق بسبب هذه العودة. وفي الوقت نفسه، ينتابني الخوف من العودة واسترجاع كل الذكريات مرة أخرى. إنه أمر غير هين”.
حينما تعيش هنا كمهاجر غير نظامي، فإن الاتصال هو أحد المقومات التي تبقيك على قيد الحياة. ويمنحك الالتقاء أصدقاء الطاقة التي تمكنك من أداء الأمور يومياً حينما تستيقظ من النوم. بيد أن ذلك قد توقف الآن بسبب جائحة الكوفيد”.
“أثرت جائحة كوفيد عليّ كثيراً. أولاً، لأنني فقدت بعضاً من الأصدقاء، وهم أشخاص أعرفهم – هولنديون أو أجانب على حد سواء – بسبب هذا المرض. ولكن أيضاً- وهو الأهم في رأيي- بسبب الوضع الذي أصبح من غير الممكن فيه الاتصال بالأصدقاء. فلم تعد الأمور مثلما كانت عليه في السابق. ولم يعد من الممكن الآن السماح لأي كان بالقدوم لزيارتك. ويمثل هذا أحد الأمور التي فقدناها”.
يشتري إيزي وصديقه كيتا القادم من غينيا بعض مكونات الوجبة التي سيعدّها في البيت العالمي (World House)، وهو مركز يتاح فيه للمهاجرين غير النظاميين الحصول على وجبة ساخنة. ويقول إيزي: “يعيش الكثير من الأفارقة في أمستردام ويفد العديد منهم إلى هذا المركز”. ويضيف قائلاً: “هو مكان يلتقي فيه اللاجئون، ويمثل لمعظمهم الأمل الأخير حينما يضطرون إلى مغادرة مخيمات اللجوء. وقد يتعين عليهم الذهاب إلى مكان ما وعادة ما يكون “البيت العالمي” هو المكان الوحيد الذي يمكنهم التوجه إليه. ونتولى هنا إطعامهم ومساعدتهم في العثور على مأوى وفي استئناف إجراءات طلب اللجوء”.
“بمقتضى القانون، لا يجوز لي العمل أو الالتحاق بالجامعة في هولندا لأنني لا أمتلك حتى الآن رخصة للإقامة. ولكنني أحب تقديم المساعدة للآخرين لأنني أعتقد أنه يجب عليّ أيضاً الإسهام في خدمة المجتمع. وأقوم في بعض الأحيان بطهي الطعام للناس في مركز البيت العالمي، وهو مكان يمكن فيه للأشخاص غير الحاملين للوثائق اللازمة تلقي المساعدة والمبيت والحصول على وجبة ساخنة. وأمد أيضاً يد المساعدة أحيانا للصليب الأحمر في إعداد الطرود الغذائية للأشخاص غير الحاملين للوثائق اللازمة والأشخاص الذين لا يحصلون على دخل. وأتعاون أيضاً مع بعض الكنائس، فأقوم بالطبخ ورواية القصص، وأُعلّم رياضة الكيك بوكسينغ، غير أن معظم أنشطة الكنيسة قد توقفت بسبب جائحة الكوفيد”.
“أتلقى الآن دورة في مجال تصميم المواقع الشبكية. وتموّل هذه الدورة منظمة تقدم المساعدة للاجئين. ولطالما راودتني فكرة إنشاء موقع شبكي خاص بي، وإنشاء مواقع شبكية لأشخاص آخرين أيضاً. ولذلك، فقد عملت على اغتنام هذه الفرصة المتاحة وأسعى إلى تجسيدها في الواقع. وأرغب بالفعل في أن أعمل شيئاً من شأنه أن يساهم في خدمة المجتمع لأنني أقيم هنا منذ فترة طويلة وتلقيت الدعم من هذا البلد، ولذلك فأنا أعتقد أنه يتعين علي رد شيء من الجميل الذي أُسدي إليّ”.
--
تم إنتاج هذه القصة ونشرها في الأصل من قبل مجلّة الصليب الأحمر والهلال الأحمر. للتعرف على المجلة وقراءة المزيد من القصص مثل هذه، انقروا هنا.
من الماعز إلى متذوقي الأطعمة
قضت مالمارني تومي توندي معظم طفولتها في المطبخ بجانب جدتها، وتعلمت فن الطبخ المحلي واطلعت على المكونات التي يعرف السكان القاطنون في هذا الجزء الذي تعيش فيه من شمال شرق هنغاريا كيف يعثرون عليها في بيئاتها الطبيعية، أو كيف يزرعونها في الأرض الخصبة التي تميز منطقتهم. وقد كان جميع الناس يملكون في ذلك الوقت حديقة وبعض الأغنام وقليلاً من رؤوس الماعز.
ولكن الموجات المتتالية من الاضطرابات الاقتصادية والاجتماعية غيرت كل ذلك وأصبح الكثير من الناس عاطلين عن العمل وبعيدين عن خدمة الأرض. وهُجرت العديد من الطرق القديمة لتحضير الأطعمة الشهية من النباتات والحيوانات المحلية في ظل عالم أصبحت فيه الأغذية الرئيسية التي يمكن لهم الحصول عليها تتمثل في السلع الصناعية التي تنتج على نطاق واسع.
ولا غرابة في أن هذه المرأة المفعمة بالنشاط والحيوية – وهي عنصر فعال في خدمة قضايا الخير في مجتمعها المحلي – لم يدُر قطّ في خُلدها أنها ستساهم في نهاية المطاف، بوصفها خبيرة في صناعة الأجبان، في إحياء بعض المأكولات التقليدية التي كانت منتشرة في منطقتها.
وتقول توندي: ” أحببت الجبن على الدوام”. وتضيف قائلة: “لكنني لم أحلم يوماً بصنعه”.
ومع ذلك، فالسيدة توندي مرشدة اجتماعية وليست طاهية. وقد عُرفت، في إطار عملها في الصليب الأحمر، بتنظيم حملات التبرع بالدم وغيرها من المبادرات الرامية إلى مساعدة الأشخاص الأكثر تضرراً من التغيرات التي طرأت على الاقتصاد المحلي.
إعداد نهج جديد
غير أن الصليب الأحمر الهنغاري قد شرع بعد ذلك في إعداد خطة ستؤدي إلى تغيير مسار حياة توندي، وتساهم أيضاً في الوقت ذاته في تغيير حياة الكثير من الأشخاص القاطنين في المنطقة والذين مروا بفترات عصيبة.
وتمحورت الفكرة حول إنشاء مؤسسة اجتماعية مستدامة تدرّ دخلاً كافياً يتيح للمهمشين (من ذوي الإعاقات العقلية أو البدنية، أو الأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية، أو أفراد الأقليات الإثنية) فرصة لتعلم مهارات جديدة وكسب دخل ثابت والعثور على مكان ينتسبون إليه.
وكان المنتج الذي استقر عليه رأي الصليب الأحمر الهنغاري هو جبن الماعز الذي سيُنتج في مصنع صغير يحصل على الحليب من مزرعة صغيرة وقريبة لتربية الماعز. وبدت هذه الفكرة في البداية، بالنسبة لبعض سكان المنطقة، فكرة راديكالية للغاية.
وأوضحت توندي قائلة: “هذه أول مزرعة ماعز هنا في ميزوكسو“. وتضيف قائلة: “لقد تفاجأ الناس هنا، بل اندهشوا أكثر لأن الصليب الأحمر يقوم بشيء كهذا. فالصليب الأحمر معروف هنا أساساً بحملات التبرع بالدم”.
وانطلق مصنع الجبن والمزرعة في العمل بتمويل من الحكومة الهنغارية والاتحاد الأوروبي والصليب الأحمر الهنغاري، وبعد الجهد الذي بذله موظفو الصليب الأحمر، من الفرع المحلي إلى بودابست، على مدى أيام طويلة، أطلقت رسمياً العلامة التجارية الجديدة للجبن في أبريل 2019.
وقد أتت الفكرة من موظفي الصليب الأحمر الذين أرادوا استكشاف نُهج جديدة للعمل الإنساني الذي تستحدث في إطاره مؤسسة من المؤسسات الاجتماعية طريقة مستدامة لمساعدة السكان المحرومين القاطنين في المنطقة على إيجاد سبل لكسب الرزق على المدى الطويل عوض الاكتفاء بتقديم المواد الغذائية أو أنواع أخرى من الهبات.
وفي الوقت نفسه، سيُتيح نموذج الأعمال التجارية الجديد هذا لمستهلكي الأطعمة من ذوي الوعي الاجتماعي طريقة لربط المأكولات الذي يحبونها بالأشياء التي يهتمون بها والتي تتمثل في المحافظة على التقاليد الغذائية المحلية، والاستدامة البيئية، وأعمال الخير والتضامن، وأخيراً وليس آخراً، الأطعمة الشهية والصحية المستلذة (تصنع جميع أجبان المزرعة من مواد خالية من المواد الحافظة والنكهات الاصطناعية).
وفي نهاية المطاف، لم تحظ مزرعة الماعز بالقبول فحسب، بل انطلقت في العمل أيضاً. ووجدت علامة الصليب الأحمر التجارية لجبن “Kis-Hortobágy Major“، التي أُطلقت في أبريل 2019، مكانها بالفعل على الرفوف في الأسواق الواقعة في بلدة ميزوكسو وانتهاءً بأسواق بودابست.
احتراف مهنة صناعة الجبن
يقول نوربي، وهو أحد عمال المزرعة الذي يتراوح نطاق مهامه اليومية من تغذية الدجاج إلى حلب الماعز أو تعهد الحديقة: “لم أعمل قبل اليوم في مزرعة من المزارع، ولكنني أحب هذا العمل”.
وتفيد إحدى العاملات في مصنع الجبن بأنها اكتسبت أيضاً مجموعة متنوعة من المهارات الجديدة. وتقول في هذا الشأن: “لقد تعلمت طرق إنتاج الجبن، ولم أكن أعرف شيئاً عن ذلك من قبل”.
وبالإضافة إلى ما تقوم به مؤسسة “Kis-Hortobágy Major” من توفير للوظائف لأشخاص هم في أمس الحاجة إليها، فهي تؤدي دورها في إطار حركة متنامية تحتفي بالمنتجات الحرفية المصنعة محلياً باعتبارها جزءاً رئيسياً من عملية تسعى إلى إيجاد حلول لطائفة متنوعة من التحديات الاجتماعية والبيئية.
ولكن الأمر أكبر من ذلك بالنسبة للعديد من العمال.
