مع مرشّة المياه في يدها، تقوم مريم ألبرت بريّ كل شتلة من الشتلات العديدة التي تغطي الأرض من حولها.
وفي يوم من الأيام، ستحمل هذه الأشجار الصغيرة الفاكهة والمكسّرات، وستوفر الزيت والكاكاو والخشب للمجتمعات المحلّية. من جهة أخرى، ستساعد في التخفيف من آثار تغير المناخ وإزالة الغابات، كما ستوفر مصدرًا حيويًا للدخل المحلّي.
قامت مريم وآخرون بزراعة شتلات الأشجار في مشتل مجتمعي كجزء من مشروع "زراعة الأشجار والعناية بها" التابع لجمعية الصليب الأحمر السيراليوني. باعتبارها واحدة من أبطال المشروع، ترى مريم أن عملها الجاد ليس مجرد واجب، بل إنه سعي دؤوب لتأمين مستقبل أكثر اخضرارًا وصحة للأجيال القادمة.
وتقول مريم: "أنا فخورة جدًا برؤية مجتمعي يتبنى مبادرتنا. إن الأشجار لا توفر الغطاء الأخضر فحسب، بل تفيد الأسر غذائياً واقتصادياً أيضاً، وذلك لأننا نركز على الأشجار المثمرة مثل الكاجو، ونخيل الزيت، والكاكاو، والأفوكادو، وأشجار الأخشاب مثل غميلينا".
إن دورها كبطلة لزراعة الأشجار والعناية بها يتجاوز مجرد الاهتمام بالنباتات، بحيث يتمثل أيضًا في إلهام أفراد مجتمعها في سيراليون للتمتع بحسّ المسؤولية البيئية.
مسؤولياتها متعددة الأوجه، فتقوم بحشد افراد المجتمع وتثقيفهم حول أهمية زرع البذور والعناية بها بشكل مستمر. تعتبر قيادتها محورية في تنظيم الأنشطة المجتمعية المنتظمة التي تركز على الحفاظ على البيئة.
تتمثل الأهداف الرئيسية لمشروع زراعة الأشجار والعناية بها التابع لجمعية الصليب الأحمر السيراليوني في مكافحة إزالة الغابات، وتعزيز التنوع البيولوجي، والتخفيف من آثار تغير المناخ. إنها استجابة ضرورية للحاجة الملحّة للعمل البيئي في سيراليون وخارجها.
صورة: جمعية الصليب الأحمر السيراليوني
5 مليار شجرة جديدة في جميع أنحاء أفريقيا بحلول عام 2030
تعتبر زراعة الأشجار في سيراليون جزءًا من مبادرة أكبر تشمل القارة الأفريقية. في مواجهة الكوارث الطبيعية والأزمات الإنسانية المتزايدة في أفريقيا، والتي تتفاقم بسبب تغير المناخ والصراعات، أطلق الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر مبادرة زراعة الأشجار والعناية بها في عموم أفريقيا في عام 2021.
تعالج هذه المبادرة التحديات المختلفة من خلال دمج التدخلات البيئية مع المساعدات الإنسانية التقليدية. وتركّز على زراعة الأشجار على نطاق واسع، والحلول المستمدة من الطبيعة، لتعزيز التكيف مع المناخ، والحد من مخاطر الكوارث، وتحسين الأمن الغذائي.
وبهدف زراعة والعناية بـ 5 مليار شجرة بحلول عام 2030، تعمل المبادرة على تعزيز الممارسات المستدامة، وتعزيز قدرة المجتمعات على الصمود، وتدعو إلى سياسات أقوى تدعم حماية البيئة.
تلعب الأشجار دورًا حاسمًا في امتصاص ثاني أكسيد الكربون، وبالتالي التخفيف من أسباب تغير المناخ، كما تكييف المناطق الطبيعية مع عواقبه. هذا، وتقلل الأشجار من تآكل التربة، وتحافظ على التنوع البيولوجي، وتعزز جودة المياه.
تعمل جمعية الصليب الأحمر السيراليوني على تمكين النساء، مثل مريم، من قيادة وتسهيل عملية زراعة الأشجار في مجتمعاتهن المحلية. تقوم هؤلاء البطلات بإنشاء والعناية بالمشاتل، وحشد أفراد المجتمع، وضمان العناية المستمرة بالأشجار حتى تصل إلى مرحلة النضج.
صورة: جمعية الصليب الأحمر السيراليوني
حتى الآن، هناك 52 بطلة متفانية في 52 مجتمعًا محليًا تشارك بنشاط في جهود مماثلة في سيراليون. وقد قامت البطلات ومجتمعاتهن بزراعة أكثر من 55 ألف شجرة، أي ما يقرب من 60% من هدف المشروع. ولا تزال جهود الزراعة التي تبذلها جمعية الصليب الأحمر السيراليوني مستمرة، ومن المتوقع أن تستمر هذه الأعداد في النمو مع مواصلة البطلات، مثل مريم، عملهن.