ويقول أحد عمال المزرعة: “بالنسبة لي، لا تمثل المزرعة مجرد مكان عمل، بل هي أشبه ما تكون بالوسط العائلي”.
وتصدر نفحات هذه الروح العائلية خلال فترة تناول الوجبات التي يجلس خلالها أعضاء الفريق سوياً لتقاسم ثمار جهدهم. ويشكل استخدام جبن ماعز المزرعة في تحضير الوجبات أمراً طبيعياً حيث يستخدم هذا الجبن في إعداد مجموعة واسعة من الأطباق الإقليمية، بدءاً من السلطات وانتهاءً بالمعجنات وأطباق اللحوم.
ولكن مواهب توندي لا تشكل لوحدها سبب النجاح الذي حققته هذه المؤسسة الاجتماعية، بل إن حنانها الطبيعي وخبرتها كمرشدة اجتماعية هما اللذان جعلا من هذه المؤسسة مكان عمل متميز.
ويقول أحد عمال مصنع الجبن: “لا أعتبرها رئيستي”. ويردف قائلاً: “بالأحرى، فأنا أرى فيها صديقة. ويسرني جداً العمل معها. فهي تنصت إلي وتساعدني في جميع مناحي الحياة”.
الوصفة: كعكة جبن بجبن الماعز والتوت الأزرق
--
تم إنتاج هذه القصة ونشرها في الأصل من قبل مجلّة الصليب الأحمر والهلال الأحمر. للتعرف على المجلة وقراءة المزيد من القصص مثل هذه، انقروا هنا.
“إذا روى لي أحد من الناس هذه القصة، فلن أصدقها”
على مدار أشهر عدّة من عام 2018، عُرف القنطار في الأخبار المتداولة بـ “رجل المطار”، وذلك بعد أن تقطعت به السبل في مطار كوالالمبور لمدة 7 أشهر.
وقد بدأت قصته في عام 2011 عندما اندلع النزاع في سورية، وكان يعيش حينها في الإمارات العربية المتحدة. ولم تكن له رغبة في العودة إلى بلده – بسبب الحرب الأهلية القائمة واحتمال تجنيده في صفوف الجيش – فبقي في الإمارات العربية المتحدة إلى أن انتهت صلاحية تأشيرته. وانتهى به المطاف في ماليزيا التي رُحّل إليها، فسعى إلى الحصول على حق اللجوء في العديد من البلدان، بما فيها كندا.
وفي هذه الأثناء، ظل ينتظر في المطار. وطال انتظاره.
وكان ينام على كراسي المطار وفي زاوية صغيرة تحت أحد السلالم المتحركة. وأقام خلال هذه الفترة صداقات مع عمال النظافة الذين كانوا يقدمون له الطعام والقهوة (توجد المقاهي في قسم من أقسام المطار التي لا يمكنه الدخول إليها).
وكانت حالة الملل والإعلانات المستمرة عن هبوط الطائرات وإقلاعها رفيقاً دائماً لحسن في حين كانت أيامه تمر ببطء. وقد فاتته أحداث عائلية هامة، مثل حفل زفاف شقيقه الذي تابعه عبر خدمة سكايب..
وفي ظل ما كان يشعر به من يأس وإحباط، لجأ إلى وسائل الإعلام الاجتماعية، وسرعان ما أصبح ظاهرة في شبكة الإنترنت والإعلام. وأشارت إليه التقارير الإخبارية واعتبرته نسخة واقعية من شخصية توم هانكس في فيلم “المحطة”.
وأوضح حسن قائلاً: “الأشياء الصغيرة – الاستحمام، وغسل الملابس، وتناول الأدوية – هي أشياء تفعلها دائماً ولكنها تصبح فجأة مستحيلة”.
ويضيف قائلاً: “أتذكر اليوم 122. لقد ساورني حينها شعور غريب. ولم أتمكن من تفسيره حتى رأيت شخصاً يفتح باباً يفضي إلى الخارج. كانت هذه هي المرة الأولى التي أشم فيها رائحة الهواء النقي منذ 120 يومًا”.
وأخيرًا، كللت الجهود التي بذلتها مجموعة خاصة من المواطنين الكنديين للحصول على طلب إقامة لحسن بالنجاح في نوفمبر 2018، واستقل إثرها طائرة حملته إلى كولومبيا البريطانية. وكانت كندا أول بلد في العالم يعرض برنامجاً للرعاية الخاصة يسمح لخمسة كنديين أو مقيمين دائمين في كندا بتقديم الرعاية الجماعية للاجئين. ويقول حسن في هذا الصدد: “يشارك الأفراد العاديون مشاركة مباشرة في إنقاذ الأرواح”. ويضيف قائلاً: “إذا لم تكن هذه هي البطولة، فما هي البطولة إذن؟”.
من النسيان إلى الإدماج
كانت تجربة حسن في المطار مجرد مثال واحد على المتاهة القانونية الذي كثيراً ما يجد اللاجئون أنفسهم فيها، فيصبحون عالقين على الحدود، وغير قادرين على المضي قدماً أو على الرجوع إلى الوراء أثناء سعيهم إلى تقديم طلبات اللجوء وترقب بعض بوادر الأمل.
واليوم، تعرض قصة حسن مثالاً لما يمكن أن يحدث حينما يُمنح اللاجئون الفرصة التي تتيح لهم بناء حياتهم من جديد ورد الجميل لمجتمعاتهم المحلية الجديدة. وفي حالة حسن، تجسد جزء من هذا العرفان في ارتداء السترة الحمراء المعروفة التي يلبسها متطوعو الصليب الأحمر الكندي وموظفوه.
واسترشاداً بالعمل الذي تضطلع به الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر في سورية وفي العديد من مناطق النزاعات والطوارئ الأخرى عبر العالم، قرر حسن مساعدة الآخرين في الوقت الذي كان فيه البلد الذي تبنّاه يعمل على التصدي لجائحة كوفيد-19 التي ما فتئت تتفاقم.
ويقول في هذا الشأن “كان العمل مع الصليب الأحمر حلماً، وها هو يتحقق الآن”. ويردف قائلاً: “إنها طريقتي في رد الجميل للمجتمع الذي قبلني ومنحني فرصة العيش بين ظهرانيه. وهي الطريقة التي أبين بها للكنديين أنهم لم يكونوا مخطئين حينما أعطوني هذه الفرصة”.
“خائف من خطر النسيان”
ومع ذلك، فالحياة ليست سهلة دائماً بالنسبة للاجئ الذي يقيم في الجانب الآخر من العالم بعيداً عن عائلته. ويوضح حسن ذلك قائلاً: “إنه قدري وقدر كل لاجئ كُتب له أن يعيش بين عالمين”.
والأشياء الصغيرة – رائحة القهوة أو المطر المنعش الذي يسقط في شارع شديد الحرارة – هي الأشياء التي تذكره بأهله في سوريا التي تمتلك فيها عائلته مزرعة صغيرة. ويقول حسن، وهو بصدد تحضير قهوة على الطريقة السورية في شقته الواقعة في مدينة فانكوفر: “أخشى أن أتعرض لخطر النسيان”. ويضيف قائلاً: “لم أر أمي وإخوتي منذ 12 عاماً. ولا أريد أن أفقد الاتصال بهم”.
“ماذا يعني أن تكون سورياً؟”
تتمثل مهمة حسن الآن في مساعدة عائلته واللاجئين الآخرين في الحصول على شعور مماثل بالأمان. وهو يعمل مع مجموعة تساعد في تقديم الرعاية للاجئين الآخرين ويواصل نشر آرائه على وسائل التواصل الاجتماعي لزيادة الوعي بمحنة اللاجئين. وقد أصدر في هذا الشأن كتاباً بعنوان “رجل في المطار” (Man @ The Airport).
يقول: “أرغب أن يفهم العالم الغربي مسألة [اللاجئين السوريين] بشكل أعمق”. ويضيف قائلاً: “وذلك لتقريب الفجوة القائمة بين ثقافتينا. وماذا يعني أن تكون سورياً؟ هل يعني أن تكون عاجزا؟ أم هل يعني أن تكون بلا صوت؟”.
ولكن حسن متفائل. ويقول إن من المفارقات أن القيود المفروضة بسبب جائحة كوفيد-19 قد ساعدت الكثير من الناس على فهم محنة اللاجئين فهماً أفضل. ويوضح ذلك قائلاً: “أثناء انتشار الجائحة وما نجم عنها من إغلاق لجميع الحدود، يمكن أن يبدأ الناس في فهم ما يعاني منه اللاجئون بشكل دائم، حينما تصبح جميع المطارات مناطق ممنوعة، وتصبح جميع جوازات سفرنا، بغض النظر عن لونها، متساوية من حيث انعدام الفائدة. ولا يزال الوضع على ما هو عليه بالنسبة لمعظم اللاجئين في العالم اليوم”.
--
تم إنتاج هذه القصة ونشرها في الأصل من قبل مجلّة الصليب الأحمر والهلال الأحمر. للتعرف على المجلة وقراءة المزيد من القصص مثل هذه، انقروا هنا.
مختبئة من الرصاص في خزان مياه: امرأة كينية هربت من السودان تشاركنا قصتها
"سمعت الرصاص في الخارج عندما كنت أقوم بالتنظيف. أخبرني مديري أن الحرب قد بدأت."
هذه هي كلمات تيريزا*، وهي شابة من كينيا وافقت بشجاعة على مشاركة قصتها معي حول الفرار من الصراع في السودان. خوفًا على سلامتها، طلبت مني عدم نشر صورتها.
كانت تيريزا قد بدأت لتوها العمل كعاملة منزلية مع خمس شابات أخريات في منزل كبير في العاصمة السودانية، الخرطوم، عندما اندلع القتال.
"كنت جديدة في السودان. غادر مدراءي إلى مصر وبقيت مع خمس فتيات وثلاثة رجال أمن. انقطعت الكهرباء ولم يكن هناك مياه وكان الجو حاراً جداً."
وتقول تيريزا أن اللصوص دخلوا المنزل، وقيّدوا رجال الأمن وبدأوا في البحث عنها وعن زملائها.
"ذهبنا واختبأنا في الطابق العلوي من المنزل حيث كان هناك خزان مياه. حطّم اللصوص الأبواب وأخذوا الذهب والمال وكل شيء في المنزل. حتى جواز سفري."
"صعدوا إلى الطابق العلوي ونظروا حولهم. لقد كنا قد تركنا هاتفًا وابريقاً من الشاي، وقالوا "الفتيات في الجوار وتناولن الشاي هنا."
كنت داخل خزان المياه. أطلقوا الرصاص لكي نخرج، لكننا بقينا في مكاننا. بقينا صامتات في خزان الماء حتى غادروا."
فرّت تيريزا وزميلاتها من المنزل بعد عدة أيام عندما جاءت مجموعة أخرى من الرجال الذين استقروا هناك.
"تركت كل شيء في ذلك المنزل. الطريق لم يكن آمناً. كانت القنابل في كل مكان. كانوا يطلقون النار، ولم أهتم [إذا مت]. [...] ذهبت إلى سفارتي. مكثت هناك ثم نقلوني إلى كينيا."
تيريزا هي واحدة من 44 شخصًا التقيت بهم في مطار نيروبي وتمكنوا من نقلهم من الصراع في السودان إلى برّ الأمان.
دخلوا عبر بوابات المطار في أزواج ومجموعات صغيرة، وانهاروا على الكراسي التي وُضعت لهم من قبل متطوعي الصليب الأحمر الكيني. "كاريبو"، والتي تترجم الى "على الرحب والسعة"، كانت من بين الكلمات الأولى التي سمعوها.
كانت المجموعة مكونة في الغالب من النساء - تم إعطاء الأولوية لإجلائهم بسبب زيادة مخاطر العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي. لقد جاءوا من بلدان مختلفة وكانوا جميعًا في السودان للعمل أو الدراسة.
أخبرتني أليكسينا، أخصائية اجتماعية ومتطوعة في الصليب الأحمر الكيني، أن معظم النساء وبعض الرجال الذين ساعدَتهم قد نجوا من العنف الجنسي. لقد رحّبت بالعديد من المجموعات، وهناك قصص تشبه قصة تيريزا بشكل صادم. غالبًا ما يفر الناس بعجلة، أو يتعرضون للسرقة اثناء تنقلهم، مما يعني أنهم لا يحملون عادةً أي جوازات سفر أو أموال أو ممتلكات عند وصولهم إلى نيروبي.
عند وصولهم، يقوم الأشخاص الذين تم إجلاؤهم بالتسجيل أولاً لدى متطوعي الصليب الأحمر الكيني الذين يأخذون بياناتهم لمساعدتهم في إعادة التواصل مع أحبائهم. ثم يؤخذون إلى خيمة حيث يمكنهم إجراء محادثات هادئة مع عاملين مدربين في مجال الصحة النفسية.
داخل الخيمة، يجلس المتطوعون، من ضمنهم اخصائيين نفسيين وأخصائي اجتماعي، في دوائر صغيرة تشمل الأشخاص الذين تم إجلاؤهم، حيث يشاركون قصص حول ما مروا به. يمنح هذا الدعم النفسي-الاجتماعي المبكر للأشخاص الذين مروا بمواقف صادمة فرصة للبدء في معالجة ما حدث.
بعد ذلك، هناك طاولة للشرطة لمساعدتهم في اثبات هويتهم. ثم هناك منطقة ترحيب مريحة حيث يستمتع الناس بالطعام والمشروبات، ومحطة إسعافات أولية مزودة بمستلزمات طبية ومستلزمات النظافة. يمكن للأشخاص استخدام الهاتف بشكل مجاني، ويدير الصليب الأحمر الكيني خدمة النقل بالحافلات لنقل الأشخاص إلى أماكن إقامة مجانية.
تقول تيريزا: "أنا سعيدة جدًا بالعودة إلى كينيا الآن [...] عندما كانوا يبحثون عني وكنت داخل خزان المياه، ظننت أنه يوم موتي".
بعد سرد قصتها، تبدو تيريزا مخدرة ومرهقة. وجدت صعوبة في العثور على الكلمات المناسبة عندما حان الوقت لنودع بعض. صعدَت تيريزا إلى إحدى الحافلات، وهي تحمل حقيبتها الوحيدة، ، بينما أنا كنت أفكر في ما كان يجب أن أقوله: "انني في حالة ذهول من قدرتك على الصمود يا تيريزا".
--
يقدر أن تسعة ملايين شخص قد تضرروا من الصراع في السودان. نزح حوالي 1.2 مليون شخص داخليًا وفر ما يقرب من نصف مليون شخص إلى البلدان المجاورة.
أطلق الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر نداءين طارئين استجابةً لهذه الأزمة: الأول لدعم جمعية الهلال الأحمر السوداني لمساعدة الناس داخل السودان، والثاني لدعم الجمعيات الوطنية في ستة بلدان مجاورة للترحيب بالفارين من الصراع.
لمساعدة أشخاص مثل تيريزا، يرجى التبرع للنداءين من خلال الروابط أعلاه.
--
*تم تغيير الاسم بهدف حماية هويتها.
بيان الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في مؤتمر التعهدات رفيع المستوى للسودان والمنطقة
أصحاب السعادة، الممثلين الكرام، السيدات والسادة.
يعمل الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر عن كثب مع جمعية الهلال الأحمر السوداني بالتنسيق الوثيق مع شركاء الحركة الآخرين قبل اندلاع هذا النزاع وبعده.
جمعية الهلال الأحمر السوداني هي أكبر مستجيب إنساني في البلاد. بفضل أكثر من 40,000 متطوع مدرّب، أصبح بإمكانها الوصول والعمل في الولايات الثماني عشرة ولدى طرفي النزاع لتقديم المساعدات المنقذة للحياة لأكثر من 100,000 شخص.
أطلق الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر نداءات طارئة لتوسيع نطاق الاستجابة لدعم الهلال الأحمر السوداني والجمعيات الوطنية في البلدان المجاورة لتقديم مساعدة كريمة وآمنة للأشخاص المتنقلين.
أصحاب السعادة - أدعو اليوم المجتمع الدولي إلى التعهد بالالتزامات التالية:
أولاً - ضمان الحماية: يدعو الاتحاد الدولي جميع أطراف النزاع إلى اتخاذ جميع الاحتياطات لتجنب إصابة المدنيين وفقدان الأرواح، وضمان حماية البنية التحتية المدنية الأساسية.
كان بيان جدة الذي وقعه أطراف النزاع خطوة مهمة، ولكن يتعين القيام بأكثر من ذلك بكثير من أجل ضمان تجنب وفاة المدنيين والعاملين في المجال الإنساني.
ثانيًا - ضمان الوصول: يجب أن يكون لدى جمعية الهلال الأحمر السوداني وغيرهم من المستجيبين الأوائل مساحة إنسانية للقيام بعملهم المنقذ للحياة.
يعرب الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر عن قلقه العميق بشأن التقارير عن زيادة حالات العنف التي تؤثر على المدنيين والتقارير عن تزايد حالات العنف الجنسي والعنف القائم على نوع الاجتماعي.
ثالثًا - ضمان الموارد: نحث قادة العالم، ولا سيما الجهات المانحة الموقعة على الصفقة الكبرى، على زيادة تمويلها بشكل عاجل حتى يكون لدى المنظمات المحلية - بما في ذلك جمعية الهلال الأحمر السوداني التي تقود الاستجابة على الأرض ولديها القدرة على الوصول المباشر إلى السكان المتضررين - الموارد الكافية لإنقاذ الأرواح.
إن الشعب السوداني بحاجة إلى دعمنا اليوم وفي الأسابيع والأشهر القادمة بحيث أن حياتهم على المحك. لا يمكن للعالم أن يستمر في إشاحة نظره.
شكرًا لكم.
تحالف الإستثمار في الجمعيات الوطنية: جولة تقديم الطلبات لعام 2023 الآن مفتوحة
إن الجولة الخامسة من تقديم الطلبات لتحالف الإستثمار في الجمعيات الوطنية باتت مفتوحة الآن.
تحالف الإستثمار في الجمعيات الوطنية (NSIA) هو آلية التمويل المجمّع، يديرها الإتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر واللجنة الدولية للصليب الأحمر بشكل مشترك.
يوفر تحالف الإستثمار في الجمعيات الوطنية تمويلًا مرنًا متعدد السنوات لدعم تنمية جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على المدى الطويل، خصوصاً الجمعيات الموجودة في بلدان حيث فيها حالات الطوارئ معقّدة والأزمات ممتدّة، وذلك كي يتمكنوا من زيادة فعالية وتحسين مدى وصول خدماتهم الإنسانية.
يمكن للتحالف أن يمنح ما يصل إلى مليون فرنك سويسري من التمويل المُعجّل لأي جمعية وطنية على مدى 5 سنوات. بالإضافة إلى ذلك، يقدم التحالف مِنح الجسر (منح قصيرة الأجل) تصل قيمتها إلى 50,000 فرنك سويسري، على مدى 12 شهرًا، بشأنها أن تساعد الجمعيات الوطنية على تمهيد الطريق للإستثمار المستقبلي من التحالف أو من أي طرف آخر.
كيفية تقديم الطلبات
يمكن للجمعيات الوطنية المهتمةتقديم الطلب من خلال هذه الاستمارة، حيث يمكنكم ايجاد كافة المستندات المتعلقة بتقديم الطلبات.
الموعد النهائي لتقديم الطلبات هو منتصف ليل الثلاثاء 11 يوليو/تموز 2023. يرجى التواصل مع مكتب تحالف الإستثمار في الجمعيات الوطنية إذا كان لديكم أي أسئلة: [email protected].
مزيد من المعلومات
يرجى زيارة الصفحة المخصصة لتحالف الإستثمار في الجمعيات الوطنية (NSIA) للحصول على مزيد من المعلومات حول كيفية عمل NSIA وكيفية تمويله وإعلانات التمويل السابقة.
يمكنكم أيضًا الضغط هنا لمعرفة المزيد حول عملنا في دعم تطوير الجمعيات الوطنية.
اليوم العالمي للصليب الأحمر والهلال الأحمر 2023
السيد هنري قدّم الرعاية للجرحى في سولفرينو، والسيدة هيلدا ساعدت ضحايا الإعصار في بورت فيلا، والسيد محمد رصد الحالة التغذوية للنزلاء في سجن بيدوا، والسيدة يوليما علّمت الإسعافات الأولية للأشخاص ذوي الإعاقة في ماراكاي، والسيدة لونا أنقذت المهاجرين على شاطئ سبتة – فهؤلاء، مثل العديد من متطوعي الصليب الأحمر والهلال الأحمر في جميع أنحاء العالم، قدّموا الرعاية ويد الإحسان وغيّروا حياة الأشخاص الأكثر استضعافاً بروح إنسانية. #من القلب
واليوم، بمناسبة اليوم العالمي للصليب الأحمر والهلال الأحمر، نحتفل بإرث هنري دونان - الذي أفضت رؤيته إلى إنشاء الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر - والعدد الذي لا يُحصى من المتطوعين الذين جاءوا من بعده. وكان التزامهم الراسخ وتفانيهم المثالي في تقديم المساعدة لأي شخص يحتاج إليها في كل مكان، والتمسك بمبادئنا الأساسية في جميع الأوقات، محط إعجاب في جميع أنحاء العالم - سواء عند الاستجابة للأخطار الطبيعية أو أزمات المناخ أو النزاعات أو الطوارئ الصحية أو النزوح أو الهجرة.
ومع ذلك، فإننا نواجه تحديات هائلة في تنفيذ عملنا الإنساني في عالم تكتنفه أوجه عدم اليقين والعديد من الأزمات المعقّدة والمتعددة الأبعاد.
ويتحوّل الاهتمام الدولي بعيداً عن الأزمات طويلة الأمد وقليلة الظهور، ويُفتقر إلى الموارد اللازمة لضمان استمرارية تقديم المساعدة لمن هم في أمس الحاجة إليها واستدامة العمل المحلي للمنظمات الإنسانية والعاملين الأقرب إلى المجتمعات المتضررة.
وتتضاعف الأخطار الطبيعية والكوارث المناخية وحالات الطوارئ الصحية وتبلغ حجماً لم يسبق له مثيل.
وكثيراً ما تتجاهل الأطراف المشاركة في النزاعات المسلحة وأعمال العنف بعض أبسط قواعد القانون الإنساني وتعيق وصول المنظمات الإنسانية المحايدة وغير المتحيزة إلى الأشخاص المستضعفين – أي الوصول الذي ينبغي أن يكون حراً وآمناً. وفي حين يوجد من يعترض على المبادئ الإنسانية، فإن العمل الإنساني القائم على المبادئ لا يزال على القدر نفسه من الأهمية البالغة.
وتحتلّ أسرة الصليب الأحمر والهلال الأحمر مرتبة الصدارة في المساعدات الإنسانية وتضمن الحماية لمن هم في أمس الحاجة إليها. ويشهد العالم باطراد مدى فعالية حركتنا في معالجة الأزمات المتداخلة وتقديم المساعدة الإنسانية القائمة على المبادئ. وتكمن قوتنا في وحدتنا وعزمنا على التمسّك بالمثل العليا للعمل الإنساني المحايد وغير المتحيّز والمستقل، والتزامنا بالقضية الإنسانية.
واليوم، نحتفل بملايين المتطوعين والموظفين في الصليب الأحمر والهلال الأحمر من جميع أنحاء العالم، الذين يمضون قدماً كل يوم في بلدانهم ومناطقهم ومجتمعاتهم بالعزم الذي أبداه السيد هنري دونان على منح الأمل والكرامة، في خضم حالة اليأس التي يكابدها الأشخاص الذين يعيشون أوضاعاً هشة، دون تمييز أو تفكير في الفائدة الشخصية.
ونتمنى للجميع يوماً عالمياً سعيداً للصليب الأحمر والهلال الأحمر! #من القلب
--
ميريانا سبولياريتش، رئيسة اللجنة الدولية
مرسيدس بابيه، رئيسة اللجنة الدائمة
فرانشيسكو روكا، رئيس الاتحاد الدولي
بعد عام على النزاع في أوكرانيا: 7 أشياء يجب معرفتها عن الأزمة الإنسانية المتواصلة
1. لا يزال ملايين اللاجئين يتأقلمون مع الحياة في بلد جديد
منذ 24 فبراير/شباط 2022، فرّ أكثر من 8 ملايين شخص من أوكرانيا بحثًا عن الأمان في الخارج. بعد أن اجبروا على ترك كل شيء ورائهم، وعدم قدرتهم على العودة بأمان إلى منازلهم، ما زالوا يحاولون التكيّف مع "حياتهم الطبيعية" الجديدة.
كانت سنة من الخوف، والحزن، وعدم اليقين، والانفصال عن الأصدقاء والعائلة، والقلق بشأن الأشخاص والمنازل التي تُركت خلفهم.
خلال الـ 12 شهرًا الماضية، عمل الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، جنبًا إلى جنب مع 58 جمعية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، في أوكرانيا والدول المجاورة لتقديم المساعدات الأساسية للأشخاص الفارين من البلاد - بما في ذلك النساء والأطفال وكبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة - ومساعدتهم على الاندماج في مجتمعاتهم الجديدة.
2. لا يزال الملايين من النازحين داخلياً في أوكرانيا بحاجة إلى المساعدات الأساسية
لا يزال نزوح أكثر من 5.3 مليون شخص داخل أوكرانيا يمثل أزمة إنسانية هائلة. هرب العديد من هؤلاء الأشخاص من منازلهم بالملابس التي كانوا يرتدونها فقط، وما زالوا يقيمون مع الأقارب أو العائلات المضيفة، في ملاجئ جماعية أو شقق مستأجرة.
تعمل شبكة الاتحاد الدولي مع جمعية الصليب الأحمر الأوكراني منذ بداية النزاع، وتقدم مواد الإغاثة الأساسية لمن يحتاجها.
على الرغم من أن الصدمة الأولية للنزوح قد خفت حدتها، إلا أن الحاجة إلى الدعم والمساعدة المتواصلة لا تزال ضرورية.
3. عاد بعض الناس إلى ديارهم، لكن إعادة بناء حياتهم تمثل تحديًا هائلاً
على الرغم من استمرار القتال، اختار أكثر من 5.5 مليون شخص العودة إلى ديارهم - سواء من الخارج أو داخل أوكرانيا، لكن العديد من المنازل تضررت أو دُمرت، وتكلفة إعادة بنائها أو إصلاحها باهظة، ولا تستطيع العديد من العائلات ببساطة تحمل تكلفة المواد أو العمالة اللازمة لجعل منازلهم صالحة للسكن مرة أخرى.
يقدم أعضاء الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر دعمًا أساسياً للناس في أوكرانيا، بما في ذلك المساعدة في دفع الإيجار وفواتير الخدمات، وتجديد المراكز الجماعية التي تستضيف النازحين إضافة الى المساكن الفردية، وتوفير مواد البناء لترميم المنازل. ومع ذلك، لا يزال الكثير من الناس يعانون، لا سيما أولئك الذين يعيشون في مناطق الخطوط الأمامية.
4. لا يزال هناك أثر كبير على الصحة النفسية
كان للنزاع تأثير مدمر على الصحة النفسية للأشخاص داخل وخارج البلاد.
فقد الكثيرون أحباءهم ومنازلهم وسبل عيشهم. تم تهجير الناس - بمن فيهم الأطفال - من مجتمعاتهم. إن حالة عدم اليقين وعدم الاستقرار على المدى الطويل تشكل عبء كبير على الكثير من الناس.
قدمت الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر الدعم النفسي لأكثر من 328,000 شخص في العام الماضي. صحيح أنه إنجاز مهم، ولكن لا يزال هناك الكثير من الأشخاص الذين يحتاجون إلى أذن مستمعة ودعم متخصص لصحتهم النفسية.
5. إن الوصول إلى الخدمات الطبية محدود بالنسبة للكثيرين
أبلغت منظمة الصحة العالمية (WHO) عن وقوع أكثر من 700 هجمة استهدفت المرافق الصحية في أوكرانيا منذ فبراير 2022. وقد دُمرت العديد من المستشفيات والمرافق الطبية أو تعرضت لأضرار جسيمة، مما أعاق أو منع وصول الناس - خصوصاً أولئك الذين يعيشون بالقرب من الخطوط الأمامية - إلى الخدمات الطبية وهم في أمس الحاجة إليها.
تواصل الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر توفير الأدوية الأساسية والمعدات الطبية للمرافق الصحية في جميع أنحاء أوكرانيا. أطلقنا معًا ما يقرب من 100 وحدة طبية متنقلة، لتوفير الرعاية الطبية للأشخاص الذين يعيشون في مناطق يصعب الوصول إليها في جميع أنحاء البلاد.
يمول الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر مركزًا صحيًا في مدينة أوزهورود، يديره الصليب الأحمر الأوكراني، والذي يوفر خدمات الرعاية الصحية الأساسية للأشخاص الضعفاء والنازحين داخليًا. ويساعد التمويل من نداء الطوارئ أيضًا الصليب الأحمر الأوكراني على تقديم خدمات الرعاية المنزلية وإعادة التأهيل لكبار السن وذوي الإعاقة وقدامى المحاربين الجرحى.
6. البنية التحتية المخصصة للطاقة في البلاد تضررت بشدة
في حين أن موسم البرد قد انتهى الآن، وعاد توفير الطاقة الكهربائية في أوكرانيا إلى حد ما، إلا أن المؤسسات الاجتماعية والصحية في جميع أنحاء أوكرانيا لا تزال تواجه خطر انقطاع التيار الكهربائي المتكرر. غالبًا ما تعاني هذه المرافق، ولا سيما تلك الموجودة في مناطق الخطوط الأمامية، من انقطاع التيار الكهربائي، مما يحرم السكان المحليين من الخدمات الأساسية.
وقد قام الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر بتسليم 130 مولداً عالي الطاقة لأوكرانيا خلال الشتاء الماضي. ومع ذلك، لا تزال البلاد بحاجة إلى مزيد من الدعم لضمان تقديم الخدمات العامة الأساسية لملايين الأشخاص المتضررين جراء النزاع.
7. تأثر اقتصاد البلد بشدة
في عام 2022، شهدت أوكرانيا انخفاضًا مذهلاً بنسبة 35% في الناتج المحلي الإجمالي، ومعدل تضخم سنوي صادم بنسبة 30%. هذا يعني أن العائلات في جميع أنحاء البلاد تعاني بسبب ارتفاع أسعار الغذاء والإيجار. استنفدت كافة المدخرات تقريباً لدى العديد من الأسر، مما وضعهم في ضائقة مالية وحالة من عدم اليقين.
تدير الجمعيات الوطنية في أوكرانيا والمنطقة المحيطة بها، بدعم من الاتحاد الدولي، العديد من برامج المساعدات النقدية لمساعدة الفئات الأكثر ضعفاً في تدبير أمورهم.
الأزمة مستمرة: ما هي الخطوة التالية؟
على الرغم من اختفاء هذه الأزمة من عناوين الأخبار، لا يجب أن ينسى العالم ما يحدث في أوكرانيا.
في العام الماضي، عملت حركتنا بلا كلل لدعم الأشخاص المتضررين في أوكرانيا وخارجها. لكن على الرغم من جهودنا، فإن حجم هذه الأزمة يتطلب المزيد من الدعم والاهتمام المستمر.
بفضل دوره المساعد ووجوده الدائم في أوكرانيا، فإن الصليب الأحمر الأوكراني هو في الموقع الأفضل لدعم الأشخاص المتضررين الآن وفي المستقبل.
ستواصل شبكة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر دعم الصليب الأحمر الأوكراني والمتضررين، طالما أنهم بحاجة إلينا.
--
اضغطوا هنا للوصول إلى نداء الطوارئ المعدل مؤخرًا، والذي اطلقه الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر بهدف دعم أوكرانيا والبلدان المتأثرة.
وإذا كنتم ترغبون في دعم عملنا المنقذ للحياة، يرجى التبرع لندائنا هنا.
النزاع في السودان: استجابة فرق جمعية الهلال الأحمر السوداني والاتحاد الدولي
أحدث المعلومات:
السودان: حالة طوارئ معقدة - نداء الطوارئ لدعم الناس داخل السودان
أزمة السودان: نزوح السكان الإقليمي - نداء الطوارئ لدعم الأشخاص الفارين من الصراع إلى البلدان المجاورة
--
اندلع القتال في قاعدة مروي العسكرية في السودان يوم 15 أبريل/نيسان، وتصاعد منذ ذلك الحين بسرعة في الخرطوم وفي جميع أنحاء البلاد. تشير التقارير إلى أن مئات الأشخاص قد لقوا مصرعهم، وآلاف الجرحى يحتاجون إلى رعاية طبية فورية.
لا يستطيع المدنيون الحصول على الطعام أو المياه لأن المتاجر لا تزال مغلقة بسبب انعدام الأمان. تعطلت الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والإنترنت. حتى الآن، نزح مئات الآلاف من الأشخاص داخليًا أو فروا عبر الحدود بحثًا عن الأمان في البلدان المجاورة.
يكافح العاملون في المجال الطبي للوصول إلى المرافق الصحية بسبب القتال، كما أنالمستشفيات التي عادة ما يتم إعادة تخزينها كل 2-3 أيام تنتظر الآن أسابيع بدون إمدادات. من أكثر الاحتياجات إلحاحًا في المستشفيات هي الأدوات المخصصة للإسعافات الأولية، بالإضافة الى الديزل لمولدات الطاقة، والنقالات، والأسرّة، ووسائل نقل للطواقم الطبية والمتطوعين.
يهدد هذا التصعيد بتفاقم الأزمة الإنسانية في منطقة عانت لسنوات من العنف وعدم الاستقرار والصعوبات الاقتصادية وانعدام الأمن الغذائي.
استجابتنا حتى الآن
تم نشر أكثر من 200 متطوع من جمعية الهلال الأحمر السوداني في الخرطوم لتقديم خدمات الإسعافات الأولية والدعم النفسي-الاجتماعي للمتضررين.
كما تم نشر مئات المتطوعين في ولايات أخرى؛ شمال دارفور وجنوب دارفور والولاية الشمالية (مروي) لتقديم خدمات الإسعافات الأولية في المستشفيات.
يدير المتطوعون خدمة إعادة الروابط العائلية للأشخاص الذين انفصلوا عن أحبائهم، ويقدمون الدعم النفسي الاجتماعي لأولئك الذين فقدوا الاتصال مع عائلاتهم.
في 2 مايو/ايار، اطلقنا نداء طوارئ بقيمة 30 مليون فرنك سويسري لدعم جمعية الهلال الأحمر السوداني في توسيع نطاق عملها المحلي المنقذ للأرواح، بالتعاون والتنسيق مع اعضاء الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر.
هذا، وخصص الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر المبالغ التالية من خلالصندوق الطوارئ للإستجابة للكوارث:
475,320 فرنك سويسري لجمعية الهلال الأحمر السوداني. يمكّن هذا التمويل فرق الهلال الأحمر السوداني من تقديم الخدمات الصحية والدعم النفسي-الاجتماعي وتنفيذ عمليات البحث والإنقاذ في عدة ولايات. يمكنكم قراءة المزيد هنا.
137,369 فرنك سويسري للصليب الأحمر التشادي لمساعدته في دعم الأعداد المتزايدة من الأشخاص الفارين من النزاع وعبور الحدود إلى تشاد. يمكنكم قراءة المزيد هنا.
305,832 فرنك سويسري إلى الهلال الأحمر المصري لمساعدته في دعم الأعداد المتزايدة من الأشخاص الفارين من النزاع وعبور الحدود إلى مصر. يمكنكم قراءة المزيد هنا.
485,297 فرنك سويسري إلى الصليب الأحمر الاثيوبي لمساعدته في دعم الأعداد المتزايدة من الأشخاص الفارين من النزاع وعبور الحدود إلى اثيوبيا. يمكنكم قراءة المزيد هنا.
355,567 فرنك سويسري إلى جمعية الصليب الأحمر في جنوب السودان لمساعدته في دعم الأعداد المتزايدة من الأشخاص الفارين من النزاع وعبور الحدود إلى جنوب السودان. يمكنكم قراءة المزيد هنا.
223,438 فرنك سويسري إلى الصليب الأحمر في جمهورية إفريقيا الوسطى لمساعدته في دعم الأعداد المتزايدة من الأشخاص الفارين من النزاع وعبور الحدود إلى جمهورية إفريقيا الوسطى. يمكنكم قراءة المزيد هنا.
نواصل دعوة الأطراف المشاركة في النزاع إلى توفير مساحات إنسانية أساسية. ستستمر الخسائر البشرية في الازدياد ما لم يتلقى الجرحى والمرضى المساعدة العاجلة. يجب حماية مرافق الرعاية الصحية، ويجب منح موظفيها ووسائل النقل ممرات آمنة. إنها أولوية ملحة بالنسبة لنا أن نكون قادرين على الوصول إلى هذه المرافق وأن تصل فرق الصيانة إلى محطات الكهرباء والمياه.
للمزيد من المعلومات
مقال رويترز 'الصليب الأحمر يحذر من كارثة إنسانية محتملة على الحدود السودانية التشادية' (23 مايو)
تقرير صوتي من نائب المدير الإقليمي للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في أفريقيا (17 مايو)
بيان صحفي عن وصول شحنة جديدة من المساعدات الإنسانية من الاتحاد الدولي بورتسودان (16 مايو)
تحديث صوتي من منسق الهجرة والنزوح في إفريقيا بالاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر (5 مايو)
مقابلة قناة القاهرة مع حسام فيصل، رئيس وحدة الكوارث في مكتب الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في الشرق الأوسط وشمال افريقيا (28 أبريل).
مقال على موقع SciDev.net بعنوان 'النزاع في السودان يترك النظام الصحي في حالة انهيار تام' يقتبس رئيس مكتب الاتحاد الدولي في السودان (27 أبريل).
تقرير صوتي من قبل محمد الأمين إبراهيم، مدير عمليات الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في السودان (26 أبريل).
مقابلة قناة القاهرة مع فريد عبد القادر، رئيس مكتب الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في السودان (25 أبريل).
مقابلة قناة ABC مع فريد عبد القادر، رئيس مكتب الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في السودان (25 أبريل).
تقرير صوتي عن الوضع من قبل أسامة عثمان، مدير التواصل في جمعية الهلال الأحمر السوداني (20 أبريل).
مقابلة قناة الجزيرة الإنجليزية مع فريد عبد القادر، رئيس مكتب الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في السودان (20 أبريل).
استفسارات وسائل الإعلام
إذا كنتم صحفيون وترغبون في مزيد من المعلومات أو طلب مقابلة حول حالة الطوارئ هذه، فيرجى التواصل معنا على [email protected]
تابعوا حسابات تويتر هذه لآخر المستجدات:
الفريق الإقليمي للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في أفريقيا: @IFRCAfrica
جمعية الهلال الأحمر السوداني: @SRCS_SD
فريد عبد القادر، رئيس مكتب الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في السودان: @FARID1969
الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر: @IFRC
التبرعات
إذا كنتم ترغبون في التبرع لمساعدتنا في دعم الأشخاص المتضررين من النزاع في السودان، يرجى الضغط هنا.
نحن ممتنون لدعمكم القيم. يمكنكم معرفة المزيد حول التبرع للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر هنا.
زلزال تركيا وسوريا: استجابة الاتحاد الدولي حتى الآن
ضرب زلزالان مدمّران بقوة 7.7 درجات و 7.6 درجات جنوب شرق تركيا، بالقرب من الحدود مع سوريا، في الساعات الأولى من يوم الاثنين 6 فبراير/شباط 2023، تلاه عدة هزات ارتدادية، مما أسفر عن مقتل آلاف الأشخاص وإصابة الكثيرين في تركيا وسوريا.
إنه أكبر زلزال تشهده تركيا وسوريا منذ قرن.
استجاب كل من الهلال الأحمر العربي السوري والهلال الأحمر التركي على الفور، حيث يعمل المتطوعون على مدار الساعة لتقديم المساعدات المنقذة للحياة.
بعد شهور عديدة، لا يزال ملايين الأشخاص متضررون ومشردون ويحتاجون إلى المأوى، وخدمات الصحة والصحة النفسية، والصرف الصحي، والغذاء والمياه.
نداءات الطوارئ
أطلق الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر نداءي طوارئ بقيمة إجمالية قدرها 650 مليون فرنك سويسري لدعم استجابة جمعياتنا الوطنية في الميدان. اتبع هذه الروابط لمعرفة المزيد حول كل نداء طوارئ وأولويات الاستجابة:
في سوريا: 200 مليون فرنك سويسري لدعم الهلال الأحمر العربي السوري
في تركيا: 450 مليون فرنك سويسري لدعم الهلال الأحمر التركي
التبرعات
الرجاء زيارة الروابط التالية للتبرع لاستجابتنا في كل بلد:
تبرّعوا للاستجابة في سوريا
تبرّعوا للاستجابة في تركيا
نحن ممتنون لدعمكم القيّم الذي سيمكننا من مساعدة الهلال الأحمر العربي السوري والهلال الأحمر التركي على تقديم الدعم المنقذ للحياة.
اضغطوا هنا للحصول على معلومات عامة حول التبرع للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر.
التواصل الاعلامي
إذا كنتم صحفيين وترغبون في المزيد من المعلومات أو طلب مقابلة حول حالة الطوارئ هذه، يرجى إرسال بريد إلكتروني إلى [email protected] أو الاتصال على 0041797084367.
ماذا تفعل جمعياتنا الوطنية؟
إن الهلال الأحمر التركي والهلال الأحمر العربي السوري في قلب الاستجابة لهذا الزلزال.
في تركيا، انتشر اكثر من 5,000 موظف ومتطوع من الهلال الأحمر التركي في 10 مقاطعات متضررة مع مخزون من المواد الغذائية ومواد الإغاثة الأساسية لدعم المصابين والأشخاص الذين تم اخلاؤهم، كما تم توزيع 300 مليون وجبة ساخنة لكافة المتضررين.
في سوريا، استجاب أكثر من 4,000 موظف ومتطوع من الهلال الأحمر العربي السوري في المناطق الأكثر تضرراً، بما في ذلك حماة وحلب واللاذقية وطرطوس. من خلال عياداتهم ووحداتهم الصحية المتنقلة، قاموا بتوفير الرعاية الصحية والأدوية لأكثر من 1.1 مليون شخص، في حين قاموا أيضاً بتوزيع اكثر من 3.2 مليون من مواد الإغاثة الإنسانية، بما في ذلك المأوى، والبطانيات، والفرش، والملابس الشتوية، ومستلزمات النظافة، والإمدادات الغذائية والزراعية.
تقدم الجمعيات الوطنية في كل من تركيا وسوريا الدعم النفسي-الاجتماعي للمحتاجين اليه، وتقوم بإحالتهم إلى خدمات رعاية الصحة النفسية طويلة الأجل عند الضرورة.
أثار الزلزال موجة تضامن ضخمة من شبكة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر: فقد قدمت العشرات من الجمعيات الوطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر من جميع أنحاء العالم الدعم التقني. وقد دعم العديد منهم بالفعل الهلال الأحمر التركي والهلال الأحمر العربي السوري بمواد الإغاثة. هذا، وأطلقت حوالي 60 جمعية وطنية حملات محلية لجمع التبرعات.
تابعوا هذه الحسابات على تويتر لآخر المستجدات:
@IFRC
@IFRC_Europe
@IFRC_MENA
@SYRedCrescent- الهلال الأحمر العربي السوري
@RedCrescent-الهلال الأحمر التركي
@BirgitteEbbesen - بريجيت بيشوف إبسين، المديرة الإقليمية للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والأحمر والهلال الأحمر لأوروبا
@elsharkawi - حسام الشرقاوي، المدير الإقليمي للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والأحمر والهلال الأحمر للشرق الأوسط وشمال افريقيا
روابط مفيدة
بيان صحفي من 3 مارس/آذار:بعد شهر على زلزال تركيا وسوريا: قنبلة موقوتة تهدد الصحة النفسية
بيان صحفي من 16 فبراير/شباط:الاتحاد الدولي يرفع قيمة طلب التمويل الطارئ إلى 650 مليون فرنك سويسري وسط زيادة الاحتياجات الإنسانية
بيان صحفي من 11 فبراير/شباط:الاتحاد الدولي يدعو إلى دعم الناس في تركيا وسوريا والتضامن معهم على المدى الطويل
بياننا الصحفي الأول من يوم الاثنين 6 فبراير/شباط مع تحديث أولي والإعلان عن نداءي طوارئ.
صور خالية من حقوق الطبع والنشر لاستجابتنا في سوريا وتركيا.
معلومات عامة عن الزلازل والتأهب للزلازل.
العام الماضي كان "الثامن على التوالي" بحيث تعدت درجات الحرارة معدلات ما قبل الثورة الصناعية، مما يهدد أهداف اتفاق باريس للمناخ
تم نشر هذه المقالة في الأصل على موقع مركز المناخ التابع للصليب الأحمر والهلال الأحمر هنا.
كانت السنوات الثماني الماضية هي الأشد حرارة على الإطلاق على مستوى العالم، والتي غذّتها "الانبعاثات المتزايدة باستمرار والحرارة المتراكمة"، وفقًا لـ 6 مجموعات بيانات دولية تم توحيدها من قبل المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) وتوضيحها أمس.
وصرّحت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن درجة الحرارة العالمية العام الماضي كانت 1.15 درجة مئوية فوق خط الأساس 1850-1900 لما قبل الثورة الصناعية، وكان عام 2022 هو العام الثامن على التوالي الذي وصلت فيه درجة الحرارة إلى درجة مئوية واحدة على الأقل فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعة، وفقًا لبيان صحفي صادر من جنيف.
وأضافت أن "احتمال تخطي حد الـ 1.5 درجة مئوية الذي حددته اتفاقية باريس - بشكل مؤقت - يتزايد بمرور الوقت".
إن استمرار انخفاض درجة ظاهرة النينيا، الآن في عامه الثالث، يعني أن عام 2022 لم يكن الأشد حرارة على الإطلاق؛ مع ذلك، يعتبر سادس أحرّ عام على الأقل.
يُظهر عمل WMO متوسطًا عالميًا لمدة عشر سنوات وصولاً الى عام 2022 يبلغ 1.14 درجة مئوية فوق خط الأساس للقرن التاسع عشر، مقارنةً بأحدث رقم للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) والذي يبلغ 1.09 درجة مئوية للعقد الماضي وصولاً الى عام 2020، مما يشير إلى استمرار الاحترار على المدى الطويل.
قال الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، بيتيري تالاس، أمس: "في عام 2022، واجهنا العديد من الكوارث المناخية المأساوية التي أودت بحياة عدد كبير جدًا من الأرواح وسبل العيش وقوّضت الصحة والغذاء والطاقة والمياه والبنية التحتية.
"غمرت الفيضانات مناطق واسعة من باكستان، مما أدى إلى خسائر بشرية واقتصادية كبيرة. سُجلت موجات حر قياسية في الصين وأوروبا وأمريكا الشمالية والجنوبية، في حين أن الجفاف في القرن الأفريقي يهدد بكارثة إنسانية.
"هناك حاجة إلى تعزيز التأهب لمثل هذه الأحداث المتطرفة وضمان أننا قادرين على تحقيق هدف الأمم المتحدة المتمثل في الإنذارات المبكرة للجميع في السنوات الخمس المقبلة."
وصرّحت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية بأن تقريرها المؤقت عن حالة المناخ العالمي في عام 2022 يذكر "مستويات قياسية من غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي"، والتي ما زالت تسبب موجات الحر الشديدة، والجفاف، والفيضانات المدمرة والتأثير على ملايين الأشخاص.
وقال الأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر جاغان تشاباغين، ردًا على أحدث الأرقام المتعلقة بدرجات الحرارة العالمية: "يشعر الناس في جميع أنحاء العالم بآثار مناخنا الذي يشتد حرّاً، وتستمر البيانات العلمية في تعزيز هذا الواقع المرعب. إن العمل المناخي الشامل للجميع، وبقيادة أولئك الأكثر عرضة للخطر، هو مفتاح مكافحة أزمة المناخ.
"إن النافذة لتنفيذ تدابير التكيف المنقذة للحياة تغلق ببطء، ولكن لا يزال هناك متسع من الوقت لمساعدة المجتمعات على التكيف مع الكوارث المتعلقة بالمناخ، بما في ذلك الاستثمارات في أنظمة الإنذار المبكر القادرة على الوصول إلى الجميع."
في سبتمبر الماضي، كشف الاتحاد الدولي عن نهج "صندوق واحد وركيزتان" لصندوق الطوارئ للاستجابة للكوارث، مما يعكس التزامًا متزايدًا بالعمل الاستباقي.
وأضاف البيان الصحفي الصادر عن WMO أنه ينبغي النظر في درجات الحرارة السنوية في سياق طويل الأجل، وذلك لأن الاختلافات من سنة الى أخرى يمكن أن تكون هامشية. "منذ الثمانينيات، كان كل عقد أشدّ حرارة من العقد الذي سبقه. ومن المتوقع أن يستمر هذا الأمر".
المهاجرون في غرب إفريقيا: الصليب الأحمر يقدم المساعدات ويعطي الأمل للمهاجرين في السنغال
"إنهم يتعرضون للعنف والاستغلال وسوء المعاملة والمخاطر الأمنية والعنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي وجميع أنواع الأخطار على طول مسارات الهجرة؛ هنا، نعطيهم الأمل ونقدم لهم الحماية والمساعدة والإرشاد والمشورة".
هكذا لخّصت الأخصائية الاجتماعية مارياما مبالو العمل المنجز في نقطة الخدمات الإنسانية (HSP) في منطقة كولدا، والذي يديرها الصليب الأحمر السنغالي والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في جنوب السنغال.
"نقطة الخدمات الإنسانية في منطقة كولدا هي مركز يوفر مساحة سرّية وحرّة للاستقبال والاصغاء والدعم النفسي الاجتماعي وتقديم المشورة والمساعدة للمهاجرين"، قالت عالمة الاجتماع البالغة من العمر 30 عامًا، والتي تعمل هناك منذ فبراير 2022.
أصبحت السنغال، التي كانت تعتبر تاريخياً وجهة للمهاجرين في غرب إفريقيا، دولة عبور. بسبب موقعها الجغرافي، يمرّ النازحون، وخاصة القادمين من غرب إفريقيا، عبر السنغال في رحلتهم شمالًا إلى دول المغرب العربي أو أوروبا بحثًا عن حياة أفضل.
أهمية الدعم النفسي الاجتماعي
يمكن أن يكون للسفر على طول مسارات الهجرة الخطيرة تأثير عميق على الصحة البدنية والنفسية للمهاجرين.
الهدف من الدعم النفسي الاجتماعي في كولدا هو مساعدة الأشخاص المتنقلين على استعادة توازنهم العقلي، وأهم شيء، تشجيعهم على أن يكونوا نشيطين وملتزمين بتعافيهم - من خلال إيجاد آليات دفاع وحماية تناسبهم.
عندما يكون للمهاجرين العابرين احتياجات لا يمكن تلبيتها في نقطة الخدمات الإنسانية، يتم إحالتهم إلى خدمات الشركاء الخارجيين.
"إن مفتاح المشروع هو متطوعوه؛ في الواقع، هم 'الباب الأمامي'، بحيث يستقبلون المهاجرين أولاً ويستمعون إليهم ثم يوجهونهم إلى الأخصائي الاجتماعي للاستماع الفعال والمتعمّق"، أكّدت مارياما.
قد يشعر الموظفون العاملون في كولدا أحيانًا بالضغط النفسي والصدمة عند الاستماع إلى التجارب التي رواها لهم المهاجرون خلال جلسات المشورة.
"نعم ، هناك بعض القصص التي صدمتنا، لكن لدينا القدرة على التغلب عليها من أجل تقديم الإرشاد والدعم للمهاجرين المحتاجين لذلك"، تقول مارياما.
تلبية الاحتياجات المتنوعة للناس
يمكن للأشخاص المتنقلين الوصول إلى المساعدات الأساسية الأخرى، مثل الطعام والماء، في كولدا. أمضى العديد من المهاجرين الذين وصلوا، بمن فيهم النساء والأطفال، أيامًا بدون طعام أثناء رحلاتهم الطويلة عبر مناطق غير مضيافة.
يقدم متطوعو وموظفو كولدا أيضًا نصائح ومعلومات مفيدة للأشخاص حول قضايا مثل الاتجار بالبشر، أو اعادة الاتصال بعائلاتهم أو التعامل مع وثائق السفر المهمة.
وإذا لزم الأمر، يمكن للمهاجرين أيضًا تلقي المساعدة القانونية، بأقصى قدر من السرّية والحماية، فضلاً عن المساعدات الأساسية مثل الملابس والنظافة وذلك بهدف ضمان صحتهم.
تقول مارياما: "غالبًا ما يكون الأشخاص الذين يصلون إلى نقطة الخدمات الإنسانية في حالة ضعف كبير، لذلك نبذل قصارى جهدنا لتلبية احتياجاتهم الأكثر إلحاحًا على الفور".
إن المتطوعون لا يدعمون المهاجرين وحسب، بل يقومون بعمل مكثف مع المجتمع المحلّي لزيادة الوعي والمعرفة بشأن احترام حقوق وكرامة المهاجرين.
يتم تنفيذ هذا العمل المهم بأقصى قدر من السرية، وبشكل يتماشى مع مبادئنا الأساسية وسياسة الهجرة الخاصة بالاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر.
مساعدة وحماية المهاجرين الأكثر ضعفاً في غرب إفريقيا
تعد كولدا مجرد مثال واحد على أكثر من 600 نقطة خدمات إنسانية تديرها الجمعيات الوطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر على طول مسارات الهجرة الرئيسية في العالم. إنها أماكن محايدة توفر بيئة ترحيبية وآمنة للمهاجرين للوصول إلى الخدمات الأساسية، بغض النظر عن وضعهم ودون خوف من التعرض للاحتجاز أو إبلاغ السلطات.
منذ إطلاق نقطة الخدمات الإنسانية في كولدا في عام 2020، والتي تتضمن نقاط صغيرة أخرى في تاناف وساليكيغني ودياوبي وباتا، استقبل المتطوعون ودعموا أكثر من 1500 مهاجر.
تم إنشاؤها كجزء من مشروع "مساعدة وحماية المهاجرين الأكثر ضعفاً في غرب إفريقيا". بتمويل من الاتحاد الأوروبي، يغطي المشروع مختلف مسارات الهجرة المزدحمة في بوركينا فاسو وغامبيا ومالي والنيجر والسنغال. بالإضافة إلى الجمعيات الوطنية لهذه البلدان، يشارك في المشروع أيضًا الاتحاد الدولي، والصليب الأحمر الإسباني والصليب الأحمر الدنماركي والصليب الأحمر في لوكسمبورغ.
-
لمزيد من المعلومات، تفضل بزيارة الصفحة الخاصة بالهجرة والنزوح لمعرفة المزيد حول سياسات وبرامج وعمليات الهجرة الخاصة بالاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر.
أزمة الجوع في كينيا: أصوات من الجفاف
كينيا هي واحدة من عدّة بلدان في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى التي تعاني حاليًا من واحدة من أكثر الأزمات الغذائية إثارة للقلق منذ عقود.
الجفاف الشديد، بسبب فشل 4 مواسم مطيرة متتالية، يعني أن الملايين من الناس في البلاد يواجهون الجوع والعطش.
لكن الجفاف ليس المشكلة الوحيدة، بحيث أن التضخم الحاد والكوارث المناخية والصراعات والنزوح ليست سوى عدد قليل من العوامل المحلّية والعالمية الأخرى التي تعرض حياة الناس في جميع أنحاء البلاد لخطر جسيم.
ونتيجة لأزمة الجوع، نشهد أيضًا ارتفاعًا في معدلات زواج الأطفال، وزيادة التسرب المدرسي، وتصعيد النزاعات، بحيث يحاول الناس التأقلم والوصول إلى الموارد الثمينة.
تساعد جمعية الصليب الأحمر الكينية، بدعم من الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، المجتمعات المتضررة في حماية سبل عيشهم خلال هذه الأزمة. يقوم متطوعوهم المحليون بتوزيع الطعام، وإعادة تأهيل مصادر المياه، وتوفير التحويلات النقدية ودعم تغذية الناس، اذ تم الوصول إلى أكثر من 100,000 أسرة حتى الآن.
اقرأ شهادات بعض الأشخاص الذين دعمناهم وهم يتحدثون عن كيفية تأثير هذا الجفاف التاريخي على حياتهم وحياة أسرهم.
سكولاستيكا ايسيكون، قرية أوكوت، نغاريمارا، إيسيولو
"لقد أنعم الله عليّ بثمانية أطفال. نحن الآنفي وسط الجفاف، وغادرت الماشية لتجد المراعي في مكان آخر، وسنبقى بلا طعام طوال فترة الظهيرة والمساء. ماتت المواشيوارتفعت الأسعار في نفس الوقت. ممكن أن أجني 200 أو 500 شلن في اليوم مقابل العمل اليدوي، إلا أنهذا يكفي لوجبة واحدة، وسنشعر بالجوع في المساء.
الحياة صعبة على النساء. ذهب الشباب مع الحيوانات للبحث عن العشب. مما قد يستغرق الأمر عدة أيام، ومن ممكن أن تسمع أن سارقي الماشية قد قتلوا الرجال. والبعض ينتحر حتى. لقد ساعدت المياه كثيرًا، ويمكننا أن نشكر الله على أنه أحضر لنا مساعدين قاموا بحفر الآبار.
عندما أعود من العمل في الليل، يمكنني الحصول على الماء من مكان قريب. قبل ذلك، كان عليّ أن أمشي لمسافة تبعد عدة ساعات، وكان من الممكن أن أعود إلى المنزل بدون ماء، لأن الأفيال يمكن أن تدفعنا بعيدًا. لم تعد هذهمشكلة الآن".
إيبينيو مويا، قرية أوكوت، نغاريمارا، إيسيولو
"أثّر الجفاف علينا جميعاً. نتلقى المساعدات، لكنها لا تأتي في كثير من الأحيان ولا تدوم طويلاً. نحن ممتنون حقًا لمشروع المياه الذي قدّمه لنا الصليب الأحمر الكيني. سنحتاج أيضًا إلى أنابيب للري، حتى نتمكن من البدء في الزراعة.
أكبر مشاكلنا هي الجفاف. جفّت الأشجار وغادرت الحيوانات. لولا مياه الصليب الأحمر، لكنّا في مأزق. الأطفال ضعفاء وليس لدينا ما نعطيه لهم. هناك ماشية متبقية لدى بعض الناس، لكنهم لا يستطيعون بيعها، لأن الحيوانات نحيفة جداً.
لقد سُرقت ماشيتي المكونة من 48 بقرة منذ عامين. أدّى الجفاف إلى تفاقم النزاعات. أعتقد أن الزراعة يمكن أن تكون خيارًا جيدًا لنا. إذا تمكن الأطفال من الذهاب إلى المدرسة، فسيكونون قادرين على تغيير المستقبل ".
فرحية عبدي علي، منطقة أباكايلي، غاريسا
"الحياة كانت طبيعية والعمل كان جيدًا في الماضي. حصلنا على الحليب واللحوم من الحيوانات. اليوم، ما من حليب، والحيوانات نحيفة جداً.
لم يعد بإمكاني الإستفادة من متجري، لأن الناس لا يملكون المال لشراء البضائع. أبلغتنيأسواق البيع بالجملة أنني لن أستطيع شراء البضائع، ولكن عندما جاء الصليب الأحمر وقدم المساعدة النقدية للناس، كسبت المال الكافي من الناس لشراء البضائع للمتجر.
أنا أيضاً حصلت على مساعدة نقدية واستخدمت جزءًا منها لشراء البضائع للمتجر، واستخدمت جزءًا آخر لدفع الرسوم المدرسية لأولادي، علماً أنهم في المدرسة الثانوية. الحياة أفضل الآن والناس مرتاحون ".
عبدي بوكيه تينيسا، منطقة سيريشو، إيسيولو
"لقد حفر الصليب الأحمر لنا بئراً، ويُسمح للأبقار بالشرب، على الرغم من عدم وجود مرعى هنا. كان الجفاف سيئاً. اعتادت الحيوانات أن تأكل وتعود إلى المنزل في وقت مبكر من المساء لأنها كانت تكتفي. الآن، تبحث الحيوانات عن الطعام وتبقى مستيقظة طوال الليل بحثًا عن العشب. تبقى بعض المواشي هنا بالقرب من الماء، إلا أن الحيوانات البرية تقتلهم في الليل.
جلب هذا الجفاف معه الكثير من الخوف. كان لدي 50 بقرة، ولكن لم يبقى منها على قيد الحياة إلا12 بقرة. لا أعتقد أنها ستبقى على قيد الحياة حتى هطول الأمطار القادمة، فهي في حالة سيئة.
يذهب الأطفال عادةً إلى المدرسة، ولكن الرسوم المدرسية باتت مشكلة. ليس لدينا ما يكفي من المال لشراء الطعام للأطفال، فكيف لنا توفير المال للرسوم المدرسية؟"
--
اضغط هنا لمعرفة المزيد عن أزمة الجوع في أفريقيا وللتبرع لندائنا الطارئ.
تحالف الإستثمار في الجمعيات الوطنية: إعلان التمويل لعام 2022
تحالف الإستثمار في الجمعيات الوطنية (NSIA) هو آلية التمويل المجمّع، يديرها الإتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر واللجنة الدولية للصليب الأحمر بشكل مشترك.
يوفر تحالف الإستثمار في الجمعيات الوطنية تمويلًا مرنًا متعدد السنوات لدعم تنمية جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على المدى الطويل، خصوصاً الجمعيات الموجودة في بلدان حيث فيها حالات الطوارئ معقّدة والأزمات ممتدّة، وذلك كي يتمكنوا من زيادة فعالية وتحسين مدى وصول خدماتهم الإنسانية.
يمكنللتحالف أن يمنح ما يصل إلى مليون فرنك سويسري من التمويل المُعجّل لأي جمعية وطنية على مدى 5 سنوات. بالإضافة إلى ذلك، يقدم التحالف مِنح الجسر (منح قصيرة الأجل) تصل قيمتها إلى 50,000 فرنك سويسري،على مدى 12 شهرًا، بشأنهاأن تساعد الجمعيات الوطنية على تمهيد الطريق للإستثمار المستقبلي من التحالفأو من أي طرف آخر.
هذا العام، يسرّ تحالف الإستثمار في الجمعيات الوطنية أن يعلن أنه تم اختيار 6 جمعيات وطنية للحصول على التمويل المُعجّل في عام 2022، وهي الجمعيات التالية:
الصليب الأحمر البوروندي
جمعية الصليب الأحمر الكيني
جمعية الصليب الأحمر الملاوي
جمعية الصليب الأحمر الروسي
الهلال الأحمر العربي السوري
جمعية الصليب الأحمر في زامبيا
ستتلقى هذه الجمعيات الوطنية استثمارًا كبيرًا يصل إلى مليون فرنك سويسري، يجب استخدامه بغضون 5 سنوات كحد أقصى، وذلك بهدف مساعدتهم في تسريع رحلتهم نحو الاستدامة طويلة الأجل. وقد حصلت 3 من هذه الجمعيات الوطنية (سوريا وملاوي وزامبيا) سابقًا على مِنح الجسر، مما يثبت مرة أخرى أهمية المقاربة التدريجية للصندوق تجاه التنمية المستدامة.
بالإضافة إلى ذلك، ستتلقى 14 جمعية وطنية أخرى ما يصل إلى 50,000 فرنك سويسري كتمويل قصير الأجل، وهي: بنين، جمهورية الكونغو الديمقراطية، غينيا، إندونيسيا، العراق، الأردن، ليبيريا، ليبيا، مالي، نيكاراغوا، فلسطين، بنما، رواندا، سيراليون.
في المجمل، سيخصص تحالف الإستثمار في الجمعيات الوطنية5.4 مليون فرنك سويسري لـ 20 جمعية وطنية مختلفة هذا العام، أي أكثر من ضعف الأموال المخصصة في عام 2021، ويمثل أكبر تخصيص سنوي منذ إطلاق التحالف في عام 2019.
أصبح هذا التمويل التاريخي ممكنًا بفضل الدعم السخي من حكومات سويسرا والولايات المتحدة وكندا والنرويج، والجمعيتين الوطنيتين النرويجيةوالهولندية. كما عززت كل مناللجنة الدولية للصليب الأحمر والإتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمرالتزامهما خلال السنوات القادمة عبر تخصيص 10 ملايين فرنك سويسري و 2 مليون فرنك سويسري على التوالي.
قال الرئيسان المشاركان للجنة التوجيهية لتحالف الإستثمار في الجمعيات الوطنية، خافيير كاستيلانوس، نائب الأمين العام لتنمية المجتمعات الوطنية وتنسيق العمليات في الإتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، وأوليفييه راي، مدير التعبئة والحركة والشراكة في اللجنة الدولية للصليب الأحمر:
"يسعدنا أننا تمكنا من اختيار 20 مبادرة من الجمعيات الوطنية بهدف تمويلها من قبل تحالف الإستثمار في الجمعيات الوطنية في عام 2022. أصبحت رؤيتنا وخططنا حقيقة. نشهد حصول الجمعيات الوطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر التي تعمل في سياقات هشّة علىالأموال اللازمة للتطوير المستدام من أجل تقديم خدماتها الإنسانية على نطاق أوسع. هذه هي محلية العمل الإنساني في أوج عملها وعلى نطاق واسع.
إنه لأمرمُشجّع أن نرى فعالية مقاربة تحالف الإستثمار في الجمعيات الوطنيةالمؤلفة من مرحلتين، بحيث أن التمويل الأولي يوفر نقطة انطلاق لمساعدة الجمعيات الوطنية على الاستعداد لزيادة الاستثمار بهدف تحقيق أثر مستدام على المنظمة والمجتمعات الضعيفة. نأمل أن نرى المزيد من الجمعيات الوطنية تتبع هذا المسار.
سيبقى عام 2022 في الذاكرةكعلامة فارقة بالنسبة لتحالف الإستثمار في الجمعيات الوطنية. طموحنا هو الحفاظ على هذا الزخم والاستمرار في النمو في السنوات القادمة. نحن نرى هذه الآلية على أنها أدات قيّمة واستراتيجية لدعم الجمعيات الوطنية في البيئات الهشّة والأزمات في الشروع في رحلتهم نحو التنمية المستدامة."
لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة موقع تحالف الإستثمار في الجمعيات الوطنية عبر الضغط هنا.
أزمة الجوع في نيجيريا: طرق مبتكرة لتحسين التغذية
تواجه العديد من البلدان في أفريقيا أسوأ أزمة غذائية منذ عقود.
العواقب أكثر سوءاً بالنسبة للنساء والأطفال، حيث تكافح العديد من الأمهات حاليًا لحماية أطفالهن من سوء التغذية.
في نيجيريا، وهي واحدة من 12 دولة يعطيها الاتحاد الدولي الأولوية في استجابته لأزمة الجوع، يعتمد الصليب الأحمر النيجيري والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على طرقًا مبتكرة لمساعدة الآباء على الحفاظ على صحة أطفالهم وتغذيتهم. دعونا نلقي نظرة على ثلاثة منهم.
نوادي الأمهات
نوادي الأمهات هي أماكن آمنة للنساء للالتقاء ودعم بعضهن البعض من خلال نجاحات ونضالات الأمومة. بدأت الفكرة في غانا في السبعينيات، وانتشرت منذ ذلك الحين في جميع أنحاء العالم. في الوقت الحاضر، هناك تركيز متزايد على إشراك الرجال ودعم دورهم الأساسي في تربية الأطفال.
أنشأ متطوعو الصليب الأحمر النيجيري 140 من نوادي الأمهات في 7 ولايات شمال غرب نيجيريا، مما أتاح للآباء الالتقاء وتلقي المعلومات حول التغذية والرضاعة الطبيعية والرعاية المناسبة للأطفال. تعتبر هذه النوادي وسيلة لتوفير التثقيف الصحي للآباء حول أفضل السبل لرعاية أطفالهم حديثي الولادة، والرضاعة الطبيعية بشكل صحيح، وكيفية تحسين النظافة والرعاية - كل ذلك ضمن بيئة ودية وداعمة. عندما أصيب طفلها بالوذمة، وهو من المظاهر الخطيرة لأعراض سوء التغذية، لجأت أمينة، عضوة في أحد نوادي الأمهات، إلى الصليب الأحمر النيجيري طلبًا للمساعدة:
"كان طفلي مريضًا لبعض الوقت، ولم أكن أعرف أن حالته خطيرة، أو حتى أنه كان يعاني من سوء التغذية، الى أن جاء [متطوعو الصليب الأحمر] إلى منزلي لفحصه. واليوم، بفضل الأنشطة التوعوية وعضويتي في الأندية، يمكنني رعاية أطفالي بشكل أفضل وتقديم المشورة للنساء في مجتمعي بشأن الممارسات الجيدة".
المساعدة النقدية والقسائم
تواجه العديد من الأسر في ولاية ناساراوا نقصًا حادًا في الغذاء بسبب الجفاف الذي يجتاح المنطقة. تقول سعدية، وهي أم لطفل تكافح لإطعام نفسها وابنها،
"لا أستطيع أن آكل أو أعد الطعام لابني بشكل منتظم لأن الأرض بالكاد تنتج أي شيء".
تسلط امرأة أخرى في ولاية النيجر الضوء على كيف أن ارتفاع تكاليف المعيشة، وخاصة ارتفاع أسعار المواد الغذائية، يمنعها من تقديم عشاء جيد لعائلتها:
"لم أرضّع طفلي بشكل صحيح بسبب عدم توفر وجبات مغذية كافية في السوق بالنسبة لي. وحتى عندما تكون متاحة، لا يمكنني تحمّل كلفتها."
ولمعالجة هذا الأمر، يقدم الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر حاليًا قسائم للأمهات المرضعات من خلال برنامجه المخصص للتحويلات النقدية. وأضافت: "كنت من بين الأمهات اللواتي تلقين الدعم من قبل جمعية الصليب الأحمر. تلقيت 10,000 نيرة مما مكنني من شراء الطعام لعائلتي".
تم تصميم برنامج التحويلات النقدية لدعم الأسر ذات الدخل المنخفض للتعامل مع ضغوط التضخم وتتمكن من تلبية احتياجاتها المتعددة، بما فيها احتياجات الأطفال.
يُعد تقديم الأموال إلى الأشخاص الذين ندعمهم طريقة فعالة وشفّافة لتقديم المساعدة الإنسانية للفئات الأكثر ضعفًا، بحيث يضمن حرية وكرامة واستقلالية الناس في اتخاذ القرارات بشأن تعافيهم.
الزيارات المنزلية لسد الثغرات في الخدمات الصحية
تعاني العديد من المراكز الصحية من نقص الموظفين، وتم إغلاق بعضها بسبب تفاقم أزمة انعدام الأمن، مما يزيد من صعوبة حصول الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية على الرعاية الصحية الأساسية.
تقوم النساء وأعضاء نوادي الأمهات بزيارات منزلية لفحص الأطفال المصابين بسوء التغذية عن طريق قياس محيط أذرعهم. يتم بعد ذلك تسجيل أي طفل يعاني من سوء التغذية في بطاقة الإحالة التي صممها الصليب الأحمر النيجيري، وتتم إحالته إلى مركز صحي لتلقي العلاج. تعمل هذه الزيارات المنزلية على تقليل العبء على الخدمات الصحية المنهكة والتأكد من أن الأطفال يخضعون للفحص والدعم بانتظام عندما يحتاجون إليه.
___________
استجابةً لأزمة الغذاء في شمال شرق وشمال غرب نيجيريا، أطلق الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر نداءً طارئًا لجمع أكثر من 4,000,000 فرنك سويسري بهدف مساعدة الناس على التأقلم.
انقر هنا للتبرع اليوم لدعم هذا العمل المنقذ للحياة.